مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هائمون في بحر من القِيَم المتغيرة
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • هائمون في بحر من القِيَم المتغيرة

      يُحكى في احدى القصص الشعبية انه شوهد يوما يحمل مصباحا في وضح النهار ويجوب الشوارع بحثا عن «انسان فاضل»،‏ ولكن دون جدوى.‏ انه الفيلسوف ديوجينُس الذي عاش في اثينا في القرن الرابع قبل الميلاد.‏

      صحيح اننا لا نعرف إن كانت قصة ديوجينُس حقيقة ام خرافة،‏ ولكن لو كان حيًّا اليوم لما لامه احد إن فتش بالسراج والفتيلة عن اشخاص يتحلّون بالفضيلة.‏ فكثيرون يرفضون الفكرة ان الانسان يجب ان يتبنى قِيَما اخلاقية محدَّدة.‏ ويوما بعد يوم،‏ تطالعنا وسائل الاعلام بفضائح اخلاقية تهزّ المجتمع على كافة المستويات،‏ سواء في حياة الافراد،‏ في الحكومات،‏ بين اصحاب الاختصاص،‏ في مجال الرياضة،‏ في عالم التجارة والمال،‏ وغيرها من المجالات.‏ وكم من قِيَم أعزّتها الاجيال السالفة لم تعد تحظى باحترام الناس!‏ كما ان المقاييس الراسخة يُعاد النظر فيها وتُرفض في اغلب الاحيان،‏ فيما تُقدَّر قِيَم اخرى تقديرا نظريا فقط لا عمليا.‏

      ‏«لقد ولَّى زمان المقاييس الادبية الجامعة».‏ هذا ما يراه الاختصاصي في علم الاجتماع الديني ألَن وولف الذي يقول ايضا:‏ «لم يسبق قط في التاريخ ان ساد مثل هذا الشعور العام بأن الناس باتوا لا يستطيعون الاعتماد على الاعراف المتبعة والمؤسسات في المجتمع لإرشادهم ادبيا».‏ وفي الحديث عن السنوات المئة الماضية،‏ اقتبست صحيفة لوس انجلوس تايمز قول الفيلسوف جوناثان ڠلوڤر ان انحطاط الدين والشرائع الادبية الجامعة هو احد العوامل الرئيسية التي ادّت الى غرق العالم في دوامة من العنف.‏

      لكنَّ هذا التشويش بشأن القِيَم الاخلاقية الجامعة لم يمنع البعض من البحث عن شرائع ادبية ترشدهم.‏ فقد ذكر منذ بضع سنوات المدير العام السابق لمنظمة اليونسكو،‏ فِدِريكو مايور،‏ ان «الاخلاقيات باتت الآن اكثر من اي وقت مضى في طليعة الهواجس التي تشغل بال العالم».‏ غير ان عدم تبني العالم قِيَما جيدة لا يعني انه ما من قِيَم سليمة يمكن للمرء،‏ بل ينبغي له ان يتبناها.‏

      ولكن هل يُعقل ان يتفق جميع الناس على مقاييس موحَّدة؟‏ لا شيء يوحي بذلك.‏ وإذا كانت مقاييس الصواب والخطإ غير متَّفق عليها،‏ فما هو المعيار الذي تُقاس به القِيَم؟‏ ان هذه النسبية الاخلاقية باتت رائجة في ايامنا.‏ ولكن،‏ كما تلاحظ،‏ لم يسهم هذا الموقف في تحسين الآداب عموما.‏

      يقول المؤرخ البريطاني پول جونسون ان فلسفة النسبية هذه عملت على «تقويض .‏ .‏ .‏ الاحساس المرهف بالمسؤولية الفردية وبواجب الالتزام بمجموعة شرائع ادبية ثابتة لا تعتمد صوابيتها على الآراء الشخصية»،‏ وهو الاحساس الذي ساد قبل بداية القرن العشرين.‏

      فهل يمكن ايجاد «مجموعة شرائع ادبية ثابتة لا تعتمد صوابيتها على الآراء الشخصية»،‏ او بعبارة اخرى،‏ هل يمكن ان توجّه حياتنا «شرائع ادبية جامعة»؟‏ وهل من مرجعية قادرة على منحنا قِيَما ثابتة تتخطى حدود الزمن،‏ قِيَما تضفي الاستقرار على حياتنا وتحيي فينا الامل بمستقبل مشرق؟‏ ستجيب المقالة التالية عن هذه الاسئلة.‏

  • مرساتنا قِيَمٌ تتخطى حدود الزمن
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • مرساتنا قِيَمٌ تتخطى حدود الزمن

      تتبنى كل المجتمعات البشرية مجموعة من الشرائع الادبية.‏ أفلا توافق شخصيا ان قِيَما وصفات كالنزاهة واللطف والرحمة وحبّ الآخرين تروق معظمنا وتُقدَّر في كل انحاء الكرة الارضية؟‏

      قِيَم مَن هي؟‏

      في القرن الاول للميلاد،‏ عاش رجل مثقف يدعى شاول في بيئة خضعت لتأثير ثلاث حضارات ذات شأن —‏ اليهودية واليونانية والرومانية —‏ لكل منها قِيَمها ومبادئها الاخلاقية.‏ وقد ادرك انه بالاضافة الى الاعراف والشرائع المفصَّلة التي فرضتها هذه الحضارات،‏ يوجِّه البشرَ عموما حس ادبي فطري يُدعى الضمير.‏ كتب بعد ان اهتدى الى المسيحية وعُرف بالرسول بولس:‏ «الامم الذين ليست عندهم شريعة،‏ متى فعلوا بالطبيعة [«بالفطرة»،‏ الترجمة العربية الجديدة‏] ما في الشريعة،‏ يكونون شريعة لأنفسهم وإن كانوا بلا شريعة.‏ فهم الذين يُظهِرون ان جوهر الشريعة مكتوب في قلوبهم،‏ وضمائرهم تشهد معهم».‏ —‏ روما ٢:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ولكن هل يكفي ان نسترشد «بالفطرة» للتمييز بين الصواب والخطإ؟‏ لا شك انك لاحظت ان التاريخ البشري حافل بالوقائع التي تؤكد فشل الانسان في هذا المجال على الصعيد الفردي والجماعي.‏ وهذا ما اقنع كثيرين اننا بحاجة الى مصدر اسمى يساعدنا على تبنّي القِيَم الفضلى التي ينبغي ان نحيا بموجبها.‏ ويعترف عديدون ان خالق الانسان هو خير مصدر للمبادئ التي لا تبطل بمرور الزمن.‏ ذكر الدكتور كارل يونڠ في كتابه الذات غير المكتشَفة (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الفرد الذي لا يجد في العلاقة باللّٰه مرساة لذاته لا يمكن ان يقاوم بمقدرته الخاصة مغريات العالم المادية والادبية».‏

      ويتطابق هذا الاستنتاج مع ما كتبه احد الانبياء القدامى:‏ «ليس للبشر طريقهم.‏ ليس لإنسان يمشي ان يوجه خطواته».‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ ويقول خالقنا:‏ «انا .‏ .‏ .‏ معلِّمك لتنتفع،‏ وأمشِّيك في الطريق الذي يجب ان تسلك فيه».‏ —‏ اشعيا ٤٨:‏١٧‏.‏

      مصدر موثوق لقيم جديرة بالثقة

      ترد الكلمات المقتبسة اعلاه في مصدر للقِيَم الادبية يُعتبر المرجع الاوسع انتشارا حول العالم،‏ وهو الكتاب المقدس.‏ وملايين الناس،‏ حتى غير المسيحيين وغير المتدينين،‏ يتطلعون الى هذا الكتاب طلبا للبصيرة والحكمة.‏ كتب الشاعر الالماني يوهان فلفغانغ فون غوته عن الكتاب المقدس:‏ «له في نفسي كل محبة واحترام،‏ لأني ادين له الى حد كبير بكل ما انا عليه من تربية خُلقية».‏ ويُقال ان الزعيم الهندوسي موهانداس غاندي ذكر ذات مرة:‏ «انهلوا من الينابيع المعطاة لكم في الموعظة على الجبل [جزء من تعاليم يسوع المسيح في الكتاب المقدس] .‏ .‏ .‏ لأن تعليم الموعظة هو لكل واحد منا».‏

      والرسول بولس المقتبَس منه آنفا سلَّط الضوء ايضا على الدور البارز الذي يلعبه الكتاب المقدس في منحنا قِيَما جديرة بالثقة.‏ كتب:‏ «كل الاسفار المقدسة موحى بها من اللّٰه ونافعة للتعليم».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ ولكن هل هو محقّ؟‏

      لِمَ لا تتأكد انت بنفسك؟‏ راجع من فضلك المبادئ المدرجة في الصفحتين التاليتين ولاحِظ القِيَم البناءة التي تدعو اليها.‏ فكِّر كيف يمكن ان تتحسّن حياتك وعلاقتك بالآخرين اذا اتّبعت روح هذه التعاليم.‏

      هل تقبل ما هو نافع لك؟‏

      ان هذه المبادئ ليست سوى عيِّنة من النصائح العملية الواردة في الكتاب المقدس.‏ فكلمة اللّٰه تتضمن ايضا تحذيرات عديدة من الافكار والكلمات والاعمال المؤذية التي قد تدمِّر حياتنا.‏ —‏ امثال ٦:‏١٦-‏١٩‏.‏

      نعم،‏ تقدِّم لنا تعاليم الكتاب المقدس شيئا يحتاج اليه المجتمع البشري حاجة ماسة:‏ المشورة التي تمكِّن الناس من تبني افضل القِيَم الادبية.‏ وكل الذين يقبلون هذه التعاليم ويضعونها موضع العمل يتغيرون جذريا من نواحٍ عديدة.‏ فطريقة تفكيرهم تتغير ونظرتهم الى الامور تتحسن.‏ (‏افسس ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ حتى دوافعهم تغدو سليمة.‏ فقد ساعد تعلّم القِيَم الالهية المسطَّرة في الكتاب المقدس كثيرين من الناس ان يستأصلوا من قلوبهم التمييز العنصري والتحامل والبغض.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ كما ان الاسفار المقدسة والقِيَم التي تشجِّع عليها دفعت اشخاصا كثيرين الى رفض كل اشكال العنف والرذيلة وتحسين شخصيتهم.‏

      نعم،‏ لقد ساعدت قِيَم الكتاب المقدس الملايين ان يتغلبوا على عادات وممارسات متأصلة في شخصيتهم دمَّرت حياة غيرهم من الناس.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏)‏ ولم تغيّر تعاليم الكتاب المقدس عاداتهم فحسب،‏ بل دوافعهم القلبية وآمالهم وحياتهم العائلية.‏ ومهما تدهورت احوال العالم،‏ فسيواصل اناس في كل بقاع الارض التغير نحو الافضل.‏ وهذا التحسن لن يتوقف لأن الكتاب المقدس يقول:‏ «العشب الاخضر يبس،‏ والزهر ذبل،‏ وأما كلمة إلهنا فتبقى الى الدهر».‏ —‏ اشعيا ٤٠:‏٨‏.‏

      ولكن هل ترغب في الاستفادة شخصيا من «كلمة إلهنا»؟‏ يسرّ شهود يهوه ان يساعدوك لتتبنّى قِيَم الكتاب المقدس التي تؤول الى منفعتك.‏ وإذا كيَّفت حياتك وفق هذه القِيَم،‏ تنال رضى اللّٰه الآن وحياة ابدية في المستقبل تسودها مبادئ اللّٰه التي تتخطى حدود الزمن.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٦ و ٧]‏

      قِيَم تتخطى حدود الزمن

      القاعدة الذهبية.‏ «كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم،‏ افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.‏ هذا هو المقصود من الشريعة والانبياء».‏ —‏ متى ٧:‏١٢‏.‏

      أحبِب قريبك.‏ «تحب قريبك كنفسك».‏ (‏متى ٢٢:‏٣٩‏)‏ «المحبة لا تعمل سوءا للقريب،‏ فالمحبة اذًا هي تتميم الشريعة».‏ —‏ روما ١٣:‏١٠‏.‏

      أكرِم الآخرين واحترمهم.‏ «ليحنَّ بعضكم على بعض بمحبة اخوية.‏ وخذوا المبادرة في اكرام بعضكم بعضا».‏ —‏ روما ١٢:‏١٠‏.‏

      اسعَ الى السلام.‏ «حافظوا على السلام بعضكم نحو بعض».‏ (‏مرقس ٩:‏٥٠‏)‏ «ان كان ممكنا،‏ فعلى قدر ما يكون الامر بيدكم،‏ سالموا جميع الناس».‏ (‏روما ١٢:‏١٨‏)‏ «لنسعَ .‏ .‏ .‏ في أثر ما يؤدي الى السلام».‏ —‏ روما ١٤:‏١٩‏.‏

      كن سموحا.‏ «اغفر لنا ديوننا كما نغفر نحن ايضا للمديونين لنا».‏ (‏متى ٦:‏١٢‏)‏ «كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض،‏ ذوي حنان،‏ مسامحين بعضكم بعضا».‏ —‏ افسس ٤:‏٣٢‏.‏

      كن وفيّا وأمينا.‏ «كن وفيّا لزوجتك ولا تعطِ حبّك لسواها.‏ .‏ .‏ .‏ افرح بزوجتك واسعد مع الفتاة التي تزوجتها .‏ .‏ .‏ افرح دوما بفتنتها؛‏ ولتغمرك بحبها.‏ .‏ .‏ .‏ لمَ تهيم بامرأة اخرى؟‏ لمَ تُفتَن بزوجة رجل آخر؟‏».‏ (‏امثال ٥:‏١٥-‏٢٠‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة‏)‏ «الامين في القليل امين ايضا في الكثير،‏ والاثيم في القليل اثيم ايضا في الكثير».‏ (‏لوقا ١٦:‏١٠‏)‏ «المطلوب في الوكلاء هو ان يوجد المرء امينا».‏ —‏ ١ كورنثوس ٤:‏٢‏.‏

      تحلَّ بالاستقامة.‏ «أأكون طاهرا مع موازين الشر ومع كيس المعايير الخادعة؟‏».‏ (‏ميخا ٦:‏١١‏)‏ «نثق ان لنا ضميرا حسنا،‏ اذ نرغب ان نسلك حسنا في كل شيء».‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٨‏.‏

      كن صادقا وعادلا.‏ «ابغضوا الشر وأحبوا الخير،‏ وأقيموا العدل في الباب».‏ (‏عاموس ٥:‏١٥‏)‏ «تكلموا بالحق بعضكم مع بعض.‏ اقضوا في ابواب مدنكم بالحق وبقضاء السلام».‏ (‏زكريا ٨:‏١٦‏)‏ «اذ قد طرحتم عنكم الباطل،‏ تكلموا بالحق كل مع قريبه».‏ —‏ افسس ٤:‏٢٥‏.‏

      كن مجتهدا ونشيطا.‏ «أرأيت رجلا ماهرا في عمله؟‏ امام الملوك يقف».‏ (‏امثال ٢٢:‏٢٩‏)‏ «لا تتوانوا في عملكم».‏ (‏روما ١٢:‏١١‏)‏ «مهما كنتم تفعلون،‏ فاعملوه من كل النفس كما ليهوه،‏ وليس للناس».‏ —‏ كولوسي ٣:‏٢٣‏.‏

      اتّصف بالوداعة والرأفة واللطف.‏ «البسوا عواطف الحنان والرأفة،‏ واللطف،‏ واتضاع العقل،‏ والوداعة،‏ وطول الاناة».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٢‏.‏

      اغلب السوء بالصلاح.‏ «أحبوا اعداءكم وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم».‏ (‏متى ٥:‏٤٤‏)‏ «لا تدع السوء يغلبك،‏ بل اغلب السوء بالصلاح».‏ —‏ روما ١٢:‏٢١‏.‏

      قدِّم للّٰه افضل ما لديك.‏ «‹تحب يهوه الهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل عقلك›.‏ هذه هي الوصية العظمى والاولى».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      ‏[الصور]‏

      يساعدنا تبنّي قِيَم الكتاب المقدس ان نحظى بزيجات سعيدة،‏ روابط عائلية وثيقة،‏ وصداقات حقيقية

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة