مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يسوع المسيح ابن اللّٰه الحبيب
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • يسوع المسيح ابن اللّٰه الحبيب

      ‏«وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.‏» —‏ متى ٣:‏١٧‏.‏

      ١ و ٢ (‏أ)‏ اية حقيقة بسيطة يعلِّمها الكتاب المقدس في ما يتعلق باللّٰه القادر على كل شيء ويسوع المسيح؟‏ (‏ب)‏ ماذا تعلِّم اديان العالم المسيحي؟‏

      اعتمد يسوع بعمر ٣٠ سنة بالتغطيس في الماء.‏ وعندما صعد من الماء قال صوت من السماء:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.‏» (‏متى ٣:‏١٧‏)‏ كان هذا الصوت صوت اللّٰه.‏ وفي مناسبة اخرى،‏ في الصلاة الى اللّٰه،‏ قال يسوع:‏ «ايها الآب مجد اسمك.‏» وعندما قال يسوع ذلك ‹جاء صوت اللّٰه من السماء:‏ مجدت وامجد ايضا.‏› —‏ يوحنا ١٢:‏٢٨‏.‏

      ٢ من هاتين الروايتين يستطيع حتى الطفل ان يفهم ان العلاقة بين اللّٰه القادر على كل شيء ويسوع المسيح كانت تلك التي لأب وابنه الحبيب،‏ شخصين مختلفين.‏ ومع ذلك،‏ فان حقيقة الكتاب المقدس البسيطة هذه ترفضها اديان العالم المسيحي.‏ فهي تصرّ ان يسوع المسيح هو اللّٰه القادر على كل شيء نفسه،‏ الاقنوم الثاني من الثالوث،‏ بحيث يكون الاقنوم الثالث الروح القدس.‏

      ٣ كيف يَظهر التشويش بشأن عقيدة الثالوث؟‏

      ٣ وهذا التعليم سبَّب تشويشا عظيما بين الناس في اديان العالم المسيحي،‏ الامر الذي هو احد الاسباب لدعوة «دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة» الثالوث سراً.‏ حقا،‏ انه يسبب تشويشا حتى بين رجال الدين،‏ ولذلك تقول دائرة المعارف ايضا:‏ «هنالك قليلون من معلّمي اللاهوت الثالوثي في المعاهد اللاهوتية الكاثوليكية الرومانية الذين لم ينزعجوا من حين الى آخر بالسؤال،‏ ‹ولكن كيف يكرز المرء بالثالوث؟‏› واذا كان السؤال دليلا على التشويش من جهة التلاميذ فربما لا يكون سوى دليل على تشويش مماثل من جهة معلِّميهم.‏»‏

      ٤ ما هو التعليم الرسمي للكنائس في ما يتعلق بالثالوث؟‏

      ٤ وهذه العقيدة المشوِّشة هي المعتقد الرئيسي للديانتين الكاثوليكية والبروتستانتية.‏ تعلن «دائرة المعارف الكاثوليكية»:‏ «الثالوث هو التعبير المستعمل للاشارة الى العقيدة الرئيسية للدين المسيحي .‏ .‏ .‏ وهكذا،‏ بكلمات الدستور الأثناسيوسي:‏ ‹الآب هو اللّٰه،‏ الابن هو اللّٰه،‏ والروح القدس هو اللّٰه،‏ وايضا ليس هنالك ثلاثة آلهة بل اله واحد.‏›» وعلى نحو مماثل،‏ في قضية قضائية تشمل شهود يهوه في اليونان،‏ قالت الكنيسة الارثوذكسية اليونانية:‏ «ان العقيدة الرئيسية للمسيحية،‏ التي يعترف جميع المسيحيين بالايمان بها .‏ .‏ .‏ بصرف النظر عن الطائفة او المذهب،‏ هي .‏ .‏ .‏ الثالوث،‏ ان اللّٰه واحد في ثلاثة اقانيم.‏» وأعلنت الكنيسة الارثوذكسية اليونانية ايضا:‏ «المسيحيون هم اولئك الذين يقبلون المسيح بصفته اللّٰه.‏» وقالت ان اولئك الذين لا يقبلون الثالوث ليسوا مسيحيين ولكنهم هرطوقيون.‏

      ٥ و ٦ لماذا من المهم معرفة الحقيقة عن هذه المسألة؟‏

      ٥ ولكن،‏ ان لم يكن تعليم الثالوث «الرئيسي» هذا للعالم المسيحي صحيحا،‏ اذا كان كذبا،‏ حينئذ يكون العكس الحقيقة الواقعة.‏ فالمسيحيون الحقيقيون يرفضونه.‏ واولئك الذين ارتدوا عن المسيحية يتمسكون به.‏ وبأية نتائج للفريق الاخير؟‏ في السفر الاخير للكتاب المقدس،‏ «اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه اللّٰه،‏» نقرأ عن اولئك الذين ليسوا اهلا للحياة الابدية في ملكوت اللّٰه:‏ «خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الاوثان وكل من يحب ويصنع كذبا‏.‏» —‏ رؤيا ١:‏١؛‏ ٢٢:‏١٥‏.‏

      ٦ وبسبب اهميتها يجب ان نعرف اين تأصلت فكرة الثالوث هذه ولماذا تأصلت.‏ مَن هو حقا وراءها؟‏ ماذا لدى علم الكتاب المقدس العصري ليقوله عنها؟‏ ولكن قبل مناقشة هذه المسائل دعونا نفحص ايضا ما تقوله كلمة اللّٰه الموحى بها.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ليس ‹اللّٰه الابن،‏› بل «ابن اللّٰه»‏

      ٧ ماذا يكشف الدرس العديم المحاباة للكتاب المقدس عن يسوع؟‏

      ٧ لم يدَّعِ يسوع قط انه اللّٰه القادر على كل شيء نفسه.‏ وكل قراءة عديمة المحاباة للكتاب المقدس دون افكار مكوَّنة من قبل عن الثالوث تؤكد صحة ذلك.‏ مثلا،‏ في يوحنا ٣:‏١٦‏،‏ قال يسوع:‏ «لانه هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد.‏‏» وبعد عددين فقط قال يسوع ثانية انه «ابن اللّٰه الوحيد.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٨‏)‏ وعندما اتَّهم اليهود يسوع بالتجديف اجاب:‏ «فالذي قدَّسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن اللّٰه.‏» (‏يوحنا ١٠:‏٣٦‏)‏ فيسوع لم يقل انه ‹اللّٰه الابن،‏› بل انه «ابن اللّٰه.‏»‏

      ٨ اية شهادة اعطاها قائد مئة واولئك الذين معه؟‏

      ٨ وعندما مات يسوع فحتى الجنود الرومان الواقفون جانبا عرفوا ان يسوع ليس اللّٰه:‏ «واما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدا وقالوا حقا كان هذا ابن اللّٰه.‏» (‏متى ٢٧:‏٥٤‏)‏ فلم يقولوا ‹كان هذا اللّٰه› او ‹كان هذا اللّٰه الابن،‏› لان يسوع وتلاميذه علَّموا ان يسوع هو ابن اللّٰه،‏ لا اللّٰه القادر على كل شيء في طبيعة بشرية.‏

      ٩،‏ ١٠ اية شهادة قوية معطاة في الاناجيل عن العلاقة بين اللّٰه ويسوع؟‏

      ٩ واللّٰه نفسه شهد ان يسوع هو ابنه الحبيب كما اشار احد كتبة الكتاب المقدس متّى عندما اعتمد يسوع.‏ (‏متى ٣:‏١٧‏)‏ وأشار كتبة آخرون للكتاب المقدس الى الامر نفسه.‏ فكتب مرقس:‏ «وكان صوت من السموات.‏ انت ابني الحبيب الذي به سررت.‏» (‏مرقس ١:‏١١‏)‏ وقال لوقا:‏ «وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت.‏» (‏لوقا ٣:‏٢٢‏)‏ ويوحنا المعمدان،‏ الذي عمد يسوع،‏ شهد:‏ «شهدت ان هذا [يسوع] هو ابن اللّٰه.‏» (‏يوحنا ١:‏٣٤‏)‏ وهكذا فان اللّٰه نفسه وكتبة الاناجيل الاربعة جميعهم ويوحنا المعمدان ذكروا بوضوح ان يسوع هو ابن اللّٰه.‏ وبعد مدة،‏ عند تجلي يسوع،‏ حدث امر مماثل:‏ «وصار صوت [اللّٰه] من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب.‏ له اسمعوا.‏» —‏ لوقا ٩:‏٣٥‏.‏

      ١٠ وفي هذه الروايات،‏ هل كان اللّٰه يقول انه ابنه وأنه ارسل نفسه وأنه سرَّ بنفسه؟‏ كلا،‏ فاللّٰه الآب،‏ الخالق،‏ كان يقول انه ارسل ابنه يسوع،‏ شخصا منفصلا،‏ ليقوم بعمل اللّٰه.‏ ولذلك في كل مكان من الاسفار اليونانية تُستعمل العبارة «ابن اللّٰه» لتشير الى يسوع.‏ ولكننا لا نلاحظ ولا مرة عبارة ‹اللّٰه الابن،‏› لان يسوع لم يكن اللّٰه القادر على كل شيء.‏ لقد كان ابن اللّٰه.‏ فهما شخصان مختلفان،‏ وما من «سرّ» لاهوتي يمكن ان يغيّر هذه الحقيقة.‏

      الآب اسمى من الابن

      ١١ كيف اظهر يسوع ان اللّٰه اسمى منه؟‏

      ١١ عرف يسوع انه ليس مساويا لابيه ولكنه بكل طريقة في مركز ادنى.‏ وعرف انه ابن حبيب يملك محبة عميقة لابيه.‏ ولذلك تلفظ يسوع تكرارا بأقوال كالتالية:‏ «لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل.‏» (‏يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ «لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني.‏» (‏يوحنا ٦:‏٣٨‏)‏ «تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني.‏» (‏يوحنا ٧:‏١٦‏)‏ «انا اعرفه [اللّٰه] لاني (‏ممثِّل)‏ منه وهو ارسلني.‏» (‏يوحنا ٧:‏٢٩‏)‏ فالذي يرسِل يكون الاسمى.‏ والمرسَل يكون الادنى،‏ الخادم.‏ فاللّٰه هو المرسِل.‏ ويسوع هو المرسَل.‏ وهما ليسا الشخص نفسه.‏ وكما عبَّر يسوع عن ذلك:‏ «ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسِله.‏» —‏ يوحنا ١٣:‏١٦‏.‏

      ١٢ اي مثل يُظهر مركز يسوع الادنى بالنسبة الى الآب؟‏

      ١٢ وهذا ايضا جرى توضيحه في مثل اعطاه يسوع.‏ لقد شبَّه اباه،‏ يهوه اللّٰه،‏ بصاحب كرم سافر وترك الكرم في عهدة الكرامين —‏ الذين على نحو واضح يرمزون الى رجال الدين اليهود.‏ وبعد مدة ارسل صاحب الكرم عبدا ليأخذ من ثمر الكرم،‏ ولكنّ الكرامين جلدوه وأرسلوه فارغا.‏ ثم ارسل صاحب الكرم عبدا ثانيا فحدث الامر نفسه.‏ وأرسل عبدا ثالثا نال المعاملة نفسها.‏ حينئذ قال صاحب الكرم (‏اللّٰه)‏:‏ «ارسل ابني [يسوع] الحبيب.‏ لعلهم اذا رأوه يهابون.‏» لكنّ الكرامين الفاسدين قالوا:‏ «هذا هو الوارث.‏ هلموا نقتله لكي يصير لنا الميراث.‏ فاخرجوه خارج الكرم وقتلوه.‏» (‏لوقا ٢٠:‏٩-‏١٦‏)‏ ومرة ثانية،‏ يوضح ذلك ان يسوع خاضع للآب،‏ مرسَل من الآب ليفعل مشيئة الآب.‏

      ١٣ اية اقوال واضحة للكتاب المقدس تُظهر ان اللّٰه اسمى من يسوع؟‏

      ١٣ قال يسوع نفسه:‏ «ابي اعظم مني.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٢٨‏)‏ فيجب ان نصدق يسوع،‏ لانه بالتأكيد عرف حقيقة علاقته بأبيه.‏ والرسول بولس ايضا عرف ان اللّٰه اسمى من يسوع وقال:‏ ‹الابن [يسوع] نفسه ايضا سيخضع .‏ .‏ .‏ للّٰه.‏› (‏١ كورنثوس ١٥:‏٢٨‏)‏ وتجري رؤية ذلك ايضا في قول بولس في ١ كورنثوس ١١:‏٣‏:‏ «رأس المسيح هو اللّٰه.‏» ويسوع اعترف ان له الها اسمى عندما قال لتلاميذه:‏ «اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم.‏» —‏ يوحنا ٢٠:‏١٧‏.‏

      ١٤ اية آيات اخرى تُظهر ان يسوع ليس اللّٰه القادر على كل شيء؟‏

      ١٤ وذكر يسوع تفوق اللّٰه عندما طلبت امّ اثنين من التلاميذ ان يجلس ابناها واحد عن يمين يسوع والآخر عن يساره متى جاء في ملكوته.‏ فأجاب:‏ «اما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه.‏» (‏متى ٢٠:‏٢٣‏)‏ فلو كان يسوع اللّٰه القادر على كل شيء لكان له ان يعطي.‏ ولكن لم يكن له ذلك.‏ فكان لأبيه ان يعطي.‏ وعلى نحو مماثل،‏ عندما سرد نبوته عن نهاية نظام الاشياء هذا،‏ ذكر يسوع:‏ «واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب.‏» ‏(‏مرقس ١٣:‏٣٢‏)‏ فلو كان يسوع اللّٰه القادر على كل شيء لعلم بذلك اليوم وتلك الساعة.‏ ولكنه لم يعلَم لانه لم يكن اللّٰه الكلي المعرفة.‏ لقد كان ابن اللّٰه ولم يعلَم كل ما يعلَمه ابوه.‏

      ١٥ عندما كان يسوع على وشك الموت،‏ كيف اظهر الخضوع للّٰه؟‏

      ١٥ عندما كان يسوع على وشك الموت اظهر الخضوع لابيه في الصلاة:‏ «يا ابتاه إن شئت ان تجيز عني هذه الكأس.‏ ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.‏» (‏لوقا ٢٢:‏٤٢‏)‏ فالى مَن كان يسوع يصلّي؟‏ الى نفسه؟‏ كلا،‏ كان يصلّي الى ابيه في السماء.‏ وهذا يَظهر بوضوح بقوله:‏ «لتكن لا ارادتي بل ارادتك.‏» وبعدئذ،‏ عند موته،‏ صرخ يسوع:‏ «الهي الهي لماذا تركتني.‏» (‏مرقس ١٥:‏٣٤‏)‏ فالى مَن كان يسوع يصرخ؟‏ الى نفسه؟‏ كلا،‏ كان يصرخ الى ابيه الذي في السماء.‏

      ١٦ كيف يُظهر موت وقيامة يسوع انه لا يمكن ان يكون اللّٰه القادر على كل شيء نفسه؟‏

      ١٦ وبعد موت يسوع كان في القبر نحو ثلاثة ايام.‏ فمَن اقامه؟‏ بما انه كان ميتا فهو لا يتمكن من اقامة نفسه.‏ ولو لم يكن ميتا حقا لما تمكن من دفع ثمن الفدية عن خطية آدم.‏ لكنه مات فعلا،‏ وكان غير موجود نحو ثلاثة ايام.‏ ويخبرنا الرسول بطرس مَن اقام يسوع:‏ «اقامه اللّٰه ناقضا اوجاع الموت.‏» (‏اعمال ٢:‏٢٤‏)‏ فالاسمى،‏ اللّٰه القادر على كل شيء،‏ اقام الادنى،‏ ابنه الحبيب،‏ يسوع،‏ من الموت.‏ ولايضاح ذلك:‏ عندما اقام يسوع لعازر من الموت،‏ مَن كان اسمى؟‏ يسوع كان الاسمى،‏ لأنه تمكن ان يعيد لعازر من الموت.‏ (‏يوحنا ١١:‏٤١-‏٤٤‏)‏ والامر نفسه كان عندما اقام اللّٰه يسوع.‏ فاللّٰه كان الاسمى،‏ لأنه تمكن ان يعيد يسوع من الموت.‏

      ١٧ اي دليل آخر هنالك على ان يسوع ليس اللّٰه؟‏

      ١٧ من غير المعقول ان يكون يسوع اللّٰه نفسه،‏ لان اللّٰه خلق يسوع.‏ لاحظوا كيف ينقل «مؤكد اللسانين» لبنيامين ولسون الرؤيا الاصحاح ٣،‏ العدد ١٤‏:‏ «هذا يقوله الآمين،‏ الشاهد الأمين والصادق [يسوع]،‏ بداءة خليقة اللّٰه.‏‏» وعلى نحو مماثل،‏ تقول كولوسي ١:‏١٥،‏ ١٦ عن يسوع:‏ «هو صورة اللّٰه غير المنظور بكر كل خليقة.‏ فانه (‏بواسطته خُلقت كل الاشياء الاخرى)‏ ما في السموات وما على الارض .‏ .‏ .‏ (‏كل الاشياء الاخرى)‏ به وله قد (‏خُلقت)‏.‏» ففي السماء خلق اللّٰه القادر على كل شيء ابنه مباشرة ومن ثم «(‏بواسطته)‏،‏» او «به،‏» خلق الاشياء الاخرى،‏ تماما كما يمكن ان يكون للعامل الماهر مستخدَم مدرَّب يقوم بالعمل عنه.‏ وهذه الاشياء التي خُلقت «بواسطته» لم تشمل يسوع نفسه،‏ لان اللّٰه كان قد خلقه.‏ وهكذا يدعى ‹البكر،‏› «الوحيد.‏» وعندما يكون الولد بكرا،‏ وحيدا،‏ لا يعني ذلك ابدا ان الولد هو الأب نفسه.‏ انه يعني دائما ان هنالك شخصيتين مختلفتين مشمولتين،‏ الأب والولد.‏

      الروح القدس—‏ شخص ام قوة فعالة؟‏

      ١٨ ماذا يعلِّم الكتاب المقدس في ما يتعلق بالروح القدس؟‏

      ١٨ ماذا بشأن الاقنوم الثالث المزعوم من الثالوث،‏ الروح القدس،‏ الذي يقال انه مساوٍ في القوة والجوهر والسرمدية للآب والابن؟‏ لا يوجد مكان في الكتاب المقدس يُذكر فيه الروح القدس مع اللّٰه والمسيح بصفته مساويا لهما.‏ مثلا،‏ في مناسبة معمودية يسوع،‏ تظهر مرقس ١:‏١٠ ان الروح القدس نزل على يسوع «مثل حمامة،‏» لا في شكل بشري.‏ فالروح القدس لم يكن شخصا آتيا على يسوع بل كان قوة اللّٰه الفعالة.‏ وهذه القوة من اللّٰه مكَّنت يسوع ان يشفي المرضى ويقيم الموتى.‏ وكما تقول لوقا ٥:‏١٧ في «مؤكد اللسانين»:‏ «قوة الرب [اللّٰه] القديرة كانت عليه [يسوع] ليشفي.‏» وفي ما بعد،‏ في يوم الخمسين،‏ أُعطي الرسل ايضا قوة من اللّٰه ليشفوا المرضى ويقيموا الموتى.‏ فهل جعلهم ذلك جزءا من «الوهية» معيَّنة؟‏ كلا،‏ لقد جرى اعطاؤهم ببساطة قوة من اللّٰه،‏ بواسطة المسيح،‏ ليفعلوا ما لا يستطيع البشر عادة ان يفعلوه.‏

      ١٩ لماذا من غير المعقول ان يكون الروح القدس الاقنوم الثالث من الثالوث؟‏

      ١٩ وهذه القوة الفعالة عينها مذكورة في افسس ٥:‏١٨ حيث يقدم بولس المشورة:‏ «امتلئوا بالروح.‏» وعلى نحو مماثل،‏ تقول اعمال ٧:‏٥٥ ان استفانوس كان ‹ممتلئا من الروح القدس.‏› وفي يوم الخمسين ‹امتلأ جميع› أتباع يسوع «من الروح القدس.‏» (‏اعمال ٢:‏٤‏)‏ فهل يمكن لانسان ان يمتلئ من شخص آخر؟‏ كلا،‏ ولكن يمكنه ان يمتلئ من القوة التي تأتي من اللّٰه.‏ والروح القدس هذا هو القوة نفسها التي استعملها اللّٰه ليخلق الكون.‏ وكما تقول تكوين ١:‏٢‏،‏ ع‌ج:‏ «قوة اللّٰه الفعالة كانت تتحرك ذهابا وايابا على وجه المياه.‏»‏

      ٢٠ اية رؤيا رآها استفانوس تُظهر ايضا ان الثالوث ليس حقيقة؟‏

      ٢٠ وبعد قيامة يسوع نال استفانوس رؤيا عن السماء و «رأى مجد اللّٰه ويسوع قائما عن يمين اللّٰه.‏» (‏اعمال ٧:‏٥٥‏)‏ وهكذا فان شخصين منفصلين كانا موجودين في السماء:‏ (‏١)‏ اللّٰه و (‏٢)‏ يسوع المسيح المقام.‏ ولا يُذكر الروح القدس في هذه الرؤيا لانه لم يكن اقنوما ثالثا من الثالوث.‏ والروح القدس،‏ لكونه قوة اللّٰه الفعالة،‏ ينبثق من اللّٰه ولكن ليس ككائن منفصل.‏ ولهذا السبب رأى استفانوس شخصين فقط،‏ لا ثلاثة.‏

      ٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ اي اعتراف قامت به دائرة معارف دينية بشأن الروح القدس؟‏ (‏ب)‏ اية نقاط ستشملها مقالتنا التالية؟‏

      ٢١ وفي ما يتعلق بالروح القدس تعترف «دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة»:‏ «من الواضح ان [العهد القديم] لا يتصور روح اللّٰه شخصا،‏ لا بالمعنى الفلسفي الدقيق ولا بالمعنى الساميّ.‏ فروح اللّٰه هو مجرد قوة اللّٰه.‏ واذا جرى تمثيله احيانا بكونه متميزا عن اللّٰه فذلك لان نسمة يهوِه تعمل على نحو ظاهر.‏» وتذكر ايضا:‏ «ان اكثرية آيات [العهد الجديد] تكشف عن روح اللّٰه بصفته شيئا،‏ لا شخصا؛‏ وذلك يُرى على نحو خصوصي في التناظر بين الروح وقوة اللّٰه.‏»‏

      ٢٢ وبالنظر الى جميع هذه الحقائق،‏ فان عقيدة الثالوث «الرئيسية» هذه للعالم المسيحي لا يمكن ان تكون صحيحة.‏ فكلمة اللّٰه تدحض هذا الادعاء.‏ وتظهر بوضوح ان يهوه اللّٰه هو الاب المحب وان يسوع المسيح هو ابنه الحبيب،‏ الابن الذي كانت له محبة شديدة لابيه حتى انه كان على استعداد للطاعة حتى الموت.‏ ومع ذلك يحتج البعض بأن هنالك آيات يبدو انها تُظهر تأييدا للثالوث،‏ ولذلك في مقالتنا التالية سنفحص بعضا منها.‏ وأيضا سنناقش لماذا صارت هذه العقيدة جزءا مهما كهذا من العالم المسيحي وأين تأصلت.‏

  • المعرفة الصحيحة عن اللّٰه وابنه تقود الى الحياة
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • المعرفة الصحيحة عن اللّٰه وابنه تقود الى الحياة

      ‏«وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ١ لماذا المعرفة الصحيحة عن اللّٰه ويسوع المسيح مهمة جدا؟‏

      ان المعرفة الصحيحة عن اللّٰه وابنه،‏ يسوع المسيح،‏ حيوية لاولئك الذين يرغبون في الحياة الابدية.‏ «[اللّٰه] يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون.‏» (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ ومعرفة كهذه من كلمة اللّٰه الموحى بها،‏ الكتاب المقدس،‏ تجهزنا لنعرف مَن هو اللّٰه وما هي التزاماتنا تجاهه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ وتمكِّننا ايضا من ان نثبت بلياقة هوية يسوع المسيح وعلاقتنا به.‏ —‏ مزمور ٢:‏١٢،‏ فيلبي ٢:‏٥-‏١١‏.‏

      ٢ ماذا يمكن ان ينتج من عدم نيل المعرفة الصحيحة؟‏

      ٢ وبدون المعرفة الصحيحة يمكن ان نقع في شرك التعاليم الباطلة التي يروجها مقاوم اللّٰه،‏ الشيطان ابليس،‏ الذي هو «كذاب وابو (‏الكذب)‏.‏» (‏يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ فاذا كانت عقيدة ما تناقض كلمة اللّٰه،‏ اذا كانت كذبا،‏ فان الايمان بها وتعليمها يضعف الثقة بيهوه ويأتي بنا الى مقاومته.‏ ولذلك نحتاج الى ان نفحص الاسفار المقدسة بانتباه لكي نميز الحق من الباطل.‏ (‏اعمال ١٧:‏١١‏)‏ فنحن لا نريد ان نكون مثل اولئك اللواتي «يتعلمن في كل حين ولا يستطعن ان يُقبلن الى معرفة الحق ابدا.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٧‏.‏

      ٣ ما هو تعليم الكتاب المقدس الواضح عن اللّٰه ويسوع المسيح والروح القدس؟‏

      ٣ وكما رأينا في المقالة السابقة،‏ فان عقيدة الثالوث ليست تعليما للكتاب المقدس.‏ ففي كلمته يخبرنا اللّٰه بوضوح بأنه خالق كل الاشياء وبأن اول خليقته في السماء كان ابنه.‏ (‏رؤيا ٤:‏١١،‏ كولوسي ١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ واللّٰه ارسل ابنه الى الارض كانسان ليزود الذبيحة الفدائية،‏ التي خدمت كأساس لمغفرة خطايا الجنس البشري،‏ ولينير الاشخاص المخلصين اكثر بشأن اللّٰه ومقاصده.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨،‏ يوحنا ٦:‏٣٨‏)‏ ولكنّ التعليم البسيط الواضح بأن اللّٰه والمسيح هما شخصان منفصلان،‏ وأن الروح القدس ليس شخصا بل هو قوة اللّٰه الفعالة،‏ جرى تحريفه طوال القرون.‏ وعوض ذلك،‏ صار تعليم الثالوث العقيدة الرئيسية للعالم المسيحي.‏

      ‏«انا والآب واحد»‏

      ٤ لماذا الادعاء الذي تصنعه الكنائس بشأن يوحنا ١٠:‏٣٠ غير صحيح؟‏

      ٤ تقتبس الكنائس دائما يوحنا ١٠:‏٣٠ لتحاول ان تؤيد الثالوث،‏ رغم انه لا يجري ذكر اي شخص ثالث في هذا العدد.‏ فهنا قال يسوع:‏ «انا والآب واحد.‏» ولكن هل عنى يسوع انه اللّٰه القادر على كل شيء نفسه،‏ في شكل مختلف فقط؟‏ كلا،‏ فهذا لا يمكن ان يكون لان يسوع كان دائما يقول انه ابن اللّٰه وادنى منه وفي خضوع له.‏ فماذا،‏ اذاً،‏ عنى يسوع في يوحنا ١٠:‏٣٠‏؟‏

      ٥ و ٦ (‏أ)‏ بأي مفهوم عنى يسوع انه وأباه واحد؟‏ (‏ب)‏ كيف يجري ايضاح ذلك في ما يتعلق بتلاميذ يسوع؟‏

      ٥ عنى يسوع انه وأباه واحد في الرأي والقصد.‏ ويمكن رؤية ذلك في يوحنا ١٧:‏٢١،‏ ٢٢ حيث صلّى يسوع الى اللّٰه ان يكون جميع تلاميذه «واحدا كما انك انت ايها الآب فيَّ وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا .‏ .‏ .‏ ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد.‏» فهل كان يسوع يصلِّي ان يصير جميع تلاميذه شخصا واحدا؟‏ كلا،‏ كان يصلِّي ان يكونوا في وحدة،‏ بالفكر والقصد نفسه،‏ تماما كما كان يسوع واللّٰه.‏

      ٦ ويجري التعبير عن الفكرة نفسها في ١ كورنثوس ١:‏١٠ حيث يذكر بولس ان المسيحيين يجب ‹ان يقولوا جميعهم قولا واحدا ولا يكون بينهم انشقاقات بل ان يكونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد.‏› ولذلك عندما قال يسوع انه واباه واحد لم يعنِ انهما الشخص نفسه،‏ تماما كما انه عندما قال ان تلاميذه يجب ان يصيروا واحدا لم يعنِ انهم الشخص نفسه.‏

      مَن كان «الكلمة»؟‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يدعي العالم المسيحي بشأن يوحنا ١:‏١‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا هنالك في يوحنا ١:‏١ مما يظهر حالا انه لا يجري التكلم عن ثالوث؟‏

      ٧ ولكن ماذا عن يوحنا ١:‏١‏،‏ التي تقول في «ترجمة الملك جيمس»:‏ «في البدء كان الكلمة،‏ والكلمة كان عند اللّٰه،‏ والكلمة كان اللّٰه»؟‏ تخبرنا يوحنا ١:‏١٤ ان «الكلمة صار جسدا وحل بيننا.‏» والعالم المسيحي يدعي ان «الكلمة» هذا (‏باليونانية،‏ «لوغس»)‏ الذي جاء الى الارض بصفته يسوع المسيح هو اللّٰه القادر على كل شيء نفسه.‏ ولكن لاحظوا انه حتى في «ترجمة الملك جيمس» تقول يوحنا ١:‏١ ان «الكلمة كان عند اللّٰه.‏» فالشخص الذي يكون عند شخص آخر لا يكون ذلك الشخص الآخر نفسه.‏ ولذلك حتى من هذه الترجمة تَظهر شخصيتان مختلفتان.‏ وايضا،‏ لا يُذكر ابدا اقنوم ثالث من ايّ ثالوث.‏

      ٨ كيف تنقل بعض الترجمات الاخرى للكتاب المقدس الجزء الاخير من يوحنا ١:‏١‏؟‏

      ٨ أما بالنسبة الى قول «ترجمة الملك جيمس» في الجزء الاخير من يوحنا ١:‏١ ان «الكلمة كان اللّٰه» فان الترجمات الاخرى تقول شيئا مختلفا.‏ والبعض هو كما يلي:‏

      ١٨٠٨:‏ «والكلمة كان الها.‏» «العهد الجديد،‏ في ترجمة محسَّنة،‏» على اساس الترجمة الجديدة لرئيس الاساقفة نيوكم:‏ بآ‌ية مصححة،‏ لندن.‏

      ١٨٦٤:‏ «والها كان الكلمة.‏» «مؤكد اللسانين،‏» بواسطة بنيامين ولسون،‏ نيويورك ولندن.‏

      ١٩٣٥:‏ «والكلمة كان الهيا.‏» «الكتاب المقدس —‏ ترجمة اميركية،‏» بواسطة ج.‏ م.‏ ب.‏ سميث و ي.‏ ج.‏ غودسبيد،‏ شيكاغو.‏

      ١٩٣٥:‏ «لوغس كان الهيا.‏» «ترجمة جديدة للكتاب المقدس،‏» بواسطة جيمس موفات،‏ نيويورك.‏

      ١٩٧٥:‏ «والها (‏او من نوع الهي)‏ كان الكلمة.‏» داس ايفانجيليوم ناش جوهانس،‏ بواسطة سيغفريد شولز،‏ غوتينغن،‏ المانيا.‏

      ١٩٧٨:‏ «وشخصا شبيها بإله كان لوغس.‏» داس ايفانجيليوم ناش جوهانس،‏ بواسطة جوهانس شنايدر،‏ برلين.‏

      ١٩٧٩:‏ «والها كان لوغس.‏» داس ايفانجيليوم ناش جوهانس،‏ بواسطة جورغن بيكر،‏ ورزبيرغ،‏ المانيا.‏

      وأيضا في ١٩٥٠ فان «ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية،‏» إصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك،‏ نقلت العبارة،‏ «والكلمة كان الها.‏»‏

      ٩ في النص اليوناني،‏ ماذا يسبق الورود الاول للاسم «ثيوس» (‏اللّٰه)‏ في يوحنا ١:‏١ مما يُظهر ان الاشارة هي الى اللّٰه القادر على كل شيء؟‏

      ٩ فهل تتفق ترجمات كهذه مع تركيب قواعد النحو ليوحنا ١:‏١ في اللغة اليونانية؟‏ نعم،‏ تتفق.‏ ففي يوحنا ١:‏١ يرد الاسم اليوناني «ثيوس» (‏اللّٰه)‏ مرتين.‏ وفي المرة الاولى يشير الى اللّٰه القادر على كل شيء،‏ الذي عنده كان الكلمة —‏ «والكلمة [لوغس] كان عند اللّٰه [صيغة لـ‍ «ثيوس»].‏» و «ثيوس» الاول هذا تسبقه صيغة اداة التعريف اليونانية «أُو.‏» والاسم «ثيوس» بأداة التعريف «أُو» قبله يشير الى هوية متميزة،‏ وفي هذه الحالة اللّٰه القادر على كل شيء —‏ ‹والكلمة كان عند [الـ‍] اله.‏›‏

      ١٠ في ما يتعلق بالورود الثاني لـ‍ «ثيوس» في يوحنا ١:‏١‏،‏ الى ماذا يشير حذف الاداة «أُو» هنا؟‏

      ١٠ ولكن في الجزء الاخير من يوحنا ١:‏١ فان ترجمات كتلك المدرجة في الفقرة ٨ تنقل «ثيوس» الثاني (‏الخبر)‏ الى «الهيا» او «الها» بدلا من «اللّٰه.‏» ولماذا؟‏ لان «ثيوس» الثاني هو خبر مفرد يرد قبل الفعل ودون اداة التعريف «أُو» في اليونانية.‏ وفي هذا العدد يشير تركيب جملة كهذه الى ميزة او صفة المبتدإ.‏ ويُبرز طبيعة الكلمة،‏ أنه كان «الهيا،‏» «الها،‏» ولكن ليس اللّٰه القادر على كل شيء.‏ وهذا ينسجم مع كثير من الآيات الاخرى التي تُظهر ان «الكلمة» كان متكلِّما عن اللّٰه،‏ مرسَلا الى الارض من اللّٰه.‏ وكما تعلن يوحنا ١:‏١٨‏:‏ «اللّٰه لم يره احد قط.‏ الابن الوحيد [الابن المخلوق في السماء من اللّٰه القادر على كل شيء] الذي هو في حضن الآب هو [اتى الى الارض بصفته الانسان يسوع و] خبَّر [عن اللّٰه القادر على كل شيء].‏»‏

      ١١ اي مثال للكتاب المقدس هنالك لادخال التراجمة اداة التنكير في المكان الذي لا توجد فيه في اليونانية،‏ ولماذا يجري فعل ذلك؟‏

      ١١ هنالك اعداد كثيرة للكتاب المقدس حيث اولئك الذين يترجمون من اليونانية بلغة اخرى يُدخلون اداة التنكير قبل الخبر رغم عدم وجود اداة في النص اليوناني.‏ وهذا الادخال للاداة في الترجمة يُظهر ميزة او صفة الاسم.‏ مثلا،‏ في مرقس ٦:‏٤٩‏،‏ عندما رأى التلاميذ يسوع يمشي على الماء،‏ تقول ‏«ترجمة الملك جيمس،‏» «ظنوه روحا‏» (‏باليونانية،‏ فانتاسما)‏.‏ و «ترجمة العالم الجديد» تنقل العبارة على نحو اصحّ،‏ «ظنوا:‏ ‹انه خيال!‏›» وبالطريقة نفسها،‏ تُظهر الترجمة الصحيحة ليوحنا ١:‏١ ان الكلمة لم يكن «اللّٰه،‏» بل كان «الها.‏»‏

      ١٢ اي استعمالين مشابهين لاداة التنكير يوجدان في يوحنا ٨:‏٤٤‏؟‏

      ١٢ ويوجد مثالان مشابهان في يوحنا الاصحاح ٨،‏ العدد ٤٤ .‏ وهنا،‏ في التكلم عن ابليس،‏ يقول يسوع:‏ «ذاك كان قتالا للناس من البدء .‏ .‏ .‏ انه كذاب وابو (‏الكذب)‏.‏» وفي اليونانية الاصلية،‏ على نحو مماثل ليوحنا ١:‏١‏،‏ فان الخبر في هذين التعبيرين كليهما (‏«قتالا،‏» «كذاب»)‏ يسبق الفعل وليست له اداة تعريف.‏ وفي كل حالة،‏ يجري وصف صفة او ميزة لابليس وفي كثير من ترجمات اللغة العصرية يكون ضروريا ادخال اداة التنكير لنقل ذلك.‏ وهكذا فان «ترجمة الملك جيمس» تنقل هذين التعبيرين،‏ «كان قتالا .‏ .‏ .‏ انه كذاب وابو ذلك.‏» —‏ انظروا ايضا مرقس ١١:‏٣٢،‏ يوحنا ٤:‏١٩؛‏ ٦:‏٧٠؛‏ ٩:‏١٧؛‏ ١٠:‏١،‏ ١٣،‏ ٢١؛‏ ١٢:‏٦‏.‏

      ‏«ربي والهي»‏

      ١٣،‏ ١٤ لماذا تمكن توما من ان يدعو يسوع «الهي» دون ان يعني ان يسوع هو يهوه؟‏

      ١٣ يقتبس الثالوثيون ايضا يوحنا ٢٠:‏٢٨ ليؤيدوا ادعاءاتهم.‏ فهنا قال توما ليسوع:‏ «ربي والهي.‏» وكما يظهر آنفا،‏ ليس هنالك اعتراض على اشارة توما الى يسوع بصفته الها.‏ ومثل هذا يكون على انسجام مع الواقع القائل ان يسوع،‏ في وجوده السابق لبشريته،‏ كان بالتاكيد الها،‏ اي شخصا الهيا قويا.‏ كان كذلك بالتاكيد منذ موته وقيامته الى الحياة السماوية.‏ ويسوع اقتبس ايضا من المزامير ليظهر ان البشر الاقوياء تجري مخاطبتهم بصفتهم «آلهة.‏» (‏مزمور ٨٢:‏١-‏٦،‏ يوحنا ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ ولاحظ الرسول بولس انه يوجد «آلهة كثيرون وأرباب كثيرون.‏» (‏١ كورنثوس ٨:‏٥‏)‏ وحتى الشيطان يدعى «اله هذا الدهر.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏.‏

      ١٤ يشغل يسوع مركزا اسمى بكثير من البشر الناقصين،‏ او الشيطان.‏ فاذا كان مثل هؤلاء يشار اليهم بصفتهم «آلهة» فبالتاكيد يمكن ان يشار الى يسوع بصفته الها،‏ وكان يشار اليه كذلك.‏ فبسبب مركزه الفريد بالنسبة الى يهوه يكون يسوع «(‏الاله المولود)‏ الوحيد» (‏يوحنا ١:‏١٨‏)‏،‏ «الها قديرا» (‏اشعياء ٩:‏٦‏)‏،‏ و «(‏الها)‏» (‏يوحنا ١:‏١‏)‏.‏ ولذلك لم يكن هنالك شيء غير لائق بشأن اشارة توما الى يسوع بهذه الطريقة.‏ فكان توما يقول ان يسوع اله بالنسبة اليه،‏ شخص الهي قوي.‏ لكنه لم يكن يقول ان يسوع هو يهوه،‏ ولهذا السبب قال توما،‏ «الهي» وليس «اللّٰه.‏»‏

      ١٥ كيف يعرِّف العدد ٣١ من يوحنا الاصحاح ٢٠ مَن هو يسوع؟‏

      ١٥ وبعد ثلاثة اعداد فقط،‏ في يوحنا ٢٠:‏٣١‏،‏ يذكر الكتاب المقدس:‏ «اما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن اللّٰه‏.‏» فكل الشك في ما يتعلق بما عناه توما يزول هنا.‏ وكاتب الكتاب المقدس يوحنا يقول بوضوح ان يسوع هو ابن اللّٰه،‏ لا اللّٰه القادر على كل شيء نفسه.‏

      ليس معادلا للّٰه

      ١٦ اي ادعاء صنعه اليهود،‏ وكيف دحضه يسوع؟‏

      ١٦ والآية الاخرى التي تستعملها الكنائس هي يوحنا ٥:‏١٨‏.‏ فهي تقول ان اليهود ارادوا ان يقتلوا يسوع لانه «قال ايضا ان اللّٰه ابوه معادلا نفسه باللّٰه.‏» فمَن كان يقول ان يسوع يعادل نفسه باللّٰه؟‏ ليس يسوع.‏ فهو يوضح ذلك في العدد التالي مباشرة (‏١٩‏)‏ بالاعلان:‏ «لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل.‏» وهكذا لم يدَّع يسوع انه اللّٰه القادر على كل شيء او انه معادل له.‏ فكان يُظهر لليهود انهم مخطئون،‏ انه ليس اللّٰه،‏ بل ابن اللّٰه،‏ وكمتكلم عن اللّٰه لا يقدر ان يعمل من نفسه.‏ فهل يمكننا ان نتصور اله الكون القادر على كل شيء يقول انه لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئا؟‏ فاليهود صنعوا التهمة،‏ ويسوع دحضها.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ما هي الشهادة الواضحة من كلمة اللّٰه الموحى بها عن هوية يهوه ويسوع المسيح والروح القدس؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب فعله بأية آية قد يشير اليها الثالوثيون في محاولة لتبرير معتقدهم؟‏

      ١٧ وهكذا،‏ من شهادة اللّٰه في كلمته الموحى بها،‏ ومن شهادة يسوع،‏ ومن شهادة تلاميذ يسوع،‏ فان الدليل الشامل يُظهر بوضوح ان اللّٰه القادر على كل شيء ويسوع المسيح هما شخصيتان منفصلتان،‏ اب وابن.‏ وهذا الدليل ايضا يُظهر بوضوح ان الروح القدس ليس الاقنوم الثالث من ايّ ثالوث بل هو قوة اللّٰه الفعالة.‏ ومن العبث اخراج الآيات من القرينة او محاولة تحريفها لتأييد الثالوث.‏ فكل هذه الآيات يجب جعلها منسجمة مع باقي شهادة الكتاب المقدس الواضحة.‏

      لماذا تطور الثالوث؟‏

      ١٨ من اين اتت عقيدة الثالوث؟‏

      ١٨ اذا فحصتم الصفحة ١٨،‏ «التطور التاريخي لعقيدة الثالوث،‏» تلاحظون ان للثالوث جذورا وثنية.‏ انه ليس تعليما للكتاب المقدس،‏ ولكنّ العالم المسيحي تبناه في القرن الرابع.‏ ومن ناحية ثانية،‏ قبل ذلك بوقت طويل،‏ كانت هنالك ثواليث في بابل القديمة ومصر واماكن اخرى.‏ والعالم المسيحي بذلك دمَّج الفكرة الوثنية في تعاليمه.‏ وهذا اثاره الامبراطور الروماني قسطنطين،‏ الذي لم يكن مهتما بحقيقة هذه المسألة بل اراد ان يرسخ امبراطوريته المؤلفة من وثنيين ومسيحيين مرتدين.‏ وبعيدا عن ان يكون تطورا للتعليم المسيحي كان الثالوث دليلا على ان العالم المسيحي قد ارتد عن تعاليم المسيح وتبنى تعاليم وثنية عوضا عنها.‏

      ١٩ لماذا تطورت عقيدة الثالوث؟‏

      ١٩ ولماذا تطورت عقيدة كهذه؟‏ طبعا،‏ لا تُخدم مصالح اللّٰه بجعله وابنه وروحه القدوس مشوِّشين وغامضين.‏ ولا يخدم مصالح الناس ان يكونوا مشوَّشين.‏ وعوض ذلك،‏ كلما صار الناس مشوَّشين اكثر بشأن اللّٰه ومقاصده ناسب ذلك اكثر الشيطان ابليس،‏ مقاوم اللّٰه،‏ ‹اله هذا العالم› الذي يعمل لكي ‹يعمي اذهان غير المؤمنين.‏› (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ وبما ان عقيدة كهذه تُظهر ان اللاهوتيين فقط يمكنهم ان يفهموا تعاليم الكتاب المقدس فهي تناسب القادة الدينيين للعالم المسيحي.‏ وهذا يساعدهم ليحافظوا على سيطرتهم على عامة الشعب.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ ما هي الحقيقة البسيطة عن الثالوث؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني لنا اخذ المعرفة الصحيحة عن الحقائق المحرِّرة؟‏

      ٢٠ ومع ذلك فان الحقيقة عن هذه المسألة بسيطة جدا حتى ان الولد يستطيع ان يفهمها.‏ فالصبي الصغير يعرف انه ليس هو اباه نفسه بل هما شخصان منفصلان.‏ وعلى نحو مماثل،‏ عندما يقول الكتاب المقدس ان يسوع المسيح هو ابن اللّٰه،‏ فهذا ما يعنيه.‏ هذه هي الحقيقة البسيطة في حين ان عقيدة الثالوث ليست كذلك.‏ انها كذب.‏ ولذلك لا بد ان تكون من «المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله.‏» (‏رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ أما الحقائق البسيطة المنعشة عن اللّٰه وابنه،‏ يسوع المسيح،‏ وروح اللّٰه القدوس القوي فتحرر الناس من عبودية التعاليم الباطلة التي تأصلت في الوثنية والتي ألَّفها الشيطان.‏ وكما قال يسوع لطالبي الحق المخلصين:‏ «تعرفون الحق والحق يحرركم.‏» (‏يوحنا ٨:‏٣٢‏)‏ فأخذ المعرفة الصحيحة عن الحقائق المحرِّرة والعمل بموجبها ايضا ‹يعني الحياة الابدية.‏› —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

  • المعرفة الصحيحة عن اللّٰه وابنه تقود الى الحياة
    برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ١٨]‏

      التطور التاريخي لعقيدة الثالوث

      «دائرة المعارف البريطانية الجديدة،‏» ١٩٨٥،‏ ميكروبيديا،‏ المجلد ١١،‏ الصفحة ٩٢٨،‏ تقول تحت موضوع الثالوث:‏ «لا تَظهر كلمة ثالوث ولا العقيدة الواضحة في العهد الجديد،‏ ولا قصَد يسوع وأتباعه ان يناقضوا ‹السماع› في العهد القديم:‏ ‹اسمع يا اسرائيل.‏ الرب الهنا رب واحد.‏› (‏تثنية ٦:‏٤‏)‏» وتقول دائرة المعارف هذه ايضا:‏ «تطورت العقيدة تدريجيا على مر قرون عديدة ومن خلال مجادلات كثيرة.‏ .‏ .‏ .‏ ومجمع نيقيا في سنة ٣٢٥ اعلن الصيغة الحاسمة لهذه العقيدة في اعترافه ان الابن هو ‹من الجوهر نفسه .‏ .‏ .‏ كالآب،‏› رغم انه قال القليل جدا عن الروح القدس.‏ .‏ .‏ .‏ وبنهاية القرن الـ‍ ٤ .‏ .‏ .‏ اتخذت عقيدة الثالوث فعليا الشكل الذي حافظت عليه منذ ذلك الحين.‏»‏

      و «دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة،‏» ١٩٦٧،‏ المجلد ١٤،‏ الصفحة ٢٩٩،‏ تعترف:‏ «ان الصيغة ‹اله واحد في ثلاثة اقانيم› لم تتأسس بشكل متين،‏ وبالتاكيد لم تُستوعب تماما في الحياة المسيحية واعلان ايمانها،‏ قبل نهاية القرن الـ‍ ٤.‏ .‏ .‏ .‏ وبين الآباء الرسوليين لم يكن هنالك حتى ما يقارب من بعيد عقليةً او وجهة نظر كهذه.‏»‏

      وهكذا فان عقيدة الثالوث ليست مؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ ولكن جرى تبنيها رسميا في مجمع نيقيا في السنة ٣٢٥ ب‌م.‏ والعقيدة دمَّجت الفكرة الوثنية التي كانت قد تأصلت قبل وقت طويل في بابل ومصر القديمتين والتي كانت قيد الاستعمال في بلدان اخرى ايضا.‏ ولاحظ المؤرخ ويل دورانت في «قصة المدنية:‏ الجزء ٣،‏» الصفحة ٥٩٥:‏ «المسيحية لم تدمر الوثنية؛‏ لقد تبنتها.‏ .‏ .‏ .‏ ومن مصر اتت افكار الثالوث الالهي.‏»‏

      وفي «دائرة معارف الدين،‏» تحرير فيرجيليوس فيرم،‏ ١٩٦٤،‏ في الصفحتين ٧٩٣،‏ ٧٩٤،‏ تحت كلمة «ثالوث،‏» تُدرَج ثواليث الديانة البابلية،‏ البوذية،‏ الهندوسية،‏ الاسكندينافية،‏ الطاويَّة،‏ وديانات اخرى،‏ وأيضا تلك التي للعالم المسيحي.‏ مثلا،‏ انها تشير الى انه،‏ في الهند،‏ «الثالوث العظيم يشمل براهما،‏ الخالق،‏ وفيشنو،‏ الحافظ،‏ وشيفا،‏ المدمِّر.‏ ويمثل هؤلاء دورة الوجود،‏ تماما كما يمثل الثالوث البابلي آنو،‏ انليل،‏ آيا عناصر الوجود،‏ الهواء،‏ الماء،‏ التراب.‏»‏

      ويحتوي متحف لندن البريطاني على مصنوعات تُظهر ثواليث قديمة،‏ مثل إيزيس وهاربوكراتس ونفثيس.‏ ومطبوعة قسم آثار العصور الوسطى والمتأخرة للمتحف تذكر الامور التالية التي كانت منقوشة على حلى قديمة:‏ «[جانب] الوجه،‏ الآلهة المصرية حورس-‏بيت (‏برأس صقر)‏،‏ بوتو-‏اكوري (‏الحية)‏،‏ وحتحور [برأس ضفدعة].‏ [جانب] القفا،‏ الشِعر اليوناني ‹بيت واحد،‏ حتحور واحدة،‏ اكوري واحدة؛‏ قوة هؤلاء واحدة.‏ حيّوا ابا العالم،‏ حيّوا الاله المثلث الشكل!‏› وهكذا يجري تحديد هوية الآلهة بصفتها ثلاثة مظاهر لقوة واحدة،‏ وربما اله الشمس.‏»‏

      والتاريخ يؤكد ان الثالوث استُعير من الوثنيين وكان موجودا قبل مجيء يسوع الى الارض بقرون.‏ وبعد موته بمدة طويلة روَّجه اولئك الذين تأثروا بالفلسفات الوثنية والذين ارتدوا عن عبادة اللّٰه الحقيقية كما علَّمها يسوع والرسل.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة