مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لنبقَ مستيقظين الآن اكثر من ايّ وقت مضى!‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • لنبقَ مستيقظين الآن اكثر من ايّ وقت مضى!‏

      ‏«لا ننمْ كالباقين،‏ بل لنبقَ مستيقظين وواعين».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٦‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ نوع من المدن كانت پومپيي وهرقولانيوم؟‏ (‏ب)‏ ايّ تحذير تجاهله كثيرون من سكان پومپيي وهرقولانيوم،‏ وماذا كانت النتيجة؟‏

      في القرن الاول الميلادي،‏ كانت پومپيي وهرقولانيوم،‏ الواقعتان قرب جبل ڤيزوف،‏ مدينتَين رومانيتَين مزدهرتَين يقصدهما الاثرياء الرومانيون لقضاء عطلتهم.‏ وكانت مدرَّجاتهما تسع اكثر من الف شخص،‏ وكان أحد مدرَّجات پومپيي الكبرى يسع سكان المدينة كلها تقريبا.‏ وبحسب إحصاء المنقّبين في پومپيي،‏ بلغ عدد حاناتها ١١٨،‏ وكان البعض منها بيوتا للمقامرة او البغاء.‏ فالفساد الادبي والمادية كانا متفشيَّين جدا،‏ كما تشهد الرسوم على الجدران وعلى الخرائب الاخرى.‏

      ٢ في ٢٤ آب (‏اغسطس)‏ سنة ٧٩ ب‌م،‏ ابتدأ جبل ڤيزوف يثور.‏ ويعتقد علماء البراكين ان الانفجار الاول،‏ الذي امطر وابلا من الرغوة الصخرية والرماد على هاتين المدينتين،‏ لم يحُل على الارجح دون هرب السكان.‏ ويبدو ان كثيرين منهم هربوا فعلا.‏ لكنَّ الآخرين استخفوا بالخطر او تجاهلوا العلامات التحذيرية واختاروا البقاء.‏ ثم،‏ في منتصف الليل تقريبا،‏ تدفق فيض من الغازات الشديدة السخونة،‏ الرغوة الصخرية،‏ والصخور الى هرقولانيوم.‏ فاختنق كل السكان الباقين في المدينة.‏ وفي الصباح الباكر من اليوم التالي،‏ قتل فيض مماثل جميع سكان پومپيي.‏ فيا لها من نتيجة مفجعة لعدم الانتباه الى العلامات التحذيرية!‏

      نهاية نظام الاشياء اليهودي

      ٣ ايّ تشابه هنالك بين دمار اورشليم ودمار پومپيي وهرقولانيوم؟‏

      ٣ قبل تسع سنوات من هذه النهاية المروّعة لپومپيي وهرقولانيوم،‏ حدثت مأساة مفجعة اكثر بكثير:‏ دمار اورشليم.‏ لكنَّ هذه الكارثة كانت من صنع البشر.‏ وقد وُصفَت بأنها «احد افظع الحصارات على مرّ التاريخ».‏ وقيل انها ادّت الى موت اكثر من مليون يهودي.‏ ولكن كالكارثة في پومپيي وهرقولانيوم،‏ لم يأتِ دمار اورشليم دون تحذير.‏

      ٤ اية علامة نبوية اعطاها يسوع لتحذير أتباعه ان نهاية نظام الاشياء قد اقتربت،‏ وكيف تمت إتماما اوليّا في القرن الاول؟‏

      ٤ كان يسوع المسيح قد انبأ بدمار هذه المدينة.‏ كما انه انبأ بالحوادث التي كانت ستسبقه:‏ اضطرابات كالحروب،‏ المجاعات،‏ الزلازل،‏ والتعدي على الشريعة.‏ وكان الانبياء الدجّالون سيظهرون،‏ لكنَّ البشارة بملكوت اللّٰه كان سيُكرَز بها حول العالم.‏ (‏متى ٢٤:‏٤-‏٧،‏ ١١-‏١٤‏)‏ ولكن رغم ان إتمام كلمات يسوع الرئيسي هو في ايامنا،‏ فقد كان لها إتمام اوليّ آنذاك.‏ فالتاريخ يسجّل حدوث مجاعة شديدة في اليهودية.‏ (‏اعمال ١١:‏٢٨‏)‏ ويتحدث المؤرِّخ اليهودي يوسيفوس عن زلزال في منطقة اورشليم قبيل دمار المدينة.‏ وفيما اقتربت نهاية اورشليم،‏ كانت تحدث باستمرار الثورات،‏ الحروب الداخلية بين الاحزاب اليهودية السياسية،‏ والمذابح في مدن عديدة يسكنها اليهود والامميون.‏ إلا انه كان يُكرَز ببشارة الملكوت «في كل الخليقة التي تحت السماء».‏ —‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ اية كلمات نبوية قالها يسوع تمت سنة ٦٦ ب‌م؟‏ (‏ب)‏ لماذا مات عدد كبير جدا من الناس عندما سقطت اورشليم اخيرا سنة ٧٠ ب‌م؟‏

      ٥ وأخيرا،‏ تمرّد اليهود على روما سنة ٦٦ ب‌م.‏ وعندما قاد سستيوس ڠالوس الجيش لمحاصرة اورشليم،‏ تذكّر أتباع يسوع كلماته التي قال فيها:‏ «متى رأيتم اورشليم محاطة بجيوش معسكرة،‏ فحينئذ اعرفوا ان خرابها قد اقترب.‏ حينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب إلى الجبال،‏ والذين في وسطها فليغادروا،‏ والذين في المناطق الريفية فلا يدخلوها».‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فقد حان الوقت ليغادروا اورشليم.‏ ولكن كيف؟‏ بشكل غير متوقع،‏ انسحب ڠالوس مع قواته،‏ مما اتاح للمسيحيين في اورشليم واليهودية الفرصة ليطيعوا كلمات يسوع ويهربوا الى الجبال.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ٦ بعد اربع سنوات،‏ نحو وقت الفصح،‏ عادت القوات الرومانية بقيادة القائد تيطس العازم على إخماد الثورة اليهودية.‏ فحاصر جيشه اورشليم وبنى «تحصينا من أخشاب محددة الرأس»،‏ مما جعل الهرب مستحيلا.‏ (‏لوقا ١٩:‏٤٣،‏ ٤٤‏)‏ ورغم تهديد الحرب،‏ كان اليهود من كل انحاء الامبراطورية الرومانية قد تقاطروا الى اورشليم للاحتفال بالفصح،‏ فحوصروا هناك.‏ ويقول يوسيفوس ان هؤلاء الزائرين الاشقياء شكَّلوا معظم ضحايا الحصار الروماني.‏a وعندما سقطت اورشليم اخيرا،‏ قُتل سُبع اليهود تقريبا الموجودين في الامبراطورية الرومانية.‏ ودمار اورشليم وهيكلها عنى نهاية الدولة اليهودية ونظامها الديني المؤسس على الشريعة الموسوية.‏b —‏ مرقس ١٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٧ لماذا نجا المسيحيون الامناء من دمار اورشليم؟‏

      ٧ سنة ٧٠ ب‌م،‏ كان يمكن ان يُقتَل المسيحيون من اصل يهودي او يُستعبدوا مع غيرهم من سكان اورشليم.‏ ولكنهم،‏ كما يدلّ التاريخ،‏ اصغوا الى تحذير يسوع المعطى قبل ٣٧ سنة وتركوا المدينة نهائيا.‏

      تحذيرات في حينها من رسولين

      ٨ اية حاجة ادركها بطرس،‏ وأية كلمات قالها يسوع كان بطرس يفكّر فيها على الارجح؟‏

      ٨ يلوح في الافق اليوم دمار اعظم بكثير،‏ دمار سيُنهي نظام الاشياء هذا بأسره.‏ قبل دمار اورشليم بست سنوات،‏ اعطى الرسول بطرس مشورة ملحّة وفي حينها عن البقاء متنبهين.‏ وتنطبق هذه المشورة خصوصا على المسيحيين في ايامنا.‏ فقد ادرك بطرس حاجة المسيحيين ان يوقظوا ‹مقدراتهم التفكيرية الصافية› بحيث لا يتجاهلون «وصية الرب»،‏ يسوع المسيح.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وعندما حثّ بطرس المسيحيين ان يكونوا متنبهين،‏ كان يفكّر على الارجح في الكلمات التي سمعها من يسوع حين قال لرسله قبل عدة ايام من موته:‏ «داوموا على الانتباه،‏ ابقوا مستيقظين،‏ لأنكم لا تعرفون متى يكون الوقت المعيّن».‏ —‏ مرقس ١٣:‏٣٣‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ ايّ موقف خطر قد يتبناه البعض؟‏ (‏ب)‏ لماذا الشك خطر بشكل خاص؟‏

      ٩ واليوم،‏ يسأل البعض بسخرية:‏ «اين هو حضوره الموعود هذا؟‏».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ فكما يبدو،‏ يشعر هؤلاء الاشخاص ان الاوضاع لا تتغير،‏ بل تبقى على حالها من بدء الخليقة.‏ لكنَّ هذا الشك خطر لأنه يمكن ان يُضعِف شعورنا بالالحاح،‏ جاعلا ايانا ننجرف نحو الانغماس في الملذات.‏ (‏لوقا ٢١:‏٣٤‏)‏ وكما يشير بطرس ايضا،‏ ينسى هؤلاء المستهزئون الطوفان ايام نوح،‏ الذي دمَّر نظام اشياء عالميا.‏ فقد تغيّر العالم آنذاك بالفعل!‏ —‏ تكوين ٦:‏١٣،‏ ١٧؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ١٠ بأية كلمات يشجّع بطرس الذين يفقدون صبرهم؟‏

      ١٠ يساعد بطرس قرّاءه على تنمية الصبر بتذكيرهم ان اللّٰه غالبا ما لا يتَّخذ إجراءات فورية.‏ فيقول في البداية ان «يوما واحدا عند يهوه كألف سنة وألف سنة كيوم واحد».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٨‏)‏ فبما ان يهوه ابدي،‏ يمكنه ان يأخذ جميع العوامل في الاعتبار ويختار افضل وقت لاتّخاذ الاجراء.‏ ثم يقول بطرس ان يهوه يرغب ان يتوب الناس في كل مكان.‏ فصبر اللّٰه يعني الخلاص لكثيرين كانوا سيهلكون لو انه اتَّخذ اجراء فوريا.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ لكنَّ صبر يهوه لا يعني انه لن يتَّخذ ايّ اجراء.‏ فبطرس يقول:‏ «يوم يهوه سيأتي كسارق».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٠‏.‏

      ١١ ماذا يساعدنا على البقاء مستيقظين روحيا،‏ وكيف ‹يسرّع› ذلك،‏ اذا جاز التعبير،‏ يوم يهوه؟‏

      ١١ ان التشبيه الذي اعطاه بطرس مهمّ.‏ فالسارقون لا يمكن القبض عليهم بسهولة.‏ ولكن هنالك امكانية ان يرى الحارس الذي يبقى مستيقظا كل الليل السارق اكثر من الذي يستسلم للنعاس من حين الى آخر.‏ وكيف يمكن للحارس ان يبقى مستيقظا؟‏ يساعد التمشي على اليقظة اكثر من الجلوس طوال الليل.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن البقاء نشاطى روحيا يساعدنا نحن المسيحيين على البقاء مستيقظين.‏ لذلك يحثنا بطرس ان نبقى منشغلين بـ‍ «تصرفات مقدسة وأعمال التعبد للّٰه».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١١‏)‏ فهذا النشاط يساعدنا ان نظل «مبقين حضور يوم يهوه قريبا في الذهن».‏ والكلمة اليونانية المنقولة الى «مبقين قريبا .‏ .‏ .‏ في الذهن» يمكن ترجمتها حرفيا «مسرّعين».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٢‏)‏ صحيح انه لا يمكننا تغيير جدول مواعيد يهوه لأن يومه سيأتي في الوقت المعيّن،‏ إلا اننا سنشعر ان الوقت من الآن حتى ذلك الحين يمرّ بسرعة اكبر اذا كنا مشغولين بخدمته.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏

      ١٢ كيف يمكننا افراديا ان نستفيد من صبر يهوه؟‏

      ١٢ لذلك يجري تشجيع كل منَ يشعر بأن يوم يهوه قد تأخر ان يصغي الى مشورة بطرس ان ينتظر بصبر وقت يهوه المعيّن.‏ ويمكننا استخدام الوقت الاضافي الذي يتيحه صبر اللّٰه بشكل حكيم.‏ مثلا،‏ يمكننا ان ننمي صفات مسيحية مهمة وأن نبشّر اشخاصا اكثر من الذين كنا سنبشّرهم لولا هذا الوقت الاضافي.‏ وإذا بقينا مستيقظين،‏ يجدنا يهوه «بلا وصمة ولا شائبة في سلام» عند نهاية نظام الاشياء هذا.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فما اعظم هذه البركة!‏

      ١٣ اية كلمات وجَّهها بولس الى المسيحيين في تسالونيكي هي ملائمة اليوم بشكل خاص؟‏

      ١٣ يتحدث بولس ايضا في رسالته الاولى الى المسيحيين في تسالونيكي عن الحاجة الى البقاء مستيقظين.‏ فهو يعطي هذه المشورة:‏ «لا ننمْ كالباقين،‏ بل لنبقَ مستيقظين وواعين».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢،‏ ٦‏)‏ وكم يكون هذا الامر ضروريا اليوم فيما يقترب دمار نظام الاشياء العالمي هذا بأسره!‏ ان عبّاد يهوه يعيشون في عالم تسوده اللامبالاة بالامور الروحية.‏ وهذا قد يؤثر فيهم.‏ لذلك ينصح بولس:‏ «لنبقَ واعين ونلبس درع الايمان والمحبة،‏ ورجاء الخلاص خوذة».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٨‏)‏ والدرس القانوني لكلمة اللّٰه والمعاشرة القانونية لإخوتنا في الاجتماعات يساعداننا على اتّباع مشورة بولس والمحافظة على شعورنا بالالحاح.‏ —‏ متى ١٦:‏١-‏٣‏.‏

      ملايين يداومون على السهر

      ١٤ اية احصاءات تشير ان كثيرين اليوم يتبعون مشورة بطرس ان يبقوا مستيقظين؟‏

      ١٤ وهل هنالك اليوم كثيرون يصغون الى التشجيع الموحى به ان يبقوا متنبهين؟‏ نعم.‏ فخلال سنة الخدمة ٢٠٠٢،‏ برهنت ذروة من ٦٤٥‏,٣٠٤‏,٦ ناشرا —‏ زيادة على سنة الخدمة ٢٠٠١ بلغت ١‏,٣ في المئة —‏ انهم متنبهون روحيا بقضاء ٣٠٢‏,٣٨١‏,٢٠٢‏,١ ساعة في التكلم مع الآخرين عن ملكوت اللّٰه.‏ وهؤلاء لم يعتبروا هذا العمل مسألة ثانوية.‏ فقد كان محور حياتهم.‏ وموقف إدواردو ونعومي من السلڤادور هو مثال لموقف كثيرين منهم.‏

      ١٥ ايّ اختبار من السلڤادور يُظهِر ان كثيرين يبقون متنبهين روحيا؟‏

      ١٥ منذ عدة سنوات،‏ استرعت انتباه إدواردو ونعومي كلمات بولس التالية:‏ «مشهد هذا العالم في تغير».‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣١‏)‏ فبسّطا حياتهما وانخرطا في خدمة الفتح كامل الوقت.‏ وبمرور الوقت كوفئا بطرائق عديدة.‏ فقد شاركا في العمل الدائري والكوري.‏ ورغم المشاكل الخطيرة التي واجهاها،‏ فهما مقتنعان بأنهما اتَّخذا القرار الصائب عندما ضحيا بالرخاء المادي من اجل الانخراط في الخدمة كامل الوقت.‏ وكثيرون من الـ‍ ٢٦٩‏,٢٩ ناشرا —‏ بمن فيهم ٤٥٤‏,٢ فاتحا —‏ في السلڤادور يُظهِرون روح التضحية بالذات عينها.‏ وهذا سبب من الاسباب التي جعلت هذا البلد يشهد في السنة الماضية زيادة في عدد الناشرين بلغت ٢ في المئة.‏

      ١٦ ايّ موقف اظهره اخ شاب في ساحل العاج؟‏

      ١٦ في ساحل العاج،‏ اظهر شاب مسيحي هذا الموقف نفسه.‏ فقد كتب الى مكتب الفرع:‏ «انا خادم مساعد.‏ ولكن لا يمكنني ان اقول للاخوة ان يكونوا فاتحين دون ان ارسم انا بنفسي المثال الصائب.‏ لذلك تركت وظيفة تدرّ عليّ الارباح وصرت ازاول عملا حرّا،‏ مما يتيح لي وقتا اكبر للخدمة».‏ لقد صار هذا الشاب واحدا من الـ‍ ٩٨٣ فاتحا في ساحل العاج،‏ حيث كان هنالك السنة الماضية ٧٠١‏,٦ ناشرا،‏ زيادة بلغت ٥ في المئة.‏

      ١٧ كيف اظهرت شاهدة حدثة في بلجيكا ان التحامل لا يُخيفها؟‏

      ١٧ لا تزال امور كالتعصب،‏ التحامل،‏ والتمييز تسبِّب المشاكل للـ‍ ٩٦١‏,٢٤ ناشرا للملكوت في بلجيكا.‏ لكنّ ذلك لا يخيفهم ولا يزالون غيورين.‏ عندما وُصف شهود يهوه بأنهم بدعة على مسمع من شاهدة عمرها ١٦ سنة تحضر صف علم الاخلاق في المدرسة،‏ طلبت اذنا ان تعطي وجهة النظر الاخرى.‏ وباستعمال كاسيت الڤيديو شهود يهوه —‏ الهيئة وراء الاسم وكراسة شهود يهوه —‏ مَن هم؟‏،‏ تمكنت من الايضاح مَن هم الشهود حقا.‏ فجرى تقدير هذه المعلومات كثيرا.‏ وفي الاسبوع التالي،‏ كانت كل اسئلة الامتحان الذي أُعطي للتلاميذ حول دين شهود يهوه المسيحي.‏

      ١٨ ايّ دليل هنالك ان المشاكل الاقتصادية لا تلهي الناشرين في الارجنتين وموزمبيق عن الخدمة؟‏

      ١٨ يواجه معظم المسيحيين مشاكل كبيرة في هذه الايام الاخيرة.‏ إلا انهم لا يدعون ذلك يلهيهم.‏ فرغم المشاكل الاقتصادية التي عُرفت بها الارجنتين،‏ شهد هذا البلد السنة الماضية ذروة جديدة من ٧٠٩‏,١٢٦ شهود.‏ ورغم ان الفقر لا يزال منتشرا في موزمبيق،‏ فقد اشترك ٥٦٣‏,٣٧ شخصا في عمل الشهادة،‏ زيادة بلغت ٤ في المئة.‏ ورغم ان الحياة صعبة على كثيرين في ألبانيا،‏ شهد هذا البلد زيادة رائعة بلغت ١٢ في المئة،‏ اذ وصلت ذروة عدد الناشرين الى ٧٠٨‏,٢ ناشرين.‏ فمن الواضح ان الاحوال الصعبة لا تعيق روح يهوه عندما يضع خدامه مصالح الملكوت اولا.‏ —‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا يبرهن انه لا يزال هنالك الكثير من الاشخاص المشبّهين بالخراف متعطشين الى حق الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ اية تفاصيل اخرى من التقرير السنوي تبرهن ان خدام يهوه يبقون مستيقظين روحيا؟‏ (‏انظر الجدول في الصفحات ١٢-‏١٥.‏)‏

      ١٩ يُظهِر المعدل الشهري لدروس الكتاب المقدس الـ‍ ٢٨٩‏,٣٠٩‏,٥ التي عُقدت حول العالم السنة الماضية انه لا يزال هنالك اشخاص كثيرون مشبّهون بالخراف متعطشين الى حق الكتاب المقدس.‏ ومعظم الاشخاص الـ‍ ٧٤٦‏,٥٩٧‏,١٥ الذين حضروا الذِّكرى لم يصيروا بعد خداما ليهوه.‏ ونحن نشجِّعهم ان يستمروا في النمو في المعرفة وفي محبة يهوه ومعشر الاخوة.‏ انه لأمر يثير المشاعر ان نرى ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر› يستمرون في الكينونة مثمرين وهم يخدمون الخالق «نهارا وليلا في هيكله» الى جانب إخوتهم الممسوحين بالروح.‏ —‏ كشف ٧:‏٩،‏ ١٥؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      درس نتعلمه من لوط

      ٢٠ ماذا نتعلم من مثال لوط وزوجته؟‏

      ٢٠ طبعا،‏ حتى خدام اللّٰه الامناء يمكن ان يخسروا وقتيا شعورهم بالالحاح.‏ لنأخذ على سبيل المثال لوطا،‏ ابن اخي ابراهيم.‏ فقد اخبره ملاكان ان اللّٰه على وشك تدمير سدوم وعمورة.‏ وربما لم تفاجئ هذه الاخبار لوطا،‏ الذي «كان يضايقه جدا انغماس البغاة في الانحلال الخلقي».‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٧‏)‏ رغم ذلك،‏ ظل ‹يتوانى› عندما اتى الملاكان لإخراجه من سدوم.‏ حتى ان الملاكين كادا يجرانه هو وعائلته ليخرجاهم من المدينة.‏ بعد ذلك،‏ تجاهلت زوجة لوط تحذير الملاكَين ألّا تنظر الى الوراء.‏ وقد كلَّفها موقفها المتساهل هذا ثمنا باهظا.‏ (‏تكوين ١٩:‏١٤-‏١٧،‏ ٢٦‏)‏ لذلك حذّر يسوع:‏ «اذكروا زوجة لوط».‏ —‏ لوقا ١٧:‏٣٢‏.‏

      ٢١ لماذا من المهم ان نبقى مستيقظين الآن اكثر من ايّ وقت مضى؟‏

      ٢١ ان الكارثة التي حلّت بپومپيي وهرقولانيوم والحوادث قبل دمار اورشليم،‏ بالاضافة الى ما حدث في الطوفان ايام نوح وما حدث ايام لوط،‏ توضح كلها اهمية اتّخاذ التحذيرات على محمل الجدّ.‏ فكخدام ليهوه،‏ نحن نميّز علامة وقت النهاية.‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏)‏ وقد انفصلنا عن الدين الباطل.‏ (‏كشف ١٨:‏٤‏)‏ وكمسيحيي القرن الاول،‏ يجب ان ‹نبقي حضور يوم يهوه قريبا في الذهن›.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٢‏)‏ نعم،‏ الآن اكثر من ايّ وقت مضى،‏ يجب ان نبقى مستيقظين.‏ فأية خطوات يمكننا اتّخاذها وأية صفات يمكن ان ننميها لكي نبقى مستيقظين؟‏ هذا ما ستعالجه المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a من غير المرجّح ان يكون عدد سكان اورشليم في القرن الاول اكثر من ٠٠٠‏,١٢٠ شخص.‏ ويذكر اوسابيوس ان ٠٠٠‏,٣٠٠ شخص اتوا من مقاطعة اليهودية الى اورشليم للاحتفال بالفصح سنة ٧٠ ب‌م.‏ ولا بد ان الضحايا الآخرين اتوا من انحاء اخرى من الامبراطورية.‏

      b طبعا،‏ من وجهة نظر يهوه،‏ استُبدلت الشريعة الموسوية بالعهد الجديد سنة ٣٣ ب‌م.‏ —‏ افسس ٢:‏١٥‏.‏

  • ‏«داوموا على السهر»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ‏«داوموا على السهر»‏

      ‏«ما اقوله لكم،‏ اقوله للجميع:‏ داوموا على السهر».‏ —‏ مرقس ١٣:‏٣٧‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ايّ درس تعلّمه رجل بشأن حماية ممتلكاته؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتعلم عن البقاء مستيقظين من مثل يسوع عن السارق؟‏

      كان خوان يبقي اشياءه الثمينة في البيت.‏ فقد خبأها تحت سريره —‏ المكان الاكثر امانا في البيت برأيه.‏ ولكن ذات ليلة،‏ وفيما هو وزوجته نائمان،‏ دخل سارق غرفة النوم.‏ وكما يبدو،‏ كان السارق يعرف تماما اين يبحث.‏ وبهدوء،‏ اخرج كل اشيائه الثمينة من تحت السرير.‏ ثم اخذ ايضا المال الذي كان خوان قد تركه في احد الجوارير قرب السرير.‏ وفي الصباح التالي،‏ اكتشف خوان السرقة.‏ لن ينسى خوان هذا الدرس القاسي الذي تعلّمه:‏ النائم لا يستطيع ان يحمي ممتلكاته.‏

      ٢ يصحّ الامر نفسه من الناحية الروحية.‏ فلا يمكننا حماية رجائنا وإيماننا اذا كنا نائمين.‏ لذلك يحث بولس:‏ «لا ننَمْ كالباقين،‏ بل لنبقَ مستيقظين وواعين».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٦‏)‏ ولكي يُظهِر يسوع اهمية البقاء مستيقظين،‏ استخدم مثل السارق.‏ فوصف الحوادث التي ستؤدي الى مجيئه كديّان،‏ ثم حذّر:‏ «داوموا على السهر اذًا،‏ لأنكم لا تعرفون في أيّ يوم يأتي ربكم.‏ ولكن اعلموا امرا واحدا،‏ انه لو عرف رب البيت في ايّ هزيع يأتي السارق،‏ لبقي مستيقظا ولم يدَعْ بيته يُقتحَم.‏ من اجل هذا كونوا انتم ايضا مستعدين،‏ لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٢-‏٤٤‏)‏ لا يقول السارق مسبقا متى سيأتي.‏ فهو يأمل ان يصل حين لا يتوقع احد مجيئه.‏ وعلى نحو مماثل،‏ كما قال يسوع،‏ ستأتي نهاية هذا النظام ‹في ساعة لا نتوقعها›.‏

      ‏«ابقوا مستيقظين،‏ اثبتوا في الايمان»‏

      ٣ كيف اظهر يسوع اهمية البقاء مستيقظين باستخدام مثل العبيد الذين ينتظرون عودة سيدهم من العرس؟‏

      ٣ شبّه يسوع،‏ في كلماته المسجلة في انجيل لوقا،‏ المسيحيين بعبيد ينتظرون عودة سيدهم من العرس.‏ فكان يجب ان يبقوا متنبهين لكي يكونوا مستيقظين ومستعدين لاستقباله عندما يصل.‏ كذلك ايضا،‏ قال يسوع:‏ «في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان».‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٠‏)‏ قد يفقد بعض الذين يخدمون يهوه منذ سنوات عديدة شعورهم بالالحاح في ما يتعلق بالازمنة التي نعيش فيها.‏ حتى انهم قد يستنتجون ان النهاية بعيدة جدا.‏ لكنَّ تفكيرا كهذا يمكن ان يجعلنا نحوِّل انتباهنا عن الامور الروحية ونركّز على الاهداف المادية،‏ تلهيات يمكن ان تجعلنا نغفو روحيا.‏ —‏ لوقا ٨:‏١٤؛‏ ٢١:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ٤ ايّ اقتناع يدفعنا الى المداومة على السهر،‏ وكيف اظهر يسوع ذلك؟‏

      ٤ يمكننا تعلم درس آخر من مثل يسوع.‏ فرغم ان العبيد لم يعرفوا في اية ساعة سيصل سيدهم،‏ عرفوا كما يظهر في اية ليلة.‏ فمن الصعب ان يبقوا مستيقظين كل تلك الليلة لو كانوا يظنون ان سيدهم قد يأتي في ليلة اخرى.‏ ولكن معرفتهم في اية ليلة سيأتي زوّدتهم بحافز قوي للبقاء مستيقظين.‏ وعلى نحو مماثل،‏ تكشف نبوات الكتاب المقدس بوضوح اننا نعيش في وقت النهاية؛‏ لكنها لا تقول لنا في ايّ يوم او ساعة ستأتي النهاية.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٦‏)‏ وإيماننا ان النهاية ستأتي يساعدنا ان نبقى مستيقظين.‏ ولكن اذا كنا مقتنعين بأن يوم يهوه قريب جدا،‏ يكون لدينا دافع اقوى بكثير لنداوم على السهر.‏ —‏ صفنيا ١:‏١٤‏.‏

      ٥ كيف يمكن ان نتجاوب مع حضّ بولس على ‹البقاء مستيقظين›؟‏

      ٥ حثّ بولس في كلماته الى اهل كورنثوس:‏ «ابقوا مستيقظين،‏ اثبتوا في الايمان».‏ (‏١ كورنثوس ١٦:‏١٣‏)‏ نعم،‏ يرتبط البقاء مستيقظين بحيازتنا موقفا ثابتا في الايمان المسيحي.‏ فكيف يمكننا البقاء مستيقظين؟‏ بنيل معرفة اعمق لكلمة اللّٰه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فعادات الدرس الشخصي الجيدة والحضور القانوني للاجتماعات تساعد على تقوية ايماننا.‏ وإبقاء يوم يهوه قريبا في الذهن هو امر مهم لإيماننا.‏ لذلك فإن مراجعتنا من حين الى آخر الدليل من الاسفار المقدسة اننا قريبون من نهاية هذا النظام تساعدنا ألا ننسى الحقائق المهمة المتعلقة بهذه النهاية الوشيكة.‏a ويحسن بنا ايضا ان نراقب الاحداث العالمية التي تتمِّم نبوات الكتاب المقدس.‏ كتب اخ من المانيا:‏ «كلما اشاهد الاخبار —‏ الحروب،‏ الزلازل،‏ العنف،‏ وتلوُّث كوكبنا —‏ يزيد اقتناعي بقرب النهاية».‏

      ٦ كيف اوضح مثل يسوع الميل الى فقدان اليقظة الروحية بمرور الوقت؟‏

      ٦ في مرقس الاصحاح ١٣‏،‏ نجد رواية اخرى عن حضّ يسوع لأتباعه ان يبقوا مستيقظين.‏ ففي هذا الاصحاح،‏ يشبّه يسوع وضعهم بوضع بواب ينتظر عودة سيده من رحلة بعيدة.‏ والبواب لا يعرف في اية ساعة سيعود سيده.‏ فما عليه سوى ان يبقى ساهرا.‏ ثم يتحدث يسوع عن الهُزُع الاربعة التي قد يصل فيها السيد.‏ والهزيع الرابع يمتد من الساعة الثالثة صباحا حتى شروق الشمس.‏ وفي هذا الهزيع الاخير،‏ يمكن للنعاس ان يغلب البواب بسهولة.‏ ويُقال ان الجنود يعتبرون الساعة التي تسبق الفجر افضل وقت لأخذ العدو على حين غرّة.‏ وعلى نحو مماثل،‏ في الجزء الاخير من هذا النظام،‏ حين يغطّ العالم حولنا في نوم عميق،‏ قد نضطر الى المجاهدة اكثر من ايّ وقت مضى للبقاء مستيقظين.‏ (‏روما ١٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏ لذلك يحثّ يسوع تكرارا في مثله:‏ «داوموا على الانتباه،‏ ابقوا مستيقظين .‏ .‏ .‏ داوموا على السهر .‏ .‏ .‏ ما اقوله لكم،‏ اقوله للجميع:‏ داوموا على السهر».‏ —‏ مرقس ١٣:‏٣٢-‏٣٧‏.‏

      ٧ ايّ خطر حقيقي موجود،‏ ونظرا الى ذلك،‏ ايّ تشجيع نقرأه تكرارا في الكتاب المقدس؟‏

      ٧ حثّ يسوع على التيقظ مرات كثيرة خلال خدمته وبعد قيامته.‏ فكل مرة تقريبا تشير الاسفار المقدسة الى نهاية نظام الاشياء هذا،‏ نجد التحذير ان نبقى مستيقظين او ان نداوم على السهر.‏b (‏لوقا ١٢:‏٣٨،‏ ٤٠؛‏ كشف ٣:‏٢؛‏ ١٦:‏١٤-‏١٦‏)‏ فمن الواضح ان النعاس الروحي هو خطر حقيقي.‏ ونحن جميعا بحاجة الى هذه التحذيرات.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٢،‏ ٦‏.‏

      ثلاثة رسل لم يقدروا ان يبقوا مستيقظين

      ٨ كيف تجاوب ثلاثة من رسل يسوع مع طلبه ان يبقوا ساهرين في بستان جتسيماني؟‏

      ٨ يتطلب البقاء مستيقظين اكثر من مجرد حسن النية،‏ كما نرى مما حدث مع بطرس ويعقوب ويوحنا.‏ فقد كان هؤلاء الرجال الثلاثة اشخاصا روحيين تبعوا يسوع بولاء وأكنّوا له مودة عميقة.‏ إلا انهم لم يتمكنوا من البقاء مستيقظين ليلة ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م.‏ فبعد ان غادر الرسل الثلاثة العلية حيث احتُفل بالفصح،‏ رافقوا يسوع الى بستان جتسيماني.‏ وهناك قال لهم يسوع:‏ «نفسي حزينة جدا حتى الموت.‏ امكثوا هنا وابقوا ساهرين معي».‏ (‏متى ٢٦:‏٣٨‏)‏ وقد صلّى يسوع بحرارة ثلاث مرات الى ابيه السماوي،‏ وفي كل مرة كان يعود ليجد اصدقاءه نائمين.‏ —‏ متى ٢٦:‏٤٠،‏ ٤٣،‏ ٤٥‏.‏

      ٩ ماذا ساهم على الارجح في نعاس الرسل؟‏

      ٩ ولماذا خيّب هؤلاء الرجال الامناء امل يسوع تلك الليلة؟‏ كان التعب الجسدي احد العوامل.‏ فكانت الساعة متأخرة،‏ ربما بعد منتصف الليل،‏ و «اعينهم كانت ثقيلة».‏ (‏متى ٢٦:‏٤٣‏)‏ رغم ذلك قال يسوع:‏ «ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة.‏ ان الروح مندفع،‏ اما الجسد فضعيف».‏ —‏ متى ٢٦:‏٤١‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ ماذا ساعد يسوع على البقاء ساهرا في بستان جتسيماني رغم تعبه؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتعلم مما حدث للرسل الثلاثة عندما طلب منهم يسوع ان يبقوا ساهرين؟‏

      ١٠ لا شك ان يسوع كان ايضا تعبا في تلك الليلة البالغة الاهمية.‏ ولكن بدلا من النوم،‏ قضى لحظات الحرية الحاسمة الاخيرة هذه في الصلاة بحرارة.‏ وقبل ايام قليلة،‏ حثّ أتباعه ان يصلّوا قائلا:‏ «ابقوا مستيقظين،‏ متضرعين في كل وقت،‏ لكي تنجحوا في الإفلات من كل هذا المحتوم ان يكون،‏ وفي الوقوف امام ابن الانسان».‏ (‏لوقا ٢١:‏٣٦؛‏ افسس ٦:‏١٨‏)‏ وإذا اتّبعنا مشورة يسوع واقتدينا بمثاله الرائع في مسألة الصلاة،‏ تساعدنا تضرعاتنا المخلصة الى يهوه ان نبقى مستيقظين روحيا.‏

      ١١ طبعا،‏ ادرك يسوع،‏ بعكس تلاميذه آنذاك،‏ انه سرعان ما سيُقبَض عليه ويُحكم عليه بالموت.‏ وستكون ذروة تجاربه الاليمة على خشبة الآلام.‏ وكان يسوع قد حذّر رسله ان هذه الامور ستحدث،‏ لكنهم لم يفهموا ما قاله.‏ لذلك ناموا في حين بقي هو مستيقظا يصلّي.‏ (‏مرقس ١٤:‏٢٧-‏٣١؛‏ لوقا ٢٢:‏١٥-‏١٨‏)‏ مثل الرسل،‏ جسدنا نحن ايضا ضعيف وهنالك امور لا نعرفها.‏ رغم ذلك،‏ اذا فقدنا شعورنا بإلحاح الازمنة التي نعيش فيها،‏ يمكن ان ننام روحيا.‏ فما من طريقة للبقاء مستيقظين إلا بالبقاء متنبهين.‏

      ثلاث صفات مهمة

      ١٢ ما هي الصفات الثلاث التي يربطها بولس بالبقاء واعين؟‏

      ١٢ وكيف يمكننا المحافظة على شعورنا بالالحاح؟‏ سبق ان رأينا اهمية الصلاة والحاجة الى إبقاء يوم يهوه في الذهن.‏ إضافة الى ذلك،‏ يذكر بولس ثلاث صفات مهمة يجب ان ننميها.‏ فهو يقول:‏ «أما نحن الذين من نهار،‏ فلنبقَ واعين ونلبس درع الايمان والمحبة،‏ ورجاء الخلاص خوذة».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٨‏)‏ فلنعالج بإيجاز دور الايمان،‏ الرجاء،‏ والمحبة في إبقائنا مستيقظين روحيا.‏

      ١٣ ايّ دور يلعبه الايمان في بقائنا متنبهين؟‏

      ١٣ يجب ان نملك ايمانا لا يتزعزع ان يهوه موجود وأنه «يكافئ الذين يجدّون في طلبه».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ فالاتمام الاول لنبوة يسوع بشأن النهاية الذي حدث في القرن الاول يقوّي ايماننا بإتمامها الاعظم في ايامنا.‏ وإيماننا يبقينا منتظرين يوم يهوه بتوق،‏ متأكدين ان «[الرؤيا النبوية] ستأتي اتيانا ولا تتأخر».‏ —‏ حبقوق ٢:‏٣‏.‏

      ١٤ ما هي اهمية الرجاء اذا كنا نريد ان نبقى مستيقظين؟‏

      ١٤ ورجاؤنا هو «كمرساة للنفس» تمكِّننا من احتمال الصعوبات حتى لو كان علينا انتظار الاتمام الاكيد لوعود اللّٰه.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ تعترف مارڠريت،‏ وهي اخت ممسوحة بالروح في تسعيناتها اعتمدت قبل اكثر من ٧٠ سنة:‏ «عندما كان زوجي يموت من السرطان سنة ١٩٦٣،‏ تمنيت ان تأتي النهاية بسرعة.‏ لكني ادرك الآن اني لم اكن افكر إلا في مصلحتي الشخصية.‏ فلم تكن لدينا آنذاك ادنى فكرة الى ايّ مدى سيتوسع العمل حول العالم.‏ حتى في هذا الوقت،‏ لا تزال هنالك اماكن كثيرة يُفتح الآن فيها الباب للعمل.‏ لذلك انا مسرورة لأن يهوه يمارس الصبر».‏ يؤكد لنا الرسول بولس:‏ «الاحتمال [يُنتج] حالة مَرْضية؛‏ والحالة المرضية رجاء،‏ والرجاء لا يؤدي إلى خيبة».‏ —‏ روما ٥:‏٣-‏٥‏.‏

      ١٥ كيف تدفعنا المحبة حتى اذا بدا اننا ننتظر منذ وقت طويل؟‏

      ١٥ والمحبة المسيحية صفة بارزة لأنها الدافع الى كل ما نفعله.‏ فنحن نخدم يهوه لأننا نحبه،‏ بغضّ النظر عن جدول مواعيده.‏ والمحبة للقريب هي التي تدفعنا الى الكرازة ببشارة الملكوت،‏ مهما كان طول الوقت الذي يريد اللّٰه ان نكرز فيه ومهما كان عدد المرات التي نزور فيها البيوت نفسها.‏ وكما كتب بولس،‏ «يبقى الايمان والرجاء والمحبة،‏ هذه الثلاثة؛‏ ولكن اعظمها المحبة».‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏)‏ فالمحبة تجعلنا نحتمل وتساعدنا على البقاء مستيقظين.‏ «[المحبة] ترجو كل شيء،‏ وتحتمل كل شيء.‏ المحبة لا تفنى ابدا».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ‏«ابقَ متمسكا بما عندك»‏

      ١٦ بدلا من التراخي،‏ ايّ موقف ينبغي ان ننميه؟‏

      ١٦ نحن نعيش في اوقات خطيرة.‏ فالاحداث العالمية تذكِّرنا باستمرار اننا نعيش في نهاية الايام الاخيرة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ وليس الوقت الآن للتراخي بل ‹للبقاء متمسكين بما عندنا›.‏ (‏كشف ٣:‏١١‏)‏ فبالتيقظ «للصلوات» وبتنمية الايمان والرجاء والمحبة،‏ نبرهن اننا مستعدون لساعة الامتحان.‏ (‏١ بطرس ٤:‏٧‏)‏ ونحن مشغولون بعمل الرب.‏ والانشغال بأعمال التعبد للّٰه يساعدنا ان نبقى مستيقظين تماما.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١١‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ لماذا لا ينبغي ان نتثبّط من خيبات الامل التي تحدث من حين الى آخر؟‏ (‏انظر الاطار في الصفحة ٢١.‏)‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا الاقتداء بيهوه،‏ وأية بركة تنتظر الذين يقتدون به؟‏

      ١٧ كتب ارميا:‏ «نصيبي هو الرب .‏ .‏ .‏ من اجل ذلك ارجوه [«اظهر موقف انتظار له»،‏ ع‌ج‏].‏ طيّب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه.‏ جيد ان ينتظر الانسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب».‏ (‏مراثي ارميا ٣:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ ينتظر البعض منا منذ وقت قصير.‏ وآخرون ينتظرون منذ سنوات كثيرة لكي يروا خلاص يهوه.‏ ولكن كم تكون فترة الانتظار هذه قصيرة بالمقارنة مع الحياة الابدية التي تكمن امامنا!‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٦-‏١٨‏)‏ وفيما ننتظر وقت يهوه المعيّن،‏ يمكننا تنمية الصفات المسيحية الضرورية ومساعدة الآخرين ان يستفيدوا من صبر يهوه ويعتنقوا الحق.‏ فلنداوم جميعنا على السهر.‏ ولنقتدِ بصبر يهوه ونشكره على الرجاء الذي اعطانا اياه.‏ وإذ نبقى متنبهين بأمانة،‏ فلنمسك بإحكام برجاء الحياة الابدية.‏ عندئذ،‏ سينطبق بالتأكيد هذا الوعد النبوي في حالتنا:‏ «[يهوه] يرفعك لترث الارض.‏ الى انقراض الاشرار تنظر».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٣٤‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a من المفيد مراجعة الادلة الستة التي تثبت اننا نعيش في «الايام الاخيرة» والموجودة في الصفحتين ١٢-‏١٣ من برج المراقبة،‏ عدد ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٠‏.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

      b في معرض حديثه عن الفعل اليوناني المنقول الى «ابقوا مستيقظين»،‏ يوضح المعجميّ و.‏ ا.‏ ڤاين انه يعني حرفيا ‹طرد النعاس›،‏ وأنه «يعبّر ليس عن مجرد السهر،‏ بل عن تيقظ المصمّمين على امر ما».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة