-
يهوه اله الازمنة والفصولبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
تذكر الجامعة ٣:١: «لكل شيء زمان (معيَّن) ولكل امر تحت السموات وقت.» وفيما يصح ذلك من وجهة النظر البشرية فانه يصح اكثر من وجهة نظر اللّٰه. فله ازمنة وفصول محددة لانجاز قصده. وان لم نجعل حياتنا تنسجم مع هذه الحقيقة، فآنذاك سيتبرهن اخيرا ان كل ترتيب حياتنا للتكيّف وفق الساعات او الروزنامات انما هو عديم الفائدة.
٥ ولماذا الامر هكذا؟ لان يهوه يملك قصدا لهذه الارض وللمخلوقات البشرية عليها، والا لما خلقهم. وان لم ننسق حياتنا وفق هذا القصد فلن يشملنا. وسيجري تنفيذ قصده حتما في الموعد المعين تماما. وهو يصرّح: «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له.» اشعياء ٥٥:١١.
-
-
يهوه اله الازمنة والفصولبرج المراقبة ١٩٨٦ | ١ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
قصد يهوه للودعاء
١٢، ١٣ ما هو قصد اللّٰه لهذه الارض وللبشر؟
١٢ ولكن عندما خلق يهوه البشر قصد ان تصير الارض كلها فردوسا كجنة عدن، ملآنة شعبا كاملا، مُوحَّدا وسعيدا. (تكوين ١:٢٦-٢٨؛ ٢:١٥، اشعياء ٤٥:١٨) وهذا القصد لم يلغه البشر المتمردون والمخلوقات الروحانية الشريرة. وبما ان يهوه هو ايضا اله ازمنة وفصول فسيتم قصده في الزمن المعيَّن الذي حدده له. ولن يسمح للحكم البشري المستقل عنه بأن يستمر في مقاومة قصده الى ابعد من الزمن الذي سمح به.
١٣ وكانت لدى يسوع ثقة كاملة بقصد يهوه لهذه الارض. قال لفاعل الشرّ الذي اظهر بعض الايمان به: «تكون معي في الفردوس.» (لوقا ٢٣:٤٣) وكان ذلك الفردوس الارضي القادم. وفي مناسبة ابكر كان يسوع قد قال: «طوبى للودعاء. لانهم يرثون الارض.» (متى ٥:٥) وهنا اشار يسوع على الارجح الى الفكرة في المزمور ٣٧:١١ التي تقول: «اما الودعاء فيرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة.»
١٤ اي نوع من الناس سيرثون الارض؟
١٤ فمن هم اولئك الذين سيرثون الارض؟ يذكر المزمور ٣٧:٣٤: «انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الارض. الى انقراض الاشرار تنظر.» ويضيف العددان ٣٧، ٣٨: «لاحظ الكامل وانظر المستقيم فان العقب لانسان السلامة. اما الاشرار فيبادون جميعا. عقب الاشرار ينقطع.» وهكذا فان الناس الذين سيرثون الارض ينبغي ان يأتوا الى معرفة يهوه، ويؤمنوا بمواعيده، وان يعتبرهم مستقيمين وبلا عيب لانهم يطيعون شرائعه. وكما تذكر يوحنا الاولى ٢:١٧: «العالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.»
١٥ لكي تحدث تغييرات رئيسية عالمية نافعة ما هو احد الامور الحيوية التي ينبغي ان تحدث؟
١٥ ولكنّ حدوث تلك التغييرات يستلزم قلبا هائلا لحالة الشؤون الموجودة الآن. اولا، ان ذلك سيعني ازالة كل انواع الحكم الحاضرة على الارض، لان الحكم البشري لم يجلب قط احوالا مرغوبا فيها. غير ان هذه التغييرات التي تهز الارض انما هي ضمن قدرة يهوه. مثلا، يذكر الكتاب المقدس: «هو يغير (الازمنة والفصول) يعزل ملوكا وينصّب ملوكا.» دانيال ٢:٢١.
عزل المقاومين
١٦، ١٧ (أ) كيف تعامل يهوه مع فرعون الذي قاوم قصده؟ (ب) كيف تأكّدت كلمة يهوه النبوية؟
١٦ تأملوا في ما فعله يهوه للحكام وسلالات الحكام الاقوياء في الماضي، خاصة لمن حاولوا ان يتدخلوا في مقاصده. لقد حُطموا مع امبراطورياتهم وذرَّتهم الرياح كالغبار. مثلا، كان يوجد فرعون مصر الذي استعبد شعب اللّٰه. ولكن كان ليهوه قصد لخدامه فأرسل موسى ليطلب من فرعون اطلاق سراحهم. وعوض ان يفعل فرعون ذلك اعلن بتعجرف: «من هو (يهوه) حتى اسمع لقوله.» وأضاف: «لا اعرف (يهوه) واسرائيل لا اطلقه.» خروج ٥:٢.
١٧ منح يهوه فرعون فرصا كثيرة ليغير فكره. ومع ذلك، مرة تلو الاخرى، كما تقول الخروج ١١:١٠، ع ج، صار فرعون متشددا. ولكنّ يهوه يملك قوة لا تقاوم. وعندما حان زمانه المعيَّن اغرق فرعون وجيوشه في البحر الاحمر. تقول الخروج ١٤:٢٨: «لم يبق منهم ولا واحد.» ومن ناحية اخرى جرت حماية خدام يهوه وتحريرهم. وعلاوة على ذلك، حدث هذا تماما في الزمن الذي سبق فأنبأت به كلمة يهوه النبوية، عند نهاية فترة الـ ٤٠٠ سنة التي تكلم عنها لابرهيم الامين قبل قرون.
١٨ ماذا فعل يهوه لنبوخذنصر ملك بابل؟ ولماذا؟
١٨ ثم كان هنالك نبوخذنصر ملك بابل. فقد تفاخر بقوته وانجازاته كما لو كان الها. ولكنّ دانيال ٤:٣١ تقول انه «والكلمة بعد بفم الملك وقع صوت من السماء قائلا لك يقولون يا نبوخذنصر الملك ان المُلك قد زال عنك.» وأخبره يهوه انه سيُحط كحيوان البر حتى يعلم «ان العلي متسلط في مملكة الناس وانه يعطيها من يشاء،» كما تقول الآية ٣٢. وهذا ما حدث تماما في الزمن الذي قصده يهوه لذلك.
١٩ لماذا اتت دينونة يهوه المضادة على بابل وحاكمها بيلشاصر؟
١٩ وكان بيلشاصر آخر ملك حكم في بابل. وآنذاك كان زمن يهوه لسقوط تلك الامبراطورية الهائلة. ولماذا؟ لان البابليين ابقوا شعب يهوه اسرى وجدفوا على يهوه. ويشرح دانيال الاصحاح ٥ ان بيلشاصر صنع وليمة عظيمة لالف من رسمييه. وبعدئذ كان ان بيلشاصر «امر باحضار آنية الذهب والفضة التي اخرجها نبوخذنصر ابوه من الهيكل ]هيكل يهوه[ الذي في اورشليم . . . وشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه.» (دانيال ٥:٢، ٣) ولاحظوا ماذا فعلوا بعدئذ: «كانوا يشربون الخمر ويسبحون آلهة الذهب والفضة والنحاس والحديد والخشب والحجر.» (دانيال ٥:٤) وبالشرب من الآنية المقدسة التي كانت تُستعمل في عبادة يهوه انما سخروا من يهوه وجدفوا عليه. وبعبادتهم آلهتهم الباطلة انما عبدوا الشيطان.
٢٠، ٢١ اية رسالة سلمها دانيال الى بيلشاصر، وكيف تمت؟
٢٠ ولكن في تلك اللحظة حصل امر مرعب. شوهدت اصابع يد تكتب على حائط القصر! فأرعبت الملك كثيرا حتى انه «تغيّرت هيئة الملك وافزعته افكاره وانحلّت خرز حقويه واصطكت ركبتاه.» (دانيال ٥:٦) ولكن لم يستطع احد من مشيري بيلشاصر الدينيين ان يفهم الكتابة، ولذلك دُعي خادم يهوه دانيال لكي يفسرها. فأعلم دانيال الملك ان الرسالة هي من يهوه وهي هذه: «احصى اللّٰه ملكوتك وانهاه. . . . وُزنت بالموازين فوجدت ناقصا. . . . قُسمت مملكتك واعطيت لمادي وفارس.» دانيال ٥:٢٦-٢٨.
٢١ وفي تلك الليلة ذاتها غزت جيوش الماديين والفرس المدينة عبر ابوابها التي تركت مفتوحة باهمال. وكما يختم دانيال ٥:٣٠: «في تلك الليلة قُتل بيلشاصر.» وسمح سقوط بابل لشعب يهوه بأن يعودوا الى موطنهم بعد ٧٠ سنة بالضبط من بدء سبيهم. وكان ذلك حسب جدول مواعيد يهوه تماما، كما أُعلن في ارميا ٢٩:١٠.
٢٢، ٢٣ كيف تعامل يهوه مع الملك هيرودس اغريباس الاول الذي قاوم المسيحيين في القرن الاول؟
٢٢ وفي القرن الاول كان الملك هيرودس اغريباس الاول آخر حاكم على فلسطين التي كانت جزءا من الامبراطورية الرومانية. وسجن هيرودس الرسول بطرس واضطهد مسيحيين آخرين. حتى انه كان قد قتل الرسول يعقوب. (اعمال ١٢:١، ٢) ورتب هيرودس كذلك مصارعات العبيد المميتة وغيرها من الاستعراضات الوثنية. وهذه كلها كذّبت ادعاءه انه عابد للّٰه.
٢٣ ولكن حان بعدئذ زمن يهوه المحدد لاعدام هذا المقاوم. تخبرنا الاعمال ١٢:٢١ الى ٢٣: «في يوم معين لبس هيرودس الحلّة الملوكية وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم. فصرخ الشعب هذا صوت اله لا صوت انسان.» فماذا حدث بعدئذ؟ يقول الكتاب المقدس: «ففي الحال ضربه ملاك (يهوه) لانه لم يعط المجد للّٰه. فصار يأكله الدود ومات.» وهذا كان مثالا آخر على عزل يهوه ملوكا، كما تذكر دانيال ٢:٢١.
٢٤ علامَ تشهد هذه الوقائع التاريخية؟
٢٤ تشهد هذه الحوادث التاريخية على ان يهوه يملك ازمنته وفصوله لمقاصده. وهي تُظهر كذلك انه يملك يقينا القدرة والقوة على اتمام قصده ان يحول هذه الارض الى فردوس يسكن فيه البر. ٢ بطرس ٣:١٣.
-