-
هل تتبع ارشاد يهوه الحبي؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
هَلْ تَتْبَعُ إِرْشَادَ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيَّ؟
«كُلَّ سَبِيلِ كَذِبٍ أَبْغَضْتُ». — مز ١١٩:١٢٨.
١، ٢ (أ) أَيُّ تَحْذِيرٍ تُقَدِّرُونَهُ إِذَا كُنْتُمْ تُرِيدُونَ ٱلذَّهَابَ إِلَى مَكَانٍ مَا، وَلِمَاذَا؟ (ب) أَيَّةُ تَحْذِيرَاتٍ يُعْطِيهَا يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ، وَلِمَاذَا؟
تَخَيَّلْ أَنَّكَ تُرِيدُ ٱلذَّهَابَ إِلَى مَكَانٍ مَا، لكِنَّكَ لَا تَعْرِفُ كَيْفَ تَصِلُ إِلَيْهِ. فَتَطْلُبُ مُسَاعَدَةَ صَدِيقٍ تَثِقُ بِهِ وَيَعْرِفُ ٱلطَّرِيقَ جَيِّدًا. وَفِيمَا يُعْطِيكَ إِرْشَادَاتٍ مُفَصَّلَةً، قَدْ يَقُولُ: «اِنْتَبِهْ عِنْدَ ٱلْمُنْعَطَفِ ٱلتَّالِي. فَٱللَّافِتَةُ مُضَلِّلَةٌ؛ كَثِيرُونَ تَبِعُوهَا وَتَاهُوا». أَفَلَا تُقَدِّرُ ٱهْتِمَامَهُ وَتُصْغِي إِلَى تَحْذِيرِهِ؟ مِنْ بَعْضِ ٱلنَّوَاحِي، يَهْوَهُ هُوَ مِثْلُ هذَا ٱلصَّدِيقِ. فَهُوَ يُزَوِّدُنَا بِإِرْشَادَاتٍ دَقِيقَةٍ تَدُلُّنَا كَيْفَ نَصِلُ إِلَى وُجْهَتِنَا ٱلْمَنْشُودَةِ، ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. وَلكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ يُحَذِّرُنَا مِنْ مُؤَثِّرَاتٍ رَدِيئَةٍ قَدْ تَحْدُو بِنَا إِلَى سُلُوكِ ٱلطَّرِيقِ ٱلْخَاطِئِ. — تث ٥:٣٢؛ اش ٣٠:٢١.
٢ لِذلِكَ، سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ بَعْضَ ٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلَّتِي يُحَذِّرُنَا مِنْهَا صَدِيقُنَا، يَهْوَهُ ٱللّٰهُ. وَأَثْنَاءَ هذِهِ ٱلْمُنَاقَشَةِ، لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّهُ يُعْطِينَا ٱلتَّحْذِيرَاتِ بِدَافِعِ ٱلِٱهْتِمَامِ وَٱلْمَحَبَّةِ. فَهُوَ يُرِيدُنَا أَنْ نَصِلَ إِلَى وُجْهَتِنَا وَلَا يُسَرُّ بِرُؤْيَتِنَا نُضِيعُ طَرِيقَنَا. (حز ٣٣:١١) وَهذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ: اَلْأَوَّلُ خَارِجِيٌّ، ٱلثَّانِي دَاخِلِيٌّ، أَمَّا ٱلثَّالِثُ فَهُوَ مُجَرَّدُ وَهْمٍ وَيُشَكِّلُ خَطَرًا كَبِيرًا. فَيَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ هذِهِ ٱلْمُؤَثِّرَاتُ، وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ عَلَى مُقَاوَمَتِهَا. رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «كُلَّ سَبِيلِ كَذِبٍ أَبْغَضْتُ». (مز ١١٩:١٢٨) فَلْنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ نَزِيدُ تَصْمِيمَنَا عَلَى بُغْضِ كُلِّ سَبِيلِ كَذِبٍ، أَوْ طَرِيقٍ بَاطِلٍ.
«لَا تَتْبَعِ ٱلْكَثِيرِينَ»
٣ (أ) لِمَ ٱلسَّيْرُ وَرَاءَ غَيْرِكُمْ مِنَ ٱلْمُسَافِرِينَ خَطِرٌ حِينَ لَا تَكُونُونَ مُتَأَكِّدِينَ مِنَ ٱلطَّرِيقِ؟ (ب) أَيُّ مَبْدَإٍ مُهِمٍّ يَرِدُ فِي ٱلْخُرُوج ٢٣:٢؟
٣ مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا كُنْتَ ذَاهِبًا فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ وَلَسْتَ مُتَأَكِّدًا مِنَ ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّائِبِ؟ رُبَّمَا تَمِيلُ إِلَى ٱلسَّيْرِ وَرَاءَ غَيْرِكَ مِنَ ٱلْمُسَافِرِينَ، خَاصَّةً إِذَا لَاحَظْتَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمُ ٱنْتَقَوُا ٱلطَّرِيقَ نَفْسَهُ. إِلَّا أَنَّ مَسْلَكًا كَهذَا مَحْفُوفٌ بِٱلْمَخَاطِرِ. فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّ هؤُلَاءِ لَيْسُوا مُتَوَجِّهِينَ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي تَقْصِدُهُ أَوْ أَنَّهُمْ تَائِهُونَ مِثْلَكَ. إِنَّ هذَا ٱلْمَثَلَ يَرْتَبِطُ بِمَبْدَإٍ يُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ لِشَرِيعَةٍ أُعْطِيَتْ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ حَذَّرَتِ ٱلْقُضَاةَ وَٱلشُّهُودَ مِنِ ‹ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ› فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ. (اِقْرَأْ خروج ٢٣:٢.) فَمِنَ ٱلسَّهْلِ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ يَرْضَخُوا لِضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ وَيُحَرِّفُوا ٱلْعَدْلَ. وَلكِنْ، هَلْ يَقْتَصِرُ تَطْبِيقُ مَبْدَإِ عَدَمِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ عَلَى ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ فَقَطْ؟ كَلَّا، عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.
٤، ٥ كَيْفَ تَعَرَّضَ يَشُوعُ وَكَالِبُ لِضَغْطِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ، وَمَاذَا سَاعَدَهُمَا عَلَى مُقَاوَمَتِهِ؟
٤ فِي ٱلْحَقِيقَةِ، يُمْكِنُ أَنْ نَتَعَرَّضَ لِضَغْطِ ‹ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ› فِي أَيِّ وَقْتٍ تَقْرِيبًا. وَقَدْ يَنْشَأُ هذَا ٱلضَّغْطُ فَجْأَةً وَيَكُونُ مِنَ ٱلصَّعْبِ مُقَاوَمَتُهُ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، فَكِّرْ بِضَغْطِ ٱلنَّظِيرِ ٱلَّذِي وَاجَهَهُ ذَاتَ مَرَّةٍ يَشُوعُ وَكَالِبُ، ٱللَّذَانِ كَانَا بَيْنَ ١٢ رَجُلًا ذَهَبُوا لِتَجَسُّسِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. فَبَعْدَ عَوْدَتِهِمْ، أَعْطَى عَشَرَةٌ مِنْهُمْ تَقْرِيرًا سَلْبِيًّا وَمُثَبِّطًا جِدًّا. حَتَّى إِنَّهُمُ ٱدَّعَوْا أَنَّ بَعْضًا مِنْ سُكَّانِ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ عَمَالِقَةٌ مُتَحَدِّرُونَ مِنَ ٱلنَّفِيلِيمِ، أَبْنَاءِ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْعُصَاةِ وَٱلنِّسَاءِ ٱللَّوَاتِي ٱتَّخَذُوهُنَّ. (تك ٦:٤) وَكَمْ كَانَ هذَا ٱلِٱدِّعَاءُ سَخِيفًا! فَقَبْلَ قُرُونٍ عَدِيدَةٍ أُبِيدَتْ تِلْكَ ٱلذُّرِّيَّةُ ٱلْهَجِينَةُ ٱلشِّرِّيرَةُ بِٱلطُّوفَانِ، دُونَ أَنْ يُنْجِبُوا نَسْلًا. وَلكِنْ حَتَّى ٱلْأَفْكَارُ ٱلَّتِي لَا أَسَاسَ لَهَا يُمْكِنُ أَنْ تُشَكِّلَ ضَغْطًا عَلَى ذَوِي ٱلْإِيمَانِ ٱلضَّعِيفِ. فَٱلتَّقَارِيرُ ٱلسَّلْبِيَّةُ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلْجَوَاسِيسُ ٱلْعَشَرَةُ سُرْعَانَ مَا بَثَّتِ ٱلْخَوْفَ وَٱلذُّعْرَ فِي ٱلشَّعْبِ لِدَرَجَةِ أَنَّ كَثِيرِينَ شَعَرُوا أَنَّ دُخُولَ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ كَمَا أَمَرَهُمْ يَهْوَهُ غَلْطَةٌ كَبِيرَةٌ. وَمَاذَا فَعَلَ يَشُوعُ وَكَالِبُ فِي خِضَمِّ هذَا ٱلْوَضْعِ ٱلْمُتَأَزِّمِ؟ — عد ١٣:٢٥-٣٣.
٥ لَمْ يَتْبَعَا ٱلْكَثِيرِينَ. فَقَدْ قَالَا ٱلْحَقِيقَةَ وَٱلْتَصَقَا بِهَا رَغْمَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَرِهُوا سَمَاعَهَا وَهَدَّدُوهُمَا بِٱلرَّجْمِ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. وَمِنْ أَيْنَ ٱسْتَمَدَّا هذِهِ ٱلشَّجَاعَةَ؟ مِنْ إِيمَانِهِمَا بِيَهْوَهَ. فَذَوُو ٱلْإِيمَانِ يُمَيِّزُونَ بِوُضُوحٍ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱدِّعَاءَاتِ ٱلْبَشَرِ ٱلَّتِي لَا أَسَاسَ لَهَا وَوُعُودِ ٱللّٰهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَقَدْ عَبَّرَ هذَانِ ٱلرَّجُلَانِ لَاحِقًا عَمَّا شَعَرَا بِهِ حِيَالَ تَحْقِيقِ يَهْوَهَ كُلًّا مِنْ وُعُودِهِ. (اِقْرَأْ يشوع ١٤:٦، ٨؛ ٢٣:٢، ١٤.) فَيَشُوعُ وَكَالِبُ أَحَبَّا إِلهَهُمَا وَوَثِقَا بِهِ، وَلَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِمَا إِيلَامُهُ بِٱتِّبَاعِهِمَا جَمْعًا عَدِيمَ ٱلْإِيمَانِ. لِذلِكَ، ٱتَّخَذَا مَوْقِفًا ثَابِتًا رَاسِمَيْنِ مِثَالًا رَائِعًا لَنَا ٱلْيَوْمَ. — عد ١٤:١-١٠.
٦ فِي أَيَّةِ مَجَالَاتٍ قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا عُرْضَةٌ لِضَغْطِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ؟
٦ هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا أَنَّكَ عُرْضَةٌ لِضَغْطِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلنَّاسَ ٱلْمُبْعَدِينَ عَنْ يَهْوَهَ وَٱلَّذِينَ يَهْزَأُونَ بِمَقَايِيسِهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ هُمُ ٱلْأَكْثَرِيَّةُ ٱلسَّاحِقَةُ ٱلْيَوْمَ. وَغَالِبًا مَا يُرَوِّجُونَ آرَاءً لَا أَسَاسَ لَهَا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِجْمَامِ وَٱلتَّسْلِيَةِ. فَهُمْ يُصِرُّونَ أَنَّ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ وَٱلْعُنْفَ وَٱلْأَرْوَاحِيَّةَ ٱلَّتِي تَزْخَرُ بِهَا ٱلْبَرَامِجُ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةُ وَٱلْأَفْلَامُ وَأَلْعَابُ ٱلْفِيدْيُو هِيَ غَيْرُ مُؤْذِيَةٍ أَلْبَتَّةَ. (٢ تي ٣:١-٥) فَكَيْفَ تَخْتَارُ أَنْتَ أَوْ عَائِلَتُكَ ٱلِٱسْتِجْمَامَ وَٱلتَّسْلِيَةَ؟ هَلْ تَسْمَحُ لِذَوِي ٱلضَّمَائِرِ ٱلْمُتَسَاهِلَةِ أَنْ يُؤَثِّرُوا فِي قَرَارَاتِكَ وَيَصُوغُوا ضَمِيرَكَ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، أَلَا يَعْنِي ذلِكَ أَنَّكَ تَتْبَعُ ٱلْكَثِيرِينَ؟
٧، ٨ (أ) كَيْفَ نُدَرِّبُ ‹قُوَى إِدْرَاكِنَا›، وَلِمَ هذَا ٱلتَّدْرِيبُ أَنْفَعُ مِنْ إِطَاعَةِ مَجْمُوعَةِ قَوَاعِدَ صَارِمَةٍ؟ (ب) لِمَ تَجِدُونَ مِثَالَ أَحْدَاثٍ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ مُشَجِّعًا؟
٧ لَقَدْ وَهَبَنَا يَهْوَهُ عَطِيَّةً ثَمِينَةً تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ: ‹قُوَى إِدْرَاكِنَا›. وَهذِهِ ٱلْقُوَى بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّدْرِيبِ «بِٱلْمُمَارَسَةِ». (عب ٥:١٤) إِلَّا أَنَّ ٱتِّبَاعَ ٱلْكَثِيرِينَ فِي مَسَائِلَ تَتَعَلَّقُ بِٱلضَّمِيرِ أَوْ إِطَاعَةَ مَجْمُوعَةِ قَوَاعِدَ صَارِمَةٍ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُدَرِّبَا قُوَى إِدْرَاكِنَا. لِهذَا ٱلسَّبَبِ، مَثَلًا، لَا يُعْطَى شَعْبُ يَهْوَهَ لَائِحَةً بِٱلْأَفْلَامِ وَٱلْكُتُبِ وَمَوَاقِعِ ٱلْإِنْتِرْنِت ٱلَّتِي عَلَيْهِمِ ٱجْتِنَابُهَا. فَبِمَا أَنَّ هذَا ٱلْعَالَمَ يَتَغَيَّرُ بِسُرْعَةٍ، تَصِيرُ لَائِحَةٌ مِنْ هذَا ٱلنَّوْعِ عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ حَالَمَا تُوضَعُ. (١ كو ٧:٣١) وَٱلْأَسْوَأُ أَيْضًا هُوَ أَنَّ ذلِكَ سَيَحْرِمُنَا مِنْ تَفَحُّصِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِدِقَّةٍ وَبِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ ثُمَّ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ بِنَاءً عَلَيْهَا. — اف ٥:١٠.
٨ طَبْعًا، قَدْ تَجْعَلُنَا قَرَارَاتُنَا ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ غَيْرَ مَحْبُوبِينَ أَحْيَانًا. فَٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ، مَثَلًا، يُوَاجِهُونَ ضَغْطًا شَدِيدًا مِنَ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ لِكَيْ يَفْعَلُوا مَا يَفْعَلُهُ ٱلْجَمِيعُ. (١ بط ٤:٤) وَكَمْ جَمِيلٌ أَنْ نَرَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ كِبَارًا وَصِغَارًا يَقْتَدُونَ بِإِيمَانِ يَشُوعَ وَكَالِبَ بِرَفْضِهِمْ أَنْ يَتْبَعُوا ٱلْكَثِيرِينَ!
لَا تَتْبَعْ ‹قَلْبَكَ وَعَيْنَيْكَ›
٩ (أ) لِمَ مِنَ ٱلْخَطَرِ أَنْ نَتْبَعَ أَيَّ مَيْلٍ يَتَمَلَّكُنَا أَثْنَاءَ ٱلسَّفَرِ؟ (ب) لِمَ كَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ فِي عَدَد ١٥:٣٧-٣٩ مُهِمَّةً لِشَعْبِ ٱللّٰهِ قَدِيمًا؟
٩ إِنَّ ٱلْمُؤَثِّرَ ٱلْخَطِرَ ٱلثَّانِيَ ٱلَّذِي سَنَتَنَاوَلُهُ هُوَ دَاخِلِيٌّ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْإِيضَاحِ: إِذَا كُنْتَ مُسَافِرًا إِلَى مَكَانٍ مَا، فَهَلْ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ تَضَعَ ٱلْخَرِيطَةَ جَانِبًا وَتَتْبَعَ أَيَّ مَيْلٍ يَتَمَلَّكُكَ، رُبَّمَا سَالِكًا كُلَّ سَبِيلٍ تَرَى أَنَّ مَنَاظِرَهُ خَلَّابَةٌ؟ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلِٱسْتِسْلَامَ لِمُيُولِكَ لَنْ يُوصِلَكَ إِلَى وُجْهَتِكَ. إِنَّ هذَا ٱلْمَثَلَ يُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ ٱلْمَبْدَإِ ٱلَّذِي تَرْتَكِزُ عَلَيْهِ شَرِيعَةٌ أُخْرَى أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا. فَقَدْ أَوْصَاهُمْ أَنْ يَضَعُوا أَهْدَابًا عَلَى ثِيَابِهِمْ وَيَجْعَلُوا شَرِيطًا أَزْرَقَ عَلَيْهَا. (اِقْرَأْ عدد ١٥:٣٧-٣٩.) إِلَّا أَنَّ كَثِيرِينَ يَجِدُونَ صُعُوبَةً فِي فَهْمِ سَبَبِ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ. فَهَلْ تَرَى لِمَ كَانَتْ مُهِمَّةً؟ لَقَدْ سَاهَمَتْ إِطَاعَةُ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ فِي إِبْقَاءِ شَعْبِ ٱللّٰهِ مُخْتَلِفِينَ وَمُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْأُمَمِ ٱلْوَثَنِيَّةِ ٱلَّتِي أَحَاطَتْ بِهِمْ. وَكَانَ ذلِكَ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَهُمْ إِنْ أَرَادُوا ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى رِضَى يَهْوَهَ. (لا ١٨:٢٤، ٢٥) لكِنَّ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ تُظْهِرُ أَيْضًا مُؤَثِّرًا دَاخِلِيًّا خَطِرًا يُمْكِنُ أَنْ يُعِيقَنَا عَنْ بُلُوغِ وُجْهَتِنَا، ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. فَمَا هُوَ؟
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يَعْرِفُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ؟
١٠ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ عَنْ سَبَبِ إِعْطَائِهِمْ هذِهِ ٱلشَّرِيعَةَ: ‹لَا تَطُوفُوا وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ وَعُيُونِكُمُ ٱلَّتِي أَنْتُمْ تَتْبَعُونَهَا فَاسِقِينَ›. فَيَهْوَهُ يَعْرِفُ ٱلطَّبِيعَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ. وَيُدْرِكُ كَمْ هُوَ سَهْلٌ أَنْ يُغْوَى قَلْبُنَا، أَيْ إِنْسَانُنَا ٱلدَّاخِلِيُّ، بِمَا تَرَاهُ أَعْيُنُنَا. لِذَا، يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ قَائِلًا: «اَلْقَلْبُ أَشَدُّ غَدْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ. فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ؟». (ار ١٧:٩) هَلْ تَرَى ٱلْآنَ كَمْ كَانَ تَحْذِيرُ يَهْوَهَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي مَحَلِّهِ؟ فَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ سَيَنْظُرُونَ إِلَى ٱلشُّعُوبِ ٱلْوَثَنِيَّةِ حَوْلَهُمْ وَسَيُغْوَوْنَ بِمَا يَرَوْنَهُ. فَسَيَرْغَبُونَ فِي ٱلتَّشَبُّهِ بِغَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ هؤُلَاءِ، ثُمَّ يَبْدَأُونَ بِٱلتَّفْكِيرِ وَٱلشُّعُورِ وَٱلسُّلُوكِ مِثْلَهُمْ. — ام ١٣:٢٠.
١١ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُغْوِيَنَا قَلْبُنَا وَعَيْنَانَا؟
١١ وَٱلْيَوْمَ، يَسْهُلُ أَكْثَرَ أَنْ تُغْوِيَ عُيُونُنَا قَلْبَنَا ٱلْغَدَّارَ. فَكُلُّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ يُشَجِّعُنَا عَلَى إِشْبَاعِ مُيُولِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ. إِذًا، كَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي تَرْتَكِزُ عَلَيْهِ ٱلشَّرِيعَةُ فِي عَدَد ١٥:٣٩؟ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: إِذَا كُنْتَ تَرَى مَنْ حَوْلَكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمُجْتَمَعِ يَلْبَسُونَ بِطَرِيقَةٍ مُثِيرَةٍ جِنْسِيًّا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ، فَهَلْ تَتَأَثَّرُ بِهِمْ؟ هَلْ تَمِيلُ إِلَى ‹ٱتِّبَاعِ قَلْبِكَ وَعَيْنَيْكَ› وَتُغْوَى بِمَا تَرَاهُ؟ وَهَلْ تَحُطُّ مِنْ مَقَايِيسِكَ بِتَبَنِّي نَمَطِ لِبَاسِهِمْ؟ — رو ١٢:١، ٢.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ إِذَا شَرَدَتْ عُيُونُنَا إِلَى حَيْثُ لَا يَنْبَغِي؟ (ب) لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَسَبَّبَ بِجَعْلِ ٱلْآخَرِينَ يَتَأَمَّلُونَ فِي ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ؟
١٢ مِنْ هُنَا تَبْرُزُ حَاجَتُنَا ٱلْمَاسَّةُ إِلَى تَنْمِيَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ. فَإِذَا شَرَدَتْ عُيُونُنَا إِلَى حَيْثُ لَا يَنْبَغِي، فَلْنَتَذَكَّرِ ٱلْعَهْدَ ٱلَّذِي قَطَعَهُ أَيُّوبُ ٱلْأَمِينُ مَعَ عَيْنَيْهِ بِٱتِّخَاذِهِ قَرَارًا ثَابِتًا أَلَّا يُبْدِيَ ٱهْتِمَامًا رُومَنْطِيقِيًّا بِأَيَّةِ ٱمْرَأَةٍ غَيْرِ زَوْجَتِهِ. (اي ٣١:١) وَلْنَتَذَكَّرْ أَيْضًا تَصْمِيمَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱلَّذِي قَالَ: «لَا أَجْعَلُ نُصْبَ عَيْنَيَّ شَيْئًا لَا خَيْرَ فِيهِ». (مز ١٠١:٣) فَكُلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُخَسِّرَنَا ضَمِيرَنَا ٱلطَّاهِرَ وَعَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ لَيْسَ سِوَى أَمْرٍ «لَا خَيْرَ فِيهِ». وَيَشْمُلُ ذلِكَ كُلَّ ٱلْمُغْرِيَاتِ ٱلَّتِي تَسْتَهْوِي عُيُونَنَا وَتُغْوِي قَلْبَنَا لِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ.
١٣ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، نَحْنُ لَا نُرِيدُ بِٱلطَّبْعِ أَنْ نَصِيرَ أَشْخَاصًا ‹لَا خَيْرَ فِيهِمْ› بِجَعْلِ ٱلْآخَرِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يَرْتَكِبُوا ٱلْخَطَأَ. لِذَا، نَحْمِلُ عَلَى مَحْمَلِ ٱلْجِدِّ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُلْهَمَةَ أَنْ يَكُونَ لِبَاسُنَا مُرَتَّبًا وَمُحْتَشِمًا. (١ تي ٢:٩) وَلِتَحْدِيدِ مَا هُوَ ٱللِّبَاسُ ٱلْمُحْتَشِمُ لَا يَنْبَغِي أَنْ نُفَكِّرَ فَقَطْ بِمَا يُلَائِمُنَا. بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ فِي ٱلْحُسْبَانِ ضَمَائِرَ ٱلْآخَرِينَ وَأَحَاسِيسَهُمْ، مُعْتَبِرِينَ خَيْرَهُمْ أَهَمَّ مِنْ تَفْضِيلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. (رو ١٥:١، ٢) وَٱلْجَمَاعَاتُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تَزْخَرُ بِآلَافِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّذِينَ يَرْسُمُونَ أَمْثِلَةً حَسَنَةً فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَكَمْ نَحْنُ فَخُورُونَ بِهِمْ لِأَنَّهُمْ يَرْفُضُونَ ‹ٱتِّبَاعَ قُلُوبِهِمْ وَعُيُونِهِمْ› وَيَخْتَارُونَ إِرْضَاءَ يَهْوَهَ فِي كُلِّ مَا يَفْعَلُونَهُ، حَتَّى فِي طَرِيقَةِ لِبَاسِهِمْ!
لَا تَتْبَعِ «ٱلْأَبَاطِيلَ»
١٤ مَاذَا حَذَّرَ صَمُوئِيلُ بِشَأْنِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ «ٱلْأَبَاطِيلِ»؟
١٤ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَعْبُرُ صَحْرَاءَ شَاسِعَةً أَثْنَاءَ رِحْلَتِكَ. فَتَرَى سَرَابًا وَتَسِيرُ وَرَاءَهُ. إِلَّا أَنَّ ٱلسَّعْيَ وَرَاءَ هذَا ٱلْوَهْمِ يُمْكِنُ أَنْ يُكَلِّفَكَ حَيَاتَكَ. وَفِي ٱلْمَاضِي، حَصَلَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَمْرٌ مُمَاثِلٌ. فَقَدْ أَرَادُوا أَنْ يَحْكُمَهُمْ مَلِكٌ بَشَرِيٌّ كَٱلْأُمَمِ ٱلْمُجَاوِرَةِ لَهُمْ. لكِنَّ هذِهِ ٱلرَّغْبَةَ كَانَتْ فِي ٱلْوَاقِعِ خَطِيَّةً خَطِيرَةً لِأَنَّهَا عَنَتْ أَنَّهُمْ رَفَضُوا يَهْوَهَ مَلِكًا عَلَيْهِمْ. وَيَهْوَهُ أَدْرَكَ تَمَامًا خُطُورَةَ هذَا ٱلْمَوْقِفِ. فَمَعَ أَنَّهُ لَبَّى طَلَبَهُمْ، جَعَلَ نَبِيَّهُ صَمُوئِيلَ يُوَجِّهُ إِلَيْهِمْ تَحْذِيرًا شَدِيدَ ٱللَّهْجَةِ مِنَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ «ٱلْأَبَاطِيلِ». — اِقْرَأْ ١ صموئيل ١٢:٢١.
١٥ كَيْفَ سَعَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَرَاءَ ٱلْأَبَاطِيلِ؟
١٥ وَهَلِ ٱعْتَقَدَ هذَا ٱلشَّعْبُ أَنَّ مَلِكًا بَشَرِيًّا يُمْكِنُ ٱلْوُثُوقُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ؟ إِنَّ ٱعْتِقَادًا كَهذَا كَانَ سَيَعْنِي أَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ وَرَاءَ أَمْرٍ بَاطِلٍ. كَمَا أَنَّهُ كَانَ سَيُعَرِّضُهُمْ لِلسَّعْيِ وَرَاءَ أَوْهَامٍ كَثِيرَةٍ أُخْرَى مِنْ نَسْجِ ٱلشَّيْطَانِ. فَٱلْمَلِكُ ٱلْبَشَرِيُّ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَقُودَهُمْ إِلَى ٱلصَّنَمِيَّةِ. وَعَبَدَةُ ٱلْأَصْنَامِ يَعْتَقِدُونَ خَطَأً أَنَّ ٱلْأَشْيَاءَ ٱلْمَلْمُوسَةَ — كَٱلْآلِهَةِ ٱلْمَصْنُوعَةِ مِنَ ٱلْخَشَبِ أَوِ ٱلْحَجَرِ — يُمْكِنُ ٱلْوُثُوقُ بِهَا أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ، ٱلْإِلهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ ٱلَّذِي خَلَقَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ. وَلكِنَّ ٱلْأَصْنَامَ ‹لَيْسَتْ بِشَيْءٍ› كَمَا ذَكَرَ بُولُسُ. (١ كو ٨:٤) فَهِيَ لَا تُبْصِرُ وَلَا تَسْمَعُ وَلَا تَتَكَلَّمُ وَلَا تَفْعَلُ شَيْئًا. وَفِي حِينِ أَنَّهُ يُمْكِنُ رُؤْيَتُهَا وَلَمْسُهَا، فَإِنَّ تَقْدِيمَ ٱلْعِبَادَةِ لَهَا هُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ سَعْيٌ وَرَاءَ أَمْرٍ بَاطِلٍ، أَوْ وَهْمٍ كَاذِبٍ لَا يُؤَدِّي سِوَى إِلَى ٱلْكَارِثَةِ. — مز ١١٥:٤-٨.
١٦ (أ) كَيْفَ يُغْوِي ٱلشَّيْطَانُ ٱلْكَثِيرِينَ بِٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْأَبَاطِيلِ؟ (ب) لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةَ هِيَ أَبَاطِيلُ، وَبِٱلْأَخَصِّ مُقَارَنَةً بِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ؟
١٦ لَا يَزَالُ ٱلشَّيْطَانُ مَاهِرًا فِي إِقْنَاعِ ٱلنَّاسِ بِٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْأَبَاطِيلِ. فَهُوَ يُغْوِي عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلنَّاسِ بِٱلِٱعْتِمَادِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ. فَقَدْ يَجْعَلُهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ سَيَنْعَمُونَ بِٱلْأَمْنِ إِذَا جَمَعُوا ٱلْمَالَ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ وَنَالُوا وَظَائِفَ عَالِيَةَ ٱلْأُجُورِ. وَلكِنْ مَا فَائِدَةُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْمَادِّيَّةِ عِنْدَمَا تَتَدَهْوَرُ ٱلصِّحَّةُ، يَنْهَارُ ٱلِٱقْتِصَادُ، أَوْ تَحُلُّ كَارِثَةٌ طَبِيعِيَّةٌ؟ أَوْ مَا نَفْعُهَا حِينَ يَشْعُرُ ٱلنَّاسُ بِٱلْفَرَاغِ وَيَحْتَاجُونَ إِلَى إِرْشَادٍ وَقَصْدٍ لِحَيَاتِهِمْ وَأَجْوِبَةٍ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ؟ أَوْ أَيَّةُ تَعْزِيَةٍ تَمْنَحُهَا لِلَّذِينَ هُمْ عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَوْتِ؟ إِنَّ ٱتِّكَالَنَا عَلَى ٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ سَيُؤَدِّي بِنَا حَتْمًا إِلَى ٱلْخَيْبَةِ. فَلَا جَدْوَى مِنْهَا لِأَنَّهَا أَبَاطِيلُ. فَهِي لَا تُزَوِّدُنَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلْجَسَدِيَّةَ عَلَى ٱلْمَدَى ٱلْبَعِيدِ إِذْ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرَنَا أَوْ تَمْنَعَ عَنَّا ٱلْمَرَضَ وَٱلْمَوْتَ. (ام ٢٣:٤، ٥) بِٱلتَّبَايُنِ، كَمْ جَدِيرٌ بِٱلثِّقَةِ هُوَ إِلهُنَا يَهْوَهُ! فَإِذَا ٱمْتَلَكْنَا عَلَاقَةً وَثِيقَةً بِهِ، نَنْعَمُ بِٱلْأَمْنِ ٱلْحَقِيقِيِّ. فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ رَائِعَةٍ! إِذًا، لِنُصَمِّمْ أَلَّا نَتَخَلَّى عَنْهُ أَبَدًا سَعْيًا وَرَاءَ ٱلْأَبَاطِيلِ.
١٧ عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةِ ٱلَّتِي جَرَتْ مُنَاقَشَتُهَا؟
١٧ أَلَا يُسْعِدُنَا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ صَدِيقُنَا وَمُرْشِدُنَا فِي رِحْلَةِ ٱلْحَيَاةِ؟ وَإِذَا ٱسْتَمْرَرْنَا فِي ٱلْإِصْغَاءِ إِلَى تَحْذِيرَاتِهِ ٱلْحُبِّيَّةِ مِنَ ٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ ٱلثَّلَاثَةِ — وَذلِكَ بِتَجَنُّبِ ٱتِّبَاعِ ٱلْكَثِيرِينَ وَقُلُوبِنَا وَٱلْأَبَاطِيلِ — فَسَنَبْلُغُ وُجْهَتَنَا، ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. وَسَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ تَحْذِيرَاتٍ أُخْرَى يُزَوِّدُنَا بِهَا يَهْوَهُ لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى بُغْضِ وَٱجْتِنَابِ ٱلطُّرُقِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تُؤَدِّي بِٱلْكَثِيرِينَ إِلَى ٱلضَّلَالِ. — مز ١١٩:١٢٨.
-
-
هل تصغي الى تحذيرات يهوه الواضحة؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
هَلْ تُصْغِي إِلَى تَحْذِيرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَةِ؟
«هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا». — اش ٣٠:٢١.
١، ٢ عَلَامَ ٱلشَّيْطَانُ عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ، وَكَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ؟
إِذَا أَنْذَرَكَ أَحَدُ أَصْدِقَائِكَ أَنَّ رَجُلًا شِرِّيرًا تَعَمَّدَ تَغْيِيرَ لَافِتَةِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تُرِيدُ سُلُوكَهُ بِهَدَفِ أَذِيَّةِ ٱلْمُسَافِرِينَ غَيْرِ ٱلْحَذِرِينَ، أَفَلَا تُصْغِي إِلَى تَحْذِيرِهِ؟ نَعَمْ، دُونَ شَكٍّ. فَلَافِتَةٌ كَهذِهِ لَا تُضَلِّلُكَ فَحَسْبُ، بَلْ تُشَكِّلُ أَيْضًا خَطَرًا عَلَيْكَ.
٢ مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ خَصْمٌ شِرِّيرٌ عَاقِدُ ٱلْعَزْمِ عَلَى تَضْلِيلِنَا. (رؤ ١٢:٩) وَقَدْ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ رَدِيئَةٍ يَسْتَغِلُّهَا لِجَعْلِنَا نَنْحَرِفُ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (مت ٧:١٣، ١٤) فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ إِلهَنَا ٱلْمُحِبَّ يُحَذِّرُنَا مِنِ ٱتِّبَاعِ ‹لَافِتَاتِ ٱلطَّرِيقِ› ٱلْمُضَلِّلَةِ ٱلَّتِي يَضَعُهَا ٱلشَّيْطَانُ! وَٱلْآنَ، سَنَسْتَعْرِضُ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ سَلْبِيَّةٍ إِضَافِيَّةٍ. وَفِيمَا نَتَأَمَّلُ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَنْ نَجْتَنِبَ ٱلضَّلَالَ، لِنَتَخَيَّلْ أَنَّ يَهْوَهَ يَسِيرُ خَلْفَنَا وَيَدُلُّنَا عَلَى ٱلْوُجْهَةِ ٱلصَّحِيحَةِ قَائِلًا: «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا». (اش ٣٠:٢١) فَتَفَحُّصُ تَحْذِيرَاتِ يَهْوَهَ ٱلْوَاضِحَةِ سَيُقَوِّي تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْعَمَلِ بِمُوجَبِهَا.
لَا تَتْبَعِ ‹ٱلمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ›
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ ٱلْآبَارَ ٱلْجَافَّةَ؟ (ب) مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَ، وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟
٣ لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَمُرُّ أَثْنَاءَ رِحْلَتِكَ فِي أَرْضٍ قَاحِلَةٍ. وَتَرَى بِئْرًا مِنْ بَعِيدٍ، فَتَتَّجِهُ نَحْوَهَا آمِلًا ٱلْعُثُورَ عَلَى مَاءٍ يُرْوِي ظَمَأَكَ. إِلَّا أَنَّكَ تُصَابُ بِٱلْخَيْبَةِ لَدَى وُصُولِكَ إِذْ تَجِدُهَا جَافَّةً. يُشْبِهُ ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ هذِهِ ٱلْآبَارَ ٱلْجَافَّةَ. وَكُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيْهِمْ بَحْثًا عَنْ مِيَاهِ ٱلْحَقِّ سَيُصَابُ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ مَرِيرَةٍ. لِذَا، يُحَذِّرُنَا يَهْوَهُ مِنْهُمْ عَلَى لِسَانِ ٱلرَّسُولَيْنِ بُولُسَ وَبُطْرُسَ. (اِقْرَأْ اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٢ بطرس ٢:١-٣.) فَمَنْ هُمْ هؤُلَاءِ ٱلْمُعَلِّمُونَ؟ تُسَاعِدُنَا كَلِمَاتُ هذَيْنِ ٱلرَّسُولَيْنِ ٱلْمُلْهَمَةُ أَنْ نَعْرِفَ مَنْ هُمْ وَمَا هِيَ ٱلْأَسَالِيبُ ٱلَّتِي يَتَّبِعُونَهَا.
٤ قَالَ بُولُسُ لِلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ: «مِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ». وَكَتَبَ بُطْرُسُ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «سَيَكُونُ أَيْضًا بَيْنَكُمْ مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ». فَمِنْ أَيْنَ يَأْتِي ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ؟ مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَهؤُلَاءِ هُمْ أَشْخَاصٌ مُرْتَدُّونَ.a وَمَاذَا يُرِيدُونَ؟ إِنَّهُمْ لَا يَكْتَفُونَ بِتَرْكِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلَّتِي رُبَّمَا أَحَبُّوهَا يَوْمًا، بَلْ يَهْدِفُونَ «أَنْ يَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ» كَمَا قَالَ بُولُسُ. لَاحِظْ أَدَاةَ ٱلتَّعْرِيفِ فِي كَلِمَةِ «ٱلتَّلَامِيذِ». فَعِوَضَ أَنْ يَجْمَعَ ٱلْمُرْتَدُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ تَلَامِيذَ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، يُحَاوِلُونَ أَنْ يَجُرُّوا وَرَاءَهُمْ تَلَامِيذَ ٱلْمَسِيحِ. فَهُمْ مِثْلُ «ذِئَابٍ ضَارِيَةٍ» يُرِيدُونَ أَنْ يَفْتَرِسُوا أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّذِينَ يَثِقُونَ بِهِمْ، مُقَوِّضِينَ إِيمَانَهُمْ وَمُبْعِدِينَ إِيَّاهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ. — مت ٧:١٥؛ ٢ تي ٢:١٨.
٥ أَيَّةُ أَسَالِيبَ يَسْتَخْدِمُهَا ٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلدَّجَّالُونَ؟
٥ وَمَا هِيَ أَسَالِيبُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ إِنَّهُمْ يَسْتَخْدِمُونَ طُرُقًا تَنِمُّ عَنْ رُوحٍ مَاكِرَةٍ. فَهؤُلَاءِ ٱلْمُرْتَدُّونَ «يَدُسُّونَ» أَفْكَارًا مُفْسِدَةً. فَهُمْ يَبُثُّونَ آرَاءَهُمُ ٱلْمُرْتَدَّةَ بِخُبْثٍ عَلَى غِرَارِ ٱلْمُهَرِّبِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ خِفْيَةً. كَمَا أَنَّهُمْ يَسْتَعْمِلُونَ «كَلِمَاتٍ مُزَوَّرَةً»، أَوْ حُجَجًا بَاطِلَةً، لِتَبْدُوَ آرَاؤُهُمُ ٱلْمُلَفَّقَةُ وَكَأَنَّهَا حَقِيقَةٌ مِثْلَمَا يُزَيِّفُ مُزَوِّرٌ ٱلْوَثَائِقَ بِمَهَارَةٍ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، يَنْشُرُونَ ‹تَعَالِيمَهُمُ ٱلْخَادِعَةَ› إِذْ ‹يُعَوِّجُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ› لِتَتَلَاءَمَ مَعَ مَفَاهِيمِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ. (٢ بط ٢:١، ٣، ١٣؛ ٣:١٦) فَمِنَ ٱلْجَلِيِّ إِذًا أَنَّهُمْ لَا يَهْتَمُّونَ بِصَالِحِنَا. وَٱتِّبَاعُهُمْ سَيُحَوِّلُنَا لَا مَحَالَةَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
٦ أَيَّةُ مَشُورَةٍ وَاضِحَةٍ عَنِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ يُزَوِّدُنَا بِهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟
٦ وَكَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ إِنَّ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ ٱلتَّعَامُلِ مَعَهُمْ وَاضِحَةٌ. (اِقْرَأْ روما ١٦:١٧؛ ٢ يوحنا ٩-١١.) فَهِيَ تَقُولُ: «تَجَنَّبُوهُمْ». وَتَنْقُلُ تَرْجَمَاتٌ أُخْرَى هذَا ٱلتَّعْبِيرَ إِلَى: «أَعْرِضُوا عَنْهُمْ» وَ «ٱبْتَعِدُوا عَنْهُمْ». فَمَا مِنِ ٱلْتِبَاسٍ فِي هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ. لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّ طَبِيبًا أَوْصَاكَ بِتَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِكَاكِ بِشَخْصٍ مُصَابٍ بِمَرَضٍ مُعْدٍ وَمُمِيتٍ. فَلَا بُدَّ أَنَّكَ سَتُدْرِكُ بِوُضُوحٍ مَا يُرِيدُهُ ٱلطَّبِيبُ وَتَتْبَعُ إِرْشَادَهُ بِدِقَّةٍ. بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِنَّ ٱلْمُرْتَدِّينَ هُمْ ‹مُعْتَلُّونَ عَقْلِيًّا› وَيَسْعَوْنَ إِلَى نَقْلِ ٱلْعَدْوَى إِلَى ٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ تَعَالِيمِهِمِ ٱلْكَاذِبَةِ. (١ تي ٦:٣، ٤) وَيَهْوَهُ هُوَ ٱلطَّبِيبُ ٱلْعَظِيمُ ٱلَّذِي يَنْصَحُنَا بِتَجَنُّبِ ٱلِٱحْتِكَاكِ بِهِمْ. فَهَلْ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نُصْغِيَ دَائِمًا إِلَى تَحْذِيرَاتِهِ مُدْرِكِينَ مَغْزَى نُصْحِهِ لَنَا؟
٧، ٨ (أ) عَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ (ب) لِمَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ ثَابِتٍ ضِدَّ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟
٧ وَعَلَامَ يَنْطَوِي ٱجْتِنَابُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ؟ طَبْعًا، يَلْزَمُ أَلَّا نَسْتَقْبِلَهُمْ فِي بُيُوتِنَا أَوْ نُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ. كَمَا يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ قِرَاءَةَ مَطْبُوعَاتِهِمْ، مُشَاهَدَةَ بَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ ٱلَّتِي يَظْهَرُونَ فِيهَا، تَصَفُّحَ مَوَاقِعِهِمِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ، أَوِ ٱلتَّعْلِيقَ عَلَى ٱلْيَوْمِيَّاتِ ٱلْخَاصَّةِ بِهِمْ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت. وَمَا يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ هذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلثَّابِتِ لَيْسَ سِوَى ٱلْمَحَبَّةِ. فَبِمَا أَنَّنَا نُحِبُّ «إِلٰهَ ٱلْحَقِّ»، لَا تَهُمُّنَا ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْمُعَوَّجَةُ ٱلَّتِي تُنَاقِضُ كَلِمَةَ ٱلْحَقِّ. (مز ٣١:٥؛ يو ١٧:١٧) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، نَحْنُ نُحِبُّ هَيْئَةَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي عَلَّمَتْنَا حَقَائِقَ رَائِعَةً كَٱسْمِ ٱللّٰهِ وَمَعْنَاهُ، قَصْدِهِ لِلْأَرْضِ، حَالَةِ ٱلْمَوْتَى، وَرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ. هَلْ تَذْكُرُ كَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ عِنْدَمَا سَمِعْتَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى هذِهِ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ؟ إِذًا، لَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَخْصٍ يُشَوِّهُ سُمْعَةَ ٱلْهَيْئَةِ بِأَنْ يَجْعَلَكَ تَنْقَلِبُ ضِدَّهَا. — يو ٦:٦٦-٦٩.
٨ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ مَهْمَا قَالُوا. فَإِذَا ٱلْتَجَأْنَا إِلَى هذِهِ ٱلْآبَارِ ٱلْجَافَّةِ، نَعُودُ فَارِغِي ٱلْأَيْدِي وَخَائِبِينَ. عِوَضًا عَنْ ذلِكَ، لِنُصَمِّمْ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ وَهَيْئَتِهِ ٱلَّتِي طَالَمَا أَرْوَتْ ظَمَأَنَا بِمِيَاهِ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةِ وَٱلْمُنْعِشَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا. — اش ٥٥:١-٣؛ مت ٢٤:٤٥-٤٧.
لَا تَتْبَعِ ‹ٱلْقِصَصَ ٱلْبَاطِلَةَ›
٩، ١٠ أَيُّ تَحْذِيرٍ قَدَّمَهُ بُولُسُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ بِشَأْنِ ‹ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ›، وَبِمَ كَانَ رُبَّمَا يُفَكِّرُ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
٩ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَحْيَانًا أَنْ يُمَيِّزَ ٱلْمَرْءُ هَلْ تَلَاعَبَ أَحَدٌ بِلَافِتَةٍ لِتُشِيرَ إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلْخَطَإِ، إِلَّا أَنَّ ذلِكَ لَيْسَ دَائِمًا بِهذِهِ ٱلْبَسَاطَةِ. وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى مُؤَثِّرَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؛ فَبَعْضُهَا يَبْدُو جَلِيًّا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ. وَإِحْدَى إِسْتِرَاتِيجِيَّاتِهِ ٱلْمَاكِرَةِ ٱلَّتِي يُحَذِّرُنَا مِنْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هِيَ ‹ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ›. (اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ١:٣، ٤.) فَلِئَلَّا نَحِيدَ عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَيْهَا.
١٠ يَرِدُ تَحْذِيرُ بُولُسَ مِنَ ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ، نَاظِرٌ مَسِيحِيٌّ ٱؤْتُمِنَ عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ كَيْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ. (١ تي ١:١٨، ١٩) وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ بُولُسُ كَلِمَةً يُونَانِيَّةً تُشِيرُ إِلَى قِصَصٍ خَيَالِيَّةٍ، أَسَاطِيرَ، أَوْ أَكَاذِيبَ. تَذْكُرُ دَائِرَةُ مَعَارِفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَانُونِيَّةُ ٱلْأُمَمِيَّةُ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) أَنَّ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ تَصِفُ «قِصَّةً (دِينِيَّةً) لَا عَلَاقَةَ لَهَا بِٱلْوَاقِعِ». فَلَعَلَّ بُولُسَ كَانَ يُفَكِّرُ فِي ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي تُرَوِّجُهَا ٱلرِّوَايَاتُ ٱلشَّيِّقَةُ ٱلْمُتَنَاقَلَةُ أَوِ ٱلْحِكَايَاتُ ٱلْخُرَافِيَّةُ.b فَهذِهِ ٱلْقِصَصُ لَا ‹تُؤَدِّي سِوَى إِلَى مَسَائِلِ جَدَلٍ›، أَيْ أَنَّهَا تُثِيرُ أَسْئِلَةً تَافِهَةً تَؤُولُ إِلَى أَبْحَاثٍ لَا جَدْوَى مِنْهَا. وَهِيَ إِحْدَى حِيَلِ ٱلْمُخَادِعِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يَسْتَغِلُّ ٱلْأَكَاذِيبَ ٱلدِّينِيَّةَ وَٱلْأَسَاطِيرَ ٱلْمُلَفَّقَةَ لَيُضِلَّ ٱلْغَافِلِينَ. إِذًا، إِنَّ مَشُورَةَ بُولُسَ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ وَاضِحَةٌ: لَا تُصْغُوا إِلَى قِصَصٍ بَاطِلَةٍ!
١١ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ بِمَهَارَةٍ لِتَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ، وَأَيُّ تَحْذِيرٍ يُسَاعِدُنَا أَلَّا نُضَلَّ؟
١١ مَا هِيَ بَعْضُ ‹ٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ› ٱلَّتِي تُضِلُّ غَيْرَ ٱلْحَذِرِينَ؟ إِنَّ هذِهِ ٱلْعِبَارَةَ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى كُلِّ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ أَوِ ٱلْخُرَافَاتِ ٱلَّتِي تُحَوِّلُنَا «عَنِ ٱلْحَقِّ». (٢ تي ٤:٣، ٤) وَٱلشَّيْطَانُ، ٱلَّذِي يَتَظَاهَرُ بِأَنَّهُ «مَلَاكُ نُورٍ»، يَسْتَخْدِمُ بِمَهَارَةٍ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لِتَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ. (٢ كو ١١:١٤) فَتَحْتَ سِتَارِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، يُعَلِّمُ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَقَائِدَ — كَٱلثَّالُوثِ وَنَارِ ٱلْهَاوِيَةِ وَخُلُودِ ٱلنَّفْسِ — تَحْتَوِي عَلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْخُرَافَاتِ وَٱلْأَكَاذِيبِ. كَمَا أَنَّهُ يُرَوِّجُ ٱلِٱحْتِفَالَ بِٱلْأَعْيَادِ، كَعِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَٱلْفِصْحِ، ٱلَّتِي تَبْدُو عَادَاتُهَا بَرِيئَةً لكِنَّ جُذُورَهَا تَعُودُ إِلَى ٱلْأَسَاطِيرِ وَٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلْوَثَنِيَّةِ. فَإِذَا أَصْغَيْنَا إِلَى تَحْذِيرِ ٱللّٰهِ أَنْ نَنْفَصِلَ عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَ ‹أَلَّا نَمَسَّ ٱلنَّجِسَ بَعْدُ›، فَلَنْ تُضِلَّنَا ٱلْقِصَصُ ٱلْبَاطِلَةُ. — ٢ كو ٦:١٤-١٧.
١٢، ١٣ (أ) أَيَّةُ أَكَاذِيبَ يُرَوِّجُهَا ٱلشَّيْطَانُ، وَمَا هِيَ ٱلْحَقِيقَةُ بِشَأْنِ كُلٍّ مِنْهَا؟ (ب) مَاذَا يَحُولُ دُونَ أَنْ يُضِلَّنَا ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ؟
١٢ يُرَوِّجُ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا أَكَاذِيبَ أُخْرَى يُمْكِنُ أَنْ تُضِلَّنَا إِذَا لَمْ نَلْزَمِ ٱلْحَذَرَ. إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ. كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٌ — صَائِبًا كَانَ أَمْ خَاطِئًا؛ فَٱلْقَرَارُ يَعُودُ إِلَيْكَ. إِلَّا أَنَّ هذِهِ ٱلنَّظْرَةَ، ٱلَّتِي تُرَوِّجُهَا وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ وَٱلتَّسْلِيَةِ، هِيَ نَظْرَةٌ مُشَوَّهَةٌ إِلَى مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ وَتُشَكِّلُ ضَغْطًا عَلَيْنَا لِلتَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ ٱلرَّوَادِعِ ٱلْأَدَبِيَّةِ. فَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى ٱلْإِرْشَادِ، وَٱللّٰهُ وَحْدَهُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسُدَّهَا. (ار ١٠:٢٣) اَللّٰهُ لَنْ يَتَدَخَّلَ فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ. إِنَّ هذَا ٱلتَّفْكِيرَ يُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱلتَّشَبُّهِ بِٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا وَٱلْعَيْشِ لِيَوْمِنَا، مِمَّا يَجْعَلُنَا ‹غَيْرَ فَعَّالِينَ وَغَيْرَ مُثْمِرِينَ›. (٢ بط ١:٨) وَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ يَقْتَرِبُ بِسُرْعَةٍ، وَيَجِبُ أَنْ نَتَرَقَّبَهُ دَائِمًا. (مت ٢٤:٤٤) اَللّٰهُ لَا يَهْتَمُّ بِكَ إِفْرَادِيًّا. إِنَّ تَصْدِيقَ كِذْبَةِ ٱلشَّيْطَانِ هذِهِ يَجْعَلُنَا نَشْعُرُ بِأَنَّنَا لَنْ نَسْتَحِقَّ أَبَدًا مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ فَنَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَتِهِ. وَٱلْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ وَيُقَدِّرُ كُلًّا مِنْ عُبَّادِهِ إِفْرَادِيًّا. — مت ١٠:٢٩-٣١.
١٣ أَحْيَانًا، قَدْ تَبْدُو أَفْكَارُ وَمَوَاقِفُ هذَا ٱلْعَالَمِ مَنْطِقِيَّةً. وَلكِنْ لِنَكُنْ حَذِرِينَ وَنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ بَارِعٌ فِي ٱلْخِدَاعِ. وَوَحْدَهُ ٱلْإِصْغَاءُ إِلَى مَشُورَةِ وَمُذَكِّرَاتِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ سَيَحُولُ دُونَ أَنْ يُضِلَّنَا ‹بِٱلْقِصَصِ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلْمُخْتَلَقَةِ بِدَهَاءٍ [‹ٱلْأَسَاطِيرِ ٱلْمُخْتَلَقَةِ بِمَهَارَةٍ›، تَرْجَمَةٌ تَفْسِيرِيَّةٌ]›. — ٢ بط ١:١٦.
لَا ‹تَتْبَعِ ٱلشَّيْطَانَ›
١٤ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَعْطَاهُ بُولُسُ لِبَعْضِ ٱلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا، وَلِمَاذَا عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَّخِذَ كَلَامَهُ بِجِدِّيَّةٍ؟
١٤ لِنَفْرِضْ أَنَّ لَافِتَةً تَقُولُ: «مِنْ هُنَا طَرِيقُ ٱلشَّيْطَانِ». فَمَنْ يَسْلُكُ هذَا ٱلطَّرِيقَ؟! بِٱلتَّأْكِيدِ لَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ ‹يَنْحَرِفَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›. رَغْمَ ذلِكَ، يُحَذِّرُ بُولُسُ أَنَّ هذَا قَدْ يَحْدُثُ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ. (اِقْرَأْ ١ تيموثاوس ٥:١١-١٥.) فَتَصَرُّفَاتُ بَعْضِ «ٱلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا» فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَرْهَنَتْ أَنَّهُنَّ يَتْبَعْنَ ٱلشَّيْطَانَ رَغْمَ أَنَّهُنَّ لَمْ يَعْتَقِدْنَ ذلِكَ. وَصَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ كَانَ يَتَحَدَّثُ عَنْ تِلْكَ ٱلنِّسَاءِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا تَنْطَبِقُ عَلَيْنَا جَمِيعًا. فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنِ ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ حَتَّى عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي تَحْذِيرِ بُولُسَ مِنَ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.
١٥ إِلَامَ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ، وَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا؟
١٥ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ إِلَى إِسْكَاتِنَا عَنِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. (رؤ ١٢:١٧) وَلِبُلُوغِ غَايَتِهِ، يُحَاوِلُ حَمْلَنَا عَلَى فِعْلِ أُمُورٍ تُبَدِّدُ ٱلْوَقْتَ أَوْ تُثِيرُ ٱلشِّقَاقَاتِ. فَمَا هِيَ ٱلْأَسَالِيبُ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا؟ يُمْكِنُنَا تَحْدِيدُ ثَلَاثَةٍ مِنْهَا مِنْ خِلَالِ وَصْفِ بُولُسَ لِلْأَرَامِلِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا. (١) «بَطَّالَاتٌ، يَطُفْنَ عَلَى ٱلْبُيُوتِ». فِي عَصْرِ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا هذَا، مِنَ ٱلسَّهْلِ تَضْيِيعُ وَقْتِنَا وَوَقْتِ غَيْرِنَا بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ مِثْلِ إِرْسَالِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ مَا يَصِلُنَا مِنْ رَسَائِلَ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ أَوْ مُضَلِّلَةٍ. (٢) «ثَرْثَارَاتٌ». يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ ٱلثَّرْثَرَةُ ٱلْمُؤْذِيَةُ إِلَى ٱلِٱفْتِرَاءِ، مَا يُثِيرُ ٱلْخِصَامَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ. (ام ٢٦:٢٠) وَٱلْمُفْتَرُونَ ٱلْخُبَثَاءُ يَقْتَدُونَ بِٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ، سَوَاءٌ أَدْرَكُوا ذلِكَ أَوْ لَا.c (٣) «فُضُولِيَّاتٌ». لَا يَحِقُّ لَنَا أَنْ نُمْلِيَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ كَيْفَ يُدِيرُونَ شُؤُونَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ. فَهذَا ٱلتَّصَرُّفُ ٱلْمُزْعِجُ غَيْرُ مُجْدٍ لِأَنَّهُ يُلْهِينَا عَنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْنَا مِنَ ٱللّٰهِ. وَعِنْدَمَا نَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ، نَبْدَأُ بِٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ. فَلَا تُوجَدُ مِنْطَقَةٌ وُسْطَى. — مت ١٢:٣٠.
١٦ أَيَّةُ نَصَائِحَ تُجَنِّبُنَا ‹ٱلِٱنْحِرَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›؟
١٦ إِنَّ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَى ٱلنَّصَائِحِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُجَنِّبُنَا ‹ٱلِٱنْحِرَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِ ٱلشَّيْطَانِ›. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بَعْضَ نَصَائِحِ بُولُسَ ٱلْحَكِيمَةِ. كُونُوا «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ». (١ كو ١٥:٥٨) فَٱلِٱنْشِغَالُ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ يَمْنَعُنَا مِنَ ٱلصَّيْرُورَةِ كَسَالَى وَإِضَاعَةِ وَقْتِنَا فِي مَسَاعٍ عَقِيمَةٍ. (مت ٦:٣٣) تَكَلَّمُوا بِمَا هُوَ ‹صَالِحٌ لِلْبُنْيَانِ›. (اف ٤:٢٩) فَلَا يَلْزَمُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ أَوْ نَنْشُرَهَا.d بَلْ يَجِبُ أَنْ نَبْنِيَ ٱلثِّقَةَ وَٱلِٱحْتِرَامَ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَهكَذَا، نَنْدَفِعُ بِشَكْلٍ تِلْقَائِيٍّ إِلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَبْنِي لَا ٱلَّتِي تَهْدِمُ. لِيَكُنْ «هَدَفُكُمْ أَنْ . . . تَهْتَمُّوا بِشُؤُونِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ». (١ تس ٤:١١) فَرَغْمَ أَنَّ عَلَيْنَا إِظْهَارَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلشَّخْصِيِّ بِٱلْآخَرِينَ، لكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَحْتَرِمَ خُصُوصِيَّاتِهِمْ وَأَلَّا نُجَرِّدَهُمْ مِنْ كَرَامَتِهِمْ. وَيَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ نَدَعَهُمْ يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتِهِمْ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ دُونَ أَنْ نَفْرِضَ عَلَيْهِمْ آرَاءَنَا ٱلْخَاصَّةَ. — غل ٦:٥.
١٧ (أ) لِمَاذَا يُحَذِّرُنَا يَهْوَهُ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَهَا؟ (ب) عَلَامَ أَنْتُمْ عَازِمُونَ بِشَأْنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُرِيدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَسْلُكَهُ؟
١٧ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ يَهْوَهَ يُحَذِّرُنَا بِوُضُوحٍ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا يَجِبُ أَنْ نَتْبَعَهَا! وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ تَحْذِيرَاتِهِ ٱلَّتِي ٱسْتَعْرَضْنَاهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ هِيَ بِدَافِعِ مَحَبَّتِهِ ٱلْفَائِقَةِ لَنَا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُبْعِدَ عَنَّا ٱلشَّقَاءَ وَٱلْأَلَمَ ٱلنَّاتِجَيْنِ عَنِ ٱتِّبَاعِ ‹لَافِتَاتِ› ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُضَلِّلَةِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي يُرِيدُنَا أَنْ نَسْلُكَهُ حَرِجٌ، إِلَّا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى أَفْضَلِ «وُجْهَةٍ»: اَلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (مت ٧:١٤) فَلْنَكُنْ رَاسِخِي ٱلْعَزْمِ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى حَضِّ يَهْوَهَ: «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا». — اش ٣٠:٢١.
[الحواشي]
a «اَلِٱرْتِدَادُ» هُوَ ٱلِٱبْتِعَادُ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، نَقْضُ ٱلْوَلَاءِ، ٱلِٱنْشِقَاقُ، ٱلتَّمَرُّدُ، وَٱلْهَجْرُ.
b عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، إِنَّ سِفْرَ طُوبِيَّا ٱلْأَپُوكْرِيفِيَّ، ٱلَّذِي كُتِبَ نَحْوَ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ وَكَانَ مَوْجُودًا فِي أَيَّامِ بُولُسَ، يَزْخَرُ بِمُعْتَقَدَاتٍ خُرَافِيَّةٍ وَرِوَايَاتٍ عَنِ ٱلسِّحْرِ وَٱلشَّعْوَذَةِ مَعْرُوضَةٍ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ. — اُنْظُرْ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، ٱلْمُجَلَّدَ ١، ٱلصَّفْحَةَ ١٢٢ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
c إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلَّتِي تُقَابِلُ «إِبْلِيسَ» هِيَ دِيَابُولُوسُ، ٱلَّتِي تَعْنِي «مُفْتَرِيًا». وَهِيَ تُسْتَعْمَلُ لَقَبًا لِلشَّيْطَانِ، ٱلْمُفْتَرِي ٱلرَّئِيسِيِّ. — يو ٨:٤٤؛ رؤ ١٢:٩، ١٠.
-