مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الصفحة ٢
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • ان مشكلة ضرب الزوجات بشدة تتجاوز كل حدٍ ثقافي،‏ اجتماعي،‏ واقتصادي.‏ فكل جنس،‏ فريق عرقي،‏ ودين غير مسيحي علاوة على «المسيحي» له ضاربو زوجاته.‏ انهم اطباء،‏ محامون،‏ رجال اعمال،‏ قضاة،‏ رجال شرطة،‏ والرجل العادي في الشارع.‏ وهم يشملون اصحاب الدَّخل ذي الستة ارقام والرجال الذين يعتمدون على الخدمات الاجتماعية.‏

  • الزوجات اللواتي يُضرَبن بشدة —‏ نظرة خلف الابواب المغلقة
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • الزوجات اللواتي يُضرَبن بشدة —‏ نظرة خلف الابواب المغلقة

      ان ضرب الزوجات حدث شائع على نحو مفزع.‏ فمجلة علم النفس اليوم تذكر ان «امرأة من كل ١٠ سوف يعتدي عليها (‏يلطمها،‏ يركلها،‏ يعضّها او اسوأ من ذلك)‏ زوجها على نحو خطير في وقت ما خلال مجرى زواجها.‏» وبعد سنة اشارت مجلة العلاقات العائلية الى ان حجم المشكلة اكبر ايضا،‏ ذاكرة ان «امرأة من اثنتين في الولايات المتحدة سوف تختبر عنفا منزليا.‏» وفي كندا،‏ استنادا الى تقرير لسنة ١٩٨٧،‏ سوف تُضرب بشدة امرأة من كل عشر.‏ والتقديرات في بلدان اخرى هي نفسها تقريبا.‏

      وأحد المحامين المحليين في نيويورك يضيف شهادة اخرى الى المشكلة المتزايدة للزوجات اللواتي يُضرَبن بشدة.‏ «العنف ضد النساء موجود بنسب وبائية في المجتمع الاميركي.‏ وقد قدَّر مكتب المباحث الاتحادي FBI انه تُضرَب زوجة واحدة كل ١٨ ثانية،‏ وأن ما يبلغ ٦ ملايين امرأة يُضرَبن بشدة كل سنة.‏» ولقد جرى التحديد ان «ضرب الزوجات يسبب اصابات للنساء تتطلَّب الاستشفاء اكثر من كل حوادث الاغتصاب،‏ السلب وحوادث السيارات مجتمعة.‏» فنحو ٠٠٠‏,٤ امرأة يُقتلن سنويا.‏

      واذا كانت الاساءة الى الزوجة سرّا عائليا مصونا جيدا فان اولئك الاقربين الى الزوج الضرّاب،‏ كأفضل اصدقائه،‏ رفقاء العمل،‏ او اعضاء العائلة خارج البيت،‏ ربما لا يتصوَّرون ابدا انه ضارب للزوجة.‏ وقد يُحسن الاداء في عمله وفي المجتمع،‏ وفي احيان كثيرة يحترمه نظراؤه بوصفه مثالا في العمل.‏ وكثيرون من الضرّابين يبتعدون عن العراك في الحانة،‏ في الشارع،‏ او في مكان العمل.‏ وكثيرون يَهَبون ايّ شيء يملكونه لامرئ محتاج.‏

      أما مع رفيقة زواجهم فان ابسط شيء يمكن ان يسخطهم بشكل عنيف —‏ وجبة طعام غير مُعدَّة في الموعد المحدَّد،‏ النوع الخاطئ من الوجبات،‏ طراز فستانها ليس وفق ذوقه،‏ تريد ان تشاهد على التلفزيون شيئا وهو شيئا آخر.‏ وثمة دراسة بريطانية على الزوجات اللواتي يُضرَبن بشدة كشفت انه بالنسبة الى ٧٧ في المئة من اللواتي يُعتدى عليهنّ فان الضرب لم تسبقه مجادلات.‏ وتظهر التقارير انه في حالات كثيرة يُحدث الضربَ الشديد شيءٌ «تافه مثل ان تكسر الزوجة مُحَّ البيضة او ان تجمع شعرها وتعقده عاليا.‏»‏

      وثمة زوج يضرب زوجته اعترف بأنه «غضب لان زوجته كانت ملتفة في الشراشف.‏» وغضبه تحوَّل الى ركلها واخراجها من الفراش وبعدئذ ضرب الارض برأسها بقوة كافية لتسبيب ارتجاج.‏ وقالت زوجة مُساء اليها كابدت سنوات من الضرب:‏ «يمكن اثارة حادث بنسياني وضع شيء معيَّن على طاولة الغداء.‏»‏

      وثمة عروس لثلاث سنوات ونصف السنة قدَّرت انها ضُربت نحو ٦٠ مرة خلال زواجها.‏ «لم يحبَّ اصدقائي،‏» قالت.‏ «فتوقفتُ تدريجيا عن رؤيتهم.‏» وأخيرا توقفَتْ عن رؤية عائلتها لانه لم يحبَّهم.‏ «اذا حاولتُ ان اقوم باتصال هاتفي يكون ذلك سببا كافيا لضرب آخر،‏» اوضحت.‏ وقالت زوجة اخرى مُساء اليها:‏ «في النهاية سألته عما يجب ان تكون كل خطوة لي —‏ ماذا يلزم تناوله للغداء،‏ وبأية طريقة يلزم وضع الاثاث.‏»‏

      ودلَّت الدراسات ان ضرب الزوجات يحدث على الارجح في الامسيات،‏ خلال الليل،‏ او في نهايات الاسابيع.‏ ولذلك يُرجَّح ان تقابل هيئات الطوارئ في المستشفيات المرأة بعد الضرب المبرِّح اكثر من طبيبها الشخصي.‏ والاصابات التي قد تعرضها المرأة المضروبة بشدة للمعالجة تشمل في اغلب الاحيان اصابات نازفة،‏ وخصوصا في الرأس والوجه.‏ والاصابات الداخلية سائدة —‏ ارتجاجات،‏ طبلتا اذنين مثقوبتان،‏ وخصوصا اذا كانت الزوجة حبلى،‏ اصابات بطنية.‏ وغالبا ما تُشاهد علامات خنق على العنق.‏ وفي حالات كثيرة يجب جبر العظام المكسورة —‏ الفكين،‏ الذراعين،‏ الرجلين،‏ الضلوع،‏ والترقوتين.‏ وقد تُرسل ضحايا اخرى الى مراكز الحروق لمعالجة الحروق الناجمة عن السوائل الحارقة او الحوامض.‏

      قال كاتب عن الازواج الضرّابين:‏ «هؤلاء الاشخاص اهوال حقيقية.‏ فهم يحبسون النساء في غرفهنّ،‏ يكسرون عظامهنّ،‏ يصيبونهنّ بالعرج.‏ يجرحونهنّ بالسكاكين،‏ يجرِّبون عليهنّ المخدرات،‏ يلكمونهنّ في الوجه،‏ المعدة،‏ والثديين.‏ يصوِّبون المسدسات نحو رؤوسهنّ —‏ ويقتلونهنّ.‏» وهنالك تقارير عن زوجات رُبطن بسلاسل الى اسرَّتهن،‏ اسلاك نُزعت من السيارة لجعلها غير نافعة،‏ تهديدات بقتل المرأة وأولادها اذا حاولت الهرب.‏ ان المآ‌سي لا نهاية لها.‏

      وتُضاف الى الاساءة الجسدية،‏ التي قد تحدث غالبا،‏ التهديدات والاتهامات،‏ التلقيب بأسماء قبيحة،‏ الكآ‌بة،‏ الكوابيس،‏ والأرق.‏

      فأيّ نوع من الرجال ذاك الذي يُنزل هذه الاساءة المأساوية برفيقة زواجه —‏ المرأة التي ربما يقول تكرارا انه يحبها ولا يمكن ان يفلح بدونها؟‏ تأملوا في صورته الجانبية في المقالة التالية.‏

  • الازواج الضرَّابون —‏ نظرة عن كثب
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • الازواج الضرَّابون —‏ نظرة عن كثب

      ان الصوت الاجماعي للخبراء هو ان ضاربي الزوجات لهم من حيث الاساس الصورة الجانبية عينها.‏ فالاطباء،‏ المحامون،‏ ضباط الشرطة،‏ رسميّو المحاكم،‏ والعمال الاجتماعيون —‏ الذين تأتي بهم اعمالهم الى اتصال يومي بالعنف العائلي —‏ متفقون على ذلك.‏ قال احد رسميي المحاكم:‏ «النرجسية (‏عشق الذات)‏ —‏ تلك هي الميزة الغالِبة.‏ ان الشبه بين الضرَّاب والولد الصغير مدهش.‏ وقد روت لي كل امرأة اتعامل معها قصصا عن فورات الغضب.‏ فالضراب يمكن ان يتصل بالعالم فقط على اساس كيف يمكن ان يعتني ذلك بحاجاته.‏» وهذا الرسمي يصنِّف الضرَّاب بأنه «ضار بالمجتمع» Sociopathic،‏ مما يعني انه عاجز عن التفكير مليا في عواقب اعماله.‏

      ‏«والجدير بالاهتمام على نحو كافٍ،‏» قال احد الكتبة،‏ «هو ان المسيئين الذكور يعانون عموما من صورة وضيعة للذات،‏ الميزة عينها التي يجاهدون لاحداثها في ضحاياهم.‏» «التملُّك والغيرة،‏ اضافة الى القصور الجنسي والاحترام الوضيع للذات،‏ هي الخصائص العادية للرجال الذين يضربون النساء بشدة،‏» قال احد التقارير الصحفية.‏ واذ وافق على هذه الصورة الجانبية للمسيء الى الزوجة اضاف طبيب نفساني شهير صوته:‏ «الضرب بشدة هو احدى الطرائق التي يحاول بها الرجل غير الكفء ان يثبت رجولته.‏»‏

      ويصير واضحا ان الذكر المسيء يستعمل العنف كاداة للحفاظ على السيطرة ولاظهار قوته على رفيقة زواجه.‏ اعلن مسيء الى الزوجة:‏ «اذا توقفنا عن الضرب نفقد السيطرة.‏ وذلك لا يمكن التفكير فيه،‏ لا يمكن احتماله.‏»‏

      وفي اغلب الاحيان،‏ دون سبب،‏ يكون الزوج الضرَّاب تملُّكيا وغيورا على نحو غير معقول.‏ وقد يتخيَّل رابطا غراميا بين زوجته وساعي البريد،‏ بائع الحليب،‏ صديق حميم للعائلة،‏ او ايّ امرئ قد تتصل به.‏ ومع انه قد يعامل زوجته بطريقة سيئة،‏ مُنزِلا بها الالم الجسدي،‏ فهو يخشى بشدة الانفصال او خسارتها.‏ واذا هددت الزوجة المساء اليها بأن تتركه فقد يهدد بدوره ان يقتلها ويقتل نفسه.‏

      وفي احيان كثيرة قد تكشف الغيرة عن وجهها القبيح عندما تكون الزوجة حبلى.‏ فقد يشعر الزوج بأنه مهدد باحتمال تحوُّل عاطفة زوجته الآن عنه،‏ وأن الطفل سيصير الآن مركز الاهتمام.‏ والكثير من النساء اللواتي ضُربن بشدة يذكرن ان اول علامة للاساءة الزوجية كانت عندما لكمهنّ زوجهنّ بعنف في معدتهنّ خلال حبلهنّ الاول.‏ «ان النرجسية التي يعانيها قد تضعه في موقف قد يحاول فيه فعلا قتل الجنين،‏» قال احد رسميي المحكمة.‏

      دورة عنف

      والوجه الآخر للصورة الجانبية لضارب الزوجة هو دورة العنف الجاري اختبارها،‏ كما أكَّدت زوجات عديدات ضُربن بشدة.‏ ففي المرحلة الاولى قد يلجأ الزوج فقط الى التلقيب بأسماء قبيحة،‏ مستعملا لغة بذيئة.‏ وقد يهدد بأخذ الاولاد بعيدا عنها،‏ قائلا لها انها لن تراهم ثانية على الاطلاق.‏ واذ تشعر بأنها مهددة قد تعترف بأن كل شيء هو ذنبها،‏ قابلة المسؤولية عن تصرفه السفيه.‏ وهي الآن توقِع نفسها في يده.‏ وهو يمسك بزمام الامور.‏ ولكن لا بدَّ ان يكون له تسلط اعظم.‏ وقد تأتي هذه المرحلة الاولى في ايّ وقت بعد الزواج —‏ وأحيانا في غضون اسابيع.‏

      والمرحلة الثانية قد تأتي بفورة عنف متفجرة —‏ ركل،‏ لكم،‏ عض،‏ شد شعرها،‏ طرحها الى الارض،‏ ارتكاب اعمال جنسية بطريقة عنيفة.‏ وقد تدرك الزوجة اولا انها ليست الملومة.‏ وتفكر ان السبب ربما يكون مصدرا خارجيا —‏ ضغطا في مكان العمل او عدم تلاؤم مع رفقاء العمل.‏

      وفورا بعد انفجار العنف تتعزَّى الزوجة بندم زوجها.‏ وهو الآن في المرحلة الثالثة من الدورة.‏ فيغدق عليها العطايا.‏ ويلتمس غفرانها.‏ ويعدها بأن ذلك لن يحدث ابدا مرة اخرى.‏

      ولكنه يحدث مرة بعد اخرى.‏ ولا يعود هنالك ندم.‏ انها الآن طريقة حياة.‏ والتهديد بقتلها حاضر دائما اذا هدَّدت بالمغادرة.‏ وهي الآن تحت تسلُّطه الكامل.‏ تذكَّروا الكلمات المقتبسة آنفا لأحد ضاربي الزوجة:‏ «اذا توقفنا عن الضرب نفقد السيطرة.‏ وذلك لا يمكن التفكير فيه.‏»‏

      تشابه آخر

      وبلا استثناء سيلوم المسيئون الى الزوجات رفيقات زواجهم على اثارة الضرب.‏ يذكر مدير برنامج خدمة للنساء المضروبات بشدة:‏ «يقول المسيء لشريكته،‏ ‹انتِ لا تفعلين ذلك بالطريقة الصحيحة،‏ ولهذا السبب ألطمكِ.‏› او،‏ ‹العشاء كان متأخرا،‏ ولهذا السبب ألطمكِ.‏› انه دائما ذنبها هي.‏ وعندما يستمر هذا النوع من الاساءة العاطفية لسنين يجري غسل دماغ المرأة وجعلها تصدق ذلك.‏»‏

      وثمة زوجة قال لها زوجها انها كانت تثير الهجمات بالامور التي تفعلها على نحو خاطئ.‏ «واذ ازداد العنف ازدادت الاعذار ايضا.‏ وكان الامر دائما،‏ ‹انظري ماذا جعلتِني افعل.‏ لماذا تريدين ان تجعليني افعل هذه الامور؟‏›»‏

      قال مسيء الى الزوجة جرى اصلاحه،‏ وكان ابوه ايضا ضرَّابا للزوجة:‏ «لم يتمكن ابي قط من الاعتراف بأنه مخطئ.‏ لم يعتذر او يقبل قط اية مسؤولية عن اعماله.‏ لقد كان دائما يلوم ضحيته.‏» ويعترف الابن ايضا،‏ «لمتُ زوجتي على تسبيبها الاساءة الى نفسها.‏» «طوال ١٥ سنة،‏» قال آخر،‏ «اسأت الى زوجتي لانها كانت واحدة من شهود يهوه.‏ لمت زوجتي على كل شيء.‏ لم ادرك ان ما كنت افعله كان رديئا جدا الى ان بدأت ادرس الكتاب المقدس.‏ ان ذلك الآن ذكرى رديئة في حياتي.‏ احاول ان انساه،‏ ولكنه دائما هناك.‏»‏

      والرواية عن الاب والابن،‏ وكلاهما من ضاربي الزوجات،‏ ليست فريدة.‏ انها بالاحرى الصورة الجانبية العامة للازواج الضرَّابين.‏ وقد اعترف الابن بأن ضرب الزوجات يعود الى ١٥٠ سنة في عائلته،‏ ينتقل من الاب الى الابن،‏ اذا جاز التعبير.‏ واستنادا الى «الائتلاف القومي ضد العنف المنزلي،‏» «من بين الاولاد الذين يشهدون العنف المنزلي يصير ٦٠ في المئة من الصبيان اخيرا ضرَّابين وتصير ٥٠ في المئة من البنات ضحايا.‏»‏

      قال كاتب صحيفة:‏ «حتى لو جرى استثناؤهم من الضرب الشديد ولم يُظهروا ضررا خارجيا فان هؤلاء الاولاد قد تعلَّموا شيئا ربما لن ينسوه ابدا:‏ من المقبول معالجة المشاكل والضغط بطرائق عنيفة.‏»‏

      واولئك الذين يديرون ملاجئ للنساء المضروبات بشدة يقولون ان الصبيان الذين رأوا آباءهم يضربون امهاتهم غالبا ما يهاجمون امهاتهم بطريقة عنيفة او يهددون بقتل اخواتهم.‏ «ذلك ليس مجرد لعب اولاد صغار،‏» قال امرؤ.‏ «انه مقصود بشكل حقيقي.‏» واذ يرون آباءهم يستعملون العنف لمعالجة الغضب يرى الاولاد ذلك اختيارهم الوحيد.‏

      يقول شِعر للحضانة ان البنات الصغيرات مصنوعات من «السكر والطِّيب وكل شيء لطيف.‏» وهؤلاء البنات الصغيرات يكبرن ليصرن امهاتنا وزوجاتنا،‏ اللواتي يقول الازواج انهم لا يستطيعون العيش بدونهن.‏ فالعدل بالتاكيد هو ضد الاساءة الى الزوجات،‏ ولكن عدل مَن —‏ الانسان ام اللّٰه؟‏

  • عندما يتوقف الضرب الشديد
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • عندما يتوقف الضرب الشديد

      الى متى في التاريخ يعود وجود الاساءة الى الزوجات؟‏ يشير احد المصادر الى ما يُعتقد انه اقدم شريعة مكتوبة،‏ يرجع تاريخها الى ٢٥٠٠ ق‌م،‏ سمحت للازواج بضرب زوجاتهم.‏

      وفي سنة ١٧٠٠ ق‌م طوَّر حمورابي،‏ ملك بابل الوثني،‏ شرائع حمورابي الشهيرة التي احتوت على حوالي ٣٠٠ بند قانوني بواسطتها حُكم الانسان.‏ وقررت الشرائع رسميا انه يجب ان تكون الزوجة في خضوع تام لزوجها،‏ الذي يملك الحق الشرعي في انزال العقوبة بها على ايّ تعدٍ.‏

      وبالتقدم الى زمن الامبراطورية الرومانية قضت شرائع رب العائلة الرومانية:‏ «اذا امسكتَ زوجتكَ في زنى يمكنك بحصانة ان تقتلها دون محاكمة،‏ أما اذا ارتكبتَ الزنى او عملا غير محتشم فيجب ان لا تتجاسر هي على مسِّكَ بأقل اذى،‏ ولا القانون يسمح بذلك.‏»‏

      وثمة كُتيِّب للزواج كُتب في القرن الـ‍ ١٥ من عصرنا الميلادي نصح الازواج الذين يرون زوجاتهم يرتكبن ذنبا «بانتهارها وتخويفها اولا،‏» وبعدئذ «تناول عصا وضربها بعنف.‏»‏

      وفي انكلترا حاول مشترعو القرن الـ‍ ١٩ ان يقللوا ألم النساء بالتحديد شرعيا كم يمكن ان تكون العصا ضخمة.‏ فاستنبطوا ما كان معروفا بنظام شريعة الابهام،‏ الذي يسمح للرجل بأن يضرب زوجته بعصا «ليست اثخن من ابهامه.‏»‏

      ومع انه في بلدان كثيرة اليوم لم تعد تحمي الازواج قوانين لضرب الزوجات،‏ فان هذه التقاليد التاريخية لا تزال قائمة في اجزاء كثيرة من الارض.‏ واستنادا الى تقرير اخباري تلفزيوني للـ‍ CBS،‏ فان البرازيل بلد يُؤلِّه فيه الرجال النساء.‏ ولكن،‏ على نحو متناقض ظاهريا،‏ تجري ايضا اهانتهنّ،‏ الاساءة اليهنّ،‏ ضربهنّ،‏ وقتلهنّ دون تبكيت ضمير.‏ ومثل هذا السلوك،‏ تابع التقرير،‏ يُرى في كل طبقات المجتمع،‏ بما فيها محاكم القانون،‏ حيث في «الدفاع عن شرفه» يمكن ان ينجو الرجل من عقوبة القتل،‏ وخصوصا اذا كانت الضحية زوجته.‏ قال مراسل صحفي:‏ «كثيرون من القتلة ليسوا بدائيين من المناطق النائية المتخلفة ثقافيا ولكنهم رجال اختصاصيون مثقفون.‏»‏

      و ‹الدفاع عن الشرف› يمكن ان يثيره مجرد مخالفة طفيفة لنظام الزوج —‏ الغداء غير جاهز في الوقت المحدَّد،‏ الخروج دون مرافقة،‏ حيازة عمل او شهادة جامعية،‏ او الفشل في «الموافقة على كل نوع من المضاجعة الجنسية التي يبحث عنها.‏»‏

      شريعة اللّٰه والنظرة المسيحية

      توضح شريعة اللّٰه ان الازواج يجب ان ‹يحبوا نساءهم كما احب المسيح ايضا الكنيسة .‏ .‏ .‏ يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم.‏ من يحب امرأته يحب نفسه.‏ فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه.‏› (‏افسس ٥:‏٢٥،‏ ٢٨،‏ ٢٩‏)‏ هذه الشريعة تحل محل كل شرائع الانسان،‏ الماضية والحاضرة.‏

      بالتأكيد لن يحتج ايّ زوج مسيحي بأنه لا يزال يحب الزوجة التي يسيء اليها.‏ فهل يضرب المسيء الى الزوجة جسده الخاص —‏ يشد شعره ويلطم نفسه في الوجه وفي كل مكان من جسده لانه حقا يحب نفسه؟‏ وهل يخبر ضارب الزوجة الآخرين بحرية —‏ اعضاء العائلة خارج البيت،‏ الاصدقاء،‏ المسيحيين الآخرين —‏ انه من حين الى آخر سيضرب زوجته ويُنزل بها الاذى الجسدي لانه يحبها كثيرا جدا؟‏ ام هل يهدد زوجته بالاحرى لئلا تخبر احدا؟‏ وهل يستحلف الاب اولاده الكتمان وعدم اخبار الآخرين عن اساءته؟‏ او هل يُخجلهم فعل ذلك؟‏ ألا تُكذِّب اعماله ادعاءه بأنه يحب حقا زوجته؟‏ ان محبة احدهما الآخر طبيعية.‏ والاساءة الى الزوجة ليست كذلك.‏

      وأخيرا،‏ اذا كان رجل مسيحي يضرب زوجته بشدة،‏ ألا يجعل ذلك كل اعماله المسيحية الاخرى باطلة في نظر اللّٰه؟‏ اذكروا ان ‹الضرَّاب› ليس اهلا للامتيازات في الجماعة المسيحية.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏٣؛‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١-‏٣؛‏ افسس ٥:‏٢٨‏)‏ والتقارير تدل ان ضرب الازواج من قِبل زوجاتهم سائد ايضا في نظام الاشياء هذا.‏ ألا تنطبق الاسئلة عينها على مثل هؤلاء الزوجات؟‏

      كم هو حيوي ان يُظهر الازواج والزوجات ثمر الروح في حياتهم معا الآن:‏ «محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة (‏ضبط نفس)‏»!‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ واذا كنا نستطيع انتاج هذه الثمار الآن يكون المستقبل المتوقع واعِدا لعيشنا في تلك الارض الفردوسية حيث سيعيش الجميع معا في سلام ومحبة دون نهاية.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      الازواج المسيحيون ‹يحبون نساءهم كاجسادهم،‏› مما يعني ان «الضرب غير مسموح!‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة