-
«نحن نستغني عن خدماتك»استيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
«نحن نستغني عن خدماتك»
لمع اسم فريد في الشركة كموظف لا مثيل له.a فخلال سنوات عمله الست، وفَّرت ابتكاراته اموالا طائلة على الشركة. لذا حين استدعاه احد المدراء الى مكتبه، كان فريد يتوقع ان ينال علاوة او ترقية. فإذا بالمدير يقول له دون سابق انذار: «نحن نستغني عن خدماتك».
لم يصدِّق فريد اذنيه. يقول عن تلك اللحظة: «كنت اتقاضى راتبا محترما وأتمتع بعملي، فانهار كل شيء فجأة». ولاحقا، حين اخبر زوجته أديل بما جرى، وقع النبأ عليها وقوع الصاعقة. تتذكر قائلة: «جمد الدم في عروقي، ورحت اتساءل: ‹كيف سنتدبر امورنا الآن؟›».
ان ما حلَّ بفريد ليس امرا استثنائيا. فبحسب الرسم البياني الظاهر ادناه، هناك ملايين الناس حول العالم عاطلون عن العمل. لكن الاحصاءات وحدها لا تعكس هول الصدمة الناجمة عن البطالة. على سبيل المثال، خسر مهاجر من البيرو اسمه راوول وظيفته في فندق ضخم بمدينة نيويورك بعد ان قضى ١٨ سنة من عمره هناك. وعبثا حاول البحث عن عمل آخر. يقول عن تأثير هذه التجربة فيه: «أعلت عائلتي طوال ٣٠ سنة تقريبا، اما الآن فأشعر اني رجل فاشل».
يظهر اختبار راوول واقعا يعرفه العاطلون عن العمل حق المعرفة، وهو ان تأثير البطالة لا يقتصر على الضغط المادي بل غالبا ما يمسّ المرء في الصميم. تذكر رينيه التي بقي زوجها ماثيو بلا عمل اكثر من ثلاث سنوات: «بتّ اشعر ان لا قيمة لي. فإذا كنت معدِما، تفقد قيمتك في نظر الناس. ولا يمضي وقت طويل حتى تبدأ برؤية نفسك بعيونهم».
اضافة الى العبء العاطفي، يواجه كل مَن يخسر عمله تحديا آخر هو العيش بحسب امكاناته. يقول فريد: «حين كنا نعيش في بحبوحة، لم يخطر ببالنا قط ان نقتصد في نفقاتنا. لكن حين ترتَّبت علينا المصاريف ذاتها ونحن بلا عمل، لم يكن امامنا حل سوى ان نبسِّط حياتنا».
-
-
«لا تحملوا همَّ الغد»استيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
«لا تحملوا همَّ الغد»
كانت رينيه على شفير الانهيار. فقد ظلّ زوجها ماثيو دون عمل دائم اكثر من ثلاث سنوات. تتذكر تلك المرحلة قائلة: «كانت الهموم تنهشني، فالسير نحو المجهول حطّم معنوياتي». وكلما حاول ماثيو ان يسكّن روعها مؤكدا لها ان حاجاتهم كعائلة مؤمَّنة على الدوام، كانت تجيبه: «لكنك لا تزال عاطلا عن العمل، ونحن بحاجة الى مدخول ثابت!».
-
-
«لا تحملوا همَّ الغد»استيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
وفي هذا المجال، تقول ريبيكا التي سُرِّح زوجها من وظيفته بعد ١٢ سنة من الخدمة: «عندما يستبد بك القلق، يصعب عليك ان تفكّر منطقيا. لكن تحكيم العقل كان الحل الوحيد. لذا حاولت ان احافظ على رباطة جأشي. وحين لم تتحقق اسوأ مخاوفي، ادركت ان القلق لا يجدي نفعا. وبالتركيز على كل يوم بيومه، نعمنا براحة البال».
-
-
«لا تحملوا همَّ الغد»استيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
لقد نجحت رينيه في تنمية القناعة عندما تأملت في وضعها بواقعية. تقول: «لم نفتقر يوما الى الكهرباء او التدفئة ولم نُرمَ في الشارع. فالمشكلة الحقيقية اننا لم نعتد العيش هكذا. وما زاد الطين بلة كان رغبتي غير الواقعية في المحافظة على مستوى معيشتنا السابق».
سرعان ما ادركت رينيه ان وجهة نظرها لا ظروفها هي ما كدَّر حياتها. تذكر: «وجب علي ان ارى وضعنا على حقيقته ولا اركز على ما اتمناه. وحين قنعت بما يزودنا اللّٰه كل يوم، صرت اسعد بكثير».
-
-
«لا تحملوا همَّ الغد»استيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
لذا حين صُرف زوج رينيه من عمله، قالت لأولادها: «يتخلى آباء كثيرون عن عائلاتهم، اما والدكم فلا يزال الى جانبكم. وأنتم تعرفون كم يحبكم ويساعدكم في مواجهة جميع مشاكلكم. فهنيئا لكم بهذا الاب!».
-
-
على قدر بساطك مدَّ رجليكاستيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
عندما خسر راوول عمله، غيرت زوجته بيرتا طريقتها في التبضع. تذكر: «صرت ابحث عن قسائم الحسومات والعروض الخاصة في المتاجر التي تتيح لك شراء قطعتين بثمن واحدة».
-
-
على قدر بساطك مدَّ رجليكاستيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
يقول فريد: «كان من الضروري ان نضع ميزانية. لذلك حفظت سجلا بكل الدفعات الفورية والمبالغ التي تترتب علينا في باقي الشهر». وتضيف زوجته أديل: «كنت اعرف تماما السقف الذي لا ينبغي ان اتخطاه اثناء التسوق. وكلما لزمني شيء للاولاد او المنزل، كنت اراجع الميزانية وأرى احيانا اننا لا نستطيع شراءه الآن بل علينا الانتظار الى الشهر التالي. لقد كان الاحتفاظ بسجل مفتاح النجاح».
-
-
على قدر بساطك مدَّ رجليكاستيقظ! ٢٠١٠ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
كُن خلَّاقا للتقليل من المصاريف غير الضرورية. على سبيل المثال، تخبر أديل: «كانت لدينا سيارتان، فسارعنا الى بيع احداهما وبتنا نتشارك في استعمال الاخرى. وتوفيرا للوقود، خططنا لدمج مشاويرنا بحيث نقضي اكبر عدد من الحاجات دفعة واحدة. فاقتصدنا في النفقات وقصرنا مصروفنا على الضروريات».
-