-
«اجعلوا قلبكم على» هيكل اللّٰه!برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ آذار (مارس)
-
-
١٥ (أ) متى بدأ عمل هيكل يهوه الروحي؟ (ب) ماذا يدل ان رؤيا حزقيال لم تتم خلال حياة المسيح على الارض؟
١٥ من الواضح انه يجب ان نبحث عن اتمام رئيسي لرؤيا حزقيال في هيكل يهوه الروحي العظيم، الذي يناقشه مطوَّلا الرسول بولس في سفر العبرانيين. فقد بدأ عمل هذا الهيكل عندما مُسح يسوع المسيح كرئيس كهنة له سنة ٢٩ بم. ولكن هل تمت رؤيا حزقيال في ايام يسوع؟ من الجليّ ان ذلك لم يحدث. ان يسوع، بصفته رئيس كهنة، تمَّم المضمون النبوي ليوم الكفارة بواسطة معموديته، موته الفدائي، ودخوله الى قدس الاقداس، السماء عينها، إلا ان ما يثير الاهتمام هو ان رؤيا حزقيال لا تذكر ابدا رئيس الكهنة او يوم الكفارة. (عبرانيين ٩:٢٤) لذلك من غير المرجح ان تشير هذه الرؤيا الى القرن الاول للميلاد. اذًا، في اية فترة تنطبق؟
١٦ اية نبوة اخرى يذكِّرنا بها مكان رؤيا حزقيال، وكيف يساعدنا ذلك على تمييز وقت الاتمام الرئيسي لرؤيا حزقيال؟
١٦ لكي نأخذ الجواب، دعونا نرجع الى الرؤيا نفسها. كتب حزقيال: «في رؤى اللّٰه اتى بي الى ارض اسرائيل ووضعني على جبل عالٍ جدا عليه كبناء مدينة من جهة الجنوب». (حزقيال ٤٠:٢) يذكِّرنا مكان هذه الرؤيا، ‹الجبل العالي جدا›، بميخا ٤:١: «يكون في آخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه شعوب». ومتى تتمّ هذه النبوة؟ تُظهِر ميخا ٤:٥ ان هذا يبدأ فيما الامم لا تزال تعبد آلهة باطلة. ففي ايامنا هذه، «في آخر الايام»، ترتفع العبادة النقية، تُرَدّ الى مكانتها الملائمة في حياة خدام اللّٰه.
١٧ كيف تساعدنا النبوة في ملاخي ٣:١-٥ على تحديد وقت تطهير الهيكل في رؤيا حزقيال؟
١٧ وماذا جعل هذا الردّ ممكنا؟ تذكروا انه في اهم حادثة من رؤيا حزقيال، يأتي يهوه الى الهيكل ويُصرّ على تطهير بيته من الصنمية. فمتى طُهِّر هيكل اللّٰه الروحي؟ ينبئ يهوه في ملاخي ٣:١-٥ بوقت حين ‹يأتي الى هيكله›، يرافقه ‹ملاك [«رسول»، عج] عهده›، يسوع المسيح. وما القصد؟ انه سيكون «مثل نار المُمحِّص ومثل أشنان القصّار». وقد بدأ هذا التمحيص خلال الحرب العالمية الاولى. والنتيجة؟ لقد سكن يهوه في بيته وبارك ارض شعبه الروحية من سنة ١٩١٩ فصاعدا. (اشعياء ٦٦:٨، عج) اذًا، نستنتج ان نبوة حزقيال عن الهيكل تشهد اتماما مهمًّا خلال الايام الاخيرة.
-
-
«اجعلوا قلبكم على» هيكل اللّٰه!برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ آذار (مارس)
-
-
النبوة تركِّز على ايامنا
١٩، ٢٠ لماذا يجب ان يكون الاتمام الرئيسي للرؤيا في ايامنا وليس في الفردوس؟
١٩ لقد رأى حزقيال هيكلا يلزم تطهيره من الصنمية والزنا الروحي. (حزقيال ٤٣:٧-٩) وهذا طبعا لا يمكن ان ينطبق على عبادة يهوه في الفردوس. وإضافة الى ذلك، يمثِّل الكهنة في الرؤيا الصف الكهنوتي الممسوح وهو على الارض، وليس بعد قيامتهم السماوية او خلال الحكم الالفي. ولماذا؟ لاحظوا ان الكهنة يُصوَّرون وهم يخدمون في الدار الداخلية. وقد اظهرت مقالات في أعداد سابقة من برج المراقبة ان هذه الدار تمثِّل الموقف الروحي الفريد الذي يتمتع به كهنة المسيح المعاونون وهم لا يزالون على الارض.c لاحظوا ايضا ان الرؤيا تشدِّد على نقص الكهنة. فهم يؤمَرون بتقديم الذبائح عن خطاياهم. ويُحذَّرون لئلا يصيروا نجسين، روحيا وأدبيا. فهم لا يمثِّلون الممسوحين المُقامين، الذين كتب عنهم الرسول بولس: «البوق سيصوِّت، فيُقام الاموات غير قابلين للفساد». (١ كورنثوس ١٥:٥٢؛ حزقيال ٤٤:٢١، ٢٢، ٢٥، ٢٧) والكهنة في رؤيا حزقيال يختلطون مباشرة بالشعب ويخدمونهم. ولن تكون الحال هكذا في الفردوس، عندما يكون الصف الكهنوتي في السماء. فالرؤيا تُحسِن تمثيل عمل الممسوحين عن كثب مع ‹الجمع الكثير› على الارض اليوم. — كشف ٧:٩؛ حزقيال ٤٢:١٤.
٢٠ وهكذا تنبئ رؤيا حزقيال عن الهيكل بفوائد تطهير روحي قيد الاتمام اليوم. ولكن ماذا يعني ذلك لكم؟ انه ليس لغزا لاهوتيا غير واقعي. فلهذه الرؤيا علاقة وثيقة بعبادتكم اليومية للاله الحقيقي الوحيد، يهوه. وهذا ما سنراه في مقالتنا التالية.
-
-
«الهيكل» و«الرئيس» اليومبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١ آذار (مارس)
-
-
«الهيكل» و«الرئيس» اليوم
«الرئيس في وسطهم يدخل عند دخولهم وعند خروجهم يخرجون معا». — حزقيال ٤٦:١٠.
١، ٢ اية حقيقة اساسية تساعدنا على كشف الكثير عن معنى رؤيا الهيكل التي رآها حزقيال؟
كان هنالك بعض الربَّانيين القدماء الذين لم يعجبهم كليًّا سفر حزقيال. حتى ان البعض، كما يذكر التلمود، فكروا في حذفه من قانون الاسفار المقدسة. فقد واجهوا صعوبة خصوصا في شرح رؤيا الهيكل وصنَّفوها انها تتخطى حدود الفهم البشري. وقد حيَّرت رؤيا حزقيال عن هيكل يهوه علماء آخرين للكتاب المقدس. فماذا عنا؟
٢ منذ ردّ العبادة النقية، يبارك يهوه شعبه بومضات عديدة من البصيرة الروحية، بما في ذلك تمييز ما هو هيكل اللّٰه الروحي — ترتيب يهوه للعبادة النقية المشبَّه بهيكل.a وهذه الحقيقة الاساسية تساعدنا على كشف الكثير عن معنى رؤيا الهيكل التي رآها حزقيال. فلنتأمل عن كثب في الاوجه الاربعة لهذه الرؤيا: الهيكل، الكهنوت، الرئيس، والارض. فماذا تعني هذه اليوم؟
انتم والهيكل
٣ ماذا نتعلم من السقف العالي والنقوش على الجدران في مداخل الهيكل؟
٣ تخيَّلوا اننا في جولة في هذا الهيكل الرؤيوي. نقترب ونصعد الدرجات السبع الى احدى البوابات الضخمة. وفي هذا المدخل، ننظر مملوئين مهابة. فسقفه يزيد ارتفاعه على ٣٠ مترا (١٠٠ قدم)! وهذا ما يذكِّرنا بأن المقاييس لدخول ترتيب يهوه للعبادة هي مقاييس سامية. وتقع اشعة الضوء الآتية من النوافذ على نقوش اشجار النخيل على الجدران، وهذه الاشجار تستعملها الاسفار المقدسة لتمثيل الاستقامة. (مزمور ٩٢:١٢؛ حزقيال ٤٠:١٤، ١٦، ٢٢) فهذا المكان المقدس هو للمستقيمين ادبيا وروحيا. وانسجاما مع ذلك، نريد ان نبقى مستقيمين لكي تكون عبادتنا مقبولة لدى يهوه. — مزمور ١١:٧.
٤ مَن يُمنعون من دخول الهيكل، وماذا يعلِّمنا ذلك؟
٤ وعلى كلٍّ من جانبَي الممر، هنالك ثلاث غرفات للحراس. فهل سيسمَح لنا الحراس بدخول الهيكل؟ يقول يهوه لحزقيال انه لا يُسمح لأيّ غريب «اغلف القلب» بأن يدخل. (حزقيال ٤٠:١٠؛ ٤٤:٩) فماذا يعني ذلك؟ ان اللّٰه لا يقبل عبّادا له إلا الذين يحبون شرائعه ويحيون بموجبها. (ارميا ٤:٤؛ روما ٢:٢٩) فهو يرحِّب بأمثال هؤلاء في مسكنه الروحي، بيت عبادته. (مزمور ١٥:١-٥) ومنذ ردّ العبادة النقية في سنة ١٩١٩، تؤيد هيئة يهوه الارضية شرائعه الادبية وتوضحها تدريجيا. والذين يرفضون عمدا ان يطيعوا لا يُرحَّب بهم في ما بعد بين معشر شعبه. واليوم، تساهم الممارسة المؤسسة على الكتاب المقدس ان يُفصَل الخاطئون غير التائبين في إبقاء عبادتنا طاهرة ونقية. — ١ كورنثوس ٥:١٣.
٥ (أ) اية تناظرات هنالك بين رؤيا حزقيال ورؤيا يوحنا المسجَّلة في الكشف ٧:٩-١٥؟ (ب) في رؤيا حزقيال، مَن يمثِّلون الاسباط الـ ١٢ الذين يقدِّمون العبادة في الدار الخارجية؟
٥ يؤدي الممر الى الدار الخارجية حيث يقدِّم الناس العبادة والتسبيح ليهوه. وهذا يذكِّرنا برؤيا الرسول يوحنا عن ‹الجمع الكثير› الذين يعبدون يهوه «نهارا وليلا في هيكله». وفي الرؤييَين كلتيهما تظهر اشجار النخيل. ففي رؤيا حزقيال تزيِّن جدران المدخل. وفي رؤيا يوحنا يمسك العبّاد سعف النخل بأيديهم، مما يرمز الى فرحهم في تسبيح يهوه وفي الترحيب بيسوع كملك لهم. (كشف ٧:٩-١٥) وفي قرينة رؤيا حزقيال، تمثِّل اسباط اسرائيل الـ ١٢ ‹الخراف الاخر›. (يوحنا ١٠:١٦؛ قارنوا لوقا ٢٢:٢٨-٣٠.) فهل انتم ايضا من الذين يجدون الفرح في تسبيح يهوه بإعلان ملكوته؟
٦ ايّ قصد خدمته غرف الطعام في الدار الخارجية، وبأيّ امتياز يذكِّر ذلك افراد الخراف الاخر؟
٦ وفي جولتنا في الدار الخارجية، نرى غرف الطعام الـ ٣٠ حيث يتناول الشعب من تقدماتهم الطوعية. (حزقيال ٤٠:١٧، عج) واليوم، لا يقدِّم الذين من الخراف الاخر ذبائح حيوانية، لكنهم لا يأتون فارغي اليد كليًّا الى الهيكل الروحي. (قارنوا خروج ٢٣:١٥.) كتب الرسول بولس: «فلنقدِّم به [بيسوع] في كل حين ذبيحة تسبيح للّٰه، اي ثمر شفاه تعلن اسمه جهرا. ولا تنسوا فعل الصلاح ومشاركة الآخرين، لأنه بذبائح مثل هذه يرضى اللّٰه». (عبرانيين ١٣:١٥، ١٦؛ هوشع ١٤:٢) انه لامتياز عظيم ان نقدِّم ليهوه ذبائح كهذه. — امثال ٣:٩، ٢٧.
