مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ڤنزويلا
    الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٦
    • ‏«وأنتما كم ستبقيان؟‏»‏

      في ٢ حزيران ١٩٤٦،‏ بعد وقت قصير من زيارة الاخ نور،‏ وصل المرسلان الآخران من الفريق المعيَّن في ڤنزويلا.‏ وكانا دونالد باكستر ووولتر وان.‏ وكان الحدث روبِن أَراوْهو حاضرا للقائهما في كاراكاس.‏ وإذ كان يراقبهما بارتياب،‏ وهو لا يزال يفكِّر دون شك في اختبار المرسل السابق،‏ سأل روبِن بلغته الانكليزية الركيكة:‏ ‏«وأنتما كم ستبقيان؟‏»‏

      كان روبِن قد رتَّب لدرس برج المراقبة،‏ وقد عُقد يوم وصول المرسلَين.‏ فحاول تطبيق الارشادات التي اعطاه اياها الاخ فرانز.‏ وبذل قُصارى جهده،‏ لكنه كان درسا يديره شخص واحد.‏ فكان روبِن يقرأ السؤال.‏ وبعد ذلك كان يجيب.‏ ثم كان يقرأ الفقرة.‏ وتذكَّر ان الدرس لا يجب ان يتجاوز الساعة،‏ فتوقف بطاعة في الوقت المحدَّد مع انه كان قد غطَّى ١٧ فقرة فقط،‏ اي لم يغطِّ الدرس بكامله!‏ وكانت الخبرة ستأتي مع الوقت والصبر.‏

      واليوم،‏ اذ يفكِّر روبِن أَراوْهو في رحيل المرسل الاول المفاجئ،‏ يضيف:‏ «بُعيد ذلك،‏ ملأ المتخرِّجان الجديدان من جلعاد الفراغ الذي تركه.‏ وكم شعرنا بالفرح بسبب هذه الهبة من هيئة يهوه في شكل هذين المرسلَين لمساعدتنا في مكدونية الڤنزويلية!‏» (‏قارنوا اعمال ١٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏)‏ سابقا،‏ كان الاخ نور قد قال للاخ باكستر:‏ «ابقَ في هذا التعيين،‏ حتى ولو عنى لك الموت!‏» لكنه لم يعنِ له الموت،‏ ولا يزال الاخ باكستر يخدم في ڤنزويلا بعد نحو ٥٠ سنة.‏

      التكيُّف وفق محيط جديد

      ان بيت المرسلين الاول في كاراكاس كان في ٣٢ شارع بوكارِس،‏ في حيّ يُدعى إِل سِمِنْتِرْيو.‏ وهنا ايضا فُتح مكتب الفرع في ١ ايلول ١٩٤٦،‏ وكان دونالد باكستر خادما للفرع.‏ وكانت الاحوال المعيشية بعيدة عن ان تكون مثالية.‏ فكانت الطريق غير مرصوفة،‏ ولم تكن هنالك مياه جارية.‏ ولا شك ان المرسلَين ارتاحا حقا سنة ١٩٤٩ عندما نُقل الفرع وبيت المرسلين من إِل سِمِنْتِرْيو (‏المدفن)‏ الى إِل پارايِيسو (‏الفردوس)‏،‏ موقع فيه مياه جارية.‏

      يتذكَّر الاخ باكستر مشاكل المرسلَين المؤلمة في ما يتعلق باللغة ومشاعر تثبطهما.‏ فكانا تواقَين الى استخدام ما تدرَّبا عليه في جلعاد للمساعدة،‏ ولكن عندما وصلا كانا عاجزَين عن التحدث.‏ لكنَّ هذه العقبة الوقتية عوَّضت عنها وأكثر النتائجُ الايجابية في الحقل.‏ وفي ما يتعلق بأول شهادة في الشوارع قاما بها،‏ يتذكَّر الاخ باكستر:‏ «قرَّرنا ان نذهب الى المنطقة في وسط البلدة المعروفة بـ‍ إِل سيلَنْسيو ونرى ما سيحدث.‏ فوقف زميلي،‏ وولتر وان،‏ في زاوية الشارع الاولى وأنا في الاخرى.‏ وكان الناس فضوليين جدا؛‏ فلم يروا شيئا كهذا من قبل.‏ وقلَّما اضطررنا الى قول ايّ شيء.‏ فالناس في الواقع اصطفوا للحصول على المجلات،‏ ووزَّعنا كل مجلاتنا خلال ١٠ الى ١٥ دقيقة.‏ كم كان ذلك مختلفا عما اعتدناه في الولايات المتحدة!‏» وقال وولتر وان:‏ «عندما عددتُ ما وزَّعته،‏ وجدت لدهشتي انه خلال اربعة ايام زاخرة بالاحداث من التسبيح ليهوه في الشوارع والاسواق كما فعل يسوع والرسل،‏ وزَّعت ١٧٨ كتابا وكتابا مقدسا.‏»‏

      ان اول تقرير ارسله الفرع الى المكتب الرئيسي في بروكلين،‏ نيويورك،‏ أَظهر ما مجموعه ١٩ ناشرا،‏ بمَن فيهم المرسلان وأَربعة فاتحين قانونيين.‏ وكان هؤلاء الفاتحون إدواردو بلاكوود،‏ روبِن أَراوْهو،‏ إِفْرايين مِيَر إِي تِران،‏ وهِراردو هِسورون.‏ وكان إدواردو بلاكوود قد ابتدأ بالخدمة كفاتح خلال شهر زيارة الاخ نور،‏ والثلاثة الآخرون قد انخرطوا بُعيد ذلك.‏ وكان تسعة يكرزون في داخل البلد.‏ ووِنستُن وإدواردو بلاكوود،‏ اللذان كانا يعيشان في إِل تيڠْرِه،‏ كانا يشهدان في اقصى الجنوب حتى سْيوداد بوليڤار وفي اقصى الشرق حتى مخيمات النفط قرب پونتا دو ماتا وماتورين.‏ وكان پِدرو مورالِس وآخرون يكرزون في ماراكايبو.‏ وفي الناحية الشرقية من بحيرة ماراكايبو في مخيمات النفط في كابيماس ولاڠونِياس،‏ كان هِراردو هِسورون،‏ ناثانِيَل وولكُت،‏ ودايڤد سْكُت يكرزون.‏ ولاحقا انضم اليهم هوڠو تايلور،‏ الذي كان سنة ١٩٩٥ لا يزال يخدم كفاتح خصوصي.‏ وكانوا جميعا يغطُّون منطقة واسعة من البلد.‏ وسرعان ما اكتشف الاخ باكستر والاخ وان من الاختبار الشخصي ما هو عليه الامر حقا.‏

      الابتداء بزيارة كل الفرق

      خلال تشرين الاول وتشرين الثاني ١٩٤٧،‏ سافر كلا المرسلَين الى اقصى غرب البلد والجزء الشرقي منه ليريا ما يمكن فعله لمساعدة الفرق الصغيرة.‏ وهدفهما كان تنظيم هذه الفرق في جماعات.‏ «سافرنا بالباص،‏ الامر الذي كان حقا اختبارا في ڤنزويلا،‏» حسبما يتذكَّر الاخ باكستر وهو يبتسم مفكِّرا في تلك الرحلة التي لا تُنسى.‏ «كانت المقاعد في الباصات صغيرة ومتقاربة،‏ لأن معظم الڤنزويليين صغار الحجم؛‏ لذلك وجدنا نحن اللذَين من اميركا الشمالية انه ليس هنالك متَّسع لأرجلنا.‏ وعلى سطح الباصات،‏ لم يكن شيئا غير عادي رؤية اسرة،‏ مكنات خياطة،‏ طاولات،‏ دجاج،‏ ديوك روميَّة،‏ وموز،‏ بالاضافة الى امتعة المسافرين.‏ وإذا كان احد الركاب ذاهبا مسافة قصيرة فقط،‏ فهو لا يزعج نفسه ليضع دجاجاته او اشياءه الصغيرة على السطح لكنه يجلبها معه الى داخل الباص ويركمها في الممشى بين المقاعد.‏ ثم تعطَّل الباص،‏ ولذلك طوال عدة ساعات،‏ حتى اتى باص آخر،‏ تُركنا في برية يعيش فيها مجرد الصبَّار والمعز.‏ وبعد ذلك نفد البنزين.‏»‏

      في كل من المواقع الاربعة التي زاراها،‏ وجدا فريقا من نحو عشرة اشخاص يجتمعون في غرفة جلوس واحد منهم.‏ فأَراهم المرسلان كيف يديرون الاجتماعات،‏ كيف يقدِّمون تقريرا عن نشاطهم قانونيا الى مكتب الفرع،‏ وكيف يحصلون على المطبوعات من اجل نشاط كرازتهم.‏

      وفيما كانا في إِلْ تيڠْرِه،‏ لاحظ الاخ باكستر ان أَلِهاندرو مِتشل،‏ احد الاخوة الجدد هناك،‏ كان يطبِّق حرفيا النصح في متى ١٠:‏٢٧ بأن ينادي على السطوح.‏ فكان قد ركَّب مكبِّرا للصوت على سطح بيته،‏ وكل يوم كان يقرأ بصوت عالٍ طوال نصف ساعة او نحو ذلك اجزاء مختارة من كتاب الاولاد او العالم الجديد بالاضافة الى مطبوعات برج المراقبة الاخرى.‏ وقد فعل ذلك بصوت عالٍ حتى انه كان يمكن سماعه من مكان يبعد مباني عديدة!‏ فلا عجب ان ذلك ازعج الجيران.‏ فاقتُرح عليه انه من الافضل ان يكرز من بيت الى بيت وأن يترك مكبِّر الصوت.‏

      ان الرحلة لزيارة مختلف الفرق الصغيرة كانت نافعة جدا.‏ فخلال شهرَي السفر استطاع الاخَوان ان يعمِّدا ١٦ شخصا.‏

      المرسلون يصلون الى ماراكايبو

      ماراكايبو،‏ في الناحية الشمالية الغربية من البلد،‏ هي ثاني اكبر مدينة في ڤنزويلا.‏ اثنتان من ميزاتها البارزة هما حرارتها ورطوبتها العالية.‏ انها ايضا عاصمة النفط في ڤنزويلا.‏ والجزء الجديد من المدينة يتباين بشدة مع البلدة القديمة قرب المراسي؛‏ فذلك الجزء الاقدم،‏ بشوارعه الضيِّقة وبيوته الطينية على طراز المستعمرات،‏ قلَّما تغيَّر منذ القرن الماضي.‏

      وصل ستة مرسلين الى ماراكايبو بسفينة شحن في ٢٥ كانون الاول ١٩٤٨.‏ وكانوا مثقلين بثياب شتوية لأنهم اتوا من نيويورك الباردة.‏ وتضمَّن الفريق رانْڠْنا إِنْڠْوالدْسِن،‏ التي اعتمدت سنة ١٩١٨ ولا تزال تخدم كفاتحة في كاليفورنيا،‏ بِرْنيس ڠرايسِن (‏الآن «بِن» هنشل،‏ عضو في عائلة البتل في المركز الرئيسي العالمي)‏،‏ تشارلز وماي ڤايل،‏ إِستر رايدل (‏اخت رانْڠْنا من امها)‏،‏ وجويس ماكَلي.‏ وجرى استقبالهم في بيت صغير لزوجَين يعاشران الشهود حديثا.‏ وهنا رتَّب المرسلون المتبلِّلون بالعرق صناديق ثيابهم الـ‍ ١٥ والصناديق الكرتونية الـ‍ ٤٠ لمطبوعاتهم بأفضل ما يستطيعون.‏ ونام اربعة منهم على اراجيح شبكية واثنان على سريرَين مصنوعَين من الصناديق الكرتونية للكتب حتى وجدوا بيتا يستأجرونه ليكون بيت المرسلين.‏

      تتذكَّر رانْڠْنا انهم الستة بدوا غرباء الشكل جدا للـ‍ ماراكوتشوس،‏ كما يُدعى سكان ماراكايبو عموما.‏ فكان العديد من المرسلين طوالا وشقرا.‏ «مرارا كثيرة عندما كنا نذهب من بيت الى بيت،‏ كان يتبعنا حتى عشرة اولاد صغار عراة،‏ يصغون الى الطريقة الغريبة التي نتكلَّم بها لغتهم،‏» كما قالت رانْڠْنا لاحقا.‏ وأَضافت:‏ «لم يكن ايّ منا نحن الستة يعرف اكثر من كلمات قليلة بالاسپانية.‏ ولكن عندما كانوا يضحكون علينا،‏ كنا نضحك معهم.‏» عندما وصل هؤلاء المرسلون،‏ كان هنالك اربعة ناشرين فقط في ماراكايبو.‏ وفي وقت باكر من سنة ١٩٩٥ كانت هنالك ٥١ جماعة بمجموع ٢٧١‏,٤ ناشرا.‏

      سُمعت صلاته

      ان الزوجَين اللذين استقبلا بلطف المرسلين الستة في بيتهما كانا بِنيتو وڤكتوريا ريڤِرو.‏ وكان بِنيتو قد حصل على كتاب ‏«الملكوت قريب»‏ من هوان مالدونادو،‏ فاتح من كاراكاس.‏ وعندما زار پِدرو مورالِس بِنيتو لاحقا ليعرض عليه درسا،‏ كان بِنيتو متحمِّسا؛‏ ولم يدرس وحسب بل ابتدأ مباشرة بحضور اجتماعات الفريق الصغير.‏ وشجع ايضا زوجته على الحضور،‏ قائلا لها —‏ لأنها تحب الغناء —‏ ان الترانيم التي يرنِّمونها جميلة جدا.‏ وكانت تذهب معه،‏ لكنها لم تكن تفهم حقا كل ما يقال،‏ لذلك كثيرا ما كانت تنام.‏

      وفي احدى الامسيات في البيت،‏ اذ اعتقد بِنيتو ان زوجته نائمة،‏ صلَّى الى يهوه بصوت عالٍ وطلب منه ان ينوِّرها.‏ فسمعت الصلاة عَرَضا وتأثرت بها بعمق.‏ وبعد موت بِنيتو سنة ١٩٥٥،‏ صارت ڤكتوريا فاتحة قانونية ثم فاتحة خصوصية.‏

      بلوغ المناطق الريفية حول ماراكايبو

      بين الذين اعتنقوا الحق في منطقة ماراكايبو كان والد رِبِكا (‏الآن رِبِكا بارِتو)‏.‏ كانت بعمر خمس سنوات فقط عندما ابتدأ هِراردو هِسورون بدرس الكتاب المقدس مع ابيها،‏ الذي تقدَّم الى المعمودية سنة ١٩٥٤.‏ وهي تملك ذكريات رائعة عن الاشتراك في عمل الكرازة كحدثة.‏ «كنا نستأجر باصا،‏ وكانت الجماعة بكاملها تنتقل الى المناطق الريفية،‏» كما تتذكَّر.‏ وتضيف:‏ «كان لدى الناس في الريف القليل من المال لكنهم كانوا يقدِّرون المطبوعات.‏ كان رائعا حقا عند نهاية النهار ان نرى الاخوة والاخوات يتجمَّعون في الباص مع البيض،‏ القرع،‏ الذرة،‏ والدجاج الحي التي قُدِّمت لهم مقابل المطبوعات.‏»‏

      ولكن لم يكن الجميع سعداء برؤيتهم.‏ تتذكَّر الاخت بارِتو حادثة جرت في قرية مِنِه دو ماوْرُوَا.‏ تقول:‏ «فيما كنا نذهب من باب الى باب،‏ تبعنا الكاهن الكاثوليكي المحلي،‏ ممزِّقا المطبوعات التي قبلها الناس وقائلا لهم ان لا يصغوا الى شهود يهوه.‏ وأَثار الرعاع الذين شملوا احداثا كثيرين ونجح في اغضابهم حتى انهم رمونا بالحجارة.‏ وضُرب عدد من الاخوة والاخوات.‏» فركض فريق الشهود الى پْرِفِكتو (‏مدير شرطة)‏ البلدة طلبا للمساعدة.‏ ولأنه كان لطيفا مع الشهود،‏ قال للكاهن انه مضطر الى ابقائه في مكتبه بضع ساعات ‹لحمايته من هؤلاء الكارزين.‏› والحشد،‏ بدون قائد الآن،‏ تشتت،‏ وقضى الشهود بفرح الساعتَين التاليتَين،‏ بدون مضايقة،‏ مقدِّمين شهادة كاملة في البلدة.‏

      المزيد من المساعدة يصل

      كانت المقاطعة واسعة،‏ وتلزم مساعدة اضافية للاعتناء بها.‏ والمزيد من العاملات اللواتي تخرَّجن مؤخرا من مدرسة جلعاد وصلن في ايلول ١٩٤٩ للاشتراك في الحصاد الروحي.‏ وكنَّ مستعدات،‏ نعم،‏ توَّاقات الى المشاركة،‏ لكنَّ ذلك لا يعني ان الامر كان سهلا عليهن.‏ وعندما بانت اضواء المرفإِ من كوَّة مقصورتها في السفينة سانتا روسا،‏ شعرت رايتشل بورنهام بأنها لم تسعَد قط بمشهد ابدع منه.‏ فقد أُصيبت بدوار البحر منذ غادرت السفينة نيويورك.‏ ومع انها كانت الساعة الثالثة صباحا،‏ ايقظت باهتياج الفتيات الثلاث الاخريات.‏ وكانت اختها آينِز والفتاتان الاخريان،‏ دِكسي داد وأختها روبي (‏الآن باكستر)‏،‏ قد تمتعن بالرحلة لكنهن كنَّ سعيدات بأن يصلن الى تعيينهن الجديد.‏

      كان موجودا للترحيب بهن فريقٌ شمل دونالد باكستر،‏ بِل وإِلسا هانا (‏مرسلَين كانا قد وصلا السنة السابقة)‏،‏ وڠونزالو مِيَر إِي تِران.‏ فركبوا في باص ليأخذهم من المرفإِ الى كاراكاس.‏ وبدا ان السائق اراد ان يجعل الرحلة مرعبة بشكل اضافي للقادمات حديثا،‏ ولا شك انه نجح في ذلك.‏ فقد قاد في المنعطفات الحادَّة،‏ الواحد تلو الآخر،‏ وغالبا على حافة الجرف وبسرعة بدت بالغة جدا!‏ وحتى هذا اليوم لا تزال الاخوات يتكلَّمن عن تلك الرحلة.‏

      جرى تعيينهن في الفرع وبيت المرسلين في إِل پارايِيسو.‏ وخدمت رايتشل بأمانة في الحقل الارسالي حتى موتها سنة ١٩٨١؛‏ وآينِز سنة ١٩٩١.‏ والاخريان من ذلك الفريق لا تزالان تخدمان يهوه بولاء.‏

      اذ تتطلَّع دِكسي داد الى الوراء الى الاشهر الاولى في تعيينهن،‏ تقول:‏ «شعرنا بشوق كبير الى العودة الى موطننا.‏ لكننا لم نستطِع ان نذهب حتى الى المطار اذا اردنا ذلك.‏ فلم يكن لدينا ما يكفي من المال!‏» وعوضا عن ذلك،‏ ركَّزن انتباههن على الواقع ان هيئة يهوه قد ائتمنتهن على التعيين كمرسلات في بلد اجنبي.‏ وأخيرا،‏ توقفن عن الحلم بشأن الذهاب الى الموطن وانكببن على العمل.‏

      يُساء فهمهم

      بالنسبة الى معظم المرسلين الجدد،‏ كانت اللغة مشكلة —‏ على الاقل لفترة من الوقت.‏

      تتذكَّر دِكسي داد ان احد الامور الاولى التي قيل لهم ان يتلفظوا بها هو ‏«موتشو ڠوستو»‏ عندما يتعرَّفون بأحد.‏ وفي ذلك اليوم عينه أخذوا الى درس الكتاب الجماعي.‏ وفي طريقهم في الباص،‏ كرَّروا التعبير مرة بعد اخرى:‏ ‏«موتشو ڠوستو.‏ موتشو ڠوستو.‏»‏ تقول دِكسي:‏ «ولكن عندما جرى تقديمنا الى احد الاشخاص،‏ نسيناه!‏» إلا انهم بمرور الوقت تذكَّروا.‏

      بِل وإِلسا هانا،‏ اللذان خدما كمرسلَين من سنة ١٩٤٨ حتى ١٩٥٤،‏ طالما يتذكَّران بعض اخطائهما الفادحة.‏ ففي احدى المرات حين اراد الاخ هانا ان يشتري اثنتي عشرة بيضة بيضاء،‏ طلب وِسوس بلانڠكوس (‏عظاما بيضا)‏ عوضا عن وِڤوس بلانڠكوس.‏ ومرة اخرى،‏ اراد ان يشتري مكنسة.‏ وإذ خشي ان لا يكون قد فُهم،‏ حاول ان يتكلم بأكثر تحديد:‏ «لكنس ‏‹إِل سْيِلو›»‏ (‏السماء)‏،‏ قال،‏ عوضا عن إِل سْوِلو (‏الارض)‏.‏ فأَجاب صاحب الدكان بمسحة فكاهة:‏ «يا له من طموح قوي في العمل،‏ يا سيد.‏»‏

      وعندما ذهبت زوجة بِل،‏ إِلسا،‏ الى السفارة،‏ طلبت منهم ان رِموڤر (‏ينتزعوا)‏ جواز سفرها عوضا عن ان رِنوڤار (‏يجدِّدوا)‏.‏ فسأل امين السر:‏ «ماذا فعلتِ يا سيدة،‏ هل ابتلعتِه؟‏»‏

      ڠيني روجرز،‏ مرسلة وصلت سنة ١٩٦٧،‏ تثبطت قليلا في بادئ الامر عندما كان صاحب البيت يلتفت الى زميلتها بعد كل عرض جرى التدرُّب عليه بعناية ويسأل:‏ «ماذا قالت؟‏» لكنَّ الاخت روجرز لم تتوقف عن المحاولة،‏ وفي نحو ٢٨ سنة كمرسلة،‏ ساعدت ٤٠ شخصا على تعلُّم الحق والتقدُّم الى درجة المعمودية بالماء.‏

      وِلَرد أَندرسون،‏ الذي وصل من جلعاد مع زوجته،‏ إِيلاين،‏ في تشرين الثاني ١٩٦٥،‏ يعترف بصراحة ان اللغة لم تكن قط ميزة يتفوق فيها.‏ وإذ يكون وِلَرد مستعدا دائما ان يضحك من اخطائه الخاصة،‏ يقول:‏ «درست الاسپانية في المدرسة الإِعدادية ستة اشهر حتى جعلني معلِّمي أَعِد بأن لا احضر صفه ثانية!‏»‏

      ولكن بروح يهوه،‏ المثابرة،‏ وروح فكاهة جيدة،‏ سرعان ما أَلف المرسلون لغتهم الجديدة.‏

      حتى البيوت لها اسماء

      لم تكن اللغة فقط مختلفة بالنسبة الى المرسلين.‏ فلزم ان يستعملوا طريقة مختلفة لتذكُّر البيوت التي يريدون ان يزوروها ثانية.‏ ففي الايام الباكرة لم تكن لبيوت كثيرة في كاراكاس ارقام.‏ وكان كل مالك بيت يختار اسما لبيته.‏ وكانت افضل البيوت معروفة بـ‍ كينتاس وتُسمى غالبا على اسم سيدة البيت.‏ مثلا،‏ قد يكون عنوان احد الاشخاص كينتا كلارا.‏ وكثيرا ما يكون مركَّبا من اسماء الاولاد:‏ كينتا كاروسي (‏كارمِن،‏ روسا،‏ سي‍مون)‏.‏ ان مالك اول فرع وبيت للمرسلين استأجرته الجمعية كان قد دعا بيته كينتا ساڤتِپاول (‏القديس ڤنسان دو پول)‏،‏ وكان على طريق رئيسية،‏ وصار بسرعة معروفا جيدا بالمكان حيث يجتمع شهود يهوه.‏

      سنة ١٩٥٤ عندما جرى شراء بيت جديد تماما ليكون مكتب فرع وبيتا للمرسلين،‏ تُرك للاخوة امر استعمال مخيلتهم واختيار اسم ملائم.‏ وإذ تذكَّروا نصح يسوع بأن ‹يضيء نوركم قدام الناس،‏› جرى اختيار الاسم لُوس (‏نور)‏ للبيت.‏ (‏متى ٥:‏١٦‏)‏ ومع ان مكتب الفرع نُقل لاحقا الى مبانٍ اكبر،‏ ففي وقت باكر من سنة ١٩٩٥ كان كينتا لُوس لا يزال بيتا لـ‍ ١١ مرسلا.‏

      ولوسط كاراكاس نظام عناوين خاص به.‏ فإذا سألتم عن عنوان محل تجاري او مبنى معيَّن،‏ فقد يُقال لكم شيء مثل،‏ ‏«لا فِه آ إِسپِرانسا.‏»‏ وقد تقولون:‏ ‹«الايمان الى الرجاء؟‏» لكنَّ ذلك لا يبدو عنوانا!‏› ولكن في وسط كاراكاس كل تقاطع له اسم.‏ لذلك فإِن العنوان الذي تبحثون عنه هو في مجمَّع الابنية بين شارعَي «الايمان» و «الرجاء.‏»‏

      الذهاب من ڤنزويلا الى جلعاد ثم العودة

      على مرّ السنين اتى ١٣٦ مرسلا مدرَّبا في جلعاد،‏ بمَن فيهم ٧ استفادوا من مقرَّر مدرسة تدريب الخدام،‏ الى ڤنزويلا من بلدان اخرى —‏ من الولايات المتحدة،‏ كندا،‏ المانيا،‏ السويد،‏ نيوزيلندا،‏ انكلترا،‏ پورتو ريكو،‏ الدنمارك،‏ اورڠواي،‏ وإِيطاليا.‏ وبين السنتين ١٩٦٩ و ١٩٨٤،‏ لم يصل مرسلون جدد الى ڤنزويلا من جلعاد،‏ اذ كان يستحيل الحصول على تأشيرات.‏ ولكن،‏ خلال سنة ١٩٨٤،‏ اثمر الجهد الموحَّد للحصول على اذن في دخول مرسلَين مع زوجتَيهما الى البلد،‏ ووصل مرسلان آخران سنة ١٩٨٨.‏ واستفاد ايضا ستة شهود محليين من التدريب في جلعاد.‏

      عندما زار الاخ نور سنة ١٩٤٦،‏ سأله الحدث روبِن أَراوْهو عما اذا كان يمكن ان يتأهل يوما ما لحضور جلعاد.‏ وكان الجواب:‏ «نعم،‏ اذا حسَّنت لغتك الانكليزية.‏» يقول روبِن:‏ «لا حاجة الى القول انني كنت سعيدا جدا.‏» ويضيف:‏ «بعد ثلاث سنوات،‏ في تشرين الاول ١٩٤٩،‏ تسلَّمتُ رسالة دعوة من الاخ نور لحضور الصف الـ‍ ١٥،‏ المعيَّن ابتداؤه خلال الشتاء في اوائل سنة ١٩٥٠.‏»‏

      ان الاخوة الخمسة الآخرين الذين حضروا جلعاد من ڤنزويلا هم إدواردو بلاكوود وأُوراسيو مِيَر إِي تِران (‏اللذان اعتمدا كلاهما سنة ١٩٤٦ خلال زيارة الاخ نور الاولى)‏،‏ تِيودورو ڠريسِنڠِر (‏الذي سيُقال عنه المزيد)‏،‏ كاسيميرو سيتو (‏الذي هاجر من فرنسا وصار ڤنزويليا متجنِّسا)‏،‏ وفي وقت متأخر اكثر،‏ رافايِل لونڠا (‏الذي يخدم كناظر دائرة)‏.‏

  • ڤنزويلا
    الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٦
    • ‏[الصورة في الصفحة ١٩٩]‏

      من اليسار:‏ آينِز بورنهام،‏ روبي داد (‏الآن باكستر)‏،‏ دِكسي داد،‏ ورايتشل بورنهام عند مغادرتهن نيويورك سنة ١٩٤٩.‏ قبل ان تغادر السفينة المرسى شعرن جميعا بأنهن بحال جيدة!‏

      ‏[الصور في الصفحتين ٢٠٠ و ٢٠١]‏

      بعض المرسلين الذين خدموا سنوات عديدة في الحقل الڤنزويلي:‏ (‏١)‏ دونالد وروبي باكستر،‏ (‏٢)‏ دِكسي داد،‏ (‏٣)‏ پِني ڠاڤِت،‏ (‏٤)‏ لِيلا پراكتُر،‏ (‏٥)‏ رانْڠْنا إِنْڠْوالدسِن،‏ (‏٦)‏ مِرڤِن وإِڤلِن وارد،‏ (‏٧)‏ ڤِن وپيرل تشاپمان

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة