-
الاجسام الطائرة المجهولة الهوية — ما هي؟استيقظ! ١٩٩٠ | تشرين الثاني (نوفمبر) ٨
-
-
الاجسام الطائرة المجهولة الهوية — ما هي؟
بيتي كاش وڤيكي لاندْرم، مع ابنها كولبي، ادعوا انهم تعرضوا في ٢٩ كانون الاول ١٩٨٠ لحرارة، دخان، ولُهُب UFO (جسم طائر مجهول الهوية). وقال احد التقارير انهم وصفوه بأنه ‹جسم ضخم ماسي الشكل، يسبح في السماء امام سيارتهم في طريق مزرعة مهجورة قرب هوفمان، شمالي شرقي هيوستن، تكساس.› ونتيجة لهذا اللقاء ادعوا انهم عانوا مشاكل صحية عديدة. — ميامي هيرالد، ٤ ايلول ١٩٨٥.
ظنت المرأتان ان حكومة الولايات المتحدة متورطة لأن «الجسم سرعان ما طار باتجاه الشمال، يرافقه نحو ٢٣ طائرة مروحية من طراز عسكري.» وفي هذا التقرير قالت احدى المرأتين، ڤيكي لاندْرم، ان «الثلاثة جميعا عانوا البثور، فقدان الشعر، الدوار وأوجاع الرأس. وتعتقد لاندْرم ان الجهاز اصدر نوعا من الاشعاع جعل الثلاثة ايضا حساسين لنور الشمس.» وقد رفعوا دعوى على الحكومة بسبب الاهمال.
بما تقدَّم وبقصص إخبارية اخرى، تسترعي الاجسام الطائرة المجهولة الهوية الانتباه العام تكرارا. وكما كتب فيليپ ج. كلاس في الاجسام الطائرة المجهولة الهوية — تضليل عامة الناس: «ان توقُّع ايجاد حياة ذكية في مكان آخر يروق عالميا، والبحث عنها اجتذب انتباه، وجهود، علماء مقتدرين كثيرين.» ‹ولكن لمَ الآن؟› سأل ادْوَرْد دولنيك في ذا نيو ريپَبليك، عدد آب ١٩٨٧، تحت عنوان «لقاءات عن كثب.» وكانت اجابته: «ان للتفسير الرئيسي اليوم علاقة بمخاوف رؤيوية عميقة الجذور ترتبط بالاقتراب من العصر الالفي،» اي فيما نقترب من العام ٢٠٠٠.
هل يؤمن الناس بالاجسام الطائرة المجهولة الهوية؟
هل تؤمنون بالاجسام الطائرة المجهولة الهوية؟ هل شاهدتم يوما ما شيئا في سماء الليل أربككم؟ سواء كانوا مسوقين من مخاوف رؤيوية او مقتنعين باختبارات اخرى، فإن كثيرين اليوم يؤمنون بالاجسام الطائرة المجهولة الهوية. وفي روايته ذكر دولنيك ان استفتاء ڠالوپ اشار الى ان «٥٧ في المئة من الاميركيين المثقَّفين في الكليات يؤمنون بوجود كائنات من خارج الارض extraterrestrials.» ويضيف: «بالنسبة الى الاميركيين الذين هم دون ثقافة في الكلية، ينخفض الرقم الى ٤٦ في المئة.»
في الماضي وصفت التقارير عن الاجسام الطائرة المجهولة الهوية عموما مشاهد غريبة وغير عادية في السموات او احيانا على مدى قريب. ولكن، مؤخرا، يبدو انها تدور حول الاتصال الفعلي بالبشر. ويقال احيانا ان هذه الاتصالات تكون مع «غرباء» يُزعم انهم يخطفون البشر. وتدل الروايات ان قصد «الغرباء» يشمل احيانا اجراء التجارب الاحيائية او حتى الوراثية على البشر. وقد عملت هذه التوكيدات على توجيه انتباه العامة ثانية الى موضوع الاجسام الطائرة المجهولة الهوية.
ان هذه المشاهدات واللقاءات المزعومة عالمية المدى. على سبيل المثال، شملت احداها رجلا في سويسرا. ويُزعم انه، طوال فترة خمس سنوات، «انتج مئات الصور الفوتوغرافية النيِّرة المفصَّلة. وقد سجَّل ايضا اصوات ‹السفن الشعاعية،› جمع عيِّنات معدنية عديدة، وأعدّ افلاما للسفينة وهي تطير.» ويستمر الوصف: «عشرات الشهود رأوا السفن الشعاعية وأيدوا قصة [الرجل] الخيالية. ودلائله، التي حقَّق فيها فريق امن محترف يرأسه كولونيل متقاعد في سلاح الجو الاميركي، فحصها علماء في الـ IBM، مختبر ناسا NASA للدفع النفّاث، جامعة ولاية آريزونا، وشركة ماكدونل دوڠلاس لعلم الطيران.»
ولا تزال هذه القصص تُسمع. وإحدى القصص الاكثر اثارة للاهتمام ظهرت في ذا تامپا تريبيون، ٣٠ كانون الثاني ١٩٨٩. وقد ابرزت صورة ايضاحية ملوَّنة لِـ «مركبة فضائية» صُوِّرت فوتوغرافيا في جوار ڠَلف بريز، فلوريدا. وتشمل الرواية اختبارات رجل يدعى إد. ووصْفُ الاتصال الاول الذي حدث هو كما يلي: «عندما حدَّق الى الخارج من الابواب الزجاجية لغرفة نومه، يقول إد، كان وجها لوجه مع مخلوق شبيه بطفل مكسو باللون الرمادي.» حدثت هذه الاتصالات الظاهرية طوال فترة من الزمن، وإد يأخذ الكثير من الصور الفوتوغرافية. ولكن، لم تجرِ اعادة عرض اية صور فوتوغرافية في الصحيفة.
وبظهور التقارير المثيرة عن اللقاءات في الصحف، المجلات الدورية، والكتب التي في قوائم المطبوعات الاكثر رواجا، يسأل الناس، ماذا بشأن هذا كله؟ هل الاجسام الطائرة المجهولة الهوية حقيقية، ام هي مجرد اشياء من نسج الخيال؟ هل هنالك ايّ سجل عن امور كهذه في التاريخ؟ وهل يمكن ان تكون هنالك تفسيرات تتجاوز علم الوقت الحاضر؟ ان هذه وغيرها من الاسئلة سيجري التأمل فيها في المقالتين التاليتين.
-
-
الاجسام الطائرة المجهولة — الهوية القديمة والحديثةاستيقظ! ١٩٩٠ | تشرين الثاني (نوفمبر) ٨
-
-
الاجسام الطائرة المجهولة — الهوية القديمة والحديثة
منذ اقدم الازمنة اخبر الناس عن رؤية اجسام غريبة في السماء. فزُعم ان احد الفراعنة رأى دوائر نارية في السموات، ولدى الهنود الاميركيين اساطير عن زوارق طائرة. وأخبر الرومان الاوَّلون عن رؤية أتراس طائرة. وبحسب بعض التفسيرات لنقوش الأزتك، فإن الإله كويتزالكوتل كما يُعتقد وصل الى الارض لابسا خوذة فضائية عقفاء وفي سفينة هوائية شبيهة بأفعى.
وفي ١٥٦١ و ١٥٦٦، بحسب الروايات القديمة، يقال ان «جماهير» من سكان بازل، سويسرا، ونورَمبورڠ، المانيا، رأوا مشاهد غير عادية في السماء. ولكن، خلال ١٨٩٦ و ١٨٩٧، حدث امر في غاية الغرابة في الولايات المتحدة. فقد اخبر اناس في كل انحاء البلد انهم رأوا سفينة هوائية تطوف عاليا. وقيل: «لم تختبر اميركا من قبل قط ايّ امر شبيه تماما بالاثارة التي ولَّدتها السفينة اللغز الهوائية.» وقد حدثت هذه المشاهدات في مدن رئيسية وكذلك في قرى عبر الولايات المتحدة، ابتداء من كاليفورنيا. والنقطة المثيرة للاهتمام، يقول كتاب لغز السفينة الهوائية العظيم، هي ان «تاريخ الطيران المعروفَ لا يحتوي شيئا عن منطاد موجَّه يجوب مساحة واسعة في الولايات المتحدة في اواخر تسعينات الـ ١٨٠٠.»
ان احدى القصص الاكثر إتقانا والاوسع نشرا اتت من بلدة صغيرة في كانساس، الولايات المتحدة الاميركية، في السنة ١٨٩٧. وتسرد الرواية كيف وصف مواطن في المنطقة، الكسندر هاملتون، سفينة هوائية حطَّت في مزرعة البقر التي له. وعندما انطلقت السفينة اخيرا، اخذ الطاقم معه احدى العِجال. وفي ما بعد، على بُعد ثلاثة او اربعة اميال (٥ او ٦ كلم) نزولا في الطريق، «وجد» احد الجيران «الجلد، القوائم والرأس في حقله.» ولكن، بعد سنوات كثيرة، أُعيد طبع القصة وشُهِّرت بصفتها خدعة.
ان روايات كالتي تقدَّمت، سواء كانت ملفقة او حقيقية كما يُعتقد، أُعيد طبعها في كتب حديثة عن الموضوع. والكثير من التقارير، التي تعود الى تلك الفترة التي سبقت بداية القرن الـ ٢٠، ربما كان قد نُسي في ملفات الصحف الغبراء لولا بعض الحوادث المماثلة المدهشة التي بدأت تحدث بعد اكثر من ٤٠ سنة. لقد كان آنذاك ان الناس بدأوا يتذكَّرون ويبحثون في تلك الحوادث الابكر وبدأوا يلاحظون تشابهات بارزة.
الاجسام الطائرة المجهولة الهوية في الازمنة الحديثة
جرى احياء الموضوع في الازمنة الاحدث خلال الحرب العالمية الثانية عندما اخبر طيارو قاذفات قنابل الحلفاء انهم شاهدوا «كرات غريبة من نور وأجساما اسطوانية الشكل تتبعهم وهم يطيرون فوق المانيا واليابان.» وقد دعاها الطيارون الاميركيون مقاتلات الفُو، تعبير اشتُق من الكلمة الفرنسية فو feu، التي تقابل «نار.» وعلى الرغم من ان الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-١٩٤٥) انتهت، وانتهت معها مقاتلات الفُو، فقد استمر سرد القصص عن المشاهد الغريبة.
في اوروپا الغربية والبلدان الاسكنديناڤية شوهدت كما يُروى مركبات غير مجنَّحة دُعيت الصواريخ الاشباح. وغالبا ما وُصفت بأنها تجرّ لُهُبا عبر السماء. واستجابة لهذه التقارير، فحتى الولايات المتحدة «شعرت بأنها مجبرة على ارسال خبيرَين بمرتبة عليا في الاستخبارات الى السويد.» والقصتان المذكورتان آنفا كانتا البداية. والرواية التي بدا انها تذهل العالم والتي ابدأت عصر الصحن الطائر اخبر بها كينيث آرنولد، طيار خاص ورجل اعمال. ففي ٢٤ حزيران ١٩٤٧ أُخبر انه شاهد «سلسلة من تسع مركبات فضائية عجيبة تقترب من جبل رينير [ولاية واشنطن، الولايات المتحدة الاميركية].» ووُصفت بأنها «اشياء شبيهة بصحن» وبأنها «مسطحة مثل مقلاة الفطائر ولمّاعة جدا بحيث تعكس الشمس كمرآة.» وأُخبر انه سجل سرعتها «بنحو ٢٠٠,١ ميل في الساعة (٩٠٠,١ كلم/س).» وكان هذا اسرع بكثير من طيران الطائرات النفّاثة في ذلك الوقت.
جذب استعمال الكلمة «صحن» خيال الصحافة وأنتج التعبير الشائع الآن «الصحن الطائر.» وبعد ان نُشرت هذه الرواية في كل انحاء العالم، بدأ كثيرون ممن رأوا اجساما غريبة في السماء يخبرون قصصهم المتنوعة. وهذا، مع مشاهدات اخرى، جذب انتباه السلطات العسكرية.
حكومة الولايات المتحدة تُجري تحقيقا
وكما يظهر، بناء على توصية ضابط عسكري برتبة عالية، لقيت الاجسام الطائرة المجهولة الهوية اخيرا الاهتمام الرسمي من قِبل حكومة الولايات المتحدة. وكانت النتيجة اقامة مشروع ساين Sign، الذي ابتدأ بالعمل في ٢٢ كانون الثاني ١٩٤٨. وجرى تعيين هذا الفريق المحقِّق لانجاز العمل تحت توجيه قيادة الاستخبارات التقنية الجوية، الواقعة قرب دايتن، اوهايو، الولايات المتحدة الاميركية. ولم يكد المشروع يبدأ حتى حلَّت المأساة. فالقائد توماس مانتل، طيّار عسكري، فقد حياته في تحطم طائرة وهو يلاحق جسما كان آنذاك مجهول الهوية. ويمكن ان يكون قد فقد الوعي وهو يصعد عاليا جدا دون مساعدة اكسجين اضافي. وعُلم لاحقا انه ربما كان يقوم بملاحقة منطاد ابحاث لابِد Skyhook.
لكنّ مشاهدة جديدة لطيّارَين في الخطوط الجوية الشرقية، الى جانب موت طيّار السلاح الجوي هذا، اضرمت على نحو اضافي الاهتمام النامي بالاجسام الطائرة المجهولة الهوية. فبحسب التقرير، كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الشرقية قد غادرت هيوستن، تكساس، وكانت متوجهة الى اتلانتا، جورجيا، عندما أُجبر الطيّار فجأة على اتخاذ اجراء تملُّصي سريع بغية النجاة من «جسم طائرة ب-٢٩ غير مجنَّح» مرّ به عن يمينه. وبدا ان راكبا ومراقبين عديدين من مركز ارضي اضافوا مصداقية الى القصة.
اصدر فريق مشروع ساين اخيرا تقريرا خيَّب البعض. وفي ما بعد، جرى استبدال بعض الاعضاء في هيئة الموظفين الذين كانوا مؤيدين لوجهة النظر بأن الاجسام الطائرة المجهولة الهوية هي حقيقية، وجرى اعطاء لقب جديد للمشروع، «مشروع ڠْرادج.» ولكن، خلال هذه الفترة، بلغ الاعتقاد بوجود الاجسام الطائرة المجهولة الهوية قمة جديدة عندما كتب الرائد المتقاعد دونالد إ. كيهو مقالة بعنوان «الصحون الطائرة حقيقية.» وقد نُشرت الرواية في عدد كانون الثاني ١٩٥٠ من مجلة ترُو، وحظي العدد بتوزيع واسع. ثم، لزيادة الاهتمام الواسع في ذلك الحين، نشرت ترُو مقالة اضافية بواسطة الضابط في الاسطول البحري ر. ب. ماكلولين. وهذه المقالة كانت بعنوان «كيف اقتفى العلماء اثر الصحون الطائرة.» وكانت الحماسة قصيرة الامد — فقد نشرت مجلات اخرى، كوزموپوليتان وتايم، مقالات كشفت زَيف الاجسام الطائرة المجهولة الهوية. وبهذه المقالات الجديدة، والتوقف المؤقت في المشاهدات، خمد الاهتمام. ثم اتت السنة ١٩٥٢، سنة مميزة في تاريخ الاجسام الطائرة المجهولة الهوية.
١٩٥٢ — سنة الاجسام الطائرة المجهولة الهوية
ان العدد الاكبر من مشاهدات الاجسام الطائرة المجهولة الهوية الذي تسلَّمته قيادة الاستخبارات التقنية الجوية الاميركية جرى تسجيله في سنة ١٩٥٢: ٥٠١,١. ففي وقت مبكر من آذار ١٩٥٢، بازدياد أعداد المشاهدات، قرَّر سلاح الجو الاميركي ان يُنشئ منظمة منفصلة تدعى مشروع بلو بوك. وخلال تلك السنة من النشاط الكثيف للاجسام الطائرة المجهولة الهوية كانت المشاهدات متنوعة وكثيرة.
وواحدة من سلسلة المشاهدات الجديرة بالملاحظة خصوصا بدأت فوق واشنطن، دي. سي.، خلال ساعات منتصف ليل ١٩ و ٢٠ تموز. فجرى الإخبار ان «مجموعة اجسام طائرة مجهولة الهوية ظهرت على شاشتي رادار في مركز مراقبة حركة الطرق الجوية في مطار واشنطن القومي. وقد تحركت الاجسام ببطء اولا . . . ثم انطلقت بعيدا ‹بسرعات خيالية.›» والمشاهدات المرئية تلاءمت مع الارتدادات الرادارية. وأُخبر ايضا انه جرت محاولة اعتراض، لكنّ «الاجسام اختفت فيما اقتربت الطائرات النفّاثة.»
وفي سنة ١٩٦٦ نُسبت الى جيرالد ر. فورد، آنذاك عضو في الكونڠرس من ميشيڠان، الدعوة الى تحقيق فدرالي آخر في الاجسام الطائرة المجهولة الهوية. وهذا كان ردًّا على عدد من المشاهدات لأجسام طائرة مجهولة الهوية في ولايته. وكانت النتيجة ان دراسة اخرى أُنشئت في جامعة كولورادو. والدكتور ادورد أ. كوندن، فيزيائي بارز، تولّى الاشراف على العمل. وفي سنة ١٩٦٩، عند اختتام الدراسة، صدر تقرير كوندن، وبين امور اخرى، قال انه «لم ينتج من دراسة الاجسام الطائرة المجهولة الهوية في السنوات الـ ٢١ الماضية شيء اضاف الى المعرفة العلمية . . . حتى ان دراسة شاملة اضافية للاجسام الطائرة المجهولة الهوية لا يمكن تبريرها على الارجح بأمل ان يتقدم العلم بهذه الوسيلة.»
انهى ذلك التورطَ الرسمي لحكومة الولايات المتحدة في دراسة الاجسام الطائرة المجهولة الهوية، وبالاضافة الى ذلك، مال الى تهدئة الفضول العام. لكنه لم ينهِ الجدل بشأن الاجسام الطائرة المجهولة الهوية، ولا كان نهاية مشاهدات الاجسام الطائرة المجهولة الهوية. وبحسب احد التقارير، «بقي ٢٠ في المئة من الحالات الخمس والتسعين التي نوقشت في الوثيقة ‹من غير تفسير.›»
بدا ان الاهتمام بالاجسام الطائرة المجهولة الهوية يعلو ويهبط مع امواج المشاهدات. وبارزة كانت السنتان ١٩٧٣ و ١٩٧٤، اذ لوحظت اجسام طائرة مجهولة الهوية. وبحلول ثمانينات الـ ١٩٠٠، كانت التقارير ثانية في الاخبار. ولكن ماذا استنتج العلماء والخبراء الآخرون في السنوات الاخيرة؟
[الصورة في الصفحة ٥]
ظن البعض ان اله الأزتك كويتزالكوتل وصل في سفينة فضائية شبيهة بأفعى
-
-
الاجسام الطائرة المجهولة الهوية — هل يمكن تحديد هويتها؟استيقظ! ١٩٩٠ | تشرين الثاني (نوفمبر) ٨
-
-
الاجسام الطائرة المجهولة الهوية — هل يمكن تحديد هويتها؟
كيف يفسِّر العلماء الاجسام الطائرة المجهولة الهوية؟ ان الدكتور الراحل دونالد ه. مينزل، عالِم فلك من هارڤرد، وفيليپ كلاس، المحرر العالي الرتبة السابق لـ اسبوع الطيران، هما بين اولئك الذين درسوا موضوع مشاهدات الاجسام الطائرة المجهولة الهوية. وهما يؤكدان ان الاجسام الطائرة المجهولة الهوية هي في الواقع اجسام طائرة محدَّدة الهوية. فعندما جرى التحقيق حولها ثبت ان الاجسام الطائرة المجهولة الهوية هي اشياء او تأثيرات يمكن تحديد هويتها كمناطيد للرصد الجوي، طائرات وطائرات مروحية اعلانية ليلية، شُهُب، او شُمَيْسات.a
وفسَّر فيليپ كلاس الاجسام الطائرة المجهولة الهوية بأنها ظواهر طبيعية او تحديدات للهوية غير صحيحة. على سبيل المثال، استنادا اليه، جرى الظن ان يكون بعض الاجسام الطائرة المجهولة الهوية نوعا من البرق الكروي، او الپلازما. لكنّ نقّاده اسرعوا الى القول ان الپلازمات، او الغازات المشَرَّدَة ionized gases بدرجة عالية، يمكن ان تكون لها اعمار قصيرة جدا وهي لا تفسر المشكلة على نحو ملائم. وهو يقول ان بعض الاجسام الطائرة المجهولة الهوية التي تُشاهد على الرادار هو نتاج ظواهر جوية. ولكن، بحسب بعض عمّال الرادار، لا يعلِّل هذا التفسير السلوك الذكي على ما يظهر الذي يلاحَظ احيانا. وفكرة كلاس هي ان الاشخاص الذين يتعرضون فجأة لحدث غير متوقع قصير الامد «يمكن ان يكونوا على نحو جسيم غير متصفين بالدقة في محاولة وصف ما شاهدوه بالضبط.»
في كتابه العلم الزائف وما يتعذر تعليله علميا، يذكر تيرينس هاينز ان «التحقيق الدقيق انتج تفاسير طبيعية صريحة حتى لتقارير تبدو مؤثِّرة جدا عن الاجسام الطائرة المجهولة الهوية. . . . وتوضح كل هذه الحالات عدم امكانية الاعتماد على تقارير شهود العيان كليا تقريبا. ففي كل حالة تقريبا كانت تقارير الشهود تختلف جوهريا عن الحافز الفعلي، ولكن في حالات قليلة جدا فقط كان الشهود يكذبون عمدا. ومعرفتهم حول كيف ‹ينبغي› ان تبدو الاجسام الطائرة المجهولة الهوية اثَّرت في تقاريرهم، بالاضافة الى تأثيرات الاوهام البصرية.»
الاجسام الطائرة المجهولة الهوية —تقودها كائنات من الفضاء؟
النظرية الشعبية هي ان الاجسام الطائرة المجهولة الهوية يمكن ان تكون مقترنة بكائنات ذكية من الفضاء الخارجي. وكان الدكتور الراحل جيمس مكامبل في مقدمة اولئك الذين وصلوا الى هذا الاستنتاج. وحذَّر: «يَظهر ان جنسا غريبا خارق الذكاء يصير فعلا جزءا حميما اكثر من محيط ارضنا.» والرائد دونالد إ. كيهو، «ضابط متقاعد في السلك البحري تحوَّل الى كاتب مستقل . . . جعل اولا الاجسام الطائرة المجهولة الهوية شعبية وادَّعى انها مركبات فضائية من خارج الارض،» بحسب فيليپ كلاس، كاتب الاجسام الطائرة المجهولة الهوية — تضليل عامة الناس. وقدَّم كيهو ايضا نظرية «الكائنات من الفضاء» وحذَّر: «اذا كان قصد الغرباء المهاجرة الى الارض فسيطلق ذلك موجة من الخوف والهستيريا.»
والمفهوم الآخر الذي استحوذ على اهتمام بعض المحققين هو ان الاجسام الطائرة المجهولة الهوية كائنات متفوقة تسكن «كونا موازيا.» وبحسب هذه النظرية، قد تكون هذه الكائنات «قادرة على التلاعب بدارات العقل البشري الكهربائية.» وبهذه القدرة، يمكنهم على نحو محتمل ان يسيطروا على الحكومات البشرية. ويقول البعض انها قد تكون مرتبطة بِـ «مخلوقات ذكية [تشمل] حركات العالم الدينية الرئيسية، العجائب، الملائكة، الاشباح، الجنّ، العفاريت، وما شابه ذلك.» — الجسم الطائر المجهول الهوية وحدود العلم، بواسطة رونالد د. ستوري.
الاجسام الطائرة المجهولة الهوية —هل يمكننا تحديد هويتها؟
كما لاحظنا، ان بعض المحققين متاكدون تماما انه يمكنهم تحديد هوية كل الاجسام الطائرة المجهولة الهوية بأنها اشياء طبيعية او ظواهر معروفة. ولكنّ آخرين يقدِّمون نظرياتهم المميزة الخاصة.
عندما كان تقرير كوندن وموضوع الاجسام الطائرة المجهولة الهوية لا يزالان مسألة اهتمام عام حدث أنّ استيقظ! زوَّدت مراجعة للموضوع مع مناقشة لبعض الحالات الاكثر اثارة.b ووصلت استيقظ! الى الاستنتاج ان «الاغلبية العظمى لكل التقارير [عن الاجسام الطائرة المجهولة الهوية] لها اصلها في انواع الامور نفسها التي حدَّدها مشروع بلو بوك [دراسة حكومية سابقة]: الكواكب، الطائرات، المناطيد، الشُّهُب، السراب.»
وتابعت المقالة: «ان التحقيق الاشمل [الملخَّص في تقرير كوندن] اوضح الدور الذي تقوم به التشويهات الجسدية والنفسية. وقد فسَّر كيف ان الاجسام الطبيعية، التي يراها في السماء اشخاص لا يعرفونها ربما في الظروف غير العادية، يمكن ان يُساء تفسيرها عند ملاحظتها، تُضخَّم عند الاخبار بها، يُبالغ فيها على نحو اضافي في الصحف، وينتهي بها الامر الى سفن فضائية تُنزل رجالا خضرا صغارا من المريخ.»
ان تقرير كوندن الرسمي واستنتاجات كالمذكورة آنفا، الى جانب التقارير المتناقصة عن الاجسام الطائرة المجهولة الهوية، بدا انها تنهي المسألة بالنسبة الى كثيرين. ومع ذلك، بعد عقدين، نجد ان الاجسام الطائرة المجهولة الهوية لا تزال تحصل على الانتباه العام. وكما ذُكر في مقالتنا الاولى، لاحظ كاتب لإحدى الصحف البارزة ان عنصرا جديدا أُضيف. فنحن نحيا بخلفية «مخاوف رؤيوية عميقة الجذور» فيما نقترب من العام ٢٠٠٠.
وتطورت ايضا شكوك اضافية من ادعاءات اخيرة بأنه في الماضي ربما تجاهلت او اخفت الولايات المتحدة وحكومات اخرى ايضا بعض الادلَّة على الاجسام الطائرة المجهولة الهوية. وقد استغل مؤلف مطبوعة لسنة ١٩٨٨ قانون حرية الاعلام، الذي أُقرّ سنة ١٩٦٦ في الولايات المتحدة، بالاضافة الى مصادر في بلدان اخرى، ليجمع المعلومات التي استنادا اليه «تبرهن على نحو لا يقبل الشك انه كان هنالك اخفاء ضخم لموضوع الاجسام الطائرة المجهولة الهوية.» — اكثر من سرِّي للغاية، بواسطة تيموثي ڠود.
وڠاري كيندر، في كتابه السنوات الضوئية، يثير اسئلة في ما يتعلق بالبرهان اللازم لإقناع السلطات بوجود اجسام طائرة مجهولة الهوية. ويذكر ان احد المراقبين يسأل: «ما الذي يشكِّل برهانا [على الاجسام الطائرة المجهولة الهوية]؟ هل يجب ان يحطّ الجسم الطائر المجهول الهوية عند مدخل النهر الى الپنتاڠون، قرب مكاتب هيئة الاركان المشتركة؟ ام هل هو برهان عندما تكشف محطة رادار ارضية جسما طائرا مجهول الهوية، وترسل نفاثة لتعترض سبيله، فيراه طيّار النفاثة، ويُجري عملية إطباق بواسطة راداره، إلا ان الجسم الطائر المجهول الهوية يندفع بعيدا بسرعة خارقة؟»
ومن ناحية اخرى، يحاجّ الپروفسور هاينز ان الوثائق المؤلفة من ٩٩٧ صفحة التي أُذن في نشرها، التي تغطي الفترة من ١٩٤٩ الى ١٩٧٩، لا تكشف عن محاولة لإخفاء حكومي. وهو يذكر: «ان فحصا للاوراق والوثائق السرية لوكالة الاستخبارات المركزية CIA حول الاجسام الطائرة المجهولة الهوية يكشف عن وكالة مهتمة بالظاهرة باعتدال ولكن متشكِّكة في فرضية الكائنات من خارج الارض. وهذه الوثائق . . . تناقض ايضا الادعاءات المتكررة غالبا بإخفاء حكومي ‹للحقيقة› عن الاجسام الطائرة المجهولة الهوية.»
ان احد الاسباب الرئيسية للنقص في البرهان هو انه ما من جسم طائر مجهول الهوية عُرض علانية على الاطلاق، ولا قدَّمت اية كائنات من خارج الارض نفسها رسميا للتعرُّف العام. وفضلا عن ذلك، يزعم الپروفسور هاينز انه «ليست هنالك صورة لجسم طائر مجهول الهوية يمكن اعتبارها اصيلة تُظهر ايّ شيء سوى اشكال مبهمة او نقاط من نور.» ومرة بعد اخرى، حدَّد الخبراء هوية الاجسام الطائرة المجهولة الهوية بأنها مشاهدات مُساء تفسيرها للزُّهرة او لأجرام سماوية اخرى. فمن الواضح انه ما من حلّ لمشكلة الاجسام الطائرة المجهولة الهوية كان مرضيا للجميع.
وفي الوقت الذي كان فيه تقرير كوندن في الاخبار ناقش مراسل لِـ استيقظ! على انفراد بعض النتائج مع احد العلماء المساعدين العاملين في بولدر، كولورادو. وبدا ان العالِم يظن انه في الحالات غير القابلة للتفسير شملت اختباراتُ الاجسام الطائرة المجهولة الهوية «ادراكات عقلية» من نوع ما. وهكذا، على الرغم من ان مشاهدات كثيرة للاجسام الطائرة المجهولة الهوية يمكن تفسيرها علميا بأنها اشياء طبيعية او تحديدات خاطئة للهوية، فقد يشمل البعض اختبارات او ادراكات عقلية او نفسية.
هل هنالك تأثير خفي؟
عند مراجعة الاختبارات العقلية او النفسية لبعض الذين اخبروا عن اتصالات بأجسام طائرة مجهولة الهوية يكون ممكنا ايضا تمييز تشابهات مع ظواهر ارواحية او ظواهر اخرى يتعذَّر تعليلها علميا. وأحد الامثلة لذلك هو شهادة جون ه. أندروز في كتابه الكائنات التي من خارج الارض وحقيقتها. ففي اعرابه عن الشكر على المساعدة في انتاج الكتاب يذكر: «التقدير العظيم يعود ايضا الى اربعة من اهل الفضاء [«كائنات من خارج الارض في اجساد بشرية مادية يتنقلون بيننا دون ان يلاحَظوا»] اخبروني قصصهم ورغبوا في البقاء مجهولي الاسم، الى الوسطاء الارواحيين وقنوات الاتصال العديدين الذين ساعدوني في تجاربي الكثيرة، والى الكائنات التي من خارج الارض من اجل رسائلهم المثقِّفة العديدة.» وبالنسبة الى «اهل الفضاء» هؤلاء يذكر: «كانوا جميعا اذكياء للغاية؛ كلهم كانوا قنوات اتصال لكائنات غير منظورة.» — قارنوا ١ صموئيل ٢٨:٧، ٨؛ افسس ٦:١٢.
يدَّعي أندروز ايضا انه تسلَّم رسائل من كائنات من خارج الارض. وهو يدرج بعضا من هذه على سبيل المثال: «ليس هنالك امر كالموت. . . . ليس هنالك امر كالخير او الشر. [قارنوا تكوين ٣:٣، ٤.] . . . الخلق، التطور، والتقمص هي عمليات فعّالة ذات اثر في الكون. . . . ونحن (الكائنات التي من خارج الارض) لسنا هنا لنسيطر عليكم او نحكمكم، بل لنرشدكم. . . . ستخضع الارض قريبا لتغييرات مفاجئة عنيفة وهائلة. وعندما تكون هذه التغييرات قد كملت سيبقى اقل من ١⁄٠٠٠,١ من السكان الحاضرين احياء!»
يتكلم الكتاب المقدس ايضا عن كائنات من خارج الارض، مخلوقات روحانية، كالملائكة الطائعين والملائكة العصاة المتمردين الذين صاروا أبالسة. وخلال تاريخ الكتاب المقدس استخدم اللّٰه في مناسبات كثيرة ملائكة امناء للتكلم مع الناس. (تكوين ٢٢:٩-١٨؛ اشعياء ٦:١-٧) ولا يزال الشيطان يستخدم أتباعه الابالسة ليضل الجنس البشري بكل انواع الفلسفات، البِدَع، الرسائل، الاتصالات، والعبادات التي تحوِّل الانتباه عن الرسالة بأن ملكوت اللّٰه، حكومته السماوية، سيحكم قريبا على ارض مستردة. — قارنوا لوقا ٤:٣٣، ٣٤؛ يعقوب ٢:١٩؛ رؤيا ١٢:٩؛ ٢١:١-٤.
وأعطى الرسول المسيحي بولس تحذيرا مناسبا من التأثير الابليسي في الايام الاخيرة عندما كتب: «الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين.» — ١ تيموثاوس ٤:١.
واذ نذكر كم توغَّلنا عميقا في هذه الايام الرؤيوية، لا يكون مستحسنا ان يصرف المسيحيون وقتهم الثمين باحثين في العمق في امور من هذا النوع. وبالاحرى، يجب ان ننشغل بالتحدّي الاكثر اهمية امامنا، اي اطاعة امر الملاك القدوس من خارج الارض الذي اعلن: «خافوا اللّٰه وأعطوه مجدا لأنه قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه.» — رؤيا ١٤:٦، ٧.
[الحاشيتان]
a الشُمَيْسة، او الشمس الزائفة، هي بقعة مشرقة تَظهر على جانبي الشمس كليهما، وتُعرف ايضا بالشمس الكاذبة.
b انظروا استيقظ!، ٨ شباط ١٩٧٠، الصفحات ٥-٩، بالانكليزية.
[الاطار في الصفحة ١٠]
الاجسام الطائرة المجهولة الهوية — وجهة النظر العلمية
«علم الفلك والاجسام الطائرة المجهولة الهوية مرتبطان: لو عرف الناس اكثر عن علم الفلك لكانت هنالك مشاهدات اقل بكثير للاجسام الطائرة المجهولة الهوية.» — علم الفلك، كانون الاول ١٩٨٨.
«الزُّهرة هو الالمع من بين كل الكواكب في سماء الليل وهو مسؤول عن تقارير الاجسام الطائرة المجهولة الهوية اكثر من ايّ جسم مفرد آخر. . . .
«تحدِّد رادارات المطارات العصرية الآن آليا هوية كل طائرة في محيطها . . . واذ صارت الرادارات اكثر تطوُّرا من حيث تحديد هوية الطائرة على نحو صحيح وتصفية مصادر الخطإ، فقد هبط عدد تقارير الرادار عن الاجسام الطائرة المجهولة الهوية تقريبا الى الصفر. وبالتأكيد، اذا كانت الاجسام الطائرة المجهولة الهوية حقيقية فسيتوقع المرء . . . ان يزيد الرادار العصري عدد الاجسام الطائرة المجهولة الهوية التي تشاهَد على الرادار. . . .
«في نحو اربعين سنة من التحقيق لم تؤخذ صورة حقيقية واحدة لجسم طائر مجهول الهوية ولا وُجدت قطعة واحدة من حُطام اصيل او دليل مادي آخر. ويجري الإخبار عن مشاهدات تبدو مؤثِّرة سنة بعد سنة، وسنة بعد سنة حينما تُفحص بعناية تختفي في ضباب سوء الملاحظات، سوء تحديد الهوية، والخدَع.» — العلم الزائف وما يتعذر تعليله علميا، بواسطة تيرينس هاينز.
«ينشأ الكثير من المشاكل من واقع ان السماء تقدِّم تنوعا لامتناهيا تقريبا من المشاهد والاجسام الغريبة، والقليل منها فقط من المرجح ان يصادفه شخص واحد في مدى العمر. وعندما يحدث ذلك يمكن ان يضلَّل الى التفكير بأنه رأى شيئا خارقا — بدلا من مجرد غير مألوف. . . .
«نادرا ما كان ايّ موضوع مغلَّفا الى هذا الحد بالخداع، الهستيريا، السذاجة، الهوس الديني، العجز، ومعظم الخصائص البشرية المخزية الاخرى.» — وعد الفضاء، بواسطة آرثر ك. كلارك.
«اودّ ان ارى تلك الكلمات العميقة المدوَّنة على عتبة كل صروح العلم: ‹ان اعظم خبل للعقل هو ان يؤمن المرء بشيء لأنه يرغب ان يكون ذلك هكذا.›» — لويس پاستور، عالِم فرنسي للقرن الـ ١٩.
[الصورة في الصفحة ٨]
وفقا لزاوية الرؤية، ان المناطيد، الطائرات والطائرات المروحية الاعلانية الليلية يمكن ان تُساء ملاحظتها بأنها اجسام طائرة مجهولة الهوية
[مصدر الصورة]
Nite Sign, Inc.
-