مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يمكن الوثوق بأحد؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • هل يمكن الوثوق بأحد؟‏

      ‏«كان احدَ الاشخاص القليلين من خارج العائلة الذين وثق بهم والداي ثقة مطلقة.‏ .‏ .‏ .‏ وكان يترك انطباعا بأنه شخص صالح يهتم بأمرنا ولا يُقدم على ايّ شيء يؤذينا.‏ .‏ .‏ .‏ كان احدَ الاشخاص القليلين في حياتي الذين صرت اثق بهم ثقة عمياء.‏»‏

      بهذه الكلمات وصفت امرأة شابة الثقة التي أَوْلتها لطبيب عائلتها.‏ والمؤسف ان ثقتها لم تكن في محلها على الاطلاق.‏ فمنذ كانت في الـ‍ ١٦ من العمر كان هذا الطبيب يسيء اليها جنسيا.‏ قالت امام المحكمة التي حكمت بالعدل:‏ «كان يكذب عليّ ويخدعني.‏» —‏ ذا تورونتو ستار.‏

      الثقة تُدمَّر في كل مكان

      الثقة،‏ كزهرة جميلة ولكن رقيقة،‏ يمكن ان تُنتزع بسهولة وتُداس بالاقدام.‏ انها تُخان في كل مكان!‏ قال مايكل ڠاين الذي كان امين سر لكردينال ولرئيس اساقفة في انكلترا:‏ «في الماضي كان الجميع يثقون بالكاهن.‏ وكانت العائلات تُبقي اولادها في عهدته.‏ أما الآن فلا اتوقع ان يحدث ذلك.‏ لقد فقدنا تلك الثقة الى الابد.‏» —‏ ذا ڠارديان ويك-‏اند.‏

      ورجال الاعمال يغشون المنافسين،‏ والمعلِنون المحتالون يخدعون المستهلكين ويستغلونهم.‏ وقد قام مسؤول قاسي القلب بسرقة صناديق معاشات التقاعد في شركاته الخاصة،‏ سالبا مستخدَميه اموالهم المدَّخرة.‏ والمستخدَمون يسرقون ارباب عملهم بشكل منتظم.‏ مثلا،‏ ذكر تقرير ان «المؤسسات التجارية الكندية تخسر ما يقدَّر بـ‍ ٢٠ بليون دولار [كندي] في السنة من السرقات الداخلية.‏» —‏ مجلة الاعمال الكندية.‏

      لا يمكن القول ان جميع السياسيين ليسوا محطَّ ثقة.‏ ولكن قلَّما يندهش الناس عند ورود تقارير كالتقرير التالي:‏ «بعد اسبوعين من اغتيال احدى السياسيات التي يثير نشاطها اكبر جدل في فرنسا،‏ تكشف الشرطة النقاب عن خداع سياسي ومؤامرة اجرامية كانا يلفّان لزمن طويل نشاط الحكومة في ساحل البحر المتوسط.‏» —‏ ذا صنداي تايمز،‏ لندن.‏

      وأكثر مجال تتحطم فيه الثقة هو في العلاقات الحميمة.‏ فالازواج والزوجات يخونون بعضهم بعضا.‏ والوالدون يسيئون الى اولادهم.‏ والاولاد يخدعون والديهم.‏ وعندما فُتحت محفوظات (‏ارشيڤ)‏ البوليس السري في المانيا الشرقية السابقة،‏ الذي يدعى «شْتازي،‏» كُشف عن «شبكة مخادِعة منتشرة» مؤلفة من اشخاص اعتُبروا اصدقاء.‏ وضمن شبكة من الخيانات،‏ كما يقول احد التقارير،‏ «امتدت اذرع الـ‍ ‹شْتازي› الى المدارس،‏ منابر الوعظ،‏ غرف النوم،‏ وحتى كراسي الاعتراف.‏» —‏ تايم.‏

