-
عظمة عرش يهوه السماويالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ١٤
عظمة عرش يهوه السماوي
الرؤيا ٢ — رؤيا ٤:١–٥:١٤
الموضوع: حوادث متسمة بالرهبة امام عرش اللّٰه للدينونة
وقت الاتمام: تُبرز هذه الرؤيا حوادث تجري من السنة ١٩١٤ حتى نهاية الحكم الالفي وما بعده، حين يسبِّح يهوه كلُّ خليقة في السماء وعلى الارض. — رؤيا ٥:١٣
١ لماذا يجب ان نهتم بشدة بالرؤى التي يشاركنا يوحنا فيها؟
يبدأ يوحنا بمشاركتنا في رؤى اضافية محركة للنفس. وهو لا يزال بالوحي في يوم الرب. لذلك فان ما يصفه له معنى عميق لنا نحن الذين نحيا فعلا في ذلك اليوم. وبواسطة هذه الرؤى، يكشف يهوه نقاب الخفاء عن الحقائق السماوية ويعطينا نظرته الى الاحكام التي يجب ان تنفَّذ في الارض. واكثر من ذلك، سواء كنا نملك رجاء سماويا او ارضيا، فان هذه الاعلانات تساعدنا على رؤية مكاننا في قصد يهوه. وبناء على ذلك، يجب ان نستمر جميعا في الاهتمام بشدة بعبارة يوحنا: «سعيد هو من يقرأ بصوت عالٍ كلمات هذه النبوة ومن يسمعونها ويحفظون ما هو مكتوب فيها». — رؤيا ١:٣.
٢ اي اختبار يحظى به يوحنا الآن؟
٢ وما يراه يوحنا بعد ذلك يفوق ايّ شيء يقدِّمه الڤيديو للانسان الآن! يكتب: «بعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء، والصوت الاول الذي سمعته كان كصوت بوق، فتكلم معي قائلا: ‹اصعد الى هنا، فأريك ما لا بد ان يحدث›». (رؤيا ٤:١ ) يخترق يوحنا في الرؤيا السموات غير المنظورة لحضرة يهوه، وهي مرفَّعة فوق الفضاء الخارجي المادي كما اكتشفه روَّاد الفضاء البشر، وحتى فوق مجرات الكون المادي بكثير. وكما لو كان ذلك بالدخول من باب مفتوح، يُدعى يوحنا الى تمتيع عينيه برؤية شاملة حابسة للنفَس للسموات الروحانية عينها حيث يجلس يهوه نفسه على العرش. (مزمور ١١:٤؛ اشعيا ٦٦:١) فيا له من امتياز!
٣ بماذا يذكِّر الصوت الشبيه بـ «بوق»، ومَن هو مصدره دون شك؟
٣ لا يحدِّد الكتاب المقدس هوية هذا «الصوت الاول». وكصوت يسوع القوي الذي سُمع في وقت ابكر، له نغمة آمر كبوق. (رؤيا ١:١٠، ١١) ويذكِّر ذلك بنفخة البوق الحادة التي اعطت الاشارة الى حضور يهوه في جبل سيناء. (خروج ١٩:١٨-٢٠) ودون شك، يهوه هو المصدر المهيب للدعوة. (رؤيا ١:١) وقد فَتح الباب بحيث يمكن ليوحنا، في الرؤيا، ان يدخل المكان الاقدس في كل الحيز الواسع لسلطان يهوه.
حضور يهوه الباهر
٤ (أ) اي معنى تملكه رؤيا يوحنا للمسيحيين الممسوحين؟ (ب) اي معنى تملكه الرؤيا للذين رجاؤهم العيش الى الابد على الارض؟
٤ وماذا يرى يوحنا؟ أصغوا، فيما يشاركنا الآن في اختباره العظيم: «بعد هذا صرت حالا تحت تأثير الروح: وإذا عرش في موضعه في السماء، وعلى العرش جالس». (رؤيا ٤:٢ ) في لحظة من الزمن، نقلت قوة اللّٰه الفعالة يوحنا روحيا الى عرش يهوه عينه. كم يكون ذلك مثيرا ليوحنا! وهنا يُعطَى مشهدا مسبقا متألقا لهذه السموات عينها حيث حُفظ له وللمسيحيين الممسوحين الآخرين «ميراث غير قابل للفساد، لا يتدنس ولا يذبل». (١ بطرس ١:٣-٥؛ فيلبي ٣:٢٠) ولاولئك الذين رجاؤهم العيش الى الابد على الارض، تملك رؤيا يوحنا ايضا معنى عميقا. وهي تساعدهم على فهم مجد حضور يهوه والبنية الحاكمة السماوية التي يستخدمها يهوه في ادانة الامم وبعد ذلك في سيادة الحياة البشرية على الارض. فيهوه هو حقا اله تنظيم رائع!
٥ اية حقيقة يراها يوحنا مثَّلها غطاء تابوت العهد؟
٥ ان الكثير مما يلاحظه يوحنا فوق في السماء يشبه اوجها للمسكن في البرية. وهذا بُني قبل حوالي ٦٠٠,١ سنة كمقدس للعبادة الحقة للاسرائيليين. وفي قدس اقداس هذا المسكن كان تابوت العهد، وكان من فوق الغطاء الذهبي الخالص لهذا التابوت انّ يهوه نفسه تكلَّم. (خروج ٢٥:١٧-٢٢؛ عبرانيين ٩:٥) لذلك خدم غطاء التابوت رمزا الى عرش يهوه. والآن يرى يوحنا حقيقة هذا التمثيل الرمزي: يهوه الرب المتسلط نفسه يجلس بجلال رائع على عرشه السماوي الرفيع!
٦ اي انطباع عن يهوه يعطينا اياه يوحنا، ولماذا ذلك مناسب؟
٦ وخلافا لانبياء اقدمين نالوا رؤى لعرش يهوه، لا يصف يوحنا بالتفصيل القدوس الذي يحتله. (حزقيال ١:٢٦، ٢٧؛ دانيال ٧:٩، ١٠) وانما يعطينا يوحنا انطباعه عن الجالس على العرش بهذه الكلمات: «ومنظر الجالس مثل حجر يشب وحجر كريم احمر اللون، وحول العرش قوس قزح منظره مثل الزمرد». (رؤيا ٤:٣ ) يا لها من عظمة لا تقارن! فيوحنا يرى جمالا صافيا برّاقا كذاك الذي للاحجار الكريمة الوامضة اللامعة. وكم يتوافق ذلك بشكل ملائم مع وصف التلميذ يعقوب ليهوه بأنه ‹ابو الانوار السماوية›! (يعقوب ١:١٧) وبُعيد كتابة سفر الرؤيا ذكر يوحنا نفسه: «اللّٰه نور ولا ظلمة مقترنة به البتة». (١ يوحنا ١:٥) فيا لشخصية يهوه المجيدة على نحو رائع حقا!
٧ ماذا يمكننا تعلُّمه من واقع ان هنالك قوس قزح حول عرش يهوه؟
٧ لاحظوا ان يوحنا يرى حول العرش قوس قزح، لونه اخضر زمردي. والكلمة اليونانية المترجمة هنا قوس قزح (إيريس) تقترح شكلا دائريا تماما. ويُذكر قوس قزح اولا في الكتاب المقدس في ما يتعلق بأيام نوح. فبعد ان هدأت مياه الطوفان، جعل يهوه قوس قزح يظهر في السحاب وأوضح ما رمز اليه بهذه الكلمات: «هو قوس قزح أجعله في السحاب، فيكون علامة عهد بيني وبين الارض. فأذكر عهدي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية من كل جسد. فلا تصير المياه بعد طوفانا لتهلك كل جسد». (تكوين ٩:١٣، ١٥) اذًا، بماذا تذكِّر الرؤيا السماوية يوحنا؟ ان قوس قزح الذي رآه لا بد انه ذكَّره بالحاجة الى علاقة سلمية بيهوه، كتلك التي يتمتع بها صف يوحنا اليوم. وكان سيترك فيه ايضا الانطباع عن صفاء وسلام حضور يهوه، الصفاء الذي سيمتد الى جميع البشر الطائعين عندما يبسط يهوه خيمته فوق الجنس البشري في مجتمع الارض الجديدة. — مزمور ١١٩:١٦٥؛ فيلبي ٤:٧؛ رؤيا ٢١:١-٤.
تحديد هوية الـ ٢٤ شيخا
٨ مَن يراهم يوحنا حول العرش، ومَن يمثِّل هؤلاء؟
٨ عرف يوحنا ان الكهنة كان معيَّنا لهم ان يخدموا في المسكن القديم. لذلك ربما فوجئ برؤية ما يصفه بعد ذلك: «وحول العرش اربعة وعشرون عرشا، وعلى هذه العروش رأيت اربعة وعشرين شيخا جالسين لابسين اردية بيضاء، وعلى رؤوسهم تيجان ذهبية». (رؤيا ٤:٤ ) نعم، عوضا عن الكهنة، هنالك ٢٤ شيخا، وهم جالسون على عروش ومتوَّجون كملوك. فمن هم هؤلاء الشيوخ؟ ليسوا سوى الممسوحين من الجماعة المسيحية، الذين أُقيموا وهم يشغلون المركز السماوي الذي وعدهم يهوه به. وكيف نعرف ذلك؟
٩، ١٠ كيف نعرف ان الـ ٢٤ شيخا يمثِّلون الجماعة المسيحية الممسوحة في مركزها السماوي المجيد؟
٩ اولا، انهم يلبسون تيجانا. والكتاب المقدس يتحدث عن المسيحيين الممسوحين بأنهم ينالون ‹تاجا غير قابل للفساد› ويبلغون حياة لا نهاية لها — الخلود. (١ كورنثوس ٩:٢٥؛ ١٥:٥٣، ٥٤) ولكن بما ان الشيوخ الـ ٢٤ هؤلاء جالسون على عروش، فإن التيجان الذهبية في هذه القرينة تمثِّل السلطة الملكية. (قارنوا رؤيا ٦:٢؛ ١٤:١٤.) وهذا يدعم الاستنتاج ان الـ ٢٤ شيخا يمثِّلون أتباع يسوع الممسوحين في مركزهم السماوي، لأن يسوع صنع معهم عهدا ليجلسوا على عروش في ملكوته. (لوقا ٢٢:٢٨-٣٠) وفقط يسوع وهؤلاء الشيوخ الـ ٢٤ — حتى ولا الملائكة — يوصفون بأنهم يحكمون في السماء في حضرة يهوه.
١٠ وهذا ينسجم مع الوعد الذي اعطاه يسوع لجماعة اللاودكيين: «مَن يغلب فسأعطيه ان يجلس معي على عرشي». (رؤيا ٣:٢١) لكنّ التعيين السماوي للـ ٢٤ شيخا ليس محصورا في السلطة الحكومية. ففي مقدمة سفر الرؤيا قال يوحنا عن يسوع: «جعلنا مملكة، كهنة لإلهه وأبيه». (رؤيا ١:٥، ٦) ان هؤلاء هم ملوك وكهنة على السواء. «سيكونون كهنة للّٰه وللمسيح، وسيملكون معه الالف سنة». — رؤيا ٢٠:٦.
١١ لماذا من المناسب ان يكون عدد الشيوخ ٢٤، وعلى ماذا يدل هذا الرقم؟
١١ وما هو مغزى الرقم ٢٤، لأن يوحنا يرى ٢٤ شيخا حول العرش؟ من نواحٍ عديدة، رمز الى هؤلاء الكهنةُ الامناء لاسرائيل القديمة. والرسول بطرس كتب الى المسيحيين الممسوحين: ‹انتم جنس مختار وكهنوت ملكي امة مقدسة شعب اقتناء›. (١ بطرس ٢:٩) وبشكل مثير للاهتمام، انقسم ذلك الكهنوت اليهودي القديم الى ٢٤ قسما. وعُيِّنت لكل قسم اسابيعه الخاصة في السنة ليخدم امام يهوه، بحيث كانت تقدَّم الخدمة المقدسة دون انقطاع. (١ أخبار الايام ٢٤:٥-١٩) اذًا، من المناسب ان يكون هنالك ٢٤ شيخا مصوَّرين في رؤيا يوحنا عن الكهنوت السماوي لأن هذا الكهنوت يخدم يهوه باستمرار، دون توقف. وعند اكتماله سيكون هنالك ٢٤ قسما، كل قسم مؤلف من ٠٠٠,٦ غالب، لان سفر الرؤيا ١٤:١-٤ يخبرنا ان ٠٠٠,١٤٤ (٢٤×٠٠٠,٦) «اشتُروا من بين الناس» ليقفوا على جبل صهيون السماوي مع الحمل، يسوع المسيح. وبما ان العدد ١٢ يدل على هيئة متوازنة الهيا، فان ٢٤ يضاعف — او يقوّي — ترتيبا كهذا.
بروق، اصوات، ورعود
١٢ ماذا يرى ويسمع يوحنا بعد ذلك، وبماذا تذكِّر ‹البروق والاصوات والرعود›؟
١٢ ماذا يرى ويسمع يوحنا بعد ذلك؟ «ومن العرش تنبثق بروق وأصوات ورعود». (رؤيا ٤:٥ أ ) كم يكون ذلك حافلا بذكرى التجلِّيات الاخرى المتسمة بالرهبة لقدرة يهوه السماوية! مثلا، عندما «نزل» يهوه على جبل سيناء ذكر موسى: «وحدث في اليوم الثالث عند الصباح انه صارت رعود وبروق، وسحابة كثيفة على الجبل، وصوت قرن عالٍ جدا. . . . ولما صار صوت القرن يرتفع اكثر فأكثر، أخذ موسى يتكلم واللّٰه يجيبه بصوت». — خروج ١٩:١٦-١٩.
١٣ ماذا تمثله البروق التي تصدر من عرش يهوه؟
١٣ وفي اثناء يوم الرب، يجعل يهوه قدرته وحضوره يتجليان بطريقة جليلة. لا، ليس ببرق حرفي، لأن يوحنا يرى رموزا. اذًا، ماذا تمثِّله البروق؟ حسنا، ان ومضات البرق يمكن ان تنير، ولكن يمكن ايضا ان تميت. وبناء على ذلك، فان هذه البروق التي تصدر من عرش يهوه تمثِّل جيدا ومضات الانارة التي يمنحها باستمرار لشعبه، وحتى على نحو ذي مغزى اكثر، رسائل دينونته النارية. — قارنوا مزمور ١٨:١٤؛ ١٤٤:٥، ٦؛ متى ٤:١٤-١٧؛ ٢٤:٢٧.
١٤ كيف تدوِّي الاصوات اليوم؟
١٤ وماذا عن الاصوات؟ في اثناء نزول يهوه على جبل سيناء، تكلَّم صوت الى موسى. (خروج ١٩:١٩) والاصوات من السماء اصدرت كثيرا من الاوامر والاعلانات في سفر الرؤيا. (رؤيا ٤:١؛ ١٠:٤، ٨؛ ١١:١٢؛ ١٢:١٠؛ ١٤:١٣؛ ١٦:١، ١٧؛ ١٨:٤؛ ١٩:٥؛ ٢١:٣) واليوم، يصدر يهوه ايضا اوامر واعلانات الى شعبه، منيرا فهمهم لنبوات الكتاب المقدس ومبادئه. وغالبا ما يجري الكشف عن المعلومات المنيرة في المحافل الاممية، ومثل هذه الحقائق للكتاب المقدس ينادَى بها، بدورها، في العالم. قال الرسول بولس عن الكارزين الامناء بالبشارة: «بلى! ‹الى جميع الارض خرج صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم›». — روما ١٠:١٨.
١٥ اية رعود تنبثق من العرش في اثناء هذا الجزء من يوم الرب؟
١٥ والرعد يتبع البرق عادة. وقد اشار داود الى الرعد الحرفي بصفته «صوت يهوه». (مزمور ٢٩:٣، ٤) وعندما حارب يهوه عن داود ضد اعدائه، قيل ان رعدا خرج منه. (٢ صموئيل ٢٢:١٤؛ مزمور ١٨:١٣) وأليهو قال لأيوب ان صوت يهوه يدوِّي كالرعد «صانعا عظائم لا يسعنا ان نعرفها». (ايوب ٣٧:٤، ٥) وفي اثناء هذا الجزء من يوم الرب، «يُرعد» يهوه، محذِّرا من الاعمال العظيمة التي سينجزها ضد اعدائه. وقصف الرعد الرمزي هذا يتردَّد صداه تكرارا في كل انحاء الارض. فطوبى لكم إن انتبهتم الى هذه الاعلانات الراعدة وقمتم بالاستعمال الحكيم للسانكم في زيادة حجمها! — اشعيا ٥٠:٤، ٥؛ ٦١:١، ٢.
سرج نار وبحر زجاجي
١٦ ما هو مغزى الـ «سبعة سرج نار»؟
١٦ وماذا يرى يوحنا ايضا؟ هذا: «وأمام العرش سبعة سرج نار متقدة، وتمثِّل هذه ارواح اللّٰه السبعة. وأمام العرش مثل بحر زجاجي يشبه البلور». (رؤيا ٤:٥ب، ٦أ) يخبرنا يوحنا نفسه بمغزى السرج السبعة: «تمثِّل هذه ارواح اللّٰه السبعة». والرقم سبعة يرمز الى التمام الالهي؛ لذلك فان السرج السبعة يجب ان تمثِّل كمال قوة الروح القدس المنيرة. وكم يكون صف يوحنا شاكرا اليوم لأنه مستأمَن على هذه الانارة، الى جانب مسؤولية اعطائها لشعوب الارض الجياع روحيا! وكم نكون مسرورين بأن تستمر مجلة برج المراقبة بمئات ملايين النسخ كل سنة في جعل هذا النور يُشعّ بنحو ١٥٠ لغة! — مزمور ٤٣:٣.
١٧ الى ماذا يرمز ‹البحر الزجاجي الذي يشبه البلور›؟
١٧ ويرى يوحنا ايضا ‹بحرا زجاجيا يشبه البلور›. فالى ماذا يرمز ذلك في ما يتعلق باولئك المدعوين الى بلاط يهوه السماوي؟ تحدَّث بولس عن الطريقة التي قدَّس بها يسوع الجماعة، «مطهّرا اياها بغسل الماء بواسطة الكلمة». (افسس ٥:٢٦) وقبل موته، اخبر يسوع تلاميذه: «انتم الآن انقياء بسبب الكلمة التي كلّمتكم بها». (يوحنا ١٥:٣) لذلك فان البحر الزجاجي الذي يشبه البلّور يجب ان يمثِّل كلمة اللّٰه المسجَّلة المطهِّرة. وأفراد الكهنوت الملكي الذين يأتون الى حضرة يهوه يجب ان يكونوا قد تطهَّروا كاملا بكلمته.
انظروا — «اربعة مخلوقات حية»!
١٨ ماذا يرى يوحنا في وسط العرش وحوله؟
١٨ والآن يلاحظ يوحنا وجها آخر. فهو يكتب: «وفي وسط العرش وحول العرش اربعة مخلوقات حية ممتلئة عيونا من قدام ومن وراء». — رؤيا ٤:٦ ب.
١٩ ماذا تمثِّل المخلوقات الحية الاربعة، وكيف نعرف ذلك؟
١٩ ماذا تمثِّل هذه المخلوقات؟ ان رؤيا يخبر بها نبي آخر، حزقيال، تساعدنا على ايجاد الجواب. فقد رأى حزقيال يهوه جالسا على العرش في مركبة سماوية ترافقها مخلوقات حية تجسِّد صفات مميِّزة مماثلة لتلك التي يصفها يوحنا. (حزقيال ١:٥-١١، ٢٢-٢٨) ولاحقا، رأى حزقيال ثانية عرش المركبة هذا ترافقه المخلوقات الحية. ولكنه هذه المرة اشار الى المخلوقات الحية بصفتها كروبيم. (حزقيال ١٠:٩-١٥) فالمخلوقات الحية الاربعة التي يراها يوحنا لا بد ان تمثِّل كروبيم اللّٰه — مخلوقات ذات مرتبة عالية في هيئته الروحانية. ويوحنا لا يعتقده امرا غير عادي ان يرى الكروبيم في موقع قريب جدا من شخص يهوه اذ انه في ترتيب المسكن القديم كان كروبان من ذهب معروضين على غطاء تابوت العهد، الذي يمثِّل عرش يهوه. ومن بين هذين الكروبين، اصدر صوت يهوه الوصايا الى الامة. — خروج ٢٥:٢٢؛ مزمور ٨٠:١.
٢٠ بأية طريقة يمكن ان يقال ان المخلوقات الحية الاربعة هي «في وسط العرش وحول العرش»؟
٢٠ هذه المخلوقات الحية الاربعة هي «في وسط العرش وحول العرش». وماذا يعني ذلك تماما؟ يمكن ان يدل ذلك على انهم في موقع حول العرش بحيث ان واحدا يقف في منتصف كل جانب. وهكذا فان تراجمة الترجمة الانكليزية الحديثة اعادوا صياغة العبارة اليونانية الاصلية بهذه الطريقة: «محيطةً بالعرش في كل من جوانبه». وإلا فيمكن ان تعني العبارة ان المخلوقات الحية الاربعة هي في الموقع المركزي في السماء حيث يوجد العرش. ولهذا السبب على الارجح ينقل الكتاب المقدس الاورشليمي العبارة: «في الوسط، متجمعين حول العرش نفسه». والامر المهم هو قرب الكروبيم من عرش يهوه بالمقارنة مع ذاك الذي للكروبيم الذين رآهم حزقيال عند كل زاوية من مركبة هيئة يهوه. (حزقيال ١:١٥-٢٢) كل ذلك ينسجم مع كلمات المزمور ٩٩:١: «يهوه قد ملك، . . . هو جالس على الكروبيم».
٢١، ٢٢ (أ) كيف يصف يوحنا المخلوقات الحية الاربعة؟ (ب) ماذا يمثِّل منظر كلّ من المخلوقات الحية الاربعة؟
٢١ يتابع يوحنا: «المخلوق الحي الاول مثل أسد، والمخلوق الحي الثاني مثل عجل، والمخلوق الحي الثالث له وجه كوجه انسان، والمخلوق الحي الرابع مثل عقاب طائر». (رؤيا ٤:٧ ) ولماذا تبدو هذه المخلوقات الحية الاربعة مختلفة احدها عن الآخر؟ ان هذه المخلوقات الحية الاربعة المميَّزة تُبرز كما يتضح صفات الهية معيَّنة. اولا، هنالك الاسد. والاسد يُستخدم عادة في الكتاب المقدس رمزا الى الشجاعة، وخصوصا في السعي الى العدل والبر. (٢ صموئيل ١٧:١٠؛ امثال ٢٨:١) وهكذا يمثِّل الاسد جيدا الصفة الالهية للعدل المتسم بالشجاعة. (تثنية ٣٢:٤؛ مزمور ٨٩:١٤) والمخلوق الحي الثاني يشبه العجل. وأية صفة يذكِّركم بها الثور؟ بالنسبة الى الاسرائيليين كان الثور مقتنى قيِّما بسبب قوته. (امثال ١٤:٤؛ انظروا ايضا ايوب ٣٩:٩-١١.) اذًا، يمثِّل العجل القوة، الطاقة التي يزوِّدها يهوه. — مزمور ٦٢:١١؛ اشعيا ٤٠:٢٦.
٢٢ والمخلوق الحي الثالث له وجه مثل وجه انسان. وهذا لا بد ان يمثِّل المحبة الالهية لأن الانسان وحده على الارض خُلق على صورة اللّٰه، بصفة المحبة الفائقة. (تكوين ١:٢٦-٢٨؛ متى ٢٢:٣٦-٤٠؛ ١ يوحنا ٤:٨، ١٦) ودون شك، يُظهر الكروبيم هذه الصفة فيما يخدمون حول عرش يهوه. وماذا الآن عن المخلوق الحي الرابع؟ ان منظره مثل عقاب طائر. ويهوه نفسه يلفت الانتباه الى بصر العقاب الحاد: «عيناه تديمان النظر الى بعيد». (ايوب ٣٩:٢٩) لذلك يرمز العقاب جيدا الى الحكمة المتسمة ببعد النظر. ويهوه هو مصدر الحكمة. وكروبيمه يمارسون الحكمة الالهية فيما يطيعون وصاياه. — امثال ٢:٦؛ يعقوب ٣:١٧.
تسابيح يهوه تدوِّي
٢٣ الى ماذا يرمز واقع ان المخلوقات الحية الاربعة «ممتلئة عيونا»، وعلامَ تشدِّد حيازتها ثلاثة ازواج من الاجنحة؟
٢٣ يتابع يوحنا وصفه: «ولكل واحد من المخلوقات الحية الاربعة ستة اجنحة، وهي ممتلئة عيونا من حولها ومن داخلها. ولا راحة لها نهارا وليلا اذ تقول: ‹قدوس قدوس قدوس يهوه اللّٰه، القادر على كل شيء، الذي كان والكائن والذي يأتي›». (رؤيا ٤:٨) هذا الامتلاء من العيون يقترح رؤية كاملة وبعيدة النظر. والمخلوقات الحية الاربعة تمارس هذه المقدرة دون توقف، اذ ليست لديها حاجة الى النوم. وهي تتمثَّل بذاك الذي يُكتب عنه: ‹عينا يهوه تجولان في كل الارض ليظهر قوته لأجل الذين قلبهم كامل نحوه›. (٢ أخبار الايام ١٦:٩) واذ يملكون عددا هائلا من العيون يمكن للكروبيم ان يروا اينما كان. ولا يفلت شيء من انتباههم. وهكذا يكونون مجهَّزين جيدا ليخدموا اللّٰه في عمل دينونته. وعنه يقال: «عينا يهوه في كل مكان، تراقبان الاردياء والصالحين». (امثال ١٥:٣) وبثلاثة ازواج من الاجنحة — الرقم ثلاثة يُستعمل في الكتاب المقدس للتشديد — يمكن للكروبيم ان يتنقلوا بسرعة البرق ليذيعوا احكام يهوه وينفِّذوها.
٢٤ كيف يسبِّح الكروبيم يهوه، وبأي مغزى؟
٢٤ أَصغوا! رخيمة، محرِّكة للنفس، هي ترنيمة التسبيح التي يقدِّمها الكروبيم ليهوه: «قدوس قدوس قدوس يهوه اللّٰه، القادر على كل شيء، الذي كان والكائن والذي يأتي». ومرة ثانية، تشير الثلاثية الى الشدَّة. فالكروبيم يؤكِّدون بقوة قداسة يهوه اللّٰه. فهو مصدر القداسة ومقياسها المطلق. وهو ايضا «ملك الابدية»، ودائما «الالف والياء، الاول والآخِر، البداية والنهاية». (١ تيموثاوس ١:١٧؛ رؤيا ٢٢:١٣) والكروبيم لا يأخذون فترات راحة فيما ينادون بصفات يهوه التي لا نظير لها امام كل الخليقة.
٢٥ كيف تتَّحد المخلوقات الحية والـ ٢٤ شيخا في توقير يهوه؟
٢٥ ان سماء السموات تردِّد التسابيح ليهوه! ويستمر وصف يوحنا: «وكلما قدمت المخلوقات الحية مجدا وكرامة وشكرا للجالس على العرش، الحي الى ابد الآبدين، خر الاربعة والعشرون شيخا امام الجالس على العرش وعبدوا الحي الى ابد الآبدين، وطرحوا تيجانهم امام العرش، قائلين: ‹انت مستحق، يا يهوه الهنا، ان تنال المجد والكرامة والقدرة، لأنك خلقت كل الاشياء، وهي بمشيئتك وُجدت وخُلقت›». (رؤيا ٤:٩-١١ ) وفي كل الاسفار المقدسة، هذا هو احد اعلانات الإجلال العظمى ليهوه، الهنا وربنا المتسلط!
٢٦ لماذا يطرح الشيوخ الـ ٢٤ تيجانهم امام يهوه؟
٢٦ ان الشيوخ الـ ٢٤ يملكون الموقف العقلي نفسه الذي يعرب عنه يسوع، حتى انهم يطرحون تيجانهم امام يهوه. وأبعد ما يكون عن ذهنهم ان يرفِّعوا انفسهم في حضرة اللّٰه. وهم يدركون بتواضع ان القصد الوحيد من ملْكهم هو ان يجلبوا الكرامة والمجد له، تماما كما يفعل يسوع دائما. (فيلبي ٢:٥، ٦، ٩-١١) وبخضوع، يدركون انهم ادنى ويعترفون ان حكمهم يعتمد على سلطان يهوه. وهكذا يكونون على انسجام قلبي مع الكروبيم وباقي الخليقة الامينة في منح التسبيح والتمجيد للّٰه الذي خلق كل الاشياء. — مزمور ١٥٠:١-٦.
٢٧، ٢٨ (أ) كيف يجب ان يؤثر فينا وصف يوحنا لهذه الرؤيا؟ (ب) اي سؤالين ينشأان في ما يتعلق بما يراه ويسمعه يوحنا بعد ذلك؟
٢٧ مَن يمكن ان يبقى غير متأثر بقراءة سجل يوحنا لهذه الرؤيا؟ انها لرائعة وعظيمة! ولكن ماذا يجب ان تكون عليه الحقيقة؟ ان جلال يهوه عينه يجب ان يحرك ايّ شخص ذي قلب متسم بالتقدير لكي ينضم الى المخلوقات الحية الاربعة والشيوخ الـ ٢٤ في تسبيح يهوه، وذلك في الصلاة وبالمناداة باسمه علنا على السواء. هذا هو الاله الذي يحظى المسيحيون بامتياز الكينونة شهودا له اليوم. (اشعيا ٤٣:١٠) تذكَّروا ان رؤيا يوحنا تنطبق في يوم الرب حيث نحن الآن. و ‹الارواح السبعة› حاضرة دائما لتوجهنا وتقوينا. (غلاطية ٥:١٦-١٨) وكلمة اللّٰه متوافرة اليوم لتساعدنا ان نكون قدوسين في خدمة اله قدوس. (١ بطرس ١:١٤-١٦) وبالتأكيد، نحن سعداء ان نقرأ كلمات هذه النبوة. (رؤيا ١:٣) ويا للباعث الذي تزوِّده لنكون امناء ليهوه ولا نسمح للعالم بأن يصرفنا عن ترنيم تسابيحه بنشاط! — ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.
٢٨ حتى الآن، يصف يوحنا ما يراه عندما يُدعى الى الدخول من ذلك الباب المفتوح في السماء. وعلى نحو اكثر روعة يخبر ان يهوه، في كل عظمة جلاله وكرامته، جالس على عرشه السماوي. وتحيط به ابدع الهيئات قاطبة — مشرقة في بهائها وولائها. فمجلس القضاء الالهي معقود. (دانيال ٧:٩، ١٠، ١٨) وقد أُعدَّ المسرح لشيء غير عادي سيحدث. فما هو، وكيف يؤثر فينا اليوم؟ فلنراقب فيما يَظهر المشهد!
-
-
عظمة عرش يهوه السماويالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[صورة تغطي كامل الصفحة ٧٥]
[صورة تغطي كامل الصفحة ٧٨]
-
-
«مَن هو مستحق ان يفتح الدرج؟»الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
الفصل ١٥
«مَن هو مستحق ان يفتح الدرج؟»
١ ماذا يحدث الآن في رؤيا يوحنا؟
مهيبة! توحي بالرهبة! هكذا هي الرؤيا المثيرة لعرش يهوه في مشهده وسط سُرُج النار، الكروبيم، الـ ٢٤ شيخا، والبحر الزجاجي. ولكن يا يوحنا، ماذا ترى بعد ذلك؟ يركِّز يوحنا على مركز هذا المشهد السماوي، مخبرا ايانا: «رأيت في اليد اليمنى للجالس على العرش درجا مكتوبا من الداخل والخارج، مختوما بإحكام بسبعة ختوم. ورأيت ملاكا قويا ينادي بصوت عال: ‹مَن هو مستحق ان يفتح الدرج ويفك ختومه؟›. فلم يكن من احد في السماء ولا على الارض ولا تحت الارض يستطيع ان يفتح الدرج ولا ان ينظر ما فيه. فأخذت ابكي بكاء كثيرا لأنه لم يوجد احد مستحقا ان يفتح الدرج ولا ان ينظر ما فيه». — رؤيا ٥:١-٤.
٢، ٣ (أ) لماذا يتوق يوحنا الى وجود شخص يفتح الدرج، ولكن ماذا يَظهر انه التوقع لذلك؟ (ب) ماذا انتظر شعب اللّٰه الممسوح بشوق في زمننا؟
٢ يهوه نفسه، الرب المتسلط لكل الخليقة، يمسك هذا الدرج. ولا بد انه ملآن معلومات حيوية، لانه مكتوب من قدام ومن خلف. وتجري اثارة فضولنا. فماذا يحتويه الدرج؟ نحن نذكر دعوة يهوه ليوحنا: «اصعد الى هنا، فأريك ما لا بدّ ان يحدث». (رؤيا ٤:١) وبتوقع كبير، نتطلع الى التعلُّم عن هذه الامور. ولكن يا للأسف، ان الدرج مغلق بإحكام، مختوم بسبعة ختوم!
٣ وهل سيجد الملاك القوي شخصا مستحقا ان يفتح الدرج؟ استنادا الى ترجمة الملكوت ما بين السطور، ان الدرج موجود «على اليد اليمنى» ليهوه. وهذا يقترح انه موضوع على كفّه المفتوحة. ولكن يظهر ان لا احد في السماء او على الارض مستحق ان يأخذ ويفتح هذا الدرج. حتى ولا تحت الارض، بين خدام اللّٰه الامناء الذين ماتوا، يوجد مَن هو مؤهَّل لهذا الشرف الرفيع. فلا عجب ان يستاء يوحنا بوضوح! فربما لن يعلَم اخيرا «ما لا بد ان يحدث». وفي يومنا ايضا، انتظر شعب اللّٰه الممسوح يهوه بشوق كي يرسل نوره وحقه حول سفر الرؤيا. وهذا ما يفعله على نحو تدريجي في الوقت المعيَّن لاتمام الرؤيا لكي يهدي شعبه في طريق ‹الخلاص›. — مزمور ٤٣:٣، ٥.
المستحق
٤ (أ) مَن يجري الاكتشاف انه مستحق ان يفتح الدرج وختومه؟ (ب) في اي مكافأة وامتياز يشترك صف يوحنا ورفقاؤهم الآن؟
٤ نعم، هنالك شخص يستطيع ان يفتح الدرج! يخبر يوحنا: «ولكنَّ واحدا من الشيوخ قال لي: ‹كفَّ عن البكاء. هوذا الاسد الذي من سبط يهوذا، اصل داود، قد غلب، وهو يفتح الدرج وختومه السبعة›». (رؤيا ٥:٥) اذًا، يا يوحنا جفِّف تلك الدموع! لقد احتمل صف يوحنا ورفقاؤهم الاولياء اليوم ايضا عقودا من المحن القاسية فيما انتظروا الانارة بصبر. فيا للمكافأة المعزِّية التي نحصل عليها الآن في فهم الرؤيا، ويا له من امتياز ان نشترك في اتمامها بالمناداة للآخرين برسالتها!
٥ (أ) اية نبوة نُطق بها تتعلق بيهوذا، وأين حكم المتحدرون من يهوذا؟ (ب) مَن هو شيلوه؟
٥ «الاسد الذي من سبط يهوذا»! ان يوحنا حسن الاطلاع على النبوة التي تفوَّه بها يعقوب، احد اسلاف السلالة اليهودية، في ما يتعلق بابنه الرابع، يهوذا: «جرو اسد هو يهوذا. من الفريسة تصعد يا ابني. جثم وربض كأسد، وكأسد من ينهضه؟ لا يزول الصولجان من يهوذا ولا عصا القيادة من بين قدميه، الى ان يأتي شيلوه، وله تكون طاعة الشعوب». (تكوين ٤٩:٩، ١٠) ان السلالة الملكية لشعب اللّٰه نشأت من يهوذا. وابتداءً من داود، كان جميع الذين حكموا في اورشليم حتى دمَّر البابليون تلك المدينة متحدرين من يهوذا. ولكن لم يكن ايّ منهم شيلوه الذي تنبأ عنه يعقوب. وكلمة شيلوه تعني «الذي له [الحق]». ونبويا، اشار هذا الاسم الى يسوع الذي تنتمي اليه على نحو دائم المملكة الداودية. — حزقيال ٢١:٢٥-٢٧؛ لوقا ١:٣٢، ٣٣؛ رؤيا ١٩:١٦.
٦ بأية طريقة كان يسوع ‹قضيبا› من يسّى وأيضا «اصل داود»؟
٦ يدرك يوحنا بسرعة الاشارة الى «اصل داود». فالمسيّا الموعود به يدعى نبويا ‹قضيبا من جذع يسّى [ابي الملك داود] . . . فرخا› و ‹اصل يسّى القائم راية للشعوب›. (اشعيا ١١:١، ١٠) ويسوع كان قضيبا من يسّى اذ وُلد في السلالة الملكية لداود، ابن يسّى. واضافة الى ذلك، بصفته اصل يسّى، كان هو مَن جعل السلالة الحاكمة الداودية تفرِّخ ثانية، معطيا اياها الحياة والدعم الى الابد. — ٢ صموئيل ٧:١٦.
٧ ماذا يجعل يسوع مستحقا ان يأخذ الدرج من يد الجالس على العرش؟
٧ ان يسوع على نحو بارز هو الذي، كانسان كامل، خدم يهوه باستقامة وتحت محن مؤلمة. وقد زوَّد الجواب الكامل عن تحدّي الشيطان. (امثال ٢٧:١١) وهكذا امكنه القول كما قال في الليلة التي سبقت موته الفدائي: «انا قد غلبت العالم». (يوحنا ١٦:٣٣) ولهذا السبب استأمن يهوه يسوع المقام على «كل سلطة في السماء وعلى الارض». فهو وحده بين جميع خدام اللّٰه مؤهَّل لتسلُّم الدرج بهدف اعلان رسالته الخطيرة. — متى ٢٨:١٨.
٨ (أ) في ما يختص بالملكوت، ماذا يُظهر استحقاق يسوع؟ (ب) لماذا من الملائم ان يكشف واحد من الشيوخ الـ ٢٤ ليوحنا عن الشخص المستحق ان يفتح الدرج؟
٨ وفي الواقع، من الملائم ان يفتح يسوع الدرج. فمنذ السنة ١٩١٤ تُوِّج ملكا لملكوت اللّٰه المسيّاني، وهذا الدرج يكشف الكثير في ما يتعلق بالملكوت وما سينجزه. ويسوع شهد بأمانة لحق الملكوت فيما كان هنا على الارض. (يوحنا ١٨:٣٦، ٣٧) وقد علَّم أتباعه ان يصلّوا من اجل اتيان الملكوت. (متى ٦:٩، ١٠) وابتدأ الكرازة ببشارة الملكوت عند بداية العصر المسيحي وتنبأ عن وصول عمل الكرازة هذا الى الذروة خلال وقت النهاية. (متى ٤:٢٣؛ مرقس ١٣:١٠) وكذلك، من الملائم ان يكشف واحد من الشيوخ الـ ٢٤ ليوحنا ان يسوع هو الذي سيفتح الختوم. ولماذا؟ لأن هؤلاء الشيوخ يجلسون على عروش ويلبسون تيجانا، اذ انهم شركاء المسيح في الميراث في ملكوته. — روما ٨:١٧؛ رؤيا ٤:٤.
‹الحمَل الذي ذُبح›
٩ عوض الاسد، ماذا يرى يوحنا قائما «في وسط العرش»، وكيف وصفه؟
٩ ينظر يوحنا ليرى هذا «الاسد الذي من سبط يهوذا». ولكن كم يكون ذلك مذهلا! فإن صورة رمزية مختلفة تماما تظهر: «ورأيت في وسط العرش والمخلوقات الحية الاربعة وفي وسط الشيوخ حمَلا قائما كأنه قد ذُبح، له سبعة قرون وسبع اعين، وهذه الاعين تمثّل ارواح اللّٰه السبعة المُرسَلة الى الارض كلها». — رؤيا ٥:٦.
١٠ مَن هو ‹الحمَل› الذي رآه يوحنا، ولماذا هذا التعبير ملائم؟
١٠ في الوسط، الى جانب العرش، ضمن الدائرة التي تشكِّلها المخلوقات الحية الاربعة والـ ٢٤ شيخا، هنالك حمَل! ودون شك، يحدِّد يوحنا بسرعة هوية هذا الحمَل بأنه «الاسد الذي من سبط يهوذا» و «اصل داود». ويعرف ان يوحنا المعمدان، منذ اكثر من ٦٠ سنة، قدَّم يسوع لليهود المشاهدين بصفته «حمَل اللّٰه الذي يرفع خطية العالم». (يوحنا ١:٢٩) وخلال حياته كلها على الارض، بقي يسوع غير ملطخ بالعالم — كحمَل بلا عيب — بحيث امكنه تقديم حياته الخالية من الخطية ذبيحة لاجل الجنس البشري. — ١ كورنثوس ٥:٧؛ عبرانيين ٧:٢٦.
١١ لماذا ليس غير مشرِّف تمثيل يسوع الممجَّد بأنه ‹حمَل قد ذُبح›؟
١١ هل هو محقِّر وغير مشرِّف الى حد ما تمثيل يسوع الممجَّد بأنه ‹حمَل كأنه قد ذُبح›؟ كلا على الاطلاق! ان واقع بقاء يسوع امينا الى الموت كان هزيمة كبيرة للشيطان وانتصارا عظيما ليهوه اللّٰه. وتمثيل يسوع على هذا النحو يصوِّر بشكل حيوي غلبته على عالم الشيطان وهو مذكِّر بالمحبة العميقة التي لدى يهوه ويسوع تجاه الجنس البشري. (يوحنا ٣:١٦؛ ١٥:١٣؛ قارنوا كولوسي ٢:١٥.) وهكذا يُشار الى يسوع بصفته النسل الموعود به، المؤهَّل على نحو بارز لفتح الدرج. — تكوين ٣:١٥.
١٢ ماذا تمثِّله قرون الحمَل السبعة؟
١٢ وماذا ايضا يزيد تقديرنا لهذا ‹الحمَل›؟ ان له سبعة قرون. والقرون في الكتاب المقدس غالبا ما تكون رمزا الى القوة او السلطة، والرقم سبعة يشير الى التمام. (قارنوا ١ صموئيل ٢:١، ١٠؛ مزمور ١١٢:٩؛ ١٤٨:١٤.) اذًا، تمثِّل قرون الحمَل السبعة كمال السلطة التي استأمن يهوه يسوع عليها. انه «فوق كل حكومة وسلطة وقوة وسيادة وكل اسم يُسمَّى، ليس في نظام الاشياء هذا فقط، بل في الآتي ايضا». (افسس ١:٢٠-٢٣؛ ١ بطرس ٣:٢٢) ويسوع على نحو خصوصي يمارس السلطة، السلطة الحكومية، منذ السنة ١٩١٤ حين توَّجه يهوه ملكا سماويا. — مزمور ٢:٦.
١٣ (أ) ماذا تمثِّله اعين الحمَل السبع؟ (ب) ماذا يباشر الحمَل فعله؟
١٣ واكثر من ذلك، يسوع ممتلئ حتى التمام بالروح القدس، كما هو مصوَّر بأعين الحمَل السبع التي «تمثِّل ارواح اللّٰه السبعة». فيسوع هو القناة التي بواسطتها يتدفق كمال قوة يهوه الفعالة الى خدامه الارضيين. (تيطس ٣:٦) ومن الواضح انه بواسطة هذا الروح نفسه يرى من السماء ما يحدث هنا على الارض. وكأبيه، لدى يسوع تمييز كامل. ولا شيء يفلت من ملاحظته. (قارنوا مزمور ١١:٤؛ زكريا ٤:١٠.) وبشكل واضح، فان هذا الابن — المحافظ على الاستقامة الذي غلب العالم؛ الاسد الذي من سبط يهوذا؛ اصل داود؛ الشخص الذي قدَّم حياته من اجل الجنس البشري؛ الشخص بالسلطة التامة، كمال الروح القدس، والتمييز الكامل من يهوه اللّٰه — نعم، هذا الشخص مستحق على نحو بارز ان يأخذ الدرج من يد يهوه. وهل يتردد في قبول مهمة الخدمة هذه في هيئة يهوه السامية؟ كلا! بل «مضى وأخذه [الدرج] في الحال من اليد اليمنى للجالس على العرش». (رؤيا ٥:٧ ) فيا له من مثال رائع للاذعان الطوعي!
ترانيم تسبيح
١٤ (أ) كيف تتجاوب المخلوقات الحية الاربعة والشيوخ الـ ٢٤ مع اخذ يسوع للدرج؟ (ب) كيف تؤكد المعلومات التي يتسلَّمها يوحنا عن الـ ٢٤ شيخا هويتهم ومركزهم؟
١٤ وكيف يتجاوب اولئك الآخرون امام عرش يهوه؟ «ولما اخذ الدرج، خرّت المخلوقات الحية الاربعة والاربعة والعشرون شيخا امام الحمَل، ولهم كل واحد قيثارة وجامات ذهبية ممتلئة بخورا، الذي يمثّل صلوات القدوسين». (رؤيا ٥:٨) كالمخلوقات الحية الكروبية الاربعة التي امام عرش اللّٰه، ينحني الـ ٢٤ شيخا ليسوع اعترافا بسلطته. ولكنّ هؤلاء الشيوخ وحدهم لهم قيثارات وجامات بخور.a وهم وحدهم يرنمون الآن ترنيمة جديدة. (رؤيا ٥:٩ ) وهكذا يشبهون الـ ٠٠٠,١٤٤ من «اسرائيل اللّٰه» المقدَّس، الذين يحملون ايضا قيثارات ويرنمون ترنيمة جديدة. (غلاطية ٦:١٦؛ كولوسي ١:١٢؛ رؤيا ٧:٣-٨؛ ١٤:١-٤) واضافة الى ذلك، يجري اظهار الشيوخ الـ ٢٤ انهم يتممون وظيفة كهنوتية سماوية مثَّلتها تلك التي للكهنة في اسرائيل القديمة الذين كانوا يحرقون البخور ليهوه في المسكن — وظيفة انتهت على الارض عندما ازال اللّٰه الشريعة الموسوية من الطريق، بتسميرها على خشبة آلام يسوع. (كولوسي ٢:١٤) وماذا نستنتج من كل ذلك؟ ان الغالبين الممسوحين تجري رؤيتهم هنا في تعيينهم الاخير بصفتهم ‹كهنة للّٰه وللمسيح يملكون معه ألف سنة›. — رؤيا ٢٠:٦.
١٥ (أ) في اسرائيل، مَن حظي وحده بامتياز الدخول الى قدس اقداس المسكن؟ (ب) لماذا كان حرق البخور قبل الدخول الى قدس الاقداس مسألة حياة او موت بالنسبة الى رئيس الكهنة؟
١٥ في اسرائيل القديمة، كان الدخول الى قدس الاقداس امام حضور يهوه الرمزي مقتصرا على رئيس الكهنة. وبالنسبة اليه، كان حمل البخور مسألة حياة او موت. قالت شريعة اللّٰه: «يأخذ [هارون] ملء المجمرة جمر نار من على المذبح امام يهوه، وملء حفنتيه بخورا عطرا دقيقا، ويدخل بهما الى داخل الحجاب. ويجعل البخور على النار امام يهوه، فتغشي سحابة البخور غطاء التابوت الذي على الشهادة، فلا يموت». (لاويين ١٦:١٢، ١٣) لقد كان مستحيلا على رئيس الكهنة ان يدخل بنجاح الى قدس الاقداس إلا اذا احرق البخور.
١٦ (أ) في نظام الاشياء المسيحي، مَن يدخلون الى قدس الاقداس المرموز اليه؟ (ب) لماذا يجب على المسيحيين الممسوحين ان ‹يحرقوا بخورا›؟
١٦ أما في نظام الاشياء المسيحي فليس فقط رئيس الكهنة المرموز اليه، يسوع المسيح، بل ايضا كل من الكهنة المعاونين الـ ٠٠٠,١٤٤ يدخلون في النهاية الى قدس الاقداس المرموز اليه، مكان حضور يهوه في السماء. (عبرانيين ١٠:١٩-٢٣) والدخول الى قدس الاقداس مستحيل على هؤلاء الكهنة، كما يجري تمثيلهم هنا بالـ ٢٤ شيخا، إلا اذا ‹احرقوا بخورا›، اي قدَّموا على الدوام صلوات وتضرعات ليهوه. — عبرانيين ٥:٧؛ يهوذا ٢٠، ٢١؛ قارنوا مزمور ١٤١:٢.
ترنيمة جديدة
١٧ (أ) اية ترنيمة جديدة يرنمها الـ ٢٤ شيخا؟ (ب) كيف تُستعمل عادة العبارة «ترنيمة جديدة» في الكتاب المقدس؟
١٧ والآن تدوّي ترنيمة رخيمة. ويرنمها للحمَل عشراؤه الكهنوتيون، الـ ٢٤ شيخا: «وهم يرنمون ترنيمة جديدة قائلين: ‹انت مستحق ان تأخذ الدرج وتفتح ختومه، لأنك ذُبحت وبدمك اشتريت اناسا للّٰه من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة›». (رؤيا ٥:٩ ) ان عبارة «ترنيمة جديدة» ترد مرات عديدة في الكتاب المقدس وتشير عادة الى تسبيح يهوه لاجل عمل قدير للانقاذ. (مزمور ٩٦:١؛ ٩٨:١؛ ١٤٤:٩) وهكذا تكون الترنيمة جديدة لأنه يمكن للمرنِّم الآن ان ينادي بأعمال رائعة اضافية ليهوه ويعبِّر عن تقدير متجدد لاسمه المجيد.
١٨ لاجل ماذا يسبِّح الشيوخ الـ ٢٤ يسوع بترنيمتهم الجديدة؟
١٨ ولكن هنا يرنم الشيوخ الـ ٢٤ ترنيمة جديدة امام يسوع بدلا من يهوه. لكنّ المبدأ هو نفسه. انهم يسبِّحون يسوع لاجل الامور الجديدة التي انجزها لمصلحتهم بصفته ابن اللّٰه. فبواسطة دمه صار وسيط العهد الجديد وهكذا جعل ولادة امة جديدة كمقتنى خاص ليهوه ممكنة. (روما ٢:٢٨، ٢٩؛ ١ كورنثوس ١١:٢٥؛ عبرانيين ٧:١٨-٢٥) واعضاء هذه الامة الروحية الجديدة اتوا من امم طبيعية كثيرة، لكنّ يسوع وحَّدهم في جماعة واحدة كأُمة واحدة. — اشعيا ٢٦:٢؛ ١ بطرس ٢:٩، ١٠.
١٩ (أ) اية بركة فشل اسرائيل الطبيعي في ادراكها بسبب عدم امانتهم؟ (ب) اية بركة ستتمتع بها امة يهوه الجديدة؟
١٩ عندما شكَّل يهوه الاسرائيليين في امة قديما ايام موسى، صنع عهدا معهم ووعد انهم اذا بقوا امناء لهذا العهد يصيرون مملكة كهنة امامه. (خروج ١٩:٥، ٦) والاسرائيليون لم يكونوا امناء ولم يختبروا قط تحقيق هذا الوعد. ومن ناحية اخرى فان الامة الجديدة، التي شُكِّلت بفضل العهد الجديد الذي صار يسوع وسيطا له، بقيت امينة. لذلك فان اعضاءها سيسود حكمهم الارض كملوك وأيضا سيخدمون ككهنة، مساعدين المستقيمي القلوب بين الجنس البشري على التصالح مع يهوه. (كولوسي ١:٢٠) وذلك كما تعبِّر عنه الترنيمة الجديدة: «وجعلتهم مملكة وكهنة لإلهنا، وسيملكون على الارض». (رؤيا ٥:١٠ ) فيا للفرح الذي لاولئك الشيوخ الـ ٢٤ في ترنيم ترنيمة التسبيح هذه ليسوع الممجَّد!
جوقة سماوية
٢٠ اية ترنيمة تسبيح للحمَل تدوِّي الآن؟
٢٠ وكيف يتجاوب الآخرون من الحشد السماوي الكبير لهيئة يهوه مع هذه الترنيمة الجديدة؟ تثور مشاعر يوحنا اذ يشاهد انسجامهم القلبي: «ونظرت، فسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والمخلوقات الحية والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف، قائلين بصوت عال: ‹ان الحمَل الذي ذُبح مستحق ان ينال القوة والغنى والحكمة والقدرة والكرامة والمجد والبركة›». (رؤيا ٥:١١، ١٢ ) فيا لها من ترنيمة تسبيح مؤثرة!
٢١ هل يقلل تسبيح الحمَل من سلطان يهوه او مركزه؟ أوضحوا.
٢١ وهل يعني ذلك ان يسوع الآن حلَّ محلَّ يهوه اللّٰه الى حدّ ما وأن كل الخليقة تحوَّلت الى تسبيحه بدلا من ابيه؟ حاشا! وبالاحرى فان ترنيمة التسبيح هذه منسجمة مع ما كتبه الرسول بولس: ‹رفّع اللّٰه [يسوع] الى مركز اعلى وأنعم عليه بالاسم الذي يعلو كل اسم آخر، لكي تنحني باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَن على الارض ومَن تحت الارض، ويعترف جهرا كل لسان بأن يسوع المسيح هو رب لمجد اللّٰه الآب›. (فيلبي ٢:٩-١١) يجري تعظيم يسوع هنا بسبب دوره في بتّ القضية الرئيسية امام كل الخليقة — تبرئة سلطان يهوه الشرعي. فيا للمجد الذي جلبه ذلك فعلا لابيه!
نشيد متعاظم
٢٢ الى اي نشيد تنضم اصوات من الحيِّز الارضي؟
٢٢ في المشهد الذي يصفه يوحنا تقدِّم حشود السماء هتافا رخيما ليسوع اعترافا بأمانته وسلطته السماوية. وفي ذلك تنضم اليهم اصوات من الحيِّز الارضي اذ تشترك هذه ايضا في تسبيح الآب والابن كليهما. وكما يمكن لانجازات ابن بشري ان تنسب فضلا عظيما الى الوالدَين، كذلك فان مسلك يسوع ذا الولاء يعزِّز بين كل الخليقة «مجد اللّٰه الآب». وهكذا يمضي يوحنا مخبرا: «وكل مخلوق في السماء وعلى الارض وتحت الارض وعلى البحر، وكل ما فيها، سمعته قائلا: ‹للجالس على العرش وللحمَل البركة والكرامة والمجد والقدرة الى ابد الآبدين!›». — رؤيا ٥:١٣.
٢٣، ٢٤ (أ) ماذا يشير الى وقت ابتداء النشيد في السماء، ومتى على الارض؟ (ب) كيف يتعاظم النشيد في الحجم اذ تمر السنون؟
٢٣ ومتى يدوِّي هذا النشيد الرائع؟ لقد بدأ في وقت باكر من يوم الرب. فبعد ان طُرح الشيطان وأبالسته من السموات امكن لـ «كل مخلوق في السماء» ان يتحد في ترنيمة التسبيح هذه. وكما يُظهر السجل، فان جمعا ناميا على الارض يوحِّدون منذ السنة ١٩١٩ اصواتهم في تسبيح يهوه اذ ازدادوا من بضعة آلاف الى اكثر من ستة ملايين في سنة ٢٠٠٥.b وبعد دمار نظام الشيطان الارضي فان «كل مخلوق . . . على الارض» سيرنم تسابيح ليهوه وابنه. وفي وقت يهوه المعيَّن، ستبدأ قيامة ملايين لا تُحصى من الاموات وعندئذ «كل مخلوق . . . تحت الارض» في ذاكرة اللّٰه سيحظى بفرصة الانضمام الى ترنيم النشيد.
٢٤ والآن، ‹من اقصى الارض والبحر والجزر›، ملايين من البشر يرنمون ترنيمة جديدة الى جانب هيئة يهوه العالمية. (اشعيا ٤٢:١٠؛ مزمور ١٥٠:١-٦) وهذا التسبيح المفرح سيبلغ تصعيدا في نهاية الحكم الالفي عندما يكون الجنس البشري قد رُفع الى الكمال. وتلك الحية القديمة، المخادع الرئيسي، الشيطان نفسه، ستهلك بعدئذ في اتمام كامل لتكوين ٣:١٥، وفي ذروة ظافرة سترنم كل الخليقة الحيَّة، الارواح والبشر، بانسجام: «للجالس على العرش وللحمَل البركة والكرامة والمجد والقدرة الى ابد الآبدين!». ولن يكون هنالك صوت مخالف في كل الكون.
٢٥ (أ) قراءة رواية يوحنا عن النشيد الكوني تدفعنا الى فعل ماذا؟ (ب) اي مثال عظيم ترسمه لنا المخلوقات الحية الاربعة والـ ٢٤ شيخا فيما تختتم الرؤيا؟
٢٥ كم سيكون ذلك وقتا مفرحا! ان ما يصفه يوحنا هنا دون شك يجعل قلوبنا مفعمة بالسعادة ويثيرنا للانضمام الى الحشود السماوية في ترنيم تسابيح قلبية ليهوه اللّٰه ويسوع المسيح. ألسنا اكثر تصميما مما مضى على الاحتمال في الاعمال الصائبة؟ اذا فعلنا ذلك يمكننا ان نتوقع، بمساعدة يهوه، ان نكون هناك افراديا في الذروة السعيدة، ضامِّين اصواتنا الى تلك التي لجوقة التسبيح الكونية. وبالتأكيد، ان المخلوقات الحية الاربعة الكروبية والمسيحيين الممسوحين المقامين هم على انسجام تام، لأن الرؤيا تختتم بالكلمات: «وأخذت المخلوقات الحية الاربعة تقول: ‹آمين!›. وخرّ الشيوخ وقدموا العبادة». — رؤيا ٥:١٤.
٢٦ بماذا يجب ان نمارس الايمان، وماذا يستعد الحمَل لفعله؟
٢٦ نأمل، ايها القراء الاعزاء، ان تمارسوا الايمان بذبيحة الحمَل — ‹المستحق› — وتكونوا مباركين في جهودكم المتواضعة لعبادة وخدمة يهوه — «الجالس على العرش». دعوا صف يوحنا يساعدكم اليوم اذ يزوِّد ‹الحصة اللازمة من الطعام الروحي في حينها›. (لوقا ١٢:٤٢) ولكن انظروا! ان الحمَل يستعد لفتح الختوم السبعة. فأيّ كشف مثير يكمن الآن امامنا؟
[الحاشيتان]
a نحويا، يمكن ان تشير عبارة «لهم كل واحد قيثارة وجامات ذهبية ممتلئة بخورا» الى الشيوخ والمخلوقات الحية الاربعة على السواء. لكنّ القرينة توضح ان العبارة تشير فقط الى الشيوخ الـ ٢٤.
b انظروا الجدول في الصفحة ٦٤.
-
-
«مَن هو مستحق ان يفتح الدرج؟»الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[صورة تغطي كامل الصفحة ٨٦]
-