-
النظار الجائلون — عطايا في رجالبرج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
النظار الجائلون — عطايا في رجال
«عندما صعد الى العلاء سبى سبيا، اعطى عطايا في رجال.» — افسس ٤:٨، عج.
١ ايّ عمل جديد اعلنته هذه المجلة سنة ١٨٩٤؟
منذ اكثر من قرن اعلنت برج المراقبة شيئا جديدا. وقد وُصف بأنه «حقل آخر من العمل.» فماذا كان هذا النشاط الجديد؟ كان افتتاح عمل النظار الجائلين العصري. وقد اوضح عدد ١ ايلول ١٨٩٤ من هذه المجلة انه من ذلك الحين فصاعدا سيزور اخوة اكفاء فرق تلاميذ الكتاب المقدس ‹بغية بنائهم في الحق.›
٢ ما هي مهمات نظار الدوائر والكور؟
٢ في القرن الاول بعد الميلاد كان النظار مثل بولس وبرنابا يزورون الجماعات المسيحية. وكان هدف اولئك الرجال الامناء ‹بنيان› الجماعات. (٢ كورنثوس ١٠:٨) واليوم نُبارَك بآلاف الرجال الذين يفعلون ذلك بانتظام. فقد عيَّنتهم الهيئة الحاكمة لشهود يهوه كنظار دوائر وكور. ويخدم ناظر الدائرة نحو ٢٠ جماعة، وكلّ منها لمدة اسبوع مرتين في السنة تقريبا، متفحِّصا السجلات، ملقيا الخطابات، ومشتركا في خدمة الحقل مع ناشري الملكوت المحليين. وناظر الكورة هو عريف كل محفل من المحافل الدائرية السنوية لعدد من الدوائر، وهو يشترك في خدمة الحقل مع الجماعات المضيفة، ويزوِّد التشجيع من خلال الخطابات المؤسسة على الكتاب المقدس.
اعرابهم عن روح التضحية بالذات
٣ لماذا يلزم ان يتحلى النظار الجائلون بروح التضحية بالذات؟
٣ ينتقل النظار الجائلون باستمرار. وهذا الامر بحد ذاته يتطلب روح التضحية بالذات. فالانتقال من جماعة الى اخرى قد يكون صعبا في كثير من الاحيان، لكنَّ هؤلاء الرجال وزوجاتهم يسرُّهم ان يفعلوا ذلك. قال احد نظار الدوائر: «زوجتي داعمة جدا ولا تتذمر . . . انها تستحق تقديرا كبيرا من اجل اعرابها عن روح التضحية بالذات.» وينتقل بعض نظار الدوائر اكثر من ٠٠٠,١ كيلومتر (٦٠٠ ميل) بين الجماعات. كثيرون يقودون سيارات، لكنَّ آخرين يذهبون من مكان الى آخر بوسائل النقل العامة، بالدراجات، على صهوة جواد، او سيرا على الاقدام. حتى ان احد نظار الدوائر الافريقيين اضطر الى خوض نهر حاملا زوجته على كتفيه للوصول الى احدى الجماعات. وقد اضطر الرسول بولس ان يعاني في رحلاته الارسالية الحرّ والبرد، الجوع والعطش، الاسهار، الاخطار المتنوعة، والاضطهاد العنيف. وكان عليه ايضا «الاهتمام بجميع الكنائس [«الجماعات،» عج]» — وهذا هو شأن النظار الجائلين اليوم. — ٢ كورنثوس ١١:٢٣-٢٩.
٤ ايّ تأثير قد يكون للمشاكل الصحية في حياة النظار الجائلين وزوجاتهم؟
٤ كتيموثاوس رفيق بولس، يعاني النظار الجائلون وزوجاتهم احيانا مشاكل صحية. (١ تيموثاوس ٥:٢٣) وهذا يشكّل ضغطا اضافيا عليهم. توضح زوجة احد نظار الدوائر: «عندما اكون متوعكة، يجهدني ان اكون دائما مع الاخوة. ومع بداية سن اليأس، وجدت ذلك صعبا خصوصا. فمجرد حزم جميع امتعتنا كل اسبوع والانتقال الى مكان آخر هو تحدٍّ حقيقي. وكثيرا ما اضطر الى التوقف والصلاة الى يهوه ليمنحني القوة على الاستمرار.»
٥ رغم المحن المتنوعة، اية روح يظهرها النظار الجائلون وزوجاتهم؟
٥ رغم المشاكل الصحية والمحن الاخرى، يجد النظار الجائلون وزوجاتهم الفرح في خدمتهم ويعربون عن محبة التضحية بالذات. فالبعض جازفوا بحياتهم لتقديم المساعدة الروحية في اوقات الاضطهاد او الحرب. وعند زيارة الجماعات، اظهروا الروح نفسها التي تحلّى بها بولس الذي قال للمسيحيين التسالونيكيين: «كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة اولادها هكذا اذ كنا حانِّين اليكم كنا نرضى ان نعطيكم لا انجيل اللّٰه فقط بل انفسنا ايضا لأنكم صرتم محبوبين الينا.» — ١ تسالونيكي ٢:٧، ٨.
٦، ٧ ايّ تأثير ايجابي يمكن ان يتركه النظار الجائلون الذين يعملون بكد؟
٦ ان النظار الجائلين «يتعبون في الكلمة والتعليم» مثل الشيوخ الآخرين في الجماعة المسيحية. وهؤلاء الشيوخ جميعا ينبغي ان «يُحسَبوا اهلا لكرامة مضاعفة.» (١ تيموثاوس ٥:١٧) ويمكن ان يكون مثالهم نافعا ان كنّا بعد ‹ان ننظر الى نهاية سيرتهم نتمثل بإيمانهم.› — عبرانيين ١٣:٧.
٧ وما هو التأثير الذي يتركه بعض الشيوخ الجائلين في الآخرين؟ كتب شاهد ليهوه: «ما اروع التأثير الذي تركه الاخ پـ —— في حياتي!» وتابع: «لقد كان ناظرا جائلا في المكسيك منذ سنة ١٩٦٠. وكنت انتظر زياراته بتوقع وفرح في صغري. وعندما كنت في العاشرة من العمر قال لي، ‹ستصير انت ايضا ناظر دائرة.› وخلال سنوات المراهقة الصعبة، كنت اذهب اليه تكرارا لأنه كان دائما ينطق بكلمات الحكمة. لقد عاش ليرعى الرعية! والآن، اذ صرت ناظر دائرة، احاول دائما ان اخصِّص الوقت للاحداث وأن اشجعهم على وضع الاهداف الثيوقراطية، تماما كما شجَّعني هو. فحتى في السنوات الاخيرة من حياته، ورغم مشاكل قصور القلب، كان الاخ پـ —— يسعى دائما الى التفوّه بكلمات التشجيع. وقبل موته بيوم واحد فقط في شباط ١٩٩٥، رافقني الى يوم محفل خصوصي وشجّع اخا يعمل كمهندس معماري على وضع اهداف ذات قيمة. فقدَّم الاخ على الفور طلبا للخدمة في البتل.»
انهم موضع تقدير
٨ مَن هم ‹العطايا في رجال› الموصوفون في افسس الاصحاح ٤، وكيف يفيدون الجماعة؟
٨ ان النظار الجائلين والشيوخ الآخرين، الذين مُنحوا تعيينات الخدمة بلطف اللّٰه غير المستحق، يُدعون بحسب ترجمة العالم الجديد «عطايا في رجال.» فقد هيَّأ يسوع كممثِّل يهوه ورأس الجماعة هؤلاء الرجال الروحيين لنُبنى افراديا ونصل الى النضج. (افسس ٤:٨-١٥) ان اية عطية تستحق تعبيرا عن التقدير. ويصح ذلك خصوصا في العطية التي تقوِّينا على الاستمرار في خدمة يهوه. فكيف يمكننا ان نعرب عن تقديرنا لعمل النظار الجائلين؟ وبأية طرائق يمكننا ان نظهر ان ‹مثل هؤلاء مكرمون عندنا›؟ — فيلبي ٢:٢٩.
٩ بأية طرائق يمكننا ان نظهر التقدير للنظار الجائلين؟
٩ عندما يُعلَن عن زيارة ناظر الدائرة، يمكننا ان نبدأ بالتخطيط للاشتراك كاملا في نشاطات الجماعة لذلك الاسبوع. فربما يمكننا ان نخصِّص وقتا اضافيا لدعم ترتيبات خدمة الحقل خلال الزيارة. وقد نتمكَّن من الخدمة كفاتحين اضافيين خلال ذلك الشهر. وسنرغب بالتأكيد في تطبيق اقتراحات ناظر الدائرة لتحسين خدمتنا. وروح الاذعان هذه ستفيدنا وتؤكد له ان زيارته نافعة. نعم، يزور النظار الجائلون الجماعة لبنياننا، ولكنهم هم ايضا يحتاجون الى ان يُبنَوا روحيا. فقد كان بولس احيانا بحاجة الى التشجيع، وكثيرا ما طلب من الرفقاء المسيحيين ان يصلُّوا لأجله. (اعمال ٢٨:١٥؛ رومية ١٥:٣٠-٣٢؛ ٢ كورنثوس ١:١١؛ كولوسي ٤:٢، ٣؛ ١ تسالونيكي ٥:٢٥) والنظار الجائلون الحاليون يحتاجون بشكل مماثل الى صلواتنا وتشجيعنا.
١٠ كيف يمكننا ان نساهم في جعل عمل الناظر الجائل مفرحا؟
١٠ هل نخبر ناظر الدائرة وزوجته كم نقدِّر زياراتهما؟ هل نشكره على المشورة المساعدة التي يقدِّمها لنا؟ وعندما تزيد اقتراحاته لخدمة الحقل فرحنا في الخدمة، هل نعلمه بذلك؟ فإذا فعلنا ذلك، نساهم في جعل عمله مفرحا. (عبرانيين ١٣:١٧) علَّق احد نظار الدوائر في اسپانيا بشكل خاص على مدى تقديره هو وزوجته لبطاقات الشكر التي كانا يتلقيانها بعد زيارة الجماعات. يقول: «نحتفظ بهذه البطاقات ونقرأها عندما نشعر بالتثبط.» ثم يضيف: «انها مصدر تشجيع حقيقي.»
١١ لماذا ينبغي ان نخبر زوجات نظار الدوائر والكور انهن موضع محبتنا وتقديرنا؟
١١ تستفيد زوجة الناظر الجائل بالتأكيد من كلمات المدح. فهي ايضا تقوم بتضحيات كبيرة لمساعدة زوجها في هذا الحقل من الخدمة. وهؤلاء الاخوات الامينات يضحين بالرغبة الطبيعية في حيازة بيوتهن الخاصة، وفي حالات كثيرة، في انجاب الاولاد ايضا. وابنة يفتاح كانت خادمة ليهوه تخلَّت طوعا عن فرصتها في ان يكون لها زوج وعائلة بسبب نذر والدها. (قضاة ١١:٣٠-٣٩) فكيف نُظر الى تضحيتها؟ تذكر القضاة ١١:٤٠: «ان بنات اسرائيل يذهبن من سنة الى سنة لينحن على [«ليمدحن،» عج] بنت يفتاح الجلعادي اربعة ايام في السنة.» فما اروع ان نسعى الى اخبار زوجات نظار الدوائر والكور انهن موضع محبتنا وتقديرنا!
‹لا تنسوا الضيافة›
١٢، ١٣ (أ) ما هو الاساس من الاسفار المقدسة لإضافة النظار الجائلين وزوجاتهم؟ (ب) أوضحوا كيف يمكن ان يكون لضيافة كهذه نفع متبادل.
١٢ ان اظهار الضيافة هو طريقة اخرى لنعرب عن المحبة والتقدير للذين في العمل الجائل المسيحي. (عبرانيين ١٣:٢) مدح الرسول يوحنا غايوس على اضافة الذين يزورون الجماعة كمرسلين جائلين. كتب يوحنا: «ايها الحبيب انت تفعل بالأمانة كل ما تصنعه الى الاخوة والى الغرباء الذين شهدوا بمحبتك امام الكنيسة. الذين تفعل حسنا اذا شيَّعتهم كما يحق للّٰه لأنهم من اجل اسمه خرجوا وهم لا يأخذون شيئا من الامم. فنحن ينبغي لنا ان نقبل امثال هؤلاء [«بضيافة،» عج] لكي نكون عاملين معهم بالحق.» (٣ يوحنا ٥-٨) واليوم، يمكننا ان نؤيِّد نشاط الكرازة بالملكوت بتقديم ضيافة مماثلة للنظار الجائلين وزوجاتهم. طبعا، ينبغي ان يتأكد الشيوخ المحليون من ان ترتيبات الاقامة تفي بالحاجة، لكنَّ احد نظار الكور قال: «ان معاشرتنا الاخوة ليست مبنية على مَن بإمكانه ان يفعل اكثر لنا. حتى اننا لا نريد ان نعطي هذا الانطباع. فيجب ان نكون مستعدين لقبول ضيافة ايٍّ من اخوتنا، سواء كان غنيا او فقيرا.»
١٣ يمكن ان يكون للضيافة نفع متبادل. «في عائلتي، نحن معتادون دعوة النظار الجائلين للاقامة عندنا،» يتذكر جورجي، ناظر دائرة سابق يخدم الآن في البتل. «اشعر بأن هذه الزيارات ساعدتني اكثر مما كنت ادرك آنذاك. فخلال مراهقتي، كانت لدي مشاكل روحية. وكانت امي قلقة بشأن ذلك لكنها لم تكن تعرف كيف تساعدني فطلبت من ناظر الدائرة ان يتكلم معي. في البداية تجنبته، لأنني خفت من ان أُنقَد. لكنَّ اسلوبه الودي استمالني اخيرا. فقد دعاني الى تناول وجبة معه احد ايام الاثنين، وفتحت قلبي لأنني تأكدت انه سيفهمني. فأصغى بانتباه. واقتراحاته العملية نجحت حقا، وابتدأت اتقدم روحيا.»
١٤ لماذا ينبغي ان نقدِّر الشيوخ الجائلين بدلا من ان ننقدهم؟
١٤ يحاول الناظر الجائل ان يقدِّم المساعدة الروحية للاحداث والاكبر سنا على السواء. لذلك ينبغي حتما ان نظهر تقديرنا لجهوده. ولكن، ماذا اذا كنا ننقده بسبب مواطن ضعفه او نقارنه بشكل سلبي بآخرين زاروا الجماعة؟ سيكون ذلك على الارجح مثبطا جدا. فلم يكن مشجعا ان يسمع بولس انتقادا لعمله. فمن الواضح ان بعض المسيحيين الكورنثيين كانوا يسخرون من مظهره ومقدرته الكلامية. وقد اقتبس هو نفسه قول بعض النقاد: «الرسائل ثقيلة وقوية وأما حضور الجسد فضعيف والكلام حقير.» (٢ كورنثوس ١٠:١٠) لكن من المفرح ان النظار الجائلين يسمعون عادة كلمات تقدير حبي.
١٥، ١٦ كيف يتأثر النظار الجائلون وزوجاتهم بالمحبة والغيرة اللتين يظهرهما رفقاؤهم المؤمنون؟
١٥ في اميركا اللاتينية يسير ناظر دائرة وقد اثقله التعب يوما كاملا في دروب وَحِلة ليزور اخوته وأخواته الروحيين في منطقة تسيطر عليها العصابات. «من المؤثر ان ارى كيف يُظهر الاخوة تقديرهم للزيارة،» يكتب. «مع انه يجب عليَّ ان ابذل جهدا كبيرا للوصول الى هناك، مواجها اخطارا ومشقات عديدة، فكل ذلك يُكافأ بالمحبة والغيرة اللتين يظهرهما الاخوة.»
١٦ ويكتب ناظر دائرة في افريقيا: «بسبب المحبة التي اظهرها لنا الاخوة، احببنا مقاطعة تنزانيا كثيرا جدا! كان الاخوة مستعدين للتعلم منا، وكانوا سعداء بأن يضيفونا في بيوتهم.» كانت هنالك علاقة حبية وسعيدة بين الرسول بولس والزوجين المسيحيين في القرن الاول، اكيلا وبريسكلا. وقد قال بولس عنهما: «سلِّموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع. اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي اللذين لست انا وحدي اشكرهما بل ايضا جميع كنائس الامم.» (رومية ١٦:٣، ٤) والنظار الجائلون وزوجاتهم شاكرون على حيازة اكيلا وبريسكلا عصريين كأصدقاء لهم يبذلون جهدا خصوصيا لإظهار الضيافة وتزويد الرفقة.
تقوية الجماعات
١٧ لماذا يمكن القول ان هنالك حكمة وراء ترتيب النظار الجائلين، ومن اين يحصلون على إرشادهم؟
١٧ قال يسوع: «الحكمة تتبرَّر بأعمالها.» (متى ١١:١٩، عج) والحكمة وراء ترتيب النظار الجائلين تَظهر في انه يساعد على تقوية جماعات شعب اللّٰه. وخلال رحلة بولس الارسالية الثانية، مضى هو وسيلا بنجاح ‹مجتازين في سورية وكيليكية يشدِّدان الكنائس.› يخبرنا سفر الاعمال: «اذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلِّمونهم القضايا التي حكم بها الرسل والمشايخ الذين في اورشليم ليحفظوها. فكانت الكنائس تتشدَّد في الايمان وتزداد في العدد كل يوم.» (اعمال ١٥:٤٠، ٤١؛ ١٦:٤، ٥) والنظار الجائلون الحاليون ينالون الارشاد الروحي من خلال الاسفار المقدسة ومطبوعات «العبد الامين الحكيم،» تماما كالمسيحيين الآخرين جميعا. — متى ٢٤:٤٥.
١٨ كيف يقوِّي النظار الجائلون الجماعات؟
١٨ نعم، يجب ان يستمر الشيوخ الجائلون في الاكل على مائدة يهوه الروحية. ويجب ان يكونوا مطّلعين جيدا على الأساليب والخطوط الارشادية التي تتبعها هيئة اللّٰه. عندئذ يمكن ان يكون هؤلاء الرجال بركة حقيقية للآخرين. وبواسطة مثالهم الحسن للغيرة في خدمة الحقل، يمكنهم ان يساعدوا الرفقاء المؤمنين على التحسن في الخدمة المسيحية. والخطابات المؤسسة على الكتاب المقدس التي يلقيها هؤلاء الشيوخ الزائرون تبني السامعين روحيا. وبمساعدة الآخرين على تطبيق مشورة كلمة اللّٰه، الخدمة بانسجام مع شعب يهوه حول الارض، واستخدام التدابير الروحية التي يزوِّدها اللّٰه بواسطة «العبد الامين،» يقوِّي النظار الجائلون الجماعات التي لديهم امتياز زيارتها.
١٩ اية اسئلة تبقى للتأمل فيها؟
١٩ عندما اسست هيئة يهوه منذ نحو مئة سنة عمل الشيوخ الجائلين بين تلاميذ الكتاب المقدس، ذكرت هذه المجلة: «سنترقب النتائج والمزيد من ارشاد الرب.» وإرشاد يهوه كان ظاهرا بوضوح. فبفضل بركته وتحت اشراف الهيئة الحاكمة، توسَّع هذا العمل وتنقَّى على مرّ السنين. ونتيجة لذلك، تتشدَّد جماعات شهود يهوه حول الارض في الايمان وتزداد في العدد من يوم الى يوم. ومن الواضح ان يهوه يبارك روح التضحية بالذات التي يظهرها هؤلاء العطايا في رجال. ولكن كيف يمكن ان ينجز النظار الجائلون عملهم بنجاح؟ ما هي اهدافهم؟ كيف يمكنهم ان ينجزوا اعظم خير؟
-
-
كيف يخدم النظار الجائلون كوكلاء امناءبرج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
كيف يخدم النظار الجائلون كوكلاء امناء
«ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة اللّٰه المتنوعة.» — ١ بطرس ٤:١٠.
١، ٢ (أ) كيف تعرِّفون كلمة «وكيل»؟ (ب) مَن هم مشمولون بين الوكلاء الذين يستخدمهم اللّٰه؟
يستخدم يهوه جميع المسيحيين الامناء كوكلاء. وغالبا ما يكون الوكيل خادما مسؤولا عن البيت. وقد يدير ايضا شؤون سيده التجارية. (لوقا ١٦:١-٣؛ غلاطية ٤:١، ٢) دعا يسوع هيئة خدامه الممسوحين الاولياء على الارض «الوكيل الامين.» وهذا الوكيل هو مَن ائتمنه على «جميع امواله،» بما فيها نشاطات الكرازة بالملكوت. — لوقا ١٢:٤٢-٤٤؛ متى ٢٤:١٤، ٤٥.
٢ وقال الرسول بطرس ان جميع المسيحيين هم وكلاء لطف اللّٰه غير المستحق المعبَّر عنه بطرائق متنوعة. وكل مسيحي له مكان يمكنه فيه ان يتمِّم وكالة امينة. (١ بطرس ٤:١٠) والشيوخ المسيحيون المعيَّنون بمن فيهم النظار الجائلون، هم وكلاء. (تيطس ١:٧، عج) فكيف يجب النظر الى هؤلاء الشيوخ الجائلين؟ اية صفات وأهداف ينبغي ان يملكوها؟ وكيف يمكنهم ان ينجزوا اعظم خير؟
شاكرون على خدمتهم
٣ لماذا يمكن ان يُدعى النظار الجائلون «وكلاء صالحين»؟
٣ كتب زوجان مسيحيان الى ناظر جائل وزوجته قائلَين: «نريد ان نعبِّر عن شكرنا على كل ما منحتمانا اياه من وقت ومحبة. فكعائلة، استفدنا كثيرا من كل التشجيع والنصح اللذين قدَّمتماهما. نعرف انه يجب علينا ان نستمر في النمو روحيا، لكن بمساعدة يهوه وبوجود اخوة وأخوات مثلكما، تصير المشاكل المرافقة لهذا النمو اسهل.» تتكرَّر تعابير كهذه لأن النظار الجائلين يهتمون اهتماما شخصيا بالرفقاء المؤمنين، تماما كما يعتني الوكيل الصالح جيدا بحاجات صاحب البيت. والبعض هم خطباء بارزون. ويتفوق كثيرون في عمل الكرازة، في حين ان آخرين معروفون بحماستهم ورأفتهم. وإذ ينمِّي النظار الجائلون مواهب كهذه ويستخدمونها في خدمة الآخرين، يمكن ان يُدعوا بحق «وكلاء صالحين.»
٤ في ايّ سؤال سنتأمل الآن؟
٤ كتب الرسول بولس: «والمطلوب من الوكلاء، قبل كل شيء، ان يوجد كلٌّ منهم امينا.» (١ كورنثوس ٤:٢، ترجمة تفسيرية) ان خدمة الرفقاء المسيحيين في جماعة مختلفة اسبوعا بعد آخر هي امتياز فريد ومفرح. لكنها ايضا مسؤولية ثقيلة. فكيف يمكن ان ينجز النظار الجائلون مهمتهم كوكلاء بأمانة ونجاح؟
انجاز مهمتهم كوكلاء بنجاح
٥، ٦ لماذا الاتكال على يهوه المقترن بالصلاة مهم جدا في حياة الناظر الجائل؟
٥ الاتكال على يهوه المقترن بالصلاة ضروري اذا كان النظار الجائلون سيصيرون وكلاء ناجحين. بسبب برنامجهم ومسؤولياتهم الكثيرة، يمكن ان يشعروا احيانا بأنهم مثقلون. (قارنوا ٢ كورنثوس ٥:٤.) لذلك يحتاجون الى العمل بانسجام مع ترنيمة المرنم الملهم داود: «ألقِ على الرب همك فهو يعولك. لا يدع الصدّيق يتزعزع الى الابد.» (مزمور ٥٥:٢٢) ومعزية ايضا هي كلمات داود: «تبارك الرب الذي يحمل اثقالنا يوما فيوما.» — مزمور ٦٨:١٩، تف.
٦ ومن اين نال بولس القوة على الاعتناء بمسؤولياته الروحية؟ كتب: «انا قادر على تحمُّل كل شيء بالذي يقوِّيني.» (فيلبي ٤:١٣، الترجمة العربية الجديدة) نعم، كان يهوه اللّٰه مصدر قوة بولس. وبشكل مماثل، نصح بطرس: «مَن يخدم، عليه ان يخدم بموجب القوة التي يمنحها اللّٰه. وذلك لكي يتمجَّد اللّٰه في كل شيء، بيسوع المسيح.» (١ بطرس ٤:١١، تف) وقد شدَّد اخ كان ناظرا جائلا لسنوات عديدة على الحاجة الى الاتكال على اللّٰه قائلا: «تطلعوا دائما الى يهوه من اجل معالجة المشاكل، واطلبوا مساعدة هيئته.»
٧ كيف يلعب الاتزان دورا في عمل الناظر الجائل؟
٧ الاتزان مطلوب من الناظر الجائل الناجح. كالمسيحيين الآخرين، يجاهد ‹لتيقّن الامور الاكثر اهمية.› (فيلبي ١:١٠)a فعندما تكون لدى الشيوخ المحليين اسئلة عن مسألة ما، من الحكمة ان يستشيروا ناظر الدائرة الزائر. (امثال ١١:١٤؛ ١٥:٢٢) وعلى الارجح ستكون ملاحظاته المتزنة ومشورته المؤسسة على الاسفار المقدسة مساعدة جدا اذ يتابع الشيوخ معالجة المسألة بعد مغادرته الجماعة. واذ كان بولس يفكر تفكيرا مماثلا الى حد ما قال لتيموثاوس: «ما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلِّموا آخرين ايضا.» — ٢ تيموثاوس ٢:٢.
٨ لماذا من الضروري درس الكتاب المقدس، البحث، والتأمل؟
٨ درس الاسفار المقدسة، البحث، والتأمل هي متطلبات لتقديم مشورة سليمة. (امثال ١٥:٢٨، عج) قال احد نظار الكور: «عند الاجتماع بالشيوخ، ينبغي الا نخاف من الاعتراف بأننا لا نعرف الجواب عن سؤال معيَّن.» وبذْل الجهد لامتلاك «فكر المسيح» في مسألة ما يمكِّننا من تقديم مشورة مؤسسة على الكتاب المقدس تساعد الآخرين على الاذعان لمشيئة اللّٰه. (١ كورنثوس ٢:١٦) ويحتاج الناظر الجائل احيانا ان يكتب الى جمعية برج المراقبة من اجل التوجيه. وعلى اية حال، فإن الايمان بيهوه ومحبة الحق هما اهم من الانطباع الذي نتركه او الفصاحة. فبدلا من ان يأتي بولس «بسمو الكلام او الحكمة،» ابتدأ خدمته في كورنثوس «في ضعف وخوف ورعدة كثيرة.» فهل جعله ذلك غير فعَّال؟ على العكس، فهذا ما ساعد الكورنثيين على امتلاك ايمان لا «بحكمة الناس بل بقوة اللّٰه.» — ١ كورنثوس ٢:١-٥.
صفات حيوية اخرى
٩ لماذا التقمص العاطفي ضروري من قِبَل الشيوخ الجائلين؟
٩ التقمص العاطفي يساعد النظار الجائلين على تحقيق نتائج جيدة. حث بطرس جميع المسيحيين ان يكونوا ‹متعاطفين بعضهم مع بعض.› (١ بطرس ٣:٨، ترجمة تفسيرية؛ حاشية عج) يشعر احد نظار الدوائر بالحاجة الى ان ‹يهتم بكل شخص في الجماعة ويكون يقظا باخلاص.› وإذ كانت لبولس هذه الروح نفسها، كتب: «فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين.» (رومية ١٢:١٥) وموقف كهذا يدفع النظار الجائلين الى بذل جهود مخلصة لفهم مشاكل وظروف الرفقاء المؤمنين. وعندئذ يمكنهم ان يقدِّموا مشورة بناءة مؤسسة على الاسفار المقدسة يمكن ان تنتج فائدة عظمى اذا طُبِّقت. تسلَّم ناظر دائرة يتميَّز بإظهار التقمص العاطفي هذه الرسالة من جماعة قرب تورينو، ايطاليا: «اذا اردت ان تحظى بالاهتمام، فكن مهتما؛ اذا اردت ان تكون مسرورا، فكن سارًّا؛ اذا اردت ان تكون محبوبا، فكن محبا؛ اذا اردت ان تساعَد، فكن مستعدا للمساعدة. هذا ما تعلَّمناه منك!»
١٠ ماذا قال ناظر دائرة وناظر كورة عن التواضع، وأيّ مثال رسمه يسوع من هذا القبيل؟
١٠ تواضع النظار الجائلين وسهولة الاقتراب اليهم يساعدانهم على الافادة كثيرا. قال احد نظار الدوائر: «اهم شيء هو المحافظة على موقف متواضع.» وكان يحذِّر النظار الجائلين الجدد: «لا تتأثروا بشكل غير ملائم بالاخوة الاغنى بسبب ما قد يفعلونه لكم، ولا تجعلوا صداقتكم تقتصر على مثل هؤلاء، ولكن جاهدوا دائما للتعامل مع الآخرين دون تحيّز.» (٢ أخبار الايام ١٩:٦، ٧) والناظر الجائل المتواضع حقا لن يملك نظرة مبالَغا فيها الى اهميته الخاصة كممثل للجمعية. علَّق ناظر كورة بالصواب: «كونوا متواضعين ومستعدين للاصغاء الى الاخوة. اجعلوا الاقتراب اليكم سهلا دائما.» ويسوع المسيح، بصفته اعظم انسان عاش على الاطلاق، كان يمكن ان يجعل الناس يشعرون بعدم الارتياح، لكنه كان متواضعا جدا ومن السهل الاقتراب اليه حتى ان الاولاد شعروا بالراحة في حضوره. (متى ١٨:٥؛ مرقس ١٠:١٣-١٦) ويريد النظار الجائلون ان يشعر الاولاد، المراهقون، المسنون — وفي الواقع كل مَن في الجماعة — بحرية الاقتراب اليهم.
١١ عندما يكون الاعتذار لازما، ايّ اثر يمكن ان يكون له؟
١١ طبعا، «في اشياء كثيرة نعثر جميعنا،» وما من ناظر جائل مستثنى من ارتكاب الاخطاء. (يعقوب ٣:٢) وعندما يخطئون، يعطي اعتذار مخلص الشيوخ الآخرين مثالا في التواضع. وبحسب الامثال ٢٢:٤، «ثواب التواضع ومخافة الرب [التوقيرية] هو غنى وكرامة وحياة.» أفلا يلزم ان يكون جميع خدام اللّٰه ‹سالكين بتواضع مع الههم›؟ (ميخا ٦:٨) عندما سئل احد نظار الدوائر اية نصيحة يقدِّمها لشيخ جائل جديد، علَّق: «امتلِك احتراما واعتبارا ساميَين لجميع الاخوة واعتبرهم افضل منك. ستتعلَّم الكثير من الاخوة. ابقَ متواضعا. كن طبيعيا. لا تتعالَ.» — فيلبي ٢:٣.
١٢ لماذا الغيرة في الخدمة المسيحية مهمة جدا؟
١٢ الغيرة للخدمة المسيحية تعطي اهمية لكلمات الناظر الجائل. عندما يرسم هو وزوجته مثالا غيورا في عمل التبشير، يتشجع الشيوخ وزوجاتهم وباقي الجماعة على اظهار الغيرة في خدمتهم. حثّ ناظر دائرة: «كونوا غيورين للخدمة.» وأضاف: «عموما، وجدت انه كلما كانت الجماعة غيورة في الخدمة، واجهت مشاكل اقل.» ولاحظ ناظر دائرة آخر: «اعتقد انه اذا عمل الشيوخ في الحقل مع الاخوة والاخوات وساعدوهم على التمتع بالخدمة، فسيؤدي ذلك الى سلام العقل واكتفاء اعظم في خدمة يهوه.» والرسول بولس ‹جاهر ان يكلِّم اهل تسالونيكي بإنجيل اللّٰه في جهاد كثير.› ولا عجب انه كانت لديهم ذكريات عزيزة لزيارته ونشاط كرازته وأنهم اشتاقوا الى رؤيته ثانية! — ١ تسالونيكي ٢:١، ٢؛ ٣:٦.
١٣ ايّ امر يأخذه الناظر الجائل بعين الاعتبار عند العمل مع الرفقاء المسيحيين في خدمة الحقل؟
١٣ عندما يعمل الناظر الجائل مع الرفقاء المسيحيين في خدمة الحقل، يأخذ بعين الاعتبار ظروفهم وحدود امكانياتهم. ومع ان اقتراحاته يمكن ان تكون مساعدة، يعرف ان البعض قد يكونون متوترين عندما يكرزون مع شيخ ذي خبرة. لذلك قد يكون التشجيع احيانا نافعا اكثر من المشورة. وعندما يرافق ناشرين او فاتحين في احد دروس الكتاب المقدس، قد يفضِّلون ان يديره هو. ويكون ذلك على الارجح ليتعرفوا ببعض الطرائق لتحسين اساليبهم التعليمية.
١٤ لماذا يمكن القول ان النظار الجائلين الغيورين يضرمون الغيرة في الآخرين؟
١٤ ان النظار الجائلين الغيورين يضرمون الغيرة في الآخرين. فقد سار ناظر دائرة في أوغندا ساعة عبر الغابة مرافقا احد الاخوة الى درس في الكتاب المقدس كان يحرز تقدما بطيئا. وخلال سيرهما امطرت بغزارة حتى انهما وصلا مبتلَّين كاملا. وعندما علمت العائلة المؤلفة من ستة افراد ان زائرهم كان ناظرا جائلا تأثروا كثيرا. فقد عرفوا ان خدام كنيستهم لم يكونوا ليظهروا على الاطلاق اهتماما كهذا بالرعية. ويوم الاحد التالي حضروا اجتماعهم الاول وعبَّروا عن رغبة في الصيرورة شهودا ليهوه.
١٥ ايّ اختبار رائع تمتع به ناظر دائرة غيور في المكسيك؟
١٥ في ولاية واهاكا المكسيكية بذل احد نظار الدوائر جهدا لم يكن متوقَّعا منه في الحقيقة. فقد رتَّب ان ينام في زنزانة سجن اربع ليالٍ ليزور فريقا من سبعة سجناء كانوا قد صاروا ناشرين للملكوت. ولعدة ايام رافق هؤلاء السجناء وهم يشهدون من زنزانة الى زنزانة ويديرون دروسا في الكتاب المقدس. وبسبب الاهتمام الذي أُظهر، استمرت بعض هذه الدروس حتى وقت متأخر من الليل. يكتب ناظر الدائرة الغيور هذا: «عند نهاية الزيارة، شعرت والسجناء بفيض من الفرح نتيجة التشجيع المتبادل.»
١٦ لماذا من المفيد جدا ان يزوِّد النظار الجائلون وزوجاتهم التشجيع؟
١٦ يحاول النظار الجائلون ان يكونوا مشجعين. عندما زار بولس الجماعات في مكدونية، ‹شجعهم بكلام كثير.› (اعمال ٢٠:١، ٢، عج) ويمكن ان تكون كلمات التشجيع مساعدة جدا في توجيه الصغار والكبار على السواء الى الاهداف الروحية. ففي احد مكاتب فروع جمعية برج المراقبة الكبيرة كشف استطلاع غير رسمي ان نظار الدوائر شجعوا نحو ٢٠ في المئة من المتطوعين على الانخراط في الخدمة كامل الوقت. وزوجة الناظر الجائل، بمثالها الحسن كمنادية بالملكوت كامل الوقت، تكون هي ايضا مصدر تشجيع كبير.
١٧ كيف يشعر ناظر دائرة مسنّ بشأن امتيازه ان يقدِّم المساعدة للآخرين؟
١٧ والمسنون والنفوس الكئيبة هم خصوصا بحاجة الى التشجيع. يكتب ناظر دائرة مسنّ: «ان احد اوجه عملي الذي يولِّد فرحا داخليا لا يوصف هو امتياز تقديم المساعدة للخاملين والعجزة بين رعية اللّٰه. وكلمات رومية ١:١١، ١٢ تحمل معنى خصوصيا لي، لأنني استمدّ الكثير من التشجيع والقوة وأنا ‹امنح هؤلاء هبة روحية لثباتهم.›»
مكافآت عملهم المفرح
١٨ اية اهداف مؤسسة على الاسفار المقدسة يملكها النظار الجائلون؟
١٨ يهتم النظار الجائلون اهتماما مخلصا بالرفقاء المؤمنين. فهم يريدون تقوية الجماعات وبناءها روحيا. (اعمال ١٥:٤١) وهنالك ناظر جائل يعمل بكد «ليقدِّم التشجيع، يزوِّد الانتعاش، ويعزِّز الرغبة في اتمام الخدمة والاستمرار في العيش في الحق.» (٣ يوحنا ٣) وثمة آخر يسعى الى تثبيت الرفقاء المؤمنين في الايمان. (كولوسي ٢:٦، ٧) تذكَّروا ان الناظر الجائل هو ‹شريك مخلص،› لا سيد على ايمان الآخرين. (فيلبي ٤:٣؛ ٢ كورنثوس ١:٢٤) وزيارته هي مناسبة للتشجيع وللنشاط الاضافي، وكذلك فرصة لتراجع هيئة الشيوخ التقدم الذي أُحرز وتتأمل في الاهداف المستقبلية. ويمكن ان يتوقع الناشرون، الفاتحون، الخدام المساعدون، والشيوخ في الجماعة ان تبنيهم كلماته ومثاله وتحثهم على العمل الذي يكمن امامهم. (قارنوا ١ تسالونيكي ٥:١١.) فادعموا من كل القلب زيارات ناظر الدائرة، واستفيدوا كاملا من الخدمة التي يقدِّمها ناظر الكورة.
١٩، ٢٠ كيف يكافأ النظار الجائلون وزوجاتهم على خدمتهم الامينة؟
١٩ يُكافأ النظار الجائلون وزوجاتهم بسخاء على خدمتهم الامينة، ويمكنهم ان يثقوا بأن يهوه سيباركهم بسبب الخير الذي يفعلونه. (امثال ١٩:١٧؛ افسس ٦:٨) ڠيورڠ وماڠدالينا هما زوجان مسنان خدما في العمل الجائل سنوات عديدة. وفي محفل في لوكسمبورڠ، اقتربت من ماڠدالينا امرأة كانت قد شهدت لها قبل اكثر من ٢٠ سنة. فقد أُثير اهتمام هذه المرأة اليهودية بالحق بواسطة مطبوعات الكتاب المقدس التي كانت ماڠدالينا قد اعطتها اياها، واعتمدت بعد مدة. واقتربت من ڠيورڠ اخت بالروح تذكَّرت زيارته لبيتها قبل نحو ٤٠ سنة. فقد ادَّى عرضه الحماسي للبشارة اخيرا الى ان تقبل هي وزوجها الحق. ولا حاجة الى القول ان ڠيورڠ وماڠدالينا كليهما كانا فرحين.
٢٠ جلبت خدمة بولس المثمرة في افسس الفرح له وربما دفعته الى اقتباس كلمات يسوع: «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.» (اعمال ٢٠:٣٥) وبما ان العمل الجائل يشمل العطاء المستمر، يشعر المنهمكون فيه بالسعادة، وخصوصا عندما يعرفون النتائج الجيدة لجهدهم. وفي رسالة أُخبر ناظر دائرة ساعد شيخا متثبطا: «كنتَ ‹عونا مقويا› كبيرا في حياتي الروحية — اكثر مما تدرك. . . . لن تستطيع ابدا ان تعرف تماما كم كنتَ مساعدا لآساف عصري، ‹كادت تزل قدماه.›» — كولوسي ٤:١١، عج؛ مزمور ٧٣:٢.
٢١ لماذا تقولون ان ١ كورنثوس ١٥:٥٨ تنطبق على نشاطات النظار الجائلين؟
٢١ يحب مسيحي مسن خدم في العمل الدائري لسنوات ان يفكِّر في ١ كورنثوس ١٥:٥٨، حيث حثّ بولس: «كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب.» والنظار الجائلون لديهم بالتأكيد الكثير ليفعلوه في عمل الرب. فكم نحن شاكرون انهم يخدمون بفرح كوكلاء امناء للطف يهوه غير المستحق!
-