٧ ماذا يؤكد لنا قياس الهيكل؟
٧ يشاهد حزقيال ملاكا يقيس هذا الهيكل الرؤيوي. (حزقيال ٤٠:٣) وكذلك يؤمَر الرسول يوحنا: «قُم وقِس مقدس هيكل اللّٰه والمذبح والذين يقدِّمون العبادة فيه». (كشف ١١:١) فماذا يعني هذا القياس؟ في الحالتين كلتيهما، لا بدّ ان ذلك كان بمثابة ضمانة، علامة ان لا شيء يمكن ان يمنع يهوه عن إتمام مقاصده المتعلقة بالعبادة النقية. وكذلك اليوم، يمكن ان نتأكد ان لا شيء — حتى ولا المقاومة العنيفة من الحكومات ذات النفوذ — يمكن ان يمنع ردّ العبادة النقية.
٨ مَن يدخل عبر البوابات الى الدار الداخلية، وبماذا تذكرنا هذه البوابات؟
٨ وإذ نمشي عبر الدار الخارجية، نرى ان هنالك ثلاث بوابات تؤدي الى الدار الداخلية؛ والبوابات الداخلية تقابل البوابات الخارجية وهي بالحجم نفسه. (حزقيال ٤٠:٦، ٢٠، ٢٣، ٢٤، ٢٧) ولا يُسمَح إلا للكهنة بالدخول الى الدار الداخلية. وتذكِّرنا البوابات الداخلية ان الممسوحين يجب ان يبلغوا المقاييس والشرائع الالهية. ولكنَّ المبادئ والشرائع نفسها ترشد كل المسيحيين الحقيقيين. ولكن ما هو عمل الكهنة، وما هو مغزى ذلك اليوم؟
كهنوت امين
٩، ١٠ كيف يزوِّد ‹الكهنوت المَلَكي›، الذين رمز اليهم صف الكهنة في رؤيا حزقيال، الارشاد الروحي؟
٩ في ازمنة ما قبل المسيحية، كان الكهنة يقومون بعمل شاق في الهيكل. فذبح حيوانات الذبائح، تقديمها على المذبح، وخدمة الكهنة الرفقاء والشعب كانت عملا مُجهدا. ولكنهم كانوا يقومون بعمل مهم آخر. فقد امر يهوه الكهنة: «يُرون [«يرشدون»، عج] شعبي التمييز بين المقدس والمحلَّل ويعلّمونهم التمييز بين النجس والطاهر». — حزقيال ٤٤:٢٣؛ ملاخي ٢:٧.
١٠ فهل تقدِّرون العمل الشاق والخدمة المتواضعة اللذين يقوم بهما الممسوحون كهيئة، «كهنوت مَلَكي»، في سبيل العبادة النقية؟ (١ بطرس ٢:٩) ومثل الكهنوت اللاوي قديما، يأخذ هؤلاء القيادة في اعطاء الارشاد الروحي، مساعدين الناس ان يعرفوا ما هو طاهر ومقبول في نظر يهوه وما هو عكس ذلك. (متى ٢٤:٤٥) وهذا الارشاد، المعطى بواسطة المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس والاجتماعات والمحافل المسيحية، يساعد الملايين على التصالح مع اللّٰه. — ٢ كورنثوس ٥:٢٠.
١١ (أ) كيف شدَّدت رؤيا حزقيال على اهمية طهارة الكهنة؟ (ب) كيف طهِّر الممسوحون في الايام الاخيرة بمعنى روحي؟
١١ ولكن يجب ان يفعل الكهنة اكثر من تعليم الآخرين ان يكونوا طاهرين؛ فيجب ان يكونوا هم انفسهم طاهرين. ولذلك سبق فرأى حزقيال عملية تنقية لكهنوت اسرائيل. (حزقيال ٤٤:١٠-١٦) وعلى نحو مماثل، يُظهِر التاريخ ان يهوه جلس سنة ١٩١٨ ‹كممحِّص› في هيكله الروحي، متفحِّصا الصف الكهنوتي الممسوح. (ملاخي ٣:١-٥) والذين اعتُبروا طاهرين روحيا او الذين تابوا عن الممارسات الصنمية السابقة سُمح لهم بالاستمرار في امتياز الخدمة في هيكله الروحي. ومع ذلك، كأيّ شخص آخر، يمكن ان يصير احد الممسوحين نجسا، روحيا او ادبيا. (حزقيال ٤٤:٢٢، ٢٥-٢٧) فقد كان عليهم ان يجاهدوا للبقاء «بلا وصمة من العالم». — يعقوب ١:٢٧؛ قارنوا مرقس ٧:٢٠-٢٣.
١٢ لماذا ينبغي ان نقدِّر عمل الممسوحين؟
١٢ وكلٌّ منا قد يسأل: ‹هل اقدِّر مثال الخدمة الامينة الذي رسمه الممسوحون على مرّ السنين؟ هل اتمثل بإيمانهم؟›. يحسن بالذين من الجمع الكثير ان يتذكروا ان الممسوحين لن يظلوا معهم هنا على الارض. فقد قال يهوه عن الكهنة في رؤيا حزقيال: «لا تعطونهم ملْكا [في الارض] في اسرائيل. انا ملْكُهم». (حزقيال ٤٤:٢٨) وبشكل مماثل، لا يملك الممسوحون مكانا ابديا على الارض. فميراثهم سماوي؛ والذين من الجمع الكثير يعتبرونه امتيازا ان يدعموهم ويشجعوهم وهم لا يزالون هنا على الارض. — متى ٢٥:٣٤-٤٠؛ ١ بطرس ١:٣، ٤.
مَن هو الرئيس؟
١٣، ١٤ (أ) لماذا لا بد ان يكون الرئيس من الخراف الاخر؟ (ب) مَن يمثِّل الرئيس؟
١٣ والآن ينشأ سؤال مثير للاهتمام. مَن اذًا يمثِّل الرئيس؟ بما انه يُشار اليه بصيغة المفرد والجمع على السواء، يمكننا ان نفترض انه يمثِّل صفًّا من الرجال. (حزقيال ٤٤:٣؛ ٤٥:٨، ٩) ولكن مَن هم هؤلاء؟ طبعا، ليسوا الممسوحين. ففي الرؤيا، يعمل الرئيس على نحو لصيق مع الكهنة، ولكنه ليس واحدا منهم. وبعكس الصف الكهنوتي، يُعطى ميراثا في الارض ولذلك يكون مستقبله هنا على الارض، وليس في السماء. (حزقيال ٤٨:٢١) وإضافة الى ذلك، تقول حزقيال ٤٦:١٠: «والرئيس في وسطهم يدخل [الى الدار الخارجية في الهيكل] عند دخولهم [دخول الاسباط غير الكهنوتية] وعند خروجهم يخرجون معا». فهو لا يدخل الى الدار الداخلية لكنه يقدِّم العبادة في الدار الخارجية، داخلا وخارجا من الهيكل مع الشعب. وهذه العوامل حتما تصنِّف الرئيس بين الجمع الكثير من الخراف الاخر.
١٤ ومن الواضح ان الرئيس لديه مسؤولية بين شعب اللّٰه. ففي الدار الخارجية، يجلس في رواق البوابة الشرقية. (حزقيال ٤٤:٢، ٣) ويشير ذلك الى مركز اشراف مماثل لمركز شيوخ اسرائيل، الذين كانوا يجلسون عند بوابة المدينة لإجراء القضاء. (راعوث ٤:١-١٢؛ امثال ٢٢:٢٢) ومَن اليوم بين الخراف الاخر يتولَّون مناصب الاشراف؟ شيوخ رجاؤهم ارضي معيَّنون بواسطة الروح القدس. (اعمال ٢٠:٢٨) فصفّ الرئيس يُهيَّأ الآن من اجل الخدمة لاحقا في مركز اداري في العالم الجديد.
١٥ (أ) كيف تلقي رؤيا حزقيال الضوء على العلاقة بين الشيوخ الذين هم من الجمع الكثير والصف الكهنوتي الممسوح؟ (ب) في ايّ مجال يأخذ الشيوخ الممسوحون القيادة في هيئة اللّٰه الارضية؟
١٥ ولكن ما هي العلاقة اليوم بين الصف الكهنوتي الممسوح وهؤلاء الشيوخ الذين يخدمون في مراكز الاشراف كجزء من الجمع الكثير؟ تشير رؤيا حزقيال الى ان الممسوحين يأخذون القيادة، في حين ان الشيوخ الذين هم اعضاء من الجمع الكثير يدعمونهم ويخضعون لهم. وكيف ذلك؟ تذكروا ان الكهنة في الرؤيا أُعطوا مسؤولية ارشاد الشعب في الامور الروحية. وأُمروا ايضا بأن يعملوا كقضاة في الدعاوي. وإضافة الى ذلك، عيِّنت للاويين «مراكز اشراف» عند بوابات الهيكل. (حزقيال ٤٤:١١، ٢٣، ٢٤، عج) فمن الواضح ان الرئيس كان يجب ان يخضع لخدمات الكهنة ولقيادتهم في الامور الروحية. فمن الملائم ان يأخذ الممسوحون في الازمنة العصرية القيادة في العبادة النقية. مثلا، اختير اعضاء الهيئة الحاكمة لشهود يهوه من بين الممسوحين. وطوال عقود، يدرِّب هؤلاء الشيوخ الممسوحون الامناء صف الرئيس المتزايد، مهيئين الاعضاء المقبلين من هذا الصف للوقت حين تفوَّض اليهم السلطة كاملا في عالم اللّٰه الجديد القادم.
١٦ كيف يجب ان يتصرف كل الشيوخ كما تذكر اشعياء ٣٢:١، ٢؟
١٦ وأيّ نوع من النظار هم هؤلاء الاعضاء المقبلون الذين تكمن امامهم مسؤوليات موسَّعة بصفتهم صف الرئيس؟ تقول النبوة في اشعياء ٣٢:١، ٢: «هوذا بالعدل يملك ملك ورؤساء [«أمراء»، عج] بالحق يترأسون. ويكون انسان [«كلٌّ منهم»، عج] كمخبإ من الريح وستارة من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في ارض مُعيِية». وهذه النبوة تتم اليوم، فيما يجاهد الشيوخ المسيحيون — سواء كانوا من الممسوحين ام الخراف الاخر — لحماية القطيع من «السيل» الذي يمثِّل الاضطهاد والتثبط.
١٧ كيف ينبغي ان تكون نظرة الرعاة الى انفسهم، وكيف ينبغي ان تنظر اليهم الرعية؟
١٧ إن الكلمتَين ‹امير› و‹رئيس›، اللتين تحملان المعنى نفسه بالعبرانية، لا تُستعملان كلقب لتمجيد الناس. بل هما تصفان المسؤولية التي يحملها هؤلاء الرجال في الاعتناء بخراف اللّٰه. يعطي يهوه تحذيرا شديد اللهجة: «يكفيكم يا رؤساء اسرائيل. أزيلوا الجَور والاغتصاب وأجروا الحق والعدل». (حزقيال ٤٥:٩) ويحسن بالشيوخ جميعا اليوم ان يصغوا الى هذه المشورة. (١ بطرس ٥:٢، ٣) والرعية بدورها تدرك ان يسوع وهب رعاة ليكونوا «عطايا في رجال». (افسس ٤:٨) ومؤهلاتهم موجودة في كلمة اللّٰه الموحى بها. (١ تيموثاوس ٣:١-٧؛ تيطس ١:٥-٩) لذلك يتبع المسيحيون قيادة الشيوخ. — عبرانيين ١٣:٧.
١٨ ما هي بعض المسؤوليات الحالية لصف الرئيس المقبل، وما هي مسؤولياته في المستقبل؟
١٨ في ازمنة الكتاب المقدس كانت لبعض الرؤساء سلطة كبيرة، ولآخرين سلطة اقل. واليوم، لدى الشيوخ من الجمع الكثير تنوع كبير من المسؤوليات. فالبعض يخدمون في جماعة واحدة؛ وآخرون يخدمون عدة جماعات كنظار جائلين؛ وآخرون يخدمون بلدانا بكاملها كأعضاء في لجنة الفرع؛ وآخرون يساعدون مباشرة لجانا مختلفة للهيئة الحاكمة. وفي العالم الجديد، سيعيِّن يسوع «رؤساء [«امراء»، عج] في كل الارض» ليأخذوا القيادة بين عبّاد يهوه على الارض. (مزمور ٤٥:١٦) ولا شك انه سيختار كثيرين منهم من بين الشيوخ الامناء اليوم. ولأن هؤلاء الرجال يُثبِتون الآن جدارتهم، سيختار ان يعهد الى كثيرين بامتيازات اعظم ايضا في المستقبل عندما يكشف دورَ صف الرئيس في العالم الجديد.
ارض شعب اللّٰه اليوم
١٩ إلامَ ترمز الارض في رؤيا حزقيال؟
١٩ تصوِّر رؤيا حزقيال ايضا ارض اسرائيل المُستَرَدة. وماذا يمثِّل هذا الوجه من الرؤيا؟ لقد انبأت نبوات ردّ اخرى بأن الارض، اسرائيل، ستكون فردوسا مثل جنة عدن. (حزقيال ٣٦:٣٤، ٣٥) واليوم، نتمتع ‹بأرض› مُستَرَدة، وهي ايضا كجنة عدن بمعنى ما. وبشكل مماثل، غالبا ما نتكلم عن فردوسنا الروحي. وقد حدَّدت برج المراقبة ‹ارضنا› انها «حيِّز نشاط» شعب اللّٰه المختار.b فحيثما يوجد خادم يهوه، يكون في هذه الارض المُستَرَدة ما دام يحاول تأييد العبادة الحقة باتِّباع خطوات المسيح يسوع. — ١ بطرس ٢:٢١.
٢٠ ايّ مبدإ نتعلمه من «تقدمة القدس» في رؤيا حزقيال، وكيف نطبِّق هذا المبدأ؟
٢٠ وماذا عن الجزء من الارض المدعو «تقدمة القدس»؟ لقد كان تقدمة الشعب لدعم الكهنوت والمدينة. وكان يجب ايضا أن يقدِّم «كل شعب الارض» جزءا من الارض للرئيس. وماذا يعني ذلك اليوم؟ طبعا، لا يعني ان صف رجال دين مأجورا ينبغي ان يثقل كاهل شعب اللّٰه. (٢ تسالونيكي ٣:٨) فالدعم المُعطى للشيوخ هو دعم روحي بشكل رئيسي. ويشمل ذلك المساعدة في العمل الذي يقومون به وإظهار روح التعاون والخضوع. ولكنَّ هذه التقدمة، كما في ايام حزقيال، هي «ليهوه»، وليس لأيّ انسان. — حزقيال ٤٥:١، عج، ٧، ١٦ .
٢١ ماذا نتعلم من تقسيم الارض في رؤيا حزقيال؟
٢١ وليس الرئيس والكهنوت هم فقط مَن يملكون اماكن معيَّنة في هذه الارض المُستَرَدة. فتقسيم الارض يُظهِر ان كلًّا من الاسباط الـ ١٢ يملك ميراثا مضمونا. (حزقيال ٤٧:١٣، ٢٢، ٢٣) لذلك فإن اعضاء الجمع الكثير لا يملكون اليوم مكانا في الفردوس الروحي فحسب بل سينالون ايضا تعيينا من الارض عندما يرثون مكانا في الحيِّز الارضي لملكوت اللّٰه.
