-
الصفحة ٢استيقظ! ١٩٨٩ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
ان مشكلة ضرب الزوجات بشدة تتجاوز كل حدٍ ثقافي، اجتماعي، واقتصادي. فكل جنس، فريق عرقي، ودين غير مسيحي علاوة على «المسيحي» له ضاربو زوجاته. انهم اطباء، محامون، رجال اعمال، قضاة، رجال شرطة، والرجل العادي في الشارع. وهم يشملون اصحاب الدَّخل ذي الستة ارقام والرجال الذين يعتمدون على الخدمات الاجتماعية.
-
-
الزوجات اللواتي يُضرَبن بشدة — نظرة خلف الابواب المغلقةاستيقظ! ١٩٨٩ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الزوجات اللواتي يُضرَبن بشدة — نظرة خلف الابواب المغلقة
ان ضرب الزوجات حدث شائع على نحو مفزع. فمجلة علم النفس اليوم تذكر ان «امرأة من كل ١٠ سوف يعتدي عليها (يلطمها، يركلها، يعضّها او اسوأ من ذلك) زوجها على نحو خطير في وقت ما خلال مجرى زواجها.» وبعد سنة اشارت مجلة العلاقات العائلية الى ان حجم المشكلة اكبر ايضا، ذاكرة ان «امرأة من اثنتين في الولايات المتحدة سوف تختبر عنفا منزليا.» وفي كندا، استنادا الى تقرير لسنة ١٩٨٧، سوف تُضرب بشدة امرأة من كل عشر. والتقديرات في بلدان اخرى هي نفسها تقريبا.
وأحد المحامين المحليين في نيويورك يضيف شهادة اخرى الى المشكلة المتزايدة للزوجات اللواتي يُضرَبن بشدة. «العنف ضد النساء موجود بنسب وبائية في المجتمع الاميركي. وقد قدَّر مكتب المباحث الاتحادي FBI انه تُضرَب زوجة واحدة كل ١٨ ثانية، وأن ما يبلغ ٦ ملايين امرأة يُضرَبن بشدة كل سنة.» ولقد جرى التحديد ان «ضرب الزوجات يسبب اصابات للنساء تتطلَّب الاستشفاء اكثر من كل حوادث الاغتصاب، السلب وحوادث السيارات مجتمعة.» فنحو ٠٠٠,٤ امرأة يُقتلن سنويا.
واذا كانت الاساءة الى الزوجة سرّا عائليا مصونا جيدا فان اولئك الاقربين الى الزوج الضرّاب، كأفضل اصدقائه، رفقاء العمل، او اعضاء العائلة خارج البيت، ربما لا يتصوَّرون ابدا انه ضارب للزوجة. وقد يُحسن الاداء في عمله وفي المجتمع، وفي احيان كثيرة يحترمه نظراؤه بوصفه مثالا في العمل. وكثيرون من الضرّابين يبتعدون عن العراك في الحانة، في الشارع، او في مكان العمل. وكثيرون يَهَبون ايّ شيء يملكونه لامرئ محتاج.
أما مع رفيقة زواجهم فان ابسط شيء يمكن ان يسخطهم بشكل عنيف — وجبة طعام غير مُعدَّة في الموعد المحدَّد، النوع الخاطئ من الوجبات، طراز فستانها ليس وفق ذوقه، تريد ان تشاهد على التلفزيون شيئا وهو شيئا آخر. وثمة دراسة بريطانية على الزوجات اللواتي يُضرَبن بشدة كشفت انه بالنسبة الى ٧٧ في المئة من اللواتي يُعتدى عليهنّ فان الضرب لم تسبقه مجادلات. وتظهر التقارير انه في حالات كثيرة يُحدث الضربَ الشديد شيءٌ «تافه مثل ان تكسر الزوجة مُحَّ البيضة او ان تجمع شعرها وتعقده عاليا.»
وثمة زوج يضرب زوجته اعترف بأنه «غضب لان زوجته كانت ملتفة في الشراشف.» وغضبه تحوَّل الى ركلها واخراجها من الفراش وبعدئذ ضرب الارض برأسها بقوة كافية لتسبيب ارتجاج. وقالت زوجة مُساء اليها كابدت سنوات من الضرب: «يمكن اثارة حادث بنسياني وضع شيء معيَّن على طاولة الغداء.»
وثمة عروس لثلاث سنوات ونصف السنة قدَّرت انها ضُربت نحو ٦٠ مرة خلال زواجها. «لم يحبَّ اصدقائي،» قالت. «فتوقفتُ تدريجيا عن رؤيتهم.» وأخيرا توقفَتْ عن رؤية عائلتها لانه لم يحبَّهم. «اذا حاولتُ ان اقوم باتصال هاتفي يكون ذلك سببا كافيا لضرب آخر،» اوضحت. وقالت زوجة اخرى مُساء اليها: «في النهاية سألته عما يجب ان تكون كل خطوة لي — ماذا يلزم تناوله للغداء، وبأية طريقة يلزم وضع الاثاث.»
ودلَّت الدراسات ان ضرب الزوجات يحدث على الارجح في الامسيات، خلال الليل، او في نهايات الاسابيع. ولذلك يُرجَّح ان تقابل هيئات الطوارئ في المستشفيات المرأة بعد الضرب المبرِّح اكثر من طبيبها الشخصي. والاصابات التي قد تعرضها المرأة المضروبة بشدة للمعالجة تشمل في اغلب الاحيان اصابات نازفة، وخصوصا في الرأس والوجه. والاصابات الداخلية سائدة — ارتجاجات، طبلتا اذنين مثقوبتان، وخصوصا اذا كانت الزوجة حبلى، اصابات بطنية. وغالبا ما تُشاهد علامات خنق على العنق. وفي حالات كثيرة يجب جبر العظام المكسورة — الفكين، الذراعين، الرجلين، الضلوع، والترقوتين. وقد تُرسل ضحايا اخرى الى مراكز الحروق لمعالجة الحروق الناجمة عن السوائل الحارقة او الحوامض.
قال كاتب عن الازواج الضرّابين: «هؤلاء الاشخاص اهوال حقيقية. فهم يحبسون النساء في غرفهنّ، يكسرون عظامهنّ، يصيبونهنّ بالعرج. يجرحونهنّ بالسكاكين، يجرِّبون عليهنّ المخدرات، يلكمونهنّ في الوجه، المعدة، والثديين. يصوِّبون المسدسات نحو رؤوسهنّ — ويقتلونهنّ.» وهنالك تقارير عن زوجات رُبطن بسلاسل الى اسرَّتهن، اسلاك نُزعت من السيارة لجعلها غير نافعة، تهديدات بقتل المرأة وأولادها اذا حاولت الهرب. ان المآسي لا نهاية لها.
وتُضاف الى الاساءة الجسدية، التي قد تحدث غالبا، التهديدات والاتهامات، التلقيب بأسماء قبيحة، الكآبة، الكوابيس، والأرق.
فأيّ نوع من الرجال ذاك الذي يُنزل هذه الاساءة المأساوية برفيقة زواجه — المرأة التي ربما يقول تكرارا انه يحبها ولا يمكن ان يفلح بدونها؟ تأملوا في صورته الجانبية في المقالة التالية.
-
-
الازواج الضرَّابون — نظرة عن كثباستيقظ! ١٩٨٩ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الازواج الضرَّابون — نظرة عن كثب
ان الصوت الاجماعي للخبراء هو ان ضاربي الزوجات لهم من حيث الاساس الصورة الجانبية عينها. فالاطباء، المحامون، ضباط الشرطة، رسميّو المحاكم، والعمال الاجتماعيون — الذين تأتي بهم اعمالهم الى اتصال يومي بالعنف العائلي — متفقون على ذلك. قال احد رسميي المحاكم: «النرجسية (عشق الذات) — تلك هي الميزة الغالِبة. ان الشبه بين الضرَّاب والولد الصغير مدهش. وقد روت لي كل امرأة اتعامل معها قصصا عن فورات الغضب. فالضراب يمكن ان يتصل بالعالم فقط على اساس كيف يمكن ان يعتني ذلك بحاجاته.» وهذا الرسمي يصنِّف الضرَّاب بأنه «ضار بالمجتمع» Sociopathic، مما يعني انه عاجز عن التفكير مليا في عواقب اعماله.
«والجدير بالاهتمام على نحو كافٍ،» قال احد الكتبة، «هو ان المسيئين الذكور يعانون عموما من صورة وضيعة للذات، الميزة عينها التي يجاهدون لاحداثها في ضحاياهم.» «التملُّك والغيرة، اضافة الى القصور الجنسي والاحترام الوضيع للذات، هي الخصائص العادية للرجال الذين يضربون النساء بشدة،» قال احد التقارير الصحفية. واذ وافق على هذه الصورة الجانبية للمسيء الى الزوجة اضاف طبيب نفساني شهير صوته: «الضرب بشدة هو احدى الطرائق التي يحاول بها الرجل غير الكفء ان يثبت رجولته.»
ويصير واضحا ان الذكر المسيء يستعمل العنف كاداة للحفاظ على السيطرة ولاظهار قوته على رفيقة زواجه. اعلن مسيء الى الزوجة: «اذا توقفنا عن الضرب نفقد السيطرة. وذلك لا يمكن التفكير فيه، لا يمكن احتماله.»
وفي اغلب الاحيان، دون سبب، يكون الزوج الضرَّاب تملُّكيا وغيورا على نحو غير معقول. وقد يتخيَّل رابطا غراميا بين زوجته وساعي البريد، بائع الحليب، صديق حميم للعائلة، او ايّ امرئ قد تتصل به. ومع انه قد يعامل زوجته بطريقة سيئة، مُنزِلا بها الالم الجسدي، فهو يخشى بشدة الانفصال او خسارتها. واذا هددت الزوجة المساء اليها بأن تتركه فقد يهدد بدوره ان يقتلها ويقتل نفسه.
وفي احيان كثيرة قد تكشف الغيرة عن وجهها القبيح عندما تكون الزوجة حبلى. فقد يشعر الزوج بأنه مهدد باحتمال تحوُّل عاطفة زوجته الآن عنه، وأن الطفل سيصير الآن مركز الاهتمام. والكثير من النساء اللواتي ضُربن بشدة يذكرن ان اول علامة للاساءة الزوجية كانت عندما لكمهنّ زوجهنّ بعنف في معدتهنّ خلال حبلهنّ الاول. «ان النرجسية التي يعانيها قد تضعه في موقف قد يحاول فيه فعلا قتل الجنين،» قال احد رسميي المحكمة.
دورة عنف
والوجه الآخر للصورة الجانبية لضارب الزوجة هو دورة العنف الجاري اختبارها، كما أكَّدت زوجات عديدات ضُربن بشدة. ففي المرحلة الاولى قد يلجأ الزوج فقط الى التلقيب بأسماء قبيحة، مستعملا لغة بذيئة. وقد يهدد بأخذ الاولاد بعيدا عنها، قائلا لها انها لن تراهم ثانية على الاطلاق. واذ تشعر بأنها مهددة قد تعترف بأن كل شيء هو ذنبها، قابلة المسؤولية عن تصرفه السفيه. وهي الآن توقِع نفسها في يده. وهو يمسك بزمام الامور. ولكن لا بدَّ ان يكون له تسلط اعظم. وقد تأتي هذه المرحلة الاولى في ايّ وقت بعد الزواج — وأحيانا في غضون اسابيع.
والمرحلة الثانية قد تأتي بفورة عنف متفجرة — ركل، لكم، عض، شد شعرها، طرحها الى الارض، ارتكاب اعمال جنسية بطريقة عنيفة. وقد تدرك الزوجة اولا انها ليست الملومة. وتفكر ان السبب ربما يكون مصدرا خارجيا — ضغطا في مكان العمل او عدم تلاؤم مع رفقاء العمل.
وفورا بعد انفجار العنف تتعزَّى الزوجة بندم زوجها. وهو الآن في المرحلة الثالثة من الدورة. فيغدق عليها العطايا. ويلتمس غفرانها. ويعدها بأن ذلك لن يحدث ابدا مرة اخرى.
ولكنه يحدث مرة بعد اخرى. ولا يعود هنالك ندم. انها الآن طريقة حياة. والتهديد بقتلها حاضر دائما اذا هدَّدت بالمغادرة. وهي الآن تحت تسلُّطه الكامل. تذكَّروا الكلمات المقتبسة آنفا لأحد ضاربي الزوجة: «اذا توقفنا عن الضرب نفقد السيطرة. وذلك لا يمكن التفكير فيه.»
تشابه آخر
وبلا استثناء سيلوم المسيئون الى الزوجات رفيقات زواجهم على اثارة الضرب. يذكر مدير برنامج خدمة للنساء المضروبات بشدة: «يقول المسيء لشريكته، ‹انتِ لا تفعلين ذلك بالطريقة الصحيحة، ولهذا السبب ألطمكِ.› او، ‹العشاء كان متأخرا، ولهذا السبب ألطمكِ.› انه دائما ذنبها هي. وعندما يستمر هذا النوع من الاساءة العاطفية لسنين يجري غسل دماغ المرأة وجعلها تصدق ذلك.»
وثمة زوجة قال لها زوجها انها كانت تثير الهجمات بالامور التي تفعلها على نحو خاطئ. «واذ ازداد العنف ازدادت الاعذار ايضا. وكان الامر دائما، ‹انظري ماذا جعلتِني افعل. لماذا تريدين ان تجعليني افعل هذه الامور؟›»
قال مسيء الى الزوجة جرى اصلاحه، وكان ابوه ايضا ضرَّابا للزوجة: «لم يتمكن ابي قط من الاعتراف بأنه مخطئ. لم يعتذر او يقبل قط اية مسؤولية عن اعماله. لقد كان دائما يلوم ضحيته.» ويعترف الابن ايضا، «لمتُ زوجتي على تسبيبها الاساءة الى نفسها.» «طوال ١٥ سنة،» قال آخر، «اسأت الى زوجتي لانها كانت واحدة من شهود يهوه. لمت زوجتي على كل شيء. لم ادرك ان ما كنت افعله كان رديئا جدا الى ان بدأت ادرس الكتاب المقدس. ان ذلك الآن ذكرى رديئة في حياتي. احاول ان انساه، ولكنه دائما هناك.»
والرواية عن الاب والابن، وكلاهما من ضاربي الزوجات، ليست فريدة. انها بالاحرى الصورة الجانبية العامة للازواج الضرَّابين. وقد اعترف الابن بأن ضرب الزوجات يعود الى ١٥٠ سنة في عائلته، ينتقل من الاب الى الابن، اذا جاز التعبير. واستنادا الى «الائتلاف القومي ضد العنف المنزلي،» «من بين الاولاد الذين يشهدون العنف المنزلي يصير ٦٠ في المئة من الصبيان اخيرا ضرَّابين وتصير ٥٠ في المئة من البنات ضحايا.»
قال كاتب صحيفة: «حتى لو جرى استثناؤهم من الضرب الشديد ولم يُظهروا ضررا خارجيا فان هؤلاء الاولاد قد تعلَّموا شيئا ربما لن ينسوه ابدا: من المقبول معالجة المشاكل والضغط بطرائق عنيفة.»
واولئك الذين يديرون ملاجئ للنساء المضروبات بشدة يقولون ان الصبيان الذين رأوا آباءهم يضربون امهاتهم غالبا ما يهاجمون امهاتهم بطريقة عنيفة او يهددون بقتل اخواتهم. «ذلك ليس مجرد لعب اولاد صغار،» قال امرؤ. «انه مقصود بشكل حقيقي.» واذ يرون آباءهم يستعملون العنف لمعالجة الغضب يرى الاولاد ذلك اختيارهم الوحيد.
يقول شِعر للحضانة ان البنات الصغيرات مصنوعات من «السكر والطِّيب وكل شيء لطيف.» وهؤلاء البنات الصغيرات يكبرن ليصرن امهاتنا وزوجاتنا، اللواتي يقول الازواج انهم لا يستطيعون العيش بدونهن. فالعدل بالتاكيد هو ضد الاساءة الى الزوجات، ولكن عدل مَن — الانسان ام اللّٰه؟
-
-
عندما يتوقف الضرب الشديداستيقظ! ١٩٨٩ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
عندما يتوقف الضرب الشديد
الى متى في التاريخ يعود وجود الاساءة الى الزوجات؟ يشير احد المصادر الى ما يُعتقد انه اقدم شريعة مكتوبة، يرجع تاريخها الى ٢٥٠٠ قم، سمحت للازواج بضرب زوجاتهم.
وفي سنة ١٧٠٠ قم طوَّر حمورابي، ملك بابل الوثني، شرائع حمورابي الشهيرة التي احتوت على حوالي ٣٠٠ بند قانوني بواسطتها حُكم الانسان. وقررت الشرائع رسميا انه يجب ان تكون الزوجة في خضوع تام لزوجها، الذي يملك الحق الشرعي في انزال العقوبة بها على ايّ تعدٍ.
وبالتقدم الى زمن الامبراطورية الرومانية قضت شرائع رب العائلة الرومانية: «اذا امسكتَ زوجتكَ في زنى يمكنك بحصانة ان تقتلها دون محاكمة، أما اذا ارتكبتَ الزنى او عملا غير محتشم فيجب ان لا تتجاسر هي على مسِّكَ بأقل اذى، ولا القانون يسمح بذلك.»
وثمة كُتيِّب للزواج كُتب في القرن الـ ١٥ من عصرنا الميلادي نصح الازواج الذين يرون زوجاتهم يرتكبن ذنبا «بانتهارها وتخويفها اولا،» وبعدئذ «تناول عصا وضربها بعنف.»
وفي انكلترا حاول مشترعو القرن الـ ١٩ ان يقللوا ألم النساء بالتحديد شرعيا كم يمكن ان تكون العصا ضخمة. فاستنبطوا ما كان معروفا بنظام شريعة الابهام، الذي يسمح للرجل بأن يضرب زوجته بعصا «ليست اثخن من ابهامه.»
ومع انه في بلدان كثيرة اليوم لم تعد تحمي الازواج قوانين لضرب الزوجات، فان هذه التقاليد التاريخية لا تزال قائمة في اجزاء كثيرة من الارض. واستنادا الى تقرير اخباري تلفزيوني للـ CBS، فان البرازيل بلد يُؤلِّه فيه الرجال النساء. ولكن، على نحو متناقض ظاهريا، تجري ايضا اهانتهنّ، الاساءة اليهنّ، ضربهنّ، وقتلهنّ دون تبكيت ضمير. ومثل هذا السلوك، تابع التقرير، يُرى في كل طبقات المجتمع، بما فيها محاكم القانون، حيث في «الدفاع عن شرفه» يمكن ان ينجو الرجل من عقوبة القتل، وخصوصا اذا كانت الضحية زوجته. قال مراسل صحفي: «كثيرون من القتلة ليسوا بدائيين من المناطق النائية المتخلفة ثقافيا ولكنهم رجال اختصاصيون مثقفون.»
و ‹الدفاع عن الشرف› يمكن ان يثيره مجرد مخالفة طفيفة لنظام الزوج — الغداء غير جاهز في الوقت المحدَّد، الخروج دون مرافقة، حيازة عمل او شهادة جامعية، او الفشل في «الموافقة على كل نوع من المضاجعة الجنسية التي يبحث عنها.»
شريعة اللّٰه والنظرة المسيحية
توضح شريعة اللّٰه ان الازواج يجب ان ‹يحبوا نساءهم كما احب المسيح ايضا الكنيسة . . . يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه. فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه.› (افسس ٥:٢٥، ٢٨، ٢٩) هذه الشريعة تحل محل كل شرائع الانسان، الماضية والحاضرة.
بالتأكيد لن يحتج ايّ زوج مسيحي بأنه لا يزال يحب الزوجة التي يسيء اليها. فهل يضرب المسيء الى الزوجة جسده الخاص — يشد شعره ويلطم نفسه في الوجه وفي كل مكان من جسده لانه حقا يحب نفسه؟ وهل يخبر ضارب الزوجة الآخرين بحرية — اعضاء العائلة خارج البيت، الاصدقاء، المسيحيين الآخرين — انه من حين الى آخر سيضرب زوجته ويُنزل بها الاذى الجسدي لانه يحبها كثيرا جدا؟ ام هل يهدد زوجته بالاحرى لئلا تخبر احدا؟ وهل يستحلف الاب اولاده الكتمان وعدم اخبار الآخرين عن اساءته؟ او هل يُخجلهم فعل ذلك؟ ألا تُكذِّب اعماله ادعاءه بأنه يحب حقا زوجته؟ ان محبة احدهما الآخر طبيعية. والاساءة الى الزوجة ليست كذلك.
وأخيرا، اذا كان رجل مسيحي يضرب زوجته بشدة، ألا يجعل ذلك كل اعماله المسيحية الاخرى باطلة في نظر اللّٰه؟ اذكروا ان ‹الضرَّاب› ليس اهلا للامتيازات في الجماعة المسيحية. (١ تيموثاوس ٣:٣؛ ١ كورنثوس ١٣:١-٣؛ افسس ٥:٢٨) والتقارير تدل ان ضرب الازواج من قِبل زوجاتهم سائد ايضا في نظام الاشياء هذا. ألا تنطبق الاسئلة عينها على مثل هؤلاء الزوجات؟
كم هو حيوي ان يُظهر الازواج والزوجات ثمر الروح في حياتهم معا الآن: «محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة (ضبط نفس)»! (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) واذا كنا نستطيع انتاج هذه الثمار الآن يكون المستقبل المتوقع واعِدا لعيشنا في تلك الارض الفردوسية حيث سيعيش الجميع معا في سلام ومحبة دون نهاية.
[الصورة في الصفحة ٨]
الازواج المسيحيون ‹يحبون نساءهم كاجسادهم،› مما يعني ان «الضرب غير مسموح!»
-