-
حاسة الذوق — عطية من خالق محِباستيقظ! ١٩٩٨ | آب (اغسطس) ٢٢
-
-
دور اللسان
ان العضو الرئيسي الذي يساهم في حاسة الذوق هو اللسان. فعليه توجد معظم براعم الذوق، مع ان بعضها يوجد في اجزاء اخرى من الفم والمريء. انظروا الى لسانكم بتمعُّن في المرآة. هل ترون النتوءات الكثيرة الصغيرة التي تجعل لسانكم مخمليّ الملمس؟ تُسمَّى هذه الحُليمات. وتجتمع براعم الذوق الصغيرة جدا في الحُليمات التي تقع على سطح اللسان. وتقول مجلة العِلم (بالانكليزية): «يحتوي كل برعم ذوق على ١٠٠ خلية ذوقية تقريبا». وتضيف ان هذه «عندما تُثار، تُشغِّل خلية عصبية تحمل الاشارة الى الدماغ».
ويمكن ان يختلف كثيرا عدد براعم الذوق عند كل شخص ممَّا يؤثِّر في حاسة الذوق عنده. فقد يحمل اللسان ٠٠٠,١٠ برعم ذوق، او ٥٠٠ فقط. ذكر إنڠليس ميلر، الذي قام بدراسة براعم الذوق من الناحية التشريحية: «كلَّما زاد عدد براعم الذوق عند الناس، صارت حاسة الذوق عندهم مرهفة اكثر، والعكس صحيح».
كيف تعمل حاسة الذوق
ان حاسة الذوق معقَّدة جدا. أما اذا اردنا ان نتوخى الدقة في كلامنا، فنقول انها مسألة كيمياء. فمكوِّنات الطعام الكيميائية التي تذوب في الفم، تؤثِّر في المستقبِلات الذوقية الناتئة عبر مسام اللسان. وهذه الخلايا المستقبِلة تجعل بدورها خلايا عصبية (عصبونات) ترسل اشارات من براعم الذوق الى الدماغ.
وما يثير الدهشة هو ان برعم ذوق واحدا يمكنه ان يؤثِّر في الكثير من العصبونات، وأن عصبونا واحدا يمكن ان يتلقى اشارات من عدد من براعم الذوق. ولا احد يعرف تماما كيف تقوم المستقبِلات الذوقية ونظامها المعقَّد بكل ذلك. فـ دائرة المعارف الاميركية (بالانكليزية) تقول: «ان الاحاسيس التي نشعر بها في الدماغ تنتج على ما يبدو من ترميز معقَّد للدفعات الكهربائية التي تنقلها الخلايا المستقبِلة».
-
-
حاسة الذوق — عطية من خالق محِباستيقظ! ١٩٩٨ | آب (اغسطس) ٢٢
-
-
ومن ناحية اخرى تتابع المقالة: «ان حاسة الذوق . . . بسيطة جدا. فنحن نميِّز اربعة انواع من الطعم (وأربعة فقط): الحلو، المالح، الحامض، والمرّ». ومن الشائع القول ان لساننا يُقسم الى مناطق يتجاوب كلٌّ منها مع طعم واحد، اما الآن فيُعتقد ان ايّ برعم ذوق في ايّ مكان من اللسان يمكنه ان يميِّز اكثر من طعم واحد، او يمكنه ان يميِّز المذاقات الاربعة كلها.
-