مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الازمنة والاوقات بين يدَي يهوه
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • الازمنة والاوقات بين يدَي يهوه

      ‏«ليس لكم ان تعرفوا الازمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه».‏ —‏ اعمال ١:‏٧‏.‏

      ١ كيف اجاب يسوع عن اسئلة رسله التي تتعلق بالوقت؟‏

      أليس من المنطقي ان يتساءل الذين «يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة» في العالم المسيحي وحول العالم متى ينتهي هذا النظام الشرير ليحلّ محله عالم اللّٰه الجديد البار؟‏ (‏حزقيال ٩:‏٤؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ لقد طرح رسل يسوع عليه اسئلة تتعلق بالوقت قبيل موته وبعد قيامته.‏ (‏متى ٢٤:‏٣؛‏ اعمال ١:‏٦‏)‏ ولكنَّ يسوع في جوابه لم يعطهم طريقة لحساب التواريخ.‏ ففي احدى هاتين المناسبتين اعطاهم علامة مركبة.‏ وفي الاخرى،‏ قال انه ‹ليس لهم ان يعرفوا الازمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه›.‏ —‏ اعمال ١:‏٧‏.‏

      ٢ لماذا يمكن القول ان يسوع لم يكن دائما على علم بتوقيت ابيه للحوادث التي ستجري خلال وقت النهاية؟‏

      ٢ رغم ان يسوع هو ابن يهوه الوحيد،‏ لم يكن دائما على علم بجدول مواعيد ابيه للحوادث.‏ فقد اعترف يسوع بتواضع في نبوته المتعلقة بالايام الاخيرة:‏ «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات [«ولا الابن»،‏ ع‌ج‏] إلا ابي وحده».‏ (‏متى ٢٤:‏٣٦‏)‏ وكان يسوع مستعدا للانتظار بصبر حتى يكشف له ابوه الوقت بالضبط لجلب الدمار على نظام الاشياء الشرير هذا.‏a

      ٣ ماذا يمكن ان نتعلم من اجوبة يسوع عن الاسئلة المتعلقة بقصد اللّٰه؟‏

      ٣ يمكن استنتاج امرين من إجابة يسوع عن الاسئلة المتعلقة بوقت حصول الحوادث في إتمام قصد اللّٰه.‏ اولا:‏ ان ليهوه جدول مواعيد.‏ وثانيا:‏ انه وحده يحدِّد هذه المواعيد،‏ ولا يمكن ان يتوقع خدامه ان يُعطَوا معلومات مسبقة محدَّدة عن ازمنته وأوقاته.‏

      ازمنة يهوه وأوقاته

      ٤ ما هو معنى الكلمتين اليونانيتين المترجمتين ‹ازمنة› و‹أوقاتا› في الاعمال ١:‏٧‏؟‏

      ٤ ماذا يُقصد بـ‍ «الازمنة» و«الاوقات»؟‏ تشمل عبارة يسوع المسجَّلة في الاعمال ١:‏٧ وجهين للزمان.‏ فالكلمة اليونانية التي تُنقل الى «ازمنة» تعني «الزمان بمعنى الامد»،‏ فسحة من الوقت (‏طويلة او قصيرة)‏.‏ وكلمة «اوقات» هي ترجمة لكلمة تشير الى زمان محدَّد او معيَّن،‏ وقت خصوصي،‏ او فترة خصوصية،‏ تسمه مميزات معيَّنة.‏ يذكر و.‏ أ.‏ ڤاين بخصوص هاتين الكلمتين الاصليتين:‏ «في الاعمال ١:‏٧‏،‏ ‹جعل الآب في سلطانه› الازمنة (‏خرونوس‏)‏‏،‏ امتداد الفترات،‏ والاوقات (‏كايروس‏)‏‏،‏ حقبات تسمها حوادث معيَّنة».‏

      ٥ متى اعلم يهوه نوحا بقصده ان يدمر العالم الفاسد،‏ وأيّ تفويض مزدوج قام به نوح؟‏

      ٥ قبل الطوفان،‏ حدَّد اللّٰه فترة زمنية تمتد ١٢٠ سنة للعالم الفاسد الذي جلبه البشر والملائكة المتجسدون المتمردون.‏ (‏تكوين ٦:‏١-‏٣‏)‏ وكان عمر نوح التقي آنذاك ٤٨٠ سنة.‏ (‏تكوين ٧:‏٦‏)‏ ولم يكن له اولاد ولم ينجب إلا بعد ٢٠ سنة.‏ (‏تكوين ٥:‏٣٢‏)‏ ولاحقا،‏ لم يكن إلا بعد ان بلغ ابناء نوح النضج وتزوجوا ان اللّٰه اعلم نوحا بقصده ان يزيل الشر من الارض.‏ (‏تكوين ٦:‏٩-‏١٣،‏ ١٨‏)‏ وحتى آنذاك،‏ رغم ان نوحا أُوكل اليه تفويض مزدوج يشمل بناء الفلك والكرازة لمعاصريه،‏ لم يكشف له يهوه جدوله الزمني.‏ —‏ تكوين ٦:‏١٤؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف اظهر نوح انه كان يدع عامل الوقت بين يدَي يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نقتدي بمثال نوح؟‏

      ٦ طوال عقود —‏ ربما لنحو نصف قرن —‏ «فعل نوح حسب كل ما امره به اللّٰه».‏ وقد فعل ذلك «بالايمان»،‏ دون ان يعرف تاريخا محدَّدا.‏ (‏تكوين ٦:‏٢٢؛‏ عبرانيين ١١:‏٧‏)‏ فيهوه لم يُعلِمه بالتوقيت المحدَّد للحوادث إلا قبل موعد الطوفان بأسبوع واحد.‏ (‏تكوين ٧:‏١-‏٥‏)‏ وقد مكنته ثقته المطلقة بيهوه وإيمانه به ان يدع عامل الوقت بين يدَي اللّٰه.‏ وكم كان شاكرا للّٰه دون شك عندما شعر بحماية يهوه خلال الطوفان ولاحقا عندما خرج من الفلك الى ارض مطهَّرة!‏ أفلا ينبغي ان نمارس ايمانا كهذا باللّٰه،‏ واضعين نصب اعيننا رجاء مماثلا بالانقاذ؟‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ كيف اتت الامم والدول العالمية الى الوجود؟‏ (‏ب)‏ كيف ‹جعل يهوه للناس ازمنة موقوتة وأمكنة محدودة›؟‏

      ٧ بعد الطوفان،‏ هجر معظم المتحدرين من نوح عبادة يهوه الحقة.‏ وابتدأوا يبنون مدينة وبرجا للعبادة الباطلة،‏ هادفين الى البقاء في مكان واحد.‏ فقرر يهوه انه قد آن الاوان ليتدخل،‏ وبلبل لسانهم و‹بددهم من بابل على وجه كل الارض›.‏ (‏تكوين ١١:‏٤،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ ولاحقا،‏ نمت الفرق اللغوية لتصير امما،‏ ابتلع بعضها امما اخرى وصار دولا اقليمية،‏ وحتى دولا عالمية.‏ —‏ تكوين ١٠:‏٣٢‏.‏

      ٨ وكان اللّٰه احيانا يعيِّن الحدود القومية ومتى تسيطر احدى الامم محليا او كدولة عالمية،‏ وذلك حسبما يقتضيه انجاز مقاصده.‏ (‏تكوين ١٥:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٨-‏٢١؛‏ خروج ٢٣:‏٣١؛‏ تثنية ٢:‏١٧-‏٢٢؛‏ دانيال ٨:‏٥-‏٧،‏ ٢٠،‏ ٢١‏)‏ وقد اشار الرسول بولس الى هذا الوجه لأزمنة يهوه وأوقاته عندما قال للمفكرين اليونانيين في اثينا:‏ «الاله الذي خلق العالم وكل ما فيه .‏ .‏ .‏ صنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الارض وحتم بالاوقات المعيَّنة وبحدود مسكنهم [«وجعل لسُكناهم ازمنة موقوتة وأمكنة محدودة»،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏]‏‏».‏ —‏ اعمال ١٧:‏٢٤،‏ ٢٦‏.‏

      ٩ كيف ‹يغيِّر يهوه الاوقات والازمنة› في ما يتعلق بالملوك؟‏

      ٩ وهذا لا يعني ان يهوه هو المسؤول عن كل الانتصارات والتغييرات السياسية بين الامم.‏ ولكنه يستطيع ان يتدخل عندما يشاء لكي ينجز قصده.‏ لذلك فإن النبي دانيال،‏ الذي كان سيشهد زوال الدولة العالمية البابلية واستبدالها بدولة مادي وفارس،‏ قال عن يهوه:‏ «هو يغيِّر الاوقات والازمنة يعزل ملوكا وينصِّب ملوكا.‏ يعطي الحكماء حكمة ويعلّم العارفين فهما».‏ —‏ دانيال ٢:‏٢١؛‏ اشعياء ٤٤:‏٢٤–‏٤٥:‏٧‏.‏

      ‏‹كان يقرب الوقت›‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ قبل كم من الوقت عيَّن يهوه متى سينقذ المتحدرين من ابراهيم من العبودية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهِر ان الاسرائيليين لم يعرفوا متى بالتحديد سيُنقَذون؟‏

      ١٠ حدَّد يهوه السنة بالضبط حين كان سيذل ملك الدولة العالمية المصرية ويحرِّر المتحدرين من ابراهيم من العبودية قبل حدوث ذلك بأكثر من اربعة قرون.‏ فقد وعد،‏ كاشفا قصده لابراهيم:‏ «اعلم يقينا ان نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم ويُستعبدون لهم.‏ فيذلونهم اربع مئة سنة.‏ ثم الامة التي يُستعبدون لها انا ادينها.‏ وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة».‏ (‏تكوين ١٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وأشار استفانوس،‏ في استعراضه لتاريخ اسرائيل امام السنهدريم،‏ الى فترة الـ‍ ٤٠٠ سنة هذه عندما قال:‏ «وكما كان يقرب وقت الموعد الذي اقسم اللّٰه عليه لإبراهيم كان ينمو الشعب ويكثر في مصر الى ان قام ملك آخر لم يكن يعرف يوسف».‏ —‏ اعمال ٧:‏٦،‏ ١٧،‏ ١٨‏.‏

      ١١ واستعبد هذا الفرعون الجديد الاسرائيليين.‏ ولم يكن موسى قد كتب سفر التكوين،‏ رغم ان وعود يهوه كانت على الارجح قد أُعطيت شفهيا او خطيا.‏ لكنَّ الاسرائيليين لم يستطيعوا كما يبدو ان يحسبوا على اساس المعلومات التي لديهم تاريخ انقاذهم من الظلم بالتحديد.‏ فكان اللّٰه يعرف متى سينقذ الاسرائيليين المتألمين،‏ أما هم فلم يجرِ إعلامهم كما يبدو.‏ نقرأ:‏ «حدث في تلك الايام الكثيرة ان ملك مصر مات.‏ وتنهد بنو اسرائيل من العبودية وصرخوا.‏ فصعد صراخهم الى اللّٰه من اجل العبودية.‏ فسمع اللّٰه انينهم فتذكر اللّٰه ميثاقه مع ابراهيم وإسحاق ويعقوب.‏ ونظر اللّٰه بني اسرائيل وعلِم اللّٰه».‏ —‏ خروج ٢:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

      ١٢ كيف اظهر استفانوس ان موسى حاول استباق وقت يهوه؟‏

      ١٢ ويمكن ان نستدل ايضا على عدم المعرفة هذا لوقت انقاذ اسرائيل بالتحديد من استعراض استفانوس.‏ فقد قال عن موسى:‏ «لما كملت له مدة اربعين سنة خطر على باله ان يفتقد اخوته بني اسرائيل.‏ وإذ رأى واحدا مظلوما حامى عنه وأنصف المغلوب اذ قتل المصري.‏ فظن ان اخوته يفهمون ان اللّٰه على يده يعطيهم نجاة.‏ وأما هم فلم يفهموا».‏ (‏اعمال ٧:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ وهنا حاول موسى استباق وقت اللّٰه بـ‍ ٤٠ سنة.‏ وقد اشار استفانوس الى ان موسى كان عليه ان ينتظر ٤٠ سنة قبل ان ‹يعطي اللّٰه الاسرائيليين نجاة على يده›.‏ —‏ اعمال ٧:‏٣٠-‏٣٦‏.‏

      ١٣ كيف تشبه حالتنا حالة الاسرائيليين قبل انقاذهم من مصر؟‏

      ١٣ ورغم ان ‹وقت الموعد كان يقرب› وقد حدَّد اللّٰه تلك السنة بالضبط،‏ كان على موسى وكل الاسرائيليين ان يمارسوا الايمان.‏ وكان عليهم ان ينتظروا وقت يهوه المعيَّن،‏ دون ان يستطيعوا كما يبدو ان يحسبوا الوقت مسبقا.‏ ونحن ايضا مقتنعون بأن انقاذنا من نظام الاشياء الشرير الحاضر يقترب.‏ ونعرف اننا عائشون في «الايام الاخيرة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ أفلا ينبغي ان نكون مستعدين للاعراب عن ايماننا والانتظار حتى يحين الوقت الذي عيَّنه يهوه ليومه العظيم؟‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١١-‏١٣‏)‏ عندئذ،‏ لا شك اننا،‏ كموسى والاسرائيليين،‏ سنرنم ترنيمة انقاذ مجيدة لتسبيح يهوه.‏ —‏ خروج ١٥:‏١-‏١٩‏.‏

      ‏‹لما جاء الزمان›‏

      ١٤،‏ ١٥ كيف نعرف ان اللّٰه عيَّن وقتا ليأتي ابنه الى الارض،‏ وأيّ امر كان الانبياء وحتى الملائكة متيقظين له؟‏

      ١٤ عيَّن يهوه وقتا محدَّدا ليأتي ابنه الوحيد الى الارض كمسيّا.‏ كتب بولس:‏ «لما جاء ملء الزمان ارسل اللّٰه ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس».‏ (‏غلاطية ٤:‏٤‏)‏ وكان ذلك إتماما لوعد اللّٰه بإرسال نسل —‏ ‹شيلون الذي له يكون خضوع شعوب›.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥؛‏ ٤٩:‏١٠‏.‏

      ١٥ وقد بقي انبياء اللّٰه،‏ وحتى الملائكة،‏ متيقظين ‹للوقت› حين يظهر المسيّا على الارض فيصير الخلاص ممكنا للجنس البشري الخاطئ.‏ قال بطرس:‏ «الخلاص الذي فتش وبحث عنه انبياء.‏ الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم باحثين ايّ وقت او ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم اذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والامجاد التي بعدها.‏ .‏ .‏ .‏ التي تشتهي الملائكة ان تطَّلع عليها».‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١-‏٥،‏ ١٠-‏١٢‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ بواسطة اية نبوة ساعد يهوه يهود القرن الاول على انتظار المسيّا؟‏ (‏ب)‏ كيف اثَّرت نبوة دانيال في انتظار اليهود للمسيّا؟‏

      ١٦ كان يهوه قد اعطى نبوة تتعلق بـ‍ ‹سبعين اسبوعا› بواسطة نبيه دانيال —‏ رجل ايمان لا يتزعزع.‏ وكانت هذه النبوة ستمكِّن اليهود في القرن الاول من ان يعرفوا ان ظهور المسيّا الموعود به يقترب.‏ ذكرت النبوة جزئيا:‏ «من خروج الامر لتجديد اورشليم وبنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا».‏ (‏دانيال ٩:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ عامة،‏ يوافق العلماء اليهود والكاثوليك والپروتستانت ان ‹الاسابيع› المذكورة هنا تعني اسابيع من السنين.‏ وهكذا تكون الـ‍ ٦٩ «اسبوعا» (‏٤٨٣ سنة)‏ المذكورة في دانيال ٩:‏٢٥ قد بدأت سنة ٤٥٥ ق‌م،‏ عندما فوَّض الملك الفارسي ارتحشستا الى نحميا ‹تجديد اورشليم وبناءها›.‏ (‏نحميا ٢:‏١-‏٨‏)‏ وانتهت بعد ٤٨٣ سنة —‏ في سنة ٢٩ ب‌م،‏ عندما اعتمد يسوع ومُسح بالروح القدس،‏ صائرا المسيّا او المسيح.‏ —‏ متى ٣:‏١٣-‏١٧‏.‏

      ١٧ لا نعرف هل كان اليهود في القرن الاول يعرفون بالضبط متى ابتدأت الـ‍ ٤٨٣ سنة.‏ ولكن عندما ابتدأ يوحنا المعمدان بخدمته،‏ «كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح».‏ (‏لوقا ٣:‏١٥‏)‏ ويربط بعض علماء الكتاب المقدس هذا الانتظار بنبوة دانيال.‏ كتب ماثيو هنري في تعليقه على هذا العدد:‏ «يُقال لنا هنا .‏ .‏ .‏ كيف جعلت خدمة يوحنا ومعموديته الشعب يفكر في المسيّا،‏ يفكر فيه انه على الابواب.‏ .‏ .‏ .‏ كانت الاسابيع السبعون تنقضي الآن».‏ يذكر كتاب مانويل بيبليك (‏بالفرنسية)‏ لواضعيه ڤيڠورو وباكويس وبراساك:‏ «كان الناس يعرفون ان السبعين اسبوعا من السنين التي حددها دانيال على وشك ان تنتهي؛‏ ولم يُفاجأ احد ان يسمع يوحنا المعمدان يعلن ان ملكوت اللّٰه قد اقترب».‏ كتب العالم اليهودي أبّا هيلِل سيلڤر انه بحسب «جدول التواريخ المعروف» آنذاك،‏ «كان المسيح مُنتظَرا في حوالي الربع الثاني من القرن الاول للميلاد».‏

      الحوادث وليس حساب الوقت

      ١٨ في حين ان نبوة دانيال ساعدت اليهود على تحديد متى يمكن توقع ظهور المسيّا،‏ ماذا كان الدليل القاطع اكثر ان يسوع هو المسيّا؟‏

      ١٨ رغم ان جدول التواريخ ساعد على ما يبدو الشعب اليهودي على حيازة فكرة عامة حول وقت ظهور المسيّا،‏ فإن الحوادث اللاحقة تظهر انه لم يساهم في اقناع معظمهم بأن يسوع هو المسيّا.‏ سأل يسوع تلاميذه قبل اقل من سنة من موته:‏ «مَن تقول الجموع اني انا.‏ فأجابوا وقالوا يوحنا المعمدان.‏ وآخرون ايليا.‏ وآخرون ان نبيا من القدماء قام».‏ (‏لوقا ٩:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وما من سجل يذكر ان يسوع اقتبس مرة نبوة الاسابيع الرمزية ليُثبِت انه المسيّا.‏ ولكنه قال ذات مرة:‏ «لي شهادة اعظم من يوحنا.‏ لأن الاعمال التي اعطاني الآب لأكمِّلها هذه الاعمال بعينها التي انا اعملها هي تشهد لي ان الآب قد ارسلني».‏ (‏يوحنا ٥:‏٣٦‏)‏ فما اثبت انه المسيّا الذي ارسله اللّٰه لم يكن ايّ جدول تواريخ مُعلَن،‏ بل كرازته وعجائبه والحوادث المرتبطة بموته (‏الظلمة العجائبية،‏ انشقاق حجاب الهيكل،‏ والزلزلة)‏.‏ —‏ متى ٢٧:‏٤٥،‏ ٥١،‏ ٥٤؛‏ يوحنا ٧:‏٣١؛‏ اعمال ٢:‏٢٢‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ كيف كان المسيحيون سيعرفون ان دمار اورشليم وشيك؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان المسيحيون الاولون الذين هربوا من اورشليم بحاجة بعد الى الايمان كثيرا؟‏

      ١٩ وبشكل مماثل،‏ لم يُعطَ المسيحيون الاولون بعد موت يسوع اية وسيلة ليحسبوا وقت نهاية نظام الاشياء اليهودي القادمة.‏ وصحيح ان نبوة دانيال عن الاسابيع الرمزية ذكرت دمار ذلك النظام.‏ (‏دانيال ٩:‏٢٦ب،‏٢٧ب‏)‏ إلا ان ذلك كان سيحدث بعد نهاية ‹السبعين اسبوعا› (‏٤٥٥ ق‌م-‏٣٦ ب‌م)‏.‏ وبكلمات اخرى،‏ لم يزوِّد دانيال الاصحاح ٩ المسيحيين بأيّ جدول تواريخ لما بعد سنة ٣٦ ب‌م،‏ حين صار الامميون الاولون أتباعا ليسوع.‏ فبالنسبة اليهم،‏ كانت الحوادث،‏ وليس جدول التواريخ،‏ ستشير ان النظام اليهودي مشرف على نهايته.‏ وقد ابتدأت هذه الحوادث التي انبأ بها يسوع تصل الى ذروتها ابتداء من سنة ٦٦ ب‌م،‏ عندما هاجمت الفيالق الرومانية اورشليم ثم انسحبت.‏ وهذا ما اتاح للمسيحيين الامناء المتيقظين في اورشليم فرصة ‹الهرب الى الجبال›.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وإذ لم تكن لدى هؤلاء المسيحيين الاولين اية معالم زمنية،‏ لم يعرفوا متى كان سيحلّ دمار اورشليم.‏ فما اعظم الايمان الذي لزمهم ليتركوا بيوتهم وحقولهم وأعمالهم ويبقوا خارج اورشليم نحو اربع سنوات حتى يعود الجيش الروماني سنة ٧٠ ب‌م ويقضي على النظام اليهودي!‏ —‏ لوقا ١٩:‏٤١-‏٤٤‏.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ كيف يمكننا ان نستفيد من امثلة نوح وموسى ومسيحيي القرن الاول في اليهودية؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنناقش في المقالة التالية؟‏

      ٢٠ ونحن اليوم،‏ كنوح وموسى ومسيحيي القرن الاول في اليهودية،‏ يمكن ان ندع بثقة الازمنة والاوقات بين يدَي يهوه.‏ واقتناعنا بأننا نعيش في وقت النهاية وبأن انقاذنا يقترب يعتمد على حوادث حقيقية إتماما لنبوات الكتاب المقدس،‏ وليس على مجرد حساب جدول التواريخ.‏ وإضافة الى ذلك،‏ رغم اننا نعيش خلال حضور المسيح،‏ لا نزال بحاجة الى ممارسة الايمان والتيقظ.‏ ويجب ان نعيش بتوقع شديد للحوادث المثيرة المنبإ بها في الاسفار المقدسة.‏ وهذا ما ستعالجه المقالة التالية.‏

  • الانتظار بتوقع شديد
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • الانتظار بتوقع شديد

      ‏«انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء اللّٰه».‏ —‏ رومية ٨:‏١٩‏.‏

      ١ ايّ تشابه هنالك بين حالة المسيحيين اليوم وحالة المسيحيين في القرن الاول؟‏

      ان حالة المسيحيين الحقيقيين اليوم مشابهة لحالة المسيحيين في القرن الاول.‏ فالنبوة ساعدت خدام يهوه آنذاك على تحديد وقت ظهور المسيّا.‏ (‏دانيال ٩:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ وأنبأت النبوة نفسها بدمار اورشليم ولكنها لم تحتوِ على نقاط تمكِّن المسيحيين من ان يعرفوا مسبقا متى ستُدمر المدينة.‏ (‏دانيال ٩:‏٢٦ب،‏ ٢٧‏)‏ وبعناية الهية ايضا،‏ جعلت احدى النبوات تلاميذ الكتاب المقدس المخلصين في القرن الـ‍ ١٩ في حالة توقع.‏ فبربط ‹السبعة الازمنة› في دانيال ٤:‏٢٥ بـ‍ «ازمنة الامم»،‏ توقعوا ان يتسلم المسيح سلطة الملكوت سنة ١٩١٤.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٤؛‏ حزقيال ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ وفي حين ان سفر دانيال يحتوي على نبوات عديدة،‏ فما من واحدة تمكِّن تلاميذ الكتاب المقدس اليوم من ان يحسبوا بالتحديد وقت دمار نظام اشياء الشيطان برمَّته.‏ (‏دانيال ٢:‏٣١-‏٤٤؛‏ ٨:‏٢٣-‏٢٥؛‏ ١١:‏٣٦،‏ ٤٤،‏ ٤٥‏)‏ ولكن هذا ما سيحدث قريبا،‏ لأننا نعيش في «وقت النهاية».‏ —‏ دانيال ١٢:‏٤‏.‏a

      التيقظ خلال حضور المسيح

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ ماذا يشكِّل الدليل الرئيسي اننا نعيش خلال حضور المسيح في سلطة ملكية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهِر ان المسيحيين يجب ان يبقوا متيقظين خلال حضور المسيح؟‏

      ٢ صحيح ان النبوة جعلت المسيحيين في حالة توقع قبل ان تقلَّد المسيح سلطة الملكوت سنة ١٩١٤،‏ إلا ان ‹العلامة› التي اعطاها المسيح لحضوره واختتام نظام الاشياء كانت تشمل حوادث.‏ ومعظمها كان سيُرى بعد ابتداء حضوره.‏ وهذه الحوادث —‏ الحروب،‏ المجاعات،‏ الزلازل،‏ الاوبئة،‏ كثرة الاثم،‏ اضطهاد المسيحيين،‏ والكرازة العالمية النطاق ببشارة الملكوت —‏ تشكل الدليل الرئيسي اننا نعيش الآن خلال حضور المسيح في سلطة ملكية.‏ —‏ متى ٢٤:‏٣-‏١٤؛‏ لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ٣ ولكنَّ فحوى المشورة الوداعية التي اعطاها يسوع لتلاميذه كان:‏ «انظروا.‏ اسهروا».‏ (‏مرقس ١٣:‏٣٣،‏ ٣٧؛‏ لوقا ٢١:‏٣٦‏)‏ ان قراءة هذا الحض على التيقظ بتمعن تُظهِر ان المسيح لم يكن يتكلم بشكل رئيسي عن التيقظ لعلامة ابتداء حضوره.‏ ولكنه كان يأمر تلاميذه الحقيقيين ان يبقوا متيقظين خلال حضوره.‏ وأيّ امر كان المسيحيون الحقيقيون سيبقون متيقظين له؟‏

      ٤ ايّ قصد كانت ستنجزه العلامة التي اعطاها يسوع؟‏

      ٤ لقد اعطى يسوع نبوته العظمى اجابة عن السؤال:‏ «متى تكون هذه الامور [الحوادث التي تؤدي الى دمار نظام الاشياء اليهودي]،‏ وماذا تكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏».‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكان القصد الذي ستنجزه العلامة المنبأ بها ليس فقط تحديد وقت حضور المسيح بل ايضا تحديد الحوادث التي تؤدي الى نهاية نظام الاشياء الشرير الحاضر.‏

      ٥ كيف اظهر يسوع انه سوف «يأتي» في حين انه حاضر روحيا؟‏

      ٥ اظهر يسوع انه خلال ‹حضوره› (‏باليونانية،‏ پاروسيا‏)‏ سيأتي بقوة ومجد.‏ وقد أعلن في ما يتعلق بهذا ‹الإتيان› (‏الذي يُشار اليه بصِيَغ للكلمة اليونانية إرخوماي‏)‏‏:‏ «حينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء.‏ وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.‏ .‏ .‏ .‏ فمن شجرة التين تعلّموا المثل.‏ متى صار غصنها رخصا وأخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب.‏ هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب.‏ .‏ .‏ .‏ اسهروا اذًا لأنكم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم.‏ .‏ .‏ .‏ كونوا انتم ايضا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان».‏ —‏ متى ٢٤:‏٣٠،‏ ٣٢،‏ ٣٣،‏ ٤٢،‏ ٤٤‏.‏

      لماذا يأتي يسوع المسيح؟‏

      ٦ كيف سيحدث دمار «بابل العظيمة»؟‏

      ٦ رغم ان يسوع المسيح حاضر كملك منذ سنة ١٩١٤،‏ فلا يزال عليه ان يدين الانظمة والافراد قبل ان ينفِّذ الدينونة في الذين يجد انهم اشرار.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ٥:‏١٠‏.‏)‏ فيهوه سيضع قريبا في اذهان الحكام السياسيين ان يدمِّروا «بابل العظيمة»،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ (‏رؤيا ١٧:‏٤،‏ ٥،‏ ١٦،‏ ١٧‏)‏ وذكر الرسول بولس بالتحديد ان يسوع المسيح سيهلك «انسان الخطية» —‏ رجال دين العالم المسيحي المرتدين،‏ الذين يؤلفون جزءا رئيسيا من «بابل العظيمة».‏ كتب بولس:‏ «سيُستعلن الاثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه [«حضوره»،‏ ع‌ج‏]».‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٣،‏ ٨‏.‏

      ٧ اية دينونة سينفِّذها ابن الانسان متى جاء في مجده؟‏

      ٧ وفي المستقبل القريب،‏ سيدين المسيح الناس من كل الامم على اساس تصرفهم مع اخوته الذين لا يزالون على الارض.‏ نقرأ:‏ «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.‏ ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء.‏ فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.‏ .‏ .‏ .‏ يقول الملك [للخراف] الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.‏ .‏ .‏ .‏ فيمضي [الجداء] الى عذاب ابدي [«قطع ابدي»،‏ ع‌ج‏] والابرار الى حياة ابدية».‏ —‏ متى ٢٥:‏٣١-‏٤٦‏.‏

      ٨ كيف يصف بولس إتيان المسيح لتنفيذ الدينونة في الاشرار؟‏

      ٨ كما يظهر في مثل الخراف والجداء،‏ ينفِّذ يسوع الدينونة النهائية في كل الاشرار.‏ فقد اكَّد بولس للرفقاء المؤمنين المتألمين م‍جيء «راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون اللّٰه والذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقَبون بهلاك ابدي من وجه الرب ومن مجد قوته متى جاء ليتمجد في قديسيه».‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٧-‏١٠‏)‏ أفلا ينبغي ان نمارس الايمان ونكون شديدي التيقظ لإتيان المسيح،‏ اذ تكمن امامنا كل هذه الحوادث المثيرة؟‏

      انتظار استعلان المسيح بتوقع شديد

      ٩،‏ ١٠ لماذا ينتظر الممسوحون الذين لا يزالون على الارض استعلان يسوع المسيح بتوقع شديد؟‏

      ٩ ان «استعلان الرب يسوع من السماء» لن يجلب فقط الهلاك على الاشرار بل ايضا المكافأة للابرار.‏ فالباقون من اخوة المسيح الممسوحين الذين لا يزالون على الارض يمكن ان يتألموا بعد،‏ وذلك قبل استعلان المسيح.‏ ولكنهم رغم ذلك،‏ يفرحون برجائهم السماوي المجيد.‏ كتب الرسول بطرس الى المسيحيين الممسوحين:‏ «افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين».‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏١٣‏.‏

      ١٠ والممسوحون مصمِّمون على البقاء امناء حتى ‹يجمعهم› المسيح اليه لكي ‹توجد تزكية [«الصفة الممتحَنة»،‏ ع‌ج‏]› لايمانهم «للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح».‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏١؛‏ ١ بطرس ١:‏٧‏)‏ ويمكن القول عن هؤلاء المسيحيين الامناء المولودين من الروح:‏ «ثُبِّتت فيكم شهادة المسيح حتى انكم لستم ناقصين في موهبة ما وأنتم متوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح».‏ —‏ ١ كورنثوس ١:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ١١ ماذا يفعل المسيحيون الممسوحون وهم ينتظرون استعلان يسوع المسيح؟‏

      ١١ ان البقية الممسوحة تشعر كما شعر بولس الذي كتب:‏ «أحسب ان آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد ان يُستعلن فينا».‏ (‏رومية ٨:‏١٨‏)‏ وإيمانهم لا يلزم ان يدعمه حساب الوقت.‏ فهم يبقون مشغولين بخدمة يهوه،‏ مزوِّدين مثالا رائعا لعشرائهم،‏ ‹الخراف الاخر›.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ ويعرف هؤلاء الممسوحون ان نهاية النظام الشرير هذا قريبة،‏ وهم يتبعون حض بطرس:‏ «منطقوا احقاء ذهنكم صاحين فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها اليكم عند استعلان يسوع المسيح».‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١٣‏.‏

      توقع الخليقة الشديد

      ١٢،‏ ١٣ كيف «أُخضعت» الخليقة البشرية «للبُطل»،‏ وإلامَ يتوق الخراف الاخر؟‏

      ١٢ وهل هنالك ما يعيش الخراف الاخر من اجله وهم يتوقعونه توقعا شديدا؟‏ بكل تأكيد.‏ فبعد ان تحدث بولس عن الرجاء المجيد للذين تبناهم يهوه ‹كأبناء› مولودين من الروح و‹وارثين مع المسيح› في الملكوت السماوي،‏ قال:‏ «انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء اللّٰه.‏ اذ أُخضعت الخليقة للبُطل.‏ ليس طوعا بل من اجل الذي اخضعها.‏ على الرجاء.‏ لأن الخليقة نفسها ايضا ستُعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد اللّٰه».‏ —‏ رومية ٨:‏١٤-‏٢١؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ١٣ فبسبب خطية آدم،‏ «أُخضع» كل المتحدرين منه «للبُطل»،‏ لأنهم وُلدوا في عبودية الخطية والموت.‏ ولم يتمكنوا من تحرير انفسهم من هذه العبودية.‏ (‏مزمور ٤٩:‏٧؛‏ رومية ٥:‏١٢،‏ ٢١‏)‏ فما اعظم توق الخراف الاخر الى ‹اعتاقهم من عبودية الفساد›!‏ ولكن قبل ذلك،‏ يجب ان تحدث بعض الامور بحسب ازمنة يهوه وأوقاته.‏

      ١٤ ماذا يشمل «استعلان ابناء اللّٰه»،‏ وكيف سيؤدي ذلك الى ‹اعتاق› الجنس البشري «من عبودية الفساد»؟‏

      ١٤ يجب اولا ان ‹تُستعلَن› بقية «ابناء اللّٰه» الممسوحين.‏ وماذا يشمل ذلك؟‏ في وقت اللّٰه المعيَّن،‏ سيتبين للخراف الاخر ان الممسوحين قد ‹خُتموا› نهائيا وتمجدوا ليحكموا مع المسيح.‏ (‏رؤيا ٧:‏٢-‏٤‏)‏ و‹سيُستعلَن› «ابناء اللّٰه» المقامون ايضا عندما يشتركون مع المسيح في تدمير نظام اشياء الشيطان الشرير.‏ (‏رؤيا ٢:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ ١٩:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ثم خلال حكم المسيح لألف سنة،‏ ‹سيُستعلَنون› ايضا اذ يكونون القنوات الكهنوتية لمنح فوائد ذبيحة يسوع الفدائية ‹للخليقة› البشرية.‏ وهذا ما سيؤدي الى ‹اعتاق› الجنس البشري «من عبودية الفساد» والدخول اخيرا في «حرية مجد اولاد اللّٰه».‏ (‏رومية ٨:‏٢١؛‏ رؤيا ٢٠:‏٥؛‏ ٢٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فلا عجب ان ينتظر الخراف الاخر بتوقع شديد «استعلان ابناء اللّٰه» وهذه الآمال العظمى نصب اعينهم.‏ —‏ رومية ٨:‏١٩‏.‏

      اناة يهوه تعني الخلاص

      ١٥ ماذا ينبغي ألا ننساه ابدا في ما يتعلق بتوقيت يهوه للحوادث؟‏

      ١٥ يهوه هو ضابط الوقت العظيم.‏ وتوقيته للحوادث سيتبيَّن انه كامل.‏ وربما لا يبدو دائما ان الامور تجري كما نتوقع.‏ ولكن يمكن ان يكون لنا ملء الثقة ان كل وعود اللّٰه ستتحقق.‏ (‏يشوع ٢٣:‏١٤‏)‏ فربما يسمح بأن تستمر بعض الامور اطول مما يتوقع كثيرون.‏ ولكن لنسعَ الى فهم طرقه وتقدير حكمته.‏ كتب بولس:‏ «يا لعمق غنى اللّٰه وحكمته وعلمه.‏ ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء.‏ لأنْ مَن عرف فكر الرب او مَن صار له مشيرا».‏ —‏ رومية ١١:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

      ١٦ مَن هو مؤهل للاستفادة من اناة يهوه؟‏

      ١٦ وكتب بطرس:‏ «ايها الاحباء اذ انتم منتظرون هذه [دمار «السموات» و«الارض» القديمة واستبدالها بـ‍ ‹السموات الجديدة› و‹الارض الجديدة› التي وعد بها اللّٰه] اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في سلام.‏ واحسبوا اناة ربنا خلاصا».‏ وبسبب اناة يهوه،‏ يُمنح ملايين اكثر فرصة الخلاص بواسطة «يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏]»،‏ الذي سيأتي فجأة «كلصّ».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩-‏١٥‏)‏ وتفسح اناته المجال ايضا للجميع ان ‹يتمموا خلاصهم بخوف ورعدة›.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٢‏)‏ وقال يسوع انه يجب ان ‹نحترز لأنفسنا› و‹نسهر› اذا كنا نريد ان نكون مرضيين ونُحسَب اهلا ‹للوقوف قدام ابن الانسان› عندما يأتي للدينونة.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٣٤-‏٣٦؛‏ متى ٢٥:‏٣١-‏٣٣‏.‏

      واصلوا الانتظار بصبر

      ١٧ اية كلمات قالها الرسول بولس ينبغي ان نصغي اليها؟‏

      ١٧ حث بولس اخوته الروحيين ان ينظروا لا «الى الاشياء التي تُرى بل الى التي لا تُرى».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٦-‏١٨‏)‏ فهو لم يُرد ان يحجب ايّ شيء رؤيتهم للمكافأة السماوية الموضوعة امامهم.‏ وسواء كنا من المسيحيين الممسوحين او من الخراف الاخر،‏ فلنبقِ في ذهننا الرجاء الرائع الموضوع امامنا ولا نستسلم.‏ ولنبقَ ‹منتظرين بصبر›،‏ مثبتين اننا «لسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس».‏ —‏ رومية ٨:‏٢٥‏،‏ الترجمة اليسوعية؛‏ عبرانيين ١٠:‏٣٩‏.‏

      ١٨ لماذا يمكننا بثقة ان ندع الازمنة والاوقات بين يدَي يهوه؟‏

      ١٨ يمكننا بثقة ان ندع الازمنة والاوقات بين يدَي يهوه.‏ وإتمام وعوده ‹لن يتأخر› بحسب جدوله الزمني.‏ (‏حبقوق ٢:‏٣‏)‏ وفي هذه الاثناء،‏ يصير حض بولس لتيموثاوس ذا مغزى اعمق لنا.‏ فقد قال:‏ «انا اناشدك اذًا امام اللّٰه والرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء والاموات عند ظهوره وملكوته اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب.‏ .‏ .‏ .‏ اعمل عمل المبشر.‏ تمم خدمتك».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١-‏٥‏.‏

      ١٩ لفعل ايّ امر لا يزال الوقت الآن مفتوحا امام شعب يهوه،‏ ولماذا؟‏

      ١٩ ان حياتنا وحياة الآخرين معرضة للخطر.‏ كتب بولس:‏ «لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك.‏ لأنك اذا فعلت هذا تخلّص نفسك والذين يسمعونك ايضا».‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏)‏ والوقت الباقي لنظام الاشياء الشرير هذا قصير جدا.‏ فبينما نتوقع الحوادث المثيرة امامنا توقعا شديدا،‏ فلندرك جيدا ان ازمنة يهوه وأوقاته لا تزال مفتوحة ليكرز شعبه ببشارة الملكوت.‏ وهذا العمل سيُنجَز الى الحد الذي يرضيه.‏ «ثم يأتي المنتهى»،‏ كما قال يسوع.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة