الخطوات الاولى في السَّير مع اللّٰه

‏«اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

١،‏ ٢ لماذا تقولون ان خدمة يهوه امتياز عظيم؟‏

طوال سنوات،‏ عانى الامرَّين في السجن.‏ ثم استُدعي ليمثُل امام حاكم البلاد.‏ وتسارعت الاحداث،‏ ووجد السجين نفسه فجأة يخدم اقوى ملك على الارض آنذاك.‏ ووُضع هذا السجين السابق في مركز مسؤولية كبيرة وشرف عظيم.‏ فصار يوسف،‏ المقيَّد الرِّجلَين سابقا،‏ يسير الآن مع ملك!‏ —‏ تكوين ٤١:‏١٤،‏ ٣٩-‏٤٣؛‏ مزمور ١٠٥:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

^٢ واليوم،‏ تسنح للبشر فرصة الاشتراك في خدمةِ شخصية اعظم بكثير من فرعون مصر.‏ فالكائن الاسمى في الكون يدعونا الى خدمته.‏ فما اعظم امتيازنا ان نخدم الاله الكلي القدرة يهوه،‏ وننمي علاقة وثيقة به!‏ في الاسفار المقدسة،‏ تقترن بيهوه صفات كالعظمة والبهاء والصفاء والجمال والسرور.‏ (‏حزقيال ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ رؤيا ٤:‏١-‏٣‏)‏ والمحبة تتخلل كل تعاملاته.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وهو لا يكذب البتة.‏ (‏عدد ٢٣:‏١٩‏)‏ ولا يخيِّب امل اوليائه.‏ (‏مزمور ١٨:‏٢٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبإطاعة مطالبه البارة،‏ يمكننا ان نتمتع الآن بحياة سعيدة لها معنى،‏ برجاء نيل حياة ابدية.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ ولا يمكن لأي حاكم بشري ان يقدِّم امرا يضاهي ولو قليلا هذه البركات والامتيازات.‏

٣ كيف «سار نوح مع اللّٰه»؟‏

^٣ منذ امد بعيد،‏ صمَّم الاب الجليل نوح ان يحيا بانسجام مع مشيئة اللّٰه وقصده.‏ يقول الكتاب المقدس عنه:‏ «كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله.‏ وسار نوح مع اللّٰه».‏ (‏تكوين ٦:‏٩‏)‏ وطبعا،‏ لم يسِر نوح حرفيا مع يهوه،‏ لأن «اللّٰه لم يره احد قط».‏ (‏يوحنا ١:‏١٨‏)‏ فسَير نوح مع اللّٰه عنى انه فعل ما امره به.‏ ولأن نوحا وقف حياته لفعل مشيئة يهوه،‏ كانت علاقته باللّٰه الكلي القدرة علاقة وثيقة وحميمة.‏ واليوم،‏ هنالك ملايين كنوح ‹يسيرون مع اللّٰه› بالعيش بانسجام مع مشورة يهوه وإرشاده.‏ فكيف يبدأ الشخص باتِّباع هذا المسلك؟‏

المعرفة الدقيقة ضرورية

٤ كيف يعلِّم يهوه شعبه؟‏

^٤ لكي نسير مع يهوه،‏ يجب اولا ان نتعرف به.‏ انبأ النبي اشعياء:‏ «يكون في آخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه كل الامم.‏ وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد الى جبل الرب الى بيت اله يعقوب فيعلِّمنا من طرقه ونسلك في سبله لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب».‏ (‏اشعياء ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ اجل،‏ يمكننا ان نثق بأن يهوه سيعلِّم كل الذين يسعون الى السلوك في طرقه.‏ فقد زوَّدنا كلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ وهو يساعدنا على فهمها.‏ وإحدى الطرائق التي يستخدمها لذلك هي بواسطة «العبد الامين الحكيم».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ فهو يستخدم «العبد الامين» لتزويد الارشاد الروحي بواسطة المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ الاجتماعات المسيحية،‏ وترتيب الدرس البيتي المجاني في الكتاب المقدس.‏ ويساعد اللّٰه شعبه ايضا على فهم كلمته بواسطة روحه القدس.‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٠-‏١٦‏.‏

٥ لماذا حق الاسفار المقدسة ثمين للغاية؟‏

^٥ ان حق الكتاب المقدس ثمين،‏ رغم اننا لا ندفع المال للحصول عليه.‏ فعندما ندرس كلمة اللّٰه،‏ نتعلم عن اللّٰه نفسه:‏ عن اسمه،‏ شخصيته،‏ قصده،‏ وتعاملاته مع البشر.‏ ونتعلم ايضا الاجوبة التي تحرِّر عن ابرز الاسئلة المتعلقة بالحياة:‏ لماذا نحن هنا؟‏ لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏ ماذا يخبئ لنا المستقبل؟‏ لماذا نشيخ ونموت؟‏ هل هنالك حياة بعد الموت؟‏ ونتعلم ايضا ما هي مشيئة اللّٰه لنا،‏ اي كيف ينبغي ان نسلك بغية ارضائه كاملا.‏ ونتعلم ان مطالبه معقولة وتفيدنا عندما نعيش وفقها.‏ فلا يمكننا اطلاقا ان نفهم هذه الامور دون ارشاد اللّٰه.‏

٦ ايّ مسلك تمكِّننا معرفة الكتاب المقدس الدقيقة من اتِّخاذه؟‏

^٦ وحق الكتاب المقدس فعّال ويدفعنا الى القيام بالتغييرات في حياتنا.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ فقبل اخذ معرفة الاسفار المقدسة،‏ لم نكن نسلك إلا «حسب دهر هذا العالم».‏ (‏افسس ٢:‏٢‏)‏ ولكنَّ المعرفة الدقيقة من كلمة اللّٰه ترسم لنا مسلكا مختلفا لكي نتمكن من ‹السلوك كما يحق للرب في كل رضى›.‏ (‏كولوسي ١:‏١٠‏)‏ فما اعظم الفرح الذي يجلبه اتِّخاذ خطواتنا الاولى في السَّير مع يهوه،‏ اسمى شخصية في الكون كله!‏ —‏ لوقا ١١:‏٢٨‏.‏

خطوتان مهمتان:‏ الانتذار والمعمودية

٧ فيما ندرس كلمة اللّٰه،‏ اية حقيقة تبرز بشأن القيادة البشرية؟‏

^٧ عندما يعمق فهمنا للكتاب المقدس،‏ نبتدئ بفحص العلاقات البشرية وحياتنا الخاصة على ضوء النور الروحي في كلمة اللّٰه.‏ فتبرز حقيقة مهمة ذكرها منذ امد بعيد النبي ارميا الذي كتب:‏ «عرفت يا رب انه ليس للانسان طريقه.‏ ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته».‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ فالبشر جميعا بحاجة الى توجيه اللّٰه.‏

٨ (‏أ)‏ ماذا يدفع الشخص الى الانتذار للّٰه؟‏ (‏ب)‏ ما هو الانتذار المسيحي؟‏

^٨ وفهم هذا الواقع المهم يدفعنا الى طلب ارشاد يهوه.‏ والمحبة للّٰه تدفعنا الى نذر حياتنا له.‏ والانتذار للّٰه يعني ان نصلي اليه ونعده وعدا جديًّا بأن نستخدم حياتنا لخدمته ونسلك في طرقه بأمانة.‏ وبذلك نقتدي بمثال يسوع،‏ الذي قدَّم نفسه ليهوه وهو عاقد العزم على تنفيذ مشيئة اللّٰه.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٧‏.‏

٩ لماذا ينذر الاشخاص حياتهم ليهوه؟‏

^٩ لا يجبر او يكره يهوه اللّٰه ايًّا منا على الانتذار له.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏)‏ ولا يتوقع ايضا من ايٍّ كان ان ينذر حياته له بسبب عاطفة عابرة.‏ فقبل ان يعتمد المرء،‏ يجب ان يكون قد تتلمذ،‏ وهذا يتطلب جهدا حثيثا من اجل نيل المعرفة.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ طلب بولس من الذين كانوا معتمدين ان ‹يقدموا اجسادهم ذبيحة حية مقدسة مقبولة عند اللّٰه،‏ خدمة مقدسة بقوتهم العقلية›.‏ (‏رومية ١٢:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ونحن ننتذر ليهوه اللّٰه باستخدام مماثل لقوتنا العقلية.‏ فبعد ان نتعلم ما هو المطلوب ونحلِّل المسألة بدقة،‏ ننذر حياتنا للّٰه طوعا وبفرح.‏ —‏ مزمور ١١٠:‏٣‏،‏ ع‌ج‏.‏

١٠ ما علاقة الانتذار بالمعمودية؟‏

^١٠ بعد الصلاة على صعيد شخصي الى اللّٰه لنعبِّر له عن تصميمنا ان نسلك في طرقه،‏ نتَّخذ الخطوة التالية.‏ نعلن عن انتذارنا جهرا بمعموديتنا في الماء.‏ وهذا هو اعلان جهري اننا وقفنا انفسنا لفعل مشيئة اللّٰه.‏ ويسوع،‏ في بداية خدمته على الارض،‏ عمَّده يوحنا.‏ وهذا ما يرسم لنا مثالا للاقتداء به.‏ (‏متى ٣:‏١٣-‏١٧‏)‏ ولاحقا،‏ فوَّض يسوع الى أتباعه ان يتلمذوا الناس ويعمِّدوهم.‏ لذلك فإن الانتذار والمعمودية خطوتان ضروريتان لكلِّ مَن يرغب في السَّير مع يهوه.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف يمكن تشبيه المعمودية بالزفاف؟‏ (‏ب)‏ ما هو وجه الشبه بين علاقتنا بيهوه وعلاقة الزوج بزوجته؟‏

^١١ ان الصيرورة احد تلاميذ يسوع المسيح المنتذرين والمعتمدين هو اشبه بالتزوج.‏ ففي بلدان عديدة،‏ تسبق يوم الزفاف عدة خطوات.‏ يلتقي الرجل بالمرأة،‏ يتعرفان واحدهما بالآخر،‏ ويقعان في غرام احدهما الآخر.‏ ثم تأتي الخطبة.‏ وأخيرا يعلن الزفاف جهرا ما قرَّراه وحدهما:‏ ان يتزوجا ويعيشا معا زوجا وزوجة.‏ والزفاف هو الذي يسم علنا بداية هذه العلاقة المميَّزة.‏ ويسم هذا التاريخ بداية الزواج.‏ وبشكل مماثل،‏ تسم المعمودية بداية حياة مخصصة للسَّير في علاقة انتذار بيهوه.‏

^١٢ تأملوا في تناظر آخر.‏ بعد يوم الزفاف،‏ ينبغي ان يعمق وينضج الحب بين الزوج والزوجة.‏ ولكي يقترب اكثر رفيقا الزواج واحدهما الى الآخر،‏ يجب ان يحاولا كلاهما دون انانية ان يحافظا على علاقتهما الزوجية ويقوِّياها.‏ ورغم ان علاقتنا باللّٰه ليست علاقة زواج،‏ يجب ان نبذل جهدنا بعد معموديتنا ان نحافظ على علاقة وثيقة بيهوه.‏ فهو يرى ويقدِّر جهودنا لفعل مشيئته فيقترب الينا.‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «اقتربوا الى اللّٰه فيقترب اليكم».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

السَّير على خطى يسوع

١٣ ايّ مثال ينبغي الاقتداء به في سيرنا مع اللّٰه؟‏

^١٣ لكي نسير مع يهوه،‏ يجب ان نقتدي بالمثال الذي رسمه يسوع المسيح.‏ كتب الرسول بطرس:‏ «لهذا دُعيتم.‏ فإن المسيح ايضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتَّبعوا خطواته».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ وبما ان يسوع كان كاملا ونحن ناقصون،‏ لا يمكننا الاقتداء كاملا بالمثال الذي رسمه.‏ ولكنَّ يهوه يتوقع منا ان نبذل كل ما في وسعنا.‏ فلنستعرض خمسة اوجه من حياة يسوع وخدمته ينبغي ان يحاول المسيحيون المنتذرون ان يقتدوا بها.‏

١٤ ماذا تشمل معرفة كلمة اللّٰه؟‏

^١٤ كانت لدى يسوع معرفة دقيقة وشاملة لكلمة اللّٰه.‏ فخلال خدمته،‏ كان يقتبس مرارا من الاسفار العبرانية.‏ (‏لوقا ٤:‏٤،‏ ٨‏)‏ صحيح ان القادة الدينيين الاشرار آنذاك كانوا ايضا يقتبسون من الاسفار المقدسة.‏ (‏متى ٢٢:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ إلا ان الفرق هو ان يسوع كان يفهم معنى الاسفار المقدسة ويطبِّقها في حياته.‏ ولم يكن يعرف حرف الناموس فحسب بل روحه ايضا.‏ وإذ نقتدي بمثال المسيح،‏ ينبغي ان نحاول فهم روح كلمة اللّٰه او مغزاها.‏ وبذلك نصير عاملين مرضيين عند اللّٰه،‏ ونتمكن من ‹تفصيل كلمة الحق بالاستقامة›.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٥‏.‏

١٥ كيف رسم يسوع المثال في التحدث عن اللّٰه؟‏

^١٥ كان المسيح يسوع يتحدث الى الآخرين عن ابيه السماوي.‏ فلم يحتفظ بمعرفته لكلمة اللّٰه لنفسه.‏ وحتى اعداؤه دعوه «يا معلم»،‏ لأنه كان يتحدث الى الآخرين عن يهوه ومقاصده اينما ذهب.‏ (‏متى ١٢:‏٣٨‏)‏ وكان يسوع يكرز علنا في منطقة الهيكل والمجامع والمدن والقرى.‏ (‏مرقس ١:‏٣٩؛‏ لوقا ٨:‏١؛‏ يوحنا ١٨:‏٢٠‏)‏ وكان يعلِّم برأفة ولطف،‏ مظهرا المحبة للذين يساعدهم.‏ (‏متى ٤:‏٢٣‏)‏ والذين يقتدون بمثال يسوع يجدون ايضا اماكن وطرائق عديدة ليعلِّموا الآخرين عن يهوه اللّٰه ومقاصده الرائعة.‏

١٦ الى ايّ حدّ كانت علاقة يسوع بعبّاد يهوه الرفقاء وثيقة؟‏

^١٦ شعر يسوع بأن رباطا وثيقا يجمع بينه وبين عبَّاد يهوه الآخرين.‏ فبينما كان يسوع يتكلم مع الجموع ذات مرة،‏ اتى اخوته غير المؤمنين وأمه ليتكلموا معه.‏ تقول رواية الكتاب المقدس:‏ «قال له واحد هوذا امك وإخوتك واقفون خارجا طالبين ان يكلِّموك.‏ فأجاب وقال للقائل له.‏ مَن هي امي ومَن هم اخوتي.‏ ثم مدَّ يده نحو تلاميذه وقال ها امي وإخوتي.‏ لأن مَن يصنع مشيئة ابي الذي في السموات هو اخي وأختي وأمي».‏ (‏متى ١٢:‏٤٧-‏٥٠‏)‏ إلا ان هذا لا يعني ان يسوع رفض عائلته.‏ والحوادث اللاحقة تُثبِت ذلك.‏ (‏يوحنا ١٩:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ لكنَّ هذه الرواية تشدِّد على المحبة التي اكنَّها يسوع للرفقاء المؤمنين.‏ واليوم ايضا،‏ يسعى الذين يسيرون مع اللّٰه الى معاشرة خدام يهوه الآخرين والازدياد في محبتهم بشدة.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٨‏.‏

١٧ ماذا كان شعور يسوع حيال فعل مشيئة ابيه السماوي،‏ وكيف ينبغي ان يؤثِّر ذلك فينا؟‏

^١٧ اظهر يسوع المحبة لأبيه السماوي بفعل مشيئته.‏ فيسوع اطاع يهوه في كل شيء.‏ قال:‏ «طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأتمم عمله».‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ وقال المسيح ايضا:‏ «في كل حين افعل ما يرضيه».‏ (‏يوحنا ٨:‏٢٩‏)‏ وقد أحب اباه السماوي كثيرا بحيث «وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب».‏ (‏فيلبي ٢:‏٨‏)‏ فبارك يهوه بدوره يسوع،‏ مرفِّعا اياه الى مركز سلطة وكرامة لا يفوقه إلا مركز يهوه فقط.‏ (‏فيلبي ٢:‏٩-‏١١‏)‏ وتماما كيسوع،‏ نحن نُظهِر محبتنا ليهوه بحفظ وصاياه وفعل مشيئته.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

١٨ كيف رسم يسوع المثال في مسألة الصلاة؟‏

^١٨ كان يسوع رجل صلاة.‏ فقد صلّى عند معموديته.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١‏)‏ وقبل اختيار رسله الـ‍ ١٢،‏ قضى الليل كله في الصلاة.‏ (‏لوقا ٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وعلَّم يسوع تلاميذه كيف يصلّون.‏ (‏لوقا ١١:‏١-‏٤‏)‏ وفي الليلة التي سبقت موته،‏ صلّى مع تلاميذه ومن اجلهم.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١-‏٢٦‏)‏ فقد كانت الصلاة جزءا مهما من حياة يسوع.‏ وكذلك ينبغي ان تكون في حياتنا نحن ايضا لأننا أتباعه.‏ فيا له من شرف ان نتحدث الى المتسلط الكوني بواسطة الصلاة!‏ وإضافة الى ذلك،‏ يستجيب يهوه الصلوات لأن يوحنا كتب:‏ «هذه هي الثقة التي لنا عنده انه إنْ طلبنا شيئا حسب مشيئته يسمع لنا.‏ وإنْ كنا نعلم انه مهما طلبنا يسمع لنا نعلم ان لنا الطلبات التي طلبناها منه».‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٩ (‏أ)‏ اية صفات اظهرها يسوع ينبغي ان نقتدي بها؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق نستفيد من درس حياة يسوع وخدمته؟‏

^١٩ هنالك الكثير لنتعلمه من الفحص الدقيق لحياة يسوع المسيح وخدمته على الارض.‏ تأملوا في الصفات التي اظهرها:‏ المحبة،‏ الرأفة،‏ اللطف،‏ القوة،‏ الاتزان،‏ التعقل،‏ الاتضاع،‏ الجرأة،‏ وعدم الانانية.‏ وكلما تعلّمنا اكثر عن يسوع،‏ زادت رغبتنا في ان نكون أتباعا امناء له.‏ ومعرفة يسوع تقرِّبنا ايضا الى يهوه.‏ فيسوع كان انعكاسا تاما لأبيه السماوي.‏ وقد كانت له علاقة حميمة جدا بيهوه بحيث تمكَّن من القول:‏ «الذي رآني فقد رأى الآب».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٩‏.‏

ثقوا بدعم اللّٰه

٢٠ كيف يمكننا ان نكتسب الثقة في السَّير مع اللّٰه؟‏

^٢٠ عندما يبتدئ الاولاد بتعلم السَّير،‏ لا تكون خطواتهم ثابتة.‏ فكيف يتعلمون السَّير بثقة؟‏ بالممارسة والمثابرة.‏ والذين يسيرون مع يهوه يحاولون ان يسيروا بخطى واثقة وثابتة.‏ وهذا ايضا يتطلب الوقت والمثابرة.‏ وقد اشار بولس الى اهمية المثابرة في السَّير مع اللّٰه عندما كتب:‏ «فمن ثَمَّ ايها الاخوة نسألكم ونطلب اليكم في الرب يسوع انكم كما تسلمتم منا كيف يجب ان تسلكوا وترضوا اللّٰه تزدادون اكثر».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٤:‏١‏.‏

٢١ اية بركات نتمتع بها اذ نسير مع يهوه؟‏

^٢١ اذا كنا متعبّدين كاملا للّٰه،‏ فسيساعدنا على الاستمرار في السَّير معه.‏ (‏اشعياء ٤٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ ولا شيء يقدِّمه هذا العالم يمكن ان يضاهي البركات التي يغدقها على الذين يسلكون في طرقه.‏ فهو ‹معلِّمنا لننتفع ويمشِّينا في طريق نسلك فيه.‏ وإذا اصغينا لوصاياه،‏ يكون كنهر سلامنا وبرّنا كلجج البحر›.‏ (‏اشعياء ٤٨:‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ وبقبول الدعوة الى السَّير مع اللّٰه وبأمانة،‏ يمكننا ان ننعم بالسلام الى الابد.‏

السَّير مع اللّٰه والحياة الابدية نصب اعيننا

‏«نحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر والابد».‏ —‏ ميخا ٤:‏٥‏.‏

١ لماذا يمكن ان يُدعى يهوه «ملك الابدية»؟‏

يهوه اللّٰه ليست له بداية.‏ وهو يُدعى بالصواب «القديم الايام»،‏ لأنه ازلي.‏ (‏دانيال ٧:‏٩،‏ ١٣‏)‏ ويهوه ايضا ابدي،‏ فهو وحده «ملك الابدية».‏ (‏رؤيا ١٠:‏٦؛‏ ١٥:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ والالف سنة في عينيه «مثل يوم امس بعدما عبر وكهزيع من الليل».‏ —‏ مزمور ٩٠:‏٤‏.‏

٢ (‏أ)‏ ما هو قصد اللّٰه للبشر الطائعين؟‏ (‏ب)‏ حول ماذا ينبغي ان نجعل آمالنا وخططنا تتمحور؟‏

^٢ وبما ان مانح الحياة هو ابدي،‏ كان بإمكانه ان يعطي الزوجين البشريين الاولين،‏ آدم وحواء،‏ رجاء العيش حياة بلا نهاية في الفردوس.‏ لكنَّ آدم بسبب العصيان،‏ خسر الحق في الحياة الابدية،‏ وأورث الخطية والموت للمتحدرين منه.‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ إلا ان تمرد آدم لم يحبط قصد اللّٰه الاصلي.‏ فمشيئة يهوه هي ان يعيش البشر الطائعون الى الابد،‏ وسيتمم هذا القصد.‏ (‏اشعياء ٥٥:‏١١‏)‏ فكم من الملائم ان نجعل آمالنا وخططنا تتمحور حول خدمة يهوه والحياة الابدية نصب اعيننا!‏ وفي حين اننا نود إبقاء «يوم يهوه» قريبا في الذهن،‏ من المهم ان نتذكر ان هدفنا هو ان نسير مع اللّٰه الى الابد.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٢‏،‏ ع‌ج‏.‏

يهوه يتَّخذ الاجراء في وقته المعيَّن

٣ كيف نعرف ان يهوه لديه ‹وقت معيَّن› لإنجاز مقاصده؟‏

^٣ لأننا نسير مع اللّٰه،‏ نحن مهتمون كل الاهتمام بإتمام مشيئته.‏ ونحن نعرف ان يهوه هو ضابط الوقت العظيم،‏ ونثق بأنه لن يخفق في انجاز مقاصده في وقته المعيَّن.‏ مثلا،‏ «لما جاء ملء الزمان ارسل اللّٰه ابنه».‏ (‏غلاطية ٤:‏٤‏)‏ وقيل للرسول يوحنا ان هنالك ‹وقتا معيَّنا› لإتمام النبوات التي شاهدها برموز.‏ (‏رؤيا ١:‏١-‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهنالك «الوقت المعيَّن ليُدان الاموات».‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ومنذ اكثر من ٩٠٠‏,١ سنة،‏ أُوحي الى الرسول بولس ان يقول ان اللّٰه «اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل».‏ —‏ اعمال ١٧:‏٣١‏.‏

٤ كيف نعرف ان يهوه يرغب في إنهاء نظام الاشياء الشرير هذا؟‏

^٤ سينهي يهوه نظام الاشياء الشرير هذا،‏ لأن اسمه يعيَّر في عالم اليوم.‏ فقد ازهر الاشرار.‏ (‏مزمور ٩٢:‏٧‏)‏ وهم يهينون اللّٰه قولا وعملا،‏ وهو يتألم عندما يرى خدامه يُشتمون ويُضطهدون.‏ (‏زكريا ٢:‏٨‏)‏ فلا عجب ان يقضي يهوه بإنهاء هيئة الشيطان بكاملها قريبا!‏ وقد قرَّر اللّٰه متى سيحدث ذلك بالضبط،‏ ويوضح إتمام نبوات الكتاب المقدس اننا نعيش الآن في «وقت النهاية».‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ وسيتَّخذ الاجراء قريبا لبركة كل الذين يحبونه.‏

٥ ماذا كانت نظرة لوط وحبقوق الى الاحوال المحيطة بهما؟‏

^٥ كان خدام اللّٰه في الماضي يتوقون الى رؤية نهاية الشر.‏ فقد كان لوط البار «متضايقا جدا من سلوك اشرار زمانه في الدعارة».‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٧‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ وإذ حزن النبي حبقوق من الاحوال المحيطة به،‏ توسل:‏ «حتى متى يا رب ادعو وأنت لا تسمع اصرخ اليك من الظلم وأنت لا تخلّص.‏ لمَ تريني اثما وتبصر جورا.‏ وقدامي اغتصاب وظلم ويحدث خصام وترفع المخاصمة نفسها».‏ —‏ حبقوق ١:‏٢،‏ ٣‏.‏

٦ ماذا قال يهوه استجابة لصلاة حبقوق،‏ وماذا يمكن ان نتعلم من ذلك؟‏

^٦ كانت هذه الكلمات جزءا من جواب يهوه لحبقوق:‏ «الرؤيا بعد الى الميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب.‏ إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي اتيانا ولا تتأخر».‏ (‏حبقوق ٢:‏٣‏)‏ وبذلك اعلن اللّٰه انه سيتَّخذ الاجراء في «الوقت المعيَّن».‏ ورغم انه قد يبدو ان هنالك تباطؤا،‏ فيهوه سينجز قصده لا محالة.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏

الخدمة بغيرة لا تفتر

٧ كيف قام يسوع بعمله رغم انه لم يكن يعرف بالضبط متى سيأتي يوم يهوه؟‏

^٧ وهل معرفة توقيت يهوه الدقيق للحوادث هي مطلب لنسير مع اللّٰه بغيرة؟‏ كلا.‏ تأملوا في بعض الامثلة.‏ كان يسوع مهتما كثيرا بالوقت حين تكون مشيئة اللّٰه على الارض كما في السماء.‏ فقد علَّم أتباعه ان يصلّوا:‏ «ابانا الذي في السموات.‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ورغم انه كان يعرف ان هذا الطلب سيُستجاب،‏ لم يكن يعرف توقيت الامور بالتحديد.‏ قال في نبوته العظمى عن نهاية نظام الاشياء هذا:‏ «أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات [«ولا الابن»‏‏،‏ ترجمة الكسليك‏] إلا ابي وحده».‏ (‏متى ٢٤:‏٣٦‏)‏ وبما ان يسوع يلعب دورا رئيسيا في إتمام مقاصد اللّٰه،‏ فستكون له علاقة مباشرة في تنفيذ الدينونة في اعداء ابيه السماوي.‏ ولكن عندما كان على الارض،‏ لم يكن حتى هو يعرف متى سيتَّخذ اللّٰه الاجراء.‏ فهل جعل ذلك غيرته لخدمة يهوه تفتر؟‏ حتما لا!‏ فعند رؤيته وهو يطهِّر الهيكل بغيرة،‏ «تذكّر تلاميذه انه مكتوب غيرة بيتك اكلتني».‏ (‏يوحنا ٢:‏١٧؛‏ مزمور ٦٩:‏٩‏)‏ كان شغل يسوع الشاغل العمل الذي أُرسل من اجله،‏ وقد انجزه بغيرة لا تفتر.‏ وخدم اللّٰه ايضا والحياة الابدية نصب عينيه.‏

٨،‏ ٩ ماذا قيل للتلاميذ عندما سألوا عن ردّ الملكوت،‏ وكيف تجاوبوا؟‏

^٨ وهذا ما صحّ ايضا في تلاميذ المسيح.‏ فقد اجتمع معهم يسوع قبيل صعوده الى السماء.‏ تقول الرواية:‏ «أما هم المجتمعون فسألوه قائلين يا رب هل في هذا الوقت تردُّ الملك الى اسرائيل».‏ فتماما كسيِّدهم كانوا يصبون الى مجيء الملكوت.‏ ولكنَّ يسوع اجاب:‏ «ليس لكم ان تعرفوا الازمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه.‏ لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى اقصى الارض».‏ —‏ اعمال ١:‏٦-‏٨‏.‏

^٩ ليس هنالك ما يدلّ ان التلاميذ تثبطوا من هذا الجواب.‏ وبدلا من ذلك،‏ كان عمل الكرازة بغيرة شغلهم الشاغل.‏ فخلال اسابيع،‏ ملأوا اورشليم بتعليمهم.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٨‏)‏ وفي غضون ٣٠ سنة،‏ وسَّعوا نشاطهم الكرازي بحيث استطاع بولس ان يقول ان البشارة كُرز بها «في كل الخليقة التي تحت السماء».‏ (‏كولوسي ١:‏٢٣‏)‏ ورغم ان الملكوت لم ‹يُردّ الى اسرائيل› كما كان التلاميذ يتوقعون خطأ ولم يتأسس في السماء في مدى حياتهم،‏ فقد استمروا يخدمون يهوه بغيرة والحياة الابدية نصب اعينهم.‏

فحص دوافعنا

١٠ ايّ برهان يتيحه لنا عدم معرفتنا متى سيدمِّر اللّٰه نظام اشياء الشيطان؟‏

^١٠ يتوق خدام يهوه العصريون ايضا الى رؤية نهاية نظام الاشياء الشرير هذا.‏ لكنَّ اهتمامنا الرئيسي هو رؤية تقديس اسم يهوه وتبرئة سلطانه،‏ وليس انقاذنا الى عالم اللّٰه الجديد الموعود به.‏ ولذلك يمكننا ان نبتهج لأن اللّٰه لم يخبرنا ‹باليوم او الساعة› لدمار نظام الشيطان.‏ وهذا ما يتيح لنا ان نبرهن اننا مصممون على السَّير مع اللّٰه الى الابد لأننا نحبه،‏ وليس لأن لدينا اهدافا انانية قصيرة الامد.‏

١١،‏ ١٢ كيف جرى تحدي استقامة ايوب،‏ وما هي علاقة هذا التحدي بنا؟‏

^١١ وتساعدنا استقامتنا امام اللّٰه ايضا ان نثبت ان ابليس كان على خطإ عندما اتَّهم ايوب المستقيم،‏ وبالتالي البشر مثله،‏ بأنه يخدم اللّٰه بدافع المصلحة الذاتية.‏ فبعد ان وصف يهوه خادمه ايوب بأنه كامل ومستقيم ويتقي اللّٰه،‏ زعم الشيطان بخبث:‏ «أليس انك سيَّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية.‏ باركت اعمال يديه فانتشرت مواشيه في الارض.‏ ولكن ابسط يدك الآن ومسّ كل ما له فإنه في وجهك يجدف عليك».‏ (‏ايوب ١:‏٨-‏١١‏)‏ وقد اثبت ايوب كذب هذا الادعاء الماكر بالمحافظة على استقامته في التجربة.‏

^١٢ وإذ نتمسك نحن ايضا بمسلك الاستقامة،‏ يمكننا ان نُبطِل اتِّهام الشيطان بأننا نخدم اللّٰه فقط لأننا نعرف ان هنالك مكافأة وشيكة.‏ وعدم معرفتنا متى سينتقم اللّٰه بالضبط بتنفيذ الدينونة في الاشرار يتيح لنا فرصة الاثبات اننا حقا نحب يهوه ونريد السلوك في طرقه الى الابد.‏ ويُظهِر اننا اولياء للّٰه ونثق بطريقة معالجته الامور.‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن عدم معرفة اليوم والساعة يساعد على إبقائنا متيقظين وسهارى روحيا لأننا ندرك ان النهاية قد تأتي في اية لحظة،‏ تماما كالسارق في الليل.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٢-‏٤٤‏)‏ وبالسَّير يوميا مع يهوه،‏ نفرِّح قلبه ونزوِّد جوابا لإبليس،‏ الذي يعيِّره.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

خطِّطوا لمستقبل ابدي

١٣ ماذا يقول الكتاب المقدس عن التخطيط للمستقبل؟‏

^١٣ ان الذين يسيرون مع اللّٰه يعرفون انه من الحكمة وضع خطط منطقية للمستقبل.‏ فإذ يدرك اشخاص كثيرون مشاكل الشيخوخة وحدودها،‏ يحاولون الاستفادة من حداثتهم وقوتهم ليضمنوا امنهم المالي عندما يشيخون.‏ اذًا،‏ ماذا عن مستقبلنا الروحي الاهم بكثير؟‏ تقول الامثال ٢١:‏٥‏:‏ «افكار [«خطط»،‏ تف‏] المجتهد انما هي للخصب وكل عَجول انما هو للعَوَز».‏ فمن المفيد التخطيط مسبقا والحياة الابدية نصب اعيننا.‏ وبما اننا لا نعرف بالتحديد متى ينتهي هذا النظام،‏ يلزم ان نفكر بعض الشيء في حاجاتنا المستقبلية.‏ ولكن لنكن متزنين ونضع المصالح الالهية اولا في حياتنا.‏ ان الذين ينقصهم الايمان قد يستنتجون ان مَن يركِّز اهتمامه على فعل مشيئة اللّٰه انما هو قصير النظر.‏ ولكن هل هذا صحيح؟‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ ايّ مثل قدَّمه يسوع عن الخطط للمستقبل؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان الانسان الغني في مثل يسوع قصير النظر؟‏

^١٤ قدَّم يسوع مثلا يفيدنا في هذا المجال.‏ قال:‏ «انسان غني اخصبت كورته.‏ ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لأنْ ليس لي موضع اجمع فيه اثماري.‏ وقال اعمل هذا.‏ اهدم مخازني وأبني اعظم وأجمع هناك جميع غلّاتي وخيراتي.‏ وأقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة.‏ استريحي وكلي واشربي وافرحي.‏ فقال له اللّٰه يا غبي هذه الليلة تُطلب نفسك منك.‏ فهذه التي اعددتَها لمَن تكون.‏ هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيا للّٰه».‏ —‏ لوقا ١٢:‏١٦-‏٢١‏.‏

^١٥ هل قصد يسوع هنا انه ما كان ينبغي ان يعمل الغني جاهدا ليضمن مستقبلا آمنا ماديا؟‏ كلا،‏ لأن الاسفار المقدسة تشجِّع على الاجتهاد.‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏١٠‏)‏ فالخطأ الذي ارتكبه الغني كان انه لم يعمل ما هو ضروري ليكون «غنيا للّٰه».‏ وحتى لو بقي على قيد الحياة سنوات عديدة ليتمتع بثروته المادية،‏ إلا انه كان لا بدّ ان يموت اخيرا.‏ فقد كان قصير النظر لأنه لم يفكر في الحياة الابدية.‏

١٦ لماذا يمكننا ان نتكل بثقة على يهوه لضمان مستقبل آمن؟‏

^١٦ ان السَّير مع يهوه والحياة الابدية نصب اعيننا هو امر عملي وينمُّ عن بُعد نظر.‏ وهو افضل طريقة للتخطيط للمستقبل.‏ وفي حين انه من الحكمة وضع خطط عملية تتعلق بالدراسة والاستخدام والمسؤوليات العائلية،‏ ينبغي ان نتذكر دائما ان يهوه لا يترك ابدا خدَّامه الاولياء.‏ رنَّم الملك داود:‏ «ايضا كنت فتى وقد شخت ولم ارَ صدِّيقا تُخُلّي عنه ولا ذرية له تلتمس خبزا».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٥‏)‏ وقد اكَّد لنا يسوع ايضا ان اللّٰه سيعيل كلَّ الذين يطلبون اولا الملكوت ويسلكون في طرقه البارة.‏ —‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

١٧ كيف نعرف ان النهاية قريبة؟‏

^١٧ ورغم اننا نخدم اللّٰه والحياة الابدية نصب اعيننا،‏ فنحن نبقي ايضا يوم يهوه قريبا في الذهن.‏ وإتمام نبوة الكتاب المقدس هو شهادة حية لقرب هذا اليوم.‏ فهذا القرن موسوم بالحروب والاوبئة والزلازل والمجاعات،‏ مع اضطهاد المسيحيين الحقيقيين والكرازة العالمية ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ وهذه كلها هي اوجه وقت نهاية نظام الاشياء الشرير هذا.‏ (‏متى ٢٤:‏٧-‏١٤؛‏ لوقا ٢١:‏١١‏)‏ والعالم ملآن بأشخاص «محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح خائنين مقتحمين متصلفين محبين للَّذات دون محبة للّٰه».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ والحياة في هذه الايام الاخيرة الحرجة صعبة علينا نحن خدام يهوه.‏ فكم نصبو الى ذلك اليوم حين يزيل ملكوت يهوه كل الشرّ!‏ وفي هذه الاثناء،‏ فلنصمِّم ان نسير مع اللّٰه والحياة الابدية نصب اعيننا.‏

الخدمة والحياة الابدية نصب اعيننا

١٨،‏ ١٩ ماذا يُظهِر ان الامناء في الازمنة الماضية خدموا اللّٰه والحياة الابدية نصب اعينهم؟‏

^١٨ لنتذكر ونحن نسير مع يهوه ايمان هابيل واخنوخ ونوح وابراهيم وسارة.‏ كتب بولس بعد ان ذكرهم:‏ «في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدَّقوها وحيَّوها وأقرّوا بأنهم غرباء ونزلاء على الارض».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١٣‏)‏ فهؤلاء الامناء كانوا «يبتغون وطنا افضل اي سماويا».‏ (‏عبرانيين ١١:‏١٦‏)‏ وبالايمان،‏ كانوا يتطلعون الى مكان افضل في ظل حكم ملكوت اللّٰه المسيّاني.‏ ويمكننا ان نكون على يقين ان اللّٰه سيكافئهم بحياة ابدية في هذا المكان الافضل:‏ الفردوس الارضي في ظل حكم الملكوت.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٣٩،‏ ٤٠‏.‏

^١٩ كتب النبي ميخا معبِّرا عن تصميم شعب يهوه ان يعبدوه الى الابد:‏ «جميع الشعوب يسلكون كل واحد باسم الهه ونحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر والابد».‏ (‏ميخا ٤:‏٥‏)‏ لقد خدم ميخا يهوه حتى مماته.‏ ولا شك ان هذا النبي سيستمر في السَّير مع اللّٰه طوال الابدية عندما يُقام في العالم الجديد.‏ فما اروع المثال الذي يرسمه لنا نحن الذين توغَّلنا في وقت النهاية!‏

٢٠ علامَ ينبغي ان نصمِّم؟‏

^٢٠ ان يهوه يقدِّر المحبة التي نُظهِرها نحو اسمه.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ وهو يعرف انه يصعب علينا المحافظة على الاستقامة تجاهه في هذا العالم الذي يسوده ابليس.‏ وفي حين ان «العالم يمضي»،‏ فإن ‹الذي يصنع مشيئة اللّٰه يثبت الى الابد›.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٧؛‏ ٥:‏١٩‏)‏ فلنصمِّم،‏ بمساعدة يهوه،‏ ان نحتمل المحن التي نواجهها يوميا.‏ ولنركِّز تفكيرنا وطريقة حياتنا حول البركات الرائعة التي وعدنا بها ابونا السماوي المحب.‏ وهذه البركات هي في متناولنا اذا استمررنا في السَّير مع اللّٰه والحياة الابدية نصب اعيننا.‏ —‏ يهوذا ٢٠،‏ ٢١‏،‏ ع‌ج‏.‏