مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • انتبهوا دائما لتعليمكم
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • انتبهوا دائما لتعليمكم

      ‏«انتبه دائما لنفسك ولتعليمك.‏ اعكف على ذلك،‏ فإنك بفعلك هذا تخلِّص نفسك والذين يسمعونك ايضا».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا هنالك حاجة ماسة اليوم الى معلمين غيورين؟‏

      ‏«اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ نظرا الى وصية يسوع المسيح هذه،‏ ينبغي ان يحاول جميع المسيحيين ان يصيروا معلمين.‏ وهنالك حاجة الى معلمين غيورين لمساعدة ذوي القلوب المستقيمة على الحصول على معرفة اللّٰه قبل فوات الاوان.‏ (‏روما ١٣:‏١١‏)‏ حثّ الرسول بولس:‏ «اكرز بالكلمة،‏ ألحّ في ذلك في وقت مؤات وفي وقت محفوف بالمتاعب».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ ويتطلب ذلك التعليم داخل الجماعة وخارجها على السواء.‏ فلا شك ان التفويض الكرازي في حدّ ذاته يشمل اكثر من مجرد إعلان رسالة اللّٰه.‏ فالتعليم الفعّال لازم لصيرورة المهتمين تلاميذ.‏

      ٢ نحن نعيش في «ازمنة حرجة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فالفلسفات العلمانية والتعاليم الباطلة غسلت ادمغة الناس.‏ وكثيرون هم «في ظلام عقلي» وقد «فقدوا كل حسّ ادبي».‏ (‏افسس ٤:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ويعاني البعض جروحا عاطفية مؤلمة.‏ حقا،‏ ان الناس ‹منزعجون ومنطرحون كخراف لا راعي لها›.‏ (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ ولكن باستخدام فن التعليم،‏ يمكننا مساعدة ذوي القلوب المستقيمة على القيام بالتغييرات اللازمة.‏

      معلمون داخل الجماعة

      ٣ (‏أ)‏ ماذا يشمل تفويض يسوع في التعليم؟‏ (‏ب)‏ مَن تُلقى على عاتقهم المسؤولية الرئيسية ان يعلِّموا داخل الجماعة؟‏

      ٣ يتلقى الملايين الارشاد بواسطة ترتيب الدروس البيتية في الكتاب المقدس.‏ ولكن بعد المعمودية يحتاج الجدد الى مساعدة اضافية ليصيروا «متأصلين وموطَّدين على الاساس».‏ (‏افسس ٣:‏١٧‏)‏ فإذ ننجز تفويض يسوع المسجَّل في متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠ ونوجِّه الجدد الى هيئة يهوه،‏ يستفيدون من التعلم داخل الجماعة نفسها.‏ وبحسب افسس ٤:‏١١-‏١٣‏،‏ عيِّن رجال ليكونوا «رعاة ومعلمين،‏ لأجل إصلاح القديسين،‏ لعمل الخدمة،‏ لبنيان جسد المسيح».‏ ويشمل فن تعليمهم احيانا الحاجة الى ‹التوبيخ،‏ التأنيب،‏ الوعظ،‏ بكل طول اناة›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ وكان عمل المعلمين مهما جدا حتى ان بولس في كتابته الى الكورنثيين يُدرج المعلمين بعد الرسل والانبياء مباشرة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٢:‏٢٨‏.‏

      ٤ كيف تساعدنا القدرة على التعليم ان نطيع حضّ بولس المسجَّل في العبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏؟‏

      ٤ صحيح انه ليس جميع المسيحيين شيوخا،‏ او نظارا،‏ إلا ان الجميع يجري تشجيعهم على تحريض بعضهم بعضا «على المحبة والاعمال الحسنة».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وهذا ما يتطلب في الاجتماعات تعليقات مُعدّة جيدا ونابعة من القلب تبني الآخرين وتشجِّعهم.‏ ويمكن لناشري الملكوت ذوي الخبرة ان ‹يحرِّضوا على الاعمال الحسنة› ايضا بإعطاء الجدد من معرفتهم وخبرتهم عندما يعملون معهم في خدمة الحقل.‏ ويمكن نقل الارشاد القيِّم في هذه المناسبات والمناسبات غير الرسمية.‏ مثلا،‏ يجري حضّ النساء الناضجات ان يكنّ «معلِّمات لما هو صالح».‏ —‏ تيطس ٢:‏٣‏.‏

      إقناع التلميذ حتى يؤمن

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ايّ فرق هنالك بين المسيحية الحقة والعبادة الباطلة؟‏ (‏ب)‏ كيف يساعد الشيوخ الاشخاص الجدد على اتِّخاذ القرارات الحكيمة؟‏

      ٥ هنالك فرق شاسع بين المسيحية الحقة والاديان الباطلة،‏ التي يسعى الكثير منها الى السيطرة على تفكير اعضائها.‏ فعندما كان يسوع على الارض،‏ سعى القادة الدينيون الى السيطرة على كل اوجه حياة الناس تقريبا من خلال تقاليد بشرية ظالمة.‏ (‏لوقا ١١:‏٤٦‏)‏ وغالبا ما فعل رجال دين العالم المسيحي الامر نفسه.‏

      ٦ أما العبادة الحقة فهي «خدمة مقدسة» نقدِّمها ‹بقوتنا العقلية›.‏ (‏روما ١٢:‏١‏)‏ فخدّام يهوه يجري ‏‹اقناعهم حتى يؤمنوا›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤‏)‏ وأحيانا،‏ قد يلزم ان يضع الذين يأخذون القيادة بعض الارشادات والاجراءات في سبيل سير كل شيء في الجماعة بسلاسة.‏ ولكن بدل ان يسعى الشيوخ الى اتِّخاذ القرارات عن الرفقاء المسيحيين،‏ يعلِّمونهم «التمييز بين الصواب والخطإ».‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ وهذا ما يقومون به بشكل رئيسي بواسطة تغذية الجماعة «بكلمات الايمان والتعليم الحسن».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٦‏.‏

      الانتباه لتعليمكم

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ كيف يتمكن اشخاص ذوو قدرات محدودة ان يكونوا معلمين؟‏ (‏ب)‏ ماذا يدل ان الجهد الشخصي ضروري للصيرورة معلما فعّالا؟‏

      ٧ ولكن لنعُد الآن الى تفويضنا العام في التعليم.‏ فهل يتطلب الاشتراك في هذا العمل مهارات او ثقافة او قدرات خصوصية؟‏ ليس بالضرورة.‏ فعمل التعليم العالمي النطاق هذا يقوم به غالبا اشخاص عاديون بقدرات محدودة.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٢٦-‏٢٩‏)‏ يوضح بولس:‏ «لنا هذا الكنز [الخدمة] في آنية فخارية [الاجساد الناقصة]،‏ لتكون القدرة التي تفوق ما هو عادي للّٰه لا منا».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ والنجاح الهائل الذي لقيه عمل الكرازة بالملكوت حول الارض هو بمثابة شهادة على قوة روح يهوه.‏

      ٨ ولكن يلزم جهد شخصي دؤوب ليصير المرء «عاملا ليس عليه ما يُخجَل منه،‏ مستعملا كلمة الحق بطريقة صائبة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٥‏)‏ فقد حثّ بولس تيموثاوس:‏ «انتبه دائما لنفسك ولتعليمك.‏ اعكف على ذلك،‏ فإنك بفعلك هذا تخلِّص نفسك والذين يسمعونك ايضا».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ ولكن كيف ينتبه المرء لتعليمه،‏ سواء أكان داخل الجماعة ام خارجها؟‏ وهل يشمل ذلك إتقان مهارات او اساليب تعليم معيَّنة؟‏

      ٩ ايّ امر هو اهم من القدرات الطبيعية؟‏

      ٩ لا شك ان يسوع اظهر في موعظته على الجبل مهارة استثنائية في استعمال اساليب التعليم.‏ فعندما انتهى من الكلام،‏ ‹ذهلت الجموع من طريقة تعليمه›.‏ (‏متى ٧:‏٢٨‏)‏ طبعا،‏ لا يمكن لأحد منا ان يعلِّم بالمهارة التي علَّم بها يسوع.‏ ولكن لا يلزم ان نكون متكلمين فصحاء لنصير معلمين فعّالين.‏ فكما تقول ايوب ١٢:‏٧‏،‏ حتى ‹البهائم والطيور› يمكن ان تعلِّم بصمت.‏ وإلى جانب اية قدرات ومواهب طبيعية قد نملكها،‏ فإن ما يهمّ خصوصا هو «ايّ اناس» نحن —‏ اي ما هي الصفات التي نملكها والعادات الروحية التي نميناها التي يمكن ان يقتدي بها التلاميذ.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١١؛‏ لوقا ٦:‏٤٠‏.‏

      تلاميذ كلمة اللّٰه

      ١٠ كيف رسم يسوع مثالا رائعا كتلميذ لكلمة اللّٰه؟‏

      ١٠ ان معلِّم حقائق الاسفار المقدسة الفعّال يجب ان يكون هو نفسه تلميذا لكلمة اللّٰه.‏ (‏روما ٢:‏٢١‏)‏ وقد رسم يسوع المسيح مثالا رائعا في هذا المجال.‏ فخلال خدمته،‏ اشار الى او ذكر افكارا تناظر مقاطع في اسفار تشكل نحو نصف الاسفار العبرانية.‏a وكان اطِّلاعه على كلمة اللّٰه ظاهرا وهو في الـ‍ ١٢ من عمره،‏ عندما وُجد «جالسا وسط المعلمين،‏ يسمعهم ويسألهم».‏ (‏لوقا ٢:‏٤٦‏)‏ وعندما صار راشدا،‏ كان من عادته الذهاب الى المجمع حيث كانت تُقرأ كلمة اللّٰه.‏ —‏ لوقا ٤:‏١٦‏.‏

      ١١ اية عادات درس جيدة ينبغي ان تكون لدى المعلم؟‏

      ١١ فهل انتم قارئ نهم لكلمة اللّٰه؟‏ ان التنقيب فيها هو الوسيلة ‹لتفهموا مخافة الرب وتجدوا معرفة اللّٰه›.‏ (‏امثال ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ فلتكن لديكم عادات درس جيدة.‏ حاولوا ان تقرأوا جزءا من كلمة اللّٰه يوميا.‏ (‏مزمور ١:‏٢‏)‏ واعتادوا ان تقرأوا كل عدد من برج المراقبة و استيقظ!‏ حالما تتسلمونه.‏ انتبهوا جيدا في اجتماعات الجماعة.‏ تعلَّموا ان تقوموا ببحث دقيق.‏ وإذ تتعلَّمون ‹تتبّع كل الاشياء بدقة›،‏ تتجنبون المبالغة وعدم الدقة عندما تعلِّمون.‏ —‏ لوقا ١:‏٣‏.‏

      المحبة والاحترام للذين يتعلمون

      ١٢ ماذا كان موقف يسوع من تلاميذه؟‏

      ١٢ ان الصفة المهمة الاخرى هي الموقف اللائق من الذين ترشدونهم.‏ فقد كان الفريسيون يزدرون بالذين يصغون الى يسوع.‏ قالوا:‏ «هذا الجمع الذي لا يعرف الشريعة ملعون».‏ (‏يوحنا ٧:‏٤٩‏)‏ أما يسوع فكان يحب تلاميذه ويحترمهم بعمق.‏ قال:‏ «لا ادعوكم عبيدا بعد،‏ لأن العبد لا يعرف ما يعمل سيده.‏ ولكني دعوتكم اصدقاء،‏ لأني عرَّفتكم بكل ما سمعته من ابي».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٥‏)‏ ويُظهِر ذلك كيف ينبغي ان يقوم تلاميذ يسوع بعملهم التعليمي.‏

      ١٣ كيف كان شعور بولس تجاه الذين علَّمهم؟‏

      ١٣ مثلا،‏ لم تكن علاقة بولس بتلاميذه علاقة رسمية باردة.‏ فقد قال للكورنثيين:‏ «قد يكون لكم عشرة آلاف من المربّين في المسيح،‏ ولكن ليس لكم آباء كثيرون؛‏ فأنا ولدتكم في المسيح يسوع بالبشارة».‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٥‏)‏ حتى انه بكى احيانا عندما حضّ الذين علَّمهم.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣١‏)‏ وأعرب ايضا عن صبر ولطف فائقَين.‏ وهكذا استطاع ان يقول لأهل تسالونيكي:‏ «كنا مترفقين في وسطكم،‏ كما تحنو المرضعة على اولادها».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٧‏.‏

      ١٤ لماذا من المهم جدا الاهتمام الشخصي بتلاميذنا للكتاب المقدس؟‏ أوضحوا.‏

      ١٤ فهل تتمثلون بيسوع وبولس؟‏ ان المحبة الصادقة لتلاميذنا يمكن ان تعوِّض عن اية نقائص قد تكون موجودة في قدراتنا الطبيعية.‏ فهل يشعر تلاميذنا للكتاب المقدس اننا نهتم بهم شخصيا اهتماما صادقا؟‏ وهل نصرف الوقت في التعرف بهم؟‏ عندما كانت امرأة مسيحية تلاقي صعوبة في مساعدة تلميذة على التقدم روحيا،‏ سألتها بلطف:‏ «هل هنالك ما يشغل بالك؟‏».‏ فابتدأت المرأة تبوح بما في قلبها،‏ وأخبرتها عن عدة امور تشغل بالها وتقلقها.‏ وكان هذا الحديث الحبي نقطة تحول للمرأة.‏ ففي حالات كهذه من الملائم ذكر افكار مؤسسة على الكتاب المقدس وكلمات تعزية وتشجيع.‏ (‏روما ١٥:‏٤‏)‏ ولكن ينبغي ان نورد هذا التحذير:‏ رغم ان تلميذ الكتاب المقدس قد يتقدم بسرعة ولكن ربما لا يزال عليه ان يتخلص من بعض الطرائق غير المسيحية.‏ لذلك ليس من الحكمة معاشرته بإفراط معاشرة اجتماعية لصيقة.‏ فينبغي المحافظة على الحدود المسيحية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏.‏

      ١٥ كيف نُظهِر الاحترام لتلاميذنا للكتاب المقدس؟‏

      ١٥ والاحترام لتلاميذنا يشمل عدم محاولة السيطرة على حياتهم الشخصية.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١١‏)‏ مثلا،‏ قد ندرس مع امرأة تساكن رجلا.‏ وربما يكون لها اولاد منه.‏ ولأنها نالت المعرفة الدقيقة عن اللّٰه،‏ تريد ان تعمل ما ينسجم مع مقاييس يهوه.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٤‏)‏ فهل ينبغي ان تتزوج بالرجل ام تنفصل عنه؟‏ قد ينتابنا شعور قوي بأن التزوج برجل لديه اهتمام روحي ضئيل او لا يملك ايّ اهتمام على الاطلاق سيعيقها عن التقدم في المستقبل.‏ ومن ناحية اخرى،‏ قد نخاف على مصلحة اولادها فنعتقد انه من الافضل لها ان تتزوجه.‏ وفي كلتا الحالتين،‏ ان التطفل على حياة التلميذ ومحاولة فرض آرائنا الشخصية في هذه المسائل هما امران ينمان عن عدم الاحترام والمحبة.‏ فهي وحدها مَن سيتحمل عواقب القرار.‏ أفليس من الافضل تدريب هذه التلميذة على استخدام ‹قوى ادراكها› والتقرير لنفسها ماذا ينبغي ان تفعل؟‏ —‏ عبرانيين ٥:‏١٤‏.‏

      ١٦ كيف يُظهِر الشيوخ المحبة والاحترام لرعية اللّٰه؟‏

      ١٦ من المهم خصوصا ان يعامل شيوخ الجماعة الرعية بمحبة واحترام.‏ قال بولس وهو يكتب الى فليمون:‏ «مع ان لي حرية كلام عظيمة في المسيح حتى آمرك بفعل ما يليق،‏ فإني احثّك بالحري باسم المحبة».‏ (‏فليمون ٨،‏ ٩‏)‏ قد تنشأ احيانا حالات صعبة في الجماعة.‏ وقد يكون الحزم لازما احيانا.‏ حثّ بولس تيطس ان يداوم على «توبيخهم [الذين اخطأوا] بصرامة ليكونوا اصحاء في الايمان».‏ (‏تيطس ١:‏١٣‏)‏ ورغم ذلك يجب ان يحترس النظار لئلا يكون كلامهم مع الجماعة فظًّا.‏ كتب بولس:‏ «عبد الرب لا يلزم ان يشاجر،‏ بل يلزم ان يكون مترفقا نحو الجميع،‏ اهلا للتعليم،‏ يملك نفسه عندما تحصل اساءة».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤؛‏ مزمور ١٤١:‏٣‏.‏

      ١٧ ايّ خطإ ارتكبه موسى،‏ وماذا يتعلم الشيوخ من ذلك؟‏

      ١٧ ويجب ان يذكِّر النظار انفسهم باستمرار انهم يتعاملون مع ‏«رعية اللّٰه».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٢‏)‏ صحيح ان موسى كان متواضعا،‏ إلا انه فقدَ هذه النظرة مؤقتا لأن الاسرائيليين «امرّوا روحه حتى فرط بشفتيه».‏ (‏مزمور ١٠٦:‏٣٣‏)‏ ورغم انهم لم يكونوا بلا لوم،‏ فقد غضب اللّٰه كثيرا من سوء المعاملة هذا لرعيته.‏ (‏عدد ٢٠:‏٢-‏١٢‏)‏ واليوم،‏ عندما يواجه الشيوخ تحديات مماثلة،‏ ينبغي ان يحاولوا ان يعلِّموا ويرشدوا ببصيرة ولطف.‏ فتجاوب اخوتنا يكون افضل عندما يُعامَلون باعتبار وكأشخاص يحتاجون الى المساعدة،‏ وليس كأشخاص ميؤوس منهم.‏ ويلزم ان يحافظ الشيوخ على الموقف الايجابي الذي كان لدى بولس عندما قال:‏ «نثق في الرب بشأنكم انكم تفعلون ما نوصيكم به وستتابعون فعله».‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏٤‏.‏

      التكيف مع حاجاتهم

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كيف ينبغي ان نتكيف مع حاجات تلاميذ الكتاب المقدس ذوي القدرات المحدودة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نساعد التلاميذ الذين يستصعبون بعض المسائل؟‏

      ١٨ ان المعلم الفعّال مستعد للتكيف مع قدرات تلاميذه وحدودهم.‏ (‏قارنوا يوحنا ١٦:‏١٢‏.‏)‏ ففي مثل يسوع عن الوزنات،‏ اعطى السيد امتيازات ‹لكل واحد حسب قدرته›.‏ (‏متى ٢٥:‏١٥‏)‏ ويمكننا ان نتبع النموذج عينه عندما نعقد دروس الكتاب المقدس.‏ طبعا،‏ من المفضل ان نغطي مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس خلال فترة قصيرة بشكل معقول.‏ ولكن يجب الاعتراف ان ليس الجميع ماهرين في القراءة او قادرين على استيعاب افكار جديدة بسرعة.‏ لذلك يلزم التمييز لنعرف متى يجب الانتقال من نقطة الى اخرى في الدرس اذا كان الاشخاص المتجاوبون يلاقون صعوبة في مجاراتنا.‏ فمساعدة التلاميذ على فهم معنى ما يتعلمونه اهم من تغطية المواد في فترة محددة.‏ —‏ متى ١٣:‏٥١‏.‏

      ١٩ وينطبق الامر نفسه على تلاميذ الكتاب المقدس الذي يستصعبون بعض المسائل كالثالوث او الاعياد الدينية.‏ ففي حين انه ليس ضروريا عموما ان تتضمن دروسنا مواد مؤسسة على الاسفار المقدسة قمنا بالبحث عنها،‏ يمكن ان نفعل ذلك احيانا اذا اتَّضح انه مفيد.‏ فينبغي استخدام التمييز الجيد بحيث نتجنب ايّ تأخير غير ضروري لتقدُّم التلميذ.‏

      كونوا حماسيين!‏

      ٢٠ كيف رسم بولس المثال في الاعراب عن الحماسة والاقتناع في تعليمه؟‏

      ٢٠ يقول بولس:‏ «اتَّقدوا بالروح».‏ (‏روما ١٢:‏١١‏)‏ فسواء كنا نعقد درسا بيتيا في الكتاب المقدس او نشارك في جزء من اجتماع الجماعة،‏ ينبغي ان نكون غيورين وحماسيين.‏ قال بولس لأهل تسالونيكي:‏ «البشارة التي نكرز بها لم تصر بينكم بالكلام فقط،‏ بل كذلك بالقدرة وبروح قدس واقتناع شديد».‏ (‏١ تسالونيكي ١:‏٥‏)‏ وهكذا،‏ فإن بولس ورفقاءه منحوا «لا بشارة اللّٰه فقط بل [انفسهم] ايضا».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٨‏.‏

      ٢١ كيف نحافظ على الحماسة لتعييننا التعليمي؟‏

      ٢١ ان الحماسة الاصيلة تنبع من الاقتناع الراسخ بأن تلاميذنا للكتاب المقدس يلزم ان يسمعوا ما لدينا لنقوله.‏ فلا نعتبر ايّ تعيين للتعليم انه مجرد شيء روتيني.‏ ولا شك ان الكاتب عزرا انتبه لتعليمه في هذا المجال.‏ فقد «هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وليعلّم اسرائيل».‏ (‏عزرا ٧:‏١٠‏)‏ وهذا تماما ما ينبغي ان نفعله بالتحضير جيدا والتأمل في اهمية المواد.‏ فلنصلِّ الى يهوه ان يملأنا بالايمان والاقتناع.‏ (‏لوقا ١٧:‏٥‏)‏ فحماستنا يمكن ان تساعد تلاميذ الكتاب المقدس على تنمية محبة حقيقية للحق.‏ وطبعا،‏ يمكن ان يشمل انتباهنا لتعليمنا استخدام اساليب تعليمية معيَّنة.‏ ومقالتنا التالية ستعالج بعضا منها.‏

  • علِّموا ببصيرة وإقناع
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • علِّموا ببصيرة وإقناع

      ‏«قلب الحكيم يرشد فمه [«يجعل فمه يُظهِر بصيرة»،‏ ع‌ج] ويزيد شفتيه علما [«اقناعا»،‏ ع‌ج]».‏ —‏ امثال ١٦:‏٢٣‏.‏

      ١ لماذا يشمل تعليم كلمة اللّٰه اكثر من مجرد نقل المعلومات؟‏

      ان هدفنا كمعلِّمين لكلمة اللّٰه ليس انارة اذهان تلاميذنا فحسب بل قلوبهم ايضا.‏ (‏افسس ١:‏١٨‏)‏ لذلك يشمل التعليم اكثر من مجرد نقل المعلومات.‏ تقول الامثال ١٦:‏٢٣‏:‏ «قلب الحكيم يرشد فمه [«يجعل فمه يُظهِر بصيرة»،‏ ع‌ج‏] ويزيد شفتيه علما [«اقناعا»،‏ ع‌ج‏]».‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا يعني الاقناع؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن لجميع المسيحيين ان يكونوا معلمين مقنعين؟‏

      ٢ ومما لا شك فيه ان الرسول بولس طبَّق هذا المبدأ في عمله التعليمي.‏ فعندما كان في كورنثوس،‏ «كان يخطب في المجمع كل سبت ويقنع يهودا ويونانيين».‏ (‏اعمال ١٨:‏٤‏)‏ وكما يقول احد المراجع،‏ فإن الكلمة اليونانية المنقولة هنا «يقنع» تعني «إحداث تغيير في العقل بتأثير المنطق والاعتبارات الاخلاقية».‏ فقد استطاع بولس بواسطة الحجج المقنعة ان يدفع الناس حتى الى تغيير طريقة تفكيرهم.‏ وكانت قدرته على الاقناع مدهشة حتى ان اعداءه كانوا يخافون منه.‏ (‏اعمال ١٩:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ إلا ان تعليم بولس لم يكن عرضا للقدرة البشرية.‏ قال للكورنثيين:‏ «كلامي وما كرزت به لم يكونا بكلام الحكمة الهادف الى الاقناع،‏ بل بإظهار روح وقدرة،‏ لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس،‏ بل بقدرة اللّٰه».‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ وبما ان جميع المسيحيين يحصلون على مساعدة روح يهوه اللّٰه،‏ يمكن ان يصيروا جميعا معلمين مقنعين.‏ وكيف ذلك؟‏ لنستعرض بعض اساليب التعليم الفعّالة.‏

      كونوا مصغيا جيدا

      ٣ لماذا البصيرة لازمة عند تعليم الآخرين،‏ وكيف نبلغ قلب تلميذ الكتاب المقدس؟‏

      ٣ يشمل الاسلوب الاول للتعليم الاصغاء،‏ لا التكلم.‏ فكما تقول الامثال ١٦:‏٢٣‏،‏ يتطلب الاقناع ان نكون ذوي بصيرة.‏ ولا شك ان يسوع كان يملك البصيرة عند التعامل مع الذين علَّمهم.‏ تقول يوحنا ٢:‏٢٥‏:‏ «كان هو نفسه يعرف ما في الانسان».‏ ولكن كيف يمكننا ان نعرف ما في قلوب الذين نعلِّمهم؟‏ احدى الطرائق هي ان نكون مصغيا جيدا.‏ تقول يعقوب ١:‏١٩‏:‏ «ليكن كل انسان سريعا في السماع،‏ بطيئا في التكلم».‏ لا يعبِّر الجميع عن افكارهم بسرعة.‏ ولكن عندما يقتنع تلاميذنا للكتاب المقدس بأننا نهتم بهم اهتماما اصيلا،‏ قد يسهل عليهم التعبير عن مشاعرهم الحقيقية.‏ وغالبا ما تساعدنا الاسئلة اللطيفة ولكن الحاذقة على بلوغ القلب واستقاء هذه التعابير.‏ —‏ امثال ٢٠:‏٥‏.‏

      ٤ لماذا يجب ان يكون الشيوخ المسيحيون مصغين جيدين؟‏

      ٤ من المهم خصوصا ان يكون الشيوخ المسيحيون مصغين جيدين.‏ فعندئذ فقط ‹يعرفون حقا كيف يجب ان يعطوا جوابا لكل واحد›.‏ (‏كولوسي ٤:‏٦‏)‏ تحذِّر الامثال ١٨:‏١٣‏:‏ «مَن يجيب عن امر قبل ان يسمعه فله حماقة وعار».‏ ذات مرة،‏ اعطى اخوان عن حسن نية احدى الاخوات مشورة حول الروح العالمية لأنها لم تحضر بعض الاجتماعات.‏ فجُرحت الاخت كثيرا لأنهما لم يسألاها لماذا لم تحضر.‏ فقد كانت تتعافى من عملية جراحية كانت قد أجريت لها مؤخرا.‏ فكم هو مهم ان نصغي قبل اعطاء المشورة!‏

      ٥ كيف يمكن للشيوخ ان يعالجوا الخلافات التي تنشأ بين الاخوة؟‏

      ٥ غالبا ما يشمل التعليم في حالة الشيوخ اعطاء المشورة للآخرين.‏ وهنا ايضا من المهم ان يكون الشخص مصغيا جيدا.‏ فالاصغاء لازم خصوصا عندما تنشأ الخلافات بين الرفقاء المسيحيين.‏ ولا يمكن للشيوخ ان يتمثلوا بـ‍ «الآب الذي يدين بغير محاباة» إلا بعد الاصغاء.‏ (‏١ بطرس ١:‏١٧‏)‏ فغالبا ما تكون الانفعالات قوية في حالات كهذه،‏ والشيخ يفعل حسنا اذا تذكر المشورة في الامثال ١٨:‏١٧‏:‏ «الاول في دعواه محق.‏ فيأتي رفيقه ويفحصه».‏ والمعلِّم الفعّال يصغي الى الطرفين كليهما ويساعد على تهدئة الجو بتقديم صلاة.‏ (‏يعقوب ٣:‏١٨‏)‏ وإذا قوي الانفعال،‏ فقد يقترح ان يعبِّر كلٌّ من الطرفين عن افكاره له،‏ بدلا من النزاع احدهما مع الآخر.‏ وقد يتمكن الشيخ من توضيح بعض النقاط قيد المناقشة بواسطة طرح اسئلة ملائمة.‏ ففي حالات كثيرة يتبين ان سوء الاتصال وليس سوء النية هو اصل الخلافات.‏ ولكن اذا كان هنالك انتهاك لمبادئ الكتاب المقدس،‏ فعندئذ يمكن للمعلم المحب ان يرشد ببصيرة بعد ان يكون قد سمع للطرفين.‏

      قيمة البساطة

      ٦ كيف رسم بولس ويسوع المثال في التعليم ببساطة؟‏

      ٦ ان الابقاء على بساطة الامور هو مهارة تعليمية قيِّمة اخرى.‏ فنحن نريد ان يتمكن تلاميذ الكتاب المقدس ان يدركوا «تماما .‏ .‏ .‏ مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعلو والعمق».‏ (‏افسس ٣:‏١٨‏)‏ وبعض عقائد الكتاب المقدس معقد وكثيرا ما يكون صعبا.‏ (‏روما ١١:‏٣٣‏)‏ ولكن عندما كرز بولس لليونانيين،‏ ركز على الرسالة البسيطة عن ‹المسيح المعلَّق على الخشبة›.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ ويسوع ايضا كرز برسالة واضحة وجذابة.‏ ورغم انه استخدم مفردات بسيطة في موعظته على الجبل،‏ فقد كانت الموعظة تحتوي على بعض اعمق الحقائق التي قيلت على الاطلاق.‏ —‏ متى الاصحاحات ٥-‏٧‏.‏

      ٧ كيف نبقي على بساطة الامور عند عقد دروس الكتاب المقدس؟‏

      ٧ وبشكل مماثل،‏ يمكننا ان نبقي على بساطة الامور عندما نعلِّم في دروس الكتاب المقدس.‏ وكيف ذلك؟‏ بالتركيز على «الامور الاكثر اهمية».‏ (‏فيلبي ١:‏١٠‏)‏ فعندما نشرح مواضيع صعبة،‏ ينبغي ان نتكلم بلغة واضحة.‏ وينبغي ان نركز على الآيات الرئيسية بدلا من محاولة قراءة ومناقشة كل آيات الكتاب المقدس المُشار اليها في المطبوعة.‏ وهذا يتطلب منا استعدادا جيدا.‏ ويلزم ان نتجنب إمطار التلميذ بالتفاصيل،‏ غير سامحين لمواضيع ثانوية في اهميتها بأن تشغل انتباهنا.‏ وإذا طرح التلميذ سؤالا لا يتعلق مباشرة بالدرس،‏ يمكن ان نقترح بلباقة مناقشته بعد انتهاء الدرس.‏

      استخدام الاسئلة بفعّالية

      ٨ كيف استخدم يسوع الاسئلة بفعّالية؟‏

      ٨ تشمل مهارة تعليمية مفيدة اخرى طرح اسئلة فعّالة.‏ فقد استخدم يسوع المسيح الكثير من الاسئلة في تعليمه.‏ مثلا،‏ سأل يسوع بطرس:‏ «‹ماذا تظن،‏ يا سمعان؟‏ ممَّن يأخذ ملوك الارض الرسوم او ضريبة الرأس؟‏ أمن بَنِيهم ام من الغرباء؟‏›.‏ ولما اجاب:‏ ‹من الغرباء›،‏ قال له يسوع:‏ ‹فالبنون اذًا مُعفَون من الضريبة›».‏ (‏متى ١٧:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ فلم يكن يسوع،‏ بصفته المولود الوحيد لمَن يُعبَد في الهيكل،‏ مُلزَما بدفع ضريبة للهيكل.‏ لكنَّ يسوع اظهر هذه الحقيقة باستخدام الاسئلة بفعّالية.‏ وبذلك يكون يسوع قد ساعد بطرس على التوصل الى استنتاج صائب مؤسس على معلومات يعرفها من قبل.‏

      ٩ كيف يمكن ان نستخدم الاسئلة في دروس الكتاب المقدس؟‏

      ٩ ويمكننا نحن ايضا ان نستخدم الاسئلة بفعّالية في دروس الكتاب المقدس.‏ فإذا اجاب التلميذ اجابة خاطئة،‏ فقد يكون اول ردّ فعل ان نزوِّد الاجابة الصحيحة.‏ ولكن هل سيجعله ذلك يتذكر المعلومات؟‏ غالبا ما يكون من الافضل محاولة ايصال التلميذ الى الاستنتاج الصحيح بطرح الاسئلة.‏ مثلا،‏ اذا كان يلاقي صعوبة في فهم لماذا ينبغي استعمال الاسم الالهي،‏ فقد نسأله:‏ ‹هل اسمك مهم لك؟‏ .‏ .‏ .‏ لماذا؟‏ .‏ .‏ .‏ ما هو شعورك اذا رفض احد استعمال اسمك؟‏ .‏ .‏ .‏ أفليس من المنطقي ان يطلب اللّٰه منا ان نستعمل اسمه؟‏›.‏

      ١٠ كيف يمكن ان يستخدم الشيوخ الاسئلة عند مساعدة المتأذين عاطفيا؟‏

      ١٠ ويمكن للشيوخ ايضا ان يستخدموا الاسئلة بفعّالية عند رعاية الرعية.‏ فقد تأذى عاطفيا كثيرون في الجماعة وسُحقوا بسبب عالم الشيطان مما جعلهم يشعرون بأنهم نجسون وغير جديرين بالمحبة.‏ وإذا كان هنالك شخص كهذا،‏ يمكن ان يناقشه الشيخ بالقول:‏ ‹انت تشعر بأنك نجس،‏ ولكن كيف يشعر يهوه حيالك؟‏ فإذا سمح ابونا السماوي المحب ان يموت ابنه ليزوِّد فدية عنك،‏ أفلا يعني ذلك ان اللّٰه يحبك؟‏›.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ١١ ما هو هدف الاسئلة البيانية،‏ وكيف يمكن استعمالها في الخطابة العامة؟‏

      ١١ والاسئلة البيانية هي اسلوب تعليمي مفيد آخر.‏ فالمستمعون لا يُتوقع منهم الاجابة عنها بصوت عالٍ لأنها فقط لمساعدتهم على التفكير في المسائل.‏ وكثيرا ما طرح الانبياء قديما اسئلة كهذه لجعل الذين يصغون اليهم يفكرون مليًّا.‏ (‏ارميا ١٨:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وقد استخدم يسوع الاسئلة البيانية بفعّالية.‏ (‏متى ١١:‏٧-‏١١‏)‏ وهذه الاسئلة فعّالة خصوصا في الخطابة العامة.‏ فبدلا من مجرد القول للحضور انهم يجب ان يخدموا يهوه من كل نفسهم لكي يرضوه،‏ يكون اكثر فعّالية السؤال:‏ ‹هل يرضى يهوه عنا اذا لم نخدمه من كل نفسنا؟‏›‏

      ١٢ ما هي اهمية طرح الاسئلة التي تُظهِر وجهات النظر؟‏

      ١٢ ان الاسئلة التي تُظهِر وجهات النظر مفيدة في معرفة هل يؤمن تلميذ الكتاب المقدس حقا بما يتعلمه ام لا.‏ (‏متى ١٦:‏١٣-‏١٦‏)‏ فقد يجيب التلميذ اجابة صحيحة ان العهارة امر خاطئ.‏ ولكن لم لا تتابعون الامر بأسئلة مثل:‏ كيف تشعر انت حيال مقياس اللّٰه للآداب؟‏ هل تشعر بأنه مقيِّد جدا؟‏ هل تشعر بأن اتِّباع مقياس اللّٰه مهم ام لا؟‏.‏

      امثال تبلغ القلب

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ماذا يعني اعطاء مثل لأمر ما؟‏ (‏ب)‏ لماذا الامثال الجيدة فعّالة؟‏

      ١٣ والطريقة الاخرى لبلوغ قلوب المستمعين وتلاميذ الكتاب المقدس هي الامثال الفعّالة.‏ والكلمة اليونانية المنقولة الى «مثل» تعني حرفيا «الوضع بجانب شيء او معه».‏ فعندما تقدِّمون مثلا،‏ توضحون شيئا ‹بوضعه بجانب› شيء مماثل له.‏ مثلا،‏ سأل يسوع:‏ «بماذا نشبِّه ملكوت اللّٰه،‏ او بأي مثل نمثِّله؟‏» وفي الاجابة،‏ اشار يسوع الى حبة الخردل المعروفة.‏ —‏ مرقس ٤:‏٣٠-‏٣٢‏.‏

      ١٤ استخدم انبياء اللّٰه امثالا فعّالة كثيرة.‏ فالاشوريون،‏ الذين كانوا اداة اللّٰه لإنزال العقاب بالاسرائيليين،‏ استخدموا العنف دون رحمة.‏ لذلك شهَّر اشعياء اجتراءهم بهذا المثل:‏ «هل تفتخر الفأس على القاطع بها او يتكبر المنشار على مردده».‏ (‏اشعياء ١٠:‏١٥‏)‏ كذلك،‏ كثيرا ما استخدم يسوع الامثال عند تعليم الآخرين.‏ ويُذكر انه «بدون مثل لم يكن يكلمهم».‏ (‏مرقس ٤:‏٣٤‏)‏ والامثال الجيدة فعّالة لأنها جذابة للعقل والقلب على السواء.‏ انها تجعل المستمعين يستوعبون المعلومات الجديدة بسرعة بمقارنتها بأمور يعرفونها من قبل.‏

      ١٥،‏ ١٦ ماذا يجعل الامثال اكثر فعّالية؟‏ أعطوا امثلة.‏

      ١٥ وكيف يمكن ان نستعمل امثالا تبلغ القلب فعلا؟‏ اولا،‏ يجب ان يكون المثل مشابها الى حد معقول للامر الذي نوضحه.‏ فإذا لم تكن المقارنة ملائمة تماما،‏ فإن المثل سيحيِّر المستمعين بدلا من تنويرهم.‏ حاول مرة خطيب بحسن نية ان ينقل فكرة خضوع البقية الممسوحة ليسوع المسيح بمقارنتهم بكلب مدلل.‏ فهل هذا الوصف الذي يحط من القدر ملائم؟‏ ان الكتاب المقدس ينقل الفكرة نفسها بطريقة جذابة اكثر وتجلب الاكرام.‏ فهو يشبِّه أتباع يسوع الممسوحين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ بـ‍ «عروس مزيَّنة لزوجها».‏ —‏ كشف ٢١:‏٢‏.‏

      ١٦ والامثال تكون اكثر فعّالية عندما تكون مرتبطة بحياة الناس.‏ فمثل ناثان عن النعجة المذبوحة اثَّر في قلب الملك داود بسبب محبته للخراف لأنه كان راعيا في حداثته.‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏١١-‏١٣؛‏ ٢ صموئيل ١٢:‏١-‏٧‏)‏ فلو كان المثل عن ثور لما كان ربما بالفعّالية نفسها.‏ وكذلك فإن المستمعين قلما يهتمون بالامثال المؤسسة على الظواهر العلمية او الحوادث التاريخية غير المعروفة.‏ وقد استوحى يسوع امثاله من الحياة اليومية.‏ فتكلم عن امور عادية مثل السراج وطيور السماء وزنابق الحقل.‏ (‏متى ٥:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ٦:‏٢٦،‏ ٢٨‏)‏ وهكذا تمكن مستمعو يسوع من التجاوب مع هذه الامور بسهولة.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ممَّ يمكن ان نستوحي امثالنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نكيِّف الامثال في مطبوعاتنا حسب ظروف تلاميذنا؟‏

      ١٧ تُتاح لنا في خدمتنا فرص كثيرة لاستخدام امثال بسيطة وفعّالة.‏ فكونوا سريعي الملاحظة.‏ (‏اعمال ١٧:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فربما تستطيعون ان تستوحوا مثلا من اولاد المستمع او بيته او عمله او هوايته.‏ او قد نستخدم معرفتنا الشخصية لتلميذ الكتاب المقدس لتكييف مثل يرد في المطبوعة التي ندرسها.‏ خذوا على سبيل المثال المثل الفعّال المُستخدَم في الفقرة ١٤ من الفصل ٨ في كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية.‏ فهو يتحدث عن والد محب يفتري عليه احد الجيران.‏ ويمكننا ان نفكر كيف نكيِّف هذا المثل حسب ظروف تلميذ الكتاب المقدس الذي هو والد.‏

      قراءة الاسفار المقدسة بمهارة

      ١٨ لماذا ينبغي ان نحاول ان نقرأ بطلاقة؟‏

      ١٨ حثّ بولس تيموثاوس:‏ «ثابر على القراءة العلنية،‏ والوعظ،‏ والتعليم».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٣‏)‏ وبما ان الكتاب المقدس هو ركيزة تعليمنا،‏ فمن المفيد التمكن من قراءته بطلاقة.‏ كان اللاويون يتمتعون بامتياز قراءة شريعة موسى على شعب اللّٰه.‏ فهل تلعثموا وهم يقرأونها او كانوا يقرأونها على وتيرة واحدة؟‏ كلا.‏ فالكتاب المقدس يقول في نحميا ٨:‏٨‏:‏ «قرأوا في السفر في شريعة اللّٰه ببيان وفسروا المعنى وأفهموهم القراءة».‏

      ١٩ كيف يمكن ان نحسِّن قراءتنا للاسفار المقدسة؟‏

      ١٩ ان بعض الرجال المسيحيين هم خطباء يتمتعون بطلاقة اللسان.‏ أما في القراءة فتنقصهم الطلاقة.‏ فكيف يمكنهم التحسين؟‏ بالتمرن،‏ اي بالقراءة تكرارا حتى يستطيعوا القراءة بطلاقة.‏ وإذا كانت هنالك كاسيتات سمعية للكتاب المقدس بلغتكم،‏ فمن الحكمة ان تصغوا الى التأكيد على المعنى والتنغيم عند القارئ وتلاحظوا كيف يتلفظ بالاسماء والكلمات غير المألوفة.‏ فبالتمرن يمكن ان تُقرأ اسماء مثل «مهير شلال حاش بز» بسهولة نوعا ما.‏ —‏ اشعياء ٨:‏١‏.‏

      ٢٠ كيف يمكننا ان ‹ننتبه لتعليمنا›؟‏

      ٢٠ فما اعظم امتيازنا نحن شعب يهوه ان نكون معلِّمين!‏ فليأخذ كلٌّ منا المسؤولية بجدية.‏ و‹لننتبه دائما لأنفسنا ولتعليمنا›.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ فيمكننا ان نكون معلِّمين جيدين اذا كنا مستمعين جيدين،‏ أبقينا على بساطة الامور،‏ طرحنا اسئلة تنم عن البصيرة،‏ استخدمنا امثالا فعّالة،‏ وقرأنا الآيات بمهارة.‏ فلنستفدْ جميعا من التدريب الذي يزوِّده يهوه بواسطة هيئته،‏ مما يعطينا «لسان المتعلمين».‏ (‏اشعياء ٥٠:‏٤‏)‏ وبالاستفادة كاملا من كل الادوات المُعدّة لخدمتنا،‏ بما في ذلك الكراسات والكاسيتات السمعية وكاسيتات الڤيديو،‏ نتعلم ان نعلِّم ببصيرة وإقناع.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة