مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الطقس —‏ هل فيه خلل؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٣ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • الطقس —‏ هل فيه خلل؟‏

      ‏«عندما يلتقي رجلان انكليزيان،‏ اول ما يتحدثان عنه هو الطقس».‏ هذا ما قاله الكاتب المشهور سامويل جونسون مازحا.‏ لكنّ الطقس لم يعد في السنوات الاخيرة مجرد باب للبدء بمحادثة،‏ بل صار مصدر قلق للناس في كل اقطار العالم.‏ ولماذا؟‏ لأن احوال الطقس —‏ التي طالما كان من الصعب التكهن بها —‏ تزداد غرابة على ما يبدو.‏

      على سبيل المثال،‏ خلال صيف ٢٠٠٢،‏ تعرضت اوروپا لعواصف ممطرة شديدة غير عادية.‏ وأدت في الواقع الى ما وُصف بـ‍ «اسوإ فيضانات اكتسحت وسط اوروپا منذ اكثر من قرن».‏ لاحظ التقارير الاخبارية التالية:‏

      النمسا:‏ «شهدت اقاليم سالزبورڠ،‏ كارينثيا،‏ وتيرول عواصف ممطرة شديدة سبّبت اضرارا كبيرة.‏ فقد غرقت طرقات كثيرة تحت ١٥ مترا تقريبا من الوحل والحطام.‏ وفي محطة سوتبانڠهوف في ڤيينا،‏ سببت عاصفة رعدية حادث قطار أُصيب فيه العديد من الناس بجروح».‏

      الجمهورية التشيكية:‏ «لقد كانت تجربة مروعة بالنسبة الى پراڠ.‏ وفي الانحاء الاخرى من البلد كانت المأساة اسوأ.‏ فقد وصل عدد الذين تهجروا من منازلهم الى ٠٠٠‏,٢٠٠ شخص.‏ وغمرت الفيضانات بلدات بكاملها».‏

      فرنسا:‏ «ثلاثة وعشرون قتيلا،‏ تسعة مفقودين،‏ وآلاف المتأذين.‏ وأثناء العواصف التي حدثت يوم الاثنين،‏ اودى البرق بحياة ثلاثة اشخاص.‏ .‏ .‏ .‏ ومات رجل اطفاء بعدما انقذ زوجَين في خطر كانت المياه قد جرفتهما وهما في سيارتهما».‏

      المانيا:‏ «لم يحدث في تاريخ الجمهورية الفدرالية اخلاء للبلدات والقرى كما حدث اثناء ‹فيضان القرن› هذا.‏ فقد هرب عشرات آلاف السكان من بلداتهم.‏ وهرب معظمهم كإجراء وقائي.‏ لكن البعض أُنقذوا من الفيضانات في اللحظة الاخيرة بالقارب او الطائرة المروحية».‏

      رومانيا:‏ «خسر حوالي اثني عشر شخصا حياتهم منذ منتصف تموز (‏يوليو)‏ بسبب العواصف».‏

      روسيا:‏ «مات ٥٨ شخصا على الاقل على شواطئ البحر الاسود .‏ .‏ .‏ واستقر في البحر حوالي ٣٠ من السيارات والباصات وتعذر البحث عنها بعدما أُنذر بهبوب العواصف مجددا».‏

      ليس فقط في اوروپا

      في آب (‏اغسطس)‏ ٢٠٠٢،‏ ذكرت الصحيفة اليومية الالمانية زوتدُيتشِه تسايتونڠ:‏ «اكتسحت موجات جديدة من الامطار الغزيرة والعواصف الهوجاء مناطق في آسيا،‏ اوروپا،‏ وأميركا الجنوبية وسببت اضرارا جسيمة.‏ يوم الاربعاء،‏ ادّى انزلاق ارضي في نيپال الى وفاة ٥٠ شخصا على الاقل.‏ وقتل اعصار مداري ثمانية اشخاص في جنوب الصين وأدى الى هطول امطار غزيرة في وسطها.‏ كما رفعت الفيضانات في الصين مستوى مياه نهر ميكونڠ الى حد لم يبلغه في ٣٠ سنة،‏ فغمر اكثر من ١٠٠ منزل في شمالي شرقي تايلند.‏ .‏ .‏ .‏ اما في الارجنتين فقد غرق خمسة اشخاص على الاقل بسبب الامطار الغزيرة.‏ .‏ .‏ .‏ اكثر من الف شخص لاقوا حتفهم بسبب العواصف التي اكتسحت الصين في الصيف».‏

      وفيما كانت المياه تلحق الاضرار في اجزاء كثيرة من العالم،‏ اختبرت الولايات المتحدة جفافا شديدا.‏ أُخبر:‏ «يسود القلق كل البلد بشأن جفاف الآبار او انخفاض كمية المياه فيها،‏ تدني منسوب المياه بشكل لم يسبق له مثيل في الكثير من مجاري المياه،‏ وارتفاع عدد الحرائق الهائلة التي تندلع عادة في هذا الوقت الى اكثر من ضعفين.‏ وبسبب الخسارة التي لحقت بالمحاصيل والمراعي،‏ النقص في مخزون المياه،‏ الحرائق الهائلة والعواصف الرملية يتنبأ الخبراء بأن الخسائر المادية الناجمة عن جفاف صيف ٢٠٠٢ ستبلغ بلايين الدولارات».‏

      وتشهد اجزاء من افريقيا الشمالية جفافا شديدا منذ ستينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وبحسب التقارير،‏ «قلت كمية الامطار عن الكمية التي هطلت في النصف الاول من القرن العشرين بنسبة تتراوح بين عشرين وتسعة وأربعين في المئة،‏ مما ادّى الى انتشار المجاعة والموت».‏

      كما ان ظاهرة النينيو —‏ التي يسببها ارتفاع درجة حرارة المياه في شرقي المحيط الهادئ —‏ تؤدي قانونيا الى حدوث فيضانات واضطرابات في الطقس في اميركا الجنوبية والشمالية.‏a تخبر وكالة سي أن أن الاخبارية ان النينيو الذي حدث سنة ١٩٨٣-‏١٩٨٤ كان «مسؤولا عن مقتل اكثر من ٠٠٠‏,١ شخص،‏ وسبّب كوارث ناجمة عن تقلبات الطقس في كل قارة تقريبا وخسائر مادية في الممتلكات والمواشي بلغت قيمتها ١٠ بلايين دولار اميركي».‏ وقد تكررت ظاهرة النينيو هذه بانتظام (‏كل اربع سنوات تقريبا)‏ منذ تمّ تحديدها في القرن الـ‍ ١٩.‏ لكنّ بعض الخبراء يعتقدون ان «تكرر حدوث النينيو ازداد» وأنه «سيزداد ظهوره اكثر» في المستقبل.‏

      نشرت وكالة الطيران والفضاء الاميركية مقالة مطمئنة تقول:‏ «معظم هذا الطقس ‹الغريب› الذي واجهناه —‏ هذا الخريف الدافئ بشكل غير اعتيادي او ذاك الشتاء المتسم بالامطار الغزيرة —‏ سببه تغييرات اقليمية طبيعية في الطقس».‏ لكن ثمة دلائل تشير الى احتمال وجود مشكلة خطيرة.‏ تنبئ منظمة ڠرين پيس الناشطة بيئيا:‏ «ان انماط الطقس الخطرة التي تشمل اعاصير مدارية قوية وامطارا غزيرة ستستمر في إحداث الاضرار حول العالم.‏ كما ان ازدياد الفيضانات الجارفة وفترات الجفاف الشديد سيغير حرفيا وجه الارض،‏ مؤديا الى خسارة الاراضي الساحلية وإلى تدمير الغابات».‏ فهل من اساس لهذه الادعاءات؟‏ وإذا كان الامر كذلك،‏ فما هو سبب «انماط الطقس الخطرة» هذه؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر المقالة ‏«ما هو النينيو؟‏» الصادرة في عدد ٢٢ آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٠ من استيقظ!‏‏.‏

  • ماذا يحدث للطقس؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٣ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • ماذا يحدث للطقس؟‏

      ‏«الفيضانات الجارفة والعواصف الهوجاء التي نشهدها اليوم سيزداد حدوثها».‏ —‏ توماس لوستر،‏ اختصاصي في تقييم الاضرار الناتجة عن الاحوال الجوية.‏

      هل هنالك حقا خلل في الطقس؟‏ كثيرون يخشون ان يكون هذا الخلل موجودا.‏ يقول الاختصاصي في الارصاد الجوية،‏ الدكتور پيتر ڤيرنر من معهد پوتسدام للابحاث المتعلقة بالتأثيرات المناخية:‏ «عندما نراقب احوال الطقس العالمية —‏ شدة وكثرة الفيضانات،‏ الامطار،‏ الجفاف،‏ والعواصف —‏ ونلاحظ تطورها،‏ يمكننا ان نقول بالصواب ان هذه الاضطرابات ازدادت اربعة اضعاف في غضون الـ‍ ٥٠ سنة الماضية».‏

      يشعر كثيرون ان انماط الطقس غير الطبيعية هي برهان على وجود الدفء العالمي،‏ اي النتائج المؤذية لظاهرة الدفيئة.‏ توضح وكالة حماية البيئة الاميركية:‏ «ظاهرة الدفيئة هي الارتفاع في الحرارة الذي تشهده الارض لأن بعض الغازات في الجو (‏مثل بخار الماء،‏ ثاني اكسيد الكربون،‏ اكسيد الآزوتي،‏ والميتان)‏ تحتبس الطاقة المنبعثة من الشمس.‏ وبدون هذه الغازات،‏ تتبدد الحرارة في الفضاء الخارجي ويكون معدل حرارة الارض ابرد بحوالي ٣٣ درجة مئوية».‏

      لكنّ كثيرين يدّعون ان الانسان عبث بطريقة غير عمدية بهذه العملية الطبيعية.‏ يذكر مقال في مرصد الارض،‏ موقع على الإنترنت تابع لوكالة الطيران والفضاء الاميركية:‏ «طوال عقود نفثت المصانع والسيارات بلايين اطنان غازات الدفيئة في الجو .‏ .‏ .‏ ويخشى كثيرون من العلماء ان تعيق التراكيز المتزايدة لغازات الدفيئة انطلاق الاشعاعات الحرارية الزائدة خارج جو الارض.‏ وهكذا،‏ تحتبس هذه الغازات الحرارة الفائضة الموجودة في جو الارض كما يحتبس الحاجز الزجاجي الامامي في السيارة الطاقة الشمسية التي تدخل السيارة».‏

      اما المتشككون فيقولون ان الانسان تسبّب بنسبة صغيرة فقط من غازات الدفيئة المنبعثة.‏ لكن حسبما تخبر «اللجنة الحكومية الدولية حول تغيُّر المناخ»،‏ وهي مجموعة تجري ابحاثا برعاية المنظمة العالمية للارصاد الجوية وبرنامج الامم المتحدة للبيئة،‏ «هنالك دليل جديد وأقوى يشير الى ان معظم الدفء العالمي الملاحظ خلال الـ‍ ٥٠ سنة الماضية ناجم عن النشاطات البشرية».‏

      ويقول الاختصاصي في علم المناخ پيتر تانس من الادارة القومية الجوية والمحيطية:‏ «اذا كان علي ان اعطي تقديرا،‏ لقلت ان الذنب ذنبنا بنسبة ٦٠ في المئة .‏ .‏ .‏ ونسبة الـ‍ ٤٠ في المئة الباقية تعود الى اسباب طبيعية».‏

      النتائج المحتملة للدفء العالمي

      ما هي،‏ اذًا،‏ النتيجة الظاهرية لتزايد غازات الدفيئة التي سببها البشر؟‏ يوافق معظم العلماء اليوم ان حرارة الارض ارتفعت فعلا.‏ وما مدى هذا الارتفاع؟‏ يخبر تقرير سنة ٢٠٠١ الصادر عن «اللجنة الحكومية الدولية حول تغيُّر المناخ»:‏ «يتراوح الارتفاع في حرارة سطح الارض عالميا بين ٤‏,٠ و ٨‏,٠ درجة مئوية منذ آخر القرن الـ‍ ١٩».‏ ويظن باحثون كثيرون ان هذا الارتفاع البسيط قد يكون وراء التغييرات الملحوظة في الطقس.‏

      من المسلَّم به ان نظام الطقس في الارض معقد جدا،‏ ولا يستطيع ان يؤكد العلماء ما هي تأثيرات الدفء العالمي،‏ هذا اذا وجدت تأثيرات.‏ لكنّ كثيرين يعتقدون انه نتيجة الدفء العالمي ازداد تساقط الامطار في نصف الكرة الارضية الشمالي،‏ حدث جفاف في آسيا وإفريقيا،‏ وتكرر حدوث النينيو في المحيط الهادئ.‏

      الحاجة الى حل عالمي

      بما ان كثيرين يعتبرون الانسان سبب المشكلة،‏ أفلا يقدر الانسان ان يجد الحل؟‏ لقد سنّ عدد من المجتمعات قوانين للحدّ من التلوث الناجم عن السيارات والمصانع.‏ لكن مثل هذه الجهود —‏ رغم كونها جديرة بالثناء —‏ كان لها قليل او لا شيء من التأثير.‏ فالتلوّث مشكلة عالمية،‏ ولذلك يجب ان يكون الحل عالميا!‏ وقد انعقدت قمة الارض في ريو دي جانيرو سنة ١٩٩٢.‏ وبعد عشر سنوات،‏ في جوهانسبورڠ،‏ جنوب افريقيا،‏ انعقدت القمة العالمية حول التنمية المستدامة.‏ وحضر حوالي ٠٠٠،‏٤٠ مندوب هذا الاجتماع الذي عقد سنة ٢٠٠٢،‏ بمن فيهم ١٠٠ مسؤول حكومي من بلدان مختلفة.‏

      ساعدت هذه المؤتمرات كثيرا في توحيد رأي العلماء.‏ توضح الصحيفة الالمانية دِر تاڠسشپيڠل:‏ «[سنة ١٩٩٢] كان لدى معظم العلماء شكوكهم حول التأثيرات السلبية لظاهرة الدفيئة،‏ اما اليوم فقد قلّت هذه الشكوك كثيرا».‏ رغم ذلك،‏ يذكّرنا وزير البيئة الالماني،‏ يورڠن تريتن،‏ ان الحل الحقيقي لم يجرِ التوصل اليه بعد.‏ فهو يشدد قائلا:‏ «لا ينبغي ان تكون قمة جوهانسبورڠ قمة كلمات فقط بل قمة اعمال».‏

      هل يمكن ايقاف الضرر البيئي؟‏

      ليس الدفء العالمي سوى احدى المشاكل البيئية العديدة التي يواجهها الجنس البشري.‏ وفي حين يسهل الكلام عن الحل،‏ فالعمل بموجبه اصعب.‏ تكتب العالمة البريطانية المختصة بسلوك الحيوان جاين ڠودال:‏ «الآن وقد ادركنا اخيرا الضرر الفظيع الذي ألحقناه بالبيئة،‏ فإننا نستخدم كل براعتنا لإيجاد حلول تقنية».‏ لكنها تحذر:‏ «التكنولوجيا وحدها لا تكفي.‏ يجب ان نعمل ايضا من صميم قلوبنا لإيجاد حل».‏

      تأمل مجددا في مشكلة الدفء العالمي.‏ الاجراءات المتخذة لمكافحة التلوث مكلفة،‏ وغالبا ما تعجز البلدان الافقر عن تحمل النفقة.‏ لذلك يخشى بعض الخبراء ان تؤدي القيود الموضوعة على استهلاك الوقود في البلدان الغنية الى انتقال الشركات الصناعية فيها الى البلدان الافقر،‏ حيث تستطيع ان تكسب اكثر.‏ وبالتالي يجد المسؤولون الحكوميون الحسنو النية انفسهم امام معضلة.‏ فإذا حموا مصالح بلدهم الاقتصادية تتأذى البيئة.‏ وإذا أيدوا حماية البيئة يتهدد الاقتصاد.‏

      لذلك يحاج سيڤرن كِلِس-‏سوزوكي،‏ من الهيئة الاستشارية للقمة العالمية،‏ ان الافراد ينبغي ان يُحدثوا التغيير.‏ يقول:‏ «التغيير البيئي الفعّال يعتمد علينا.‏ لا نستطيع ان نتكل على الرؤساء.‏ ينبغي ان نركز على معرفة مسؤولياتنا وكيف يمكن ان نُحدث التغيير».‏

      لا شك ان احترام الناس للبيئة هو توقع منطقي.‏ لكن ليس من السهل جعل الناس يقومون بالتغييرات اللازمة في نمط حياتهم.‏ للايضاح:‏ يوافق معظم الاشخاص ان السيارات تساهم في الدفء العالمي.‏ ولذلك قد يرغب الشخص ان يقلل من استخدام السيارة او يتخلى عنها كليا.‏ لكن انجاز ذلك قد لا يكون سهلا.‏ فكما اشار مؤخرا فُلفڠانڠ ساكس من معهد ووپرتال للمناخ والبيئة والطاقة،‏ «كل الامكنة التي نرتادها في الحياة اليومية (‏مكان العمل،‏ روضة الاطفال،‏ المدرسة،‏ او مركز التسوق)‏ هي بعيدة بعضها عن بعض بحيث لا يستطيع المرء الاستغناء عن السيارة.‏ .‏ .‏ .‏ ان الامر لا يتعلق بالرغبة في حيازة سيارة ام لا.‏ فمعظم الناس ليس لديهم اي خيار».‏

      بعض العلماء،‏ مثل الپروفسور روبرت ديكنسون من كلية العلوم الارضية والجوية التابعة لمعهد جورجيا للتكنولوجيا،‏ يخشون انه قد يكون قد فات الاوان لتجنيب الارض تأثيرات الدفء العالمي.‏ فديكنسون يعتقد ان الضرر الذي سبق ان لحق بالجو ستبقى نتائجه ١٠٠ سنة اخرى على الاقل حتى لو توقف التلوث اليوم.‏

      بما انه لا الحكومات ولا الاشخاص يستطيعون حل مشاكل البيئة،‏ فمن يستطيع ذلك؟‏ منذ الازمنة القديمة،‏ تطلع الناس الى السموات طلبا لضبط الطقس.‏ ورغم السذاجة التي اتسمت بها هذه الجهود،‏ لا شك انها تُظهر حقيقة اساسية:‏ الجنس البشري بحاجة الى المساعدة الالهية لحل هذه المشاكل.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      ‏«هنالك دليل جديد وأقوى يشير الى ان معظم الدفء العالمي الملاحظ خلال الـ‍ ٥٠ سنة الماضية ناجم عن النشاطات البشرية»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      ‏«هل الدفء العالمي مؤذٍ للصحة؟‏»‏

      اثارت مقالة في مجلة ساينتفيك امريكان هذا السؤال المحير.‏ وتنبأت بأن الدفء العالمي «سيزيد من حدوث وانتشار اعتلالات صحية خطيرة».‏ مثلا،‏ في بعض الاماكن «من المتوقع انه بحلول سنة ٢٠٢٠ سيتضاعف عدد الوفيات الذي تسببه موجات الحر».‏

      اما التأثير المحتمل للدفء العالمي في الامراض الخمجية فهو اقل وضوحا.‏ «من المتوقع ان يزداد انتشار الامراض التي ينقلها البعوض»،‏ اذ ان البعوض «يتكاثر بشكل اسرع ويلسع اكثر حين يزداد الحر.‏ .‏ .‏ .‏ وبالتالي،‏ اذ ترتفع حرارة مناطق بكاملها،‏ يمكن ان ينتشر البعوض في الاماكن التي لم يكن موجودا فيها سابقا،‏ جالبا معه المرض».‏

      اخيرا،‏ هنالك تأثيرات الفيضانات والجفاف،‏ فهما يؤديان الى تلويث الموارد المائية.‏ من الواضح اذًا ان خطر الدفء العالمي ينبغي ان يؤخذ على محمل الجد.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      ظاهرة الدفيئة تسبب احتباس الحرارة في الجو

      ‏[مصدر الصورة]‏

      NASA photo

      ‏[الصور في الصفحة ٧]‏

      اطلق الانسان بلايين اطنان الملوثات في الهواء،‏ فتفاقم احتباس الحرارة

  • لا كوارث بسبب الطقس بعد الآن!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٣ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • لا كوارث بسبب الطقس بعد الآن!‏

      ‏«لقد فقد الانسان في عصرنا هذا احترامه للارض في سعيه الجشِع وراء الراحة،‏ السرعة،‏ والربح التجاري».‏ هذا ما نقرأه على غلاف الكتاب ٥٠٠٠ يوم لإنقاذ الكوكب (‏بالانكليزية)‏.‏ ونحن نعاني اليوم العواقب الناجمة عن جشع الانسان.‏ وما اذا كانت النظريات عن الدفء العالمي صحيحة ام لا،‏ فثمة امر واحد اكيد:‏ الانسان يدمر كوكبنا الجميل.‏ ورجاؤنا الوحيد هو ان يتم وعد الكتاب المقدس بأن اللّٰه ‹سيهلك الذين يهلكون الارض›.‏ —‏ كشف ١١:‏١٨‏.‏

      سيستبدل اللّٰه النظام الفاسد للحكم البشري بنظام جديد كليا.‏ قبل ان ترفض هذه الفكرة وتعتبرها تفاهة دينية،‏ تأمل في هذا:‏ من يعرف عن بيئة الارض اكثر من خالقها؟‏ أليس من حقه الاهتمام بما يحدث على هذا الكوكب؟‏ يوضح الكتاب المقدس ان من حقه ان يفعل ذلك،‏ اذ يقول في اشعياء ٤٥:‏١٨ ان يهوه «هو اللّٰه.‏ مصوِّر الارض وصانعها.‏ هو قرَّرها.‏ لم يخلقها باطلا.‏ للسكن صوَّرها».‏ واللّٰه لديه القدرة على التدخل،‏ وسيتدخل لإتمام قصده.‏

      سينجز اللّٰه ذلك بجلب حكومة جديدة،‏ هي الملكوت،‏ لحكم الارض.‏ وحين يصلي المسيحيون ما يدعى الصلاة الربانية ويقولون «ليأت ملكوتك»،‏ يطلبون ان تتولى هذه الحكومة شؤون الارض.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ سيبرهن ملكوت اللّٰه او حكومته انه يفهم الدورات الطبيعية المعقدة في الارض.‏ وسيقدر بالتالي ان يُصلح بقاع الارض التي دمرها التلوّث وألحق ببيئتها الضرر.‏ تقول اشعياء ٣٥:‏١،‏ ٦‏:‏ «القفر .‏ .‏ .‏ يزهر كالنرجس.‏ .‏ .‏ .‏ لأنه قد انفجرت في البرية مياه وأنهار في القفر».‏

      الى ان يتدخل اللّٰه

      بعد فيضانات سنة ٢٠٠٢،‏ كتب هَلْموت شْميت،‏ المستشار السابق لألمانيا الغربية:‏ «لا احد يستطيع منع العناصر الطبيعية من إحداث صدوع في السدود.‏ وسيستمر وقوع الكوارث».‏ هذا صحيح.‏ وعندما يسبب الطقس الكوارث،‏ لا يستطيع البشر سوى بذل جهدهم لمواجهتها.‏ لكن رغم كل المآ‌سي الناجمة عن هذه الكوارث يمكن ان يتأتى عنها تأثيرات مفيدة.‏ فبإمكانها دفع الناس ان يبرهنوا عن محبتهم واهتمامهم بقريبهم.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣١‏)‏ على سبيل المثال،‏ كان للفيضانات التي اجتاحت اوروپا مثل هذا التأثير كما يبدو في البعض.‏ كتبت احدى الصحف:‏ «اتى المتطوعون الحماسيون من كل انحاء المانيا لينجزوا العمل [الاغاثة].‏ وهي اكبر عملية اغاثة يقوم بها متطوعون منذ الحرب العالمية الثانية».‏

      كثيرون من شهود يهوه كانوا بين هؤلاء المتطوعين.‏ والمقالة التالية تناقش عمل الاغاثة الذي انجزه الشهود في اربعة بلدان اجتاحتها العواصف الهوجاء.‏ ان سلوك هؤلاء المسيحيين هو لمحة مسبقة عن الحياة تحت سلطة حكومة اللّٰه القادمة،‏ حيث ستسود المحبة والاهتمام الاخوي،‏ لا الجشع والانانية.‏ —‏ اشعياء ١١:‏٩‏.‏a

      يمكن ان يتعزى المسيحيون بالوعد الذي قطعه اللّٰه للاسرائيليين قديما:‏ «اعطي مطر ارضكم في حينه المبكر والمتأخر».‏ (‏تثنية ١١:‏١٤‏)‏ فسيكون هذا الوعد حقيقيا ايضا لمن لديهم امتياز العيش في عالم اللّٰه الجديد،‏ عالم محرر من الكوارث المرتبطة بالطقس.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اذا رغبت في معرفة المزيد عن وعد اللّٰه بحكومة الملكوت،‏ فمن فضلك اتصل بشهود يهوه في منطقتك او اكتب الى ناشري هذه المجلة.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      تحكّم تام في الطقس

      في عالم اللّٰه الجديد،‏ لن يخاف الناس ان تكتسح بيوتهم او محاصيلهم عواصف هوجاء.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ فالكتاب المقدس يوضح ان اللّٰه وابنه،‏ يسوع المسيح،‏ قادران تماما على التحكم في الطقس.‏ تأمل في الآيات التالية.‏

      ▪ تكوين ٧:‏٤‏:‏ «بعد سبعة ايام ايضا امطر على الارض اربعين يوما وأربعين ليلة».‏

      ▪ خروج ١٤:‏٢١‏:‏ «اجرى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل وجعل البحر يابسة وانشق الماء».‏

      ▪ ١ صموئيل ١٢:‏١٨‏:‏ «دعا صموئيل الرب فأعطى رعودا ومطرا في ذلك اليوم.‏ وخاف جميع الشعب الرب وصموئيل جدا».‏

      ▪ يونان ١:‏٤‏:‏ «ارسل الرب ريحا شديدة الى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر».‏

      ▪ مرقس ٤:‏٣٩‏:‏ «فنهض [يسوع،‏ المعطى قوة من اللّٰه] وانتهر الريح وقال للبحر:‏ ‹صه!‏ اهدأ!‏›.‏ فهدأت الريح،‏ وساد سكون عظيم».‏

      ‏[الصور في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      في عالم اللّٰه الجديد،‏ لن يكون علينا ان نخشى احوال الطقس الخطرة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة