-
لنبقَ مستيقظين الآن اكثر من ايّ وقت مضى!برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
لنبقَ مستيقظين الآن اكثر من ايّ وقت مضى!
«لا ننمْ كالباقين، بل لنبقَ مستيقظين وواعين». — ١ تسالونيكي ٥:٦.
١، ٢ (أ) ايّ نوع من المدن كانت پومپيي وهرقولانيوم؟ (ب) ايّ تحذير تجاهله كثيرون من سكان پومپيي وهرقولانيوم، وماذا كانت النتيجة؟
في القرن الاول الميلادي، كانت پومپيي وهرقولانيوم، الواقعتان قرب جبل ڤيزوف، مدينتَين رومانيتَين مزدهرتَين يقصدهما الاثرياء الرومانيون لقضاء عطلتهم. وكانت مدرَّجاتهما تسع اكثر من الف شخص، وكان أحد مدرَّجات پومپيي الكبرى يسع سكان المدينة كلها تقريبا. وبحسب إحصاء المنقّبين في پومپيي، بلغ عدد حاناتها ١١٨، وكان البعض منها بيوتا للمقامرة او البغاء. فالفساد الادبي والمادية كانا متفشيَّين جدا، كما تشهد الرسوم على الجدران وعلى الخرائب الاخرى.
٢ في ٢٤ آب (اغسطس) سنة ٧٩ بم، ابتدأ جبل ڤيزوف يثور. ويعتقد علماء البراكين ان الانفجار الاول، الذي امطر وابلا من الرغوة الصخرية والرماد على هاتين المدينتين، لم يحُل على الارجح دون هرب السكان. ويبدو ان كثيرين منهم هربوا فعلا. لكنَّ الآخرين استخفوا بالخطر او تجاهلوا العلامات التحذيرية واختاروا البقاء. ثم، في منتصف الليل تقريبا، تدفق فيض من الغازات الشديدة السخونة، الرغوة الصخرية، والصخور الى هرقولانيوم. فاختنق كل السكان الباقين في المدينة. وفي الصباح الباكر من اليوم التالي، قتل فيض مماثل جميع سكان پومپيي. فيا لها من نتيجة مفجعة لعدم الانتباه الى العلامات التحذيرية!
نهاية نظام الاشياء اليهودي
٣ ايّ تشابه هنالك بين دمار اورشليم ودمار پومپيي وهرقولانيوم؟
٣ قبل تسع سنوات من هذه النهاية المروّعة لپومپيي وهرقولانيوم، حدثت مأساة مفجعة اكثر بكثير: دمار اورشليم. لكنَّ هذه الكارثة كانت من صنع البشر. وقد وُصفَت بأنها «احد افظع الحصارات على مرّ التاريخ». وقيل انها ادّت الى موت اكثر من مليون يهودي. ولكن كالكارثة في پومپيي وهرقولانيوم، لم يأتِ دمار اورشليم دون تحذير.
٤ اية علامة نبوية اعطاها يسوع لتحذير أتباعه ان نهاية نظام الاشياء قد اقتربت، وكيف تمت إتماما اوليّا في القرن الاول؟
٤ كان يسوع المسيح قد انبأ بدمار هذه المدينة. كما انه انبأ بالحوادث التي كانت ستسبقه: اضطرابات كالحروب، المجاعات، الزلازل، والتعدي على الشريعة. وكان الانبياء الدجّالون سيظهرون، لكنَّ البشارة بملكوت اللّٰه كان سيُكرَز بها حول العالم. (متى ٢٤:٤-٧، ١١-١٤) ولكن رغم ان إتمام كلمات يسوع الرئيسي هو في ايامنا، فقد كان لها إتمام اوليّ آنذاك. فالتاريخ يسجّل حدوث مجاعة شديدة في اليهودية. (اعمال ١١:٢٨) ويتحدث المؤرِّخ اليهودي يوسيفوس عن زلزال في منطقة اورشليم قبيل دمار المدينة. وفيما اقتربت نهاية اورشليم، كانت تحدث باستمرار الثورات، الحروب الداخلية بين الاحزاب اليهودية السياسية، والمذابح في مدن عديدة يسكنها اليهود والامميون. إلا انه كان يُكرَز ببشارة الملكوت «في كل الخليقة التي تحت السماء». — كولوسي ١:٢٣.
٥، ٦ (أ) اية كلمات نبوية قالها يسوع تمت سنة ٦٦ بم؟ (ب) لماذا مات عدد كبير جدا من الناس عندما سقطت اورشليم اخيرا سنة ٧٠ بم؟
٥ وأخيرا، تمرّد اليهود على روما سنة ٦٦ بم. وعندما قاد سستيوس ڠالوس الجيش لمحاصرة اورشليم، تذكّر أتباع يسوع كلماته التي قال فيها: «متى رأيتم اورشليم محاطة بجيوش معسكرة، فحينئذ اعرفوا ان خرابها قد اقترب. حينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب إلى الجبال، والذين في وسطها فليغادروا، والذين في المناطق الريفية فلا يدخلوها». (لوقا ٢١:٢٠، ٢١) فقد حان الوقت ليغادروا اورشليم. ولكن كيف؟ بشكل غير متوقع، انسحب ڠالوس مع قواته، مما اتاح للمسيحيين في اورشليم واليهودية الفرصة ليطيعوا كلمات يسوع ويهربوا الى الجبال. — متى ٢٤:١٥، ١٦.
٦ بعد اربع سنوات، نحو وقت الفصح، عادت القوات الرومانية بقيادة القائد تيطس العازم على إخماد الثورة اليهودية. فحاصر جيشه اورشليم وبنى «تحصينا من أخشاب محددة الرأس»، مما جعل الهرب مستحيلا. (لوقا ١٩:٤٣، ٤٤) ورغم تهديد الحرب، كان اليهود من كل انحاء الامبراطورية الرومانية قد تقاطروا الى اورشليم للاحتفال بالفصح، فحوصروا هناك. ويقول يوسيفوس ان هؤلاء الزائرين الاشقياء شكَّلوا معظم ضحايا الحصار الروماني.a وعندما سقطت اورشليم اخيرا، قُتل سُبع اليهود تقريبا الموجودين في الامبراطورية الرومانية. ودمار اورشليم وهيكلها عنى نهاية الدولة اليهودية ونظامها الديني المؤسس على الشريعة الموسوية.b — مرقس ١٣:١، ٢.
٧ لماذا نجا المسيحيون الامناء من دمار اورشليم؟
٧ سنة ٧٠ بم، كان يمكن ان يُقتَل المسيحيون من اصل يهودي او يُستعبدوا مع غيرهم من سكان اورشليم. ولكنهم، كما يدلّ التاريخ، اصغوا الى تحذير يسوع المعطى قبل ٣٧ سنة وتركوا المدينة نهائيا.
تحذيرات في حينها من رسولين
٨ اية حاجة ادركها بطرس، وأية كلمات قالها يسوع كان بطرس يفكّر فيها على الارجح؟
٨ يلوح في الافق اليوم دمار اعظم بكثير، دمار سيُنهي نظام الاشياء هذا بأسره. قبل دمار اورشليم بست سنوات، اعطى الرسول بطرس مشورة ملحّة وفي حينها عن البقاء متنبهين. وتنطبق هذه المشورة خصوصا على المسيحيين في ايامنا. فقد ادرك بطرس حاجة المسيحيين ان يوقظوا ‹مقدراتهم التفكيرية الصافية› بحيث لا يتجاهلون «وصية الرب»، يسوع المسيح. (٢ بطرس ٣:١، ٢) وعندما حثّ بطرس المسيحيين ان يكونوا متنبهين، كان يفكّر على الارجح في الكلمات التي سمعها من يسوع حين قال لرسله قبل عدة ايام من موته: «داوموا على الانتباه، ابقوا مستيقظين، لأنكم لا تعرفون متى يكون الوقت المعيّن». — مرقس ١٣:٣٣.
٩ (أ) ايّ موقف خطر قد يتبناه البعض؟ (ب) لماذا الشك خطر بشكل خاص؟
٩ واليوم، يسأل البعض بسخرية: «اين هو حضوره الموعود هذا؟». (٢ بطرس ٣:٣، ٤) فكما يبدو، يشعر هؤلاء الاشخاص ان الاوضاع لا تتغير، بل تبقى على حالها من بدء الخليقة. لكنَّ هذا الشك خطر لأنه يمكن ان يُضعِف شعورنا بالالحاح، جاعلا ايانا ننجرف نحو الانغماس في الملذات. (لوقا ٢١:٣٤) وكما يشير بطرس ايضا، ينسى هؤلاء المستهزئون الطوفان ايام نوح، الذي دمَّر نظام اشياء عالميا. فقد تغيّر العالم آنذاك بالفعل! — تكوين ٦:١٣، ١٧؛ ٢ بطرس ٣:٥، ٦.
١٠ بأية كلمات يشجّع بطرس الذين يفقدون صبرهم؟
١٠ يساعد بطرس قرّاءه على تنمية الصبر بتذكيرهم ان اللّٰه غالبا ما لا يتَّخذ إجراءات فورية. فيقول في البداية ان «يوما واحدا عند يهوه كألف سنة وألف سنة كيوم واحد». (٢ بطرس ٣:٨) فبما ان يهوه ابدي، يمكنه ان يأخذ جميع العوامل في الاعتبار ويختار افضل وقت لاتّخاذ الاجراء. ثم يقول بطرس ان يهوه يرغب ان يتوب الناس في كل مكان. فصبر اللّٰه يعني الخلاص لكثيرين كانوا سيهلكون لو انه اتَّخذ اجراء فوريا. (١ تيموثاوس ٢:٣، ٤؛ ٢ بطرس ٣:٩) لكنَّ صبر يهوه لا يعني انه لن يتَّخذ ايّ اجراء. فبطرس يقول: «يوم يهوه سيأتي كسارق». — ٢ بطرس ٣:١٠.
١١ ماذا يساعدنا على البقاء مستيقظين روحيا، وكيف ‹يسرّع› ذلك، اذا جاز التعبير، يوم يهوه؟
١١ ان التشبيه الذي اعطاه بطرس مهمّ. فالسارقون لا يمكن القبض عليهم بسهولة. ولكن هنالك امكانية ان يرى الحارس الذي يبقى مستيقظا كل الليل السارق اكثر من الذي يستسلم للنعاس من حين الى آخر. وكيف يمكن للحارس ان يبقى مستيقظا؟ يساعد التمشي على اليقظة اكثر من الجلوس طوال الليل. وعلى نحو مماثل، فإن البقاء نشاطى روحيا يساعدنا نحن المسيحيين على البقاء مستيقظين. لذلك يحثنا بطرس ان نبقى منشغلين بـ «تصرفات مقدسة وأعمال التعبد للّٰه». (٢ بطرس ٣:١١) فهذا النشاط يساعدنا ان نظل «مبقين حضور يوم يهوه قريبا في الذهن». والكلمة اليونانية المنقولة الى «مبقين قريبا . . . في الذهن» يمكن ترجمتها حرفيا «مسرّعين». (٢ بطرس ٣:١٢) صحيح انه لا يمكننا تغيير جدول مواعيد يهوه لأن يومه سيأتي في الوقت المعيّن، إلا اننا سنشعر ان الوقت من الآن حتى ذلك الحين يمرّ بسرعة اكبر اذا كنا مشغولين بخدمته. — ١ كورنثوس ١٥:٥٨.
١٢ كيف يمكننا افراديا ان نستفيد من صبر يهوه؟
١٢ لذلك يجري تشجيع كل منَ يشعر بأن يوم يهوه قد تأخر ان يصغي الى مشورة بطرس ان ينتظر بصبر وقت يهوه المعيّن. ويمكننا استخدام الوقت الاضافي الذي يتيحه صبر اللّٰه بشكل حكيم. مثلا، يمكننا ان ننمي صفات مسيحية مهمة وأن نبشّر اشخاصا اكثر من الذين كنا سنبشّرهم لولا هذا الوقت الاضافي. وإذا بقينا مستيقظين، يجدنا يهوه «بلا وصمة ولا شائبة في سلام» عند نهاية نظام الاشياء هذا. (٢ بطرس ٣:١٤، ١٥) فما اعظم هذه البركة!
١٣ اية كلمات وجَّهها بولس الى المسيحيين في تسالونيكي هي ملائمة اليوم بشكل خاص؟
١٣ يتحدث بولس ايضا في رسالته الاولى الى المسيحيين في تسالونيكي عن الحاجة الى البقاء مستيقظين. فهو يعطي هذه المشورة: «لا ننمْ كالباقين، بل لنبقَ مستيقظين وواعين». (١ تسالونيكي ٥:٢، ٦) وكم يكون هذا الامر ضروريا اليوم فيما يقترب دمار نظام الاشياء العالمي هذا بأسره! ان عبّاد يهوه يعيشون في عالم تسوده اللامبالاة بالامور الروحية. وهذا قد يؤثر فيهم. لذلك ينصح بولس: «لنبقَ واعين ونلبس درع الايمان والمحبة، ورجاء الخلاص خوذة». (١ تسالونيكي ٥:٨) والدرس القانوني لكلمة اللّٰه والمعاشرة القانونية لإخوتنا في الاجتماعات يساعداننا على اتّباع مشورة بولس والمحافظة على شعورنا بالالحاح. — متى ١٦:١-٣.
ملايين يداومون على السهر
١٤ اية احصاءات تشير ان كثيرين اليوم يتبعون مشورة بطرس ان يبقوا مستيقظين؟
١٤ وهل هنالك اليوم كثيرون يصغون الى التشجيع الموحى به ان يبقوا متنبهين؟ نعم. فخلال سنة الخدمة ٢٠٠٢، برهنت ذروة من ٦٤٥,٣٠٤,٦ ناشرا — زيادة على سنة الخدمة ٢٠٠١ بلغت ١,٣ في المئة — انهم متنبهون روحيا بقضاء ٣٠٢,٣٨١,٢٠٢,١ ساعة في التكلم مع الآخرين عن ملكوت اللّٰه. وهؤلاء لم يعتبروا هذا العمل مسألة ثانوية. فقد كان محور حياتهم. وموقف إدواردو ونعومي من السلڤادور هو مثال لموقف كثيرين منهم.
١٥ ايّ اختبار من السلڤادور يُظهِر ان كثيرين يبقون متنبهين روحيا؟
١٥ منذ عدة سنوات، استرعت انتباه إدواردو ونعومي كلمات بولس التالية: «مشهد هذا العالم في تغير». (١ كورنثوس ٧:٣١) فبسّطا حياتهما وانخرطا في خدمة الفتح كامل الوقت. وبمرور الوقت كوفئا بطرائق عديدة. فقد شاركا في العمل الدائري والكوري. ورغم المشاكل الخطيرة التي واجهاها، فهما مقتنعان بأنهما اتَّخذا القرار الصائب عندما ضحيا بالرخاء المادي من اجل الانخراط في الخدمة كامل الوقت. وكثيرون من الـ ٢٦٩,٢٩ ناشرا — بمن فيهم ٤٥٤,٢ فاتحا — في السلڤادور يُظهِرون روح التضحية بالذات عينها. وهذا سبب من الاسباب التي جعلت هذا البلد يشهد في السنة الماضية زيادة في عدد الناشرين بلغت ٢ في المئة.
١٦ ايّ موقف اظهره اخ شاب في ساحل العاج؟
١٦ في ساحل العاج، اظهر شاب مسيحي هذا الموقف نفسه. فقد كتب الى مكتب الفرع: «انا خادم مساعد. ولكن لا يمكنني ان اقول للاخوة ان يكونوا فاتحين دون ان ارسم انا بنفسي المثال الصائب. لذلك تركت وظيفة تدرّ عليّ الارباح وصرت ازاول عملا حرّا، مما يتيح لي وقتا اكبر للخدمة». لقد صار هذا الشاب واحدا من الـ ٩٨٣ فاتحا في ساحل العاج، حيث كان هنالك السنة الماضية ٧٠١,٦ ناشرا، زيادة بلغت ٥ في المئة.
١٧ كيف اظهرت شاهدة حدثة في بلجيكا ان التحامل لا يُخيفها؟
١٧ لا تزال امور كالتعصب، التحامل، والتمييز تسبِّب المشاكل للـ ٩٦١,٢٤ ناشرا للملكوت في بلجيكا. لكنّ ذلك لا يخيفهم ولا يزالون غيورين. عندما وُصف شهود يهوه بأنهم بدعة على مسمع من شاهدة عمرها ١٦ سنة تحضر صف علم الاخلاق في المدرسة، طلبت اذنا ان تعطي وجهة النظر الاخرى. وباستعمال كاسيت الڤيديو شهود يهوه — الهيئة وراء الاسم وكراسة شهود يهوه — مَن هم؟، تمكنت من الايضاح مَن هم الشهود حقا. فجرى تقدير هذه المعلومات كثيرا. وفي الاسبوع التالي، كانت كل اسئلة الامتحان الذي أُعطي للتلاميذ حول دين شهود يهوه المسيحي.
١٨ ايّ دليل هنالك ان المشاكل الاقتصادية لا تلهي الناشرين في الارجنتين وموزمبيق عن الخدمة؟
١٨ يواجه معظم المسيحيين مشاكل كبيرة في هذه الايام الاخيرة. إلا انهم لا يدعون ذلك يلهيهم. فرغم المشاكل الاقتصادية التي عُرفت بها الارجنتين، شهد هذا البلد السنة الماضية ذروة جديدة من ٧٠٩,١٢٦ شهود. ورغم ان الفقر لا يزال منتشرا في موزمبيق، فقد اشترك ٥٦٣,٣٧ شخصا في عمل الشهادة، زيادة بلغت ٤ في المئة. ورغم ان الحياة صعبة على كثيرين في ألبانيا، شهد هذا البلد زيادة رائعة بلغت ١٢ في المئة، اذ وصلت ذروة عدد الناشرين الى ٧٠٨,٢ ناشرين. فمن الواضح ان الاحوال الصعبة لا تعيق روح يهوه عندما يضع خدامه مصالح الملكوت اولا. — متى ٦:٣٣.
١٩ (أ) ماذا يبرهن انه لا يزال هنالك الكثير من الاشخاص المشبّهين بالخراف متعطشين الى حق الكتاب المقدس؟ (ب) اية تفاصيل اخرى من التقرير السنوي تبرهن ان خدام يهوه يبقون مستيقظين روحيا؟ (انظر الجدول في الصفحات ١٢-١٥.)
١٩ يُظهِر المعدل الشهري لدروس الكتاب المقدس الـ ٢٨٩,٣٠٩,٥ التي عُقدت حول العالم السنة الماضية انه لا يزال هنالك اشخاص كثيرون مشبّهون بالخراف متعطشين الى حق الكتاب المقدس. ومعظم الاشخاص الـ ٧٤٦,٥٩٧,١٥ الذين حضروا الذِّكرى لم يصيروا بعد خداما ليهوه. ونحن نشجِّعهم ان يستمروا في النمو في المعرفة وفي محبة يهوه ومعشر الاخوة. انه لأمر يثير المشاعر ان نرى ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر› يستمرون في الكينونة مثمرين وهم يخدمون الخالق «نهارا وليلا في هيكله» الى جانب إخوتهم الممسوحين بالروح. — كشف ٧:٩، ١٥؛ يوحنا ١٠:١٦.
درس نتعلمه من لوط
٢٠ ماذا نتعلم من مثال لوط وزوجته؟
٢٠ طبعا، حتى خدام اللّٰه الامناء يمكن ان يخسروا وقتيا شعورهم بالالحاح. لنأخذ على سبيل المثال لوطا، ابن اخي ابراهيم. فقد اخبره ملاكان ان اللّٰه على وشك تدمير سدوم وعمورة. وربما لم تفاجئ هذه الاخبار لوطا، الذي «كان يضايقه جدا انغماس البغاة في الانحلال الخلقي». (٢ بطرس ٢:٧) رغم ذلك، ظل ‹يتوانى› عندما اتى الملاكان لإخراجه من سدوم. حتى ان الملاكين كادا يجرانه هو وعائلته ليخرجاهم من المدينة. بعد ذلك، تجاهلت زوجة لوط تحذير الملاكَين ألّا تنظر الى الوراء. وقد كلَّفها موقفها المتساهل هذا ثمنا باهظا. (تكوين ١٩:١٤-١٧، ٢٦) لذلك حذّر يسوع: «اذكروا زوجة لوط». — لوقا ١٧:٣٢.
٢١ لماذا من المهم ان نبقى مستيقظين الآن اكثر من ايّ وقت مضى؟
٢١ ان الكارثة التي حلّت بپومپيي وهرقولانيوم والحوادث قبل دمار اورشليم، بالاضافة الى ما حدث في الطوفان ايام نوح وما حدث ايام لوط، توضح كلها اهمية اتّخاذ التحذيرات على محمل الجدّ. فكخدام ليهوه، نحن نميّز علامة وقت النهاية. (متى ٢٤:٣) وقد انفصلنا عن الدين الباطل. (كشف ١٨:٤) وكمسيحيي القرن الاول، يجب ان ‹نبقي حضور يوم يهوه قريبا في الذهن›. (٢ بطرس ٣:١٢) نعم، الآن اكثر من ايّ وقت مضى، يجب ان نبقى مستيقظين. فأية خطوات يمكننا اتّخاذها وأية صفات يمكن ان ننميها لكي نبقى مستيقظين؟ هذا ما ستعالجه المقالة التالية.
[الحاشيتان]
a من غير المرجّح ان يكون عدد سكان اورشليم في القرن الاول اكثر من ٠٠٠,١٢٠ شخص. ويذكر اوسابيوس ان ٠٠٠,٣٠٠ شخص اتوا من مقاطعة اليهودية الى اورشليم للاحتفال بالفصح سنة ٧٠ بم. ولا بد ان الضحايا الآخرين اتوا من انحاء اخرى من الامبراطورية.
b طبعا، من وجهة نظر يهوه، استُبدلت الشريعة الموسوية بالعهد الجديد سنة ٣٣ بم. — افسس ٢:١٥.
-
-
«داوموا على السهر»برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
«داوموا على السهر»
«ما اقوله لكم، اقوله للجميع: داوموا على السهر». — مرقس ١٣:٣٧.
١، ٢ (أ) ايّ درس تعلّمه رجل بشأن حماية ممتلكاته؟ (ب) ماذا نتعلم عن البقاء مستيقظين من مثل يسوع عن السارق؟
كان خوان يبقي اشياءه الثمينة في البيت. فقد خبأها تحت سريره — المكان الاكثر امانا في البيت برأيه. ولكن ذات ليلة، وفيما هو وزوجته نائمان، دخل سارق غرفة النوم. وكما يبدو، كان السارق يعرف تماما اين يبحث. وبهدوء، اخرج كل اشيائه الثمينة من تحت السرير. ثم اخذ ايضا المال الذي كان خوان قد تركه في احد الجوارير قرب السرير. وفي الصباح التالي، اكتشف خوان السرقة. لن ينسى خوان هذا الدرس القاسي الذي تعلّمه: النائم لا يستطيع ان يحمي ممتلكاته.
٢ يصحّ الامر نفسه من الناحية الروحية. فلا يمكننا حماية رجائنا وإيماننا اذا كنا نائمين. لذلك يحث بولس: «لا ننَمْ كالباقين، بل لنبقَ مستيقظين وواعين». (١ تسالونيكي ٥:٦) ولكي يُظهِر يسوع اهمية البقاء مستيقظين، استخدم مثل السارق. فوصف الحوادث التي ستؤدي الى مجيئه كديّان، ثم حذّر: «داوموا على السهر اذًا، لأنكم لا تعرفون في أيّ يوم يأتي ربكم. ولكن اعلموا امرا واحدا، انه لو عرف رب البيت في ايّ هزيع يأتي السارق، لبقي مستيقظا ولم يدَعْ بيته يُقتحَم. من اجل هذا كونوا انتم ايضا مستعدين، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان». (متى ٢٤:٤٢-٤٤) لا يقول السارق مسبقا متى سيأتي. فهو يأمل ان يصل حين لا يتوقع احد مجيئه. وعلى نحو مماثل، كما قال يسوع، ستأتي نهاية هذا النظام ‹في ساعة لا نتوقعها›.
«ابقوا مستيقظين، اثبتوا في الايمان»
٣ كيف اظهر يسوع اهمية البقاء مستيقظين باستخدام مثل العبيد الذين ينتظرون عودة سيدهم من العرس؟
٣ شبّه يسوع، في كلماته المسجلة في انجيل لوقا، المسيحيين بعبيد ينتظرون عودة سيدهم من العرس. فكان يجب ان يبقوا متنبهين لكي يكونوا مستيقظين ومستعدين لاستقباله عندما يصل. كذلك ايضا، قال يسوع: «في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان». (لوقا ١٢:٤٠) قد يفقد بعض الذين يخدمون يهوه منذ سنوات عديدة شعورهم بالالحاح في ما يتعلق بالازمنة التي نعيش فيها. حتى انهم قد يستنتجون ان النهاية بعيدة جدا. لكنَّ تفكيرا كهذا يمكن ان يجعلنا نحوِّل انتباهنا عن الامور الروحية ونركّز على الاهداف المادية، تلهيات يمكن ان تجعلنا نغفو روحيا. — لوقا ٨:١٤؛ ٢١:٣٤، ٣٥.
٤ ايّ اقتناع يدفعنا الى المداومة على السهر، وكيف اظهر يسوع ذلك؟
٤ يمكننا تعلم درس آخر من مثل يسوع. فرغم ان العبيد لم يعرفوا في اية ساعة سيصل سيدهم، عرفوا كما يظهر في اية ليلة. فمن الصعب ان يبقوا مستيقظين كل تلك الليلة لو كانوا يظنون ان سيدهم قد يأتي في ليلة اخرى. ولكن معرفتهم في اية ليلة سيأتي زوّدتهم بحافز قوي للبقاء مستيقظين. وعلى نحو مماثل، تكشف نبوات الكتاب المقدس بوضوح اننا نعيش في وقت النهاية؛ لكنها لا تقول لنا في ايّ يوم او ساعة ستأتي النهاية. (متى ٢٤:٣٦) وإيماننا ان النهاية ستأتي يساعدنا ان نبقى مستيقظين. ولكن اذا كنا مقتنعين بأن يوم يهوه قريب جدا، يكون لدينا دافع اقوى بكثير لنداوم على السهر. — صفنيا ١:١٤.
٥ كيف يمكن ان نتجاوب مع حضّ بولس على ‹البقاء مستيقظين›؟
٥ حثّ بولس في كلماته الى اهل كورنثوس: «ابقوا مستيقظين، اثبتوا في الايمان». (١ كورنثوس ١٦:١٣) نعم، يرتبط البقاء مستيقظين بحيازتنا موقفا ثابتا في الايمان المسيحي. فكيف يمكننا البقاء مستيقظين؟ بنيل معرفة اعمق لكلمة اللّٰه. (٢ تيموثاوس ٣:١٤، ١٥) فعادات الدرس الشخصي الجيدة والحضور القانوني للاجتماعات تساعد على تقوية ايماننا. وإبقاء يوم يهوه قريبا في الذهن هو امر مهم لإيماننا. لذلك فإن مراجعتنا من حين الى آخر الدليل من الاسفار المقدسة اننا قريبون من نهاية هذا النظام تساعدنا ألا ننسى الحقائق المهمة المتعلقة بهذه النهاية الوشيكة.a ويحسن بنا ايضا ان نراقب الاحداث العالمية التي تتمِّم نبوات الكتاب المقدس. كتب اخ من المانيا: «كلما اشاهد الاخبار — الحروب، الزلازل، العنف، وتلوُّث كوكبنا — يزيد اقتناعي بقرب النهاية».
٦ كيف اوضح مثل يسوع الميل الى فقدان اليقظة الروحية بمرور الوقت؟
٦ في مرقس الاصحاح ١٣، نجد رواية اخرى عن حضّ يسوع لأتباعه ان يبقوا مستيقظين. ففي هذا الاصحاح، يشبّه يسوع وضعهم بوضع بواب ينتظر عودة سيده من رحلة بعيدة. والبواب لا يعرف في اية ساعة سيعود سيده. فما عليه سوى ان يبقى ساهرا. ثم يتحدث يسوع عن الهُزُع الاربعة التي قد يصل فيها السيد. والهزيع الرابع يمتد من الساعة الثالثة صباحا حتى شروق الشمس. وفي هذا الهزيع الاخير، يمكن للنعاس ان يغلب البواب بسهولة. ويُقال ان الجنود يعتبرون الساعة التي تسبق الفجر افضل وقت لأخذ العدو على حين غرّة. وعلى نحو مماثل، في الجزء الاخير من هذا النظام، حين يغطّ العالم حولنا في نوم عميق، قد نضطر الى المجاهدة اكثر من ايّ وقت مضى للبقاء مستيقظين. (روما ١٣:١١، ١٢) لذلك يحثّ يسوع تكرارا في مثله: «داوموا على الانتباه، ابقوا مستيقظين . . . داوموا على السهر . . . ما اقوله لكم، اقوله للجميع: داوموا على السهر». — مرقس ١٣:٣٢-٣٧.
٧ ايّ خطر حقيقي موجود، ونظرا الى ذلك، ايّ تشجيع نقرأه تكرارا في الكتاب المقدس؟
٧ حثّ يسوع على التيقظ مرات كثيرة خلال خدمته وبعد قيامته. فكل مرة تقريبا تشير الاسفار المقدسة الى نهاية نظام الاشياء هذا، نجد التحذير ان نبقى مستيقظين او ان نداوم على السهر.b (لوقا ١٢:٣٨، ٤٠؛ كشف ٣:٢؛ ١٦:١٤-١٦) فمن الواضح ان النعاس الروحي هو خطر حقيقي. ونحن جميعا بحاجة الى هذه التحذيرات. — ١ كورنثوس ١٠:١٢؛ ١ تسالونيكي ٥:٢، ٦.
ثلاثة رسل لم يقدروا ان يبقوا مستيقظين
٨ كيف تجاوب ثلاثة من رسل يسوع مع طلبه ان يبقوا ساهرين في بستان جتسيماني؟
٨ يتطلب البقاء مستيقظين اكثر من مجرد حسن النية، كما نرى مما حدث مع بطرس ويعقوب ويوحنا. فقد كان هؤلاء الرجال الثلاثة اشخاصا روحيين تبعوا يسوع بولاء وأكنّوا له مودة عميقة. إلا انهم لم يتمكنوا من البقاء مستيقظين ليلة ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ بم. فبعد ان غادر الرسل الثلاثة العلية حيث احتُفل بالفصح، رافقوا يسوع الى بستان جتسيماني. وهناك قال لهم يسوع: «نفسي حزينة جدا حتى الموت. امكثوا هنا وابقوا ساهرين معي». (متى ٢٦:٣٨) وقد صلّى يسوع بحرارة ثلاث مرات الى ابيه السماوي، وفي كل مرة كان يعود ليجد اصدقاءه نائمين. — متى ٢٦:٤٠، ٤٣، ٤٥.
٩ ماذا ساهم على الارجح في نعاس الرسل؟
٩ ولماذا خيّب هؤلاء الرجال الامناء امل يسوع تلك الليلة؟ كان التعب الجسدي احد العوامل. فكانت الساعة متأخرة، ربما بعد منتصف الليل، و «اعينهم كانت ثقيلة». (متى ٢٦:٤٣) رغم ذلك قال يسوع: «ابقوا ساهرين وصلوا باستمرار لئلا تدخلوا في تجربة. ان الروح مندفع، اما الجسد فضعيف». — متى ٢٦:٤١.
١٠، ١١ (أ) ماذا ساعد يسوع على البقاء ساهرا في بستان جتسيماني رغم تعبه؟ (ب) ماذا نتعلم مما حدث للرسل الثلاثة عندما طلب منهم يسوع ان يبقوا ساهرين؟
١٠ لا شك ان يسوع كان ايضا تعبا في تلك الليلة البالغة الاهمية. ولكن بدلا من النوم، قضى لحظات الحرية الحاسمة الاخيرة هذه في الصلاة بحرارة. وقبل ايام قليلة، حثّ أتباعه ان يصلّوا قائلا: «ابقوا مستيقظين، متضرعين في كل وقت، لكي تنجحوا في الإفلات من كل هذا المحتوم ان يكون، وفي الوقوف امام ابن الانسان». (لوقا ٢١:٣٦؛ افسس ٦:١٨) وإذا اتّبعنا مشورة يسوع واقتدينا بمثاله الرائع في مسألة الصلاة، تساعدنا تضرعاتنا المخلصة الى يهوه ان نبقى مستيقظين روحيا.
١١ طبعا، ادرك يسوع، بعكس تلاميذه آنذاك، انه سرعان ما سيُقبَض عليه ويُحكم عليه بالموت. وستكون ذروة تجاربه الاليمة على خشبة الآلام. وكان يسوع قد حذّر رسله ان هذه الامور ستحدث، لكنهم لم يفهموا ما قاله. لذلك ناموا في حين بقي هو مستيقظا يصلّي. (مرقس ١٤:٢٧-٣١؛ لوقا ٢٢:١٥-١٨) مثل الرسل، جسدنا نحن ايضا ضعيف وهنالك امور لا نعرفها. رغم ذلك، اذا فقدنا شعورنا بإلحاح الازمنة التي نعيش فيها، يمكن ان ننام روحيا. فما من طريقة للبقاء مستيقظين إلا بالبقاء متنبهين.
ثلاث صفات مهمة
١٢ ما هي الصفات الثلاث التي يربطها بولس بالبقاء واعين؟
١٢ وكيف يمكننا المحافظة على شعورنا بالالحاح؟ سبق ان رأينا اهمية الصلاة والحاجة الى إبقاء يوم يهوه في الذهن. إضافة الى ذلك، يذكر بولس ثلاث صفات مهمة يجب ان ننميها. فهو يقول: «أما نحن الذين من نهار، فلنبقَ واعين ونلبس درع الايمان والمحبة، ورجاء الخلاص خوذة». (١ تسالونيكي ٥:٨) فلنعالج بإيجاز دور الايمان، الرجاء، والمحبة في إبقائنا مستيقظين روحيا.
١٣ ايّ دور يلعبه الايمان في بقائنا متنبهين؟
١٣ يجب ان نملك ايمانا لا يتزعزع ان يهوه موجود وأنه «يكافئ الذين يجدّون في طلبه». (عبرانيين ١١:٦) فالاتمام الاول لنبوة يسوع بشأن النهاية الذي حدث في القرن الاول يقوّي ايماننا بإتمامها الاعظم في ايامنا. وإيماننا يبقينا منتظرين يوم يهوه بتوق، متأكدين ان «[الرؤيا النبوية] ستأتي اتيانا ولا تتأخر». — حبقوق ٢:٣.
١٤ ما هي اهمية الرجاء اذا كنا نريد ان نبقى مستيقظين؟
١٤ ورجاؤنا هو «كمرساة للنفس» تمكِّننا من احتمال الصعوبات حتى لو كان علينا انتظار الاتمام الاكيد لوعود اللّٰه. (عبرانيين ٦:١٨، ١٩) تعترف مارڠريت، وهي اخت ممسوحة بالروح في تسعيناتها اعتمدت قبل اكثر من ٧٠ سنة: «عندما كان زوجي يموت من السرطان سنة ١٩٦٣، تمنيت ان تأتي النهاية بسرعة. لكني ادرك الآن اني لم اكن افكر إلا في مصلحتي الشخصية. فلم تكن لدينا آنذاك ادنى فكرة الى ايّ مدى سيتوسع العمل حول العالم. حتى في هذا الوقت، لا تزال هنالك اماكن كثيرة يُفتح الآن فيها الباب للعمل. لذلك انا مسرورة لأن يهوه يمارس الصبر». يؤكد لنا الرسول بولس: «الاحتمال [يُنتج] حالة مَرْضية؛ والحالة المرضية رجاء، والرجاء لا يؤدي إلى خيبة». — روما ٥:٣-٥.
١٥ كيف تدفعنا المحبة حتى اذا بدا اننا ننتظر منذ وقت طويل؟
١٥ والمحبة المسيحية صفة بارزة لأنها الدافع الى كل ما نفعله. فنحن نخدم يهوه لأننا نحبه، بغضّ النظر عن جدول مواعيده. والمحبة للقريب هي التي تدفعنا الى الكرازة ببشارة الملكوت، مهما كان طول الوقت الذي يريد اللّٰه ان نكرز فيه ومهما كان عدد المرات التي نزور فيها البيوت نفسها. وكما كتب بولس، «يبقى الايمان والرجاء والمحبة، هذه الثلاثة؛ ولكن اعظمها المحبة». (١ كورنثوس ١٣:١٣) فالمحبة تجعلنا نحتمل وتساعدنا على البقاء مستيقظين. «[المحبة] ترجو كل شيء، وتحتمل كل شيء. المحبة لا تفنى ابدا». — ١ كورنثوس ١٣:٧، ٨.
«ابقَ متمسكا بما عندك»
١٦ بدلا من التراخي، ايّ موقف ينبغي ان ننميه؟
١٦ نحن نعيش في اوقات خطيرة. فالاحداث العالمية تذكِّرنا باستمرار اننا نعيش في نهاية الايام الاخيرة. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وليس الوقت الآن للتراخي بل ‹للبقاء متمسكين بما عندنا›. (كشف ٣:١١) فبالتيقظ «للصلوات» وبتنمية الايمان والرجاء والمحبة، نبرهن اننا مستعدون لساعة الامتحان. (١ بطرس ٤:٧) ونحن مشغولون بعمل الرب. والانشغال بأعمال التعبد للّٰه يساعدنا ان نبقى مستيقظين تماما. — ٢ بطرس ٣:١١.
١٧ (أ) لماذا لا ينبغي ان نتثبّط من خيبات الامل التي تحدث من حين الى آخر؟ (انظر الاطار في الصفحة ٢١.) (ب) كيف يمكننا الاقتداء بيهوه، وأية بركة تنتظر الذين يقتدون به؟
١٧ كتب ارميا: «نصيبي هو الرب . . . من اجل ذلك ارجوه [«اظهر موقف انتظار له»، عج]. طيّب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه. جيد ان ينتظر الانسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب». (مراثي ارميا ٣:٢٤-٢٦) ينتظر البعض منا منذ وقت قصير. وآخرون ينتظرون منذ سنوات كثيرة لكي يروا خلاص يهوه. ولكن كم تكون فترة الانتظار هذه قصيرة بالمقارنة مع الحياة الابدية التي تكمن امامنا! (٢ كورنثوس ٤:١٦-١٨) وفيما ننتظر وقت يهوه المعيّن، يمكننا تنمية الصفات المسيحية الضرورية ومساعدة الآخرين ان يستفيدوا من صبر يهوه ويعتنقوا الحق. فلنداوم جميعنا على السهر. ولنقتدِ بصبر يهوه ونشكره على الرجاء الذي اعطانا اياه. وإذ نبقى متنبهين بأمانة، فلنمسك بإحكام برجاء الحياة الابدية. عندئذ، سينطبق بالتأكيد هذا الوعد النبوي في حالتنا: «[يهوه] يرفعك لترث الارض. الى انقراض الاشرار تنظر». — مزمور ٣٧:٣٤.
[الحاشيتان]
a من المفيد مراجعة الادلة الستة التي تثبت اننا نعيش في «الايام الاخيرة» والموجودة في الصفحتين ١٢-١٣ من برج المراقبة، عدد ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٠. — ٢ تيموثاوس ٣:١.
b في معرض حديثه عن الفعل اليوناني المنقول الى «ابقوا مستيقظين»، يوضح المعجميّ و. ا. ڤاين انه يعني حرفيا ‹طرد النعاس›، وأنه «يعبّر ليس عن مجرد السهر، بل عن تيقظ المصمّمين على امر ما».
-