-
قابلوا اصغر غزال في العالماستيقظ! ١٩٨٨ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
واذ يوجد للبودو اعداء طبيعيون، كالثعلب والاسد الاميركي والهر البري والبوم، فان اعظم خصومه هو الانسان. وفي الماضي كان الغزال الصغير يطوف بحرية اكثر مستخدما سرعته وذكاءه ليفلت من الضواري. وقد عُرف عن البودو انه يعود راجعا في الطريق نفسها مقتفيا آثاره الخاصة او يسبح بعكس التيار ليخدع الثعلب او الاسد الاميركي. أما الآن، اذ يدمّر الانسان الغابات، يتقلص حيّز البودو باستمرار. ولذلك فقد تعوَّد البودو العيش في الممرات المصنوعة عبر الشجيرات النامية تحت الاشجار الكبيرة في الغابات. ولكونه حيوانا حسن الترتيب فهو يملك اماكن معيَّنة في ممراته للأكل والنوم واخراج البراز، وهو لا يغيِّر هذه الاماكن طوال الحياة. وتعرُّفه بالممرات هو مفتاحه للنجاة. ورغم ان البودو عدّاء خفيف وسبّاح سريع الى حد ما فهو فريسة سهلة في العراء. ولكنّ الامر ليس كذلك في ممراته حيث، كما يقول احد الباحثين، «يطير كرصاصة،» مخلِّفا المطارد وراءه.
ورغم ان صيد البودو محظور فقد تعلَّم بعض الرجال المستهترين القبض على هذا المخلوق الصغير المسالم وقتله. ويندفع هؤلاء الصيادون بالرغبة في فرو الحيوان النفيس او لحمه اللذيذ او الثمن الذي ترغب حدائق الحيوانات الاجنبية في دفعه لقاء نموذج سليم. وقد درَّبوا كلابا صغيرة على تجفيل البودو ليخرج من الممرات الى العراء.
-
-
قابلوا اصغر غزال في العالماستيقظ! ١٩٨٨ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
كان يُخشى ان ينضم البودو سريعا الى قائمة الـ ٦٨ نوعا من الثدييات التي انقرضت في هذا القرن. ولكنّ الدراسات الاخيرة لباحث يعمل مع «مؤسسة الحياة البرية العالمية» تقترح ان البودو يمكن ان ينجو اخيرا. كيف؟ بتعلُّم التكيُّف وفق الظروف الجديدة في نظام ممراته. وهذه ليست هي الحال مع اسد الجبال التشيلي، او الاسد الاميركي، الذي يواجه خطر الانقراض بوضوح. فما اصح انه في الظروف الضاغطة او المتغيرة من الافضل الاتصاف بالتكيُّف والمودَّة عوض العنف والعدوان!
فليكن املنا ان يتمكن البودو من النجاة حتى النظام الجديد السلمي حيث تتمكن مخلوقات كهذه من ترك ممراتها الواقية والخروج الى العراء للتمتع بالحرية دون خوف.
-