-
تمكّنوا من العيش مع اشواك في جسدهمبرج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
تمكّنوا من العيش مع اشواك في جسدهم
«أُعطيتُ شوكة في الجسد، ملاكا للشيطان، ليستمر في لطمي». — ٢ كورنثوس ١٢:٧.
١ ما هي بعض المشاكل التي يواجهها الناس اليوم؟
هل تصارعون محنة مستمرة؟ اذا كانت هذه هي حالكم، فأنتم لستم الوحيدين الذين لديهم محن. ففي هذه ‹الازمنة الحرجة›، يواجه المسيحيون الامناء المقاومة الشرسة، المشاكل العائلية، المرض، المشاكل المالية، الالم العاطفي، موت اشخاص يحبّونهم، وتحديات اخرى. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وفي بعض البلدان، تهدِّد المجاعات والحروب حياة كثيرين.
٢، ٣ ايّ موقف سلبي قد ينتج من المشاكل التي تغرز فينا كالأشواك، وكيف يمكن ان يكون ذلك خطيرا؟
٢ قد تسحق هذه المشاكل المرء تماما، وخصوصا اذا اصابته عدة مشقات في الوقت نفسه. لاحظوا ما تقوله الامثال ٢٤:١٠: «إنِ ارتخيتَ [«تثبطتَ»، عج] في يوم الضيق ضاقت قوتك». نعم، ان التثبط الناجم عن المحن التي نمر بها يمكن ان يسلبنا القوة التي نحن في امسّ الحاجة اليها ويثنينا عن عزمنا على الاحتمال حتى النهاية. وكيف ذلك؟
٣ قد يجعلنا التثبط غير موضوعيين. مثلا، من السهل ان نضخّم المشقات التي تصيبنا ونبدأ بالشفقة على انفسنا. حتى ان البعض قد يصرخون الى اللّٰه: «لماذا تدَعُ ذلك يحدث لي؟». وإذا تأصل موقف سلبي كهذا في قلب الشخص، يمكن ان يسلبه فرحه وثقته. وقد يتثبط خادم اللّٰه كثيرا، حتى انه قد يتوقف عن المجاهدة «جهاد الايمان الحسن». — ١ تيموثاوس ٦:١٢.
٤، ٥ ما هي علاقة الشيطان بمشاكلنا في بعض الحالات، ولكن اية ثقة يمكن ان تكون لدينا؟
٤ حتما، ان يهوه اللّٰه غير مسؤول عن المحن التي تصيبنا. (يعقوب ١:١٣) فنحن نمرّ ببعض المحن بسبب محاولتنا المحافظة على امانتنا له. وفي الواقع، ان كل الذين يخدمون يهوه يصيرون هدفا لألدّ اعدائه، الشيطان ابليس. فالشيطان، الذي هو «اله نظام الاشياء هذا»، يحاول في الوقت القصير المتبقّي له ان يجعل كل شخص يحب يهوه يتوقف عن فعل مشيئته. (٢ كورنثوس ٤:٤) وهو يفعل كل ما في وسعه لجعل كامل معشر إخْوَتنا حول العالم يتألمون. (١ بطرس ٥:٩) صحيح ان الشيطان ليس السبب المباشر لكل مشاكلنا، إلا انه يستغل المشاكل التي نواجهها لإضعافنا.
٥ ولكن مهما اخافنا الشيطان او اسلحته، فبإمكاننا ان نهزمه! وماذا يؤكد لنا ذلك؟ المعرفة ان يهوه اللّٰه يحارب من اجلنا. فقد حرص ألّا يجهل خدامه اساليب الشيطان. (٢ كورنثوس ٢:١١) فكلمة اللّٰه تخبرنا عن المحن التي تصيب المسيحيين الحقيقيين. ففي حالة الرسول بولس، استخدم الكتاب المقدس تعبير «شوكة في الجسد». ولماذا؟ دعونا نرى كيف تشرح كلمة اللّٰه هذه العبارة. عندئذ سنعرف اننا لسنا الوحيدين الذين هم بحاجة الى مساعدة يهوه للتغلب على المحن.
لماذا الامتحانات كالأشواك
٦ ماذا عنى بولس بعبارة «شوكة في الجسد»، وماذا ربما كانت هذه الشوكة؟
٦ لقد حلّت ببولس محن كثيرة. لذلك كتب تحت الوحي: «أُعطيتُ شوكة في الجسد، ملاكا للشيطان، ليستمر في لطمي، لئلا اترفع كثيرا». (٢ كورنثوس ١٢:٧) وماذا كانت هذه الشوكة في جسد بولس؟ لا شك ان الشوكة المغروزة تحت الجلد مؤلمة كثيرا. والاستعارة هنا تشير الى شيء يسبّب الالم لبولس، سواء جسديا او عاطفيا او كليهما. فلربما كان بولس يعاني مرضا في عينيه او ضعفا جسديا آخر. او قد تكون للشوكة علاقة بالاشخاص الذين جادلوا حول مؤهلات بولس كرسول وشكّوا في عمل كرازته وتعليمه. (٢ كورنثوس ١٠:١٠-١٢؛ ١١:٥، ٦، ١٣) ومهما كانت هذه الشوكة، فقد لازمته ولم يكن بالإمكان ازالتها.
٧، ٨ (أ) إلامَ تشير عبارة «يستمر في لطم»؟ (ب) لماذا من المهم ان نعيش مع الاشواك التي تصيبنا الآن؟
٧ لاحظوا ان الشوكة استمرت في لطم بولس. من المثير للاهتمام ان الفعل اليوناني الذي استخدمه بولس هنا مشتق من كلمة تعني «مفاصل الاصابع». وتُستعمل هذه الكلمة حرفيا في متى ٢٦:٦٧ ومجازيا في ١ كورنثوس ٤:١١. ينقل هذان العددان فكرة الضرب بقبضة اليد. ونظرا الى كره الشيطان الشديد ليهوه وخدامه، من المؤكد ان ابليس سُرّ بأن شوكة استمرت في لطم بولس. وكذلك يُسرّ الشيطان اليوم عندما تؤلمنا شوكة في الجسد.
٨ لذلك كبولس، يجب ان نعرف كيف نعيش مع اشواك كهذه. فحياتنا تعتمد على ذلك! تذكروا ان يهوه يريد ان تطول حياتنا ونعيش الى الابد في عالمه الجديد، حيث لن تلمّ بنا من جديد المشاكل التي هي كأشواك. ولمساعدتنا على ربح هذه الجائزة الرائعة، قدَّم اللّٰه لنا امثلة كثيرة في كلمته، الكتاب المقدس، مُظهِرا ان خدامه الامناء، الذين كانوا اشخاصا عاديين وناقصين مثلنا، تمكّنوا من العيش مع اشواك في جسدهم. ويساعدنا التأمل في امثلة البعض من ‹سحابة الشهود› الكبيرة هذه ان «نركض باحتمال في السباق الموضوع امامنا». (عبرانيين ١٢:١) فالتأمل في ما احتملوه يمكن ان يملأنا ثقة انه بإمكاننا العيش مع الاشواك التي قد يستخدمها الشيطان ضدنا.
الاشواك التي اصابت مفيبوشث
٩، ١٠ (أ) كيف أُصيب مفيبوشث بشوكة في الجسد؟ (ب) ايّ لطف اظهره الملك داود لمفيبوشث، وكيف نقتدي بداود؟
٩ خذوا على سبيل المثال مفيبوشث بن يوناثان صديق داود. فعندما كان عمر مفيبوشث خمس سنوات، وصلت اخبار ان اباه يوناثان وجدّه الملك شاول قُتلا. فذُعرت مربيته و «حملته . . . ولما كانت مسرعة لتهرب وقع وصار اعرج». (٢ صموئيل ٤:٤) ولا بد ان هذا العجز كان شوكة اضطر مفيبوشث ان يحتملها وهو يكبر.
١٠ بعد عدة سنوات، اظهر الملك داود اللطف الحبي لمفيبوشث بسبب محبته الكبيرة ليوناثان. فقد اعطاه كل ملكية شاول وعيَّن صيبا غلام شاول وكيلا عليها. وقال له ايضا: «تأكل خبزا على مائدتي دائما». (٢ صموئيل ٩:٦-١٠) ولا شك ان هذا اللطف الحبي عزّاه وساعد على تخفيف الالم الناتج عن عجزه. فما اروع هذا الدرس! فنحن ايضا ينبغي ان نُظهِر اللطف للذين يصارعون شوكة في الجسد.
١١ ماذا ادّعى صيبا بشأن مفيبوشث، ولكن كيف نعرف ان ادِّعاءه كذب؟ (انظروا الحاشية.)
١١ لاحقا، كان على مفيبوشث ان يصارع شوكة اخرى في الجسد. فخادمه صيبا افترى عليه امام الملك داود، الذي كان آنذاك هاربا من اورشليم بسبب تمرّد ابشالوم ابنه عليه. فقد قال صيبا ان مفيبوشث بقي في اورشليم لأنه يرجو اغتصاب المُلك لنفسه.a فصدّق داود هذا الافتراء وأعطى كل ملكية مفيبوشث لصيبا الكذاب. — ٢ صموئيل ١٦:١-٤.
١٢ كيف تصرف مفيبوشث في الظروف التي مرّ بها، وكيف يكون مثالا رائعا لنا؟
١٢ ولكن عندما التقى مفيبوشث الملك داود اخيرا، اخبره ما حصل بالفعل. فقد كان يستعد للانضمام الى داود عندما خدعه صيبا وتطوَّع بالذهاب مكانه. وهل صحَّح داود هذا الخطأ؟ جزئيا. فقد قسم الملكية بين الرجلين. ولربما كان هذا شوكة اخرى في جسد مفيبوشث. فهل خاب امله كثيرا؟ هل احتج على قرار داود وتذمر ان ذلك غير عادل؟ كلا، فقد نفّذ بتواضع رغبات الملك. وركَّز على الناحية الايجابية اذ ابتهج بعودة ملك اسرائيل الشرعي بسلامة. حقا، رسم مفيبوشث مثالا رائعا باحتماله العجز، الافتراء، وخيبة الامل. — ٢ صموئيل ١٩:٢٤-٣٠.
تمكن نحميا من مواجهة محنه
١٣، ١٤ اية اشواك كان على نحميا ان يحتملها عندما عاد لإعادة بناء اسوار اورشليم؟
١٣ فكروا في الاشواك المجازية التي احتملها نحميا عندما عاد الى مدينة اورشليم غير المسوَّرة في القرن الخامس قبل الميلاد. فقد وجد المدينة بلا دفاع واليهود العائدين غير منظَّمين، ومثبَّطين، ونجسين في نظر يهوه. ورغم ان الملك ارتحشستا فوَّض اليه بناء اسوار اورشليم، سرعان ما علم ان حكام المدن المجاورة يعتبرون مهمته بغيضة جدا. فقد ‹ساءهم مساءة عظيمة لأنه جاء رجل يطلب خيرا لبني اسرائيل›. — نحميا ٢:١٠.
١٤ وبذل هؤلاء المقاومون الغرباء قصارى جهدهم لإيقاف عمل نحميا. ولا بد ان تهديداتهم وكذبهم وافتراءهم وتهويلهم — بما في ذلك ارسال جواسيس في محاولة لإعاقته — كانت كأشواك لا تنفك تطعن جسده. فهل استسلم لمكايد هؤلاء الاعداء؟ كلا، فقد كان لديه ملء الثقة باللّٰه ولم يضعف. وهكذا، عندما تمت إعادة بناء اسوار اورشليم، زوَّدت هذه الاسوار دليلا لا يُمحى على دعم يهوه الحبي لنحميا. — نحميا ٤:١-١٢؛ ٦:١-١٩.
١٥ اية مشاكل بين اليهود ضايقت نحميا كثيرا؟
١٥ كان على الوالي نحميا ايضا ان يصارع مشاكل كثيرة بين شعب اللّٰه. وكانت هذه المشاكل كأشواك ضايقته كثيرا لأنها اثَّرت في علاقة الشعب بيهوه. فقد كان الاغنياء يطلبون فوائد باهظة. لذلك اضطر اخوتهم الافقر الى التخلي عن ارضهم، حتى بيع اولادهم للعبودية، لكي يسدِّدوا ديونهم ويدفعوا الضريبة الفارسية. (نحميا ٥:١-١٠) وكان يهود كثيرون ينتهكون يوم السبت ولا يقدِّمون الدعم للّاويين والهيكل. كما ان البعض تزوجوا «نساء اشدوديات وعمونيات وموآبيات». فكم آلم ذلك نحميا! ولكن لم تجعل ايّ من هذه الاشواك نحميا يستسلم. فمرة بعد اخرى، اثبت اهليته كداعم غيور لشرائع اللّٰه البارة. فلنقتدِ بنحميا ونرفض السماح لعدم امانة الآخرين بثنينا عن خدمة يهوه بولاء. — نحميا ١٣:١٠-١٣، ٢٣-٢٧.
تمكن امناء آخرون من العيش مع الاشواك
١٦-١٨ ايّ خلاف عائلي واجهه إسحاق ورفقة، حنة، داود، وهوشع؟
١٦ يحتوي الكتاب المقدس على امثلة اخرى كثيرة لأشخاص تمكنوا من العيش مع ظروف أليمة كانت كأشواك في جسدهم. وأحد مصادر اشواك كهذه هو المشاكل العائلية. فقد كانت زوجتا عيسو «مرارة نفس لإسحاق ورفقة»، والدَي عيسو. حتى ان رفقة قالت انها ملّت حياتها مع هاتَين الزوجتين. (تكوين ٢٦:٣٤، ٣٥؛ ٢٧:٤٦) فكروا ايضا في حنة وكيف كانت ضرّتها فننة ‹تغيظها غيظا› لأنها عاقر. ولربما عانت حنة هذا العذاب مرارا في البيت. لكنَّ فننة اغاظتها ايضا علنا — دون شك امام الاقرباء والاصدقاء — عندما كانت العائلة تحضر العيد في شيلوه. وكان ذلك يغرز الشوكة اكثر فأكثر في جسد حنة. — ١ صموئيل ١:٤-٧.
١٧ فكروا في ما احتمله داود بسبب الغيرة العمياء التي اظهرها حموه الملك شاول. فلإنقاذ حياته، اضطر الى العيش في مغاور في برية عين جدي، حيث كان عليه تسلق ممرات صخرية شديدة الانحدار وخطرة. ولا شك ان الظلم كان مغيظا كثيرا لأنه لم يخطئ الى شاول. رغم ذلك، اضطر داود ان يعيش طوال سنوات في حالة هرب دائم — وكل ذلك بسبب غيرة شاول. — ١ صموئيل ٢٤:١٤، ١٥؛ امثال ٢٧:٤.
١٨ تخيلوا ايضا الخلاف العائلي الذي واجهه النبي هوشع. فقد صارت زوجته عاهرة. ولا بد ان فسادها الادبي كان كأشواك تدمي فؤاده. وكم كان المه اعظم ايضا عندما ولدت ولدَين غير شرعيين نتيجة العهارة! — هوشع ١:٢-٩.
١٩ ايّ اضطهاد عاناه النبي ميخا؟
١٩ والشوكة الاخرى في الجسد هي الاضطهاد. تأملوا في ما حدث للنبي ميخا. لا شك ان ميخا البار تعذّب عندما رأى الملك الشرير اخآب يحيط نفسه بأنبياء كذبة ويصدِّق اكاذيبهم السافرة. وماذا فعل رئيس هؤلاء الدجّالين عندما اخبر ميخا اخآب ان كل هؤلاء الانبياء يتكلمون ‹بروح كذب›؟ «ضرب ميخا على الفك». والاسوأ من ذلك كان ردّ فعل اخآب لتحذير يهوه ان الحملة لاسترداد راموت جلعاد محكوم عليها بالفشل. فقد امر برمي ميخا في السجن وإعطائه كمية قليلة من الطعام والماء. (١ ملوك ٢٢:٦، ٩، ١٥-١٧، ٢٣-٢٨) تذكروا ايضا ارميا وكيف عامله مضطهدوه العنفاء. — ارميا ٢٠:١-٩.
٢٠ اية اشواك كان على نعمي احتمالها، وكيف كوفئت؟
٢٠ ان موت شخص نحبه هو ايضا ظرف مؤلم يمكن ان يكون كشوكة في الجسد. كان على نعمي احتمال المصاب الاليم الذي حلّ بها بموت زوجها وابنَيها. وعندما عادت الى بيت لحم كانت لا تزال تشعر بوجع الفاجعة. فقالت لأصدقائها ألا يدعوها نعمي، بل مُرّة، الاسم الذي يعبِّر عن مرارة الاختبار الذي مرت به. ولكن في النهاية، كافأها يهوه على احتمالها بحفيد صار احد الذين تحدر منهم المسيَّا. — راعوث ١:٣-٥، ١٩-٢١؛ ٤:١٣-١٧؛ متى ١:١، ٥.
٢١، ٢٢ كيف اصابت الخسارة ايوب، وكيف تجاوب؟
٢١ فكروا ايضا كم صُعق ايوب دون شك عندما سمع بالموت المفاجئ والعنيف الذي لحق بأولاده الاحباء العشرة، هذا دون ان نذكر خسارة كل ماشيته وخدمه. ففجأة، بدا وكأن عالمه ينهار! ثم وهو لا يزال تحت وطأة هذه الفواجع، ضربه الشيطان بمرض. وعلى الارجح، فكّر ان هذا المرض الخبيث سيؤدي الى موته. وقد صار ألمه لا يُطاق بحيث شعر ان الموت سيكون راحة له. — ايوب ١:١٣-٢٠؛ ٢:٧، ٨.
٢٢ وكأن كل ذلك لا يكفي، اتت اليه زوجته الحزينة والمتألمة وصرخت: «جدِّف على اللّٰه ومُت». فيا لها من شوكة في جسده الذي برّحه الالم! ثم اتى اصحابه الثلاثة. وبدلا من تعزيته، هاجموه بمنطق خادع، متَّهمينه بخطايا سرية ومفترضين انها سبب بليته. وحججهم الخاطئة كانت وكأنها تغرز الاشواك في جسده اكثر فأكثر. تذكروا ايضا انه لم يعرف لماذا هو مبتلى بهذه الامور الرهيبة؛ كما انه لم يعرف انه سينجو بحياته. رغم ذلك، «في كل هذا لم يخطئ ايوب ولم ينسب للّٰه جهالة». (ايوب ١:٢٢؛ ٢:٩، ترجمة تفسيرية، ٢:١٠؛ ٣:٣؛ ١٤:١٣؛ ٣٠:١٧، عج) فلم يتخلَّ قط عن مسلك استقامته رغم الاشواك الكثيرة التي اصابته في وقت واحد. فكم يشجِّعنا ذلك!
٢٣ لماذا تمكن الامناء الذين عالجنا امثلتهم من احتمال مختلف الاشواك في الجسد؟
٢٣ ليست الامثلة الآنفة سوى غيض من فيض. فالكتاب المقدس يحتوي على امثلة اكثر ايضا. وكان على كل هؤلاء الخدام الامناء ان يصارعوا الاشواك المجازية التي اصابتهم. وكم كانت المشاكل التي واجهوها متنوعة! ولكن كان لديهم قاسم مشترك: لم يتخلَّ احد منهم عن خدمة يهوه. فرغم امتحاناتهم الاليمة، تغلبوا على الشيطان بالقدرة التي منحهم اياها يهوه. وكيف ذلك؟ ستجيب المقالة التالية عن هذا السؤال وستُظهِر لنا كيف يمكننا نحن ايضا ان نعيش مع ايّ شيء قد يكون كشوكة في جسدنا.
[الحاشية]
a ان خطة طموحة من هذا النوع لا تتوافق مع شخصية مفيبوشث، الذي كان رجلا متواضعا ويملك التقدير. فدون شك، كان يعرف السجل الامين الذي صنعه ابوه يوناثان. فرغم ان يوناثان كان ابن الملك شاول، اعترف بتواضع بأن داود هو الذي اختاره يهوه ملكا على اسرائيل. (١ صموئيل ٢٠:١٢-١٧) وبما ان يوناثان كان ابا يخاف اللّٰه وصديقا وليا لداود، فلم يكن ليعلِّم ابنه الصغير الطُّموح الى السلطة الملكية.
-
-
العيش مع «شوكة في الجسد»برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
العيش مع «شوكة في الجسد»
«تكفيك نعمتي». — ٢ كورنثوس ١٢:٩.
١، ٢ (أ) لماذا لا ينبغي ان تحيِّرنا الامتحانات والمشاكل التي نواجهها؟ (ب) لماذا يمكن ان نكون شجعانا رغم المحن؟
«جميع الذين يرغبون في ان يحيوا بتعبد للّٰه في المسيح يسوع سيضطهدون ايضا». (٢ تيموثاوس ٣:١٢) ولماذا؟ لأن الشيطان يؤكد ان الانسان يخدم اللّٰه فقط من اجل اسباب انانية، وهو يستميت لإثبات هذا الادعاء. حذَّر يسوع ذات مرة رسله الامناء: «الشيطان قد طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة». (لوقا ٢٢:٣١) فقد عرف يسوع ان اللّٰه يسمح للشيطان بامتحاننا بالمشاكل المؤلمة. طبعا، لا يعني ذلك ان كل صعوبة نواجهها في الحياة تأتي مباشرة من الشيطان او ابالسته. (جامعة ٩:١١) لكنَّ الشيطان لا يألو جهدا لكسر استقامتنا.
٢ يخبرنا الكتاب المقدس انه لا ينبغي ان تحيِّرنا الامتحانات التي نمر بها. فمهما يحلّ بنا، فهو ليس غريبا او غير متوقع. (١ بطرس ٤:١٢) فهذه «الآلام عينها تُجرى على كامل معشر [إخْوَتنا] في العالم». (١ بطرس ٥:٩) واليوم، يضع الشيطان ضغطا هائلا على كل خادم للّٰه. فإبليس يبتهج بتعذيبنا قدر ما يستطيع بالمشاكل التي تكون كأشواك في جسدنا. ولهذه الغاية، يستخدم نظام اشيائه لكي يضيف او يزيد من حدة اية ‹اشواك في الجسد›. (٢ كورنثوس ١٢:٧) ولكن ليس بالضرورة ان تكسر هجمات الشيطان استقامتنا. فتماما كما ‹سيجعل يهوه لنا المنفذ› لاحتمال التجربة، سيفعل الامر نفسه عندما نواجه مشاكل هي كأشواك في جسدنا. — ١ كورنثوس ١٠:١٣.
كيف يمكن العيش مع شوكة في الجسد
٣ ماذا كان ردّ يهوه عندما طلب منه بولس إزالة الشوكة في جسده؟
٣ التمس الرسول بولس من اللّٰه ان يزيل الشوكة من جسده. «لأجل هذا توسّلت الى الرب ثلاث مرات ان تفارقني». وماذا كان ردّ يهوه على هذا التوسل الحار الذي قدّمه بولس؟ «تكفيك نعمتي؛ فإن قدرتي تُكمَل في الضعف». (٢ كورنثوس ١٢:٨، ٩) فلنحلِّل هذا الجواب ونرَ كيف يمكن ان يساعدنا على العيش مع اية مشاكل قد تكون كالاشواك المؤلمة.
٤ كيف استفاد بولس من نعمة يهوه؟
٤ لاحظوا ان اللّٰه شجّع بولس على تقدير نعمته التي منحه اياها بواسطة المسيح. حقا، كانت لدى بولس بركات كثيرة. فرغم انه قاوم أتباع يسوع بشراسة، احبه يهوه ومنحه الامتياز ان يكون تلميذا. (اعمال ٧:٥٨؛ ٨:٣؛ ٩:١-٤) بعدئذ انعم يهوه عليه العديد من التعيينات والامتيازات المثيرة. والدرس الذي نتعلمه من ذلك واضح: حتى في اسوإ الاحوال، لا تزال لدينا بركات كثيرة يجب ان نكون شاكرين عليها. ولا ينبغي ان تجعلنا المحن التي نمر بها ننسى صلاح يهوه الوافر. — مزمور ٣١:١٩، عج.
٥، ٦ (أ) كيف علَّم يهوه بولس ان القدرة الالهية «تُكمَل في الضعف»؟ (ب) كيف برهن مثال بولس ان الشيطان كاذب؟
٥ ان نعمة يهوه تكفينا بطريقة اخرى. فقوته اكثر من كافية لمساعدتنا خلال المحن. (افسس ٣:٢٠) وقد علَّم يهوه بولس ان القدرة الالهية «تُكمَل في الضعف». وكيف ذلك؟ لقد زوَّده بمحبة بالقدرة اللازمة ليواجه محنه. واحتمال بولس وثقته المطلقة بيهوه اظهرا لكل المسيحيين ان قدرة اللّٰه هي المنتصرة في حالة هذا الرجل الضعيف الخاطئ. ولكن تخيَّلوا ايّ وَقْع كان لذلك في ابليس، الذي يدَّعي ان الناس لا يخدمون اللّٰه إلا عندما تكون حياتهم هادئة خالية من المشاكل. فكم صُعق هذا المفتري عندما حافظ بولس على استقامته!
٦ لقد كان بولس حليفا سابقا للشيطان في حربه ضد اللّٰه، مضطهدا متغطرسا للمسيحيين، وفريسيا متعصبا تنعّم دون شك بوسائل ترف كثيرة بسبب تحدُّره من طبقة غنية. لكنه صار يخدم يهوه والمسيح ‹كأصغر الرسل›. (١ كورنثوس ١٥:٩) ولذلك كان يذعن بتواضع لسلطة الهيئة الحاكمة المسيحية في القرن الاول ويحتمل بأمانة رغم الشوكة في جسده. وما اغاظ الشيطان هو ان المحن التي مرّ بها بولس لم تجعل غيرته تفتر. فلم يغِبْ عن باله قط رجاؤه ان يشترك مع المسيح في الملكوت السماوي. (٢ تيموثاوس ٢:١٢؛ ٤:١٨) ولم يكن بإمكان اية شوكة، مهما كانت مؤلمة، ان تجعل غيرته تخبو. فلتظلَّ غيرتنا نحن ايضا شديدة! فدعم يهوه ايانا في المحن يمنحنا امتياز المساهمة في البرهان ان الشيطان كاذب. — امثال ٢٧:١١.
تدبيرات يهوه مهمة
٧، ٨ (أ) بأية وسائل يقوّي يهوه خدامه اليوم؟ (ب) لماذا قراءة الكتاب المقدس ودرسه يوميا مهمان جدا للعيش مع شوكة في جسدنا؟
٧ اليوم ايضا، يقوّي يهوه المسيحيين الامناء بواسطة روحه القدس، كلمته، ومعشر إخْوَتنا المسيحي. وكالرسول بولس، يمكننا إلقاء همنا على يهوه بواسطة الصلاة. (مزمور ٥٥:٢٢) ورغم ان اللّٰه قد لا يزيل محننا، فهو يمنحنا الحكمة لمواجهتها، حتى عندما تكون صعبة الاحتمال. كما انه يمنحنا الثبات — اذ يعطينا «القدرة التي تفوق ما هو عادي» — لمساعدتنا على الاحتمال. — ٢ كورنثوس ٤:٧.
٨ وكيف ننال هذه المساعدة؟ يجب ان ندرس كلمة اللّٰه باجتهاد لأنها تحتوي على تعزياته الاكيدة. (مزمور ٩٤:١٩) ففي الكتاب المقدس نقرأ الكلمات المؤثرة التي تفوّه بها خدام اللّٰه وهم يلتمسون منه المساعدة. ويمكننا التأمل في اجوبة يهوه التي غالبا ما تشمل استخدام كلمات معزية. كما ان الدرس سيقوّينا لتكون «القدرة التي تفوق ما هو عادي للّٰه لا منا». وتماما كما اننا بحاجة الى تناول الطعام الجسدي يوميا لنأخذ الغذاء والقوة، يجب ان نتغذى بكلمات اللّٰه قانونيا. فهل نفعل ذلك؟ بفعلنا ذلك نرى ان نيلنا «القدرة التي تفوق ما هو عادي» يساعدنا على احتمال الاشواك المجازية التي تصيبنا الآن.
٩ كيف يمكن للشيوخ ان يدعموا الذين يواجهون المشاكل؟
٩ يمكن للشيوخ المسيحيين الخائفين اللّٰه ان ‹يكونوا كمخبإ من ريح› الشدائد، ‹وستارة من سيل› المشاكل. والشيوخ الذين يريدون ان ينطبق عليهم هذا الوصف الموحى به يطلبون بتواضع وإخلاص ان يعطيهم يهوه «لسان المتعلمين» لكي يعرفوا كيف يجيبون المتألمين بالكلمات الصائبة. فكلماتهم يمكن ان تكون كمطر خفيف يهدِّئنا ويعزّينا في الظروف الصعبة. وبالتكلم بطريقة ‹تعزّي النفوس المكتئبة›، يدعم الشيوخ إخوتهم وأخواتهم الروحيين او المُتعبين او المكتئبين بسبب شوكة ما في جسدهم. — اشعياء ٣٢:٢؛ ٥٠:٤؛ ١ تسالونيكي ٥:١٤.
١٠، ١١ كيف يمكن لخدام اللّٰه ان يشجِّعوا الذين يمرون بامتحانات قاسية؟
١٠ كل خدام يهوه هم جزء من عائلته المسيحية الموحَّدة. نعم، ان «كل واحد منا عضو للآخر»، ونحن «مُلزَمون ان نحب بعضنا بعضا». (روما ١٢:٥؛ ١ يوحنا ٤:١١) وكيف نتمِّم هذا الالتزام؟ تقول ١ بطرس ٣:٨ اننا نفعل ذلك عندما ‹نشاطر الآخرين مشاعرهم، ونكون ذوي مودة اخوية وحنان› لكل الذين يشاركوننا ايماننا. أما المصابون بشوكة مؤلمة في الجسد، سواء كانوا صغارا او كبارا، فبإمكاننا جميعا ان نوليهم اعتبارا خصوصيا. وكيف ذلك؟
١١ ينبغي ان نسعى الى تفهّم معاناتهم. فإذا كنا غير متعاطفين او متحجري القلب او غير مبالين، فقد نزيد من معاناتهم عن غير قصد. والشعور معهم يجب ان يدفعنا الى الانتباه لكلماتنا، اسلوبنا في الكلام، وتصرفاتنا. كما ان موقفنا الايجابي والتشجيع الذي نمنحهم اياه يمكن ان يساهما في التخفيف من حدة الالم الناتج عن الشوكة التي اصابتهم. وبذلك نكون عونا مقويا لهم. — كولوسي ٤:١١.
كيف يتمكن البعض من العيش مع شوكتهم
١٢-١٤ (أ) ماذا فعلت امرأة مسيحية لمواجهة مرض السرطان؟ (ب) كيف دعم الاخوة والاخوات الروحيون هذه المرأة وشجَّعوها؟
١٢ فيما نقترب من نهاية هذه الايام الاخيرة، تزداد «الشدائد» يوميا. (متى ٢٤:٨) لذلك فإن الجميع على الارض، وخصوصا خدام يهوه الامناء الذين يحاولون فعل مشيئته، سيقعون على الارجح في المحن. خذوا على سبيل المثال ما حدث مع امرأة مسيحية هي خادمة كامل الوقت. فقد شُخِّص ان لديها سرطانا ويجب ان تخضع لعملية جراحية لإزالة الغدد اللّعابية واللمفاوية. وفور معرفتها بالأمر، صلّت هي وزوجها وتضرعا مطوّلا الى يهوه. قالت لاحقا انهما احسّا بسلام غامر. مع ذلك، مرّت بانتكاسات، وخصوصا عند تحمل التأثيرات الجانبية لعلاجها.
١٣ ولمعالجة حالتها، حاولت ان تعرف قدر المستطاع عن مرض السرطان. فاستشارت اطباءها. وقد وجدت في برج المراقبة و استيقظ! والمطبوعات المسيحية قصص حياة تُظهِر كيف تمكن اشخاص من العيش مع هذا المرض. كما انها قرأت مقاطع من الكتاب المقدس تُظهِر قدرة يهوه على دعم شعبه في الصعوبات بالإضافة الى معلومات مفيدة اخرى.
١٤ اقتبست احدى المقالات عن مواجهة اليأس هذه الكلمات الحكيمة: «المعتزل يطلب شهوته». (امثال ١٨:١) لذلك قدَّمت المقالة هذه النصيحة: «يجب ان نقاوم الاعتزال».a وتخبر الاخت: «قال لي كثيرون انهم يصلّون من اجلي؛ واتَّصل بي آخرون بالهاتف. كان شيخان يتَّصلان بي دائما ليطمئنا عليّ. كما تسلّمت الازهار والكثير من البطاقات. حتى ان البعض كانوا يعدّون الطعام وتطوّع كثيرون ان يأخذوني لأتلقى العلاج».
١٥-١٧ (أ) كيف تمكنت احدى النساء المسيحيات من مواجهة الصعوبات الناجمة عن حادثَين تعرضت لهما؟ (ب) كيف دعمها افراد الجماعة؟
١٥ تعرّضت اخت تخدم يهوه منذ وقت طويل في نيو مكسيكو، الولايات المتحدة الاميركية، لحادثَي سير. فأُصيبت رقبتها وكتفاها، مما زاد من حدة التهاب المفاصل الذي كانت تعانيه منذ اكثر من ٢٥ سنة. تروي: «كنت استصعب رفع رأسي وحمل ايّ شيء وزنه اكثر من كيلوڠرامين. لكنَّ الصلاة الحارة الى يهوه دعمتني كثيرا. وكذلك المقالات التي درسناها في برج المراقبة. وقد علَّقت إحداها على ميخا ٦:٨ حسب ترجمة العالم الجديد، قائلة ان السلوك باحتشام مع اللّٰه يعني معرفة المرء حدوده. وهذا ما ساعدني على الادراك ان حالتي لا ينبغي ان تجعلني اتثبط، رغم ان الوقت الذي اقضيه في الخدمة اقل مما ارغب. فخدمته بدوافع نقية هي اهم شيء».
١٦ وتضيف ايضا: «كان الشيوخ يمدحونني دائما على جهودي لحضور الاجتماعات والذهاب الى خدمة الحقل. وكان الاحداث يسلِّمون عليّ ويعانقونني. كما كان الفاتحون صبورين جدا عليّ وكثيرا ما كانوا يعدِّلون برنامجهم حين اكون مريضة. وفي الطقس الرديء، كانوا يأخذونني الى زياراتهم او دروسهم في الكتاب المقدس. وبما انني لم استطع حمل حقيبة للكتب، كان الناشرون يضعون مطبوعاتي في حقيبتهم عندما ارافقهم في العمل الكرازي».
١٧ لاحِظوا كيف ساعد الشيوخ والرفقاء المؤمنون في الجماعة هاتين الاختين على العيش مع عجزهما الذي هو كشوكة في جسدهما. فقد قدَّموا المساعدة العملية واللطيفة بهدف سدّ الحاجات الخصوصية الروحية والجسدية والعاطفية. أفلا يشجِّعنا ذلك على مدّ يد المساعدة لإخوتنا وأخواتنا الذين تلمّ بهم المشاكل؟ وأنتم ايها الاحداث يمكنكم ايضا ان تكونوا عونا لأفراد جماعتكم الذين يصارعون اشواكا في جسدهم. — امثال ٢٠:٢٩.
١٨ ايّ تشجيع نجده في قصص الحياة التي تُنشر في مجلتَي برج المراقبة و استيقظ!؟
١٨ تنشر مجلتا برج المراقبة و استيقظ! قصص حياة واختبارات كثيرة عن شهود احتملوا ولا يزالون يحتملون المشاكل في الحياة. وإذ تقرأون هذه المقالات قانونيا، ترون ان كثيرين من إخوتكم وأخواتكم الروحيين حول العالم يحتملون المشاكل الاقتصادية، موت احبائهم في الكوارث، والخطر في اوقات الحرب. أما آخرون فيعيشون مع امراض تتركهم عاجزين. فكثيرون لا يستطيعون القيام بأمور بسيطة يعتبرها الذين لديهم صحة جيدة امورا مسلّما بها. ومرضهم هو امتحان شديد لهم، وخصوصا عندما لا يتمكنون من الاشتراك في النشاطات المسيحية قدر ما يودّون. فكم يقدِّرون المساعدة والدعم اللذين يمنحهم اياهما إخوتهم وأخواتهم، صغارا وكبارا!
الاحتمال ينتج السعادة
١٩ لماذا تمكن بولس من الفرح رغم محنه وضعفاته التي كانت كالاشواك في جسده؟
١٩ فرح بولس عندما رأى كيف قوّاه اللّٰه. قال: «بكل سرور . . . افتخر بالحري من جهة ضعفاتي، لتبقى قدرة المسيح مخيِّمة عليّ. لذلك أُسَرّ بالضعفات، والاهانات، والاحتياجات، والاضطهادات، والمصاعب، لأجل المسيح. فحينما اكون ضعيفا، فحينئذ اكون قويا». (٢ كورنثوس ١٢:٩، ١٠) وبسبب اختباره الشخصي، تمكن من القول بثقة: «لست اقول هذا عن عوز، لأني تعلمت ان اكون مكتفيا في ايّ ظرف اكون فيه. انني اعرف ان اعيش في قلة، وأعرف ان اعيش في سعة. في كل شيء وفي كل ظرف تعلمت سرّ الشبع وكذلك سر الجوع، ان اعيش في سعة وكذلك ان اعاني العوز. اني استطيع كل شيء بذاك الذي يمنحني القوة». — فيلبي ٤:١١-١٣.
٢٠، ٢١ (أ) لماذا يمكن ان نجد الفرح في التأمل في «الامور التي لا تُرى»؟ (ب) ما هي بعض «الامور التي لا تُرى» والتي ترجون ان تروها في الفردوس الارضي؟
٢٠ باحتمال اية شوكة مجازية في جسدنا، يمكننا ايجاد سعادة كبيرة عندما نُظهِر للجميع ان قدرة يهوه تُكمَل في ضعفنا. كتب بولس: «لا يفتر عزمنا . . . انساننا الداخلي، لا ريب، يتجدد يوما فيوما. فالضيق، مع انه وجيز وخفيف، ينتج لنا مجدا ذا وزن فائق اكثر فأكثر وأبديا، فيما نبقي اعيننا . . . على الامور التي لا تُرى. فالتي . . . لا تُرى . . . ابدية». — ٢ كورنثوس ٤:١٦-١٨.
٢١ يرجو معظم شعب يهوه اليوم ان يعيشوا في فردوسه الارضي ويتمتعوا بالبركات التي وعد بها. صحيح ان هذه البركات اليوم «لا تُرى»، لكنَّ الوقت يقترب بسرعة حين سنرى هذه البركات بأمّ اعيننا ونتمتع بها الى الابد. وإحدى هذه البركات هي الراحة الناتجة عن عدم اضطرارنا ان نعيش مع اية مشكلة تكون كشوكة في جسدنا! فابن اللّٰه ‹سيحبط اعمال ابليس› و «يبيد . . . مَن في وسعه ان يسبِّب الموت». — ١ يوحنا ٣:٨؛ عبرانيين ٢:١٤.
٢٢ بمَ ينبغي ان نثق وعلامَ ينبغي ان نصمِّم؟
٢٢ لذلك مهما كانت الشوكة في جسدنا التي تؤلمنا اليوم، فلنستمر في العيش معها. وكبولس، سيمنحنا يهوه بسخاء القدرة على ذلك. وفي الفردوس الارضي، سنبارك يهوه الهنا كل يوم على كل حسناته الرائعة لنا. — مزمور ١٠٣:٢.
[الحاشية]
a انظروا مقالة «وجهة نظر الكتاب المقدس: كيف يواجَه اليأس»، في عدد ٨ ايار (مايو) ٢٠٠٠ من استيقظ!.
-