-
هيروشيما — هل ضاع درسها؟استيقظ! ١٩٨٦ | تموز (يوليو) ٨
-
-
جهود للتخلي عن الحرب
من وسط خرائب الهزيمة تسهل الرؤية ان الحرب بلا جدوى، تبديد للحياة البشرية والسلع الثمينة. وهكذا، عقب الحرب مباشرة، اعادت اليابان كتابة دستورها وفق خطوط ديمقراطية وتخلت عن الحرب الى الابد. تنص المادة ٩ من الدستور الجديد على ما يلي:
«ان الشعب الياباني، اذ يصبو باخلاص الى سلام دولي مؤسس على العدل والنظام، يتخلى الى الابد عن الحرب كحق مطلق للامة وعن التهديد بالقوة او استعمالها كوسيلة لبت النزاعات الدولية.
«ومن اجل تحقيق غاية الفقرة السابقة لن يجري ابدا الابقاء على القوات البرية والبحرية والجوية اضافة الى امكانات الحرب الاخرى. ولن يجري الاعتراف بحق الدولة في الاشتراك الفعلي في الحرب.»
ونظرا الى هذا البيان الجريء والنبيل، يبدو ان اليابان قد تعلمت درسا. ان للشعب الياباني بالفعل مقتا شديدا للحرب وخشية من الحرب النووية على الاخص. وقد تبنّى البلد سياسة من ثلاث نقاط ازاء الاسلحة النووية: عدم صنعها او امتلاكها او السماح لها في البلد. وكل سنة يتجمع مئات الآلاف من اليابانيين في كل البلد ليقدموا الاعتراضات على الاسلحة النووية. فينبغي عدم استعمال الاسلحة النووية ابدا — واينما كان!
-
-
هيروشيما — هل ضاع درسها؟استيقظ! ١٩٨٦ | تموز (يوليو) ٨
-
-
بعد الحرب جرى انشاء احتياطي الشرطة القومي من ٠٠٠,٧٠ جندي مسلح من المشاة. وفي وقت لاحق جرى توسيع هذه القوة الى ٠٠٠,٢٥٠ رجل مجمعين في جيش صغير وفي بحرية وقوة جوية، وأطلق عليهم اسم «جايتاي،» اي قوات الدفاع عن النفس. ومع ذلك كانت ميزانية اليابان العسكرية مجرد ١ في المئة من انتاجها القومي الاجمالي. ولكن بتفاقم التوتر في انحاء كثيرة من العالم يجري حث اليابان على توسيع مقدراتها وانفاقها الدفاعيين.
ومؤخرا صرَّح رئيس الوزراء ناكاسون بنيته ان يجعل اليابان «حاملة طائرات كبيرة.» ورغم المشاعر العامة جرى وضع الخطط لزيادة الانفاق الدفاعي بقدر ٧ في المئة في عام ١٩٨٥. واستنادا الى «الدايلي يوميوري» تورَّطت اليابان في مخطط خماسي (١٩٨٦ – ١٩٩٠) للبناء الدفاعي النظامي والمستمر — في القوة البشرية، السفن الحربية، الغواصات والطائرات.
وتشاهد التغييرات ليس في سياسات الحكومة وحسب بل ايضا في موقف الناس من الحرب. ففي عام ١٩٧٠ جرت اثارة احد اكثر الهيجانات السياسية ايذاء في تاريخ اليابان عندما جُدّدت معاهدة الامن العسكري لما بعد الحرب — وبمقتضاها تزود الولايات المتحدة الحماية في وقت الازمة مقابل تأسيس قواعد عسكرية في اليابان. ولكن عندما جرى تجديد المعاهدة ثانية في عام ١٩٨٠ لم يكن ثمة اعتراض رئيسي واحد.
والواقع هو ان اناسا قليلين في اليابان تحت سن الـ ٥٠ اليوم يذكرون الحرب او يبالون بالتكلم عنها. ويرى البعض في اعادة الكتابة الدقيقة لكتب الاولاد المدرسية الجهد لازالة كل الوقائع المهمة التي افضت الى تلك الحرب المريعة. وكما تزيل الامواج تدريجيا آثار الاقدام من على الشاطىء الرملي، تؤثر احوال العالم المتغيرة في آراء الناس السياسية. ومن الاسئلة الرئيسية في اذهان العديدين، ماذا ستفعل اليابان في حالة طارئة مستقبلية؟ هل تذهب اليابان الى الحرب ثانية اذا بدا ان المبرر صحيح؟ وهل ضاع درس هيروشيما؟
-