٢٢ (أ) ماذا تمثِّل المدينة في رؤيا حزقيال؟ (ب) ماذا نتعلم من ان للمدينة بوابات في كل جانب؟
٢٢ وأخيرا، ماذا تمثِّل المدينة في الرؤيا؟ انها ليست مدينة سماوية، لأنها تقع في وسط ارض «نجسة» (او غير مقدسة). (حزقيال ٤٨:١٥-١٧، عج) لذلك يجب ان تكون شيئا ارضيا. ولكن، ما هو مفهوم المدينة عامة؟ ألا تنقل فكرة اشخاص يتجمعون كفريق ويشكِّلون شيئا منظما ذا بنية؟ اجل. لذلك يبدو ان المدينة تمثِّل الادارة الارضية التي يستفيد منها كل الذين يؤلِّفون المجتمع البشري البار. وهذه سيكون عملها كاملا في ‹الارض الجديدة› القادمة. (٢ بطرس ٣:١٣) وبوابات المدينة في كل جانب، بوابة لكل سبط، ترمز الى سهولة الدخول الى المدينة. واليوم، لا يتبع شعب اللّٰه ادارة سرّية غامضة. فمن السهل الاقتراب الى الاخوة المسؤولين؛ والمبادئ التي ترشدهم معروفة لدى الجميع. وواقع ان الناس من كل الاسباط يزرعون الارض التي تزوِّد المدينة بالطعام يذكِّرنا بأن الخراف الاخر يدعمون الترتيبات الادارية لشعب اللّٰه حول العالم، حتى من الناحية المادية. — حزقيال ٤٨:١٩، ٣٠-٣٤.
٢٣ ماذا سيكون موضوع مقالتنا التالية؟
٢٣ ولكن ماذا عن النهر المتدفق من مقدس الهيكل؟ ان ما يمثِّله اليوم وفي المستقبل سيكون موضوع المقالة الثالثة والأخيرة من هذه السلسلة.
-
-
بركة يهوه على ‹ارضنا›برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ آذار (مارس)
-
-
بركة يهوه على ‹ارضنا›
«يحيا كل ما يأتي النهر اليه». — حزقيال ٤٧:٩.
١، ٢ (أ) كم مهم هو الماء؟ (ب) إلامَ يرمز ماء نهر حزقيال الرؤيوي؟
الماء هو سائل فريد من نوعه. وجميع اشكال الحياة المادية تعتمد عليه. ولا يمكن لأيّ منا ان يعيش بدونه. ونحن نعتمد عليه ايضا في التنظيف، لأن الماء يمكن ان يمحو او يزيل الاقذار. لذلك نستحم به، نغسل ثيابنا به، وننظف طعامنا ايضا به. وفعل ذلك ينقذ حياتنا.
٢ يستخدم الكتاب المقدس الماء ليمثِّل تدابير يهوه الروحية للحياة. (ارميا ٢:١٣؛ يوحنا ٤:٧-١٥) وتشمل هذه التدابير تطهير شعبه بواسطة ذبيحة المسيح الفدائية ومعرفة اللّٰه الموجودة في كلمته. (افسس ٥:٢٥-٢٧) وفي رؤيا حزقيال عن الهيكل، يرمز النهر العجائبي الذي يتدفق من الهيكل الى هذه البركات المانحة الحياة. ولكن متى يتدفق هذا النهر، وماذا يعني ذلك لنا اليوم؟
نهر يتدفق في ارض مُستَرَدة
٣ ماذا حصل لحزقيال كما تخبرنا حزقيال ٤٧:٢-١٢؟
٣ اذ كان شعب حزقيال اسرى في بابل، كانوا بحاجة ماسة الى تدابير يهوه. فكم كان مشجعا ان يرى حزقيال مسيل ماء صغيرا يخرج من المقدس ويتدفق من الهيكل الرؤيوي! ويقيس ملاكٌ المجرى ٠٠٠,١ ذراع كل مرة. ويزداد ارتفاعه من الكعبين الى الركبتين الى الحقوين الى نهر يتطلب السباحة. ويجلب النهر الحياة والخصب. (حزقيال ٤٧:٢-١١) ويُقال لحزقيال: «على النهر ينبت على شاطئه من هنا ومن هناك كل شجر للاكل». (حزقيال ٤٧:١٢أ) وعندما يصب النهر في البحر الميت — مجتمع مياه بلا حياة — تنبعث الحياة! فيعج الماء بالاسماك وتزدهر صناعة صيد السمك.
٤، ٥ ايّ شبه هنالك بين نبوة يوئيل المتعلقة بنهر ونبوة حزقيال، ولماذا ذلك ذو مغزى؟
٤ ربما ذكَّرت هذه النبوة الجميلة المسبيين اليهود بنبوة اخرى سُجِّلت قبل اكثر من قرنين: «من بيت الرب يخرج ينبوع ويسقي وادي السَّنط».a (يوئيل ٣:١٨) تماما كنبوة حزقيال، تنبئ نبوة يوئيل بأن نهرا سيتدفق من بيت اللّٰه، الهيكل، ويجلب الحياة لمنطقة قاحلة.
٥ ولطالما اوضحت برج المراقبة ان نبوة يوئيل تتم في ايامنا.b وبالتأكيد، يصح الامر نفسه في رؤيا حزقيال المماثلة. ففي الارض المُستَرَدة لشعب اللّٰه اليوم، تماما كما في اسرائيل القديمة، تتدفق حتما بركات يهوه.
تدفق غزير من البركات
٦ بماذا لا بد ان رشّ الدم على المذبح الرؤيوي ذكَّر اليهود؟
٦ وما هو مصدر البركات التي تحل على شعب اللّٰه المُستَرَد؟ لاحظوا ان الماء يتدفق من هيكل اللّٰه. وبشكل مماثل اليوم، تأتي البركات من يهوه بواسطة هيكله الروحي العظيم — ترتيب العبادة النقية. وتضيف رؤيا حزقيال تفصيلا مهمًّا. ففي الدار الداخلية، يتدفق المجرى بمحاذاة المذبح، عن جنوبه. (حزقيال ٤٧:١) والمذبح هو في وسط الهيكل الرؤيوي تماما. ويهوه يصفه لحزقيال وصفا دقيقا، ويأمر بأن يرشّ دم الذبيحة عليه. (حزقيال ٤٣:١٣-١٨، ٢٠) كان للمذبح مغزى عظيم في نظر كل الاسرائيليين. فعهدهم مع يهوه كان قد ثُبِّت قبل زمن طويل عندما رشَّ موسى الدم على مذبح عند سفح جبل سيناء. (خروج ٢٤:٤-٨) ولا بد ان رشّ الدم على المذبح الرؤيوي ذكَّرهم بأنه عندما يعودون الى ارضهم المُستَرَدة، ستتدفق بركات يهوه ما داموا يحفظون عهدهم معه. — تثنية ٢٨:١-١٤.
٧ ايّ مغزى يجده المسيحيون اليوم للمذبح المجازي؟
٧ وكذلك يبارَك شعب اللّٰه اليوم بواسطة عهد — عهد افضل: العهد الجديد. (ارميا ٣١:٣١-٣٤) وهذا ايضا ثُبِّت منذ وقت طويل بواسطة دم، دم يسوع المسيح. (عبرانيين ٩:١٥-٢٠) واليوم، اذا كنا من الممسوحين، الذين هم احد طرفَي هذا العهد، او كنا من ‹الخراف الاخر›، الذين يستفيدون منه، نجد مغزى عظيما للمذبح المجازي. فهو يرمز الى مشيئة اللّٰه في ما يختص بذبيحة المسيح. (يوحنا ١٠:١٦؛ عبرانيين ١٠:١٠) وكما ان المذبح المجازي هو في وسط الهيكل الروحي تماما، فإن ذبيحة المسيح الفدائية هي النقطة المركزية للعبادة النقية. انها الاساس لغفران خطايانا وبالتالي الاساس لكل آمالنا للمستقبل. (١ يوحنا ٢:٢) ولذلك نجاهد لنحيا وفق الشريعة المرتبطة بالعهد الجديد، «شريعة المسيح». (غلاطية ٦:٢) وما دمنا نفعل ذلك، نستفيد من تدابير يهوه للحياة.
٨ (أ) ايّ شيء كان ناقصا في الدار الداخلية للهيكل الرؤيوي؟ (ب) بأية وسيلة يمكن للكهنة في الهيكل الرؤيوي ان يتطهروا؟
٨ واحدى هذه الفوائد هي الموقف الطاهر امام يهوه. ففي الهيكل الرؤيوي، هنالك شيء ناقص في الدار الداخلية كان مهمًّا جدا في دار المسكن وفي هيكل سليمان: مرحضة كبيرة، دُعيَت لاحقا البحر، ليغتسل الكهنة فيها. (خروج ٣٠:١٨-٢١؛ ٢ أخبار الايام ٤:٢-٦) وماذا كان يمكن ان يستعمل الكهنة في هيكل حزقيال الرؤيوي ليتطهروا؟ لا شيء سوى هذا المجرى العجائبي الذي يتدفق عبر الدار الداخلية! نعم، كان يهوه سيباركهم بالوسيلة لينالوا موقفا طاهرا مقدسا.
٩ كيف يمكن للذين هم من الممسوحين او من الجمع الكثير ان يحظوا بموقف طاهر اليوم؟
٩ وبشكل مماثل اليوم، يُبارَك الممسوحون بموقف طاهر امام يهوه. فهو يعتبرهم مقدَّسين وأبرارا. (روما ٥:١، ٢) وماذا عن ‹الجمع الكثير›، الذين تمثِّلهم الاسباط غير الكهنوتية؟ انهم يقدِّمون العبادة في الدار الخارجية، والمجرى نفسه يمرّ عبر هذا الجزء من الهيكل الرؤيوي. فكم من الملائم ان يرى الرسول يوحنا الجمع الكثير لابسين حللا بيضاء نظيفة وهم يقدِّمون العبادة في دار الهيكل الروحي! (كشف ٧:٩-١٤) فكيفما عوملوا في هذا العالم المنحط، بإمكانهم ان يتأكدوا انهم ما داموا يمارسون الايمان بذبيحة المسيح الفدائية، يعتبرهم يهوه طاهرين وأنقياء. وكيف يمارسون الايمان؟ باتِّباع خطوات يسوع، واثقين كل الثقة بالذبيحة الفدائية. — ١ بطرس ٢:٢١.
١٠، ١١ ما هو احد الاوجه المهمة للماء المجازي، وما علاقة ذلك بالتوسع الهائل للنهر؟
١٠ كما ذُكر سابقا، هنالك وجه مهم آخر لهذا الماء المجازي: المعرفة. ففي اسرائيل المُسترَدة، بارك يهوه شعبه بالارشاد المؤسس على الاسفار المقدسة بواسطة الكهنوت. (حزقيال ٤٤:٢٣) وكذلك يبارك يهوه شعبه اليوم بوفرة من الارشاد حول كلمة حقه، بواسطة ‹الكهنوت المَلَكي›. (١ بطرس ٢:٩) والمعرفة عن يهوه اللّٰه، عن مقاصده للجنس البشري، وخصوصا عن يسوع المسيح والملكوت المسياني تتدفق في نهر دائم الازدياد خلال الايام الاخيرة هذه. فما اروع الفيض المتزايد من الانتعاش الروحي الذي نناله! — دانيال ١٢:٤.
١١ وتماما كما كان النهر الذي قاسه الملاك يعمق اكثر فأكثر تدريجيا، هكذا يتزايد بشكل مثير تدفق البركات المعطية الحياة من يهوه ليتلاءم مع تدفق الناس على ارضنا الروحية المبارَكة. انبأت نبوة ردّ اخرى: «الصغير يصير الفا والحقير امة قوية. انا الرب في وقته اسرع به». (اشعياء ٦٠:٢٢) ان هذه الكلمات تلقى اتمامها اذ ان الملايين يتقاطرون لينضموا الينا في العبادة النقية! ويهوه يوفِّر ‹مياها› غزيرة لكل الذين يلتجئون اليه. (كشف ٢٢:١٧) وهو يحرص ان توزِّع هيئته الارضية الكتب المقدسة والمطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس حول العالم، بمئات اللغات. وبشكل مماثل، يُرتَّب لعقد الاجتماعات المسيحية والمحافل حول العالم بحيث يمكن تزويد الجميع بمياه الحق الصافية كالبلّور. فكيف تؤثِّر هذه التدابير في الناس؟
الماء يجلب الحياة!
١٢ (أ) لماذا يمكن للشجر في رؤيا حزقيال ان يُنتِج الثمر بهذه الطريقة؟ (ب) ماذا تمثِّل الاشجار المثمرة خلال الايام الاخيرة؟
١٢ ان النهر في رؤيا حزقيال يجلب الحياة والصحة. فعندما يعلم حزقيال عن الشجر الذي ينمو على شاطئ النهر، يُقال له: «لا يذبل ورقه ولا ينقطع ثمره. . . . ويكون ثمره للاكل وورقه للدواء [«للشفاء»، عج]». ولماذا يُنتِج هذا الشجر ثمرا بهذه الطريقة المدهشة؟ «لأن مياهه خارجة من المقدس». (حزقيال ٤٧:١٢ب) تمثِّل هذه الاشجار المجازية كل تدابير اللّٰه لردّ الجنس البشري الى الكمال على اساس ذبيحة يسوع الفدائية. والآن على الارض، تأخذ البقية الممسوحة القيادة في تزويد التغذية والشفاء الروحيَّين. وبعد ان يكون كل الـ ٠٠٠,١٤٤ قد نالوا مكافأتهم السماوية، ستمتد الفوائد الناجمة عن خدمتهم الكهنوتية كحكام معاونين مع المسيح الى المستقبل، مؤدية في النهاية الى الانتصار التام على الموت الآدمي. — كشف ٥:٩، ١٠؛ ٢١:٢-٤.
١٣ ايّ شفاء يحصل في ايامنا؟
١٣ ان النهر الرؤيوي يجري الى البحر الميت العديم الحياة ويشفي كل ما يصل اليه. ويمثِّل هذا البحر بيئة ميتة روحيا. ولكنَّ الحياة تدب ‹حيثما يأتي النهر›. (حزقيال ٤٧:٩) وكذلك في الايام الاخيرة، تدب الحياة في الناس روحيا حيثما تنفذ مياه الحق. وأول مَن أُعيد إحياؤهم هم البقية الممسوحة في سنة ١٩١٩. فقد بُعثوا الى الحياة روحيا من حالة خمول شبيهة بالموت. (حزقيال ٣٧:١-١٤؛ كشف ١١:٣، ٧-١٢) ومن ذلك الحين، تصل هذه المياه الحيوية الى اموات روحيا آخرين، فيعودون الى الحياة ويشكِّلون جمعا كثيرا من الخراف الاخر دائم الازدياد، جمعا يحبون يهوه ويخدمونه. وعمَّا قريب، سيمتد هذا التدبير الى حشود المُقامين.
١٤ ماذا يمثِّله جيدا اليوم ازدهار صناعة صيد السمك على شاطئ البحر الميت؟
١٤ تُنتِج الحيوية الروحية الإثمار. وهذا ما مثَّلته صناعة صيد السمك التي تزدهر على شاطئ البحر الذي كان ميتا سابقا. قال يسوع لاثنَين من أتباعه: «اجعلكما صيادَي ناس». (متى ٤:١٩) وفي الايام الاخيرة، ابتدأ عمل صيد السمك بتجميع الباقين من الممسوحين، ولكنه لم يتوقف عند ذلك الحدّ. فالمياه المانحة الحياة من هيكل يهوه الروحي، بما في ذلك بركة المعرفة الدقيقة، تؤثر في اناس من كل الامم. فحيثما يصل هذا النهر، تدب الحياة الروحية.
١٥ ماذا يُظهِر انه لن يقبل الجميع تدابير اللّٰه للحياة، وما هي النتيجة النهائية لمثل هؤلاء؟
١٥ طبعا، لا يتجاوب الجميع الآن مع رسالة الحياة. ولن يتجاوب جميع المقامين خلال حكم المسيح الالفي. (اشعياء ٦٥:٢٠؛ كشف ٢١:٨) فالملاك يعلن ان ليس جميع اجزاء البحر ستُشفى. فبِرَكه العديمة الحياة «تُجعل للملح». (حزقيال ٤٧:١١) وفي ما يتعلق بالناس في ايامنا، لن يقبل مياه يهوه المانحة الحياة جميع الذين تُقدَّم لهم. (اشعياء ٦:١٠) وفي هرمجدون، ان جميع الذين اختاروا البقاء في حالة روحية مريضة عديمة الحياة سيُجعَلون للملح، اي انهم سيهلكون الى الابد. (كشف ١٩:١١-٢١) ولكنَّ الذين يشربون بأمانة من هذه المياه يمكن ان يرجوا النجاة لرؤية الاتمام الاخير لهذه النبوة.
-