-
تحت رحمة عملاق نائماستيقظ! ٢٠٠٧ | شباط (فبراير)
-
-
اوكلَند — مدينة براكين
تنتشر المخروطات البركانية في كل انحاء مدينة ومرفإ اوكلَند بنيوزيلندا. فهنالك ٤٨ بركانا صغيرا يعيش وسطها اكثر من مليون نسمة. وتشكِّل الوديان البركانية القديمة العهد مرفأين تقع قبالتهما جزر تُعتبر هي ايضا من مخلَّفات الثورانات البركانية. ومن اكثر الجزر ظهورا للعيان جزيرة رانجي توتو، التي تنبثق من المياه وتشبه جبل ڤيزوڤ بتكوينها المتناظر. لكنّ ولادة هذه الجزيرة منذ نحو ٦٠٠ سنة ادّت الى دمار احدى قرى الماووريين ودفنها تحت الرماد.
لقد تعلَّم سكان اوكلَند ان يعيشوا مع البراكين في منطقتهم. فثمة مخروط بركاني يُدعى ماونڠاكيكي تحول اليوم الى حديقة عامة ومزرعة خراف في وسط مدينة اوكلَند. كما حوِّلت براكين اخرى الى بحيرات، حدائق، او ملاعب رياضية، حتى ان احدها اصبح مدفنا. ويختار العديد من الناس السكن على المنحدرات البركانية لكي يتمتعوا بالمناظر الطبيعية الخلابة.
عندما استوطن الماووريون منطقة اوكلَند اولا، وتبعهم الاوروبيون منذ ١٨٠ سنة، لم يعيروا على الارجح ماضيها الحافل بالثورانات البركانية اهتماما كبيرا. فجلُّ ما في الامر انهم عثروا على منطقة قريبة من البحر تتمتع بتربة خصبة. لكن التربة الخصبة ليست حكرا على هذه المنطقة، بل هي ميزة المناطق البركانية في العالم كله. ففي إندونيسيا مثلا، تقع بعض الاراضي التي تُعتبر افضل الاماكن لزراعة الارزّ في جوار براكين ناشطة. كما ان اخصب المناطق الزراعية في غرب الولايات المتحدة يتمتع معظمها بتربة بركانية المنشإ. وإذا توفرت الشروط المناسبة، يمكن ان تظهر النباتات في الارض المغطاة بالحمم بعد اقل من سنة من ثوران البركان.
-
-
تحت رحمة عملاق نائماستيقظ! ٢٠٠٧ | شباط (فبراير)
-
-
من جهة اخرى، تقع اوكلَند في ما يدعوه العلماء حقلا بركانيا احادي الاصل. ويعني ذلك انه عوض ان يثور بركان قديم، قد ينشأ بركان جديد في موقع مختلف تماما. لكنّ الخبراء يقولون ان هذا الامر لا يحصل إلّا بعد حدوث زلازل في المنطقة على مدى فترة من الوقت تتراوح بين ايام وأسابيع. ومثل هذا الانذار ينبغي ان يتيح للناس متسعا من الوقت ليهربوا الى المناطق الآمنة.
-
-
تحت رحمة عملاق نائماستيقظ! ٢٠٠٧ | شباط (فبراير)
-
-
[الصورة في الصفحة ١٦]
رانجي توتو، احدى الجزر البركانية الكثيرة في منطقة اوكلَند
-