      وفي ايرلندا كتب محرِّر عمود:‏ «ان الاشخاص الذين وضعناهم في مراكز السلطة كذبوا علينا،‏ خدعونا واستغلونا وأساءوا الينا واحتقرونا.‏» (‏ذا كيريمان‏)‏ وكثيرون من الناس فقدوا الثقة بأيّ انسان لأنه جرت خيانتهم مرارا كثيرة.‏ فماذا يمكن ان نفعل لنضمن ان ثقتنا ليست في غير محلها؟‏ ستلقي المقالتان التاليتان الضوء على هذا السؤال.‏

  • الثقة او عدم الثقة
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | شباط (‏فبراير)‏ ٨
    • الثقة او عدم الثقة

      قد يصعب على المرء ان يعرف متى يثق ومتى لا يثق.‏ فكلا الطريقين محفوف بالمخاطر،‏ وخصوصا في عالم عمَّه الخداع والخيانة.‏ لكننا جميعا بحاجة الى اصدقاء نثق بهم ويدعموننا في وقت الضيق.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ وقد عبَّر الكاتب الروماني فيدروس قبل نحو الفَي سنة عن المشكلة بهذه الكلمات:‏ «الثقة او عدم الثقة كلاهما خطِر.‏»‏

      الوثوق يمكن ان يكون خطِرا

      لماذا يمكن ان يكون الوثوق بشخص آخر امرا خطِرا؟‏ تأملوا في التحذير الذي ذكرته مجلة علم النفس اليوم.‏ فهي تصف الذين يستغلون ثقة الناس بـ‍ «وحوش ضارية» «يستخدمون الاعجاب بهم وتلوُّن الحرباء للتأثير في الذين حولهم وخداعهم وتدمير حياتهم.‏» ومن الواضح ان الافراط في الوثوق خطِر دون شك بوجود مخادعين كهؤلاء.‏

      والشخص الذي يثق اكثر من اللازم قد يكون سريع التصديق،‏ وبالتالي يؤثَّر فيه ويُخدع بسهولة.‏ وأحد الامثلة لذلك هو السير آرثر كونان دويل،‏ مبتكر شخصية رجل التحري الحاذق الداهية شرلوك هولمز.‏ ففي سنة ١٩١٧ ادَّعت شابتان،‏ إلسي رايت وقريبتها فرانسس ڠريفِس،‏ انهما لعبتا مع الجِنّ في حديقة منزلهما في كوتِنڠْلي في انكلترا.‏ حتى انهما عرضتا صورا للجِنّ لإثبات ذلك.‏

      فوثق بهما كونان دويل،‏ الذي كان يهتم كثيرا بالارواحية بعد وفاة ابنه،‏ وصدَّق قصصهما عن الجِنّ —‏ شأنه في هذا شأن اناس كثيرين آنذاك.‏ ولكن بعد ٥٥ سنة تقريبا،‏ اعترفت الفتاتان ان المسألة كلها هي خدعة وأنهما نقلتا صور الجِنّ عن كتاب قبل ان تصوِّراها.‏ وأدهش فرانسس ڠريفِس ان يصدِّق احد قصتهما.‏ قالت:‏ «ما كان يحيِّرني دائما هو كيف يمكن ان يكون احد سريع التصديق الى حدِّ الاعتقاد ان الامر حقيقي.‏» —‏ المخادعون وضحاياهم.‏

      هل ترون الفخ الذي وقع فيه كونان دويل؟‏ لقد صدَّق القصة بطريقة عمياء لأنه اراد ان تكون صحيحة.‏ يقول المؤلف نورمان موس:‏ «يمكن ان نُخدع بسهولة لأن قوى ادراكنا تتبلّد بسبب التعوُّد،‏ فننظر الى الامور بأعين شبه مغلقة.‏ .‏ .‏ .‏ وأحيانا نسلّم بصحة امر ما لأننا نريد ان يكون صحيحا.‏» (‏ملذات الخداع‏)‏ تعكس هذه الكلمات التحذير الذي ذكره الخطيب اليوناني الشهير ديموسثينيس قبل الميلاد بنحو ٣٥٠ سنة:‏ «لا شيء اسهل من ان يخدع المرء نفسه،‏ لأن الانسان يظن عموما ان ما يتمناه هو الصحيح.‏» والوثوق بمشاعرنا فقط يمكن ان يكون خطرا.‏

      طبعا،‏ قد تعتقدون ان هذا المثال هو حالة شاذة وأنكم لن تكونوا على هذا القدر من الغباء كما كان كونان دويل.‏ ولكنَّ الاشخاص السريعي التصديق ليسوا وحدهم في خطر الانخداع.‏ فكثيرون من الاشخاص الحذرين بالطبيعة خدعهم اشخاص بدا انهم جديرون بالثقة.‏

      عدم الوثوق يمكن ان يكون خطرا

      ولكنَّ عدم الوثوق بأحد او بشيء محفوف بالمخاطر ايضا.‏ فعدم الثقة كالصدإ الاكّال،‏ لأنه قادر على تفتيت وتدمير العلاقات التي يمكن ان تكون سعيدة وحميمة.‏ والميل المتأصل الى الشك في حسن النيات والاصرار على عدم الثقة قد يجعلانكم شخصا تعيسا لا اصدقاء له.‏ ويمكن ان يضرَّ ذلك بعلاقاتكم بالآخرين حتى ان الكاتب الانكليزي صموئيل جونسون كتب،‏ «ان يقع المرء ضحية الاحتيال احيانا افضل من ان تنعدم الثقة عنده.‏»‏

      حتى ان عدم الثقة قد يعرِّض صحتكم الجسدية للخطر.‏ وأنتم تعرفون على الارجح ان الانفعالات القوية كالغضب يمكن ان تعرِّضكم لخطر الاصابة بنوبة قلبية.‏ ولكن هل تعرفون ان بعض الابحاث يشير الى ان عدم الوثوق قد يكون له التأثير نفسه؟‏ تقول مجلة شاتْلان:‏ «ان الاشخاص الذين ينفجرون غضبا بسهولة ليسوا وحدهم الذين يمكن ان يزيدوا احتمالات اصابتهم بمرض القلب بسبب سلوكهم.‏ فالابحاث الجديدة تشير الى انه حتى ألطف اشكال العداء،‏ كالميل الى التشكّك وعدم الثقة،‏ يمكن ان يعرِّضكم للخطر.‏»‏

      انتبهوا جيدا الى خطواتكم

      فما العمل اذًا؟‏ يقدِّم الكتاب المقدس نصيحة سديدة حول هذا الموضوع.‏ تقول الامثال ١٤:‏١٥‏:‏ «الغبي يصدِّق كل كلمة.‏» ليست هذه الكلمات دعوة الى حيازة موقف تشكّكي هدَّام.‏ انها مذكِّر واقعي بضرورة التزام جانب الحذر.‏ فلا احد غير الشخص الغبي والساذج يصدِّق بطريقة عمياء كل كلمة يسمعها.‏ فلسبب وجيه يتابع مَثل الكتاب المقدس قائلا:‏ «والذكي ينتبه الى خطواته.‏» كتب الكاتب المسرحي الانكليزي وليَم شكسپير:‏ «لا تثق بألواح متعفِّنة.‏» فالشخص الذي يسير على الالواح الخشبية لجسر يمتد فوق هوَّة عميقة وهو يعرف انها متعفِّنة لا بدَّ ان يكون احمق.‏ فكيف يمكنكم ان ‹تنتبهوا الى خطواتكم› لكي لا تضعوا ثقتكم في غير محلها؟‏

      يشجعنا الكتاب المقدس على فحص ما يقوله الناس بدلا من ان نصدِّق كل شيء يُقال بشكل اعمى.‏ فهو يقول:‏ «الاذن تمتحن الاقوال كما ان الحنك يذوق طعاما.‏» (‏ايوب ٣٤:‏٣‏)‏ أليس ذلك صحيحا؟‏ ألا نذوق الطعام عادةً قبل ان نبلعه؟‏ كذلك يجب ان نفحص كلام الناس وأعمالهم قبل ان نقبلها.‏ والشخص الصادق لا يستاء اذا عملنا على التأكد من صحة ادِّعاءاته.‏ وضرورة التأكد من صحة امر ما يدعمها مَثل اسكتلندي يقول:‏ «مَن يخدعني مرة فعيب عليه؛‏ أما اذا خدعني مرتين فعيب عليّ.‏»‏

      نصح الرسول بولس:‏ «امتحنوا كل شيء.‏» (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢١‏)‏ ان الكلمة المقابلة لـ‍ «امتحنوا» التي استعملها الرسول بولس تُستعمل ايضا عند امتحان المعادن الثمينة للتأكد من انها اصلية.‏ والشخص الحذر كان يمتحنها دائما للتأكد من ان ما يشتريه اصلي،‏ وإلا وقع ضحية الخداع واشترى شيئا يشبهها ولكن لا قيمة له على الاطلاق.‏

      كونوا متعقِّلين ومتَّزنين

      طبعا،‏ نريد ان نكون متعقِّلين في هذا الشأن ولا نبالغ في الارتياب من الآخرين.‏ (‏فيلبي ٤:‏٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ لا تسارعوا الى نسب الدوافع الخاطئة الى احد.‏ فالدوافع المساء فهمها يمكن ان تكون اسرع طريقة لتحطيم العلاقات الجيدة والحميمة.‏ لذلك من الافضل ان تفترضوا ان اصدقاءكم يريدون خيركم في ما يعملونه ولا تنسبوا اليهم الدوافع السيئة حين تنشأ اوضاع صعبة.‏

      لا تنسوا ان الآخرين ناقصون ويخطئون.‏ صحيح ان «الصديق الخائن ينتهك ثقتكم،‏» كما تقول الكاتبة كريستِن ڤون كرايسْلر،‏ ولكنَّ تلك الخيانة قد تكون غير مقصودة او ربما نتيجة ضعف هو الآن نادم عليه كثيرا.‏ لذلك تمضي قائلة:‏ «لا تفكروا اكثر من اللازم في الخيانة —‏ او لا تدعوها تمنعكم من الوثوق بالآخرين.‏» لا تدعوا الاختبارات السلبية والمرّة تسلبكم الافراح التي تأتي من تنمية روابط الثقة بالآخرين.‏

      كونوا متزنين.‏ لا يلزم ان تغمضوا اعينكم عندما تقيِّمون الاشخاص؛‏ فالشخص الحذر يبقى دائما محترسا.‏ ومن ناحية اخرى،‏ يقترح الدكتور ردْفورد وليَمز ان نحاول الافتراض ان الآخرين يبذلون قصارى جهدهم،‏ ونحاول فهم وجهة نظرهم،‏ و «نمارس الثقة بالآخرين» كلما امكن.‏ وقد يكون الوثوق اكثر من اللازم افضل من عدم الوثوق على الاطلاق.‏

      يعترف كاتب سفر الامثال في الكتاب المقدس انه «رُبَّ اصدقاء يقودون الى الدمار» —‏ اي انهم اشخاص يحاولون استغلال ثقتكم.‏ والعالم ملآن منهم.‏ ولكن امنحوا الآخرين الوقت والفرصة ليبرهنوا انهم اهل للثقة،‏ وستجدون عندئذ اصدقاء «اقرب من الاخ.‏» —‏ امثال ١٨:‏٢٤‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة.‏

      فهل يوجد احد او شيء يمكنكم ان تولوه ثقتكم الكاملة،‏ دون ان تخشوا استغلال ثقتكم او خيانتها؟‏ طبعا يوجد.‏ وستناقش المقالة التالية باختصار موضع الثقة المطلقة هذا.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة