مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يلزم ان يتعارض التقليد مع الحق؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • هل يلزم ان يتعارض التقليد مع الحق؟‏

      كان مارتن لوثر مقتنعا بأنه على حق.‏ واعتقد ان الكتاب المقدس يدعمه.‏ ومن جهة اخرى،‏ اعتقد عالم الفلك الپولندي كوپرنيكوس ان المعتقد التقليدي في زمنه خاطئ.‏

      ايّ معتقد؟‏ ان الارض هي مركز الكون وان كل شيء يدور حولها.‏ والحقيقة،‏ كما قال كوپرنيكوس،‏ هي ان الارض نفسها تدور حول الشمس.‏ فرفض لوثر ذلك،‏ قائلا:‏ «يُميل الناس أذنا صاغية الى منجِّم مغرور يجاهد ليبرهن ان الارض تدور،‏ لا السماء او القبَّة الزرقاء،‏ ولا الشمس والقمر.‏» ‏—‏ تاريخ الفلسفة الغربية.‏

      كثيرا ما تعارضت المعتقدات التقليدية مع الحقائق،‏ مع الحق.‏ حتى انها يمكن ان تجعل الناس يقومون بأمور مؤذية.‏

      طبعا،‏ لا يعني هذا ان التقليد يتعارض دائما مع الحق.‏ وفي الواقع،‏ حثَّ الرسول بولس المسيحيين في زمنه ان يستمروا في اتِّباع التقاليد التي سلَّمها اليهم:‏ «امدحكم .‏ .‏ .‏ على انكم تحفظون (‏التقاليد)‏ كما سلَّمتها اليكم.‏» —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢ ع‌ج‏؛‏ انظروا ايضا ٢ تسالونيكي ٢:‏١٥‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ٣:‏٦‏،‏ ع‌ج‏.‏

      فماذا عنى بولس بـ‍ «التقاليد»؟‏ يشير بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ١١١٨ الى ان الكلمة اليونانية التي استعملها مقابل «تقليد،‏» پَرادوسيس،‏ تعني ما هو «منقول شفهيا او كتابةً.‏» والكلمة الانكليزية تعني «معلومات،‏ عقائد،‏ او ممارسات متناقَلة من الوالدين الى الاولاد او صارت الطريقة الثابتة للتفكير او التصرُّف.‏»‏a ولأن التقاليد التي سلَّمها الرسول بولس هي من مصدر جيد،‏ أحسنَ المسيحيون في حفظها.‏

      ولكن من الواضح ان التقليد يمكن ان يكون صحيحا او خاطئا،‏ جيدا او سيئا.‏ على سبيل المثال،‏ يمدح الفيلسوف البريطاني برتراند رصل اشخاصا مثل كوپرنيكوس في القرن الـ‍ ١٦ كانوا يتَّصفون بالاستقامة والشجاعة بحيث شكوا في صحة المعتقدات التقليدية.‏ لقد طوَّر اشخاص كهؤلاء «الإدراك ان ما يجري الايمان به منذ الازمنة القديمة قد يكون خاطئا.‏» فهل ترون انتم ايضا الحكمة في عدم اتِّباع التقليد بشكل اعمى؟‏ —‏ قارنوا متى ١٥:‏١-‏٩،‏ ١٤‏.‏

      اذًا ماذا عن المعتقدات والعادات الدينية؟‏ هل يمكن ان نسلِّم جدلا بأنها صحيحة وغير مؤذية؟‏ كيف يمكن ان نعرف ذلك؟‏ وماذا يجب ان نفعل اذا وجدنا ان التقاليد الدينية تتعارض في الواقع مع الحق؟‏ ستبحث المقالة التالية في هذه الاسئلة.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

  • عندما يتعارض التقليد مع الحق
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • عندما يتعارض التقليد مع الحق

      خطَر —‏ مياه غير صالحة للشرب.‏ ربما اعتدنا رؤية تحذيرات كهذه.‏ وفي مناطق كثيرة ينتبه الناس لما يشربونه لأنهم يعلمون ان بعض مخزون الماء مسمَّم بما يُدعى «مزيج الساحرة» المكوَّن من مواد ملوِّثة سامة.‏ ونتيجة لهذا التلوُّث،‏ تقول احدى الدراسات ان الماء يمكن ان يصير «ناقلا لعضويات تسبِّب المرض و .‏ .‏ .‏ لملوِّثات كيميائية،‏» بدلا من ان يكون «داعما وحافظا للحياة.‏» —‏ تلوُّث الماء.‏

      تلويث مياه الحق

      ان التقاليد التي تتعارض مع الحق هي كمخزون ماء ملوَّث.‏ فقد نتمسَّك عن جهل بتقاليد —‏ معلومات،‏ آراء،‏ معتقدات،‏ او عادات متناقَلة من جيل الى آخر —‏ هي في الواقع ملوَّثة بـ‍ «مزيج الساحرة» المكوَّن من افكار وفلسفات خاطئة ومضلِّلة.‏ وتماما كالماء الملوَّث،‏ يمكن ان تسبِّب هذه اذى غير محدود —‏ اذى روحيا.‏

      وحتى لو شعرنا بأن معتقداتنا الدينية التقليدية مؤسسة على الكتاب المقدس،‏ يجب ان نصرف جميعا الوقت لفحصها باعتناء.‏ تذكَّروا انه عندما تمسَّك مارتن لوثر بالمعتقد التقليدي لزمنه ودانَ كوپرنيكوس،‏ كان يعتقد ان الكتاب المقدس يؤيِّده.‏ لكنَّ لوثر فشل في اتِّباع المثال الجيد لأهل بيرية القدماء الذين ‹كانوا أشرف في فحص الكتب هل هذه الامور هكذا.‏› —‏ اعمال ١٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      وفكروا في الاذى الذي ألحقته المعتقدات التقليدية ببعض اليهود في زمن يسوع.‏ لقد اعتقدوا بإخلاص ان تقاليدهم صحيحة.‏ وعندما اعترضوا على عدم حفظ تلاميذ يسوع التقاليد،‏ سألهم يسوع:‏ «وأنتم ايضا لماذا تتعدّون وصية اللّٰه بسبب تقليدكم.‏» (‏متى ١٥:‏١-‏٣‏)‏ فأيّ خطإ كان يحدث؟‏ حدَّد يسوع المشكلة عندما اقتبس كلمات النبي اشعياء:‏ «باطلا يعبدون [اللّٰه] وهم يعلِّمون تعاليم هي وصايا الناس.‏»‏ —‏ متى ١٥:‏٩؛‏ اشعياء ٢٩:‏١٣‏.‏

      نعم،‏ لقد استبدلوا الحقائق التي هي من صنع اللّٰه بأفكار من صنع الانسان،‏ او اسوأ ايضا،‏ من صنع الابالسة.‏ على سبيل المثال،‏ يوضح بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ١،‏ الصفحة ٥٠٦:‏ «علَّم الفريسيون آنذاك انه حالما يعلن الشخص ان ممتلكاته ‹قربان،‏› او هدية منذورة للّٰه،‏ لا يمكنه ان يستعملها لإشباع حاجات والديه،‏ مهما كانا معوزَين،‏ رغم انه يمكنه هو ان يستعمل هذه الممتلكات حتى موته اذا شاء.‏» فالحكمة البشرية التي لوَّثت مياه الحق كانت لها تأثيرات سيئة روحيا في اليهود.‏ حتى ان الغالبية رفضوا المسيَّا الذي لطالما انتظروه.‏

      العالم المسيحي يزيد التلوُّث

      حصل ضرر روحي مماثل بعد موت يسوع.‏ فكثيرون من الذين ادَّعوا انهم أتباعه لجأوا الى التقليد الشفهي كمرجع للتعاليم الجديدة.‏ واستنادا الى دائرة معارف مطبوعات الكتاب المقدس اللاهوتية والكنسية،‏ لواضعَيها مكلنتوك وسترونڠ،‏ اعتقد بعض المدعوين مسيحيين ان تقليدا كهذا هو «ارشاد جرى تسلُّمه من فم الرسل بواسطة الكنائس المسيحية الاولى،‏ نقلُه من العصر الرسولي،‏ وحفظه نقيا حتى زمنهم.‏»‏ —‏ الحرف المائل لنا.‏

      وفي الواقع،‏ ان الكثير من هذه التقاليد كان افكارا نجسة وخاطئة.‏ وكما توضح دائرة المعارف،‏ فإن هذه الفلسفات الجديدة «لم تكن مخالِفة للتقاليد الاخرى فحسب،‏ بل لكتابات الرسل التي كانت في متناولهم.‏» لم يكن ذلك غير متوقَّع البتة.‏ فالرسول بولس كان قد حذَّر المسيحيين:‏ «انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح.‏» —‏ كولوسي ٢:‏٨‏.‏

      والكثير من المعتقدات التقليدية اليوم ايضا هو ‹مخالِف لكتابات الرسل.‏› فالعالم المسيحي سمَّم مياه الحق بأفكار عديدة من وحي الابالسة،‏ كالثالوث،‏ نار الهاوية،‏ خلود النفس البشرية،‏ القومية،‏ والصنمية.‏a (‏١ تيموثاوس ٤:‏١-‏٣‏)‏ ويشهد التاريخ للمرض الروحي الذي اصاب الناس الذين وقعوا فريسة التعاليم الابليسية التي صارت التعاليم التقليدية للعالم المسيحي.‏ —‏ قارنوا اشعياء ١:‏٤-‏٧‏.‏

      وهذا التلويث للحق هو في الواقع مستمر منذ بداية الانسان.‏ فالشيطان يتابع العملية التي ابتدأها في عدن،‏ عملية تسميم اذهان الناس بالاكاذيب والخداع.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ وعندما انتشرت العائلة البشرية في كل انحاء الارض بعد الطوفان في زمن نوح،‏ صار الناس من كل الحضارات ضحايا التسميم العمدي لمخزون المعرفة البشرية،‏ التسميم بفلسفات وأفكار من وحي الابالسة.‏

      تأثيرات التلوُّث الروحي

      ايّ اذى يمكن ان يسبِّبه هذا التلوُّث الروحي؟‏ يمكن ان نقارن ذلك بتأثيرات الماء الملوَّث في صحتنا الجسدية.‏ يقول احد الخبراء:‏ «نحو ٢٠٠ مليون شخص هم ضحايا داء المُنشَقّات (‏البلهارسيا)‏ [حمى الحلزون،‏ التي تسبِّب فقر الدم،‏ التعب،‏ الصحة الرديئة عموما،‏ وحتى الموت] بسبب الماء الملوَّث على الجلد.‏ وخمسمئة مليون شخص يعانون التراخوما،‏ احد الاسباب الرئيسية للعمى،‏ بسبب ماء الاستحمام الوسخ.‏ .‏ .‏ .‏ ونحو بليونَين من اعضاء الجنس البشري لا يتوفَّر لديهم ماء صالح للشرب.‏» (‏بلدنا،‏ الارض‏)‏ وملايين الناس هم ضعفاء،‏ عميان،‏ وحتى موتى روحيا نتيجة اتِّباعهم تقاليد مغشوشة بتعاليم باطلة وإبليسية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

      مثلا،‏ كثيرون هم مشوَّشون او عميان في ما يتعلق بالعلاقة بين يسوع المسيح وأبيه،‏ يهوه اللّٰه.‏ وقد صار حذف اسم اللّٰه المقدس،‏ يهوه،‏ من الاسفار اليونانية المسيحية عادةً بين بعض الذين يدَّعون انهم مسيحيون.‏ يقول جورج هاورد في مجلة ادب الكتاب المقدس:‏ «ان هذا الحذف للتتراڠراماتون احدث،‏ في رأينا،‏ تشويشا في اذهان المسيحيين الأوّلين من اصل اممي بشأن العلاقة بين ‹اللّٰه الرب› و ‹المسيح الرب.‏›»‏

      وفكروا ايضا في التشويش،‏ الخرافة،‏ والخوف الذي يسبِّبه التقليد غير المؤسس على الاسفار المقدسة ان النفس البشرية خالدة.‏ (‏قارنوا جامعة ٩:‏٥؛‏ حزقيال ١٨:‏٤‏.‏)‏ وكم شخصا هم مستعبدون لعبادة الاسلاف او يعيشون في خوف دائم من ان يعود الموتى لإيذائهم؟‏ حتى ان هذا المعتقد دفع الناس الى قتل انفسهم والآخرين.‏

      يعتقد يابانيون كثيرون انه عند الموت تلتقي ارواحهم الميتة في العالم الآخر.‏ لذلك يعتقد بعض الوالدين الذين ينتحرون انه من الافضل ان يقتلوا اولادهم ايضا.‏ يوضح قاموس انكليزي لطرائق التفكير اليابانية:‏ «لا تجري إدانة الانتحار دائما في اليابان،‏ بل غالبا ما يُعتبر طريقة مقبولة للاعتذار عن خطإ خطير ارتكبه الشخص .‏ .‏ .‏ وحتى الانتحار العائلي يُرجَّح ان يجري الإخبار عنه بكلمات متَّصفة بالتعاطف.‏»‏

      امتحنوا التقاليد

      نظرا الى المخاطر التي تشمل اتِّباع المعتقدات والعادات التقليدية بشكل اعمى،‏ ماذا يجب ان نفعل؟‏ نحو نهاية القرن الاول،‏ قدَّم الرسول يوحنا هذه النصيحة لرفقائه المسيحيين:‏ «ايها الاحباء لا تصدقوا كل عبارة ملهمة بل امتحنوا العبارات الملهمة [تماما كما تفحصون نقاوة الماء] لتروا ما اذا كانت تنشأ من اللّٰه،‏ لأن انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏١‏،‏ ع‌ج‏؛‏ انظروا ايضا ١ تسالونيكي ٥:‏٢١‏.‏)‏ وكيف تعرفون ما اذا كان التقليد مؤذيا؟‏ تحتاجون الى مرجع،‏ مقياس للنقاوة،‏ لتمتحنوا ما تؤمنون به.‏

      ان الكتاب المقدس هو هذا المرجع.‏ ذكر يسوع المسيح:‏ «قدِّسهم في حقك.‏ كلامك هو حق.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٧‏)‏ وقال ايضا:‏ «تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق.‏» (‏يوحنا ٤:‏٢٣‏)‏ وباستعمال كلمة اللّٰه الموحى بها،‏ تحصلون على مياه الحق النقية بدلا من المياه الملوَّثة للفلسفة البشرية والابليسية.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      وتذكَّروا انه حتى الكميات الضئيلة من الملوِّثات يمكن ان تكون لها نتائج رهيبة.‏ وأحيانا تلزم سنوات قبل ان تظهر التأثيرات.‏ ان «الماء الوسخ،‏» كما يقول شريداث رامفال،‏ الرئيس السابق للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها،‏ «يصير اخطر قاتل في العالم.‏ فخمسة وعشرون الف شخص على الاقل يموتون كل يوم بسبب استعمالهم الماء الوسخ.‏» والتقاليد الملوَّثة روحيا هي اكثر خطورة ايضا.‏

      فهل لديكم الشجاعة للتخلُّص من المعتقدات التقليدية التي ربما اتَّبعتموها لسنوات اذا تبيَّن انها تتعارض مع الحق؟‏ اصغوا الى التحذيرات.‏ واحموا نفسكم وعائلتكم بالتأكُّد ان تقاليدكم تنسجم مع كلمة حق اللّٰه النقية.‏ —‏ مزمور ١٩:‏٨-‏١١؛‏ امثال ١٤:‏١٥؛‏ اعمال ١٧:‏١١‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا المباحثة من الاسفار المقدسة من اجل البرهان على ان تعاليم كهذه لا اساس لها في الكتاب المقدس.‏ وهذا الكتاب هو اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      كلمة حق اللّٰه هي كنهر من الماء النقي والنظيف

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة