-
انتبهوا دائما لتعليمكمبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
الانتباه لتعليمكم
٧، ٨ (أ) كيف يتمكن اشخاص ذوو قدرات محدودة ان يكونوا معلمين؟ (ب) ماذا يدل ان الجهد الشخصي ضروري للصيرورة معلما فعّالا؟
٧ ولكن لنعُد الآن الى تفويضنا العام في التعليم. فهل يتطلب الاشتراك في هذا العمل مهارات او ثقافة او قدرات خصوصية؟ ليس بالضرورة. فعمل التعليم العالمي النطاق هذا يقوم به غالبا اشخاص عاديون بقدرات محدودة. (١ كورنثوس ١:٢٦-٢٩) يوضح بولس: «لنا هذا الكنز [الخدمة] في آنية فخارية [الاجساد الناقصة]، لتكون القدرة التي تفوق ما هو عادي للّٰه لا منا». (٢ كورنثوس ٤:٧) والنجاح الهائل الذي لقيه عمل الكرازة بالملكوت حول الارض هو بمثابة شهادة على قوة روح يهوه.
٨ ولكن يلزم جهد شخصي دؤوب ليصير المرء «عاملا ليس عليه ما يُخجَل منه، مستعملا كلمة الحق بطريقة صائبة». (٢ تيموثاوس ٢:١٥) فقد حثّ بولس تيموثاوس: «انتبه دائما لنفسك ولتعليمك. اعكف على ذلك، فإنك بفعلك هذا تخلِّص نفسك والذين يسمعونك ايضا». (١ تيموثاوس ٤:١٦) ولكن كيف ينتبه المرء لتعليمه، سواء أكان داخل الجماعة ام خارجها؟ وهل يشمل ذلك إتقان مهارات او اساليب تعليم معيَّنة؟
٩ ايّ امر هو اهم من القدرات الطبيعية؟
٩ لا شك ان يسوع اظهر في موعظته على الجبل مهارة استثنائية في استعمال اساليب التعليم. فعندما انتهى من الكلام، ‹ذهلت الجموع من طريقة تعليمه›. (متى ٧:٢٨) طبعا، لا يمكن لأحد منا ان يعلِّم بالمهارة التي علَّم بها يسوع. ولكن لا يلزم ان نكون متكلمين فصحاء لنصير معلمين فعّالين. فكما تقول ايوب ١٢:٧، حتى ‹البهائم والطيور› يمكن ان تعلِّم بصمت. وإلى جانب اية قدرات ومواهب طبيعية قد نملكها، فإن ما يهمّ خصوصا هو «ايّ اناس» نحن — اي ما هي الصفات التي نملكها والعادات الروحية التي نميناها التي يمكن ان يقتدي بها التلاميذ. — ٢ بطرس ٣:١١؛ لوقا ٦:٤٠.
تلاميذ كلمة اللّٰه
١٠ كيف رسم يسوع مثالا رائعا كتلميذ لكلمة اللّٰه؟
١٠ ان معلِّم حقائق الاسفار المقدسة الفعّال يجب ان يكون هو نفسه تلميذا لكلمة اللّٰه. (روما ٢:٢١) وقد رسم يسوع المسيح مثالا رائعا في هذا المجال. فخلال خدمته، اشار الى او ذكر افكارا تناظر مقاطع في اسفار تشكل نحو نصف الاسفار العبرانية.a وكان اطِّلاعه على كلمة اللّٰه ظاهرا وهو في الـ ١٢ من عمره، عندما وُجد «جالسا وسط المعلمين، يسمعهم ويسألهم». (لوقا ٢:٤٦) وعندما صار راشدا، كان من عادته الذهاب الى المجمع حيث كانت تُقرأ كلمة اللّٰه. — لوقا ٤:١٦.
١١ اية عادات درس جيدة ينبغي ان تكون لدى المعلم؟
١١ فهل انتم قارئ نهم لكلمة اللّٰه؟ ان التنقيب فيها هو الوسيلة ‹لتفهموا مخافة الرب وتجدوا معرفة اللّٰه›. (امثال ٢:٤، ٥) فلتكن لديكم عادات درس جيدة. حاولوا ان تقرأوا جزءا من كلمة اللّٰه يوميا. (مزمور ١:٢) واعتادوا ان تقرأوا كل عدد من برج المراقبة و استيقظ! حالما تتسلمونه. انتبهوا جيدا في اجتماعات الجماعة. تعلَّموا ان تقوموا ببحث دقيق. وإذ تتعلَّمون ‹تتبّع كل الاشياء بدقة›، تتجنبون المبالغة وعدم الدقة عندما تعلِّمون. — لوقا ١:٣.
المحبة والاحترام للذين يتعلمون
١٢ ماذا كان موقف يسوع من تلاميذه؟
١٢ ان الصفة المهمة الاخرى هي الموقف اللائق من الذين ترشدونهم. فقد كان الفريسيون يزدرون بالذين يصغون الى يسوع. قالوا: «هذا الجمع الذي لا يعرف الشريعة ملعون». (يوحنا ٧:٤٩) أما يسوع فكان يحب تلاميذه ويحترمهم بعمق. قال: «لا ادعوكم عبيدا بعد، لأن العبد لا يعرف ما يعمل سيده. ولكني دعوتكم اصدقاء، لأني عرَّفتكم بكل ما سمعته من ابي». (يوحنا ١٥:١٥) ويُظهِر ذلك كيف ينبغي ان يقوم تلاميذ يسوع بعملهم التعليمي.
١٣ كيف كان شعور بولس تجاه الذين علَّمهم؟
١٣ مثلا، لم تكن علاقة بولس بتلاميذه علاقة رسمية باردة. فقد قال للكورنثيين: «قد يكون لكم عشرة آلاف من المربّين في المسيح، ولكن ليس لكم آباء كثيرون؛ فأنا ولدتكم في المسيح يسوع بالبشارة». (١ كورنثوس ٤:١٥) حتى انه بكى احيانا عندما حضّ الذين علَّمهم. (اعمال ٢٠:٣١) وأعرب ايضا عن صبر ولطف فائقَين. وهكذا استطاع ان يقول لأهل تسالونيكي: «كنا مترفقين في وسطكم، كما تحنو المرضعة على اولادها». — ١ تسالونيكي ٢:٧.
١٤ لماذا من المهم جدا الاهتمام الشخصي بتلاميذنا للكتاب المقدس؟ أوضحوا.
١٤ فهل تتمثلون بيسوع وبولس؟ ان المحبة الصادقة لتلاميذنا يمكن ان تعوِّض عن اية نقائص قد تكون موجودة في قدراتنا الطبيعية. فهل يشعر تلاميذنا للكتاب المقدس اننا نهتم بهم شخصيا اهتماما صادقا؟ وهل نصرف الوقت في التعرف بهم؟ عندما كانت امرأة مسيحية تلاقي صعوبة في مساعدة تلميذة على التقدم روحيا، سألتها بلطف: «هل هنالك ما يشغل بالك؟». فابتدأت المرأة تبوح بما في قلبها، وأخبرتها عن عدة امور تشغل بالها وتقلقها. وكان هذا الحديث الحبي نقطة تحول للمرأة. ففي حالات كهذه من الملائم ذكر افكار مؤسسة على الكتاب المقدس وكلمات تعزية وتشجيع. (روما ١٥:٤) ولكن ينبغي ان نورد هذا التحذير: رغم ان تلميذ الكتاب المقدس قد يتقدم بسرعة ولكن ربما لا يزال عليه ان يتخلص من بعض الطرائق غير المسيحية. لذلك ليس من الحكمة معاشرته بإفراط معاشرة اجتماعية لصيقة. فينبغي المحافظة على الحدود المسيحية. — ١ كورنثوس ١٥:٣٣.
١٥ كيف نُظهِر الاحترام لتلاميذنا للكتاب المقدس؟
١٥ والاحترام لتلاميذنا يشمل عدم محاولة السيطرة على حياتهم الشخصية. (١ تسالونيكي ٤:١١) مثلا، قد ندرس مع امرأة تساكن رجلا. وربما يكون لها اولاد منه. ولأنها نالت المعرفة الدقيقة عن اللّٰه، تريد ان تعمل ما ينسجم مع مقاييس يهوه. (عبرانيين ١٣:٤) فهل ينبغي ان تتزوج بالرجل ام تنفصل عنه؟ قد ينتابنا شعور قوي بأن التزوج برجل لديه اهتمام روحي ضئيل او لا يملك ايّ اهتمام على الاطلاق سيعيقها عن التقدم في المستقبل. ومن ناحية اخرى، قد نخاف على مصلحة اولادها فنعتقد انه من الافضل لها ان تتزوجه. وفي كلتا الحالتين، ان التطفل على حياة التلميذ ومحاولة فرض آرائنا الشخصية في هذه المسائل هما امران ينمان عن عدم الاحترام والمحبة. فهي وحدها مَن سيتحمل عواقب القرار. أفليس من الافضل تدريب هذه التلميذة على استخدام ‹قوى ادراكها› والتقرير لنفسها ماذا ينبغي ان تفعل؟ — عبرانيين ٥:١٤.
١٦ كيف يُظهِر الشيوخ المحبة والاحترام لرعية اللّٰه؟
١٦ من المهم خصوصا ان يعامل شيوخ الجماعة الرعية بمحبة واحترام. قال بولس وهو يكتب الى فليمون: «مع ان لي حرية كلام عظيمة في المسيح حتى آمرك بفعل ما يليق، فإني احثّك بالحري باسم المحبة». (فليمون ٨، ٩) قد تنشأ احيانا حالات صعبة في الجماعة. وقد يكون الحزم لازما احيانا. حثّ بولس تيطس ان يداوم على «توبيخهم [الذين اخطأوا] بصرامة ليكونوا اصحاء في الايمان». (تيطس ١:١٣) ورغم ذلك يجب ان يحترس النظار لئلا يكون كلامهم مع الجماعة فظًّا. كتب بولس: «عبد الرب لا يلزم ان يشاجر، بل يلزم ان يكون مترفقا نحو الجميع، اهلا للتعليم، يملك نفسه عندما تحصل اساءة». — ٢ تيموثاوس ٢:٢٤؛ مزمور ١٤١:٣.
١٧ ايّ خطإ ارتكبه موسى، وماذا يتعلم الشيوخ من ذلك؟
١٧ ويجب ان يذكِّر النظار انفسهم باستمرار انهم يتعاملون مع «رعية اللّٰه». (١ بطرس ٥:٢) صحيح ان موسى كان متواضعا، إلا انه فقدَ هذه النظرة مؤقتا لأن الاسرائيليين «امرّوا روحه حتى فرط بشفتيه». (مزمور ١٠٦:٣٣) ورغم انهم لم يكونوا بلا لوم، فقد غضب اللّٰه كثيرا من سوء المعاملة هذا لرعيته. (عدد ٢٠:٢-١٢) واليوم، عندما يواجه الشيوخ تحديات مماثلة، ينبغي ان يحاولوا ان يعلِّموا ويرشدوا ببصيرة ولطف. فتجاوب اخوتنا يكون افضل عندما يُعامَلون باعتبار وكأشخاص يحتاجون الى المساعدة، وليس كأشخاص ميؤوس منهم. ويلزم ان يحافظ الشيوخ على الموقف الايجابي الذي كان لدى بولس عندما قال: «نثق في الرب بشأنكم انكم تفعلون ما نوصيكم به وستتابعون فعله». — ٢ تسالونيكي ٣:٤.
التكيف مع حاجاتهم
١٨، ١٩ (أ) كيف ينبغي ان نتكيف مع حاجات تلاميذ الكتاب المقدس ذوي القدرات المحدودة؟ (ب) كيف يمكن ان نساعد التلاميذ الذين يستصعبون بعض المسائل؟
١٨ ان المعلم الفعّال مستعد للتكيف مع قدرات تلاميذه وحدودهم. (قارنوا يوحنا ١٦:١٢.) ففي مثل يسوع عن الوزنات، اعطى السيد امتيازات ‹لكل واحد حسب قدرته›. (متى ٢٥:١٥) ويمكننا ان نتبع النموذج عينه عندما نعقد دروس الكتاب المقدس. طبعا، من المفضل ان نغطي مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس خلال فترة قصيرة بشكل معقول. ولكن يجب الاعتراف ان ليس الجميع ماهرين في القراءة او قادرين على استيعاب افكار جديدة بسرعة. لذلك يلزم التمييز لنعرف متى يجب الانتقال من نقطة الى اخرى في الدرس اذا كان الاشخاص المتجاوبون يلاقون صعوبة في مجاراتنا. فمساعدة التلاميذ على فهم معنى ما يتعلمونه اهم من تغطية المواد في فترة محددة. — متى ١٣:٥١.
١٩ وينطبق الامر نفسه على تلاميذ الكتاب المقدس الذي يستصعبون بعض المسائل كالثالوث او الاعياد الدينية. ففي حين انه ليس ضروريا عموما ان تتضمن دروسنا مواد مؤسسة على الاسفار المقدسة قمنا بالبحث عنها، يمكن ان نفعل ذلك احيانا اذا اتَّضح انه مفيد. فينبغي استخدام التمييز الجيد بحيث نتجنب ايّ تأخير غير ضروري لتقدُّم التلميذ.
كونوا حماسيين!
٢٠ كيف رسم بولس المثال في الاعراب عن الحماسة والاقتناع في تعليمه؟
٢٠ يقول بولس: «اتَّقدوا بالروح». (روما ١٢:١١) فسواء كنا نعقد درسا بيتيا في الكتاب المقدس او نشارك في جزء من اجتماع الجماعة، ينبغي ان نكون غيورين وحماسيين. قال بولس لأهل تسالونيكي: «البشارة التي نكرز بها لم تصر بينكم بالكلام فقط، بل كذلك بالقدرة وبروح قدس واقتناع شديد». (١ تسالونيكي ١:٥) وهكذا، فإن بولس ورفقاءه منحوا «لا بشارة اللّٰه فقط بل [انفسهم] ايضا». — ١ تسالونيكي ٢:٨.
٢١ كيف نحافظ على الحماسة لتعييننا التعليمي؟
٢١ ان الحماسة الاصيلة تنبع من الاقتناع الراسخ بأن تلاميذنا للكتاب المقدس يلزم ان يسمعوا ما لدينا لنقوله. فلا نعتبر ايّ تعيين للتعليم انه مجرد شيء روتيني. ولا شك ان الكاتب عزرا انتبه لتعليمه في هذا المجال. فقد «هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وليعلّم اسرائيل». (عزرا ٧:١٠) وهذا تماما ما ينبغي ان نفعله بالتحضير جيدا والتأمل في اهمية المواد. فلنصلِّ الى يهوه ان يملأنا بالايمان والاقتناع. (لوقا ١٧:٥) فحماستنا يمكن ان تساعد تلاميذ الكتاب المقدس على تنمية محبة حقيقية للحق. وطبعا، يمكن ان يشمل انتباهنا لتعليمنا استخدام اساليب تعليمية معيَّنة. ومقالتنا التالية ستعالج بعضا منها.
-
-
علِّموا ببصيرة وإقناعبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ آذار (مارس)
-
-
علِّموا ببصيرة وإقناع
«قلب الحكيم يرشد فمه [«يجعل فمه يُظهِر بصيرة»، عج] ويزيد شفتيه علما [«اقناعا»، عج]». — امثال ١٦:٢٣.
١ لماذا يشمل تعليم كلمة اللّٰه اكثر من مجرد نقل المعلومات؟
ان هدفنا كمعلِّمين لكلمة اللّٰه ليس انارة اذهان تلاميذنا فحسب بل قلوبهم ايضا. (افسس ١:١٨) لذلك يشمل التعليم اكثر من مجرد نقل المعلومات. تقول الامثال ١٦:٢٣: «قلب الحكيم يرشد فمه [«يجعل فمه يُظهِر بصيرة»، عج] ويزيد شفتيه علما [«اقناعا»، عج]».
٢ (أ) ماذا يعني الاقناع؟ (ب) كيف يمكن لجميع المسيحيين ان يكونوا معلمين مقنعين؟
٢ ومما لا شك فيه ان الرسول بولس طبَّق هذا المبدأ في عمله التعليمي. فعندما كان في كورنثوس، «كان يخطب في المجمع كل سبت ويقنع يهودا ويونانيين». (اعمال ١٨:٤) وكما يقول احد المراجع، فإن الكلمة اليونانية المنقولة هنا «يقنع» تعني «إحداث تغيير في العقل بتأثير المنطق والاعتبارات الاخلاقية». فقد استطاع بولس بواسطة الحجج المقنعة ان يدفع الناس حتى الى تغيير طريقة تفكيرهم. وكانت قدرته على الاقناع مدهشة حتى ان اعداءه كانوا يخافون منه. (اعمال ١٩:٢٤-٢٧) إلا ان تعليم بولس لم يكن عرضا للقدرة البشرية. قال للكورنثيين: «كلامي وما كرزت به لم يكونا بكلام الحكمة الهادف الى الاقناع، بل بإظهار روح وقدرة، لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس، بل بقدرة اللّٰه». (١ كورنثوس ٢:٤، ٥) وبما ان جميع المسيحيين يحصلون على مساعدة روح يهوه اللّٰه، يمكن ان يصيروا جميعا معلمين مقنعين. وكيف ذلك؟ لنستعرض بعض اساليب التعليم الفعّالة.
كونوا مصغيا جيدا
٣ لماذا البصيرة لازمة عند تعليم الآخرين، وكيف نبلغ قلب تلميذ الكتاب المقدس؟
٣ يشمل الاسلوب الاول للتعليم الاصغاء، لا التكلم. فكما تقول الامثال ١٦:٢٣، يتطلب الاقناع ان نكون ذوي بصيرة. ولا شك ان يسوع كان يملك البصيرة عند التعامل مع الذين علَّمهم. تقول يوحنا ٢:٢٥: «كان هو نفسه يعرف ما في الانسان». ولكن كيف يمكننا ان نعرف ما في قلوب الذين نعلِّمهم؟ احدى الطرائق هي ان نكون مصغيا جيدا. تقول يعقوب ١:١٩: «ليكن كل انسان سريعا في السماع، بطيئا في التكلم». لا يعبِّر الجميع عن افكارهم بسرعة. ولكن عندما يقتنع تلاميذنا للكتاب المقدس بأننا نهتم بهم اهتماما اصيلا، قد يسهل عليهم التعبير عن مشاعرهم الحقيقية. وغالبا ما تساعدنا الاسئلة اللطيفة ولكن الحاذقة على بلوغ القلب واستقاء هذه التعابير. — امثال ٢٠:٥.
٤ لماذا يجب ان يكون الشيوخ المسيحيون مصغين جيدين؟
٤ من المهم خصوصا ان يكون الشيوخ المسيحيون مصغين جيدين. فعندئذ فقط ‹يعرفون حقا كيف يجب ان يعطوا جوابا لكل واحد›. (كولوسي ٤:٦) تحذِّر الامثال ١٨:١٣: «مَن يجيب عن امر قبل ان يسمعه فله حماقة وعار». ذات مرة، اعطى اخوان عن حسن نية احدى الاخوات مشورة حول الروح العالمية لأنها لم تحضر بعض الاجتماعات. فجُرحت الاخت كثيرا لأنهما لم يسألاها لماذا لم تحضر. فقد كانت تتعافى من عملية جراحية كانت قد أجريت لها مؤخرا. فكم هو مهم ان نصغي قبل اعطاء المشورة!
٥ كيف يمكن للشيوخ ان يعالجوا الخلافات التي تنشأ بين الاخوة؟
٥ غالبا ما يشمل التعليم في حالة الشيوخ اعطاء المشورة للآخرين. وهنا ايضا من المهم ان يكون الشخص مصغيا جيدا. فالاصغاء لازم خصوصا عندما تنشأ الخلافات بين الرفقاء المسيحيين. ولا يمكن للشيوخ ان يتمثلوا بـ «الآب الذي يدين بغير محاباة» إلا بعد الاصغاء. (١ بطرس ١:١٧) فغالبا ما تكون الانفعالات قوية في حالات كهذه، والشيخ يفعل حسنا اذا تذكر المشورة في الامثال ١٨:١٧: «الاول في دعواه محق. فيأتي رفيقه ويفحصه». والمعلِّم الفعّال يصغي الى الطرفين كليهما ويساعد على تهدئة الجو بتقديم صلاة. (يعقوب ٣:١٨) وإذا قوي الانفعال، فقد يقترح ان يعبِّر كلٌّ من الطرفين عن افكاره له، بدلا من النزاع احدهما مع الآخر. وقد يتمكن الشيخ من توضيح بعض النقاط قيد المناقشة بواسطة طرح اسئلة ملائمة. ففي حالات كثيرة يتبين ان سوء الاتصال وليس سوء النية هو اصل الخلافات. ولكن اذا كان هنالك انتهاك لمبادئ الكتاب المقدس، فعندئذ يمكن للمعلم المحب ان يرشد ببصيرة بعد ان يكون قد سمع للطرفين.
قيمة البساطة
٦ كيف رسم بولس ويسوع المثال في التعليم ببساطة؟
٦ ان الابقاء على بساطة الامور هو مهارة تعليمية قيِّمة اخرى. فنحن نريد ان يتمكن تلاميذ الكتاب المقدس ان يدركوا «تماما . . . مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعلو والعمق». (افسس ٣:١٨) وبعض عقائد الكتاب المقدس معقد وكثيرا ما يكون صعبا. (روما ١١:٣٣) ولكن عندما كرز بولس لليونانيين، ركز على الرسالة البسيطة عن ‹المسيح المعلَّق على الخشبة›. (١ كورنثوس ٢:١، ٢) ويسوع ايضا كرز برسالة واضحة وجذابة. ورغم انه استخدم مفردات بسيطة في موعظته على الجبل، فقد كانت الموعظة تحتوي على بعض اعمق الحقائق التي قيلت على الاطلاق. — متى الاصحاحات ٥-٧.
٧ كيف نبقي على بساطة الامور عند عقد دروس الكتاب المقدس؟
٧ وبشكل مماثل، يمكننا ان نبقي على بساطة الامور عندما نعلِّم في دروس الكتاب المقدس. وكيف ذلك؟ بالتركيز على «الامور الاكثر اهمية». (فيلبي ١:١٠) فعندما نشرح مواضيع صعبة، ينبغي ان نتكلم بلغة واضحة. وينبغي ان نركز على الآيات الرئيسية بدلا من محاولة قراءة ومناقشة كل آيات الكتاب المقدس المُشار اليها في المطبوعة. وهذا يتطلب منا استعدادا جيدا. ويلزم ان نتجنب إمطار التلميذ بالتفاصيل، غير سامحين لمواضيع ثانوية في اهميتها بأن تشغل انتباهنا. وإذا طرح التلميذ سؤالا لا يتعلق مباشرة بالدرس، يمكن ان نقترح بلباقة مناقشته بعد انتهاء الدرس.
استخدام الاسئلة بفعّالية
٨ كيف استخدم يسوع الاسئلة بفعّالية؟
٨ تشمل مهارة تعليمية مفيدة اخرى طرح اسئلة فعّالة. فقد استخدم يسوع المسيح الكثير من الاسئلة في تعليمه. مثلا، سأل يسوع بطرس: «‹ماذا تظن، يا سمعان؟ ممَّن يأخذ ملوك الارض الرسوم او ضريبة الرأس؟ أمن بَنِيهم ام من الغرباء؟›. ولما اجاب: ‹من الغرباء›، قال له يسوع: ‹فالبنون اذًا مُعفَون من الضريبة›». (متى ١٧:٢٤-٢٦) فلم يكن يسوع، بصفته المولود الوحيد لمَن يُعبَد في الهيكل، مُلزَما بدفع ضريبة للهيكل. لكنَّ يسوع اظهر هذه الحقيقة باستخدام الاسئلة بفعّالية. وبذلك يكون يسوع قد ساعد بطرس على التوصل الى استنتاج صائب مؤسس على معلومات يعرفها من قبل.
٩ كيف يمكن ان نستخدم الاسئلة في دروس الكتاب المقدس؟
٩ ويمكننا نحن ايضا ان نستخدم الاسئلة بفعّالية في دروس الكتاب المقدس. فإذا اجاب التلميذ اجابة خاطئة، فقد يكون اول ردّ فعل ان نزوِّد الاجابة الصحيحة. ولكن هل سيجعله ذلك يتذكر المعلومات؟ غالبا ما يكون من الافضل محاولة ايصال التلميذ الى الاستنتاج الصحيح بطرح الاسئلة. مثلا، اذا كان يلاقي صعوبة في فهم لماذا ينبغي استعمال الاسم الالهي، فقد نسأله: ‹هل اسمك مهم لك؟ . . . لماذا؟ . . . ما هو شعورك اذا رفض احد استعمال اسمك؟ . . . أفليس من المنطقي ان يطلب اللّٰه منا ان نستعمل اسمه؟›.
١٠ كيف يمكن ان يستخدم الشيوخ الاسئلة عند مساعدة المتأذين عاطفيا؟
١٠ ويمكن للشيوخ ايضا ان يستخدموا الاسئلة بفعّالية عند رعاية الرعية. فقد تأذى عاطفيا كثيرون في الجماعة وسُحقوا بسبب عالم الشيطان مما جعلهم يشعرون بأنهم نجسون وغير جديرين بالمحبة. وإذا كان هنالك شخص كهذا، يمكن ان يناقشه الشيخ بالقول: ‹انت تشعر بأنك نجس، ولكن كيف يشعر يهوه حيالك؟ فإذا سمح ابونا السماوي المحب ان يموت ابنه ليزوِّد فدية عنك، أفلا يعني ذلك ان اللّٰه يحبك؟›. — يوحنا ٣:١٦.
١١ ما هو هدف الاسئلة البيانية، وكيف يمكن استعمالها في الخطابة العامة؟
١١ والاسئلة البيانية هي اسلوب تعليمي مفيد آخر. فالمستمعون لا يُتوقع منهم الاجابة عنها بصوت عالٍ لأنها فقط لمساعدتهم على التفكير في المسائل. وكثيرا ما طرح الانبياء قديما اسئلة كهذه لجعل الذين يصغون اليهم يفكرون مليًّا. (ارميا ١٨:١٤، ١٥) وقد استخدم يسوع الاسئلة البيانية بفعّالية. (متى ١١:٧-١١) وهذه الاسئلة فعّالة خصوصا في الخطابة العامة. فبدلا من مجرد القول للحضور انهم يجب ان يخدموا يهوه من كل نفسهم لكي يرضوه، يكون اكثر فعّالية السؤال: ‹هل يرضى يهوه عنا اذا لم نخدمه من كل نفسنا؟›
١٢ ما هي اهمية طرح الاسئلة التي تُظهِر وجهات النظر؟
١٢ ان الاسئلة التي تُظهِر وجهات النظر مفيدة في معرفة هل يؤمن تلميذ الكتاب المقدس حقا بما يتعلمه ام لا. (متى ١٦:١٣-١٦) فقد يجيب التلميذ اجابة صحيحة ان العهارة امر خاطئ. ولكن لم لا تتابعون الامر بأسئلة مثل: كيف تشعر انت حيال مقياس اللّٰه للآداب؟ هل تشعر بأنه مقيِّد جدا؟ هل تشعر بأن اتِّباع مقياس اللّٰه مهم ام لا؟.
امثال تبلغ القلب
١٣، ١٤ (أ) ماذا يعني اعطاء مثل لأمر ما؟ (ب) لماذا الامثال الجيدة فعّالة؟
١٣ والطريقة الاخرى لبلوغ قلوب المستمعين وتلاميذ الكتاب المقدس هي الامثال الفعّالة. والكلمة اليونانية المنقولة الى «مثل» تعني حرفيا «الوضع بجانب شيء او معه». فعندما تقدِّمون مثلا، توضحون شيئا ‹بوضعه بجانب› شيء مماثل له. مثلا، سأل يسوع: «بماذا نشبِّه ملكوت اللّٰه، او بأي مثل نمثِّله؟» وفي الاجابة، اشار يسوع الى حبة الخردل المعروفة. — مرقس ٤:٣٠-٣٢.
١٤ استخدم انبياء اللّٰه امثالا فعّالة كثيرة. فالاشوريون، الذين كانوا اداة اللّٰه لإنزال العقاب بالاسرائيليين، استخدموا العنف دون رحمة. لذلك شهَّر اشعياء اجتراءهم بهذا المثل: «هل تفتخر الفأس على القاطع بها او يتكبر المنشار على مردده». (اشعياء ١٠:١٥) كذلك، كثيرا ما استخدم يسوع الامثال عند تعليم الآخرين. ويُذكر انه «بدون مثل لم يكن يكلمهم». (مرقس ٤:٣٤) والامثال الجيدة فعّالة لأنها جذابة للعقل والقلب على السواء. انها تجعل المستمعين يستوعبون المعلومات الجديدة بسرعة بمقارنتها بأمور يعرفونها من قبل.
١٥، ١٦ ماذا يجعل الامثال اكثر فعّالية؟ أعطوا امثلة.
١٥ وكيف يمكن ان نستعمل امثالا تبلغ القلب فعلا؟ اولا، يجب ان يكون المثل مشابها الى حد معقول للامر الذي نوضحه. فإذا لم تكن المقارنة ملائمة تماما، فإن المثل سيحيِّر المستمعين بدلا من تنويرهم. حاول مرة خطيب بحسن نية ان ينقل فكرة خضوع البقية الممسوحة ليسوع المسيح بمقارنتهم بكلب مدلل. فهل هذا الوصف الذي يحط من القدر ملائم؟ ان الكتاب المقدس ينقل الفكرة نفسها بطريقة جذابة اكثر وتجلب الاكرام. فهو يشبِّه أتباع يسوع الممسوحين الـ ٠٠٠,١٤٤ بـ «عروس مزيَّنة لزوجها». — كشف ٢١:٢.
١٦ والامثال تكون اكثر فعّالية عندما تكون مرتبطة بحياة الناس. فمثل ناثان عن النعجة المذبوحة اثَّر في قلب الملك داود بسبب محبته للخراف لأنه كان راعيا في حداثته. (١ صموئيل ١٦:١١-١٣؛ ٢ صموئيل ١٢:١-٧) فلو كان المثل عن ثور لما كان ربما بالفعّالية نفسها. وكذلك فإن المستمعين قلما يهتمون بالامثال المؤسسة على الظواهر العلمية او الحوادث التاريخية غير المعروفة. وقد استوحى يسوع امثاله من الحياة اليومية. فتكلم عن امور عادية مثل السراج وطيور السماء وزنابق الحقل. (متى ٥:١٥، ١٦؛ ٦:٢٦، ٢٨) وهكذا تمكن مستمعو يسوع من التجاوب مع هذه الامور بسهولة.
١٧ (أ) ممَّ يمكن ان نستوحي امثالنا؟ (ب) كيف يمكن ان نكيِّف الامثال في مطبوعاتنا حسب ظروف تلاميذنا؟
١٧ تُتاح لنا في خدمتنا فرص كثيرة لاستخدام امثال بسيطة وفعّالة. فكونوا سريعي الملاحظة. (اعمال ١٧:٢٢، ٢٣) فربما تستطيعون ان تستوحوا مثلا من اولاد المستمع او بيته او عمله او هوايته. او قد نستخدم معرفتنا الشخصية لتلميذ الكتاب المقدس لتكييف مثل يرد في المطبوعة التي ندرسها. خذوا على سبيل المثال المثل الفعّال المُستخدَم في الفقرة ١٤ من الفصل ٨ في كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية. فهو يتحدث عن والد محب يفتري عليه احد الجيران. ويمكننا ان نفكر كيف نكيِّف هذا المثل حسب ظروف تلميذ الكتاب المقدس الذي هو والد.
قراءة الاسفار المقدسة بمهارة
١٨ لماذا ينبغي ان نحاول ان نقرأ بطلاقة؟
١٨ حثّ بولس تيموثاوس: «ثابر على القراءة العلنية، والوعظ، والتعليم». (١ تيموثاوس ٤:١٣) وبما ان الكتاب المقدس هو ركيزة تعليمنا، فمن المفيد التمكن من قراءته بطلاقة. كان اللاويون يتمتعون بامتياز قراءة شريعة موسى على شعب اللّٰه. فهل تلعثموا وهم يقرأونها او كانوا يقرأونها على وتيرة واحدة؟ كلا. فالكتاب المقدس يقول في نحميا ٨:٨: «قرأوا في السفر في شريعة اللّٰه ببيان وفسروا المعنى وأفهموهم القراءة».
١٩ كيف يمكن ان نحسِّن قراءتنا للاسفار المقدسة؟
١٩ ان بعض الرجال المسيحيين هم خطباء يتمتعون بطلاقة اللسان. أما في القراءة فتنقصهم الطلاقة. فكيف يمكنهم التحسين؟ بالتمرن، اي بالقراءة تكرارا حتى يستطيعوا القراءة بطلاقة. وإذا كانت هنالك كاسيتات سمعية للكتاب المقدس بلغتكم، فمن الحكمة ان تصغوا الى التأكيد على المعنى والتنغيم عند القارئ وتلاحظوا كيف يتلفظ بالاسماء والكلمات غير المألوفة. فبالتمرن يمكن ان تُقرأ اسماء مثل «مهير شلال حاش بز» بسهولة نوعا ما. — اشعياء ٨:١.
٢٠ كيف يمكننا ان ‹ننتبه لتعليمنا›؟
٢٠ فما اعظم امتيازنا نحن شعب يهوه ان نكون معلِّمين! فليأخذ كلٌّ منا المسؤولية بجدية. و‹لننتبه دائما لأنفسنا ولتعليمنا›. (١ تيموثاوس ٤:١٦) فيمكننا ان نكون معلِّمين جيدين اذا كنا مستمعين جيدين، أبقينا على بساطة الامور، طرحنا اسئلة تنم عن البصيرة، استخدمنا امثالا فعّالة، وقرأنا الآيات بمهارة. فلنستفدْ جميعا من التدريب الذي يزوِّده يهوه بواسطة هيئته، مما يعطينا «لسان المتعلمين». (اشعياء ٥٠:٤) وبالاستفادة كاملا من كل الادوات المُعدّة لخدمتنا، بما في ذلك الكراسات والكاسيتات السمعية وكاسيتات الڤيديو، نتعلم ان نعلِّم ببصيرة وإقناع.
-