-
«لا تحملوا همَّ الغد»استيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
«لا تحملوا همَّ الغد»
كانت رينيه على شفير الانهيار. فقد ظلّ زوجها ماثيو دون عمل دائم اكثر من ثلاث سنوات. تتذكر تلك المرحلة قائلة: «كانت الهموم تنهشني، فالسير نحو المجهول حطّم معنوياتي». وكلما حاول ماثيو ان يسكّن روعها مؤكدا لها ان حاجاتهم كعائلة مؤمَّنة على الدوام، كانت تجيبه: «لكنك لا تزال عاطلا عن العمل، ونحن بحاجة الى مدخول ثابت!».
ان خسارة المرء عمله تولِّد القلق لا محالة. فقد يتساءل: ‹كم من الوقت سأبقى بلا عمل؟ وكيف نسدّ حاجاتنا ريثما اجد عملا؟›.
ان مخاوف كهذه طبيعية، لكن يسوع المسيح اسدى نصيحة عملية تخفف الهمَّ عن القلب. قال: «لا تحملوا همَّ الغد . . . يكفي كل يوم ما فيه من سوء». — متى ٦:٣٤.
حدِّد مخاوفك
لا تعني كلمات يسوع هذه ان نتجاهل وجود المشكلة. لكن القلق بشأن ما يمكن ان يحدث غدا انما يثقل يومنا الحاضر بالمزيد من الاعباء العاطفية. فنحن في الواقع لا نستطيع ان نتحكم في مستجدّات الغد، سلبية كانت ام ايجابية. غير انه بمقدورنا اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة مشاكلنا الحالية.
لا شك ان القول اسهل من الفعل. وفي هذا المجال، تقول ريبيكا التي سُرِّح زوجها من وظيفته بعد ١٢ سنة من الخدمة: «عندما يستبد بك القلق، يصعب عليك ان تفكّر منطقيا. لكن تحكيم العقل كان الحل الوحيد. لذا حاولت ان احافظ على رباطة جأشي. وحين لم تتحقق اسوأ مخاوفي، ادركت ان القلق لا يجدي نفعا. وبالتركيز على كل يوم بيومه، نعمنا براحة البال».
اسأل نفسك: ‹ما هي اسوأ مخاوفي؟ ما امكانية حصولها؟ كم استنزف من طاقتي وأنا قلق بشأن ما يمكن او يُستبعَد حدوثه؟›.
نمِّ القناعة
تؤثر وجهة نظرنا في مشاعرنا. لذا يحضّنا الكتاب المقدس على التحلي بهذا الموقف العقلي: «ما دام لنا قوت وكسوة، فإننا نقنع بهما». (١ تيموثاوس ٦:٨) والقناعة تعني الحد من رغباتنا والشعور بالاكتفاء حين تُسد حاجاتنا اليومية. فالسعي وراء المزيد انما يقوِّض جهودك الرامية الى تبسيط حياتك. — مرقس ٤:١٩.
لقد نجحت رينيه في تنمية القناعة عندما تأملت في وضعها بواقعية. تقول: «لم نفتقر يوما الى الكهرباء او التدفئة ولم نُرمَ في الشارع. فالمشكلة الحقيقية اننا لم نعتد العيش هكذا. وما زاد الطين بلة كان رغبتي غير الواقعية في المحافظة على مستوى معيشتنا السابق».
سرعان ما ادركت رينيه ان وجهة نظرها لا ظروفها هي ما كدَّر حياتها. تذكر: «وجب علي ان ارى وضعنا على حقيقته ولا اركز على ما اتمناه. وحين قنعت بما يزودنا اللّٰه كل يوم، صرت اسعد بكثير».
اسأل نفسك: ‹هل حاجاتي اليومية مؤمَّنة؟ اذا كان الامر كذلك، فهل في وسعي ان اعيش كل يوم بيومه واثقا انها ستؤمَّن غدا ايضا؟›.
ان امتلاك وجهة النظر الصائبة هو الخطوة الاولى في مواجهة تحدي العيش بحسب امكاناتنا.a لكن اية اجراءات عملية يمكن ان تتخذها حين يضيق بك الحال بسبب البطالة؟
[الحاشية]
a للمزيد من المعلومات حول ايجاد عمل والمحافظة عليه، انظر مجلة استيقظ! عدد ٨ تموز (يوليو) ٢٠٠٥ الصفحات ٣-١١.
[الاطار في الصفحة ٥]
مَن جدَّ وَجد
بعد ان جدَّ فريد في البحث عن عمل طوال اسابيع بلا فائدة، احس ان جميع السبل انسدَّت في وجهه. يقول: «شعرت بأنني واقف على جانب الطريق أنتظر مَن يقلّني دون ان يأتي احد». عندئذ قرَّر ان يتحكَّم في الامر الوحيد الذي يستطيع السيطرة عليه: افعاله. فأرسل سيرته الذاتية الى اي شركة قد تحتاج الى مهاراته مهما بدا الاحتمال ضئيلا. ثم لاحق كل الردود واستعد جيدا لجميع المقابلات واثقا ان «خطط المجتهد تؤول الى المنفعة». (امثال ٢١:٥) يقول فريد: «في احدى الشركات، أُجريت معي مقابلتان مطوَّلتان امطرني فيهما كبار المديرين بوابل من الاسئلة». لكنَّ مثابرته اثمرت في النهاية لأنه ظفر بالوظيفة.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٦]
ما اهم من الدخل؟
ايُّما اهم: دخلك ام ما تتميَّز به من قيم؟ تأمل في هاتين الآيتين الواردتين في الكتاب المقدس.
«الفقير السائر باستقامته افضل من المعوَجِّ في طرقه، وإن كان غنيا». — امثال ٢٨:٦.
«طبق من البقول حيث المحبة افضل من ثور معلوف ومعه بغض». — امثال ١٥:١٧.
لا ريب ان فقدان المرء دخله لا ينتقص من استقامته ولا من قيمته. لذا حين صُرف زوج رينيه من عمله، قالت لأولادها: «يتخلى آباء كثيرون عن عائلاتهم، اما والدكم فلا يزال الى جانبكم. وأنتم تعرفون كم يحبكم ويساعدكم في مواجهة جميع مشاكلكم. فهنيئا لكم بهذا الاب!».
-
-
على قدر بساطك مدَّ رجليكاستيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
على قدر بساطك مدَّ رجليك
ان العيش وفق امكاناتك يستلزم التخطيط بعناية. وهذا ما شدد عليه يسوع حين سأل: «مَن منكم يريد ان يبني برجا ولا يجلس اولا ويحسب النفقة، ليرى هل عنده ما يكفي لإتمامه؟». (لوقا ١٤:٢٨، ٢٩) تطبيقا لهذا المبدإ، يمكنك ان ‹تحسب النفقة› لترى كيف توفِّق بين مدخولك ومصروفك اذا وضعت ميزانية. كيف ذلك؟ جرِّب الخطوات التالية:
حين تقبض مدخولك، قسِّم نفقاتك الفورية والمستقبلية الى فئات وخصِّص مبلغا محددا لكل فئة. (انظر الاطار في الصفحة ٨.) فعندما تنظّم نفقاتك، ترى علامَ تصرف المال وكم تنفق على الكماليات. وهذا بدوره سيساعدك ان تحدد في اية مجالات يمكنك ان تقتصد.
ولكي تضمن نجاح الميزانية وفق ظروفك، طبِّق الاقتراحات التالية.
تبضَّع بذكاء
عندما خسر راوول عمله، غيرت زوجته بيرتا طريقتها في التبضع. تذكر: «صرت ابحث عن قسائم الحسومات والعروض الخاصة في المتاجر التي تتيح لك شراء قطعتين بثمن واحدة». اليك بعض الاقتراحات الاخرى ايضا:
● ضع قائمة طعام اسبوعية بناء على السلع المعروضة بأسعار مخفَّضة.
● اشترِ المكوِّنات الاساسية بدل الاطعمة المعلَّبة وحضِّر وجباتك بها.
● تموَّن بالسلع التي تُباع في موسمها او بأسعار مخفَّضة.
● اشترِ بالجملة، ولكن حذارِ من تخزين السلع التي تفسد.
● وفِّر في ثمن الثياب بالتسوُّق في المتاجر التي تعرض بضائع برسم التصفية.
● اقصد الاسواق التي تبيع بأسعار متهاودة، اذا كان الذهاب اليها يوفر عليك فعلا.
● قلِّل من مشاويرك الى السوق.a
احفظ سجلا
يقول فريد: «كان من الضروري ان نضع ميزانية. لذلك حفظت سجلا بكل الدفعات الفورية والمبالغ التي تترتب علينا في باقي الشهر». وتضيف زوجته أديل: «كنت اعرف تماما السقف الذي لا ينبغي ان اتخطاه اثناء التسوق. وكلما لزمني شيء للاولاد او المنزل، كنت اراجع الميزانية وأرى احيانا اننا لا نستطيع شراءه الآن بل علينا الانتظار الى الشهر التالي. لقد كان الاحتفاظ بسجل مفتاح النجاح».
فكِّر قبل ان تشتري
تعوَّد ان تسأل نفسك: ‹هل احتاج حقا الى هذه السلعة؟ هل بليَت القديمة ام اني ارغب في التجديد فحسب؟›. وإذا كنت نادرا ما تستعمل غرضا ما، فهل يكفي ان تستأجره بدل ان تشتريه؟ اما اذا كنت تتوقع استخدامه تكرارا، فهل ينفع ان تبتاع واحدا مستعملا ولكن بحالة جيدة؟
صحيح ان بعض الخطوات الآنفة الذكر قد تبدو قليلة الاهمية، الا ان تأثيرها مجتمعة يصنع فرقا كبيرا. فبيت القصيد ان اعتياد التوفير في المصاريف البسيطة سيعلمك الاقتصاد في النفقات الكبيرة.
كُن حسن التدبير
كُن خلَّاقا للتقليل من المصاريف غير الضرورية. على سبيل المثال، تخبر أديل: «كانت لدينا سيارتان، فسارعنا الى بيع احداهما وبتنا نتشارك في استعمال الاخرى. وتوفيرا للوقود، خططنا لدمج مشاويرنا بحيث نقضي اكبر عدد من الحاجات دفعة واحدة. فاقتصدنا في النفقات وقصرنا مصروفنا على الضروريات». وفي ما يلي اقتراحات اخرى تساعدك في هذا المجال:
● ازرع الخضروات في حديقة منزلك، اذا كان ذلك ممكنا.
● اتبع ارشادات الشركة المصنِّعة لصيانة الادوات المنزلية، فهذا قد يطيل عمرها.
● غيِّر ثيابك فور وصولك الى المنزل، فتحافظ على مظهرها الجيد فترة اطول.
لا تعتزل
ان العديد ممن يُسرَّحون من العمل ينطوون على انفسهم ويعتزلون عن الناس. لكنَّ فريد لم يذهب مذهب الكثيرين. فقد حظي بدعم وتعاطف عائلته، بمن فيها اولاده الراشدون. يذكر: «تعلمنا ان نتشارك في الكثير مما لدينا، فاقترب واحدنا من الآخر. لقد شعرنا جميعا اننا في المأزق عينه».
اضافة الى ذلك، استمد فريد القوة من رفقائه المسيحيين الذين التقاهم بانتظام في قاعة الملكوت لشهود يهوه. يخبر: «كان حضور الاجتماعات المسيحية يرفع معنوياتي. فالجميع هناك عاملني بلطف وتفهُّم. وبفضل مساعدتهم وتشجيعهم، ادركنا اننا لسنا وحدنا». — يوحنا ١٣:٣٥.
فوائد الايمان
تخلِّف البطالة ملايين الضحايا الحانقين الذين يشعرون ان ارباب عملهم غدروا بهم. فقد اغتم راوول المذكور سابقا حين سُرِّح فجأة من عمله مرتين، اولا في موطنه البيرو ثم في مدينة نيويورك. وبعدما صُرِف للمرة الثانية، استنتج قائلا: «لا شيء مضمون البتة في هذا العالم». وقد مرَّت اشهر وهو يحاول ايجاد وظيفة اخرى دون ان يُوفَّق. فماذا ساعده على مواجهة وضعه؟ يقول: «دعمتني علاقتي الحميمة باللّٰه وأدركت ان الامن الحقيقي ينبع من الاتكال عليه».
ان راوول واحد من شهود يهوه. وقد ساعده درسه للكتاب المقدس على تنمية ايمان قوي بأب سماوي محب يعد قائلا: «لن اتركك ولن اتخلى عنك». (عبرانيين ١٣:٥) طبعا، لم تكن الحياة سهلة. يذكر: «لقد صلينا على الدوام طلبا لحاجاتنا الاساسية، وتعلمنا ان نقنع بما يزوده اللّٰه». وتضيف زوجته بيرتا: «تملَّكني احيانا قلق شديد خشية ألا يجد راوول عملا. ولكننا رأينا بأم العين ان يهوه يستجيب صلواتنا بتأمين حاجاتنا يوما بعد يوم. يمكنني القول ان حياتنا صارت ابسط بكثير مع ان امكاناتنا اصبحت اقل».
فريد ايضا واحد من شهود يهوه. وقد اثر درسه للكتاب المقدس تأثيرا بالغا في الطريقة التي واجه بها وضعه. يقول: «في بعض الاحيان، نلتمس الامن من خلال وظيفة او مركز او حساب مصرفي. لكنني أيقنت ان يهوه اللّٰه وحده يمنحنا الامن الحقيقي، وذلك عبر صداقتنا معه».b
[الحاشيتان]
a خلصت احدى الدراسات الى ان نحو ٦٠ في المئة من المشتريات غير مخطَّط لها.
b للمزيد من المعلومات حول ادارة الشؤون المالية، انظر عدد ١ آب (اغسطس) ٢٠٠٩ الصفحات ١٠-١٢ من برج المراقبة المرافقة لهذه المجلة.
[النبذة في الصفحة ٩]
«لقد صلينا على الدوام طلبا لحاجاتنا الاساسية، وتعلمنا ان نقنع بما يزوده اللّٰه»
[الاطار/الجدول في الصفحة ٨]
كيف تضع ميزانية؟
(١) دوِّن مصاريفك الشهرية الضرورية. على مدى شهر كامل احفظ سجلا بكل ما تنفق على الطعام، السكن (الايجار او القرض السكني)، الخدمات العامة، السيارة، وغيرها من المصاريف. أما الفواتير السنوية فاقسمها على ١٢ لتحصل على الدفعة الشهرية.
(٢) قسِّم مصاريفك الى فئات مثل الطعام، السكن، السيارة والسفر، الخ.
(٣) اعرف المبلغ الشهري الذي يجب ان تخصصه من مدخراتك لكل فئة. وعليك ايضا ان ‹تحسب› كم يجب ان تضع جانبا كل شهر لتسديد الفواتير السنوية.
(٤) دوِّن مجموع المداخيل الصافية لجميع افراد العائلة. اطرح المتوجبات التي ينبغي اقتطاعها، مثل الضريبة اذا كنت تعمل لحسابك الخاص. قارن الحاصل بالنفقات.
(٥) ضع جانبا كل شهر المبلغ اللازم لتغطية النفقات في كل فئة. اذا كنت تدفع نقدا، فأبسط طريقة هي ان تخصِّص ظرفا لكل فئة، ثم تضع المال بانتظام في الظرف المناسب لكل من النفقات.
كلمة تحذير: اذا كنت تدفع بواسطة بطاقة ائتمان، فاستعملها بحكمة. فكم من ميزانية أفشلها الشعار المغري: ‹اشترِ الآن وادفع لاحقا›!
[الجدول]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
الدخل الشهري الصافي
الاجر الشهري الصافي $․․․․․ متفرقات $․․․․․
مجموع اجور باقي افراد العائلة $․․․․․ الدخل الصافي الاجمالي
$․․․․․
النفقات الشهرية المتوقعة النفقات الشهرية الفعلية
$․․․․․ الايجار او القرض السكني $․․․․․
$․․․․․ التأمين/الضرائب $․․․․․
$․․․․․ فواتير الخدمات العامة $․․․․․
$․․․․․ المواصلات $․․․․․
$․․․․․ التسلية/السفر $․․․․․
$․․․․․ الهاتف $․․․․․
$․․․․․ الطعام $․․․․․
$․․․․․ مصاريف اخرى $․․․․․
المجموع المرصود في الميزانية المجموع الفعلي
$․․․․․ $․․․․․
قارن الدخل بالنفقات
الدخل الشهري الصافي $․․․․․
ناقصا− الرصيد
النفقات الشهرية $․․․․․ $․․․․․
-