-
الايادي المساعدة في كل مكاناستيقظ! ٢٠٠١ | تموز (يوليو) ٢٢
-
-
الايادي المساعدة في كل مكان
باكستر، تلميذ المدرسة الثانوية البالغ من العمر ١٥ سنة، يقضي بعد ظهر ايام السبت بطريقة غير اعتيادية. فهو يزور مجموعة من المسنين، يعزف لهم الموسيقى ويقودهم في الغناء في دار الرعاية حيث يعيشون. يقول استاذ باكستر: «انه يلوِّن حياتهم بالضحك والمرح ويُدخل الى قلبهم فرح الحياة». وتُعرب لوسيل البالغة من العمر ٧٨ سنة عن لطف مماثل. فهي توزع الطعام على المحتاجين وتزور المرضى المتوحدين في المستشفيات. تقول احدى صديقات لوسيل: «انها مستعدة لأية مساعدة بوسعها تقديمها».
تعريف مفهوم التطوع
لدى ملايين من الناس حول العالم شعار مشترك في الحياة يقول ‹كن موجودا حيث تدعو الحاجة›. فهم يمدون يد المساعدة في مواقع البناء، المكاتب، المصانع، دور الرعاية، مراكز المشرَّدين، المآوي، مخيمات اللاجئين، مراكز الاطفاء، المراكز التي يلجأ اليها الناس عند وقوعهم في ازمة، مآوي الحيوانات، وهلمَّ جرا. انهم فعليا في كل مكان! وهم يستخدمون مهاراتهم للقيام بنشاطات متعددة بدءا من مساعدة الآخرين على بناء منازلهم حتى جمع الاموال، ومن حَضن الاطفال المتروكين الى تهدئة المرضى المشرفين على الموت. هؤلاء هم المتطوعون — اناس ينيرون حياة المحتاجين.
وقد وُصف العمل التطوعي بأنه «فكرة نبيلة تُنفذ عمليا». وهو يشمل امورا مثل الالتزام بقضية، روح التضحية، العمل دون مقابل، والاعراب عن الاهتمام بالآخرين. يقول شخصان يتطوعان منذ مدة طويلة: «الخدمة التطوعية هي العطاء من ذاتنا: من وقتنا، قوتنا الجسدية، افكارنا، قدرتنا على مساعدة الغير، مهاراتنا في حل المشاكل، ومعرفتنا المهنية». والمثير للاهتمام ان مثل هذا العطاء يفيد ايضا المتطوعين شخصيا. — انظروا الاطار «المتطوعون ايضا يستفيدون».
الاعداد تنمو — الحاجة تنمو
في الولايات المتحدة، يوجد ما يقدر بـ ١٠٠ مليون شخص منخرط في العمل التطوعي — وعددهم في ازدياد. ومؤخرا ذكرت كاثلين بيرينز، المديرة التنفيذية للمنظمة التطوعية «نيويورك تهتم»، في مقابلة اجرتها معها مجلة استيقظ!: «تستمر منظمتنا في النمو بسرعة مذهلة». وأضافت: «في السنة الماضية فقط، انضم الى برنامجنا اكثر من ٠٠٠,٥ متطوع جديد». وتشهد مجموعات المتطوعين في اوروپا ايضا نموا مماثلا. ففي فرنسا مثلا، ازداد عدد المتطوعين ٦ في المئة سنويا خلال العقدين المنصرمين. رغم ذلك، لا تزال هنالك حاجة الى المزيد. وفي هذا الصدد، يذكر برنامج الامم المتحدة التطوعي انه بالنظر الى الوضع حول العالم، يتبين ان «الحاجة الى المزيد من الجهد التطوعي هي اليوم اكبر من اي وقت مضى». ويقول مشرف على احد المتاحف: «المتطوعون هم عماد وجودنا».
لكن هنالك مفارقة. فرغم ان الكثير من المديرين والمنسقين الذين يعملون مع المتطوعين يشعرون ان مثل هؤلاء «يساوون وزنهم ذهبا»، فإن الكثير من عمل المتطوعين لا يجري تقديره. وللمباشرة بتغيير هذا الوضع، قررت الامم المتحدة ان تكون سنة ٢٠٠١ سنة تسليط الاضواء على المتطوعين. وفي الاطار «السنة الدولية للمتطوعين» ترد بعض الاهداف التي تأمل الامم المتحدة تحقيقها.
في غضون ذلك، تحدث تغييرات في مجال التطوع تشكل تحديا للمتطوعين وللذين يديرون عملهم. ومع ذلك، لا يزال افراد عديدون حول العالم مستعدين للتضحية من اجل الآخرين. فما الذي يدفعهم الى القيام بذلك؟ ماذا ينجزون؟ وكيف يمكن ان يؤثروا في حياتكم؟
[الاطار/الصورة في الصفحة ٤]
المتطوعون ايضا يستفيدون
يقول مايكل، متطوع بدوام جزئي: «يمنحني الجهد الذي ابذله في مساعدة الآخرين مكافأة اعمق، اغنى، وأكثر متعة بكثير مما كنت سأحصل عليه لو استمررت في التركيز كاملا على مهنتي التجارية». ومايكل ليس الوحيد. تقول شارون كاپلينڠ-ألاكيدجا، المنسقة التنفيذية لبرنامج الامم المتحدة التطوعي: «حول العالم. . . يدرك المتطوعون تماما كم يستفيدون من هذه التجربة». ويؤكد الدكتور دوڠلاس م. لوسن، خبير بالعمل التطوعي، ان الباحثين وجدوا ان «حال المرء الجسدية والنفسية تتعزَّز غالبا بعد ساعات قليلة من العمل التطوعي، حتى انه أُطلق على هذا الشعور عبارة ‹نشوة المساعِد›». و «نشوة المساعِد» ليست شعورا عابرا. فقد راقب الباحثون في جامعة كورنيل في الولايات المتحدة مجموعة من الاشخاص طوال اكثر من ٣٠ سنة ووجدوا ان «الذين انخرطوا في الاعمال التطوعية هم اسعد وأفضل صحة من الذين لم يقوموا بذلك». والمثير للاهتمام ان الكتاب المقدس يذكر: «السعادة في العطاء أكثر منها في الأخذ». — اعمال ٢٠:٣٥؛ امثال ١١:٢٥.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٥]
السنة الدولية للمتطوعين
في ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٧، اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة سنة ٢٠٠١ «السنة الدولية للمتطوعين». وبحسب الامم المتحدة، هنالك اربعة اهداف ينبغي تحقيقها في هذه السنة.
زيادة التقدير تُشجَّع الحكومات على الاعتراف بأهمية المتطوعين من خلال دراسة وتسجيل انجازاتهم ومنح المكافآت للنشاطات التطوعية البارزة.
تسهيل التطوُّع تُحَث البلدان على دعم العمل التطوعي من خلال قبول الخدمة التطوعية كبديل للخدمة العسكرية مثلا، او من خلال منح اعفاءات من بعض الضرائب.
تبادل المعلومات تُشجَّع وسائل الاعلام على تقديم مزيد من الدعم من خلال نشر النجاح الذي يحصل في مجال العمل التطوعي. فيصير ممكنا عندئذ تكرار مثل هذه المشاريع «دونما حاجة الى ان يصرف كل مجتمع محلي وقتا ويبذل جهدا مجددا في استنباط مشاريعه الخاصة».
توسيع الدعاية تُحَث المنظمات التطوعية على تنظيم معارض لإعلام الناس بالفوائد التي يحصدها مجتمعهم من العمل التطوعي.
وتأمل الامم المتحدة من خلال سنة ٢٠٠١، السنة الدولية للمتطوعين، ان يزداد الطلب على خدمات المتطوعين، ان ينخرط عدد اكبر من الناس في الخدمة التطوعية، وأن تنال المنظمات التطوعية تبرعات مالية وتسهيلات اكبر لتلبية حاجات المجتمع المتزايدة. وقد انضم ما مجموعه ١٢٣ دولة في رعاية اهداف قرار الامم المتحدة هذا.
-
-
المتطوعون وهم يعملوناستيقظ! ٢٠٠١ | تموز (يوليو) ٢٢
-
-
المتطوعون وهم يعملون
بعد ظهر كل يوم جمعة تحوِّل سيرلي، معلمة في اواسط عمرها في البرازيل، غرفة الجلوس في بيتها الى غرفة صف. وعند الساعة الثانية تقريبا، تصل تلميذة تدعى أميليا. انها لا تفوِّت درسا، وقد صارت قراءتها افضل من قراءة العديد من الاحداث في المدرسة الثانوية. وأميليا هي في الـ ٨٢ من العمر.
تحذو أميليا حذو اكثر من ٦٠ مسنا تخرجوا من صفوف تعليم القراءة والكتابة المجانية التي تديرها سيرلي في مسقط رأسها. وقد تحدثت الصحيفة البرازيلية دجورنال دو سودوئستي مؤخرا بإسهاب عن عمل سيرلي التطوعي. فبعدما ذكرت مقالة في الصحيفة ان سيرلي «افادت كثيرا المجتمع حولها»، قالت ان طريقتها في تعليم المسنين فعالة جدا بحيث انهم «يتمكنون من كتابة الرسائل، قراءة الصحف، إجراء العمليات الحسابية الاساسية، والقيام بمهام يومية اخرى بعد ١٢٠ ساعة تعليم فقط». وأضافت المقالة ان الكتاب الدراسي الذي تستعمله سيرلي هو كراس تعلَّموا القراءة والكتابة من اصدار شهود يهوه.a
من الشعور بالاحراج الى العيش بكرامة
ثمة تلميذة اخرى لسيرلي هي السيدة لوزييا البالغة من العمر ٦٨ سنة. تخبر لوزييا انها كانت تخجل من التحدُّث الى الآخرين قبل ان تتعلم القراءة والكتابة. حتى التسوق كان تحديا بالنسبة اليها. تقول مبتسمة: «انا الآن اكتب رسائل لأقربائي في البلدات الاخرى، وأتولّى انا بنفسي المسائل المالية. فلا يمكن ان يغشَّني احد بعد الآن». وتتذكر ماريا البالغة ايضا ٦٨ من العمر كيف كانت تشعر بالحرج وهي تبصم عند قبض معاشها. تقول: «كنت اشعر وكأني معوَّقة». لكن بفضل صفوف تعليم القراءة والكتابة، توقّع ماريا اليوم بإمضائها الخاص وهي مسرورة.
ولشدة ما اثنى التلامذة والمتخرجون على برنامج سيرلي المجاني، صار شعبيا جدا الى حد ان غرفة جلوسها تكتظ بالراغبين في التعلم. وقريبا سينتقل الصف الى مكان اوسع.
برنامج يربح جائزة
سيرلي هي واحدة من شهود يهوه. ولا شك انكم سمعتم بعمل تعليم الكتاب المقدس الذي يقوم به شهود يهوه كخدمة تطوعية. لكنَّ نجاح سيرلي ليس فريدا من نوعه. فصفوف تعليم القراءة والكتابة، التي تُدار في مئات قاعات الملكوت في كل انحاء البرازيل، ساعدت حتى الآن اكثر من ٠٠٠,٢٢ شخص في ذلك البلد على تعلم القراءة والكتابة.
وقد لاقت برامج مماثلة لشهود يهوه النجاح في مناطق اخرى من العالم. ففي بوروندي في افريقيا مثلا، سُرَّ كثيرا «المكتب القومي لمحو الامية» (دائرة من وزارة التعليم) بنتائج برنامج شهود يهوه لتعليم القراءة والكتابة، فمنح اربعة اساتذة في البرنامج جائزة من اجل «الجهد الدؤوب الذي بذلوه في تعليم الآخرين القراءة». والرسميون الحكوميون متأثرون خصوصا لأن ٧٥ في المئة من الذين تعلموا القراءة والكتابة هن نساء راشدات — فئة تتجنب عادة حضور مثل هذه البرامج.
وفي موزمبيق، يبلغ عدد الملتحقين بصفوف تعليم القراءة والكتابة التي يديرها الشهود ٠٠٠,٤ تلميذ، بالاضافة الى اكثر من ٠٠٠,٥ تلميذ تعلموا القراءة والكتابة في السنوات الاربع الماضية. كتب احد التلامذة السابقين: «اود ان اعبر عن تقديري الصادق. فبفضل المدرسة يمكنني ان اقرأ وأكتب».
اعمال اغاثة ‹عملية لا شكلية›
ان عمل الاغاثة هو وجه آخر للخدمة التطوعية التي ينجزها شهود يهوه. منذ فترة قصيرة، كان مخزن قرب پاريس في فرنسا مسرحا لنشاط غير اعتيادي. فقد قضى نحو ٤٠٠ متطوع نهاية الاسبوع في ملء صناديق كرتون بالطعام، الثياب، والادوية. وبحلول نهاية الاسبوع، كانت تِسعُ حاويات كبيرة مليئة بمواد اغاثة تقدَّر قيمتها بحوالي مليون دولار اميركي جاهزة للشحن. وبعد فترة قصيرة وصلت الشّحنة الى افريقيا الوسطى التي تمزقها الحرب، فوزع المتطوعون الشهود المحليون المؤن بسرعة. ومعظم المؤن تبرع بها الشهود ايضا.
اثنت احدى الصحف في الكونڠو (كينشاسا) على عمل شهود يهوه الخيري ذاكرة انه «عمليٌّ لا شكليٌّ». كما عبّر الرسميون في مفوَّضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين عن دعمهم. وثمة مسؤولة في المفوَّضية في جمهورية الكونڠو الديموقراطية سرَّت كثيرا بتنظيم جهود الاغاثة التي قام بها شهود يهوه، حتى انها وضعت سيارتها تحت تصرف المتطوعين. والسكان المحليون تأثروا ايضا. فعندما لاحظ المشاهدون سرعة وصول مؤن الاغاثة الى كل المحتاجين، سأل البعض بتعجب: «كيف يتم تنظيمكم لتبلغوا كل شخص؟».
ان جهود الاغاثة التي يقوم بها شهود يهوه وبرامج تعليم القراءة والكتابة هما مجرد مثالين للخدمات التي ينجزها الشهود منذ عقود في كل اقطار العالم. لكنَّ الشهود يقومون ايضا بعمل تطوعي من نوع آخر — خدمة تفيد حقا على المدى البعيد. وستناقش المقالة التالية هذا الامر.
[الحاشية]
a ان كراس تعلَّموا القراءة والكتابة (المتوفر بـ ٦ لغات) والكراس الاحدث واظِبوا على القراءَة والكتابة (المتوفر بـ ٢٩ لغة) هما من اصدار شهود يهوه. للحصول على نسخة مجانية، اتصلوا بقاعة الملكوت المحلية او بناشري هذه المجلة.
[الاطار/الصورة في الصفحتين ٦ و ٧]
عالم التطوع المتغيِّر
فيما تجوب جولي الارض في رحلات عمل، تنجح في حشر بعض الاعمال التطوعية في برنامجها المليء — مستغلة يوما من هنا وبعض الساعات من هناك. ومؤخرا عندما كانت في اميركا الجنوبية، قضت بعد ظهر احد الايام تساعد في ميتم قرب سانتياڠو في تشيلي. وهي تقول ان السفر يفتح امامها «فرصا عظيمة» للتطوع.
مثل جولي، يقدم عدد متزايد من المتطوعين من وقتهم — لكن بمقدار ضئيل. تقول ساره ملينديس، رئيسة فريق ابحاث يجمع الاحصاءات عن العمل التطوعي: «انها نزعة جديدة». وتضيف: «صحيح ان الناس يتطوعون ولكنهم يقومون بذلك بين الحين والآخر او فترات قصيرة». ونتيجة لذلك، يشعر المنظِّمون بالنقص في المتطوعين ويسعون لملء هذا النقص في سبيل تنفيذ برامجهم.
«التطوع المرن»
يعزو بعض المنظِّمين هذه النزعة الجديدة، اي تخصيص وقت اقل للعمل التطوعي، الى تغيير في موقف المتطوعين. تقول سوزان إليس، مستشارة لمجموعات تطوعية: «لم نعُد نسمع المتطوعين يقولون: ‹انا هنا ما دمتم بحاجة اليّ›». وتضيف: «الناس لا يأخذون على انفسهم الالتزامات». وتثنِّي الصحافية آيلين داسپن على ذلك. فبعد اجراء مقابلات مع عدة مديرين لمجموعات من المتطوعين بشأن موضوع النقص في المتطوعين، اختتمت قائلة ان «العمل التطوعي يمر في ازمة كبيرة، هي رهاب الالتزام».
لكنَّ مديرة جمعية «نيويورك تهتم»، كاثلين بيرينز المذكورة آنفا في هذه السلسلة من المقالات، تشعر ان الذين يتطوعون من حين الى آخر يقومون بذلك، لا بسبب نقص في الشعور بالالتزام، بل بسبب ضيق وقتهم. فالاشخاص الذين يحاولون التوفيق بين عمل يستغرق اكثر من ٥٠ ساعة في الاسبوع من جهة والاهتمام بأولادهم او بوالدين مسنين من جهة اخرى لا يستطيعون ببساطة التطوع بشكل قانوني. وتضيف: «ان مجرد تخصيص هؤلاء الناس رغم مشاغلهم الوقت من اجل خدمة المجتمع يُظهر ان شعورهم بالالتزام هو في الحقيقة قوي جدا».
وتقول بيرينز ان «التطوع المرن» هو الحل للذين يفتقرون الى الوقت. ولدى العديد من المنظمات التطوعية اليوم مشاريع مدتها يوم واحد فقط. «وذلك يسمح للمتطوعين ان ينجزوا عملا بنّاء ويكون لديهم في الوقت نفسه برنامج مرن ليقوموا بذلك بشكل شبه قانوني».
بالاضافة الى ذلك، يتطوع عدد متزايد من الناس وهم جالسون امام شاشات الكمپيوتر في منازلهم فيُدخلون البيانات ويقومون بالابحاث. تذكر صحيفة ذا وول ستريت جورنال (بالانكليزية): «في ما صار يدعى ‹التطوع المرن›، ربما يكون التطوع بالجلوس امام الكمپيوتر اكثر الانواع غرابة، وعلى حد قول البعض، اكثر الانواع التي ينتظرها مستقبل واعد».
[الاطار/الصور في الصفحة ٨]
هَبّوا للنجدة في كوبي!
في كانون الثاني (يناير) ١٩٩٥ ضرب زلزالٌ كوبي، وهي مدينة ومرفأ مزدهر في اليابان، فكان الدمار هائلا. وكان هذا الزلزال الذي حصد اكثر من ٠٠٠,٥ قتيل الاكثر اهلاكا منذ سنة ١٩٢٣. فباشر شهود يهوه في اليابان وحول العالم على الفور بتأمين الاغاثة للضحايا. ولما تأسس صندوق للاغاثة، جرى التبرع بأكثر من مليون دولار اميركي في ثلاثة ايام عمل. وانهالت على كوبي مؤن الاغاثة على أنواعها.
احد الشيوخ المسيحيين الذين اشتركوا في عمل الاغاثة وجد ان قاعة الملكوت امتلأت سريعا بالمؤن وأن الكمية تجاوزت الحاجة. فماذا كان ينبغي فعله بالفائض؟ اقترح الشيخ اعطاء بعض المؤن لمستشفى مجاور. فملأ الشهود سيارة ڤان وشقوا طريقهم بين الحطام. استغرقت الرحلة ساعات عوض الدقائق المعدودة التي تستغرقها في العادة. وفي المستشفى، قدموا للطبيب المشرف مؤنا تضمنت اغطية، فرشا، حفاضات للاطفال، فواكه طازجة، وأدوية لا تحتاج الى وصفة طبيب. فابتهج الطبيب وقال ان المستشفى سيقبل بسرور كل ما يمكن ان يعطيه الشهود. وسُرَّ بشكل خصوصي بالفواكه اذ لم يكن هنالك ما يكفي من الطعام الطازج لكل المرضى.
وفيما كان الشهود يفرغون المؤن من الڤان، وقف الطبيب يراقب بصمت — رغم عمله الملح. ثم انحنى بتواضع وشكرهم. وفيما كانوا يبتعدون، بقي واقفا تعبيرا عن مدى شكره. وقال الشيخ المذكور آنفا ان هذا المستشفى عينه صار لاحقا متعاونا جدا مع المرضى الذين من شهود يهوه.
[الاطار/الصور في الصفحة ٩]
العمل التطوعي — جهود تنتج الفوائد
عندما ارادت مجموعة من المتطوعين في كابيزي، بلدة صغيرة في بوروندي، بناء قاعة ملكوت لشهود يهوه، طلب المسؤول المحلي طلبا غريبا. فقد سأل الشهود هل بإمكانهم إصلاح الطريق المتضرِّر المار بالقرب من الموقع حيث ينوون البناء. وافق الشهود بسرور وأنجزوا كل العمل بأيديهم. وقد أتقن المتطوعون عملهم الى حد ان المسؤولين المحليين عبروا عن تقديرهم للعمل الدؤوب والروح الطوعية التي اظهروها. ثم شرع المتطوعون في بناء قاعة ملكوتهم، المصورة في الاعلى. والآن لديهم بناء جميل سيساعد على نشر تعليم الكتاب المقدس في السنوات القادمة. فعلا، ان العمل التطوعي بأوجهه المتعددة يمكن ان يحقق فوائد بعيدة المدى.
[الصور في الصفحتين ٦، ٧]
تجد سيرلي الاكتفاء في تعليم الآخرين القراءة
[مصدر الصورة]
Jornal do Sudoeste-Nelson P. Duarte
-
-
عمل طوعي بفوائد ابديةاستيقظ! ٢٠٠١ | تموز (يوليو) ٢٢
-
-
عمل طوعي بفوائد ابدية
قام يسوع المسيح باستمرار بأعمال صالحة لمساعدة المحتاجين. فقد اطعم مثلا الجياع وشفى المرضى. (متى ١٤:١٤-٢١) لكن لأي نشاط اعطى الاولوية المطلقة؟ ثمة حادثة حصلت في اوائل خدمة يسوع تزود الجواب. وهي مسجلة في اول اصحاح من انجيل مرقس.
فيما كان يسوع في كفرناحوم قرب بحر الجليل دُعي الى بيت سمعان، او بطرس. وهناك، «كانت حماة سمعان مضطجعة محمومة»، فشفاها يسوع. (مرقس ١:٢٩-٣١) لاحقا، بدأ حشد من الناس بينهم «سقماء بأمراض مختلفة» يجتمعون عند باب بيت بطرس، فشفاهم يسوع ايضا. (مرقس ١:٣٢-٣٤) ثم اتى الليل، وخلد الجميع الى النوم.
في الصباح التالي، «اذ كان ظلام بعد»، قام يسوع بهدوء وغادر البيت «الى مكان خلاء» حيث «أخذ يصلي». ولم يمضِ وقت طويل حتى استيقظ ايضا التلاميذ، ونظروا الى الخارج، فإذا بحشد كبير من الناس عند الباب. فماذا كانوا سيفعلون ويسوع غير موجود؟! ذهب بطرس ومن معه بسرعة ليقتفوا اثره، ولما وجدوه قالوا له: «الجميع يفتشون عنك». (مرقس ١:٣٥-٣٧؛ لوقا ٤:٤٢) وفي الواقع كانوا كأنهم يقولون ليسوع: ‹ماذا تفعل هنا؟ في الليلة الماضية لاقى شفاؤك للمرضى نجاحا باهرا. واليوم بانتظارك فرصة كبيرة اخرى!›.
لاحظوا الآن رد فعل يسوع: «لنذهب الى مكان آخر، الى البلدات القروية المجاورة، لأكرز هناك أيضا». وكان الجواب ذا مغزى. فلم يعد يسوع الى بيت بطرس لشفاء الآخرين. ثم اوضح السبب حين قال: «إني لهذا [اي لأكرز] خرجت». (مرقس ١:٣٨، ٣٩؛ لوقا ٤:٤٣) ماذا كان يسوع يقصد ان يخبر تلاميذه؟ أن القيام بأعمال صالحة كان مهما بالنسبة اليه، لكنَّ الكرازة بكلمة اللّٰه بالاضافة الى تعليمها كانت مهمة يسوع الاساسية. — مرقس ١:١٤.
بما ان الكتاب المقدس يحث المسيحيين على ‹اتباع خطوات يسوع بدقة›، لدى المسيحيين الحقيقيين اليوم ارشاد واضح يساعدهم على تمييز ما يحتل الاولوية في العمل التطوعي. (١ بطرس ٢:٢١) فهم على غرار يسوع يساعدون الاشخاص المحتاجين — كما تبينه المقالة السابقة. ومثل يسوع ايضا، يعطون الاولوية لتعليم ما يقوله الكتاب المقدس عن بشارة ملكوت اللّٰه.a (متى ٥:١٤-١٦؛ ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) ولكن لماذا ينبغي ان يحتل التطوع لتعليم الناس الكتاب المقدس الاولويةَ، مقارنة مع اوجه قيمة اخرى للعمل التطوعي؟
لماذا وكيف يكون لتعليم الكتاب المقدس تأثير مفيد
يشير مثل آسيوي الى الجواب. يقول هذا المثل: «اذا كنتم تخططون لسنة فازرعوا بذورا. وإذا كنتم تخططون لعشر سنوات فازرعوا اشجارا. اما اذا كنتم تخططون لمئة سنة فعلموا الناس». بالفعل، من اجل حلول طويلة الامد، لا بد من التعليم لانه يطور قدرة المرء على اتخاذ قرارات تحسِّن حياته. لذلك يستخدم اليوم اكثر من ستة ملايين متطوع، جزئيا او كاملا، وقتهم، جهودهم، ومواردهم ليعلّموا الناس مجانا الكتاب المقدس. وهذا البرنامج التعليمي الذي يديره شهود يهوه والذي تبرهنت فعاليته على مر الزمن يؤثر في المجتمعات في كل انحاء العالم. كيف؟
عندما تجري مساعدة الناس على فهم واتباع مشورة الكتاب المقدس العملية، يصبحون مجهزين بشكل افضل لمعالجة مشاكل الحياة. ويكتسبون القوة الادبية اللازمة للتغلب على العادات المؤذية. ويشدد نلسون، حدث في البرازيل، على فائدة اخرى لتعليم الكتاب المقدس: «مذ بدأت ادرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه، وجدت الفرح اذ صار لدي هدف في الحياة». (جامعة ١٢:١٣) ومئات الآلاف ايضا — من الشباب والمسنين — الذين بدأوا مؤخرا بدرس كلمة اللّٰه يشاطرون نلسون مشاعره. وبالاضافة الى مساعدة التلامذة على ايجاد هدف مانح للاكتفاء في الحياة، تزود رسالة اللّٰه عن الملكوت رجاء مشجعا للمستقبل — رجاء يجعل لحياتنا طعما، حتى في اقسى الظروف. (١ تيموثاوس ٤:٨) — انظروا الاطار «الفوائد التي سيجلبها ملكوت اللّٰه».
من خلال تعليم الكتاب المقدس، ينجز شهود يهوه خدمة تطوعية بفوائد طويلة الامد. الى اي حد هي طويلة الامد؟ تذكر كلمة اللّٰه: «هذا يعني الحياة الابدية: ان يستمروا في نيل المعرفة عنك، انت الاله الحق الوحيد، وعن الذي ارسلته، يسوع المسيح». (يوحنا ١٧:٣) تخيلوا الاشتراك في برنامج بفوائد ابدية — فعلا، هذا هو نوع العمل التطوعي الذي يفيد حقا! أفليس نوع البرنامج الذي ترغبون في تعلم المزيد عنه؟ اذا كان الامر كذلك، فاتصلوا بشهود يهوه في منطقتكم. وسيكون قبول هذه الدعوة خطوة لن تندموا عليها.
[الحاشية]
a ينظر شهود يهوه الى كرازتهم بالمنظار نفسه الذي نظر به الرسول بولس، اي كضرورة موضوعة على المسيحيين الحقيقيين. قال بولس: «لأني إن كنت أبشر، فليس ذلك سببا لأفتخر، لأن الضرورة مفروضة علي». (١ كورنثوس ٩:١٦) ومع ذلك فعملهم الكرازي تطوعي لانهم اختاروا طوعا ان يصيروا تلاميذ للمسيح، مدركين كاملا المسؤوليات التي ترافق هذا الامتياز.
[النبذة في الصفحة ١١]
«اذا كنتم تخططون لسنة فازرعوا بذورا. وإذا كنتم تخططون لعشر سنوات فازرعوا اشجارا. اما اذا كنتم تخططون لمئة سنة فعلموا الناس»
[الاطار/الصور في الصفحة ١٠]
انها تقدم المساعدة والرجاء
نادين ممرضة فرنسية عمرها ٤٣ سنة ومتخصصة في الامراض المدارية. وهي من المتطوعين الذين عملوا في افريقيا الوسطى. قالت في مقابلة أُجريت معها مؤخرا: «يسألني الناس لماذا اقوم بذلك». وتابعت تقول: «انا اومن باللّٰه، احب الناس، وأريد ان اعطي من ذاتي. وكوني واحدة من شهود يهوه يدفعني الى منح المتألمين العلاج والامل على السواء». اثناء عملها التطوعي في افريقيا، تقسم نادين وقتها بين عمل الاغاثة والمشاركة في عمل تعليم الكتاب المقدس الذي يقوم به هناك الشهود المحليون.
[الصور]
نادين في افريقيا
[الاطار في الصفحة ١٢]
الفوائد التي سيجلبها ملكوت اللّٰه
من فضلكم اقرأوا هذه الآيات في كتابكم المقدس وانظروا كيف يعد اللّٰه بإشباع حاجات البشر في المجالات التالية.
الصحة «سيمسح كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد. فالأمور السابقة قد زالت». — كشف ٢١:٤؛ اشعياء ٣٣:٢٤؛ ٣٥:٥، ٦.
التعليم «لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الارض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر». — اشعياء ١١:٩؛ حبقوق ٢:١٤.
العمل «يبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها. لا يبنون وآخر يسكن ولا يغرسون وآخر يأكل.. . . لا يتعبون باطلا». — اشعياء ٦٥:٢١-٢٣.
الطعام «الارض اعطت غلتها. يباركنا اللّٰه الهنا». — مزمور ٦٧:٦؛ ٧٢:١٦؛ اشعياء ٢٥:٦.
الظروف الاجتماعية «كسر الرب عصا الاشرار. . . استراحت اطمأنت كل الارض». — اشعياء ١٤:٥، ٧.
العدل «هوذا بالعدل يملك ملك ورؤساء بالحق يترأسون». — اشعياء ١١:٣-٥؛ ٣٢:١، ٢.
-