مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل تتبع ارشاد يهوه الحبي؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • هَلْ تَتْبَعُ إِرْشَادَ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيَّ؟‏

      ‏«كُلَّ سَبِيلِ كَذِبٍ أَبْغَضْتُ».‏ —‏ مز ١١٩:‏١٢٨‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيُّ تَحْذِيرٍ تُقَدِّرُونَهُ إِذَا كُنْتُمْ تُرِيدُونَ ٱلذَّهَابَ إِلَى مَكَانٍ مَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَحْذِيرَاتٍ يُعْطِيهَا يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      تَخَيَّلْ أَنَّكَ تُرِيدُ ٱلذَّهَابَ إِلَى مَكَانٍ مَا،‏ لكِنَّكَ لَا تَعْرِفُ كَيْفَ تَصِلُ إِلَيْهِ.‏ فَتَطْلُبُ مُسَاعَدَةَ صَدِيقٍ تَثِقُ بِهِ وَيَعْرِفُ ٱلطَّرِيقَ جَيِّدًا.‏ وَفِيمَا يُعْطِيكَ إِرْشَادَاتٍ مُفَصَّلَةً،‏ قَدْ يَقُولُ:‏ «اِنْتَبِهْ عِنْدَ ٱلْمُنْعَطَفِ ٱلتَّالِي.‏ فَٱللَّافِتَةُ مُضَلِّلَةٌ؛‏ كَثِيرُونَ تَبِعُوهَا وَتَاهُوا».‏ أَفَلَا تُقَدِّرُ ٱهْتِمَامَهُ وَتُصْغِي إِلَى تَحْذِيرِهِ؟‏ مِنْ بَعْضِ ٱلنَّوَاحِي،‏ يَهْوَهُ هُوَ مِثْلُ هذَا ٱلصَّدِيقِ.‏ فَهُوَ يُزَوِّدُنَا بِإِرْشَادَاتٍ دَقِيقَةٍ تَدُلُّنَا كَيْفَ نَصِلُ إِلَى وُجْهَتِنَا ٱلْمَنْشُودَةِ،‏ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ وَلكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ يُحَذِّرُنَا مِنْ مُؤَثِّرَاتٍ رَدِيئَةٍ قَدْ تَحْدُو بِنَا إِلَى سُلُوكِ ٱلطَّرِيقِ ٱلْخَاطِئِ.‏ —‏ تث ٥:‏٣٢؛‏ اش ٣٠:‏٢١‏.‏

      ٢ لِذلِكَ،‏ سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ بَعْضَ ٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلَّتِي يُحَذِّرُنَا مِنْهَا صَدِيقُنَا،‏ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ.‏ وَأَثْنَاءَ هذِهِ ٱلْمُنَاقَشَةِ،‏ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّهُ يُعْطِينَا ٱلتَّحْذِيرَاتِ بِدَافِعِ ٱلِٱهْتِمَامِ وَٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَهُوَ يُرِيدُنَا أَنْ نَصِلَ إِلَى وُجْهَتِنَا وَلَا يُسَرُّ بِرُؤْيَتِنَا نُضِيعُ طَرِيقَنَا.‏ (‏حز ٣٣:‏١١‏)‏ وَهذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ:‏ اَلْأَوَّلُ خَارِجِيٌّ،‏ ٱلثَّانِي دَاخِلِيٌّ،‏ أَمَّا ٱلثَّالِثُ فَهُوَ مُجَرَّدُ وَهْمٍ وَيُشَكِّلُ خَطَرًا كَبِيرًا.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ هذِهِ ٱلْمُؤَثِّرَاتُ،‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ عَلَى مُقَاوَمَتِهَا.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «كُلَّ سَبِيلِ كَذِبٍ أَبْغَضْتُ».‏ (‏مز ١١٩:‏١٢٨‏)‏ فَلْنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ نَزِيدُ تَصْمِيمَنَا عَلَى بُغْضِ كُلِّ سَبِيلِ كَذِبٍ،‏ أَوْ طَرِيقٍ بَاطِلٍ.‏

      ‏«لَا تَتْبَعِ ٱلْكَثِيرِينَ»‏

      ٣ (‏أ)‏ لِمَ ٱلسَّيْرُ وَرَاءَ غَيْرِكُمْ مِنَ ٱلْمُسَافِرِينَ خَطِرٌ حِينَ لَا تَكُونُونَ مُتَأَكِّدِينَ مِنَ ٱلطَّرِيقِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَبْدَإٍ مُهِمٍّ يَرِدُ فِي ٱلْخُرُوج ٢٣:‏٢‏؟‏

      ٣ مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا كُنْتَ ذَاهِبًا فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ وَلَسْتَ مُتَأَكِّدًا مِنَ ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّائِبِ؟‏ رُبَّمَا تَمِيلُ إِلَى ٱلسَّيْرِ وَرَاءَ غَيْرِكَ مِنَ ٱلْمُسَافِرِينَ،‏ خَاصَّةً إِذَا لَاحَظْتَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمُ ٱنْتَقَوُا ٱلطَّرِيقَ نَفْسَهُ.‏ إِلَّا أَنَّ مَسْلَكًا كَهذَا مَحْفُوفٌ بِٱلْمَخَاطِرِ.‏ فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّ هؤُلَاءِ لَيْسُوا مُتَوَجِّهِينَ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي تَقْصِدُهُ أَوْ أَنَّهُمْ تَائِهُونَ مِثْلَكَ.‏ إِنَّ هذَا ٱلْمَثَلَ يَرْتَبِطُ بِمَبْدَإٍ يُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ لِشَرِيعَةٍ أُعْطِيَتْ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ حَذَّرَتِ ٱلْقُضَاةَ وَٱلشُّهُودَ مِنِ ‹ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ› فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ خروج ٢٣:‏٢‏.‏‏)‏ فَمِنَ ٱلسَّهْلِ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ يَرْضَخُوا لِضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ وَيُحَرِّفُوا ٱلْعَدْلَ.‏ وَلكِنْ،‏ هَلْ يَقْتَصِرُ تَطْبِيقُ مَبْدَإِ عَدَمِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ فَقَطْ؟‏ كَلَّا،‏ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏

      ٤،‏ ٥ كَيْفَ تَعَرَّضَ يَشُوعُ وَكَالِبُ لِضَغْطِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ،‏ وَمَاذَا سَاعَدَهُمَا عَلَى مُقَاوَمَتِهِ؟‏

      ٤ فِي ٱلْحَقِيقَةِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَتَعَرَّضَ لِضَغْطِ ‹ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ› فِي أَيِّ وَقْتٍ تَقْرِيبًا.‏ وَقَدْ يَنْشَأُ هذَا ٱلضَّغْطُ فَجْأَةً وَيَكُونُ مِنَ ٱلصَّعْبِ مُقَاوَمَتُهُ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ فَكِّرْ بِضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ ٱلَّذِي وَاجَهَهُ ذَاتَ مَرَّةٍ يَشُوعُ وَكَالِبُ،‏ ٱللَّذَانِ كَانَا بَيْنَ ١٢ رَجُلًا ذَهَبُوا لِتَجَسُّسِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ فَبَعْدَ عَوْدَتِهِمْ،‏ أَعْطَى عَشَرَةٌ مِنْهُمْ تَقْرِيرًا سَلْبِيًّا وَمُثَبِّطًا جِدًّا.‏ حَتَّى إِنَّهُمُ ٱدَّعَوْا أَنَّ بَعْضًا مِنْ سُكَّانِ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ عَمَالِقَةٌ مُتَحَدِّرُونَ مِنَ ٱلنَّفِيلِيمِ،‏ أَبْنَاءِ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْعُصَاةِ وَٱلنِّسَاءِ ٱللَّوَاتِي ٱتَّخَذُوهُنَّ.‏ (‏تك ٦:‏٤‏)‏ وَكَمْ كَانَ هذَا ٱلِٱدِّعَاءُ سَخِيفًا!‏ فَقَبْلَ قُرُونٍ عَدِيدَةٍ أُبِيدَتْ تِلْكَ ٱلذُّرِّيَّةُ ٱلْهَجِينَةُ ٱلشِّرِّيرَةُ بِٱلطُّوفَانِ،‏ دُونَ أَنْ يُنْجِبُوا نَسْلًا.‏ وَلكِنْ حَتَّى ٱلْأَفْكَارُ ٱلَّتِي لَا أَسَاسَ لَهَا يُمْكِنُ أَنْ تُشَكِّلَ ضَغْطًا عَلَى ذَوِي ٱلْإِيمَانِ ٱلضَّعِيفِ.‏ فَٱلتَّقَارِيرُ ٱلسَّلْبِيَّةُ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْجَوَاسِيسُ ٱلْعَشَرَةُ سُرْعَانَ مَا بَثَّتِ ٱلْخَوْفَ وَٱلذُّعْرَ فِي ٱلشَّعْبِ لِدَرَجَةِ أَنَّ كَثِيرِينَ شَعَرُوا أَنَّ دُخُولَ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ كَمَا أَمَرَهُمْ يَهْوَهُ غَلْطَةٌ كَبِيرَةٌ.‏ وَمَاذَا فَعَلَ يَشُوعُ وَكَالِبُ فِي خِضَمِّ هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْمُتَأَزِّمِ؟‏ —‏ عد ١٣:‏٢٥-‏٣٣‏.‏

      ٥ لَمْ يَتْبَعَا ٱلْكَثِيرِينَ.‏ فَقَدْ قَالَا ٱلْحَقِيقَةَ وَٱلْتَصَقَا بِهَا رَغْمَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَرِهُوا سَمَاعَهَا وَهَدَّدُوهُمَا بِٱلرَّجْمِ حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏ وَمِنْ أَيْنَ ٱسْتَمَدَّا هذِهِ ٱلشَّجَاعَةَ؟‏ مِنْ إِيمَانِهِمَا بِيَهْوَهَ.‏ فَذَوُو ٱلْإِيمَانِ يُمَيِّزُونَ بِوُضُوحٍ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱدِّعَاءَاتِ ٱلْبَشَرِ ٱلَّتِي لَا أَسَاسَ لَهَا وَوُعُودِ ٱللّٰهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَقَدْ عَبَّرَ هذَانِ ٱلرَّجُلَانِ لَاحِقًا عَمَّا شَعَرَا بِهِ حِيَالَ تَحْقِيقِ يَهْوَهَ كُلًّا مِنْ وُعُودِهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ يشوع ١٤:‏٦،‏ ٨؛‏ ٢٣:‏٢،‏ ١٤‏.‏‏)‏ فَيَشُوعُ وَكَالِبُ أَحَبَّا إِلهَهُمَا وَوَثِقَا بِهِ،‏ وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِمَا إِيلَامُهُ بِٱتِّبَاعِهِمَا جَمْعًا عَدِيمَ ٱلْإِيمَانِ.‏ لِذلِكَ،‏ ٱتَّخَذَا مَوْقِفًا ثَابِتًا رَاسِمَيْنِ مِثَالًا رَائِعًا لَنَا ٱلْيَوْمَ.‏ —‏ عد ١٤:‏١-‏١٠‏.‏

      ٦ فِي أَيَّةِ مَجَالَاتٍ قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا عُرْضَةٌ لِضَغْطِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ؟‏

      ٦ هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا أَنَّكَ عُرْضَةٌ لِضَغْطِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلنَّاسَ ٱلْمُبْعَدِينَ عَنْ يَهْوَهَ وَٱلَّذِينَ يَهْزَأُونَ بِمَقَايِيسِهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ هُمُ ٱلْأَكْثَرِيَّةُ ٱلسَّاحِقَةُ ٱلْيَوْمَ.‏ وَغَالِبًا مَا يُرَوِّجُونَ آرَاءً لَا أَسَاسَ لَهَا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِجْمَامِ وَٱلتَّسْلِيَةِ.‏ فَهُمْ يُصِرُّونَ أَنَّ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ وَٱلْعُنْفَ وَٱلْأَرْوَاحِيَّةَ ٱلَّتِي تَزْخَرُ بِهَا ٱلْبَرَامِجُ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةُ وَٱلْأَفْلَامُ وَأَلْعَابُ ٱلْفِيدْيُو هِيَ غَيْرُ مُؤْذِيَةٍ أَلْبَتَّةَ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٥‏)‏ فَكَيْفَ تَخْتَارُ أَنْتَ أَوْ عَائِلَتُكَ ٱلِٱسْتِجْمَامَ وَٱلتَّسْلِيَةَ؟‏ هَلْ تَسْمَحُ لِذَوِي ٱلضَّمَائِرِ ٱلْمُتَسَاهِلَةِ أَنْ يُؤَثِّرُوا فِي قَرَارَاتِكَ وَيَصُوغُوا ضَمِيرَكَ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ أَلَا يَعْنِي ذلِكَ أَنَّكَ تَتْبَعُ ٱلْكَثِيرِينَ؟‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ كَيْفَ نُدَرِّبُ ‹قُوَى إِدْرَاكِنَا›،‏ وَلِمَ هذَا ٱلتَّدْرِيبُ أَنْفَعُ مِنْ إِطَاعَةِ مَجْمُوعَةِ قَوَاعِدَ صَارِمَةٍ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ تَجِدُونَ مِثَالَ أَحْدَاثٍ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ مُشَجِّعًا؟‏

      ٧ لَقَدْ وَهَبَنَا يَهْوَهُ عَطِيَّةً ثَمِينَةً تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ:‏ ‹قُوَى إِدْرَاكِنَا›.‏ وَهذِهِ ٱلْقُوَى بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّدْرِيبِ «بِٱلْمُمَارَسَةِ».‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱتِّبَاعَ ٱلْكَثِيرِينَ فِي مَسَائِلَ تَتَعَلَّقُ بِٱلضَّمِيرِ أَوْ إِطَاعَةَ مَجْمُوعَةِ قَوَاعِدَ صَارِمَةٍ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُدَرِّبَا قُوَى إِدْرَاكِنَا.‏ لِهذَا ٱلسَّبَبِ،‏ مَثَلًا،‏ لَا يُعْطَى شَعْبُ يَهْوَهَ لَائِحَةً بِٱلْأَفْلَامِ وَٱلْكُتُبِ وَمَوَاقِعِ ٱلْإِنْتِرْنِت ٱلَّتِي عَلَيْهِمِ ٱجْتِنَابُهَا.‏ فَبِمَا أَنَّ هذَا ٱلْعَالَمَ يَتَغَيَّرُ بِسُرْعَةٍ،‏ تَصِيرُ لَائِحَةٌ مِنْ هذَا ٱلنَّوْعِ عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ حَالَمَا تُوضَعُ.‏ (‏١ كو ٧:‏٣١‏)‏ وَٱلْأَسْوَأُ أَيْضًا هُوَ أَنَّ ذلِكَ سَيَحْرِمُنَا مِنْ تَفَحُّصِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِدِقَّةٍ وَبِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ ثُمَّ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ بِنَاءً عَلَيْهَا.‏ —‏ اف ٥:‏١٠‏.‏

      ٨ طَبْعًا،‏ قَدْ تَجْعَلُنَا قَرَارَاتُنَا ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ غَيْرَ مَحْبُوبِينَ أَحْيَانًا.‏ فَٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ،‏ مَثَلًا،‏ يُوَاجِهُونَ ضَغْطًا شَدِيدًا مِنَ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ لِكَيْ يَفْعَلُوا مَا يَفْعَلُهُ ٱلْجَمِيعُ.‏ (‏١ بط ٤:‏٤‏)‏ وَكَمْ جَمِيلٌ أَنْ نَرَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ كِبَارًا وَصِغَارًا يَقْتَدُونَ بِإِيمَانِ يَشُوعَ وَكَالِبَ بِرَفْضِهِمْ أَنْ يَتْبَعُوا ٱلْكَثِيرِينَ!‏

      لَا تَتْبَعْ ‹قَلْبَكَ وَعَيْنَيْكَ›‏

      ٩ (‏أ)‏ لِمَ مِنَ ٱلْخَطَرِ أَنْ نَتْبَعَ أَيَّ مَيْلٍ يَتَمَلَّكُنَا أَثْنَاءَ ٱلسَّفَرِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ كَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ فِي عَدَد ١٥:‏٣٧-‏٣٩ مُهِمَّةً لِشَعْبِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا؟‏

      ٩ إِنَّ ٱلْمُؤَثِّرَ ٱلْخَطِرَ ٱلثَّانِيَ ٱلَّذِي سَنَتَنَاوَلُهُ هُوَ دَاخِلِيٌّ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْإِيضَاحِ:‏ إِذَا كُنْتَ مُسَافِرًا إِلَى مَكَانٍ مَا،‏ فَهَلْ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ تَضَعَ ٱلْخَرِيطَةَ جَانِبًا وَتَتْبَعَ أَيَّ مَيْلٍ يَتَمَلَّكُكَ،‏ رُبَّمَا سَالِكًا كُلَّ سَبِيلٍ تَرَى أَنَّ مَنَاظِرَهُ خَلَّابَةٌ؟‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلِٱسْتِسْلَامَ لِمُيُولِكَ لَنْ يُوصِلَكَ إِلَى وُجْهَتِكَ.‏ إِنَّ هذَا ٱلْمَثَلَ يُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ ٱلْمَبْدَإِ ٱلَّذِي تَرْتَكِزُ عَلَيْهِ شَرِيعَةٌ أُخْرَى أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا.‏ فَقَدْ أَوْصَاهُمْ أَنْ يَضَعُوا أَهْدَابًا عَلَى ثِيَابِهِمْ وَيَجْعَلُوا شَرِيطًا أَزْرَقَ عَلَيْهَا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ عدد ١٥:‏٣٧-‏٣٩‏.‏‏)‏ إِلَّا أَنَّ كَثِيرِينَ يَجِدُونَ صُعُوبَةً فِي فَهْمِ سَبَبِ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ.‏ فَهَلْ تَرَى لِمَ كَانَتْ مُهِمَّةً؟‏ لَقَدْ سَاهَمَتْ إِطَاعَةُ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ فِي إِبْقَاءِ شَعْبِ ٱللّٰهِ مُخْتَلِفِينَ وَمُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْوَثَنِيَّةِ ٱلَّتِي أَحَاطَتْ بِهِمْ.‏ وَكَانَ ذلِكَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَهُمْ إِنْ أَرَادُوا ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى رِضَى يَهْوَهَ.‏ (‏لا ١٨:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ تُظْهِرُ أَيْضًا مُؤَثِّرًا دَاخِلِيًّا خَطِرًا يُمْكِنُ أَنْ يُعِيقَنَا عَنْ بُلُوغِ وُجْهَتِنَا،‏ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ فَمَا هُوَ؟‏

      ١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يَعْرِفُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ؟‏

      ١٠ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ عَنْ سَبَبِ إِعْطَائِهِمْ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ:‏ ‹لَا تَطُوفُوا وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ وَعُيُونِكُمُ ٱلَّتِي أَنْتُمْ تَتْبَعُونَهَا فَاسِقِينَ›.‏ فَيَهْوَهُ يَعْرِفُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ وَيُدْرِكُ كَمْ هُوَ سَهْلٌ أَنْ يُغْوَى قَلْبُنَا،‏ أَيْ إِنْسَانُنَا ٱلدَّاخِلِيُّ،‏ بِمَا تَرَاهُ أَعْيُنُنَا.‏ لِذَا،‏ يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ قَائِلًا:‏ «اَلْقَلْبُ أَشَدُّ غَدْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ،‏ وَهُوَ يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ.‏ فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ؟‏».‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ هَلْ تَرَى ٱلْآنَ كَمْ كَانَ تَحْذِيرُ يَهْوَهَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي مَحَلِّهِ؟‏ فَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ سَيَنْظُرُونَ إِلَى ٱلشُّعُوبِ ٱلْوَثَنِيَّةِ حَوْلَهُمْ وَسَيُغْوَوْنَ بِمَا يَرَوْنَهُ.‏ فَسَيَرْغَبُونَ فِي ٱلتَّشَبُّهِ بِغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ هؤُلَاءِ،‏ ثُمَّ يَبْدَأُونَ بِٱلتَّفْكِيرِ وَٱلشُّعُورِ وَٱلسُّلُوكِ مِثْلَهُمْ.‏ —‏ ام ١٣:‏٢٠‏.‏

      ١١ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُغْوِيَنَا قَلْبُنَا وَعَيْنَانَا؟‏

      ١١ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَسْهُلُ أَكْثَرَ أَنْ تُغْوِيَ عُيُونُنَا قَلْبَنَا ٱلْغَدَّارَ.‏ فَكُلُّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ يُشَجِّعُنَا عَلَى إِشْبَاعِ مُيُولِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ إِذًا،‏ كَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي تَرْتَكِزُ عَلَيْهِ ٱلشَّرِيعَةُ فِي عَدَد ١٥:‏٣٩‏؟‏ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي:‏ إِذَا كُنْتَ تَرَى مَنْ حَوْلَكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمُجْتَمَعِ يَلْبَسُونَ بِطَرِيقَةٍ مُثِيرَةٍ جِنْسِيًّا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ،‏ فَهَلْ تَتَأَثَّرُ بِهِمْ؟‏ هَلْ تَمِيلُ إِلَى ‹ٱتِّبَاعِ قَلْبِكَ وَعَيْنَيْكَ› وَتُغْوَى بِمَا تَرَاهُ؟‏ وَهَلْ تَحُطُّ مِنْ مَقَايِيسِكَ بِتَبَنِّي نَمَطِ لِبَاسِهِمْ؟‏ —‏ رو ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ إِذَا شَرَدَتْ عُيُونُنَا إِلَى حَيْثُ لَا يَنْبَغِي؟‏ (‏ب)‏ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَسَبَّبَ بِجَعْلِ ٱلْآخَرِينَ يَتَأَمَّلُونَ فِي ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟‏

      ١٢ مِنْ هُنَا تَبْرُزُ حَاجَتُنَا ٱلْمَاسَّةُ إِلَى تَنْمِيَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ.‏ فَإِذَا شَرَدَتْ عُيُونُنَا إِلَى حَيْثُ لَا يَنْبَغِي،‏ فَلْنَتَذَكَّرِ ٱلْعَهْدَ ٱلَّذِي قَطَعَهُ أَيُّوبُ ٱلْأَمِينُ مَعَ عَيْنَيْهِ بِٱتِّخَاذِهِ قَرَارًا ثَابِتًا أَلَّا يُبْدِيَ ٱهْتِمَامًا رُومَنْطِيقِيًّا بِأَيَّةِ ٱمْرَأَةٍ غَيْرِ زَوْجَتِهِ.‏ (‏اي ٣١:‏١‏)‏ وَلْنَتَذَكَّرْ أَيْضًا تَصْمِيمَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «لَا أَجْعَلُ نُصْبَ عَيْنَيَّ شَيْئًا لَا خَيْرَ فِيهِ».‏ (‏مز ١٠١:‏٣‏)‏ فَكُلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُخَسِّرَنَا ضَمِيرَنَا ٱلطَّاهِرَ وَعَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ لَيْسَ سِوَى أَمْرٍ «لَا خَيْرَ فِيهِ».‏ وَيَشْمُلُ ذلِكَ كُلَّ ٱلْمُغْرِيَاتِ ٱلَّتِي تَسْتَهْوِي عُيُونَنَا وَتُغْوِي قَلْبَنَا لِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ.‏

      ١٣ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ نَحْنُ لَا نُرِيدُ بِٱلطَّبْعِ أَنْ نَصِيرَ أَشْخَاصًا ‹لَا خَيْرَ فِيهِمْ› بِجَعْلِ ٱلْآخَرِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يَرْتَكِبُوا ٱلْخَطَأَ.‏ لِذَا،‏ نَحْمِلُ عَلَى مَحْمَلِ ٱلْجِدِّ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُلْهَمَةَ أَنْ يَكُونَ لِبَاسُنَا مُرَتَّبًا وَمُحْتَشِمًا.‏ (‏١ تي ٢:‏٩‏)‏ وَلِتَحْدِيدِ مَا هُوَ ٱللِّبَاسُ ٱلْمُحْتَشِمُ لَا يَنْبَغِي أَنْ نُفَكِّرَ فَقَطْ بِمَا يُلَائِمُنَا.‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ فِي ٱلْحُسْبَانِ ضَمَائِرَ ٱلْآخَرِينَ وَأَحَاسِيسَهُمْ،‏ مُعْتَبِرِينَ خَيْرَهُمْ أَهَمَّ مِنْ تَفْضِيلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ (‏رو ١٥:‏١،‏ ٢‏)‏ وَٱلْجَمَاعَاتُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تَزْخَرُ بِآ‌لَافِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّذِينَ يَرْسُمُونَ أَمْثِلَةً حَسَنَةً فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَكَمْ نَحْنُ فَخُورُونَ بِهِمْ لِأَنَّهُمْ يَرْفُضُونَ ‹ٱتِّبَاعَ قُلُوبِهِمْ وَعُيُونِهِمْ› وَيَخْتَارُونَ إِرْضَاءَ يَهْوَهَ فِي كُلِّ مَا يَفْعَلُونَهُ،‏ حَتَّى فِي طَرِيقَةِ لِبَاسِهِمْ!‏

      لَا تَتْبَعِ «ٱلْأَبَاطِيلَ»‏

      ١٤ مَاذَا حَذَّرَ صَمُوئِيلُ بِشَأْنِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ «ٱلْأَبَاطِيلِ»؟‏

      ١٤ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَعْبُرُ صَحْرَاءَ شَاسِعَةً أَثْنَاءَ رِحْلَتِكَ.‏ فَتَرَى سَرَابًا وَتَسِيرُ وَرَاءَهُ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلسَّعْيَ وَرَاءَ هذَا ٱلْوَهْمِ يُمْكِنُ أَنْ يُكَلِّفَكَ حَيَاتَكَ.‏ وَفِي ٱلْمَاضِي،‏ حَصَلَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَمْرٌ مُمَاثِلٌ.‏ فَقَدْ أَرَادُوا أَنْ يَحْكُمَهُمْ مَلِكٌ بَشَرِيٌّ كَٱلْأُمَمِ ٱلْمُجَاوِرَةِ لَهُمْ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلرَّغْبَةَ كَانَتْ فِي ٱلْوَاقِعِ خَطِيَّةً خَطِيرَةً لِأَنَّهَا عَنَتْ أَنَّهُمْ رَفَضُوا يَهْوَهَ مَلِكًا عَلَيْهِمْ.‏ وَيَهْوَهُ أَدْرَكَ تَمَامًا خُطُورَةَ هذَا ٱلْمَوْقِفِ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ لَبَّى طَلَبَهُمْ،‏ جَعَلَ نَبِيَّهُ صَمُوئِيلَ يُوَجِّهُ إِلَيْهِمْ تَحْذِيرًا شَدِيدَ ٱللَّهْجَةِ مِنَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ «ٱلْأَبَاطِيلِ».‏ —‏ اِقْرَأْ ١ صموئيل ١٢:‏٢١‏.‏

      ١٥ كَيْفَ سَعَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَرَاءَ ٱلْأَبَاطِيلِ؟‏

      ١٥ وَهَلِ ٱعْتَقَدَ هذَا ٱلشَّعْبُ أَنَّ مَلِكًا بَشَرِيًّا يُمْكِنُ ٱلْوُثُوقُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ؟‏ إِنَّ ٱعْتِقَادًا كَهذَا كَانَ سَيَعْنِي أَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ وَرَاءَ أَمْرٍ بَاطِلٍ.‏ كَمَا أَنَّهُ كَانَ سَيُعَرِّضُهُمْ لِلسَّعْيِ وَرَاءَ أَوْهَامٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى مِنْ نَسْجِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَٱلْمَلِكُ ٱلْبَشَرِيُّ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَقُودَهُمْ إِلَى ٱلصَّنَمِيَّةِ.‏ وَعَبَدَةُ ٱلْأَصْنَامِ يَعْتَقِدُونَ خَطَأً أَنَّ ٱلْأَشْيَاءَ ٱلْمَلْمُوسَةَ —‏ كَٱلْآلِهَةِ ٱلْمَصْنُوعَةِ مِنَ ٱلْخَشَبِ أَوِ ٱلْحَجَرِ —‏ يُمْكِنُ ٱلْوُثُوقُ بِهَا أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ،‏ ٱلْإِلهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ ٱلَّذِي خَلَقَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ.‏ وَلكِنَّ ٱلْأَصْنَامَ ‹لَيْسَتْ بِشَيْءٍ› كَمَا ذَكَرَ بُولُسُ.‏ (‏١ كو ٨:‏٤‏)‏ فَهِيَ لَا تُبْصِرُ وَلَا تَسْمَعُ وَلَا تَتَكَلَّمُ وَلَا تَفْعَلُ شَيْئًا.‏ وَفِي حِينِ أَنَّهُ يُمْكِنُ رُؤْيَتُهَا وَلَمْسُهَا،‏ فَإِنَّ تَقْدِيمَ ٱلْعِبَادَةِ لَهَا هُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ سَعْيٌ وَرَاءَ أَمْرٍ بَاطِلٍ،‏ أَوْ وَهْمٍ كَاذِبٍ لَا يُؤَدِّي سِوَى إِلَى ٱلْكَارِثَةِ.‏ —‏ مز ١١٥:‏٤-‏٨‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ كَيْفَ يُغْوِي ٱلشَّيْطَانُ ٱلْكَثِيرِينَ بِٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْأَبَاطِيلِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ هِيَ أَبَاطِيلُ،‏ وَبِٱلْأَخَصِّ مُقَارَنَةً بِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٦ لَا يَزَالُ ٱلشَّيْطَانُ مَاهِرًا فِي إِقْنَاعِ ٱلنَّاسِ بِٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْأَبَاطِيلِ.‏ فَهُوَ يُغْوِي عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلنَّاسِ بِٱلِٱعْتِمَادِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ فَقَدْ يَجْعَلُهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ سَيَنْعَمُونَ بِٱلْأَمْنِ إِذَا جَمَعُوا ٱلْمَالَ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ وَنَالُوا وَظَائِفَ عَالِيَةَ ٱلْأُجُورِ.‏ وَلكِنْ مَا فَائِدَةُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْمَادِّيَّةِ عِنْدَمَا تَتَدَهْوَرُ ٱلصِّحَّةُ،‏ يَنْهَارُ ٱلِٱقْتِصَادُ،‏ أَوْ تَحُلُّ كَارِثَةٌ طَبِيعِيَّةٌ؟‏ أَوْ مَا نَفْعُهَا حِينَ يَشْعُرُ ٱلنَّاسُ بِٱلْفَرَاغِ وَيَحْتَاجُونَ إِلَى إِرْشَادٍ وَقَصْدٍ لِحَيَاتِهِمْ وَأَجْوِبَةٍ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ؟‏ أَوْ أَيَّةُ تَعْزِيَةٍ تَمْنَحُهَا لِلَّذِينَ هُمْ عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَوْتِ؟‏ إِنَّ ٱتِّكَالَنَا عَلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ سَيُؤَدِّي بِنَا حَتْمًا إِلَى ٱلْخَيْبَةِ.‏ فَلَا جَدْوَى مِنْهَا لِأَنَّهَا أَبَاطِيلُ.‏ فَهِي لَا تُزَوِّدُنَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلْجَسَدِيَّةَ عَلَى ٱلْمَدَى ٱلْبَعِيدِ إِذْ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرَنَا أَوْ تَمْنَعَ عَنَّا ٱلْمَرَضَ وَٱلْمَوْتَ.‏ (‏ام ٢٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ كَمْ جَدِيرٌ بِٱلثِّقَةِ هُوَ إِلهُنَا يَهْوَهُ!‏ فَإِذَا ٱمْتَلَكْنَا عَلَاقَةً وَثِيقَةً بِهِ،‏ نَنْعَمُ بِٱلْأَمْنِ ٱلْحَقِيقِيِّ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ رَائِعَةٍ!‏ إِذًا،‏ لِنُصَمِّمْ أَلَّا نَتَخَلَّى عَنْهُ أَبَدًا سَعْيًا وَرَاءَ ٱلْأَبَاطِيلِ.‏

      ١٧ عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةِ ٱلَّتِي جَرَتْ مُنَاقَشَتُهَا؟‏

      ١٧ أَلَا يُسْعِدُنَا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ صَدِيقُنَا وَمُرْشِدُنَا فِي رِحْلَةِ ٱلْحَيَاةِ؟‏ وَإِذَا ٱسْتَمْرَرْنَا فِي ٱلْإِصْغَاءِ إِلَى تَحْذِيرَاتِهِ ٱلْحُبِّيَّةِ مِنَ ٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ ٱلثَّلَاثَةِ —‏ وَذلِكَ بِتَجَنُّبِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ وَقُلُوبِنَا وَٱلْأَبَاطِيلِ —‏ فَسَنَبْلُغُ وُجْهَتَنَا،‏ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ تَحْذِيرَاتٍ أُخْرَى يُزَوِّدُنَا بِهَا يَهْوَهُ لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى بُغْضِ وَٱجْتِنَابِ ٱلطُّرُقِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تُؤَدِّي بِٱلْكَثِيرِينَ إِلَى ٱلضَّلَالِ.‏ —‏ مز ١١٩:‏١٢٨‏.‏

  • هل تصغي الى تحذيرات يهوه الواضحة؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • هَلْ تُصْغِي إِلَى تَحْذِيرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَةِ؟‏

      ‏«هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ.‏ اُسْلُكُوا فِيهَا».‏ —‏ اش ٣٠:‏٢١‏.‏

      ١،‏ ٢ عَلَامَ ٱلشَّيْطَانُ عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ،‏ وَكَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ؟‏

      إِذَا أَنْذَرَكَ أَحَدُ أَصْدِقَائِكَ أَنَّ رَجُلًا شِرِّيرًا تَعَمَّدَ تَغْيِيرَ لَافِتَةِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تُرِيدُ سُلُوكَهُ بِهَدَفِ أَذِيَّةِ ٱلْمُسَافِرِينَ غَيْرِ ٱلْحَذِرِينَ،‏ أَفَلَا تُصْغِي إِلَى تَحْذِيرِهِ؟‏ نَعَمْ،‏ دُونَ شَكٍّ.‏ فَلَافِتَةٌ كَهذِهِ لَا تُضَلِّلُكَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تُشَكِّلُ أَيْضًا خَطَرًا عَلَيْكَ.‏

      ٢ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ خَصْمٌ شِرِّيرٌ عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ عَلَى تَضْلِيلِنَا.‏ (‏رؤ ١٢:‏٩‏)‏ وَقَدْ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ رَدِيئَةٍ يَسْتَغِلُّهَا لِجَعْلِنَا نَنْحَرِفُ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏مت ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ إِلهَنَا ٱلْمُحِبَّ يُحَذِّرُنَا مِنِ ٱتِّبَاعِ ‹لَافِتَاتِ ٱلطَّرِيقِ› ٱلْمُضَلِّلَةِ ٱلَّتِي يَضَعُهَا ٱلشَّيْطَانُ!‏ وَٱلْآنَ،‏ سَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ سَلْبِيَّةٍ إِضَافِيَّةٍ.‏ وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَنْ نَجْتَنِبَ ٱلضَّلَالَ،‏ لِنَتَخَيَّلْ أَنَّ يَهْوَهَ يَسِيرُ خَلْفَنَا وَيَدُلُّنَا عَلَى ٱلْوُجْهَةِ ٱلصَّحِيحَةِ قَائِلًا:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ.‏ اُسْلُكُوا فِيهَا».‏ (‏اش ٣٠:‏٢١‏)‏ فَتَفَحُّصُ تَحْذِيرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَةِ سَيُقَوِّي تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجَبِهَا.‏

      لَا تَتْبَعِ ‹ٱلمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ›‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ ٱلْآبَارَ ٱلْجَافَّةَ؟‏ (‏ب)‏ مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَ،‏ وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟‏

      ٣ لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَمُرُّ أَثْنَاءَ رِحْلَتِكَ فِي أَرْضٍ قَاحِلَةٍ.‏ وَتَرَى بِئْرًا مِنْ بَعِيدٍ،‏ فَتَتَّجِهُ نَحْوَهَا آمِلًا ٱلْعُثُورَ عَلَى مَاءٍ يُرْوِي ظَمَأَكَ.‏ إِلَّا أَنَّكَ تُصَابُ بِٱلْخَيْبَةِ لَدَى وُصُولِكَ إِذْ تَجِدُهَا جَافَّةً.‏ يُشْبِهُ ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ هذِهِ ٱلْآبَارَ ٱلْجَافَّةَ.‏ وَكُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيْهِمْ بَحْثًا عَنْ مِيَاهِ ٱلْحَقِّ سَيُصَابُ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ مَرِيرَةٍ.‏ لِذَا،‏ يُحَذِّرُنَا يَهْوَهُ مِنْهُمْ عَلَى لِسَانِ ٱلرَّسُولَيْنِ بُولُسَ وَبُطْرُسَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١-‏٣‏.‏‏)‏ فَمَنْ هُمْ هؤُلَاءِ ٱلْمُعَلِّمُونَ؟‏ تُسَاعِدُنَا كَلِمَاتُ هذَيْنِ ٱلرَّسُولَيْنِ ٱلْمُلْهَمَةُ أَنْ نَعْرِفَ مَنْ هُمْ وَمَا هِيَ ٱلْأَسَالِيبُ ٱلَّتِي يَتَّبِعُونَهَا.‏

      ٤ قَالَ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ:‏ «مِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ».‏ وَكَتَبَ بُطْرُسُ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «سَيَكُونُ أَيْضًا بَيْنَكُمْ مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ».‏ فَمِنْ أَيْنَ يَأْتِي ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ؟‏ مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهؤُلَاءِ هُمْ أَشْخَاصٌ مُرْتَدُّونَ.‏a وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟‏ إِنَّهُمْ لَا يَكْتَفُونَ بِتَرْكِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلَّتِي رُبَّمَا أَحَبُّوهَا يَوْمًا،‏ بَلْ يَهْدِفُونَ «أَنْ يَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ» كَمَا قَالَ بُولُسُ.‏ لَاحِظْ أَدَاةَ ٱلتَّعْرِيفِ فِي كَلِمَةِ «ٱلتَّلَامِيذِ».‏ فَعِوَضَ أَنْ يَجْمَعَ ٱلْمُرْتَدُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ تَلَامِيذَ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَجُرُّوا وَرَاءَهُمْ تَلَامِيذَ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَهُمْ مِثْلُ «ذِئَابٍ ضَارِيَةٍ» يُرِيدُونَ أَنْ يَفْتَرِسُوا أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّذِينَ يَثِقُونَ بِهِمْ،‏ مُقَوِّضِينَ إِيمَانَهُمْ وَمُبْعِدِينَ إِيَّاهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ.‏ —‏ مت ٧:‏١٥؛‏ ٢ تي ٢:‏١٨‏.‏

      ٥ أَيَّةُ أَسَالِيبَ يَسْتَخْدِمُهَا ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ؟‏

      ٥ وَمَا هِيَ أَسَالِيبُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏ إِنَّهُمْ يَسْتَخْدِمُونَ طُرُقًا تَنِمُّ عَنْ رُوحٍ مَاكِرَةٍ.‏ فَهؤُلَاءِ ٱلْمُرْتَدُّونَ «يَدُسُّونَ» أَفْكَارًا مُفْسِدَةً.‏ فَهُمْ يَبُثُّونَ آرَاءَهُمُ ٱلْمُرْتَدَّةَ بِخُبْثٍ عَلَى غِرَارِ ٱلْمُهَرِّبِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ خِفْيَةً.‏ كَمَا أَنَّهُمْ يَسْتَعْمِلُونَ «كَلِمَاتٍ مُزَوَّرَةً»،‏ أَوْ حُجَجًا بَاطِلَةً،‏ لِتَبْدُوَ آرَاؤُهُمُ ٱلْمُلَفَّقَةُ وَكَأَنَّهَا حَقِيقَةٌ مِثْلَمَا يُزَيِّفُ مُزَوِّرٌ ٱلْوَثَائِقَ بِمَهَارَةٍ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَنْشُرُونَ ‹تَعَالِيمَهُمُ ٱلْخَادِعَةَ› إِذْ ‹يُعَوِّجُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ› لِتَتَلَاءَمَ مَعَ مَفَاهِيمِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ (‏٢ بط ٢:‏١،‏ ٣،‏ ١٣؛‏ ٣:‏١٦‏)‏ فَمِنَ ٱلْجَلِيِّ إِذًا أَنَّهُمْ لَا يَهْتَمُّونَ بِصَالِحِنَا.‏ وَٱتِّبَاعُهُمْ سَيُحَوِّلُنَا لَا مَحَالَةَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏

      ٦ أَيَّةُ مَشُورَةٍ وَاضِحَةٍ عَنِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ يُزَوِّدُنَا بِهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟‏

      ٦ وَكَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏ إِنَّ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ ٱلتَّعَامُلِ مَعَهُمْ وَاضِحَةٌ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ روما ١٦:‏١٧؛‏ ٢ يوحنا ٩-‏١١‏.‏‏)‏ فَهِيَ تَقُولُ:‏ «تَجَنَّبُوهُمْ».‏ وَتَنْقُلُ تَرْجَمَاتٌ أُخْرَى هذَا ٱلتَّعْبِيرَ إِلَى:‏ «أَعْرِضُوا عَنْهُمْ» وَ «ٱبْتَعِدُوا عَنْهُمْ».‏ فَمَا مِنِ ٱلْتِبَاسٍ فِي هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ.‏ لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّ طَبِيبًا أَوْصَاكَ بِتَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِكَاكِ بِشَخْصٍ مُصَابٍ بِمَرَضٍ مُعْدٍ وَمُمِيتٍ.‏ فَلَا بُدَّ أَنَّكَ سَتُدْرِكُ بِوُضُوحٍ مَا يُرِيدُهُ ٱلطَّبِيبُ وَتَتْبَعُ إِرْشَادَهُ بِدِقَّةٍ.‏ بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ إِنَّ ٱلْمُرْتَدِّينَ هُمْ ‹مُعْتَلُّونَ عَقْلِيًّا› وَيَسْعَوْنَ إِلَى نَقْلِ ٱلْعَدْوَى إِلَى ٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ تَعَالِيمِهِمِ ٱلْكَاذِبَةِ.‏ (‏١ تي ٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَيَهْوَهُ هُوَ ٱلطَّبِيبُ ٱلْعَظِيمُ ٱلَّذِي يَنْصَحُنَا بِتَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِكَاكِ بِهِمْ.‏ فَهَلْ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نُصْغِيَ دَائِمًا إِلَى تَحْذِيرَاتِهِ مُدْرِكِينَ مَغْزَى نُصْحِهِ لَنَا؟‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ عَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ ثَابِتٍ ضِدَّ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏

      ٧ وَعَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟‏ طَبْعًا،‏ يَلْزَمُ أَلَّا نَسْتَقْبِلَهُمْ فِي بُيُوتِنَا أَوْ نُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ.‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ قِرَاءَةَ مَطْبُوعَاتِهِمْ،‏ مُشَاهَدَةَ بَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ ٱلَّتِي يَظْهَرُونَ فِيهَا،‏ تَصَفُّحَ مَوَاقِعِهِمِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ،‏ أَوِ ٱلتَّعْلِيقَ عَلَى ٱلْيَوْمِيَّاتِ ٱلْخَاصَّةِ بِهِمْ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت.‏ وَمَا يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ هذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلثَّابِتِ لَيْسَ سِوَى ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَبِمَا أَنَّنَا نُحِبُّ «إِلٰهَ ٱلْحَقِّ»،‏ لَا تَهُمُّنَا ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْمُعَوَّجَةُ ٱلَّتِي تُنَاقِضُ كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ.‏ (‏مز ٣١:‏٥؛‏ يو ١٧:‏١٧‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ نَحْنُ نُحِبُّ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي عَلَّمَتْنَا حَقَائِقَ رَائِعَةً كَٱسْمِ ٱللّٰهِ وَمَعْنَاهُ،‏ قَصْدِهِ لِلْأَرْضِ،‏ حَالَةِ ٱلْمَوْتَى،‏ وَرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ.‏ هَلْ تَذْكُرُ كَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ عِنْدَمَا سَمِعْتَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى هذِهِ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ؟‏ إِذًا،‏ لَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَخْصٍ يُشَوِّهُ سُمْعَةَ ٱلْهَيْئَةِ بِأَنْ يَجْعَلَكَ تَنْقَلِبُ ضِدَّهَا.‏ —‏ يو ٦:‏٦٦-‏٦٩‏.‏

      ٨ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ مَهْمَا قَالُوا.‏ فَإِذَا ٱلْتَجَأْنَا إِلَى هذِهِ ٱلْآبَارِ ٱلْجَافَّةِ،‏ نَعُودُ فَارِغِي ٱلْأَيْدِي وَخَائِبِينَ.‏ عِوَضًا عَنْ ذلِكَ،‏ لِنُصَمِّمْ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ ٱلَّتِي طَالَمَا أَرْوَتْ ظَمَأَنَا بِمِيَاهِ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةِ وَٱلْمُنْعِشَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ —‏ اش ٥٥:‏١-‏٣؛‏ مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      لَا تَتْبَعِ ‹ٱلْقِصَصَ ٱلْبَاطِلَةَ›‏

      ٩،‏ ١٠ أَيُّ تَحْذِيرٍ قَدَّمَهُ بُولُسُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ بِشَأْنِ ‹ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ›،‏ وَبِمَ كَانَ رُبَّمَا يُفَكِّرُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

      ٩ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَحْيَانًا أَنْ يُمَيِّزَ ٱلْمَرْءُ هَلْ تَلَاعَبَ أَحَدٌ بِلَافِتَةٍ لِتُشِيرَ إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلْخَطَإِ،‏ إِلَّا أَنَّ ذلِكَ لَيْسَ دَائِمًا بِهذِهِ ٱلْبَسَاطَةِ.‏ وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى مُؤَثِّرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؛‏ فَبَعْضُهَا يَبْدُو جَلِيًّا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ.‏ وَإِحْدَى إِسْتِرَاتِيجِيَّاتِهِ ٱلْمَاكِرَةِ ٱلَّتِي يُحَذِّرُنَا مِنْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هِيَ ‹ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ١:‏٣،‏ ٤‏.‏‏)‏ فَلِئَلَّا نَحِيدَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَيْهَا.‏

      ١٠ يَرِدُ تَحْذِيرُ بُولُسَ مِنَ ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ،‏ نَاظِرٌ مَسِيحِيٌّ ٱؤْتُمِنَ عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ كَيْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ.‏ (‏١ تي ١:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ بُولُسُ كَلِمَةً يُونَانِيَّةً تُشِيرُ إِلَى قِصَصٍ خَيَالِيَّةٍ،‏ أَسَاطِيرَ،‏ أَوْ أَكَاذِيبَ.‏ تَذْكُرُ دَائِرَةُ مَعَارِفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَانُونِيَّةُ ٱلْأُمَمِيَّةُ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ أَنَّ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ تَصِفُ «قِصَّةً (‏دِينِيَّةً)‏ لَا عَلَاقَةَ لَهَا بِٱلْوَاقِعِ».‏ فَلَعَلَّ بُولُسَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي تُرَوِّجُهَا ٱلرِّوَايَاتُ ٱلشَّيِّقَةُ ٱلْمُتَنَاقَلَةُ أَوِ ٱلْحِكَايَاتُ ٱلْخُرَافِيَّةُ.‏b فَهذِهِ ٱلْقِصَصُ لَا ‹تُؤَدِّي سِوَى إِلَى مَسَائِلِ جَدَلٍ›،‏ أَيْ أَنَّهَا تُثِيرُ أَسْئِلَةً تَافِهَةً تَؤُولُ إِلَى أَبْحَاثٍ لَا جَدْوَى مِنْهَا.‏ وَهِيَ إِحْدَى حِيَلِ ٱلْمُخَادِعِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يَسْتَغِلُّ ٱلْأَكَاذِيبَ ٱلدِّينِيَّةَ وَٱلْأَسَاطِيرَ ٱلْمُلَفَّقَةَ لَيُضِلَّ ٱلْغَافِلِينَ.‏ إِذًا،‏ إِنَّ مَشُورَةَ بُولُسَ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ وَاضِحَةٌ:‏ لَا تُصْغُوا إِلَى قِصَصٍ بَاطِلَةٍ!‏

      ١١ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ بِمَهَارَةٍ لِتَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ،‏ وَأَيُّ تَحْذِيرٍ يُسَاعِدُنَا أَلَّا نُضَلَّ؟‏

      ١١ مَا هِيَ بَعْضُ ‹ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ› ٱلَّتِي تُضِلُّ غَيْرَ ٱلْحَذِرِينَ؟‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى كُلِّ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ أَوِ ٱلْخُرَافَاتِ ٱلَّتِي تُحَوِّلُنَا «عَنِ ٱلْحَقِّ».‏ (‏٢ تي ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَٱلشَّيْطَانُ،‏ ٱلَّذِي يَتَظَاهَرُ بِأَنَّهُ «مَلَاكُ نُورٍ»،‏ يَسْتَخْدِمُ بِمَهَارَةٍ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لِتَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ.‏ (‏٢ كو ١١:‏١٤‏)‏ فَتَحْتَ سِتَارِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ يُعَلِّمُ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَقَائِدَ —‏ كَٱلثَّالُوثِ وَنَارِ ٱلْهَاوِيَةِ وَخُلُودِ ٱلنَّفْسِ —‏ تَحْتَوِي عَلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْخُرَافَاتِ وَٱلْأَكَاذِيبِ.‏ كَمَا أَنَّهُ يُرَوِّجُ ٱلِٱحْتِفَالَ بِٱلْأَعْيَادِ،‏ كَعِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَٱلْفِصْحِ،‏ ٱلَّتِي تَبْدُو عَادَاتُهَا بَرِيئَةً لكِنَّ جُذُورَهَا تَعُودُ إِلَى ٱلْأَسَاطِيرِ وَٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلْوَثَنِيَّةِ.‏ فَإِذَا أَصْغَيْنَا إِلَى تَحْذِيرِ ٱللّٰهِ أَنْ نَنْفَصِلَ عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَ ‹أَلَّا نَمَسَّ ٱلنَّجِسَ بَعْدُ›،‏ فَلَنْ تُضِلَّنَا ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ.‏ —‏ ٢ كو ٦:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَكَاذِيبَ يُرَوِّجُهَا ٱلشَّيْطَانُ،‏ وَمَا هِيَ ٱلْحَقِيقَةُ بِشَأْنِ كُلٍّ مِنْهَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَحُولُ دُونَ أَنْ يُضِلَّنَا ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ؟‏

      ١٢ يُرَوِّجُ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا أَكَاذِيبَ أُخْرَى يُمْكِنُ أَنْ تُضِلَّنَا إِذَا لَمْ نَلْزَمِ ٱلْحَذَرَ.‏ إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏ كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٌ —‏ صَائِبًا كَانَ أَمْ خَاطِئًا؛‏ فَٱلْقَرَارُ يَعُودُ إِلَيْكَ.‏ إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلنَّظْرَةَ،‏ ٱلَّتِي تُرَوِّجُهَا وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ وَٱلتَّسْلِيَةِ،‏ هِيَ نَظْرَةٌ مُشَوَّهَةٌ إِلَى مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ وَتُشَكِّلُ ضَغْطًا عَلَيْنَا لِلتَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ ٱلرَّوَادِعِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ فَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْإِرْشَادِ،‏ وَٱللّٰهُ وَحْدَهُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسُدَّهَا.‏ (‏ار ١٠:‏٢٣‏)‏ اَللّٰهُ لَنْ يَتَدَخَّلَ فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ.‏ إِنَّ هذَا ٱلتَّفْكِيرَ يُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱلتَّشَبُّهِ بِٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا وَٱلْعَيْشِ لِيَوْمِنَا،‏ مِمَّا يَجْعَلُنَا ‹غَيْرَ فَعَّالِينَ وَغَيْرَ مُثْمِرِينَ›.‏ (‏٢ بط ١:‏٨‏)‏ وَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ يَقْتَرِبُ بِسُرْعَةٍ،‏ وَيَجِبُ أَنْ نَتَرَقَّبَهُ دَائِمًا.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٤‏)‏ اَللّٰهُ لَا يَهْتَمُّ بِكَ إِفْرَادِيًّا.‏ إِنَّ تَصْدِيقَ كِذْبَةِ ٱلشَّيْطَانِ هذِهِ يَجْعَلُنَا نَشْعُرُ بِأَنَّنَا لَنْ نَسْتَحِقَّ أَبَدًا مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ فَنَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَتِهِ.‏ وَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ وَيُقَدِّرُ كُلًّا مِنْ عُبَّادِهِ إِفْرَادِيًّا.‏ —‏ مت ١٠:‏٢٩-‏٣١‏.‏

      ١٣ أَحْيَانًا،‏ قَدْ تَبْدُو أَفْكَارُ وَمَوَاقِفُ هذَا ٱلْعَالَمِ مَنْطِقِيَّةً.‏ وَلكِنْ لِنَكُنْ حَذِرِينَ وَنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ بَارِعٌ فِي ٱلْخِدَاعِ.‏ وَوَحْدَهُ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَى مَشُورَةِ وَمُذَكِّرَاتِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ سَيَحُولُ دُونَ أَنْ يُضِلَّنَا ‹بِٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْمُخْتَلَقَةِ بِدَهَاءٍ [‹ٱلْأَسَاطِيرِ ٱلْمُخْتَلَقَةِ بِمَهَارَةٍ›،‏ تَرْجَمَةٌ تَفْسِيرِيَّةٌ‏]›.‏ —‏ ٢ بط ١:‏١٦‏.‏

      لَا ‹تَتْبَعِ ٱلشَّيْطَانَ›‏

      ١٤ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَعْطَاهُ بُولُسُ لِبَعْضِ ٱلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا،‏ وَلِمَاذَا عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَّخِذَ كَلَامَهُ بِجِدِّيَّةٍ؟‏

      ١٤ لِنَفْرِضْ أَنَّ لَافِتَةً تَقُولُ:‏ «مِنْ هُنَا طَرِيقُ ٱلشَّيْطَانِ».‏ فَمَنْ يَسْلُكُ هذَا ٱلطَّرِيقَ؟‏!‏ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ ‹يَنْحَرِفَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ يُحَذِّرُ بُولُسُ أَنَّ هذَا قَدْ يَحْدُثُ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:‏١١-‏١٥‏.‏‏)‏ فَتَصَرُّفَاتُ بَعْضِ «ٱلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا» فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَرْهَنَتْ أَنَّهُنَّ يَتْبَعْنَ ٱلشَّيْطَانَ رَغْمَ أَنَّهُنَّ لَمْ يَعْتَقِدْنَ ذلِكَ.‏ وَصَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ كَانَ يَتَحَدَّثُ عَنْ تِلْكَ ٱلنِّسَاءِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا تَنْطَبِقُ عَلَيْنَا جَمِيعًا.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنِ ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ حَتَّى عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ؟‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي تَحْذِيرِ بُولُسَ مِنَ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏

      ١٥ إِلَامَ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ،‏ وَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا؟‏

      ١٥ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى إِسْكَاتِنَا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٧‏)‏ وَلِبُلُوغِ غَايَتِهِ،‏ يُحَاوِلُ حَمْلَنَا عَلَى فِعْلِ أُمُورٍ تُبَدِّدُ ٱلْوَقْتَ أَوْ تُثِيرُ ٱلشِّقَاقَاتِ.‏ فَمَا هِيَ ٱلْأَسَالِيبُ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا؟‏ يُمْكِنُنَا تَحْدِيدُ ثَلَاثَةٍ مِنْهَا مِنْ خِلَالِ وَصْفِ بُولُسَ لِلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا.‏ (‏١)‏ ‏«بَطَّالَاتٌ،‏ يَطُفْنَ عَلَى ٱلْبُيُوتِ».‏ فِي عَصْرِ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا هذَا،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَضْيِيعُ وَقْتِنَا وَوَقْتِ غَيْرِنَا بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ مِثْلِ إِرْسَالِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ مَا يَصِلُنَا مِنْ رَسَائِلَ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ أَوْ مُضَلِّلَةٍ.‏ (‏٢)‏ ‏«ثَرْثَارَاتٌ».‏ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ ٱلثَّرْثَرَةُ ٱلْمُؤْذِيَةُ إِلَى ٱلِٱفْتِرَاءِ،‏ مَا يُثِيرُ ٱلْخِصَامَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ.‏ (‏ام ٢٦:‏٢٠‏)‏ وَٱلْمُفْتَرُونَ ٱلْخُبَثَاءُ يَقْتَدُونَ بِٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ،‏ سَوَاءٌ أَدْرَكُوا ذلِكَ أَوْ لَا.‏c (‏٣)‏ ‏«فُضُولِيَّاتٌ».‏ لَا يَحِقُّ لَنَا أَنْ نُمْلِيَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ كَيْفَ يُدِيرُونَ شُؤُونَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ.‏ فَهذَا ٱلتَّصَرُّفُ ٱلْمُزْعِجُ غَيْرُ مُجْدٍ لِأَنَّهُ يُلْهِينَا عَنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْنَا مِنَ ٱللّٰهِ.‏ وَعِنْدَمَا نَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ،‏ نَبْدَأُ بِٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَلَا تُوجَدُ مِنْطَقَةٌ وُسْطَى.‏ —‏ مت ١٢:‏٣٠‏.‏

      ١٦ أَيَّةُ نَصَائِحَ تُجَنِّبُنَا ‹ٱلِٱنْحِرَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›؟‏

      ١٦ إِنَّ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَى ٱلنَّصَائِحِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُجَنِّبُنَا ‹ٱلِٱنْحِرَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بَعْضَ نَصَائِحِ بُولُسَ ٱلْحَكِيمَةِ.‏ كُونُوا «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ».‏ (‏١ كو ١٥:‏٥٨‏)‏ فَٱلِٱنْشِغَالُ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ يَمْنَعُنَا مِنَ ٱلصَّيْرُورَةِ كَسَالَى وَإِضَاعَةِ وَقْتِنَا فِي مَسَاعٍ عَقِيمَةٍ.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ تَكَلَّمُوا بِمَا هُوَ ‹صَالِحٌ لِلْبُنْيَانِ›.‏ (‏اف ٤:‏٢٩‏)‏ فَلَا يَلْزَمُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ أَوْ نَنْشُرَهَا.‏d بَلْ يَجِبُ أَنْ نَبْنِيَ ٱلثِّقَةَ وَٱلِٱحْتِرَامَ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ وَهكَذَا،‏ نَنْدَفِعُ بِشَكْلٍ تِلْقَائِيٍّ إِلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَبْنِي لَا ٱلَّتِي تَهْدِمُ.‏ لِيَكُنْ «هَدَفُكُمْ أَنْ .‏ .‏ .‏ تَهْتَمُّوا بِشُؤُونِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ».‏ ‏(‏١ تس ٤:‏١١‏)‏ فَرَغْمَ أَنَّ عَلَيْنَا إِظْهَارَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلشَّخْصِيِّ بِٱلْآخَرِينَ،‏ لكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَحْتَرِمَ خُصُوصِيَّاتِهِمْ وَأَلَّا نُجَرِّدَهُمْ مِنْ كَرَامَتِهِمْ.‏ وَيَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ نَدَعَهُمْ يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتِهِمْ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ دُونَ أَنْ نَفْرِضَ عَلَيْهِمْ آرَاءَنَا ٱلْخَاصَّةَ.‏ —‏ غل ٦:‏٥‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا يُحَذِّرُنَا يَهْوَهُ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَهَا؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ أَنْتُمْ عَازِمُونَ بِشَأْنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُرِيدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَسْلُكَهُ؟‏

      ١٧ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ يَهْوَهَ يُحَذِّرُنَا بِوُضُوحٍ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَهَا!‏ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ تَحْذِيرَاتِهِ ٱلَّتِي ٱسْتَعْرَضْنَاهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ هِيَ بِدَافِعِ مَحَبَّتِهِ ٱلْفَائِقَةِ لَنَا.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُبْعِدَ عَنَّا ٱلشَّقَاءَ وَٱلْأَلَمَ ٱلنَّاتِجَيْنِ عَنِ ٱتِّبَاعِ ‹لَافِتَاتِ› ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُضَلِّلَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي يُرِيدُنَا أَنْ نَسْلُكَهُ حَرِجٌ،‏ إِلَّا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى أَفْضَلِ «وُجْهَةٍ»:‏ اَلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏مت ٧:‏١٤‏)‏ فَلْنَكُنْ رَاسِخِي ٱلْعَزْمِ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى حَضِّ يَهْوَهَ:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ.‏ اُسْلُكُوا فِيهَا».‏ —‏ اش ٣٠:‏٢١‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a ‏«اَلِٱرْتِدَادُ» هُوَ ٱلِٱبْتِعَادُ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ نَقْضُ ٱلْوَلَاءِ،‏ ٱلِٱنْشِقَاقُ،‏ ٱلتَّمَرُّدُ،‏ وَٱلْهَجْرُ.‏

      b عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِنَّ سِفْرَ طُوبِيَّا ٱلْأَپُوكْرِيفِيَّ،‏ ٱلَّذِي كُتِبَ نَحْوَ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ وَكَانَ مَوْجُودًا فِي أَيَّامِ بُولُسَ،‏ يَزْخَرُ بِمُعْتَقَدَاتٍ خُرَافِيَّةٍ وَرِوَايَاتٍ عَنِ ٱلسِّحْرِ وَٱلشَّعْوَذَةِ مَعْرُوضَةٍ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ.‏ —‏ اُنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ ٱلْمُجَلَّدَ ١،‏ ٱلصَّفْحَةَ ١٢٢ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏

      c إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلَّتِي تُقَابِلُ «إِبْلِيسَ» هِيَ دِيَابُولُوسُ،‏ ٱلَّتِي تَعْنِي «مُفْتَرِيًا».‏ وَهِيَ تُسْتَعْمَلُ لَقَبًا لِلشَّيْطَانِ،‏ ٱلْمُفْتَرِي ٱلرَّئِيسِيِّ.‏ —‏ يو ٨:‏٤٤؛‏ رؤ ١٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة