-
يهوه هو ‹المنقذ› في ازمنة الكتاب المقدسبرج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
يَهْوَه هُوَ ‹ٱلْمُنْقِذُ› فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
«اَللّٰهُمَّ، أَسْرِعْ إِلَيَّ. أَنْتَ مُعِينِي وَمُنْقِذِي». — مز ٧٠:٥.
١، ٢ (أ) مَتَى يَلْجَأُ عُبَّادُ ٱللّٰهِ إِلَيْهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالٍ قَدْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا، وَأَيْنَ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ؟
زَوْجَانِ يَقْضِيَانِ عُطْلَتَهُمَا فِي مَنْطِقَةٍ بَعِيدَةٍ يَعْلَمَانِ أَنَّ ٱبْنَتَهُمَا ٱلْمُتَزَوِّجَةَ ٱلْبَالِغَةَ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٢٣ سَنَةً ٱخْتَفَتْ فِي ظُرُوفٍ غَامِضَةٍ. وَسُرْعَانَ مَا يُرَاوِدُهُمَا ٱلشَّكُّ أَنَّهَا لَاقَتْ حَتْفَهَا فِي جَرِيمَةِ قَتْلٍ. فَيُبَادِرَانِ إِلَى حَزْمِ أَمْتِعَتِهِمَا وَٱلتَّوَجُّهِ إِلَى ٱلْبَيْتِ، مُتَوَسِّلَيْنِ بِحَرَارَةٍ إِلَى يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَهُمَا. شَاهِدٌ فِي ٱلْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ يُشَخَّصُ أَنَّهُ مُصَابٌ بِمَرَضٍ سَيَشُلُّهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ شَلَلًا تَامًّا. فَيَلْجَأُ فَوْرًا إِلَى يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ. أُمٌّ مُتَوَحِّدَةٌ عَاطِلَةٌ عَنِ ٱلْعَمَلِ لَا تَمْلِكُ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ لِشِرَاءِ ٱلطَّعَامِ لَهَا وَلِٱبْنَتِهَا ٱلَّتِي تَبْلُغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٢ سَنَةً. فَتَسْكُبُ قَلْبَهَا لِيَهْوَه طَالِبَةً ٱلْمُسَاعَدَةَ. تُظْهِرُ لَنَا هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ أَنَّ عُبَّادَ ٱللّٰهِ يَلْجَأُونَ إِلَيْهِ تِلْقَائِيًّا حِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمِحَنَ أَوِ ٱلشَّدَائِدَ. فَهَلْ مَرَرْتَ ذَاتَ مَرَّةٍ بِظَرْفٍ عَصِيبٍ وَٱلْتَمَسْتَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ يَهْوَه؟
٢ فِي ظِلِّ ظَرْفٍ كَهذَا، قَدْ يَخْطُرُ عَلَى ٱلْبَالِ سُؤَالٌ مُهِمٌّ: هَلْ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَه سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ؟ نَجِدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٧٠ جَوَابًا مُطَمْئِنًا. فَهذَا ٱلْمَزْمُورُ ٱلْمُؤَثِّرُ نَظَمَهُ دَاوُدُ، عَابِدٌ وَلِيٌّ لِيَهْوَه وَاجَهَ مِحَنًا وَصُعُوبَاتٍ عَدِيدَةً فِي حَيَاتِهِ. وَقَدِ ٱنْدَفَعَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ هذَا إِلَى مُخَاطَبَةِ يَهْوَه، قَائِلًا: «اَللّٰهُمَّ، . . . أَنْتَ مُعِينِي وَمُنْقِذِي». (مز ٧٠:٥) وَمُنَاقَشَةُ ٱلْمَزْمُورِ ٧٠ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَرَى لِمَاذَا يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَلْجَأَ إِلَى يَهْوَه فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ وَنَثِقَ ثِقَةً تَامَّةً أَنَّهُ سَيَكُونُ ‹مُنْقِذَنَا›.
‹أَنْتَ ٱلْمُنْقِذُ›
٣ (أ) أَيَّةُ صَرْخَةِ ٱسْتِغَاثَةٍ يَتَضَمَّنُهَا ٱلْمَزْمُورُ ٧٠؟ (ب) أَيَّةُ ثِقَةٍ يُعَبِّرُ عَنْهَا دَاوُدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٧٠؟
٣ يُسْتَهَلُّ ٱلْمَزْمُورُ ٧٠ وَيُخْتَتَمُ بِصَرْخَةِ ٱسْتِغَاثَةٍ إِلَى ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ مزمور ٧٠:١-٥.) فَدَاوُدُ يَتَوَسَّلُ إِلَى يَهْوَه أَنْ ‹يُسْرِعَ› إِلَى إِنْقَاذِهِ. وَفِي ٱلْأَعْدَادِ ٢ إِلَى ٤، يُقَدِّمُ خَمْسَةَ ٱلْتِمَاسَاتٍ يَبْدَأُ كُلٌّ مِنْهَا بِلَامِ ٱلطَّلَبِ. تَتَعَلَّقُ ٱلِٱلْتِمَاسَاتُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلْأُولَى بِٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ قَتْلَهُ. فَهُوَ يُنَاشِدُ يَهْوَه أَنْ يَهْزِمَ هؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءَ وَيَخْزِيَهُمْ بِسَبَبِ شَرِّهِمْ. أَمَّا ٱلِٱلْتِمَاسَانِ ٱلْوَارِدَانِ فِي ٱلْعَدَدِ ٤ فَيَتَعَلَّقَانِ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ. فَدَاوُدُ يُصَلِّي أَنْ يَفْرَحَ طَالِبُو يَهْوَه وَيُعَظِّمُوهُ. وَهُوَ يَخْتَتِمُ مَزْمُورَهُ بِٱلْقَوْلِ: «أَنْتَ مُعِينِي وَمُنْقِذِي». لَاحِظْ أَنَّ دَاوُدَ لَا يَقُولُ: «لِتَكُنْ مُعِينِي وَمُنْقِذِي» كَمَا لَوْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ ٱلْتِمَاسًا آخَرَ، بَلْ هُوَ يُعَبِّرُ عَنْ ثِقَتِهِ بِٱلْقَوْلِ: «أَنْتَ مُعِينِي وَمُنْقِذِي». فَهُوَ مُقْتَنِعٌ كُلَّ ٱلِٱقْتِنَاعِ أَنَّ يَهْوَه سَيُسَاعِدُهُ.
٤، ٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ دَاوُدَ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ٧٠، وَأَيَّةُ ثِقَةٍ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُهَا؟
٤ وَمَاذَا يَكْشِفُ ٱلْمَزْمُورُ ٧٠ عَنْ دَاوُدَ؟ عِنْدَمَا وَاجَهَ أَعْدَاءً عَاقِدِي ٱلْعَزْمِ عَلَى قَتْلِهِ، ٱخْتَارَ أَلَّا يَأْخُذَ ٱلْأَمْرَ عَلَى عَاتِقِهِ. بَلْ وَثِقَ بِأَنَّ يَهْوَه سَيُجَازِي ٱلْمُقَاوِمِينَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ وَبِٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ. (١ صم ٢٦:١٠) وَظَلَّ رَاسِخَ ٱلِٱقْتِنَاعِ أَنَّ يَهْوَه يُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ وَيُنْقِذُهُمْ. (عب ١١:٦) فَقَدْ كَانَ دَاوُدُ مُتَأَكِّدًا أَنَّ عُبَّادًا حَقِيقِيِّينَ كَهؤُلَاءِ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَفْرَحُوا وَيُعَظِّمُوا يَهْوَه بِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَجْدِهِ. — مز ٥:١١؛ ٣٥:٢٧.
٥ عَلَى غِرَارِ دَاوُدَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ ثِقَةً مُطْلَقَةً أَنَّ يَهْوَه هُوَ مُعِينُنَا وَ ‹مُنْقِذُنَا›. لِذلِكَ، عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ ٱلصَّعْبَةَ أَوْ نَشْعُرُ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ، مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَه لِنَطْلُبَ مِنْهُ ٱلْإِسْرَاعَ فِي مَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ إِلَيْنَا. (مز ٧١:١٢) وَلكِنْ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَوَاتِنَا هذِهِ؟ قَبْلَ أَنْ نُنَاقِشَ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه، لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَ طَرَائِقَ أَنْقَذَ ٱللّٰهُ دَاوُدَ مِنْ خِلَالِهَا، إِذْ سَاعَدَهُ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ.
أَنْقَذَهُ مِنْ مُقَاوِمِيهِ
٦ كَيْفَ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَه يُنْقِذُ ٱلْأَبْرَارَ؟
٦ عَرَفَ دَاوُدُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلْمَوْجُودَةِ فِي أَيَّامِهِ أَنَّ ٱلْأَبْرَارَ يُمْكِنُهُمُ ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى مُسَاعَدَةِ يَهْوَه. فَعِنْدَمَا جَلَبَ يَهْوَه طُوفَانًا عَلَى عَالَمٍ شِرِّيرٍ، حَفِظَ نُوحًا وَأَفْرَادَ عَائِلَتِهِ ٱلْأَتْقِيَاءِ. (تك ٧:٢٣) وَحِينَ أَمْطَرَ كِبْرِيتًا وَنَارًا عَلَى سُكَّانِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ ٱلْأَشْرَارِ، سَاعَدَ لُوطًا ٱلْبَارَّ وَٱبْنَتَيْهِ عَلَى ٱلنَّجَاةِ بِحَيَاتِهِمْ. (تك ١٩:١٢-٢٦) وَلَمَّا أَهْلَكَ فِرْعَوْنَ ٱلْمُتَكَبِّرَ وَجَيْشَهُ فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ، حَمَى شَعْبَهُ وَسَاعَدَهُمْ عَلَى تَفَادِي هذِهِ ٱلنِّهَايَةِ ٱلْمُرِيعَةِ. (خر ١٤:١٩-٢٨) فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يُسَبِّحَ دَاوُدُ يَهْوَه فِي مَزْمُورٍ آخَرَ دَاعِيًا إِيَّاهُ «إِلٰهَ ٱلْخَلَاصِ». — مز ٦٨:٢٠.
٧-٩ (أ) لِمَاذَا وَثِقَ دَاوُدُ بِقُدْرَةِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْإِنْقَاذِ؟ (ب) إِلَى مَنْ نَسَبَ دَاوُدُ ٱلْفَضْلَ فِي إِنْقَاذِهِ؟
٧ كَانَتْ ثِقَةُ دَاوُدَ ٱلتَّامَّةُ بِقُدْرَةِ يَهْوَه عَلَى ٱلْإِنْقَاذِ نَابِعَةً أَيْضًا مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ. فَقَدْ لَمَسَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ بِٱسْتِطَاعَةِ ‹أَذْرُعِ ٱللّٰهِ ٱلْأَبَدِيَّةِ› إِنْقَاذَ خُدَّامِهِ. (تث ٣٣:٢٧، الترجمة البروتستانتية) فَفِي عِدَّةِ مُنَاسَبَاتٍ، خَلَّصَ يَهْوَه دَاوُدَ مِنْ بَرَاثِنِ ‹أَعْدَائِهِ ٱلْغَاضِبِينَ›. (مز ١٨:١٧-١٩، ٤٨) فَلْنَتَأَمَّلْ فِي أَحَدِ ٱلْأَمْثِلَةِ.
٨ عِنْدَمَا أَشَادَتْ نِسَاءُ إِسْرَائِيلَ بِبَرَاعَةِ دَاوُدَ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ، تَمَلَّكَتِ ٱلْغَيْرَةُ ٱلْمَلِكَ شَاوُلَ حَتَّى إِنَّهُ رَمَاهُ بِٱلرُّمْحِ مَرَّتَيْنِ. (١ صم ١٨:٦-٩) وَفِي ٱلْمَرَّتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، تَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنْ تَجَنُّبِ ٱلْإِصَابَةِ بِٱلرُّمْحِ. فَهَلْ كَانَتْ مَهَارَتُهُ وَرَشَاقَتُهُ كَمُحَارِبٍ مُتَمَرِّسٍ ٱلسَّبَبَ ٱلْوَحِيدَ فِي نَجَاتِهِ؟ كَلَّا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ «يَهْوَهَ كَانَ مَعَهُ». (اِقْرَأْ ١ صموئيل ١٨:١١-١٤.) وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ أَيْضًا، «رَأَى شَاوُلُ وَعَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ مَعَ دَاوُدَ» حِينَ فَشِلَتْ خُطَّتُهُ لِقَتْلِهِ عَلَى يَدِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. — ١ صم ١٨:١٧-٢٨.
٩ وَإِلَى مَنْ نَسَبَ دَاوُدُ ٱلْفَضْلَ فِي إِنْقَاذِهِ؟ يَقُولُ عُنْوَانُ ٱلْمَزْمُورِ ١٨ إِنَّ دَاوُدَ «كَلَّمَ يَهْوَهَ بِكَلَامِ هٰذِهِ ٱلتَّرْنِيمَةِ يَوْمَ أَنْقَذَهُ يَهْوَهُ . . . مِنْ يَدِ شَاوُلَ». وَقَدْ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ قَائِلًا: «يَهْوَهُ صَخْرِي وَمَعْقِلِي وَمُنْقِذِي. إِلٰهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي». (مز ١٨:٢) أَفَلَا يَقْوَى إِيمَانُنَا حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه قَادِرٌ عَلَى إِنْقَاذِ شَعْبِهِ؟! — مز ٣٥:١٠.
أَسْنَدَهُ عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَرَضِ
١٠، ١١ مَتَى رُبَّمَا أُصِيبَ دَاوُدُ بِٱلمَرَضِ ٱلشَّدِيدِ ٱلَّذِي يَتَحَدَّثُ عَنْهُ ٱلْمَزْمُورُ ٤١، وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذلِكَ؟
١٠ يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُورُ ٤١ أَنَّ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ أُصِيبَ ذَاتَ مَرَّةٍ بِمَرَضٍ جَعَلَهُ أَسِيرَ ٱلْفِرَاشِ. وَقَدْ كَانَ مَرَضُهُ شَدِيدًا جِدًّا بِحَيْثُ ظَنَّ بَعْضُ أَعْدَائِهِ أَنَّهُ ‹لَنْ يَقُومَ›. (العددان ٧، ٨) فَمَتَى حَدَثَ ذلِكَ؟ لَرُبَّمَا حَصَلَتِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي هذَا ٱلْمَزْمُورِ خِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْعَصِيبَةِ مِنْ حَيَاةِ دَاوُدَ حِينَ حَاوَلَ ٱبْنُهُ أَبْشَالُومُ ٱغْتِصَابَ ٱلْعَرْشِ. — ٢ صم ١٥:٦، ١٣، ١٤.
١١ فَقَدْ تَحَدَّثَ دَاوُدُ عَنْ تَعَرُّضِهِ لِخِيَانَةٍ مِنْ صَدِيقٍ حَمِيمٍ لَهُ كَانَ يَأْكُلُ عَلَى مَائِدَتِهِ. (العدد ٩) وَيُذَكِّرُنَا ذلِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِأَخِيتُوفَلَ ٱلَّذِي ٱنْضَمَّ إِلَى أَبْشَالُومَ فِي تَمَرُّدِهِ وَخَانَ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ بَعْدَمَا كَانَ مُشِيرَهُ وَمَوْضِعَ ثِقَتِهِ. (٢ صم ١٥:٣١؛ ١٦:١٥) فَتَخَيَّلْ حَالَةَ دَاوُدَ وَهُوَ خَائِرُ ٱلْقُوَى عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ وَمُحَاطٌ بِٱلْمُتَآمِرِينَ ٱلَّذِينَ يَتَمَنَّوْنَ مَوْتَهُ كَيْ يُحَقِّقُوا مَآرِبَهُمُ ٱلشِّرِّيرَةَ. — العدد ٥.
١٢، ١٣ (أ) أَيَّةُ ثِقَةٍ عَبَّرَ عَنْهَا دَاوُدُ؟ (ب) كَيْفَ قَوَّى ٱللّٰهُ دَاوُدَ؟
١٢ إِنَّ ثِقَةَ دَاوُدَ ‹بِمُنْقِذِهِ› لَمْ تَتَزَعْزَعْ. فَقَدْ قَالَ عَنْ خَادِمِ يَهْوَه ٱلْأَمِينِ ٱلَّذِي يُلِمُّ بِهِ ٱلْمَرَضُ: «فِي يَوْمِ ٱلْبَلِيَّةِ يُنَجِّيهِ يَهْوَهُ. يَهْوَهُ يَسْنُدُهُ عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ. تُبَدِّلُ سَرِيرَ مَرَضِهِ كُلَّهُ». (مز ٤١:١، ٣) لَاحِظْ كَيْفَ عَبَّرَ دَاوُدُ هُنَا أَيْضًا عَنْ ثِقَتِهِ حِينَ قَالَ: «يَهْوَهُ يَسْنُدُهُ». فَقَدْ كَانَ مُتَأَكِّدًا أَنَّ يَهْوَه سَيُنْقِذُهُ. كَيْفَ؟
١٣ لَمْ يَتَوَقَّعْ دَاوُدُ أَنْ يَجْتَرِحَ يَهْوَه عَجِيبَةً لِيَشْفِيَهُ مِنْ مَرَضِهِ. بِٱلْأَحْرَى شَعَرَ أَنَّهُ ‹سَيَسْنُدُهُ›، أَيْ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُ وَيُقَوِّيهِ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَرَضِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةِ، إِذْ إِنَّ ٱلْمَرَضَ أَوْهَنَهُ وَٱلْأَعْدَاءَ ٱلْمُحِيطِينَ بِهِ كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ شَرًّا. (العددان ٥، ٦) وَلَرُبَّمَا قَوَّى يَهْوَه دَاوُدَ بِتَذْكِيرِهِ بِبَعْضِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْمُعَزِّيَةِ. فَقَدْ قَالَ: «لِأَجْلِ ٱسْتِقَامَتِي تُؤَيِّدُنِي». (العدد ١٢) وَلَا بُدَّ أَنَّهُ تَقَوَّى أَيْضًا حِينَ فَكَّرَ أَنَّ يَهْوَه يَعْتَبِرُهُ شَخْصًا مُسْتَقِيمًا رَغْمَ ضُعْفِهِ وَٱلْأُمُورِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلَّتِي يَقُولُهَا عَنْهُ أَعْدَاؤُهُ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، شُفِيَ دَاوُدُ مِنْ مَرَضِهِ. أَفَلَا نَطْمَئِنُّ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُ ٱلْمَرْضَى؟! — ٢ كو ١:٣.
زَوَّدَهُ بِٱلْقُوتِ
١٤، ١٥ مَتَى صَارَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْقُوتِ، وَكَيْفَ حَصَلُوا عَلَيْهِ؟
١٤ عِنْدَمَا صَارَ دَاوُدُ مَلِكًا، كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِأَشْهَى ٱلْمَأْكُولَاتِ وَأَفْخَرِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ. حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَدْعُو ٱلْآخَرِينَ لِيَأْكُلُوا عَلَى مَائِدَتِهِ. (٢ صم ٩:١٠) لكِنَّهُ ٱخْتَبَرَ أَيْضًا ٱلْجُوعَ وَٱلْعَطَشَ. فَعِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَيْهِ ٱبْنُهُ أَبْشَالُومُ وَحَاوَلَ ٱغْتِصَابَ ٱلْعَرْشِ، هَرَبَ مَعَ بَعْضِ مُنَاصِرِيهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى جِلْعَادَ ٱلَّتِي تَقَعُ شَرْقَ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ. (٢ صم ١٧:٢٢، ٢٤) وَخِلَالَ هَرَبِهِمْ، صَارُوا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلطَّعَامِ وَٱلشَّرَابِ وَٱلرَّاحَةِ. وَلكِنْ كَيْفَ كَانُوا سَيَجِدُونَ ٱلْقُوتَ فِي هذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ؟
١٥ حِينَ وَصَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ أَخِيرًا إِلَى مَدِينَةِ مَحَنَايِمَ، ٱلْتَقَوْا شُوبِيَ ومَاكِيرَ وبَرْزِلَّايَ، ثَلَاثَةُ رِجَالٍ بَوَاسِلَ مُسْتَعِدُّونَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمُعَيَّنِ مِنْ يَهْوَه. وَكَانُوا بِذلِكَ يُجَازِفُونَ بِحَيَاتِهِمْ لِأَنَّ أَبْشَالُومَ كَانَ سَيُنْزِلُ دُونَ شَكٍّ عِقَابًا شَدِيدًا بِكُلِّ مَنْ يُسَاعِدُ دَاوُدَ فِي حَالِ أَمْسَكَ بِزِمَامِ ٱلْحُكْمِ. وَقَدْ شَعَرَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْأَوْلِيَاءُ ٱلثَّلَاثَةُ بِمَأْزِقِ دَاوُدَ وَمُرَافِقِيهِ فَجَلَبُوا لَهُمُ ٱلْمُؤَنَ ٱللَّازِمَةَ، بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْفُرُشُ، ٱلْحِنْطَةُ، ٱلشَّعِيرُ، ٱلْحَبُّ ٱلْمَشْوِيُّ، ٱلْفُولُ، ٱلْعَدَسُ، ٱلْعَسَلُ، ٱلزُّبْدُ، وَٱلْغَنَمُ. (اِقْرَأْ ٢ صموئيل ١٧:٢٧-٢٩.) وَلَا بُدَّ أَنَّ إِعْرَابَهُمْ عَنْ وَلَاءٍ وَكَرَمٍ مُمَيَّزَيْنِ مَسَّ دَاوُدَ فِي ٱلصَّمِيمِ. فَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَنْسَى مَا فَعَلُوهُ لِأَجْلِهِ؟!
