مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لماذا يتزايد الاستياء من الضرائب؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٣ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • لماذا يتزايد الاستياء من الضرائب؟‏

      ‏«حتى لو كدحتُ في العمل فالكثير مما اجنيه يؤخذ مني».‏ —‏ مثل بابلي،‏ حوالي سنة ٢٣٠٠ ق‌م.‏

      ‏«في هذا العالم،‏ لا شيء اكيد إلّا الموت والضرائب».‏ —‏ رجل الدولة الاميركي بنجامان فرانكلن،‏ سنة ١٧٨٩.‏

      يعمل روبن بائعا في احد المتاجر.‏ وكل سنة،‏ يتبخر ثلث معاشه تقريبا بسبب الضرائب.‏ يقول متشكّيا:‏ «لا ادري اين يذهب كل هذا المال.‏ فنحن لم نعد نحصل على الخدمات كما في السابق بسبب التخفيضات في النفقات الحكومية».‏

      لكن الضرائب هي جزء من حياتنا،‏ شئنا ام ابينا.‏ يقول الكاتب تشارلز آدمز:‏ «مذ نشأت الحضارة،‏ فرضت الحكومات الضرائب على المداخيل بطرائق شتى».‏ وغالبا ما اثارت الضرائب الاستياء وأشعلت احيانا الثورات.‏ فالبريطانيون القدامى حاربوا الرومان قائلين:‏ «نفضّل ان نُذبَح عوض ان نتحمل عبء الضرائب!‏».‏ وفي فرنسا،‏ ساهم الاستياء من الڠابل gabelle،‏ اي ضريبة الملح،‏ على اطلاق شرارة الثورة الفرنسية التي مات فيها جباة الضرائب بالمقصلة.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ ساهمت الثورة ضد الضرائب في شن حرب الاستقلال ضد انكلترا.‏

      ولا عجب ان يبقى الاستياء من الضرائب موجودا حتى اليوم.‏ يقول الخبراء ان انظمة الضرائب في البلدان النامية هي غالبا «غير فعالة» و «مجحفة».‏ وبحسب احد الباحثين،‏ فُرض في بلد افريقي فقير «اكثر من ٣٠٠ ضريبة محلية،‏ تعذَّرت ادارتها حتى بوجود فريق عمل ذي كفاءة عالية.‏ فالطرائق الملائمة لجباية الضرائب ومراقبة كيفية انفاقها هي اما مفقودة او لا تُطبّق،‏ .‏ .‏ .‏ خالقة فرصا لإساءة استعمال الاموال المجبية».‏ وأخبرت هيئة الاذاعة البريطانية BBC انه في احد البلدان الآسيوية،‏ «فرض الرسميون المحليون عشرات .‏ .‏ .‏ الضرائب غير الشرعية —‏ من رسوم على زرع الموز الى ضرائب على ذبح الخنازير —‏ اما بغية زيادة اموال الادارات المحلية او ملء جيوبهم».‏

      والهوة بين الاغنياء والفقراء تؤجج نيران الاستياء.‏ تقول مجلة انتعاش افريقيا (‏بالانكليزية)‏:‏ «احد الاختلافات الاقتصادية الكثيرة بين البلدان المتقدمة والنامية هو ان البلدان المتقدمة تدعم المزارعين فيما تفرض البلدان النامية الضرائب على المزارعين.‏ .‏ .‏ .‏ ويذكر البنك الدولي ان دعم الولايات المتحدة لمزارعيها يؤدي الى خسارة افريقيا الغربية ٢٥٠ [مليون] دولار اميركي من دخلها الذي تجنيه سنويا من تصدير القطن».‏ لذلك قد يستاء المزارعون في البلدان النامية عندما يدفعون الضرائب من مكاسبهم الشحيحة.‏ يقول مزارع في بلد آسيوي:‏ «كلما اتى [الرسميون الحكوميون] الى منطقتنا علمنا انهم سيطلبون المال».‏

      وفي جنوب افريقيا،‏ خيّم مؤخرا استياء مشابه حين فرضت الحكومة ضريبة عقارية على المزارعين.‏ فهدّد المزارعون باللجوء الى المحاكم.‏ وقال ناطق بلسان المزارعين ان الضريبة «ستفلّس اصحاب المزارع وتزيد عدد عمال المزارع العاطلين عن العمل».‏ في بعض الاحيان،‏ لا يزال الاستياء من الضرائب يؤدي الى العنف.‏ تخبر هيئة الاذاعة البريطانية:‏ «قُتل مزارعان [آسيويان] السنة الماضية عندما اجتاحت الشرطة احدى القرى حيث كان يحتج الفلاحون على الضرائب الباهظة».‏

      لكنّ الاستياء ليس حكرا على الفقراء.‏ فقد اظهر استطلاع في جنوب افريقيا ان كثيرين من الاغنياء الذين يدفعون الضرائب «يرفضون دفع ضرائب اضافية،‏ حتى لو عنى ذلك عجز الحكومة عن تحسين الخدمات التي يحتاجون اليها».‏ كما ان اخبار مشاهير العالم في الموسيقى،‏ السينما،‏ الرياضة،‏ والسياسة تصدرت عناوين الصحف بسبب تهربهم من الضرائب.‏ يذكر كتاب انحطاط (‏وسقوط؟‏‏)‏ ضريبة الدخل (‏بالانكليزية)‏:‏ «من المؤسف ان رؤساءنا وأهم الرسميين الحكوميين في بلدنا لم يكونوا قط امثلة يقتدي بها المواطن العادي في دفع الضرائب».‏

      لربما شعرت انت ايضا ان الضرائب باهظة،‏ مجحفة،‏ ومرهقة.‏ فكيف ينبغي ان تنظر الى دفع الضرائب؟‏ هل تخدم الضرائب اي هدف حقيقي؟‏ ولماذا تبدو انظمة الضرائب في اغلب الاحيان معقدة ومجحفة؟‏ ستناقش المقالتان التاليتان هذه الاسئلة.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      في البلدان النامية قد يدفع الفقراء حصة غير عادلة من الضرائب

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Godo-Foto

  • الضرائب —‏ هل هي الثمن لقاء «مجتمع متحضر»؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٣ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • الضرائب —‏ هل هي الثمن لقاء «مجتمع متحضر»؟‏

      ‏«الضرائب هي ما ندفعه مقابل العيش في مجتمع متحضر».‏ —‏ نقش على مبنى مصلحة الضرائب في العاصمة واشنطن.‏

      تحاجّ الحكومات ان الضرائب شر لا بد منه،‏ الثمن لقاء «مجتمع متحضر».‏ وسواء وافقتَ على هذا الرأي ام لا،‏ لا يمكن الانكار ان الثمن باهظ عادة.‏

      يمكن تقسيم الضرائب الى فئتين:‏ مباشرة وغير مباشرة.‏ بعض الامثلة عن الضرائب المباشرة:‏ ضريبة الدخل،‏ ضريبة الشركات،‏ وضريبة المِلكية.‏ ولا شك ان اكثر هذه الضرائب اثارة للاستياء هي ضريبة الدخل،‏ وخصوصا في البلدان حيث تكون ضريبة الدخل تصاعدية،‏ اي ترتفع نسبة الضريبة بارتفاع الاجر المتقاضى.‏ ويحاج الذين يعارضون سياسة الضريبة هذه ان الضريبة التصاعدية هي عقاب على العمل الدؤوب والنجاح.‏

      وتذكر مطبوعة OECD Observer الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انه بالاضافة الى الضرائب المدفوعة للحكومات المركزية،‏ «قد يكون على اصحاب المداخيل دفع ضرائب الدخل المحلية،‏ الاقليمية،‏ تلك التابعة للمقاطعة،‏ او التابعة للولاية.‏ وهذا هو الوضع في اسپانيا،‏ البلدان الاسكنديناڤية،‏ ايسلندا،‏ بلجيكا،‏ سويسرا،‏ كندا،‏ كوريا،‏ الولايات المتحدة،‏ واليابان».‏

      وتشمل الضرائب غير المباشرة:‏ ضرائب المبيعات،‏ الضرائب على الكحول والسجائر،‏ والرسوم الجمركية.‏ وهذا النوع من الضرائب ليس ظاهرا كالضرائب المباشرة لكنه يشكِّل رغم ذلك عبئا ماليا،‏ وخصوصا على الفقراء.‏ في مجلة فرونتلاين (‏بالانكليزية)‏ الصادرة في الهند،‏ يحاج الكاتب جيالي ڠوش ان الفكرة السائدة ان الذين ينتمون الى الطبقتين الوسطى والغنية هم الذين يدفعون القسم الاكبر من الضرائب في الهند انما هي فكرة لا اساس لها من الصحة.‏ يقول ڠوش:‏ «في ما يتعلق بحكومات الولايات،‏ تعادل الضرائب غير المباشرة اكثر من ٩٥ في المئة من الضرائب مجتمعة.‏ .‏ .‏ .‏ ومن المرجح ان الناس الافقر يدفعون قسما اكبر من مدخولهم كضرائب مقارنةً بالاغنياء».‏ ولا شك ان الضرائب الباهظة على المواد الاستهلاكية الاساسية،‏ مثل الصابون والطعام،‏ تخلق هذا التباين.‏

      لكن ماذا تفعل الحكومات بكل المال المجبي؟‏

      اين يذهب المال

      من المعترف به ان الحكومات تنفق كميات هائلة من المال على الخدمات الضرورية.‏ في فرنسا،‏ مثلا،‏ يعمل ربع الناس في القطاع العام.‏ منهم المعلمون،‏ عمال البريد،‏ موظفو المتاحف والمستشفيات،‏ الشرطة،‏ وغيرهم من موظفي الدولة.‏ والضرائب ضرورية لدفع معاشاتهم.‏ وتُنفَق الضرائب ايضا على انشاء الطرقات والمدارس والمستشفيات،‏ وكذلك على خدمات مثل جمع النفايات وتوزيع البريد.‏

      وتغطي الضرائب ايضا حاجات القوى العسكرية.‏ لقد فُرضت ضريبة الدخل اولا على البريطانيين الاثرياء لتمويل الحرب ضد الفرنسيين سنة ١٧٩٩.‏ لكن خلال الحرب العالمية الثانية،‏ بدأت الحكومة البريطانية تطلب من الطبقة العاملة دفع حصتها من ضرائب الدخل.‏ واليوم،‏ لا يزال تمويل القوى المسلحة في البلدان امرا مكلفا،‏ حتى في وقت السلم.‏ وبحسب تقدير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام،‏ بلغت كلفة النفقات العسكرية في العالم نحو ٧٩٨ بليون دولار اميركي سنة ٢٠٠٠.‏

      الهندسة الاجتماعية

      تُستخدم الضرائب ايضا لتحقيق «الهندسة الاجتماعية»،‏ وسيلة تعزز او تعيق بعض انماط الحياة.‏ مثلا،‏ من المفترض ان تكبح الضريبة المفروضة على الكحول شرب الكحول المفرط.‏ لذلك تفرض بلدان عديدة ضرائب على قنينة البيرة تشكّل ٣٥ في المئة تقريبا من سعرها.‏

      تُفرض الضرائب الباهظة ايضا على التبغ.‏ في جنوب افريقيا،‏ تبلغ الضرائب على علبة السجائر ٤٥ الى ٥٠ في المئة من ثمنها.‏ لكن هدف الحكومة من وضع مثل هذه الضرائب ليس دائما لخير الناس فقط.‏ فكما يذكر الكاتب كينيث وارنر في مجلة السياسة الخارجية (‏بالانكليزية)‏،‏ التبغ هو «قوة اقتصادية مهمة تدرّ سنويا مئات بلايين الدولارات من المبيعات،‏ بالاضافة الى بلايين الدولارات من ايرادات الضرائب».‏

      وأحد الامثلة البارزة للهندسة الاجتماعية ظهر في اوائل القرن الـ‍ ٢٠.‏ فقد سعى مشترعو القوانين في الولايات المتحدة الى الحدّ من تشكّل سلالات عائلية غنية.‏ كيف؟‏ بخلق ضريبة عقارية.‏ فعندما يموت رجل غني،‏ تأخذ ادارة الضرائب حصة كبيرة من ثروته المكدَّسة.‏ ويحاج مؤيدو هذه الضريبة انها «تحوِّل الموارد عن جيوب العائلات الارستقراطية لتُستخدم من اجل مقاصد مدنية ديمقراطية».‏ ربما كان ذلك صحيحا،‏ لكنّ دافعي الضرائب الاثرياء طوروا اساليب عديدة لتخفيف وطأة هذه الضريبة عليهم.‏

      ولا تزال الضرائب تُستخدم لتعزيز مختلف المسائل المتعلقة بالمجتمع،‏ مثل مسألة البيئة.‏ تخبر المجلة البيئية (‏بالانكليزية)‏:‏ «طبَّقت تسعة بلدان في غرب اوروپا مؤخرا نوعا جديدا من الضرائب،‏ لتخفيف ملوِّثات الهواء في المقام الاول».‏ وضرائب الدخل التصاعدية،‏ المذكورة آنفا،‏ هي ايضا محاولة اخرى في الهندسة الاجتماعية؛‏ والهدف منها تضييق الهوة بين الاغنياء والفقراء.‏ وتقدّم بعض الحكومات ايضا تخفيضات ضريبية لمَن يعطي تبرعات خيرية او لمَن لديهم اولاد.‏

      لمَ كل هذا التعقيد؟‏

      كلما اقتُرح فرض ضريبة،‏ حاول المشترعون سدّ اية فجوات محتملة في القوانين المتعلقة بالضرائب.‏ لا تنسَ ان هنالك خطر خسارة كميات هائلة من المال.‏ والنتيجة؟‏ تصير قوانين الضرائب معقدة جدا.‏ يوضح مقال في مجلة تايم ان الكثير من التعقيدات في قانون الضريبة الاميركي «يكمن في تعريف الدخل» اي تحديد الاموال الخاضعة للضرائب.‏ وتنتج التعقيدات الاضافية من القوانين الكثيرة «التي تسمح بمختلف الحسومات والاعفاءات الضريبية».‏ وهذا التعقيد في قوانين الضرائب ليس حكرا على الولايات المتحدة.‏ ففي المملكة المتحدة،‏ ضمت طبعة حديثة من القوانين الضريبية ٥٢١‏,٩ صفحة،‏ وملأت عشرة مجلدات.‏

      يذكر مركز ابحاث السياسة الضريبية في جامعة ميشيڠان:‏ «كل سنة يصرف دافعو الضرائب في الولايات المتحدة اكثر من ثلاثة بلايين ساعة لملء بيان ضريبة الدخل.‏ .‏ .‏ .‏ وما يصرفه دافعو ضرائب الدخل في الولايات المتحدة من وقت ومال [لملء بيانات الضرائب] يعادل ١٠٠ بليون دولار اميركي كل سنة،‏ اي حوالي ١٠ في المئة من الضريبة المجبية.‏ ويعود معظم العبء الناتج من الالتزام بقوانين الضرائب الى تعقيد قوانين ضرائب الدخل».‏ يقول روبن،‏ المذكور في مستهل المقالة الاولى:‏ «حاولت ان احسب ما يتوجب عليّ من ضرائب،‏ فتطلب ذلك مني وقتا هائلا،‏ وغالبا ما كنت اشعر انني ادفع اكثر من اللزوم.‏ لذلك ادفع الآن لمحاسب لكي يملأ لي بيانات الضرائب».‏ —‏ انظر الاطار «الالتزام بقوانين الضرائب» في الصفحة ٨.‏

      دفع الضرائب،‏ تجنبها،‏ والتهرب منها

      يعترف معظم الناس،‏ ولو على مضض،‏ بالفوائد التي تجلبها الضرائب لمجتمعهم.‏ اوضح رئيس مصلحة الضرائب البريطانية مرة:‏ «لا احد يُسرّ بدفع ضرائب الدخل،‏ لكنّ قليلين يحاجون ان الوضع من دونها يكون افضل».‏ ويقدِّر البعض ان ٩٠ في المئة من الناس في الولايات المتحدة يلتزمون بدفع الضرائب.‏ يعترف احد المسؤولين في هذا المجال:‏ «معظم حالات عدم الالتزام بدفع الضرائب تنبع من صعوبة فهم القانون والاجراءات،‏ لا من الرغبة في التهرب من الضرائب».‏

      رغم ذلك،‏ يجد كثيرون طرقا لتجنب دفع بعض الضرائب.‏ تأمل مثلا في ما قالته مقالة في اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي (‏بالانكليزية)‏ عن ضرائب الشركات:‏ «تتجنب شركات كثيرة دفع حصة كبيرة من الضرائب المتوجبة عليها،‏ هذا اذا لم تتجنب دفعها كلها،‏ بواسطة اساليب شرعية كالاستفادة من الحسومات الضريبية او اللجوء الى خطط بارعة تتعلق بالعمليات الحسابية».‏ وتكمل المقالة معطية مثلا عن الخطط البارعة:‏ «تؤسس شركة اميركية شركةً في بلد نسبة الضرائب فيه منخفضة.‏ فتصير الشركة الاميركية تابعة للشركة المنشأة في البلد الاجنبي».‏ وهكذا لا تدفع الشركة الضرائب الاميركية —‏ التي يمكن ان تصل الى ٣٥ في المئة —‏ رغم ان المركز الرئيسي في البلد الاجنبي قد لا يشتمل إلَّا على خزانة لحفظ الملفات وصندوق بريد».‏

      ثم هنالك التهرُّب الواضح من دفع الضرائب.‏ ويُخبر ان التهرب من الضرائب يُعتبر «سلوى» في احد البلدان الاوروپية.‏ وبحسب استطلاع أُجري في الولايات المتحدة وُجد ان ٥٨ في المئة فقط من الرجال الذين تتراوح اعمارهم بين الـ‍ ٢٥ والـ‍ ٢٩ يرون ان عدم التصريح بقيمة الدخل كلها امر خاطئ.‏ ويعترف الذين اجروا الاستطلاع:‏ «يظهر التقرير ان مجتمعنا لا يتحلّى بمستوى عالٍ من الاخلاق والآداب».‏ وفي المكسيك،‏ تُقدَّر نسبة التهرب من الضرائب بحوالي ٣٥ في المئة.‏

      لكنّ الناس عموما يعترفون بفائدة الضرائب ولا مانع لديهم من دفع الحصة المتوجبة عليهم.‏ والكلمات الشهيرة التي تُنسب الى القيصر طيباريوس تبدو صحيحة:‏ «على الراعي الصالح جزّ قطيعه،‏ لا سلخ جلده».‏ فكيف ينبغي ان تنظر الى دفع الضرائب اذا شعرت انك ضحية نظام يثقل الكاهل،‏ مجحف،‏ او معقد جدا؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      فكّر قبل ان تنتقل

      تختلف انظمة الضرائب باختلاف البلد.‏ وفي الواقع،‏ قد تختلف ضرائب الدخل كثيرا ضمن البلد نفسه.‏ فهل يجدي التفكير في الانتقال الى منطقة تكون نسبة الضرائب فيها اقل؟‏ ربما،‏ لكن فكّر قبل ان تنتقل.‏

      مثلا،‏ اوردت مطبوعة OECD Observer مقالة تلفت نظر القراء الى ان المسألة لا تتوقف على نسبة ضريبة الدخل الاساسية فقط.‏ تقول:‏ «تلحق بالضريبة الاساسية حسومات مختلفة،‏ فتنخفض القيمة التي يدفعها الشخص».‏ مثلا،‏ تفرض بعض البلدان ضريبة دخل منخفضة.‏ لكنها تقدم «القليل من التخفيضات،‏ الحسومات،‏ والاعفاءات الضريبية».‏ نتيجة ذلك،‏ تكون الضريبة في هذه البلدان اعلى من تلك الموجودة في البلدان ذات الضرائب العالية لكن التي تقدم اعفاءات وحسومات ضريبية اكثر من غيرها.‏

      في الولايات المتحدة،‏ يفكر البعض في الانتقال الى ولايات لا تفرض ضريبة دخل.‏ لكن هل يعني ذلك بالضرورة توفير المال؟‏ ليس بحسب شركة كِپلينڠر لتمويل المشتريات الشخصية التي تقول:‏ «في حالات كثيرة،‏ يُظهر بحثنا ان الولايات التي لا تفرض ضريبة دخل تعوّض عن ذلك بفرض نسب اعلى لضرائب المِلكية،‏ ضرائب المبيعات،‏ وغيرها من الضرائب».‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      الالتزام بقوانين الضرائب

      يشعر كثيرون منا ان دفع الضرائب امر مجهد يثقل الكاهل.‏ لذلك طلبت مجلة استيقظ!‏ من خبير في شؤون الضرائب بعض الاقتراحات العملية.‏

      ‏«استشر شخصا مناسبا.‏ هذا ضروري،‏ لأن قانون الضرائب يمكن ان يكون معقدا.‏ وجهل القوانين نادرا ما يُقبل كعذر لعدم الالتزام بدفع الضرائب.‏ رغم ان الذي يدفع الضرائب قد يعتبر المسؤولين عن الضرائب اعداء،‏ فهم غالبا مَن يستطيعون منح تعليمات بسيطة ودقيقة عن كيفية حلّ المسائل الضريبية.‏ والمراجع المختصة بالضرائب تفضل ان يملأ الشخص بيان الضرائب بشكل صحيح قبل تقديمه.‏ وهم لا يريدون ان يقاضوك بتهمة عدم الالتزام بالدفع.‏

      ‏«اذا كانت حساباتك معقدة،‏ فاستشر خبيرا في شؤون الضرائب.‏ لكن توخ الحذر!‏ ففيما يهتم خبراء كثيرون بخيرك،‏ هنالك كثيرون لا يهتمون.‏ اطلب مساعدة صديق موثوق به او زميل في العمل لاختيار خبير،‏ وتأكد من اوراقه الثبوتية.‏

      ‏«لا تتوانَ.‏ ان العقوبات الجزائية المفروضة على من يتأخر في تقديم بيانات الضرائب يمكن ان تكون قاسية.‏

      ‏«احفظْ سجلات دقيقة.‏ مهما كانت طريقة حفظك للحسابات،‏ فاشمل فيها آخر العمليات.‏ بهذه الطريقة تصير مهمتك اسهل عندما يحين ملء بيانات الضريبة.‏ وسيكون وضعك افضل اذا جرى التدقيق في حساباتك.‏

      ‏«كن صادقا.‏ قد تُغرى بأن تغش او ربما تحرّف القوانين قليلا لمصلحتك.‏ لكنّ المسؤولين عن الضرائب لديهم عدة طرائق ذكية لكشف اية ادعاءات كاذبة.‏ فمن الافضل دائما ان تكون صادقا.‏

      ‏«اطلعْ على ما يجري.‏ اذا عمد الشخص الذي اوكلتَ اليه مهمة ملء بيانات ضريبتك الى تسليم معلومات غير دقيقة،‏ تبقى المسؤولية ملقاة على عاتقك.‏ لذلك احرص ان يعمل ممثّلك وفق رغباتك».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      في بلدان كثيرة تُفرض ضرائب عالية على التبغ والمشروبات الكحولية

      ‏[الصور في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      تموِّل الضرائب الكثير من الخدمات التي قد نعتبرها مفروغا منها

  • هل ينبغي ان تدفع الضرائب؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٣ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • هل ينبغي ان تدفع الضرائب؟‏

      ‏«أدوا للجميع حقوقهم الواجبة:‏ الضريبة لمن يطلب الضريبة،‏ الجزية لمن يطلب الجزية،‏ الخوف لمن يطلب الخوف،‏ الكرامة لمن يطلب الكرامة».‏ —‏ روما ١٣:‏٧‏.‏

      مع تزايد الضرائب،‏ قد يبدو من الصعب قبول النصيحة الآنفة الذكر.‏ لكنّها كلمات الرسول بولس،‏ وهي مسجّلة في الكتاب المقدس.‏ ولا شك انك تحترم الكتاب المقدس.‏ لكنك قد تتساءل:‏ «هل ينبغي ان يدفع المسيحي كل الضرائب،‏ بما في ذلك الضرائب التي يعتبرها البعض باهظة او مجحفة؟‏».‏

      فكِّر في النصيحة التي اعطاها يسوع لتلاميذه.‏ لقد عرف ان اليهود كانوا مستائين جدا من الضرائب التي فرضتها عليهم روما.‏ رغم ذلك،‏ حث يسوع:‏ «أوفوا ما لقيصر لقيصر،‏ وما للّٰه للّٰه».‏ (‏مرقس ١٢:‏١٧‏)‏ ومن المثير للاهتمام ان يسوع أيّد دفع الضرائب للنظام ذاته الذي كان سيحكم عليه بالموت قريبا.‏

      بعد سنوات قليلة،‏ اعطى بولس النصيحة المقتبسة في مستهل المقالة.‏ وشجع على دفع الضرائب،‏ رغم ان كمية كبيرة من هذه الاموال كانت تُستعمل لدعم جيش روما وتعزيز نمط الحياة الفاسد ادبيا والمتسم بالتبذير الذي اتبعه الاباطرة الرومان.‏ فلماذا اتخّذ بولس مثل هذا الموقف الذي لا يتقبله الناس عموما؟‏

      السلطات الفائقة

      تأمل في سياق الكلام الذي أُخذت منه كلمات بولس.‏ كتب في روما ١٣:‏١‏:‏ «لتخضع كل نفس للسلطات الفائقة،‏ فإنه لا سلطة إلا من اللّٰه؛‏ والسلطات الكائنة موضوعة في مراكزها النسبية من قبل اللّٰه».‏ عندما كانت أمة اسرائيل خاضعة لحكام يخافون اللّٰه،‏ كان من السهل اعتبار دعم الامة ماديا واجبا مدنيا ودينيا.‏ لكن هل كان المسيحيون تحت التزام مماثل عندما صاروا يخضعون لحكام غير مؤمنين وعباد اوثان؟‏ نعم!‏ فقد اظهرت كلمات بولس ان اللّٰه هو الذي منح الحكام «سلطة» ليحكموا.‏

      تعمل الحكومات جاهدة للمحافظة على النظام.‏ وهذا يتيح للمسيحيين متابعة مختلف نشاطاتهم الروحية.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ لذلك قال بولس عن السلطات الحكومية:‏ «انها خادم اللّٰه لك لخيرك».‏ (‏روما ١٣:‏٤‏)‏ وقد استفاد بولس نفسه من الحماية التي قدمتها الحكومة الرومانية.‏ مثلا،‏ عندما هدّد الرعاع حياته،‏ انقذه الجنود الرومان.‏ ولاحقا استأنف دعواه امام النظام القضائي الروماني لكي يتمكن من متابعة عمله كمرسل.‏ —‏ اعمال ٢٢:‏٢٢-‏٢٩؛‏ ٢٥:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      بناء عليه،‏ اعطى بولس ثلاثة اسباب لدفع الضرائب.‏ اولا،‏ تحدث عن «سخط» الحكومات عند معاقبتها منتهكي القانون.‏ ثانيا،‏ اوضح ان ضمير الشخص الذي يطيع اللّٰه يزعجه اذا غش في دفع الضرائب.‏ اخيرا،‏ اشار الى ان الضرائب انما هي لقاء الخدمات التي تقدمها الحكومات ‹كخدام عامين›.‏ —‏ روما ١٣:‏١-‏٦‏.‏

      وهل عمل رفقاء بولس المسيحيون بموجب كلماته؟‏ لا شك في ذلك.‏ فقد قال المسيحي الاسمي من القرن الثاني يوستينوس الشهيد (‏حوالي ١١٠ الى ١٦٥ ب‌م)‏ ان المسيحيين كانوا «على استعداد اكثر من كل الناس» لدفع ضرائبهم.‏ واليوم،‏ عندما تطلب الحكومات من المواطنين ان يقدّموا لها من مالهم او وقتهم،‏ يستمر المسيحيون في الاذعان طوعا.‏ —‏ متى ٥:‏٤١‏.‏a

      طبعا،‏ يحق للمسيحيين ان يستفيدوا من اية حسومات ضريبية شرعية.‏ فأحيانا،‏ قد يتمكنون من الاستفادة من الحسومات او الاعفاءات الممنوحة للذين يتبرعون لمنظمات دينية.‏ لكنهم،‏ اطاعة لكلمة اللّٰه،‏ لا يتهربون من دفع الضرائب.‏ فهم يدفعون ضرائبهم،‏ تاركين مسؤولية انفاقها على عاتق السلطات.‏

      ان فرض الضرائب الباهظة هو احدى الطرائق التي من خلالها «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه».‏ (‏جامعة ٨:‏٩‏)‏ ولكن ما يعزي شهود يهوه هو وعد الكتاب المقدس بأن العدل سيتوفر للجميع في ظل حكومة اللّٰه،‏ حكومة لن تثقل كاهل الناس ابدا بالضرائب المجحفة.‏ —‏ مزمور ٧٢:‏١٢،‏ ١٣؛‏ اشعياء ٩:‏٧‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ان نصيحة يسوع «أوفوا إذًا ما لقيصر لقيصر» لم تكن بالضرورة محصورة بدفع الضرائب.‏ (‏متى ٢٢:‏٢١‏)‏ يوضح هاينرخ ماير في كتابه كتاب مرجعي نقدي وتفسيري لانجيل متى (‏بالانكليزية)‏:‏ «من عبارة [ما لقيصر] .‏ .‏ .‏ لا يجب ان نفهم مجرد الضريبة المدنية،‏ بل كل ما يحق له بسبب حكمه الشرعي».‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      المسيحيون الاوائل كانوا «على استعداد اكثر من كل الناس» لدفع ضرائبهم.‏ ‏—‏ يوستينوس الشهيد

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      المسيحيون الحقيقيون يطيعون قوانين الضرائب

      ‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

      قال يسوع:‏ «أوفوا ما لقيصر لقيصر»‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٠]‏

      European Monetary Institute ©

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة