-
لنقدِّر نعمة اللّٰه علينابرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | تموز (يوليو)
-
-
لِنُقَدِّرْ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ عَلَيْنَا
‹نَحْنُ جَمِيعًا نِلْنَا نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ›. — يو ١:١٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٩٥، ١٣
١، ٢ (أ) اِرْوِ مَثَلَ صَاحِبِ ٱلْكَرْمِ. (ب) كَيْفَ يُوضِحُ هٰذَا ٱلْمَثَلُ مَعْنَى ٱلْكَرَمِ وَٱلنِّعْمَةِ؟
فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، يَذْهَبُ صَاحِبُ كَرْمٍ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا لِكَرْمِهِ. فَيَتَّفِقُ مَعَ بَعْضِ ٱلرِّجَالِ عَلَى أُجْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَيَبْدَأُونَ بِٱلْعَمَلِ. لٰكِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْعُمَّالِ، فَيَعُودُ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى خِلَالَ ٱلْيَوْمِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا إِضَافِيِّينَ. وَهُوَ يَعْرِضُ أَجْرًا عَادِلًا حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْجِرُهُمْ فِي آخِرِ ٱلنَّهَارِ. وَعِنْدَ ٱلْمَسَاءِ، يَجْمَعُ ٱلْعُمَّالَ لِيُعْطِيَهُمْ أُجْرَتَهُمْ. فَيُعْطِي كُلًّا مِنْهُمُ ٱلْمَبْلَغَ نَفْسَهُ، سَوَاءٌ عَمِلُوا سَاعَاتٍ كَثِيرَةً أَوْ سَاعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَرَى ذٰلِكَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَأْجَرَهُمْ أَوَّلًا، يَبْدَأُونَ بِٱلتَّذَمُّرِ. فَيُجِيبُهُمْ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ: ‹أَلَمْ تَتَّفِقُوا مَعِي عَلَى ٱلْأَجْرِ ٱلَّذِي عَرَضْتُهُ؟ أَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أُعْطِيَ كُلَّ ٱلْعُمَّالِ مَا أُرِيدُ؟ أَمْ هَلْ أَنْتُمْ حَسُودُونَ لِأَنِّي أَنَا كَرِيمٌ؟›. — مت ٢٠:١-١٥.
٢ هٰذَا ٱلْمَثَلُ ٱلَّذِي رَوَاهُ يَسُوعُ يُعَلِّمُنَا دَرْسًا مُهِمًّا عَنْ «نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». (اقرأ ٢ كورنثوس ٦:١.) فَقَدْ يَبْدُو أَنَّ ٱلْعُمَّالَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَغَلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً لَا يَسْتَحِقُّونَ أَجْرًا كَامِلًا. إِلَّا أَنَّ صَاحِبَ ٱلْكَرْمِ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِكَرَمٍ ٱسْتِثْنَائِيٍّ. وَتَعْلِيقًا عَلَى كَلِمَةِ «نِعْمَةٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَقُولُ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ: «تَعْنِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةُ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ هِبَةً لَا يَسْتَحِقُّهَا ٱلْإِنْسَانُ، أَوْ عَطِيَّةً لَمْ يَكْتَسِبْهَا عَنْ جَدَارَةٍ أَوْ بِعَرَقِ جَبِينِهِ».
هِبَةُ يَهْوَهَ ٱلسَّخِيَّةُ
٣، ٤ أَيَّةُ هِبَةٍ أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَى ٱلْبَشَرِ، وَلِمَاذَا؟
٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ «هِبَةٌ». (اف ٣:٧) فَنَحْنُ لَا نَسْتَحِقُّهَا لِأَنَّنَا لَا نُطِيعُ يَهْوَهَ كَامِلًا. كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ: «لَيْسَ فِي ٱلْأَرْضِ إِنْسَانٌ بَارٌّ يَفْعَلُ ٱلصَّلَاحَ دَائِمًا وَلَا يُخْطِئُ». (جا ٧:٢٠) وَذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْكِسُوا مَجْدَ ٱللّٰهِ» وَ «أُجْرَةُ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ». (رو ٣:٢٣؛ ٦:٢٣أ) فَنَحْنُ لَا نَسْتَحِقُّ سِوَى ٱلْمَوْتِ.
٤ غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ أَحَبَّ كَثِيرًا ٱلْبَشَرَ ٱلْخُطَاةَ، حَتَّى إِنَّهُ أَرْسَلَ «مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ» لِيَمُوتَ عَنَّا. وَهٰذِهِ هِيَ أَثْمَنُ هِبَةٍ مِنَ ٱللّٰهِ وَأَعْظَمُ طَرِيقَةٍ أَظْهَرَ بِهَا نِعْمَتَهُ. (يو ٣:١٦) لِذَا ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْآنَ مُتَوَّجٌ «بِٱلْمَجْدِ وَٱلْكَرَامَةِ لِأَنَّهُ عَانَى ٱلْمَوْتَ، لِيَذُوقَ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَوْتَ لِأَجْلِ كُلِّ إِنْسَانٍ». (عب ٢:٩) حَقًّا، إِنَّ «عَطِيَّةَ ٱللّٰهِ . . . هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا». — رو ٦:٢٣ب.
٥، ٦ مَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ حِينَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا (أ) ٱلْخَطِيَّةُ؟ (ب) نِعْمَةُ ٱللّٰهِ؟
٥ وَكَيْفَ وَرِثَ ٱلْبَشَرُ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ؟ يُوضِحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْمَوْتَ قَدْ «مَلَكَ» عَلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ، آدَمَ. (رو ٥:١٢، ١٤، ١٧) وَلٰكِنْ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَتَحَرَّرَ مِنْ سَيْطَرَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَلَا نَدَعَهَا تَمْلِكُ عَلَيْنَا. فَبِٱلْإِيمَانِ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، نَخْتَارُ أَنْ تَمْلِكَ عَلَيْنَا نِعْمَةُ ٱللّٰهِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «حَيْثُ كَثُرَتِ ٱلْخَطِيَّةُ فَاضَتِ ٱلنِّعْمَةُ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ أَنَّهُ كَمَا مَلَكَتِ ٱلْخَطِيَّةُ مَعَ ٱلْمَوْتِ، كَذٰلِكَ أَيْضًا تَمْلِكُ ٱلنِّعْمَةُ بِٱلْبِرِّ، مُؤَدِّيَةً إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». — رو ٥:٢٠، ٢١.
٦ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَزَالُ خُطَاةً، وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ تُسَيْطِرَ ٱلْخَطِيَّةُ عَلَى حَيَاتِنَا. فَنَحْنُ نَطْلُبُ ٱلْغُفْرَانَ مِنْ يَهْوَهَ عِنْدَمَا نُخْطِئُ. كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «لَا تَسُدِ ٱلْخَطِيَّةُ عَلَيْكُمْ، لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ، بَلْ تَحْتَ ٱلنِّعْمَةِ». (رو ٦:١٤) وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ حِينَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا ٱلنِّعْمَةُ؟ أَوْضَحَ بُولُسُ: «إِنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ . . . قَدْ أُظْهِرَتْ، مُرْشِدَةً إِيَّانَا لِنَنْبِذَ ٱلْكُفْرَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ وَنَحْيَا بِرَزَانَةٍ وَبِرٍّ وَتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ وَسْطَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هٰذَا». — تي ٢:١١، ١٢.
«نِعْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةُ»
٧، ٨ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ «مُتَنَوِّعَةً»؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَتَيْنِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «لِيَخْدُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا نَالَ مِنْ مَوْهِبَةٍ، كَوُكَلَاءَ فَاضِلِينَ عَلَى نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ». (١ بط ٤:١٠) وَبِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ «مُتَنَوِّعَةً»؟ نَحْنُ نَمُرُّ بِمِحَنٍ مُتَنَوِّعَةٍ، لٰكِنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ أَيْضًا تَظْهَرُ بِطَرَائِقَ مُتَنَوِّعَةٍ. (١ بط ١:٦) فَمَهْمَا كَانَتْ طَبِيعَةُ مِحْنَتِنَا، فَسَيُعْطِينَا يَهْوَهُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ بِٱلضَّبْطِ لِنُوَاجِهَهَا.
٨ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: ‹نَحْنُ جَمِيعًا نِلْنَا نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ›. (يو ١:١٦) فَنَحْنُ نَحْصُدُ ٱلْبَرَكَةَ تِلْوَ ٱلْبَرَكَةِ نَتِيجَةَ نِعْمَةِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ. فَمَا هِيَ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ؟
٩ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ نِعْمَةِ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لَهَا؟
٩ غُفْرَانُ خَطَايَانَا. بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ، يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا شَرْطَ أَنْ نَتُوبَ عَنْهَا وَنَسْتَمِرَّ فِي مُحَارَبَةِ مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ. (اقرأ ١ يوحنا ١:٨، ٩.) وَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَغْفِرُ يَهْوَهُ ٱلْخَطَايَا، قَائِلًا: «لَقَدْ أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَةِ ٱلظَّلَامِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَمْلَكَةِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ ٱلَّذِي بِهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ، غُفْرَانُ خَطَايَانَا». (كو ١:١٣، ١٤) وَرَحْمَةُ ٱللّٰهِ تَمْلَأُ قُلُوبَنَا بِٱلتَّقْدِيرِ، وَتَدْفَعُنَا أَنْ نُمَجِّدَهُ. هٰذَا وَإِنَّ غُفْرَانَ خَطَايَانَا يُتِيحُ لَنَا أَنْ نَنَالَ بَرَكَاتٍ رَائِعَةً أُخْرَى. فَمَا هِيَ؟
١٠ أَيُّ بَرَكَةٍ نَنْعَمُ بِهَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٠ اَلتَّصَالُحُ مَعَ ٱللّٰهِ. بِمَا أَنَّنَا نَاقِصُونَ، فَنَحْنُ أَعْدَاءٌ لِلّٰهِ مِنْ لَحْظَةِ وِلَادَتِنَا. وَٱعْتَرَفَ بُولُسُ بِهٰذَا ٱلْوَاقِعِ قَائِلًا: «إِنَّنَا . . . وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ، قَدْ تَصَالَحْنَا مَعَ ٱللّٰهِ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ». (رو ٥:١٠) فَبِفَضْلِ ٱلْفِدْيَةِ، نَتَصَالَحُ مَعَ ٱللّٰهِ، أَيْ نَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ وَنُصْبِحُ أَصْدِقَاءَهُ. وَأَوْضَحَ بُولُسُ عَلَاقَةَ ذٰلِكَ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ حِينَ كَتَبَ إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ: «بِمَا أَنَّنَا تَبَرَّرْنَا نَتِيجَةَ ٱلْإِيمَانِ، فَلْنَنْعَمْ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللّٰهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِهِ أَيْضًا نِلْنَا بِٱلْإِيمَانِ ٱلْحُرِّيَّةَ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي فِيهَا نَحْنُ قَائِمُونَ». (رو ٥:١، ٢) فَمَا أَعْظَمَ ٱمْتِيَازَنَا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ!
اِمْتِيَازُ سَمَاعِ ٱلْبِشَارَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.)
١١ كَيْفَ يَرُدُّ ٱلْمَمْسُوحُونَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› إِلَى ٱلْبِرِّ؟
١١ اَلتَّمَتُّعُ بِمَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ ٱللّٰهِ. أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ أَنَّ ‹ذَوِي ٱلْبَصِيرَةِ›، أَيِ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ، سَيَرُدُّونَ «كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْبِرِّ» فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ. (اقرأ دانيال ١٢:٣.) فَبِوَاسِطَةِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ، سَاعَدَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَلَايِينَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِمَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ يَهْوَهَ. (يو ١٠:١٦) لٰكِنَّ هٰذَا ٱلرَّدَّ إِلَى ٱلْبِرِّ مَا كَانَ لِيَحْدُثَ لَوْلَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ. أَوْضَحَ بُولُسُ: «هِيَ هِبَةٌ أَنْ يَتَبَرَّرُوا بِنِعْمَةِ [ٱللّٰهِ] بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي تَمَّ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». — رو ٣:٢٣، ٢٤.
بَرَكَةُ ٱلصَّلَاةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.)
١٢ مَا عَلَاقَةُ ٱلصَّلَاةِ بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٢ اَلِٱقْتِرَابُ إِلَى عَرْشِ ٱللّٰهِ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ. بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقْتَرِبَ مِنْ عَرْشِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ. فَقَدْ دَعَا بُولُسُ عَرْشَ يَهْوَهَ «عَرْشَ ٱلنِّعْمَةِ»، وَشَجَّعَنَا أَنْ نَقْتَرِبَ مِنْهُ «بِحُرِّيَّةِ كَلَامٍ». (عب ٤:١٦أ) وَيَهْوَهُ مَنَحَنَا هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلْعَظِيمَ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ. قَالَ بُولُسُ: «لَنَا حُرِّيَّةُ ٱلْكَلَامِ هٰذِهِ وَٱقْتِرَابٌ عَنْ ثِقَةٍ مِنْ خِلَالِ إِيمَانِنَا بِهِ». — اف ٣:١٢.
اَلْعَوْنُ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.)
١٣ كَيْفَ نَنَالُ ٱلْعَوْنَ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٣ اَلْعَوْنُ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. شَجَّعَنَا بُولُسُ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ، «لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ». (عب ٤:١٦ب) فَعِنْدَمَا نَمُرُّ بِمِحَنٍ أَوْ مَصَاعِبَ، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَطْلُبَ ٱلْعَوْنَ مِنْ يَهْوَهَ. وَهُوَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا، رَغْمَ أَنَّنَا لَا نَسْتَحِقُّ ذٰلِكَ. وَغَالِبًا مَا يُقَدِّمُ لَنَا ٱلْعَوْنَ مِنْ خِلَالِ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ، «حَتَّى إِنَّنَا نَتَشَجَّعُ جِدًّا فَنَقُولُ: ‹يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟›». — عب ١٣:٦.
١٤ أَيَّةُ بَرَكَةٍ أُخْرَى نَنَالُهَا نَتِيجَةَ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٤ تَعْزِيَةُ قُلُوبِنَا. إِحْدَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَحْصُلُ عَلَيْهَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ هِيَ نَيْلُ ٱلتَّعْزِيَةِ حِينَ نُعَانِي أَلَمًا عَاطِفِيًّا. (مز ٥١:١٧) كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ فِي تَسَالُونِيكِي: «لِيُعْطِكُمْ رَبُّنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ وَٱللّٰهُ أَبُونَا، ٱلَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا تَعْزِيَةً أَبَدِيَّةً وَرَجَاءً صَالِحًا بِٱلنِّعْمَةِ، أَنْ تَتَعَزَّى قُلُوبُكُمْ وَتَتَثَبَّتُوا!». (٢ تس ٢:١٦، ١٧) فَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا وَيَعْتَنِي بِنَا!
١٥ أَيُّ رَجَاءٍ لَدَيْنَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٥ رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. لِأَنَّنَا خُطَاةٌ، لَا رَجَاءَ لَنَا دُونَ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ. (اقرإ المزمور ٤٩:٧، ٨.) لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَعْطَانَا رَجَاءً رَائِعًا. فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ: «هٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ أَبِي، أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلِٱبْنَ وَيُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٦:٤٠) وَرَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ هُوَ هِبَةٌ أَنْعَمَ بِهَا ٱللّٰهُ عَلَيْنَا. قَالَ بُولُسُ: «إِنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ . . . تَجْلُبُ ٱلْخَلَاصَ لِشَتَّى ٱلنَّاسِ». — تي ٢:١١.
لَا تَسْتَغِلَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ
١٦ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ؟
١٦ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِبَرَكَاتٍ عَدِيدَةٍ بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ، وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَظُنَّ أَنَّهُ يَتَغَاضَى عَنِ ٱلسُّلُوكِ ٱلْخَاطِئِ. لَقَدْ حَاوَلَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ أَنْ يُحَوِّلُوا «نِعْمَةَ إِلٰهِنَا إِلَى عُذْرٍ عَلَى ٱلْفُجُورِ». (يه ٤) فَعَلَى مَا يَبْدُو، ظَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ غَيْرُ ٱلْأُمَنَاءِ أَنَّهُمْ يَقْدِرُونَ أَنْ يَرْتَكِبُوا ٱلْخَطِيَّةَ عَلَى ٱعْتِبَارِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَغْفِرُ لَهُمْ دَائِمًا. وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّهُمْ حَرَّضُوا إِخْوَتَهُمْ عَلَى ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَيْهِمْ فِي سُلُوكِهِمِ ٱلرَّدِيءِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا يَكُونُ قَدْ «أَسَاءَ بِٱزْدِرَاءٍ إِلَى رُوحِ ٱلنِّعْمَةِ». — عب ١٠:٢٩.
١٧ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَوِيَّةٍ قَدَّمَهَا بُطْرُسُ؟
١٧ يَخْدَعُ ٱلشَّيْطَانُ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ، فَيَجْعَلُهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْتَغِلُّوا رَحْمَةَ ٱللّٰهِ وَيَرْتَكِبُوا ٱلْخَطِيَّةَ ثُمَّ يُفْلِتُوا مِنَ ٱلْعِقَابِ. وَلٰكِنْ مَعَ أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ لِيَغْفِرَ لِلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ، فَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نُحَارِبَ مُيُولَنَا ٱلْخَاطِئَةَ. فَقَدْ أَوْحَى إِلَى بُطْرُسَ أَنْ يَكْتُبَ: «أَنْتُمْ إِذًا، أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، إِذْ لَكُمْ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْمُسْبَقَةُ، ٱحْتَرِسُوا لِئَلَّا تَنْقَادُوا مَعَهُمْ بِضَلَالِ ٱلْبُغَاةِ، فَتَسْقُطُوا عَنْ ثَبَاتِكُمْ. لَا، بَلْ وَاصِلُوا ٱلنُّمُوَّ فِي نِعْمَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمَعْرِفَتِهِ». — ٢ بط ٣:١٧، ١٨.
نِعْمَةُ ٱللّٰهِ تُحَمِّلُنَا مَسْؤُولِيَّاتٍ
١٨ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ تَضَعُهَا عَلَيْنَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ؟
١٨ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى نِعْمَةِ يَهْوَهَ! لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَضَعُ عَلَيْنَا مَسْؤُولِيَّاتٍ. فَيَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَاهِبَنَا لِنُكْرِمَ يَهْوَهَ وَنُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ. وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ يُجِيبُ بُولُسُ: «بِمَا أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ تَخْتَلِفُ بِحَسَبِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لَنَا، فَمَنْ لَهُ . . . ٱلْخِدْمَةُ فَلْيَنْهَمِكْ فِي هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ، وَٱلْمُعَلِّمُ فَلْيَنْهَمِكْ فِي تَعْلِيمِهِ، وَٱلْوَاعِظُ فَفِي وَعْظِهِ، . . . وَمَنْ يَرْحَمُ فَلْيَرْحَمْ بِسُرُورٍ». (رو ١٢:٦-٨) فَنِعْمَةُ يَهْوَهَ تُلْزِمُنَا بِأَنْ نَنْشَغِلَ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، نُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نُشَجِّعَ رُفَقَاءَنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَنُسَامِحَ مَنْ يُسِيءُ إِلَيْنَا.
١٩ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ يَدْفَعُنَا تَقْدِيرُنَا لِمَحَبَّةِ ٱللّٰهِ وَكَرَمِهِ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَشْهَدَ «كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». (اع ٢٠:٢٤) وَسَنُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
اشهدْ ببشارة نعمة اللّٰهبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٦ | تموز (يوليو)
-
-
اِشْهَدْ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ
«اِشْهَدْ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». — اع ٢٠:٢٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٠١، ٨٤
١، ٢ كَيْفَ عَبَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ تَقْدِيرِهِ لِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ؟
فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَقُولَ: «نِعْمَةُ [ٱللّٰهِ] عَلَيَّ لَمْ تَكُنْ عَبَثًا». (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٩، ١٠.) وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، أَدْرَكَ تَمَامًا أَنَّهُ لَمْ يَكْسِبْ أَوْ يَسْتَحِقَّ رَحْمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمَةَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَضْطَهِدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.
٢ وَفِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ، كَتَبَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ قَائِلًا: «أَشْكُرُ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا، ٱلَّذِي مَنَحَنِي ٱلْقُوَّةَ، لِأَنَّهُ ٱعْتَبَرَنِي أَمِينًا إِذْ جَعَلَنِي لِلْخِدْمَةِ». (١ تي ١:١٢-١٤) وَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةُ؟ أَخْبَرَ بُولُسُ ٱلشُّيُوخَ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ: «لَا أَحْسِبُ نَفْسِي ذَاتَ قِيمَةٍ، كَأَنَّمَا هِيَ عَزِيزَةٌ عَلَيَّ، حَسْبِي أَنْ أُنْهِيَ شَوْطِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، لِأَشْهَدَ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». — اع ٢٠:٢٤.
٣ أَيُّ خِدْمَةٍ خُصُوصِيَّةٍ أُوكِلَتْ إِلَى بُولُسَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ وَمَا هِيَ ‹ٱلْبِشَارَةُ› ٱلَّتِي شَهِدَ بِهَا بُولُسُ، وَكَيْفَ أَبْرَزَتْ نِعْمَةَ يَهْوَهَ؟ أَخْبَرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ: «قَدْ سَمِعْتُمْ بِوِكَالَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي أُعْطِيتُهَا مِنْ أَجْلِكُمْ». (اف ٣:١، ٢) فَقَدْ أُوكِلَ إِلَى بُولُسَ أَنْ يُبَشِّرَ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ كَيْ يَصِيرُوا هُمْ أَيْضًا شُرَكَاءَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ. (اقرأ افسس ٣:٥-٨.) وَبِغَيْرَتِهِ فِي إِتْمَامِ خِدْمَتِهِ، رَسَمَ مِثَالًا رَائِعًا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ وَبَرْهَنَ أَنَّ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ عَلَيْهِ «لَمْ تَكُنْ عَبَثًا».
كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ؟
٤، ٥ لِمَ نَقُولُ إِنَّ «بِشَارَةَ ٱلْمَلَكُوتِ» هِيَ «بِشَارَةُ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ» نَفْسُهَا؟
٤ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا، أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَى شَعْبِهِ أَنْ يَكْرِزُوا «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ . . . فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٤) وَرِسَالَتُنَا هِيَ أَيْضًا «بِشَارَةُ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». فَكُلُّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي سَنَتَمَتَّعُ بِهَا فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ. (اف ١:٣) فَهَلْ نَنْدَفِعُ إِفْرَادِيًّا أَنْ نَقْتَدِيَ بِبُولُسَ وَنُظْهِرَ تَقْدِيرَنَا لِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِرَازَةِ بِغَيْرَةٍ؟ — اقرأ روما ١:١٤-١٦.
٥ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، نَحْنُ نَسْتَفِيدُ مِنْ نِعْمَةِ يَهْوَهَ بِطَرَائِقَ عَدِيدَةٍ، رَغْمَ أَنَّنَا خُطَاةٌ. لِذٰلِكَ عَلَيْنَا مَسْؤُولِيَّةٌ أَنْ نُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ، وَكَيْفَ يَسْتَفِيدُونَ مِنْهَا شَخْصِيًّا. فَمَا هِيَ بَعْضُ أَوْجُهِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى تَقْدِيرِهَا؟
اِشْهَدْ بِٱلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْفِدْيَةِ
٦، ٧ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّنَا نَشْهَدُ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ حِينَ نَشْرَحُ لِلنَّاسِ تَرْتِيبَ ٱلْفِدْيَةِ؟
٦ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُتَسَاهِلِ، لَا يَشْعُرُ كَثِيرُونَ بِٱلذَّنْبِ حِينَ يَرْتَكِبُونَ ٱلْخَطِيَّةَ، لِذَا لَا يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْفِدْيَةِ. وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَرَى ٱلْمَزِيدُ وَٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلنَّاسِ أَنَّ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِمِ ٱلْمُتَسَاهِلَةَ لَا تَمْنَحُهُمُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ. وَكَثِيرُونَ لَا يَفْهَمُونَ مَا هِيَ ٱلْخَطِيَّةُ، وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيهِمْ، وَكَيْفَ يَتَحَرَّرُونَ مِنْ عُبُودِيَّتِهَا. وَلٰكِنْ حِينَ يَلْتَقُونَ بِشُهُودِ يَهْوَهَ، يَفْرَحُ ٱلْمُخْلِصُونَ مِنْهُمْ حِينَ يَتَعَلَّمُونَ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱللّٰهُ مَحَبَّتَهُ وَنِعْمَتَهُ بِإِرْسَالِ ٱبْنِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَفْدِيَنَا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. — ١ يو ٤:٩، ١٠.
٧ كَتَبَ بُولُسُ عَنِ ٱبْنِ يَهْوَهَ ٱلْحَبِيبِ، قَائِلًا: «اَلَّذِي بِهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، أَيْ مَغْفِرَةُ زَلَّاتِنَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَةِ ٱللّٰهِ». (اف ١:٧) فَذَبِيحَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةُ أَهَمُّ دَلِيلٍ عَلَى مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ، وَهِيَ تُظْهِرُ مَا أَعْظَمَ نِعْمَتَهُ. وَنَحْنُ نَشْعُرُ بِرَاحَةٍ كَبِيرَةٍ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّنَا إِذَا آمَنَّا بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ، تُغْفَرُ خَطَايَانَا وَنَتَمَتَّعُ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ. (عب ٩:١٤) فَيَا لَهَا مِنْ بِشَارَةٍ نُخْبِرُ بِهَا ٱلْآخَرِينَ!
سَاعِدِ ٱلنَّاسَ أَنْ يُصْبِحُوا أَصْدِقَاءَ ٱللّٰهِ
٨ لِمَاذَا ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ بِحَاجَةٍ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ؟
٨ نَحْنُ مُلْزَمُونَ بِإِخْبَارِ ٱلنَّاسِ أَنَّ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُصْبِحُوا أَصْدِقَاءَ ٱللّٰهِ. فَإِذَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ، يَعْتَبِرُهُمُ ٱللّٰهُ أَعْدَاءً لَهُ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «اَلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَٱلَّذِي يَعْصِي ٱلِٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ سُخْطُ ٱللّٰهِ». (يو ٣:٣٦) وَلٰكِنْ بِفَضْلِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ، أَصْبَحَ ٱلتَّصَالُحُ مَعَ ٱللّٰهِ مُمْكِنًا. ذَكَرَ بُولُسُ: «أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ فِي مَا مَضَى مُبْعَدِينَ وَأَعْدَاءً لِأَنَّ أَفْكَارَكُمْ كَانَتْ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ ٱلْآنَ بِجَسَدِ ذَاكَ ٱلَّذِي أَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَوْتِ». — كو ١:٢١، ٢٢.
٩، ١٠ (أ) أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ أَوْكَلَهَا ٱلْمَسِيحُ إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
٩ أَوْكَلَ ٱلْمَسِيحُ «خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ» إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمَوْجُودِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ ذٰلِكَ حِينَ قَالَ لَهُمْ: «كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ مِنَ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي صَالَحَنَا مَعَ نَفْسِهِ بِٱلْمَسِيحِ وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ ٱللّٰهَ كَانَ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ يُصَالِحُ عَالَمًا مَعَ نَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ زَلَّاتِهِمْ، وَقَدِ ٱسْتَوْدَعَنَا كَلِمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ. نَحْنُ إِذًا سُفَرَاءُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ، كَأَنَّ ٱللّٰهَ يُنَاشِدُ بِوَاسِطَتِنَا. نَلْتَمِسُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ: ‹تَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ›». — ٢ كو ٥:١٨-٢٠.
١٠ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› يَعْتَبِرُونَهُ شَرَفًا عَظِيمًا أَنْ يُسَاعِدُوا ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ. (يو ١٠:١٦) وَبِصِفَتِهِمْ مَبْعُوثِينَ أَوْ مُرْسَلِينَ مِنْ قِبَلِ ٱلْمَسِيحِ، يَقُومُونَ بِٱلْجُزْءِ ٱلْأَكْبَرِ مِنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، إِذْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلْحَقَّ وَيُسَاعِدُونَهُمْ أَنْ يُنَمُّوا عَلَاقَةً حَمِيمَةً بِيَهْوَهَ. وَهٰذَا وَجْهٌ مُهِمٌّ مِنْ أَوْجُهِ ٱلشَّهَادَةِ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ.
أَخْبِرِ ٱلنَّاسَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَسْمَعُ ٱلصَّلَوَاتِ
١١، ١٢ لِمَ إِخْبَارُ ٱلنَّاسِ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْمَعُ ٱلصَّلَوَاتِ هُوَ بِشَارَةٌ؟
١١ يُصَلِّي كَثِيرُونَ كَيْ يَشْعُرُوا بِٱلِٱرْتِيَاحِ، لٰكِنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَسْمَعُ صَلَوَاتِهِمْ. لِذٰلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نُخْبِرَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ». كَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ: «يَا سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ. ذُنُوبٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ. مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا». — مز ٦٥:٢، ٣.
١٢ وَقَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِٱسْمِي، فَإِنِّي أَفْعَلُهُ». (يو ١٤:١٤) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ بِشَأْنِ أَيِّ «شَيْءٍ» يَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ. كَتَبَ يُوحَنَّا: «هٰذِهِ هِيَ ٱلثِّقَةُ ٱلَّتِي لَنَا مِنْ نَحْوِهِ، أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ، فَهُوَ يَسْمَعُنَا». (١ يو ٥:١٤) فَٱلصَّلَاةُ لَيْسَتْ عِلَاجًا نَفْسِيًّا، بَلْ وَسِيلَةٌ لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى ‹عَرْشِ نِعْمَةِ› يَهْوَهَ. وَمَا أَرْوَعَ أَنْ نُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ بِذٰلِكَ! (عب ٤:١٦) فَحِينَ نُعَلِّمُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى يَهْوَهَ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلصَّحِيحَةِ، طَالِبِينَ أُمُورًا تَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَتِهِ، نُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ وَيَتَعَزَّوْا فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ. — مز ٤:١؛ ١٤٥:١٨.
نِعْمَةُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ
١٣، ١٤ (أ) أَيَّةُ ٱمْتِيَازَاتٍ رَائِعَةٍ تَنْتَظِرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ (ب) أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ سَيُنْجِزُهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْبَشَرِ؟
١٣ لَنْ تَنْتَهِيَ نِعْمَةُ يَهْوَهَ بِنِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا. فَهُوَ سَيُعْطِي ٱمْتِيَازًا رَائِعًا لِلْ ٠٠٠,١٤٤ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. كَتَبَ بُولُسُ عَنْ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ، قَائِلًا: «اَللّٰهُ ٱلْغَنِيُّ بِٱلرَّحْمَةِ، بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، أَحْيَانَا جَمِيعًا مَعَ ٱلْمَسِيحِ، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ فِي ٱلزَّلَّاتِ — بِنِعْمَةٍ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ — وَأَقَامَنَا مَعًا وَأَجْلَسَنَا مَعًا فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيَظْهَرَ فِي أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ ٱلْفَائِقُ فِي رِفْقِهِ عَلَيْنَا فِي ٱلِٱتِّحَادِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». — اف ٢:٤-٧.
١٤ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نَتَخَيَّلَ ٱلْأُمُورَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا يَهْوَهُ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. (لو ٢٢:٢٨-٣٠؛ في ٣:٢٠، ٢١؛ ١ يو ٣:٢) فَيَهْوَهُ سَيُظْهِرُ لَهُمْ خُصُوصًا «غِنَى نِعْمَتِهِ ٱلْفَائِقَ». فَسَيُؤَلِّفُ هٰؤُلَاءِ «أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةَ»، عَرُوسَ ٱلْمَسِيحِ. (رؤ ٣:١٢؛ ١٧:١٤؛ ٢١:٢، ٩، ١٠) وَسَيَشْتَرِكُونَ مَعَ يَسُوعَ فِي «شِفَاءِ ٱلْأُمَمِ»، فَيُسَاعِدُونَ ٱلْبَشَرَ أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ نِيرِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ وَيَصِلُوا إِلَى ٱلْكَمَالِ. — اقرإ الرؤيا ٢٢:١، ٢، ١٧.
١٥، ١٦ كَيْفَ سَيُظْهِرُ يَهْوَهُ نِعْمَتَهُ ‹لِلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٥ تُخْبِرُنَا أَفَسُس ٢:٧ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُظْهِرُ نِعْمَتَهُ «فِي أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِيَةِ». فَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَيَذُوقُ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ «غِنَى نِعْمَتِهِ ٱلْفَائِقَ». (لو ١٨:٢٩، ٣٠) وَسَتَكُونُ قِيَامَةُ ٱلْبَشَرِ مِنَ «ٱلْقُبُورِ» مِنْ أَعْظَمِ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي سَتَظْهَرُ بِهَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ٥:٢٨، ٢٩؛ اي ١٤:١٣-١٥) فَرِجَالُ وَنِسَاءُ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَ مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ، وَكَذٰلِكَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› ٱلْأُمَنَاءُ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، سَيُعَادُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ لِيُوَاصِلُوا خِدْمَةَ يَهْوَهَ.
١٦ وَسَيُقَامُ أَيْضًا مَلَايِينُ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا ٱللّٰهَ. وَهٰكَذَا، سَيَحْصُلُونَ عَلَى فُرْصَةٍ لِلْخُضُوعِ لِسُلْطَانِ يَهْوَهَ. كَتَبَ يُوحَنَّا: «رَأَيْتُ ٱلْأَمْوَاتَ، ٱلْكِبَارَ وَٱلصِّغَارَ، وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلْعَرْشِ، وَفُتِحَتْ أَدْرَاجٌ. وَفُتِحَ دَرْجٌ آخَرُ، هُوَ دَرْجُ ٱلْحَيَاةِ. وَدِينَ ٱلْأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْأَدْرَاجِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. وَسَلَّمَ ٱلْبَحْرُ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ ٱلْمَوْتُ وَهَادِسُ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِمَا، وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ». (رؤ ٢٠:١٢، ١٣) طَبْعًا، يَلْزَمُ أَنْ يَتَعَلَّمَ أُولٰئِكَ ٱلْمُقَامُونَ مَبَادِئَ ٱللّٰهِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُطَبِّقُوهَا. وَسَيَكُونُ عَلَيْهِمْ أَيْضًا أَنْ يَتَّبِعُوا ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلْجَدِيدَةَ «فِي ٱلْأَدْرَاجِ» ٱلَّتِي سَتُفْتَحُ آنَذَاكَ. وَتِلْكَ ٱلْإِرْشَادَاتُ هِيَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى سَيُظْهِرُ يَهْوَهُ نِعْمَتَهُ مِنْ خِلَالِهَا.
دَاوِمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ
١٧ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا عِنْدَ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
١٧ كَمْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ ٱلْآنَ، أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، أَنْ نَكْرِزَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِيمَا تَقْتَرِبُ ٱلنِّهَايَةُ! (مر ١٣:١٠) وَيَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ بِشَارَتَنَا تُبْرِزُ نِعْمَةَ يَهْوَهَ. فَهَدَفُنَا مِنَ ٱلْكِرَازَةِ هُوَ إِكْرَامُهُ. وَنَحْنُ نُحَقِّقُ هٰذَا ٱلْهَدَفَ عِنْدَمَا نُخْبِرُ ٱلنَّاسَ أَنَّ كُلَّ بَرَكَاتِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ سَتَكُونُ مُمْكِنَةً بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ.
لِنَخْدُمْ بِغَيْرَةٍ «كَوُكَلَاءَ فَاضِلِينَ عَلَى نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ». — ١ بط ٤:١٠. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٧-١٩.)
١٨، ١٩ كَيْفَ نُبْرِزُ نِعْمَةَ يَهْوَهَ؟
١٨ حِينَ نَكْرِزُ لِلْآخَرِينَ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُوضِحَ لَهُمْ أَنَّهُ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ، سَيَسْتَفِيدُ ٱلْبَشَرُ كَامِلًا مِنْ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَسَيَصِلُونَ تَدْرِيجِيًّا إِلَى ٱلْكَمَالِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «تُحَرَّرُ ٱلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». (رو ٨:٢١) وَهٰذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ لَوْلَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ.
١٩ إِنَّهُ ٱمْتِيَازٌ أَنْ نُخْبِرَ ٱلنَّاسَ بِٱلرَّجَاءِ ٱلرَّائِعِ ٱلْمُسَجَّلِ فِي ٱلرُّؤْيَا ٢١:٤، ٥: «سَيَمْسَحُ [ٱللّٰهُ] كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ. فَٱلْأُمُورُ ٱلسَّابِقَةُ قَدْ زَالَتْ. وَقَالَ [يَهْوَهُ] ٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلْعَرْشِ: ‹هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا›. وَقَالَ أَيْضًا: ‹اُكْتُبْ، لِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَمِينَةٌ وَحَقَّةٌ›». وَنَحْنُ نُبْرِزُ نِعْمَةَ يَهْوَهَ عِنْدَمَا نَكْرِزُ بِغَيْرَةٍ بِهٰذِهِ ٱلْبِشَارَةِ لِلْآخَرِينَ.
-