١٦ إِلَى مَنْ يَعُودُ ٱلْفَضْلُ فِي تَزْوِيدِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ بِٱلْقُوتِ؟
١٦ وَلكِنْ إِلَى مَنْ يَعُودُ ٱلْفَضْلُ فِي تَزْوِيدِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ بِٱلْقُوتِ؟ كَانَ دَاوُدُ مُقْتَنِعًا أَنَّ يَهْوَه يَعْتَنِي بِشَعْبِهِ. فَهُوَ يَدْفَعُ أَحْيَانًا خُدَّامًا آخَرِينَ لِيَهُبُّوا إِلَى مُسَاعَدَةِ أَخِيهِمِ ٱلْمُحْتَاجِ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ عِنْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي مَا حَدَثَ فِي جِلْعَادَ، ٱعْتَبَرَ دَاوُدُ ٱللُّطْفَ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلثَّلَاثَةُ إِعْرَابًا عَنْ عِنَايَةِ يَهْوَه ٱلْحُبِّيَّةِ. فَقَدْ كَتَبَ فِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ عَنْ مُسَاعَدَةِ يَهْوَه لِلْأَبْرَارِ، بِمَنْ فِيهِمْ هُوَ نَفْسُهُ: «كُنْتُ فَتًى، وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ بَارًّا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلَا نَسْلَهُ يَلْتَمِسُ خُبْزًا». (مز ٣٧:٢٥) أَفَلَا نَتَعَزَّى بِٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ يَدَ يَهْوَه لَا تَقْصُرُ أَبَدًا؟! — ام ١٠:٣.
«يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ»
١٧ مَاذَا بَرْهَنَتْ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى؟
١٧ كَانَ دَاوُدُ مُجَرَّدَ عَابِدٍ وَاحِدٍ مِنَ ٱلْعُبَّادِ ٱلْكَثِيرِينَ ٱلَّذِينَ أَنْقَذَهُمْ يَهْوَه فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمُنْذُ أَيَّامِ دَاوُدَ، بَرْهَنَتْ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى صِحَّةَ كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ: «يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ مِنَ ٱلْمِحْنَةِ». (٢ بط ٢:٩) فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالَيْنِ آخَرَيْنِ.
١٨ كَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَه خُدَّامَهُ فِي أَيَّامِ حَزَقِيَّا؟
١٨ عِنْدَمَا غَزَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلْأَشُّورِيَّةُ ٱلْجَبَّارَةُ يَهُوذَا وَهَدَّدَتْ أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، صَلَّى ٱلْمَلِكُ حَزَقِيَّا: «يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا، خَلِّصْنَا . . . لِتَعْرِفَ مَمَالِكُ ٱلْأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ، يَا يَهْوَهُ، ٱللّٰهُ وَحْدَكَ». (اش ٣٧:٢٠) فَكَانَ ٱهْتِمَامُ حَزَقِيَّا ٱلرَّئِيسِيُّ ٱسْمَ ٱللّٰهِ وَسُمْعَتَهُ. وَقَدِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَه هذِهِ ٱلصَّلَاةَ ٱلْحَارَّةَ. فَفِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، ضَرَبَ مَلَاكٌ وَاحِدٌ ٠٠٠,١٨٥ أَشُّورِيٍّ، مُنْقِذًا خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءَ. — اش ٣٧:٣٢، ٣٦.
١٩ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَنْقَذَ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَيْهِ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
١٩ قَدَّمَ يَسُوعُ قَبْلَ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ تَحْذِيرًا نَبَوِيًّا لِفَائِدَةِ تَلَامِيذِهِ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ. (اِقْرَأْ لوقا ٢١:٢٠-٢٢.) وَمَرَّتْ سِنُونٌ دُونَ أَنْ يَحْدُثَ أَيُّ شَيْءٍ، وَلكِنْ فِي سَنَةِ ٦٦ بم أَدَّتْ ثَوْرَةٌ يَهُودِيَّةٌ إِلَى مَجِيءِ ٱلْقُوَّاتِ ٱلرُّومَانِيَّةِ بِقِيَادَةِ سستيوس ڠالوس إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَقَدْ حَفَرَتْ فَيَالِقُهُ عِنْدَ جُزْءٍ مِنْ سُورِ ٱلْهَيْكَلِ، لكِنَّهَا ٱنْسَحَبَتْ فَجْأَةً. عِنْدَئِذٍ، أَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّ هذِهِ هِيَ ٱلْفُرْصَةُ لِلْهَرَبِ مِنَ ٱلدَّمَارِ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ، فَهَرَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى ٱلْجِبَالِ. ثُمَّ فِي سَنَةِ ٧٠ بم، عَادَتِ ٱلْفَيَالِقُ ٱلرُّومَانِيَّةُ. وَهذِهِ ٱلْمَرَّةَ لَمْ تَنْسَحِبْ بَلْ دَمَّرَتْ أُورُشَلِيمَ تَمَامًا. أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَطَاعُوا تَحْذِيرَ يَسُوعَ فَقَدْ نَجَوْا مِنْ هذِهِ ٱلْكَارِثَةِ ٱلْفَظِيعَةِ. — لو ١٩:٤١-٤٤.
٢٠ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ‹مُنْقِذُنَا›؟
٢٠ كَمْ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا حِينَ نَتَأَمَّلُ كَيْفَ يُسَاعِدُ يَهْوَه شَعْبَهُ! فَمَا فَعَلَهُ فِي ٱلْمَاضِي يُعْطِينَا أَسَاسًا لِلثِّقَةِ بِهِ. فَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ تَحَدِّيَاتٍ ٱلْآنَ أَوْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ‹مُنْقِذُنَا›. وَلكِنْ كَيْفَ يُنْقِذُنَا يَهْوَه؟ وَمَاذَا حَصَلَ مَعَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي مُسْتَهَلِّ هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟ هذَا مَا سَنَتَحَدَّثُ عَنْهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
يهوه هو ‹منقذنا›برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
يَهْوَه هُوَ ‹مُنْقِذُنَا›
«يُعِينُهُمْ يَهْوَهُ وَيُنَجِّيهِمْ». — مز ٣٧:٤٠.
١، ٢ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ جَوْهَرِيَّةٍ عَنْ يَهْوَه هِيَ مَصْدَرُ تَشْجِيعٍ وَدَعْمٍ لَنَا؟
إِنَّ ٱلظِّلَالَ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا ٱلشَّمْسُ لَا تَبْقَى ثَابِتَةً، بَلْ تَتَغَيَّرُ بِٱسْتِمْرَارٍ نَتِيجَةَ دَوَرَانِ ٱلْأَرْضِ. إِلَّا أَنَّ خَالِقَ ٱلْأَرْضِ وَٱلشَّمْسِ لَا يَتَغَيَّرُ. (مل ٣:٦) فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ: «لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرُ دَوَرَانِ ٱلظِّلِّ». (يع ١:١٧) وَهذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ ٱلْجَوْهَرِيَّةُ عَنْ يَهْوَه هِيَ فِعْلًا مَصْدَرُ تَشْجِيعٍ وَدَعْمٍ لَنَا، وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ وَٱلتَّحَدِّيَاتِ. لِمَاذَا؟
٢ كَمَا ذَكَرْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، يَهْوَه هُوَ ‹ٱلْمُنْقِذُ› فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (مز ٧٠:٥) وَبِمَا أَنَّهُ لَا يَتَغَيَّرُ وَيَفِي بِوُعُودِهِ دَائِمًا، فَبِإِمْكَانِ عُبَّادِهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَثِقُوا بِأَنَّهُ ‹يُعِينُهُمْ وَيُنَجِّيهِمْ›. (مز ٣٧:٤٠) فَكَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَه خُدَّامَهُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟ وَكَيْفَ يُنْقِذُنَا إِفْرَادِيًّا؟
اَلْإِنْقَاذُ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ
٣ لِمَاذَا نَحْنُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ لَنْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِيقَافِ شَعْبِ يَهْوَه عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟
٣ مَهْمَا ٱشْتَدَّتْ مُقَاوَمَةُ ٱلشَّيْطَانِ لِشُهُودِ يَهْوَه، فَهذَا لَنْ يَمْنَعَهُمْ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا لِلّٰهِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْمُطْلَقَةَ ٱلَّتِي يَسْتَحِقُّهَا. تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي ٱلْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ». (اش ٥٤:١٧) فَرَغْمَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ حَاوَلُوا مَنْعَ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْمُعْطَى لَهُمْ، إِلَّا أَنَّ مُحَاوَلَاتِهِمْ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ. لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمِثَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ.
٤، ٥ أَيَّةُ مُقَاوَمَةٍ تَعَرَّضَ لَهَا شَعْبُ يَهْوَه سَنَةَ ١٩١٨، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
٤ سَنَةَ ١٩١٨، تَعَرَّضَ شَعْبُ يَهْوَه لِمَوْجَةٍ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلَّتِي حَرَّضَ عَلَيْهَا رِجَالُ ٱلدِّينِ بِهَدَفِ إِسْكَاتِ عَمَلِ كِرَازَتِهِمْ. وَفِي ٧ ايار (مايو)، صَدَرَتْ مُذَكِّرَاتٌ فِدِرَالِيَّةٌ لِتَوْقِيفِ ج. ف. رذرفورد ٱلَّذِي كَانَ يُشْرِفُ آنَذَاكَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ مَعَ أَشْخَاصٍ آخَرِينَ مِنَ ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ. وَفِي غُضُونِ شَهْرَيْنِ، حُكِمَ ظُلْمًا عَلَى ٱلْأَخِ رذرفورد وَعُشَرَائِهِ بِٱلسَّجْنِ فَتْرَةً طَوِيلَةً بِتُهْمَةِ ٱلتَّآمُرِ. فَهَلْ نَجَحَ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَحَاكِمِ لِشَلِّ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِشَكْلٍ دَائِمٍ؟ بِٱلطَّبْعِ لَا.
٥ تَذَكَّرْ وَعْدَ يَهْوَه ٱلْوَارِدَ آنِفًا: «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ». فَفِي ٢٦ آذار (مارس) ١٩١٩، أُطْلِقَ سَرَاحُ ٱلْأَخِ رذرفورد وَعُشَرَائِهِ بِكَفَالَةٍ بَعْدَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ عَلَيْهِمْ، أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعًا أَلْبَتَّةَ. وَفِي ٥ ايار (مايو) ١٩٢٠، أُسْقِطَتِ ٱلتُّهَمُ ٱلْمُوَجَّهَةُ ضِدَّهُمْ. فَٱسْتَخْدَمُوا حُرِّيَّتَهُمْ لِلْمُثَابَرَةِ عَلَى عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ مُنْذُ ذلِكَ ٱلْحِينِ حَصَلَتْ زِيَادَاتٌ لَافِتَةٌ لِلنَّظَرِ فِي عَدَدِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَيَعُودُ كُلُّ ٱلْفَضْلِ فِي هذَا ٱلنُّمُوِّ إِلَى ‹ٱلْمُنْقِذِ›. — ١ كو ٣:٧.
٦، ٧ (أ) أَيَّةُ حَمْلَةٍ ضِدَّ شُهُودِ يَهْوَه شَنَّهَا ٱلنَّازِيُّونَ فِي أَلْمَانْيَا، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ (ب) أَيَّةُ شَهَادَةٍ يُعْطِيهَا تَارِيخُ شُهُودِ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيُّ؟
٦ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ٱلْمِثَالِ ٱلثَّانِي. سَنَةَ ١٩٣٤، أَقْسَمَ هتلر عَلَى إِبَادَةِ شُهُودِ يَهْوَه فِي أَلْمَانْيَا. وَلَمْ يَكُنْ ذلِكَ مُجَرَّدَ تَهْدِيدٍ. فَقَدْ شُنَّتْ حَمَلَاتُ ٱعْتِقَالٍ وَاسِعَةُ ٱلنِّطَاقِ وَزُجَّ كَثِيرُونَ فِي ٱلسِّجْنِ. كَمَا تَعَرَّضَ آلَافٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ لِلِٱضْطِهَادِ وَقُتِلَ ٱلْمِئَاتُ مِنْهُمْ فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ. فَهَلْ نَجَحَتْ مَسَاعِي هتلر هذِهِ لِإِبَادَةِ ٱلشُّهُودِ؟ وَهَلْ أُوقِفَ كُلِّيًّا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ فِي أَلْمَانْيَا؟ كَلَّا، عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَخِلَالَ ٱلِٱضْطِهَادِ، ٱسْتَمَرَّ إِخْوَتُنَا يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلسِّرِّ. وَبَعْدَ ٱنْهِيَارِ ٱلنِّظَامِ ٱلنَّازِيِّ، ٱسْتَخْدَمُوا حُرِّيَّتَهُمْ لِمُوَاصَلَةِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. وَٱلْيَوْمَ، هُنَالِكَ أَكْثَرُ مِنْ ٠٠٠,١٦٥ نَاشِرٍ لِلْمَلَكُوتِ فِي أَلْمَانْيَا. مَرَّةً أُخْرَى، وَفَى ‹ٱلْمُنْقِذُ› بِوَعْدِهِ: «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ».
٧ إِنَّ تَارِيخَ شُهُودِ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيَّ يُثْبِتُ أَنَّ يَهْوَه لَنْ يَسْمَحَ بِإِبَادَةِ شَعْبِهِ كَمَجْمُوعَةٍ. (مز ١١٦:١٥) وَلكِنْ مَاذَا عَنَّا؟ كَيْفَ يُنْقِذُنَا يَهْوَه إِفْرَادِيًّا؟
مَاذَا عَنِ ٱلْحِمَايَةِ ٱلْجَسَدِيَّةِ؟
٨، ٩ (أ) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ حِمَايَتَنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ غَيْرُ مَضْمُونَةٍ؟ (ب) أَيُّ وَاقِعٍ يَجِبُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِهِ؟
٨ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ حِمَايَتَنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ كَأَفْرَادٍ غَيْرُ مَضْمُونَةٍ. وَمَوْقِفُنَا مُمَاثِلٌ لِمَوْقِفِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا ٱلسُّجُودَ لِتِمْثَالِ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱلْمَلِكُ نبوخذنصر. فَهؤُلَاءِ ٱلشُّبَّانُ ٱلْخَائِفُونَ ٱللّٰهَ لَمْ يَفْتَرِضُوا أَنَّ يَهْوَه سَيَحْمِيهِمْ بِشَكْلٍ عَجَائِبِيٍّ مِنَ ٱلْأَذَى ٱلْجَسَدِيِّ. (اِقْرَأْ دانيال ٣:١٧، ١٨.) إِلَّا أَنَّ يَهْوَه تَدَخَّلَ وَأَنْقَذَهُمْ مِنْ لَهَبِ أَتُونِ ٱلنَّارِ. (دا ٣:٢١-٢٧) لكِنَّ ٱلْإِنْقَاذَ ٱلْعَجَائِبِيَّ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَانَ أَمْرًا ٱسْتِثْنَائِيًّا وَلَيْسَ ٱلْقَاعِدَةَ. فَكَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءِ مَاتُوا عَلَى أَيْدِي ٱلْمُقَاوِمِينَ. — عب ١١:٣٥-٣٧.
٩ وَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ‹مُنْقِذَنَا› يَهْوَه بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُنَجِّيَنَا كَأَفْرَادٍ حِينَ يُحْدِقُ بِنَا ٱلْخَطَرُ. مَعَ ذلِكَ، هَلْ يُمْكِنُنَا ٱلْجَزْمُ إِذَا كَانَ يَهْوَه قَدْ تَدَخَّلَ فِي حَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ أَوْ لَمْ يَتَدَخَّلْ؟ كَلَّا. وَلكِنْ إِذَا شَعَرَ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي نَجَا مِنْ وَضْعٍ خَطِرٍ أَنَّ يَهْوَه تَدَخَّلَ فِي حَالَتِهِ، فَمِنَ ٱلِٱجْتِرَاءِ أَنْ يُجَادِلَ ٱلْآخَرُونَ حَوْلَ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَجِبُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِٱلْوَاقِعِ أَنَّ مَسِيحِيِّينَ أُمَنَاءَ كَثِيرِينَ مَاتُوا جَرَّاءَ ٱلِٱضْطِهَادِ، كَمَا حَدَثَ خِلَالَ ٱلْحِقْبَةِ ٱلنَّازِيَّةِ. كَمَا أَنَّ آخَرِينَ مَاتُوا فِي ظُرُوفٍ مَأْسَاوِيَّةٍ. (جا ٩:١١) لِذَا قَدْ نَتَسَاءَلُ: ‹هَلْ عَجِزَ يَهْوَه عَنْ «إِنْقَاذِ» هؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءِ؟›. هذَا أَمْرٌ غَيْرُ وَارِدٍ أَلْبَتَّةَ.
١٠، ١١ لِمَاذَا ٱلْإِنْسَانُ عَاجِزٌ فِي وَجْهِ ٱلْمَوْتِ، وَلكِنْ مَاذَا يَسْتَطِيعُ يَهْوَه أَنْ يَفْعَلَ حِيَالَ ذلِكَ؟
١٠ إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ عَاجِزٌ فِي وَجْهِ ٱلْمَوْتِ إِذْ إِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ «يُنَجِّيَ نَفْسَهُ مِنْ يَدِ شِيُولَ»، أَوْ هَادِسَ، ٱلْمَدْفَنِ ٱلْعَامِّ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. (مز ٨٩:٤٨) وَلكِنْ مَاذَا عَنْ يَهْوَه؟ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ أُخْتٍ عَاشَتْ خِلَالَ ٱلْحِقْبَةِ ٱلنَّازِيَّةِ ٱلْمُظْلِمَةِ. فَهِيَ تَتَذَكَّرُ مَا قَالَتْهُ لَهَا أُمُّهَا ٱلشَّاهِدَةُ ذَاتَ مَرَّةٍ لِتُعَزِّيَهَا بَعْدَمَا مَاتَ أَحِبَّاءُ لَهُمَا فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ: «لَوْ كَانَ ٱلْبَشَرُ سَيَبْقَوْنَ فِي قَبْضَةِ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، لَكَانَ ٱلْمَوْتُ أَقْوَى مِنَ ٱللّٰهِ، أَلَيْسَ كَذلِكَ؟». لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْكُلِّيَّ ٱلْقُدْرَةِ وَيَنْبُوعَ ٱلْحَيَاةِ هُوَ أَقْوَى مِنَ ٱلْمَوْتِ. (مز ٣٦:٩) فَكُلُّ ٱلَّذِينَ فِي شِيُولَ، أَوْ هَادِسَ، هُمْ فِي ذَاكِرَةِ يَهْوَه وَهُوَ سَيُنْقِذُهُمْ جَمِيعًا. — لو ٢٠:٣٧، ٣٨؛ رؤ ٢٠:١١-١٤.
١١ إِلَّا أَنَّ ذلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ يَهْوَه غَيْرُ مُهْتَمٍّ بِحَيَاةِ عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْيَوْمَ. فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَ طَرَائِقَ ‹يُنْقِذُنَا› ٱللّٰهُ مِنْ خِلَالِهَا.
يَحْمِينَا رُوحِيًّا
١٢، ١٣ لِمَاذَا ٱلْحِمَايَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ هِيَ ٱلْأَهَمُّ، وَكَيْفَ يَمْنَحُنَا إِيَّاهَا يَهْوَه؟
١٢ إِنَّ يَهْوَه يَمْنَحُنَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ، وَهذَا هُوَ ٱلْأَهَمُّ. وَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ نُدْرِكُ أَنَّ هُنَالِكَ أَمْرًا أَكْثَرَ قِيمَةً مِنْ حَيَاتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ. فَأَثْمَنُ مَا نَمْلِكُهُ هُوَ عَلَاقَتُنَا ٱللَّصِيقَةُ بِيَهْوَه. (مز ٢٥:١٤؛ ٦٣:٣) فَلَوْلَاهَا لَكَانَتْ حَيَاتُنَا ٱلْحَاضِرَةُ بِلَا مَعْنًى وَلَضَاعَتْ آمَالُنَا بِٱلمُسْتَقْبَلِ.
١٣ وَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ يَهْوَه يُزَوِّدُنَا بِٱلْمُسَاعَدَةِ ٱللَّازِمَةِ لِنُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ! فَلَدَيْنَا كَلِمَتُهُ، رُوحُهُ ٱلْقُدُسُ، وَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلنِّطَاقِ. فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِنْ هذِهِ ٱلتَّدَابِيرِ؟ إِذَا دَرَسْنَا كَلِمَتَهُ بِٱنْتِظَامٍ وَدَأَبٍ، يَصِيرُ إِيمَانُنَا قَوِيًّا وَرَجَاؤُنَا سَاطِعًا. (رو ١٥:٤) وَإِذَا صَلَّيْنَا بِحَرَارَةٍ طَلَبًا لِرُوحِهِ، نَنَالُ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِنَثْبُتَ فِي وَجْهِ ٱلتَّجْرِبَةِ وَنَتَجَنَّبَ ٱلِٱنْهِمَاكِ فِي سُلُوكٍ غَيْرِ لَائِقٍ. (لو ١١:١٣) وَإِذَا ٱتَّبَعْنَا إِرْشَادَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا بِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ، نَتَغَذَّى ‹بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ›. (مت ٢٤:٤٥) فَهذِهِ ٱلتَّدَابِيرُ تَحْمِينَا رُوحِيًّا وَتُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ قَرِيبِينَ إِلَى ٱللّٰهِ. — يع ٤:٨.
١٤ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ كَيْفَ نَنَالُ ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ؟
١٤ وَأَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ كَيْفَ يَحْمِينَا يَهْوَه رُوحِيًّا هُوَ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْوَالِدَيْنِ ٱلْمَذْكُورَيْنِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ. فَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ مِنِ ٱخْتِفَاءِ ٱبْنَتِهِمَا تيريزا، بَلَغَهُمَا ٱلْخَبَرُ ٱلْمُفْجِعُ أَنَّهَا قُتِلَتْ.a يَتَذَكَّرُ ٱلْأَبُ: «صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَه أَنْ يَحْمِيَهَا. وَعِنْدَمَا وُجِدَتْ مَقْتُولَةً، أَعْتَرِفُ بِأَنَّنِي تَسَاءَلْتُ فِي ٱلْبِدَايَةِ لِمَاذَا لَمْ تُسْتَجَبْ صَلَوَاتِي. طَبْعًا، أَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه لَا يَضْمَنُ لِشَعْبِهِ إِفْرَادِيًّا حِمَايَةً عَجَائِبِيَّةً. فَوَاصَلْتُ ٱلصَّلَاةَ مِنْ أَجْلِ ٱلْفَهْمِ. وَعَزَّتْنِي ٱلْمَعْرِفَةُ أَنَّ يَهْوَه يَحْمِي شَعْبَهُ رُوحِيًّا — أَيْ أَنَّهُ يُزَوِّدُنَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَتِنَا بِهِ. وَهذِهِ ٱلْحِمَايَةُ مُهِمَّةٌ جِدًّا لِأَنَّهَا تُؤَثِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِنَا ٱلْأَبَدِيِّ. وَمِنْ هذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، حَمَى يَهْوَه تيريزا؛ فَقَدْ كَانَتْ تَخْدُمُهُ بِأَمَانَةٍ عِنْدَمَا مَاتَتْ. وَشَعَرْتُ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ إِذْ أَدْرَكْتُ أَنَّ آمَالَهَا بِٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ مَنُوطَةٌ بِإِلهٍ مُحِبٍّ مِثْلِهِ».
يَدْعَمُنَا خِلَالَ ٱلْمَرَضِ
١٥ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عِنْدَمَا يُلِمُّ بِنَا ٱلْمَرَضُ؟
١٥ بِإِمْكَانِ يَهْوَه أَنْ يَدْعَمَنَا «عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ»، كَمَا دَعَمَ دَاوُدَ. (مز ٤١:٣) وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يُنْقِذُنَا بِشِفَاءِ مَرَضِنَا عَجَائِبِيًّا، فَهُوَ يَمُدُّنَا بِٱلْعَوْنِ. كَيْفَ ذلِكَ؟ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا ٱلْمَبَادِئُ ٱلْمُسَطَّرَةُ فِي كَلِمَتِهِ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ بِشَأْنِ ٱلْعِلَاجَاتِ وَمَسَائِلَ أُخْرَى. (ام ٢:٦) وَقَدْ نَحْصُلُ عَلَى مَعْلُومَاتٍ مُفِيدَةٍ وَٱقْتِرَاحَاتٍ عَمَلِيَّةٍ مِنْ مَقَالَاتٍ صَادِرَةٍ فِي برج المراقبة وَ استيقظ! تُنَاقِشُ مُشْكِلَتَنَا ٱلصِّحِّيَّةَ بِٱلتَّحْدِيدِ. كَمَا أَنَّ يَهْوَه يَمْنَحُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» لِلتَّعَايُشِ مَعَ وَضْعِنَا وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا مَهْمَا حَصَلَ. (٢ كو ٤:٧) وَهكَذَا، لَا نَرْزَحُ تَحْتَ وَطْأَةِ مَرَضِنَا بِحَيْثُ نَخْسَرُ تَرْكِيزَنَا ٱلرُّوحِيَّ.
١٦ كَيْفَ يَتَمَكَّنُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ مِنَ ٱلتَّعَايُشِ مَعَ مَرَضِهِ؟
١٦ تَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ لِلشَّابِّ ٱلْمَذْكُورِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ. فَفِي سَنَةِ ١٩٩٨، شُخِّصَ أَنَّهُ مُصَابٌ بِٱلتَّصَلُّبِ ٱلضُّمُورِيِّ ٱلْجَانِبِيِّ ٱلَّذِي شَلَّهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ شَلَلًا تَامًّا.b فَكَيْفَ يَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلتَّعَايُشِ مَعَ مَرَضِهِ؟ يُوضِحُ قَائِلًا: «أَنَا أَمُرُّ بِلَحَظَاتِ أَلَمٍ وَإِحْبَاطٍ أَشْعُرُ خِلَالَهَا أَنَّ ٱلْمَوْتَ هُوَ ٱلسَّبِيلُ ٱلْوَحِيدُ لِلْخَلَاصِ. وَلكِنْ حِينَ أَكُونُ مُنْسَحِقًا، أُصَلِّي إِلَى يَهْوَه أَنْ يُزَوِّدَنِي بِثَلَاثَةِ أُمُورٍ: هُدُوءُ ٱلْقَلْبِ، ٱلصَّبْرُ، وَٱلِٱحْتِمَالُ. وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَجِيبُ هذِهِ ٱلصَّلَوَاتِ. فَهُدُوءُ ٱلْقَلْبِ يَجْعَلُنِي أَتَأَمَّلُ فِي أَفْكَارٍ مُشَجِّعَةٍ، كَٱلتَّخَيُّلِ كَيْفَ سَتَكُونُ حَيَاتِي فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ حِينَ سَأَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمَشْيِ، ٱلتَّمَتُّعِ بِوَجْبَةٍ لَذِيذَةٍ، وَٱلتَّكَلُّمِ مَعَ عَائِلَتِي. وَٱلصَّبْرُ يُسَاعِدُنِي عَلَى ٱلتَّأَقْلُمِ مَعَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي تُرَافِقُ ٱلشَّلَلَ. كَمَا أَنَّ ٱلِٱحْتِمَالَ يُمَكِّنُنِي مِنَ ٱلْبَقَاءِ أَمِينًا وَعَدَمِ خَسَارَةِ ٱتِّزَانِي ٱلرُّوحِيِّ. وَأَنَا أُشَاطِرُ صَاحِبَ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدَ مَشَاعِرَهُ، لِأَنِّي أُحِسُّ أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُنِي عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ». — اش ٣٥:٥، ٦.
يُزَوِّدُنَا ٱلْقُوتَ
١٧ بِمَاذَا يَعِدُنَا يَهْوَه، وَمَاذَا يَعْنِي هذَا ٱلْوَعْدُ؟
١٧ يَعِدُ يَهْوَه بِإِعَالَتِنَا مَادِّيًّا. (اِقْرَأْ متى ٦:٣٣، ٣٤ وعبرانيين ١٣:٥، ٦.) لكِنَّ ذلِكَ لَا يَعْنِي أَنْ نَدَعَ أَمْرَ ٱلْإِعَالَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ لِلصُّدْفَةِ أَوْ أَنْ نَرْفُضَ ٱلْعَمَلَ لِتَأْمِينِ مَعِيشَتِنَا. (٢ تس ٣:١٠) فَهذَا ٱلْوَعْدُ يَعْنِي أَنَّهُ إِذَا وَضَعْنَا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا وَكُنَّا مُسْتَعِدِّينَ لِلْعَمَلِ بُغْيَةَ كَسْبِ رِزْقِنَا، يُمْكِنُنَا ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ لِنَيْلِ ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ. (١ تس ٤:١١، ١٢؛ ١ تي ٥:٨) فَبِمَقْدُورِ يَهْوَه أَنْ يُزَوِّدَنَا بِحَاجَاتِنَا بِطَرَائِقَ لَا نَتَوَقَّعُهَا أَلْبَتَّةَ، رُبَّمَا مِنْ خِلَالِ أَخٍ يَمُدُّ لَنَا يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ أَوْ يَعْرِضُ عَلَيْنَا عَمَلًا مَا.
١٨ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه يُعِيلُنَا وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ؟
١٨ تَذَكَّرِ ٱلْأُمَّ ٱلْمُتَوَحِّدَةَ ٱلَّتِي تَحَدَّثَتْ عَنْهَا مُقَدِّمَةُ ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ. فَعِنْدَمَا ٱنْتَقَلَتْ هِيَ وَٱبْنَتُهَا إِلَى مَنْطِقَةٍ أُخْرَى، لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنَ ٱلْعُثُورِ عَلَى عَمَلٍ. تَقُولُ: «كُنْتُ أَذْهَبُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلصَّبَاحِ، وَأَقْضِي فَتْرَةَ بَعْدَ ٱلظُّهْرِ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْ عَمَلٍ. وَلَا أَزَالُ أَذْكُرُ ذلِكَ ٱلْيَوْمَ حِينَ ذَهَبْتُ إِلَى ٱلْمَتْجَرِ لِأَبْتَاعَ ٱلْحَلِيبَ. فَقَدْ وَقَعَ نَظَرِي عَلَى ٱلْخُضَارِ لكِنَّنِي لَمْ أَمْلِكْ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ لِأَشْتَرِيَ أَيَّ صِنْفٍ مِنْهَا. فَٱنْتَابَتْنِي كَآبَةٌ لَمْ أَشْعُرْ بِهَا مِنْ قَبْلُ قَطُّ. وَعِنْدَمَا عُدْتُ إِلَى ٱلْمَنْزِلِ، وَجَدْتُ ٱلرِّوَاقَ ٱلْخَلْفِيَّ مَلْآنًا بِأَكْيَاسٍ فِيهَا جَمِيعُ أَنْوَاعِ ٱلْخُضَارِ. وَهكَذَا، صَارَ لَدَيْنَا طَعَامٌ يَكْفِينَا مُدَّةَ أَشْهُرٍ. فَبَكَيْتُ وَشَكَرْتُ يَهْوَه». بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، عَلِمَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ أَنَّ ٱلْأَكْيَاسَ ٱلَّتِي وَجَدَتْهَا جَلَبَهَا أَخٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَدَيْهِ حَدِيقَةٌ يَزْرَعُ فِيهَا ٱلْخُضَارَ. فَكَتَبَتْ لَهُ لَاحِقًا: «رَغْمَ أَنَّنِي شَكَرْتُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي ذلِكَ ٱلْيَوْمَ، إِلَّا أَنِّي شَكَرْتُ يَهْوَه أَيْضًا لِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا مِنْ خِلَالِ لُطْفِكَ». — ام ١٩:١٧.
١٩ أَيَّةُ ثِقَةٍ سَيَمْتَلِكُهَا خُدَّامُ يَهْوَه فِي ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، وَعَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نَعْقِدَ ٱلْعَزْمَ ٱلْآنَ؟
١٩ لَا شَكَّ أَنَّ مَا فَعَلَهُ يَهْوَه فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَا يَفْعَلُهُ فِي أَيَّامِنَا يُعْطِينَا سَبَبًا لِلثِّقَةِ بِأَنَّهُ مُعِينُنَا. وَحِينَ يَأْتِي ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ عَلَى عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ عَمَّا قَرِيبٍ، سَنَكُونُ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ يَهْوَه أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. وَسَيَتَمَكَّنُ خُدَّامُ يَهْوَه آنَذَاكَ مِنْ وَضْعِ ثِقَتِهِمِ ٱلْكَامِلَةِ فِيهِ، وَسَيَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَفْرَحُونَ عَالِمِينَ أَنَّ نَجَاتَهُمْ تَقْتَرِبُ. (لو ٢١:٢٨) وَلكِنْ حَتَّى يَحِينَ ذلِكَ ٱلْوَقْتُ، وَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مِحَنٍ، فَلْنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ عَلَى وَضْعِ ثِقَتِنَا فِي يَهْوَه مُقْتَنِعِينَ كُلَّ ٱلِٱقْتِنَاعِ أَنَّ إِلهَنَا ٱلَّذِي لَا يَتَغَيَّرُ هُوَ فِعْلًا ‹مُنْقِذُنَا›.
[الحاشيتان]
a اُنْظُرْ مَقَالَةَ «مواجهة مأساة مروِّعة» فِي استيقظ!، عدد ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٠١، الصفحات ١٩-٢٣.
b اُنْظُرْ مَقَالَةَ «ايماني دعمني — العيش مع التصلُّب الضموري الجانبي» فِي استيقظ!، عدد كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦، الصفحات ٢٥-٢٩.
-