مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه هو ‹المنقذ› في ازمنة الكتاب المقدس
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • يَهْوَه هُوَ ‹ٱلْمُنْقِذُ› فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

      ‏«اَللّٰهُمَّ،‏ أَسْرِعْ إِلَيَّ.‏ أَنْتَ مُعِينِي وَمُنْقِذِي».‏ —‏ مز ٧٠:‏٥‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَتَى يَلْجَأُ عُبَّادُ ٱللّٰهِ إِلَيْهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ قَدْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا،‏ وَأَيْنَ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ؟‏

      زَوْجَانِ يَقْضِيَانِ عُطْلَتَهُمَا فِي مَنْطِقَةٍ بَعِيدَةٍ يَعْلَمَانِ أَنَّ ٱبْنَتَهُمَا ٱلْمُتَزَوِّجَةَ ٱلْبَالِغَةَ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٢٣ سَنَةً ٱخْتَفَتْ فِي ظُرُوفٍ غَامِضَةٍ.‏ وَسُرْعَانَ مَا يُرَاوِدُهُمَا ٱلشَّكُّ أَنَّهَا لَاقَتْ حَتْفَهَا فِي جَرِيمَةِ قَتْلٍ.‏ فَيُبَادِرَانِ إِلَى حَزْمِ أَمْتِعَتِهِمَا وَٱلتَّوَجُّهِ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ مُتَوَسِّلَيْنِ بِحَرَارَةٍ إِلَى يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَهُمَا.‏ شَاهِدٌ فِي ٱلْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ يُشَخَّصُ أَنَّهُ مُصَابٌ بِمَرَضٍ سَيَشُلُّهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ شَلَلًا تَامًّا.‏ فَيَلْجَأُ فَوْرًا إِلَى يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ أُمٌّ مُتَوَحِّدَةٌ عَاطِلَةٌ عَنِ ٱلْعَمَلِ لَا تَمْلِكُ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ لِشِرَاءِ ٱلطَّعَامِ لَهَا وَلِٱبْنَتِهَا ٱلَّتِي تَبْلُغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٢ سَنَةً.‏ فَتَسْكُبُ قَلْبَهَا لِيَهْوَه طَالِبَةً ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ تُظْهِرُ لَنَا هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ أَنَّ عُبَّادَ ٱللّٰهِ يَلْجَأُونَ إِلَيْهِ تِلْقَائِيًّا حِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمِحَنَ أَوِ ٱلشَّدَائِدَ.‏ فَهَلْ مَرَرْتَ ذَاتَ مَرَّةٍ بِظَرْفٍ عَصِيبٍ وَٱلْتَمَسْتَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ يَهْوَه؟‏

      ٢ فِي ظِلِّ ظَرْفٍ كَهذَا،‏ قَدْ يَخْطُرُ عَلَى ٱلْبَالِ سُؤَالٌ مُهِمٌّ:‏ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَه سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ؟‏ نَجِدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٧٠ جَوَابًا مُطَمْئِنًا.‏ فَهذَا ٱلْمَزْمُورُ ٱلْمُؤَثِّرُ نَظَمَهُ دَاوُدُ،‏ عَابِدٌ وَلِيٌّ لِيَهْوَه وَاجَهَ مِحَنًا وَصُعُوبَاتٍ عَدِيدَةً فِي حَيَاتِهِ.‏ وَقَدِ ٱنْدَفَعَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ هذَا إِلَى مُخَاطَبَةِ يَهْوَه،‏ قَائِلًا:‏ «اَللّٰهُمَّ،‏ .‏ .‏ .‏ أَنْتَ مُعِينِي وَمُنْقِذِي».‏ (‏مز ٧٠:‏٥‏)‏ وَمُنَاقَشَةُ ٱلْمَزْمُورِ ٧٠ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَرَى لِمَاذَا يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَلْجَأَ إِلَى يَهْوَه فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ وَنَثِقَ ثِقَةً تَامَّةً أَنَّهُ سَيَكُونُ ‹مُنْقِذَنَا›.‏

      ‏‹أَنْتَ ٱلْمُنْقِذُ›‏

      ٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ صَرْخَةِ ٱسْتِغَاثَةٍ يَتَضَمَّنُهَا ٱلْمَزْمُورُ ٧٠‏؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ ثِقَةٍ يُعَبِّرُ عَنْهَا دَاوُدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٧٠‏؟‏

      ٣ يُسْتَهَلُّ ٱلْمَزْمُورُ ٧٠ وَيُخْتَتَمُ بِصَرْخَةِ ٱسْتِغَاثَةٍ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ (‏اِقْرَأْ مزمور ٧٠:‏١-‏٥‏.‏‏)‏ فَدَاوُدُ يَتَوَسَّلُ إِلَى يَهْوَه أَنْ ‹يُسْرِعَ› إِلَى إِنْقَاذِهِ.‏ وَفِي ٱلْأَعْدَادِ ٢ إِلَى ٤،‏ يُقَدِّمُ خَمْسَةَ ٱلْتِمَاسَاتٍ يَبْدَأُ كُلٌّ مِنْهَا بِلَامِ ٱلطَّلَبِ.‏ تَتَعَلَّقُ ٱلِٱلْتِمَاسَاتُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلْأُولَى بِٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ قَتْلَهُ.‏ فَهُوَ يُنَاشِدُ يَهْوَه أَنْ يَهْزِمَ هؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءَ وَيَخْزِيَهُمْ بِسَبَبِ شَرِّهِمْ.‏ أَمَّا ٱلِٱلْتِمَاسَانِ ٱلْوَارِدَانِ فِي ٱلْعَدَدِ ٤ فَيَتَعَلَّقَانِ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ فَدَاوُدُ يُصَلِّي أَنْ يَفْرَحَ طَالِبُو يَهْوَه وَيُعَظِّمُوهُ.‏ وَهُوَ يَخْتَتِمُ مَزْمُورَهُ بِٱلْقَوْلِ:‏ «أَنْتَ مُعِينِي وَمُنْقِذِي».‏ لَاحِظْ أَنَّ دَاوُدَ لَا يَقُولُ:‏ «لِتَكُنْ مُعِينِي وَمُنْقِذِي» كَمَا لَوْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ ٱلْتِمَاسًا آخَرَ،‏ بَلْ هُوَ يُعَبِّرُ عَنْ ثِقَتِهِ بِٱلْقَوْلِ:‏ «أَنْتَ مُعِينِي وَمُنْقِذِي».‏ فَهُوَ مُقْتَنِعٌ كُلَّ ٱلِٱقْتِنَاعِ أَنَّ يَهْوَه سَيُسَاعِدُهُ.‏

      ٤،‏ ٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ دَاوُدَ مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ٧٠‏،‏ وَأَيَّةُ ثِقَةٍ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُهَا؟‏

      ٤ وَمَاذَا يَكْشِفُ ٱلْمَزْمُورُ ٧٠ عَنْ دَاوُدَ؟‏ عِنْدَمَا وَاجَهَ أَعْدَاءً عَاقِدِي ٱلْعَزْمِ عَلَى قَتْلِهِ،‏ ٱخْتَارَ أَلَّا يَأْخُذَ ٱلْأَمْرَ عَلَى عَاتِقِهِ.‏ بَلْ وَثِقَ بِأَنَّ يَهْوَه سَيُجَازِي ٱلْمُقَاوِمِينَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ وَبِٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ.‏ (‏١ صم ٢٦:‏١٠‏)‏ وَظَلَّ رَاسِخَ ٱلِٱقْتِنَاعِ أَنَّ يَهْوَه يُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ وَيُنْقِذُهُمْ.‏ (‏عب ١١:‏٦‏)‏ فَقَدْ كَانَ دَاوُدُ مُتَأَكِّدًا أَنَّ عُبَّادًا حَقِيقِيِّينَ كَهؤُلَاءِ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَفْرَحُوا وَيُعَظِّمُوا يَهْوَه بِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَجْدِهِ.‏ —‏ مز ٥:‏١١؛‏ ٣٥:‏٢٧‏.‏

      ٥ عَلَى غِرَارِ دَاوُدَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ ثِقَةً مُطْلَقَةً أَنَّ يَهْوَه هُوَ مُعِينُنَا وَ ‹مُنْقِذُنَا›.‏ لِذلِكَ،‏ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ ٱلصَّعْبَةَ أَوْ نَشْعُرُ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ،‏ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَه لِنَطْلُبَ مِنْهُ ٱلْإِسْرَاعَ فِي مَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ إِلَيْنَا.‏ (‏مز ٧١:‏١٢‏)‏ وَلكِنْ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَوَاتِنَا هذِهِ؟‏ قَبْلَ أَنْ نُنَاقِشَ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه،‏ لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَ طَرَائِقَ أَنْقَذَ ٱللّٰهُ دَاوُدَ مِنْ خِلَالِهَا،‏ إِذْ سَاعَدَهُ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ.‏

      أَنْقَذَهُ مِنْ مُقَاوِمِيهِ

      ٦ كَيْفَ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَه يُنْقِذُ ٱلْأَبْرَارَ؟‏

      ٦ عَرَفَ دَاوُدُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُوحَى بِهَا ٱلْمَوْجُودَةِ فِي أَيَّامِهِ أَنَّ ٱلْأَبْرَارَ يُمْكِنُهُمُ ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى مُسَاعَدَةِ يَهْوَه.‏ فَعِنْدَمَا جَلَبَ يَهْوَه طُوفَانًا عَلَى عَالَمٍ شِرِّيرٍ،‏ حَفِظَ نُوحًا وَأَفْرَادَ عَائِلَتِهِ ٱلْأَتْقِيَاءِ.‏ (‏تك ٧:‏٢٣‏)‏ وَحِينَ أَمْطَرَ كِبْرِيتًا وَنَارًا عَلَى سُكَّانِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ ٱلْأَشْرَارِ،‏ سَاعَدَ لُوطًا ٱلْبَارَّ وَٱبْنَتَيْهِ عَلَى ٱلنَّجَاةِ بِحَيَاتِهِمْ.‏ (‏تك ١٩:‏١٢-‏٢٦‏)‏ وَلَمَّا أَهْلَكَ فِرْعَوْنَ ٱلْمُتَكَبِّرَ وَجَيْشَهُ فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ،‏ حَمَى شَعْبَهُ وَسَاعَدَهُمْ عَلَى تَفَادِي هذِهِ ٱلنِّهَايَةِ ٱلْمُرِيعَةِ.‏ (‏خر ١٤:‏١٩-‏٢٨‏)‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يُسَبِّحَ دَاوُدُ يَهْوَه فِي مَزْمُورٍ آخَرَ دَاعِيًا إِيَّاهُ «إِلٰهَ ٱلْخَلَاصِ».‏ —‏ مز ٦٨:‏٢٠‏.‏

      ٧-‏٩ (‏أ)‏ لِمَاذَا وَثِقَ دَاوُدُ بِقُدْرَةِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْإِنْقَاذِ؟‏ (‏ب)‏ إِلَى مَنْ نَسَبَ دَاوُدُ ٱلْفَضْلَ فِي إِنْقَاذِهِ؟‏

      ٧ كَانَتْ ثِقَةُ دَاوُدَ ٱلتَّامَّةُ بِقُدْرَةِ يَهْوَه عَلَى ٱلْإِنْقَاذِ نَابِعَةً أَيْضًا مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ.‏ فَقَدْ لَمَسَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ بِٱسْتِطَاعَةِ ‹أَذْرُعِ ٱللّٰهِ ٱلْأَبَدِيَّةِ› إِنْقَاذَ خُدَّامِهِ.‏ (‏تث ٣٣:‏٢٧‏،‏ الترجمة البروتستانتية‏)‏ فَفِي عِدَّةِ مُنَاسَبَاتٍ،‏ خَلَّصَ يَهْوَه دَاوُدَ مِنْ بَرَاثِنِ ‹أَعْدَائِهِ ٱلْغَاضِبِينَ›.‏ (‏مز ١٨:‏١٧-‏١٩،‏ ٤٨‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي أَحَدِ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏

      ٨ عِنْدَمَا أَشَادَتْ نِسَاءُ إِسْرَائِيلَ بِبَرَاعَةِ دَاوُدَ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ،‏ تَمَلَّكَتِ ٱلْغَيْرَةُ ٱلْمَلِكَ شَاوُلَ حَتَّى إِنَّهُ رَمَاهُ بِٱلرُّمْحِ مَرَّتَيْنِ.‏ (‏١ صم ١٨:‏٦-‏٩‏)‏ وَفِي ٱلْمَرَّتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا،‏ تَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنْ تَجَنُّبِ ٱلْإِصَابَةِ بِٱلرُّمْحِ.‏ فَهَلْ كَانَتْ مَهَارَتُهُ وَرَشَاقَتُهُ كَمُحَارِبٍ مُتَمَرِّسٍ ٱلسَّبَبَ ٱلْوَحِيدَ فِي نَجَاتِهِ؟‏ كَلَّا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ «يَهْوَهَ كَانَ مَعَهُ».‏ (‏اِقْرَأْ ١ صموئيل ١٨:‏١١-‏١٤‏.‏‏)‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ أَيْضًا،‏ «رَأَى شَاوُلُ وَعَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ مَعَ دَاوُدَ» حِينَ فَشِلَتْ خُطَّتُهُ لِقَتْلِهِ عَلَى يَدِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.‏ —‏ ١ صم ١٨:‏١٧-‏٢٨‏.‏

      ٩ وَإِلَى مَنْ نَسَبَ دَاوُدُ ٱلْفَضْلَ فِي إِنْقَاذِهِ؟‏ يَقُولُ عُنْوَانُ ٱلْمَزْمُورِ ١٨ إِنَّ دَاوُدَ «كَلَّمَ يَهْوَهَ بِكَلَامِ هٰذِهِ ٱلتَّرْنِيمَةِ يَوْمَ أَنْقَذَهُ يَهْوَهُ .‏ .‏ .‏ مِنْ يَدِ شَاوُلَ».‏ وَقَدْ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ قَائِلًا:‏ «يَهْوَهُ صَخْرِي وَمَعْقِلِي وَمُنْقِذِي.‏ إِلٰهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي».‏ (‏مز ١٨:‏٢‏)‏ أَفَلَا يَقْوَى إِيمَانُنَا حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه قَادِرٌ عَلَى إِنْقَاذِ شَعْبِهِ؟‏!‏ —‏ مز ٣٥:‏١٠‏.‏

      أَسْنَدَهُ عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَرَضِ

      ١٠،‏ ١١ مَتَى رُبَّمَا أُصِيبَ دَاوُدُ بِٱلمَرَضِ ٱلشَّدِيدِ ٱلَّذِي يَتَحَدَّثُ عَنْهُ ٱلْمَزْمُورُ ٤١‏،‏ وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذلِكَ؟‏

      ١٠ يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُورُ ٤١ أَنَّ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ أُصِيبَ ذَاتَ مَرَّةٍ بِمَرَضٍ جَعَلَهُ أَسِيرَ ٱلْفِرَاشِ.‏ وَقَدْ كَانَ مَرَضُهُ شَدِيدًا جِدًّا بِحَيْثُ ظَنَّ بَعْضُ أَعْدَائِهِ أَنَّهُ ‹لَنْ يَقُومَ›.‏ (‏العددان ٧،‏ ٨‏)‏ فَمَتَى حَدَثَ ذلِكَ؟‏ لَرُبَّمَا حَصَلَتِ ٱلْحَادِثَةُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي هذَا ٱلْمَزْمُورِ خِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْعَصِيبَةِ مِنْ حَيَاةِ دَاوُدَ حِينَ حَاوَلَ ٱبْنُهُ أَبْشَالُومُ ٱغْتِصَابَ ٱلْعَرْشِ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏٦،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١١ فَقَدْ تَحَدَّثَ دَاوُدُ عَنْ تَعَرُّضِهِ لِخِيَانَةٍ مِنْ صَدِيقٍ حَمِيمٍ لَهُ كَانَ يَأْكُلُ عَلَى مَائِدَتِهِ.‏ (‏العدد ٩‏)‏ وَيُذَكِّرُنَا ذلِكَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِأَخِيتُوفَلَ ٱلَّذِي ٱنْضَمَّ إِلَى أَبْشَالُومَ فِي تَمَرُّدِهِ وَخَانَ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ بَعْدَمَا كَانَ مُشِيرَهُ وَمَوْضِعَ ثِقَتِهِ.‏ (‏٢ صم ١٥:‏٣١؛‏ ١٦:‏١٥‏)‏ فَتَخَيَّلْ حَالَةَ دَاوُدَ وَهُوَ خَائِرُ ٱلْقُوَى عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ وَمُحَاطٌ بِٱلْمُتَآ‌مِرِينَ ٱلَّذِينَ يَتَمَنَّوْنَ مَوْتَهُ كَيْ يُحَقِّقُوا مَآ‌رِبَهُمُ ٱلشِّرِّيرَةَ.‏ —‏ العدد ٥.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ ثِقَةٍ عَبَّرَ عَنْهَا دَاوُدُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ قَوَّى ٱللّٰهُ دَاوُدَ؟‏

      ١٢ إِنَّ ثِقَةَ دَاوُدَ ‹بِمُنْقِذِهِ› لَمْ تَتَزَعْزَعْ.‏ فَقَدْ قَالَ عَنْ خَادِمِ يَهْوَه ٱلْأَمِينِ ٱلَّذِي يُلِمُّ بِهِ ٱلْمَرَضُ:‏ «فِي يَوْمِ ٱلْبَلِيَّةِ يُنَجِّيهِ يَهْوَهُ.‏ يَهْوَهُ يَسْنُدُهُ عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ.‏ تُبَدِّلُ سَرِيرَ مَرَضِهِ كُلَّهُ».‏ (‏مز ٤١:‏١،‏ ٣‏)‏ لَاحِظْ كَيْفَ عَبَّرَ دَاوُدُ هُنَا أَيْضًا عَنْ ثِقَتِهِ حِينَ قَالَ:‏ «يَهْوَهُ يَسْنُدُهُ».‏ فَقَدْ كَانَ مُتَأَكِّدًا أَنَّ يَهْوَه سَيُنْقِذُهُ.‏ كَيْفَ؟‏

      ١٣ لَمْ يَتَوَقَّعْ دَاوُدُ أَنْ يَجْتَرِحَ يَهْوَه عَجِيبَةً لِيَشْفِيَهُ مِنْ مَرَضِهِ.‏ بِٱلْأَحْرَى شَعَرَ أَنَّهُ ‹سَيَسْنُدُهُ›،‏ أَيْ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُ وَيُقَوِّيهِ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَرَضِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى هذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةِ،‏ إِذْ إِنَّ ٱلْمَرَضَ أَوْهَنَهُ وَٱلْأَعْدَاءَ ٱلْمُحِيطِينَ بِهِ كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ شَرًّا.‏ (‏العددان ٥،‏ ٦‏)‏ وَلَرُبَّمَا قَوَّى يَهْوَه دَاوُدَ بِتَذْكِيرِهِ بِبَعْضِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْمُعَزِّيَةِ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «لِأَجْلِ ٱسْتِقَامَتِي تُؤَيِّدُنِي».‏ (‏العدد ١٢‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّهُ تَقَوَّى أَيْضًا حِينَ فَكَّرَ أَنَّ يَهْوَه يَعْتَبِرُهُ شَخْصًا مُسْتَقِيمًا رَغْمَ ضُعْفِهِ وَٱلْأُمُورِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلَّتِي يَقُولُهَا عَنْهُ أَعْدَاؤُهُ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ شُفِيَ دَاوُدُ مِنْ مَرَضِهِ.‏ أَفَلَا نَطْمَئِنُّ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُ ٱلْمَرْضَى؟‏!‏ —‏ ٢ كو ١:‏٣‏.‏

      زَوَّدَهُ بِٱلْقُوتِ

      ١٤،‏ ١٥ مَتَى صَارَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْقُوتِ،‏ وَكَيْفَ حَصَلُوا عَلَيْهِ؟‏

      ١٤ عِنْدَمَا صَارَ دَاوُدُ مَلِكًا،‏ كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِأَشْهَى ٱلْمَأْكُولَاتِ وَأَفْخَرِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يَدْعُو ٱلْآخَرِينَ لِيَأْكُلُوا عَلَى مَائِدَتِهِ.‏ (‏٢ صم ٩:‏١٠‏)‏ لكِنَّهُ ٱخْتَبَرَ أَيْضًا ٱلْجُوعَ وَٱلْعَطَشَ.‏ فَعِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَيْهِ ٱبْنُهُ أَبْشَالُومُ وَحَاوَلَ ٱغْتِصَابَ ٱلْعَرْشِ،‏ هَرَبَ مَعَ بَعْضِ مُنَاصِرِيهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى جِلْعَادَ ٱلَّتِي تَقَعُ شَرْقَ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ.‏ (‏٢ صم ١٧:‏٢٢،‏ ٢٤‏)‏ وَخِلَالَ هَرَبِهِمْ،‏ صَارُوا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلطَّعَامِ وَٱلشَّرَابِ وَٱلرَّاحَةِ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ كَانُوا سَيَجِدُونَ ٱلْقُوتَ فِي هذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ؟‏

      ١٥ حِينَ وَصَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ أَخِيرًا إِلَى مَدِينَةِ مَحَنَايِمَ،‏ ٱلْتَقَوْا شُوبِيَ ومَاكِيرَ وبَرْزِلَّايَ،‏ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ بَوَاسِلَ مُسْتَعِدُّونَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمُعَيَّنِ مِنْ يَهْوَه.‏ وَكَانُوا بِذلِكَ يُجَازِفُونَ بِحَيَاتِهِمْ لِأَنَّ أَبْشَالُومَ كَانَ سَيُنْزِلُ دُونَ شَكٍّ عِقَابًا شَدِيدًا بِكُلِّ مَنْ يُسَاعِدُ دَاوُدَ فِي حَالِ أَمْسَكَ بِزِمَامِ ٱلْحُكْمِ.‏ وَقَدْ شَعَرَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْأَوْلِيَاءُ ٱلثَّلَاثَةُ بِمَأْزِقِ دَاوُدَ وَمُرَافِقِيهِ فَجَلَبُوا لَهُمُ ٱلْمُؤَنَ ٱللَّازِمَةَ،‏ بِمَا فِي ذلِكَ ٱلْفُرُشُ،‏ ٱلْحِنْطَةُ،‏ ٱلشَّعِيرُ،‏ ٱلْحَبُّ ٱلْمَشْوِيُّ،‏ ٱلْفُولُ،‏ ٱلْعَدَسُ،‏ ٱلْعَسَلُ،‏ ٱلزُّبْدُ،‏ وَٱلْغَنَمُ.‏ (‏اِقْرَأْ ٢ صموئيل ١٧:‏٢٧-‏٢٩‏.‏‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ إِعْرَابَهُمْ عَنْ وَلَاءٍ وَكَرَمٍ مُمَيَّزَيْنِ مَسَّ دَاوُدَ فِي ٱلصَّمِيمِ.‏ فَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَنْسَى مَا فَعَلُوهُ لِأَجْلِهِ؟‏!‏

      ١٦ إِلَى مَنْ يَعُودُ ٱلْفَضْلُ فِي تَزْوِيدِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ بِٱلْقُوتِ؟‏

      ١٦ وَلكِنْ إِلَى مَنْ يَعُودُ ٱلْفَضْلُ فِي تَزْوِيدِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ بِٱلْقُوتِ؟‏ كَانَ دَاوُدُ مُقْتَنِعًا أَنَّ يَهْوَه يَعْتَنِي بِشَعْبِهِ.‏ فَهُوَ يَدْفَعُ أَحْيَانًا خُدَّامًا آخَرِينَ لِيَهُبُّوا إِلَى مُسَاعَدَةِ أَخِيهِمِ ٱلْمُحْتَاجِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ عِنْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي مَا حَدَثَ فِي جِلْعَادَ،‏ ٱعْتَبَرَ دَاوُدُ ٱللُّطْفَ ٱلَّذِي أَظْهَرَهُ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلثَّلَاثَةُ إِعْرَابًا عَنْ عِنَايَةِ يَهْوَه ٱلْحُبِّيَّةِ.‏ فَقَدْ كَتَبَ فِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ عَنْ مُسَاعَدَةِ يَهْوَه لِلْأَبْرَارِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ هُوَ نَفْسُهُ:‏ «كُنْتُ فَتًى،‏ وَقَدْ شِخْتُ،‏ وَلَمْ أَرَ بَارًّا تُخُلِّيَ عَنْهُ،‏ وَلَا نَسْلَهُ يَلْتَمِسُ خُبْزًا».‏ (‏مز ٣٧:‏٢٥‏)‏ أَفَلَا نَتَعَزَّى بِٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ يَدَ يَهْوَه لَا تَقْصُرُ أَبَدًا؟‏!‏ —‏ ام ١٠:‏٣‏.‏

      ‏«يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ»‏

      ١٧ مَاذَا بَرْهَنَتْ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى؟‏

      ١٧ كَانَ دَاوُدُ مُجَرَّدَ عَابِدٍ وَاحِدٍ مِنَ ٱلْعُبَّادِ ٱلْكَثِيرِينَ ٱلَّذِينَ أَنْقَذَهُمْ يَهْوَه فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَمُنْذُ أَيَّامِ دَاوُدَ،‏ بَرْهَنَتْ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى صِحَّةَ كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ:‏ «يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ مِنَ ٱلْمِحْنَةِ».‏ (‏٢ بط ٢:‏٩‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالَيْنِ آخَرَيْنِ.‏

      ١٨ كَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَه خُدَّامَهُ فِي أَيَّامِ حَزَقِيَّا؟‏

      ١٨ عِنْدَمَا غَزَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلْأَشُّورِيَّةُ ٱلْجَبَّارَةُ يَهُوذَا وَهَدَّدَتْ أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ صَلَّى ٱلْمَلِكُ حَزَقِيَّا:‏ «يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا،‏ خَلِّصْنَا .‏ .‏ .‏ لِتَعْرِفَ مَمَالِكُ ٱلْأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ،‏ يَا يَهْوَهُ،‏ ٱللّٰهُ وَحْدَكَ».‏ (‏اش ٣٧:‏٢٠‏)‏ فَكَانَ ٱهْتِمَامُ حَزَقِيَّا ٱلرَّئِيسِيُّ ٱسْمَ ٱللّٰهِ وَسُمْعَتَهُ.‏ وَقَدِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَه هذِهِ ٱلصَّلَاةَ ٱلْحَارَّةَ.‏ فَفِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ،‏ ضَرَبَ مَلَاكٌ وَاحِدٌ ٠٠٠‏,١٨٥ أَشُّورِيٍّ،‏ مُنْقِذًا خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءَ.‏ —‏ اش ٣٧:‏٣٢،‏ ٣٦‏.‏

      ١٩ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَنْقَذَ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَيْهِ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

      ١٩ قَدَّمَ يَسُوعُ قَبْلَ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ تَحْذِيرًا نَبَوِيًّا لِفَائِدَةِ تَلَامِيذِهِ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏‏)‏ وَمَرَّتْ سِنُونٌ دُونَ أَنْ يَحْدُثَ أَيُّ شَيْءٍ،‏ وَلكِنْ فِي سَنَةِ ٦٦ ب‌م أَدَّتْ ثَوْرَةٌ يَهُودِيَّةٌ إِلَى مَجِيءِ ٱلْقُوَّاتِ ٱلرُّومَانِيَّةِ بِقِيَادَةِ سستيوس ڠالوس إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ وَقَدْ حَفَرَتْ فَيَالِقُهُ عِنْدَ جُزْءٍ مِنْ سُورِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ لكِنَّهَا ٱنْسَحَبَتْ فَجْأَةً.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ أَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّ هذِهِ هِيَ ٱلْفُرْصَةُ لِلْهَرَبِ مِنَ ٱلدَّمَارِ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ،‏ فَهَرَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى ٱلْجِبَالِ.‏ ثُمَّ فِي سَنَةِ ٧٠ ب‌م،‏ عَادَتِ ٱلْفَيَالِقُ ٱلرُّومَانِيَّةُ.‏ وَهذِهِ ٱلْمَرَّةَ لَمْ تَنْسَحِبْ بَلْ دَمَّرَتْ أُورُشَلِيمَ تَمَامًا.‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَطَاعُوا تَحْذِيرَ يَسُوعَ فَقَدْ نَجَوْا مِنْ هذِهِ ٱلْكَارِثَةِ ٱلْفَظِيعَةِ.‏ —‏ لو ١٩:‏٤١-‏٤٤‏.‏

      ٢٠ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ‹مُنْقِذُنَا›؟‏

      ٢٠ كَمْ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا حِينَ نَتَأَمَّلُ كَيْفَ يُسَاعِدُ يَهْوَه شَعْبَهُ!‏ فَمَا فَعَلَهُ فِي ٱلْمَاضِي يُعْطِينَا أَسَاسًا لِلثِّقَةِ بِهِ.‏ فَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ تَحَدِّيَاتٍ ٱلْآنَ أَوْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ‹مُنْقِذُنَا›.‏ وَلكِنْ كَيْفَ يُنْقِذُنَا يَهْوَه؟‏ وَمَاذَا حَصَلَ مَعَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي مُسْتَهَلِّ هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏ هذَا مَا سَنَتَحَدَّثُ عَنْهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

  • يهوه هو ‹منقذنا›‏
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • يَهْوَه هُوَ ‹مُنْقِذُنَا›‏

      ‏«يُعِينُهُمْ يَهْوَهُ وَيُنَجِّيهِمْ».‏ —‏ مز ٣٧:‏٤٠‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ جَوْهَرِيَّةٍ عَنْ يَهْوَه هِيَ مَصْدَرُ تَشْجِيعٍ وَدَعْمٍ لَنَا؟‏

      إِنَّ ٱلظِّلَالَ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا ٱلشَّمْسُ لَا تَبْقَى ثَابِتَةً،‏ بَلْ تَتَغَيَّرُ بِٱسْتِمْرَارٍ نَتِيجَةَ دَوَرَانِ ٱلْأَرْضِ.‏ إِلَّا أَنَّ خَالِقَ ٱلْأَرْضِ وَٱلشَّمْسِ لَا يَتَغَيَّرُ.‏ (‏مل ٣:‏٦‏)‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ:‏ «لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرُ دَوَرَانِ ٱلظِّلِّ».‏ (‏يع ١:‏١٧‏)‏ وَهذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ ٱلْجَوْهَرِيَّةُ عَنْ يَهْوَه هِيَ فِعْلًا مَصْدَرُ تَشْجِيعٍ وَدَعْمٍ لَنَا،‏ وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ وَٱلتَّحَدِّيَاتِ.‏ لِمَاذَا؟‏

      ٢ كَمَا ذَكَرْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ يَهْوَه هُوَ ‹ٱلْمُنْقِذُ› فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏مز ٧٠:‏٥‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُ لَا يَتَغَيَّرُ وَيَفِي بِوُعُودِهِ دَائِمًا،‏ فَبِإِمْكَانِ عُبَّادِهِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَثِقُوا بِأَنَّهُ ‹يُعِينُهُمْ وَيُنَجِّيهِمْ›.‏ (‏مز ٣٧:‏٤٠‏)‏ فَكَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَه خُدَّامَهُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟‏ وَكَيْفَ يُنْقِذُنَا إِفْرَادِيًّا؟‏

      اَلْإِنْقَاذُ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ

      ٣ لِمَاذَا نَحْنُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ لَنْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِيقَافِ شَعْبِ يَهْوَه عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟‏

      ٣ مَهْمَا ٱشْتَدَّتْ مُقَاوَمَةُ ٱلشَّيْطَانِ لِشُهُودِ يَهْوَه،‏ فَهذَا لَنْ يَمْنَعَهُمْ مِنْ أَنْ يُقَدِّمُوا لِلّٰهِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْمُطْلَقَةَ ٱلَّتِي يَسْتَحِقُّهَا.‏ تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ:‏ «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ،‏ وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي ٱلْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ».‏ (‏اش ٥٤:‏١٧‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ حَاوَلُوا مَنْعَ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْمُعْطَى لَهُمْ،‏ إِلَّا أَنَّ مُحَاوَلَاتِهِمْ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمِثَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ.‏

      ٤،‏ ٥ أَيَّةُ مُقَاوَمَةٍ تَعَرَّضَ لَهَا شَعْبُ يَهْوَه سَنَةَ ١٩١٨،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

      ٤ سَنَةَ ١٩١٨،‏ تَعَرَّضَ شَعْبُ يَهْوَه لِمَوْجَةٍ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلَّتِي حَرَّضَ عَلَيْهَا رِجَالُ ٱلدِّينِ بِهَدَفِ إِسْكَاتِ عَمَلِ كِرَازَتِهِمْ.‏ وَفِي ٧ ايار (‏مايو)‏،‏ صَدَرَتْ مُذَكِّرَاتٌ فِدِرَالِيَّةٌ لِتَوْقِيفِ ج.‏ ف.‏ رذرفورد ٱلَّذِي كَانَ يُشْرِفُ آنَذَاكَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ مَعَ أَشْخَاصٍ آخَرِينَ مِنَ ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ.‏ وَفِي غُضُونِ شَهْرَيْنِ،‏ حُكِمَ ظُلْمًا عَلَى ٱلْأَخِ رذرفورد وَعُشَرَائِهِ بِٱلسَّجْنِ فَتْرَةً طَوِيلَةً بِتُهْمَةِ ٱلتَّآ‌مُرِ.‏ فَهَلْ نَجَحَ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَحَاكِمِ لِشَلِّ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِشَكْلٍ دَائِمٍ؟‏ بِٱلطَّبْعِ لَا.‏

      ٥ تَذَكَّرْ وَعْدَ يَهْوَه ٱلْوَارِدَ آنِفًا:‏ «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ».‏ فَفِي ٢٦ آذار (‏مارس)‏ ١٩١٩،‏ أُطْلِقَ سَرَاحُ ٱلْأَخِ رذرفورد وَعُشَرَائِهِ بِكَفَالَةٍ بَعْدَ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ عَلَيْهِمْ،‏ أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّعًا أَلْبَتَّةَ.‏ وَفِي ٥ ايار (‏مايو)‏ ١٩٢٠،‏ أُسْقِطَتِ ٱلتُّهَمُ ٱلْمُوَجَّهَةُ ضِدَّهُمْ.‏ فَٱسْتَخْدَمُوا حُرِّيَّتَهُمْ لِلْمُثَابَرَةِ عَلَى عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ مُنْذُ ذلِكَ ٱلْحِينِ حَصَلَتْ زِيَادَاتٌ لَافِتَةٌ لِلنَّظَرِ فِي عَدَدِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَيَعُودُ كُلُّ ٱلْفَضْلِ فِي هذَا ٱلنُّمُوِّ إِلَى ‹ٱلْمُنْقِذِ›.‏ —‏ ١ كو ٣:‏٧‏.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ أَيَّةُ حَمْلَةٍ ضِدَّ شُهُودِ يَهْوَه شَنَّهَا ٱلنَّازِيُّونَ فِي أَلْمَانْيَا،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ شَهَادَةٍ يُعْطِيهَا تَارِيخُ شُهُودِ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيُّ؟‏

      ٦ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ٱلْمِثَالِ ٱلثَّانِي.‏ سَنَةَ ١٩٣٤،‏ أَقْسَمَ هتلر عَلَى إِبَادَةِ شُهُودِ يَهْوَه فِي أَلْمَانْيَا.‏ وَلَمْ يَكُنْ ذلِكَ مُجَرَّدَ تَهْدِيدٍ.‏ فَقَدْ شُنَّتْ حَمَلَاتُ ٱعْتِقَالٍ وَاسِعَةُ ٱلنِّطَاقِ وَزُجَّ كَثِيرُونَ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ كَمَا تَعَرَّضَ آلَافٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ لِلِٱضْطِهَادِ وَقُتِلَ ٱلْمِئَاتُ مِنْهُمْ فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ.‏ فَهَلْ نَجَحَتْ مَسَاعِي هتلر هذِهِ لِإِبَادَةِ ٱلشُّهُودِ؟‏ وَهَلْ أُوقِفَ كُلِّيًّا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ فِي أَلْمَانْيَا؟‏ كَلَّا،‏ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَخِلَالَ ٱلِٱضْطِهَادِ،‏ ٱسْتَمَرَّ إِخْوَتُنَا يَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلسِّرِّ.‏ وَبَعْدَ ٱنْهِيَارِ ٱلنِّظَامِ ٱلنَّازِيِّ،‏ ٱسْتَخْدَمُوا حُرِّيَّتَهُمْ لِمُوَاصَلَةِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ هُنَالِكَ أَكْثَرُ مِنْ ٠٠٠‏,١٦٥ نَاشِرٍ لِلْمَلَكُوتِ فِي أَلْمَانْيَا.‏ مَرَّةً أُخْرَى،‏ وَفَى ‹ٱلْمُنْقِذُ› بِوَعْدِهِ:‏ «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ».‏

      ٧ إِنَّ تَارِيخَ شُهُودِ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيَّ يُثْبِتُ أَنَّ يَهْوَه لَنْ يَسْمَحَ بِإِبَادَةِ شَعْبِهِ كَمَجْمُوعَةٍ.‏ (‏مز ١١٦:‏١٥‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنَّا؟‏ كَيْفَ يُنْقِذُنَا يَهْوَه إِفْرَادِيًّا؟‏

      مَاذَا عَنِ ٱلْحِمَايَةِ ٱلْجَسَدِيَّةِ؟‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ حِمَايَتَنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ غَيْرُ مَضْمُونَةٍ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ وَاقِعٍ يَجِبُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِهِ؟‏

      ٨ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ حِمَايَتَنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ كَأَفْرَادٍ غَيْرُ مَضْمُونَةٍ.‏ وَمَوْقِفُنَا مُمَاثِلٌ لِمَوْقِفِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا ٱلسُّجُودَ لِتِمْثَالِ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱلْمَلِكُ نبوخذنصر.‏ فَهؤُلَاءِ ٱلشُّبَّانُ ٱلْخَائِفُونَ ٱللّٰهَ لَمْ يَفْتَرِضُوا أَنَّ يَهْوَه سَيَحْمِيهِمْ بِشَكْلٍ عَجَائِبِيٍّ مِنَ ٱلْأَذَى ٱلْجَسَدِيِّ.‏ (‏اِقْرَأْ دانيال ٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَه تَدَخَّلَ وَأَنْقَذَهُمْ مِنْ لَهَبِ أَتُونِ ٱلنَّارِ.‏ (‏دا ٣:‏٢١-‏٢٧‏)‏ لكِنَّ ٱلْإِنْقَاذَ ٱلْعَجَائِبِيَّ فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَانَ أَمْرًا ٱسْتِثْنَائِيًّا وَلَيْسَ ٱلْقَاعِدَةَ.‏ فَكَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءِ مَاتُوا عَلَى أَيْدِي ٱلْمُقَاوِمِينَ.‏ —‏ عب ١١:‏٣٥-‏٣٧‏.‏

      ٩ وَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ ‹مُنْقِذَنَا› يَهْوَه بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُنَجِّيَنَا كَأَفْرَادٍ حِينَ يُحْدِقُ بِنَا ٱلْخَطَرُ.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ هَلْ يُمْكِنُنَا ٱلْجَزْمُ إِذَا كَانَ يَهْوَه قَدْ تَدَخَّلَ فِي حَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ أَوْ لَمْ يَتَدَخَّلْ؟‏ كَلَّا.‏ وَلكِنْ إِذَا شَعَرَ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي نَجَا مِنْ وَضْعٍ خَطِرٍ أَنَّ يَهْوَه تَدَخَّلَ فِي حَالَتِهِ،‏ فَمِنَ ٱلِٱجْتِرَاءِ أَنْ يُجَادِلَ ٱلْآخَرُونَ حَوْلَ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِٱلْوَاقِعِ أَنَّ مَسِيحِيِّينَ أُمَنَاءَ كَثِيرِينَ مَاتُوا جَرَّاءَ ٱلِٱضْطِهَادِ،‏ كَمَا حَدَثَ خِلَالَ ٱلْحِقْبَةِ ٱلنَّازِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ آخَرِينَ مَاتُوا فِي ظُرُوفٍ مَأْسَاوِيَّةٍ.‏ (‏جا ٩:‏١١‏)‏ لِذَا قَدْ نَتَسَاءَلُ:‏ ‹هَلْ عَجِزَ يَهْوَه عَنْ «إِنْقَاذِ» هؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءِ؟‏›.‏ هذَا أَمْرٌ غَيْرُ وَارِدٍ أَلْبَتَّةَ.‏

      ١٠،‏ ١١ لِمَاذَا ٱلْإِنْسَانُ عَاجِزٌ فِي وَجْهِ ٱلْمَوْتِ،‏ وَلكِنْ مَاذَا يَسْتَطِيعُ يَهْوَه أَنْ يَفْعَلَ حِيَالَ ذلِكَ؟‏

      ١٠ إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ عَاجِزٌ فِي وَجْهِ ٱلْمَوْتِ إِذْ إِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ «يُنَجِّيَ نَفْسَهُ مِنْ يَدِ شِيُولَ»،‏ أَوْ هَادِسَ،‏ ٱلْمَدْفَنِ ٱلْعَامِّ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ (‏مز ٨٩:‏٤٨‏)‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنْ يَهْوَه؟‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ أُخْتٍ عَاشَتْ خِلَالَ ٱلْحِقْبَةِ ٱلنَّازِيَّةِ ٱلْمُظْلِمَةِ.‏ فَهِيَ تَتَذَكَّرُ مَا قَالَتْهُ لَهَا أُمُّهَا ٱلشَّاهِدَةُ ذَاتَ مَرَّةٍ لِتُعَزِّيَهَا بَعْدَمَا مَاتَ أَحِبَّاءُ لَهُمَا فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ:‏ «لَوْ كَانَ ٱلْبَشَرُ سَيَبْقَوْنَ فِي قَبْضَةِ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ لَكَانَ ٱلْمَوْتُ أَقْوَى مِنَ ٱللّٰهِ،‏ أَلَيْسَ كَذلِكَ؟‏».‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِلهَ ٱلْكُلِّيَّ ٱلْقُدْرَةِ وَيَنْبُوعَ ٱلْحَيَاةِ هُوَ أَقْوَى مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ (‏مز ٣٦:‏٩‏)‏ فَكُلُّ ٱلَّذِينَ فِي شِيُولَ،‏ أَوْ هَادِسَ،‏ هُمْ فِي ذَاكِرَةِ يَهْوَه وَهُوَ سَيُنْقِذُهُمْ جَمِيعًا.‏ —‏ لو ٢٠:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ رؤ ٢٠:‏١١-‏١٤‏.‏

      ١١ إِلَّا أَنَّ ذلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ يَهْوَه غَيْرُ مُهْتَمٍّ بِحَيَاةِ عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَ طَرَائِقَ ‹يُنْقِذُنَا› ٱللّٰهُ مِنْ خِلَالِهَا.‏

      يَحْمِينَا رُوحِيًّا

      ١٢،‏ ١٣ لِمَاذَا ٱلْحِمَايَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ هِيَ ٱلْأَهَمُّ،‏ وَكَيْفَ يَمْنَحُنَا إِيَّاهَا يَهْوَه؟‏

      ١٢ إِنَّ يَهْوَه يَمْنَحُنَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ وَهذَا هُوَ ٱلْأَهَمُّ.‏ وَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ نُدْرِكُ أَنَّ هُنَالِكَ أَمْرًا أَكْثَرَ قِيمَةً مِنْ حَيَاتِنَا ٱلْحَاضِرَةِ.‏ فَأَثْمَنُ مَا نَمْلِكُهُ هُوَ عَلَاقَتُنَا ٱللَّصِيقَةُ بِيَهْوَه.‏ (‏مز ٢٥:‏١٤؛‏ ٦٣:‏٣‏)‏ فَلَوْلَاهَا لَكَانَتْ حَيَاتُنَا ٱلْحَاضِرَةُ بِلَا مَعْنًى وَلَضَاعَتْ آمَالُنَا بِٱلمُسْتَقْبَلِ.‏

      ١٣ وَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ يَهْوَه يُزَوِّدُنَا بِٱلْمُسَاعَدَةِ ٱللَّازِمَةِ لِنُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ!‏ فَلَدَيْنَا كَلِمَتُهُ،‏ رُوحُهُ ٱلْقُدُسُ،‏ وَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلنِّطَاقِ.‏ فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِنْ هذِهِ ٱلتَّدَابِيرِ؟‏ إِذَا دَرَسْنَا كَلِمَتَهُ بِٱنْتِظَامٍ وَدَأَبٍ،‏ يَصِيرُ إِيمَانُنَا قَوِيًّا وَرَجَاؤُنَا سَاطِعًا.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ وَإِذَا صَلَّيْنَا بِحَرَارَةٍ طَلَبًا لِرُوحِهِ،‏ نَنَالُ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِنَثْبُتَ فِي وَجْهِ ٱلتَّجْرِبَةِ وَنَتَجَنَّبَ ٱلِٱنْهِمَاكِ فِي سُلُوكٍ غَيْرِ لَائِقٍ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ وَإِذَا ٱتَّبَعْنَا إِرْشَادَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا بِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ،‏ نَتَغَذَّى ‹بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ فَهذِهِ ٱلتَّدَابِيرُ تَحْمِينَا رُوحِيًّا وَتُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ قَرِيبِينَ إِلَى ٱللّٰهِ.‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

      ١٤ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ كَيْفَ نَنَالُ ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ؟‏

      ١٤ وَأَحَدُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ كَيْفَ يَحْمِينَا يَهْوَه رُوحِيًّا هُوَ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْوَالِدَيْنِ ٱلْمَذْكُورَيْنِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ.‏ فَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ مِنِ ٱخْتِفَاءِ ٱبْنَتِهِمَا تيريزا،‏ بَلَغَهُمَا ٱلْخَبَرُ ٱلْمُفْجِعُ أَنَّهَا قُتِلَتْ.‏a يَتَذَكَّرُ ٱلْأَبُ:‏ «صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَه أَنْ يَحْمِيَهَا.‏ وَعِنْدَمَا وُجِدَتْ مَقْتُولَةً،‏ أَعْتَرِفُ بِأَنَّنِي تَسَاءَلْتُ فِي ٱلْبِدَايَةِ لِمَاذَا لَمْ تُسْتَجَبْ صَلَوَاتِي.‏ طَبْعًا،‏ أَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه لَا يَضْمَنُ لِشَعْبِهِ إِفْرَادِيًّا حِمَايَةً عَجَائِبِيَّةً.‏ فَوَاصَلْتُ ٱلصَّلَاةَ مِنْ أَجْلِ ٱلْفَهْمِ.‏ وَعَزَّتْنِي ٱلْمَعْرِفَةُ أَنَّ يَهْوَه يَحْمِي شَعْبَهُ رُوحِيًّا —‏ أَيْ أَنَّهُ يُزَوِّدُنَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَتِنَا بِهِ.‏ وَهذِهِ ٱلْحِمَايَةُ مُهِمَّةٌ جِدًّا لِأَنَّهَا تُؤَثِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِنَا ٱلْأَبَدِيِّ.‏ وَمِنْ هذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ حَمَى يَهْوَه تيريزا؛‏ فَقَدْ كَانَتْ تَخْدُمُهُ بِأَمَانَةٍ عِنْدَمَا مَاتَتْ.‏ وَشَعَرْتُ بِٱلطُّمَأْنِينَةِ إِذْ أَدْرَكْتُ أَنَّ آمَالَهَا بِٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ مَنُوطَةٌ بِإِلهٍ مُحِبٍّ مِثْلِهِ».‏

      يَدْعَمُنَا خِلَالَ ٱلْمَرَضِ

      ١٥ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عِنْدَمَا يُلِمُّ بِنَا ٱلْمَرَضُ؟‏

      ١٥ بِإِمْكَانِ يَهْوَه أَنْ يَدْعَمَنَا «عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ»،‏ كَمَا دَعَمَ دَاوُدَ.‏ (‏مز ٤١:‏٣‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يُنْقِذُنَا بِشِفَاءِ مَرَضِنَا عَجَائِبِيًّا،‏ فَهُوَ يَمُدُّنَا بِٱلْعَوْنِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا ٱلْمَبَادِئُ ٱلْمُسَطَّرَةُ فِي كَلِمَتِهِ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ بِشَأْنِ ٱلْعِلَاجَاتِ وَمَسَائِلَ أُخْرَى.‏ (‏ام ٢:‏٦‏)‏ وَقَدْ نَحْصُلُ عَلَى مَعْلُومَاتٍ مُفِيدَةٍ وَٱقْتِرَاحَاتٍ عَمَلِيَّةٍ مِنْ مَقَالَاتٍ صَادِرَةٍ فِي برج المراقبة وَ استيقظ!‏ تُنَاقِشُ مُشْكِلَتَنَا ٱلصِّحِّيَّةَ بِٱلتَّحْدِيدِ.‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَه يَمْنَحُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» لِلتَّعَايُشِ مَعَ وَضْعِنَا وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا مَهْمَا حَصَلَ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٧‏)‏ وَهكَذَا،‏ لَا نَرْزَحُ تَحْتَ وَطْأَةِ مَرَضِنَا بِحَيْثُ نَخْسَرُ تَرْكِيزَنَا ٱلرُّوحِيَّ.‏

      ١٦ كَيْفَ يَتَمَكَّنُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ مِنَ ٱلتَّعَايُشِ مَعَ مَرَضِهِ؟‏

      ١٦ تَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ لِلشَّابِّ ٱلْمَذْكُورِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ.‏ فَفِي سَنَةِ ١٩٩٨،‏ شُخِّصَ أَنَّهُ مُصَابٌ بِٱلتَّصَلُّبِ ٱلضُّمُورِيِّ ٱلْجَانِبِيِّ ٱلَّذِي شَلَّهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ شَلَلًا تَامًّا.‏b فَكَيْفَ يَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلتَّعَايُشِ مَعَ مَرَضِهِ؟‏ يُوضِحُ قَائِلًا:‏ «أَنَا أَمُرُّ بِلَحَظَاتِ أَلَمٍ وَإِحْبَاطٍ أَشْعُرُ خِلَالَهَا أَنَّ ٱلْمَوْتَ هُوَ ٱلسَّبِيلُ ٱلْوَحِيدُ لِلْخَلَاصِ.‏ وَلكِنْ حِينَ أَكُونُ مُنْسَحِقًا،‏ أُصَلِّي إِلَى يَهْوَه أَنْ يُزَوِّدَنِي بِثَلَاثَةِ أُمُورٍ:‏ هُدُوءُ ٱلْقَلْبِ،‏ ٱلصَّبْرُ،‏ وَٱلِٱحْتِمَالُ.‏ وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَجِيبُ هذِهِ ٱلصَّلَوَاتِ.‏ فَهُدُوءُ ٱلْقَلْبِ يَجْعَلُنِي أَتَأَمَّلُ فِي أَفْكَارٍ مُشَجِّعَةٍ،‏ كَٱلتَّخَيُّلِ كَيْفَ سَتَكُونُ حَيَاتِي فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ حِينَ سَأَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمَشْيِ،‏ ٱلتَّمَتُّعِ بِوَجْبَةٍ لَذِيذَةٍ،‏ وَٱلتَّكَلُّمِ مَعَ عَائِلَتِي.‏ وَٱلصَّبْرُ يُسَاعِدُنِي عَلَى ٱلتَّأَقْلُمِ مَعَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي تُرَافِقُ ٱلشَّلَلَ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلِٱحْتِمَالَ يُمَكِّنُنِي مِنَ ٱلْبَقَاءِ أَمِينًا وَعَدَمِ خَسَارَةِ ٱتِّزَانِي ٱلرُّوحِيِّ.‏ وَأَنَا أُشَاطِرُ صَاحِبَ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدَ مَشَاعِرَهُ،‏ لِأَنِّي أُحِسُّ أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُنِي عَلَى فِرَاشِ ٱلسَّقَمِ».‏ —‏ اش ٣٥:‏٥،‏ ٦‏.‏

      يُزَوِّدُنَا ٱلْقُوتَ

      ١٧ بِمَاذَا يَعِدُنَا يَهْوَه،‏ وَمَاذَا يَعْنِي هذَا ٱلْوَعْدُ؟‏

      ١٧ يَعِدُ يَهْوَه بِإِعَالَتِنَا مَادِّيًّا.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٦:‏٣٣،‏ ٣٤ وعبرانيين ١٣:‏٥،‏ ٦‏.‏‏)‏ لكِنَّ ذلِكَ لَا يَعْنِي أَنْ نَدَعَ أَمْرَ ٱلْإِعَالَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ لِلصُّدْفَةِ أَوْ أَنْ نَرْفُضَ ٱلْعَمَلَ لِتَأْمِينِ مَعِيشَتِنَا.‏ (‏٢ تس ٣:‏١٠‏)‏ فَهذَا ٱلْوَعْدُ يَعْنِي أَنَّهُ إِذَا وَضَعْنَا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا وَكُنَّا مُسْتَعِدِّينَ لِلْعَمَلِ بُغْيَةَ كَسْبِ رِزْقِنَا،‏ يُمْكِنُنَا ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱللّٰهِ لِنَيْلِ ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏١ تس ٤:‏١١،‏ ١٢؛‏ ١ تي ٥:‏٨‏)‏ فَبِمَقْدُورِ يَهْوَه أَنْ يُزَوِّدَنَا بِحَاجَاتِنَا بِطَرَائِقَ لَا نَتَوَقَّعُهَا أَلْبَتَّةَ،‏ رُبَّمَا مِنْ خِلَالِ أَخٍ يَمُدُّ لَنَا يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ أَوْ يَعْرِضُ عَلَيْنَا عَمَلًا مَا.‏

      ١٨ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَه يُعِيلُنَا وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ؟‏

      ١٨ تَذَكَّرِ ٱلْأُمَّ ٱلْمُتَوَحِّدَةَ ٱلَّتِي تَحَدَّثَتْ عَنْهَا مُقَدِّمَةُ ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ.‏ فَعِنْدَمَا ٱنْتَقَلَتْ هِيَ وَٱبْنَتُهَا إِلَى مَنْطِقَةٍ أُخْرَى،‏ لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنَ ٱلْعُثُورِ عَلَى عَمَلٍ.‏ تَقُولُ:‏ «كُنْتُ أَذْهَبُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلصَّبَاحِ،‏ وَأَقْضِي فَتْرَةَ بَعْدَ ٱلظُّهْرِ فِي ٱلْبَحْثِ عَنْ عَمَلٍ.‏ وَلَا أَزَالُ أَذْكُرُ ذلِكَ ٱلْيَوْمَ حِينَ ذَهَبْتُ إِلَى ٱلْمَتْجَرِ لِأَبْتَاعَ ٱلْحَلِيبَ.‏ فَقَدْ وَقَعَ نَظَرِي عَلَى ٱلْخُضَارِ لكِنَّنِي لَمْ أَمْلِكْ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ لِأَشْتَرِيَ أَيَّ صِنْفٍ مِنْهَا.‏ فَٱنْتَابَتْنِي كَآ‌بَةٌ لَمْ أَشْعُرْ بِهَا مِنْ قَبْلُ قَطُّ.‏ وَعِنْدَمَا عُدْتُ إِلَى ٱلْمَنْزِلِ،‏ وَجَدْتُ ٱلرِّوَاقَ ٱلْخَلْفِيَّ مَلْآنًا بِأَكْيَاسٍ فِيهَا جَمِيعُ أَنْوَاعِ ٱلْخُضَارِ.‏ وَهكَذَا،‏ صَارَ لَدَيْنَا طَعَامٌ يَكْفِينَا مُدَّةَ أَشْهُرٍ.‏ فَبَكَيْتُ وَشَكَرْتُ يَهْوَه».‏ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ،‏ عَلِمَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ أَنَّ ٱلْأَكْيَاسَ ٱلَّتِي وَجَدَتْهَا جَلَبَهَا أَخٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَدَيْهِ حَدِيقَةٌ يَزْرَعُ فِيهَا ٱلْخُضَارَ.‏ فَكَتَبَتْ لَهُ لَاحِقًا:‏ «رَغْمَ أَنَّنِي شَكَرْتُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي ذلِكَ ٱلْيَوْمَ،‏ إِلَّا أَنِّي شَكَرْتُ يَهْوَه أَيْضًا لِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا مِنْ خِلَالِ لُطْفِكَ».‏ —‏ ام ١٩:‏١٧‏.‏

      ١٩ أَيَّةُ ثِقَةٍ سَيَمْتَلِكُهَا خُدَّامُ يَهْوَه فِي ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ،‏ وَعَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نَعْقِدَ ٱلْعَزْمَ ٱلْآنَ؟‏

      ١٩ لَا شَكَّ أَنَّ مَا فَعَلَهُ يَهْوَه فِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَا يَفْعَلُهُ فِي أَيَّامِنَا يُعْطِينَا سَبَبًا لِلثِّقَةِ بِأَنَّهُ مُعِينُنَا.‏ وَحِينَ يَأْتِي ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ عَلَى عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَنَكُونُ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ يَهْوَه أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ وَسَيَتَمَكَّنُ خُدَّامُ يَهْوَه آنَذَاكَ مِنْ وَضْعِ ثِقَتِهِمِ ٱلْكَامِلَةِ فِيهِ،‏ وَسَيَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَفْرَحُونَ عَالِمِينَ أَنَّ نَجَاتَهُمْ تَقْتَرِبُ.‏ (‏لو ٢١:‏٢٨‏)‏ وَلكِنْ حَتَّى يَحِينَ ذلِكَ ٱلْوَقْتُ،‏ وَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مِحَنٍ،‏ فَلْنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ عَلَى وَضْعِ ثِقَتِنَا فِي يَهْوَه مُقْتَنِعِينَ كُلَّ ٱلِٱقْتِنَاعِ أَنَّ إِلهَنَا ٱلَّذِي لَا يَتَغَيَّرُ هُوَ فِعْلًا ‹مُنْقِذُنَا›.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a اُنْظُرْ مَقَالَةَ «مواجهة مأساة مروِّعة» فِي استيقظ!‏،‏ عدد ٢٢ تموز (‏يوليو)‏ ٢٠٠١،‏ الصفحات ١٩-‏٢٣‏.‏

      b اُنْظُرْ مَقَالَةَ «ايماني دعمني —‏ العيش مع التصلُّب الضموري الجانبي» فِي استيقظ!‏،‏ عدد كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٦،‏ الصفحات ٢٥-‏٢٩‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة