مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الويل الثاني —‏ جيوش الخيالة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٢٣

      الويل الثاني —‏ جيوش الخيالة

      ١ على الرغم من جهود رجال الدين لسحق الجراد،‏ ماذا يحدث،‏ والى ماذا يشير اتيان ويلين ايضا؟‏

      ان اجتياح الجراد الرمزي للعالم المسيحي،‏ من السنة ١٩١٩ فصاعدا،‏ يسبِّب لرجال الدين انزعاجا كثيرا.‏ وقد حاولوا سحق الجراد،‏ لكنه استمر يتقدَّم بشكل اقوى من ايّ وقت مضى.‏ (‏رؤيا ٩:‏٧‏)‏ وذلك ليس كل شيء!‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«مضى الويل الواحد.‏ وهوذا يأتي ويلان آخران بعد هذه الامور».‏ (‏رؤيا ٩:‏١٢ ‏)‏ فثمة ضربات تعذيب اضافية مخزَّنة للعالم المسيحي.‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا يحدث عندما ينفخ الملاك السادس في بوقه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمثِّله ‹الصوت الواحد الآتي من قرون المذبح الذهبي›؟‏ (‏ج)‏ لماذا يجري ذكر اربعة ملائكة؟‏

      ٢ ما هو مصدر الويل الثاني؟‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«ونفخ الملاك السادس في بوقه.‏ فسمعت صوتا واحدا آتيا من قرون المذبح الذهبي الذي امام اللّٰه يقول للملاك السادس الذي معه البوق:‏ ‹فُكَّ الملائكة الاربعة المقيَّدين عند النهر العظيم،‏ نهر الفرات›».‏ (‏رؤيا ٩:‏​١٣،‏ ١٤ ‏)‏ ان اطلاق الملائكة هو استجابة للصوت الآتي من قرون المذبح الذهبي.‏ هذا هو مذبح البخور الذهبي،‏ ومرتين سابقا اقترن بخور الجامات الذهبية من هذا المذبح بصلوات القديسين.‏ (‏رؤيا ٥:‏٨؛‏ ٨:‏​٣،‏ ٤‏)‏ لذلك يمثِّل هذا الصوت الواحد الصلوات المتَّحدة للقديسين على الارض.‏ انهم يلتمسون ان يُنقَذوا هم انفسهم من اجل خدمة نشيطة اضافية بصفتهم «مرسَلي» يهوه،‏ اذ يكون هذا المعنى الاساسي للكلمة اليونانية المترجمة هنا «ملائكة».‏ ولماذا هنالك اربعة ملائكة؟‏ يبدو ان هذا العدد الرمزي يشير الى انهم سيكونون منظَّمين بحيث يغطّون الارض بكاملها.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١؛‏ ٢٠:‏٨‏.‏

      ٣ كيف كان الملائكة «مقيَّدين عند النهر العظيم،‏ نهر الفرات»؟‏

      ٣ وكيف كان هؤلاء الملائكة «مقيَّدين عند النهر العظيم،‏ نهر الفرات»؟‏ كان نهر الفرات في الازمنة القديمة الحدود الشمالية الشرقية للارض التي وعد يهوه بها ابراهيم.‏ (‏تكوين ١٥:‏١٨؛‏ تثنية ١١:‏٢٤‏)‏ وكما يظهر،‏ كان الملائكة مقيَّدين عند حدود ارضهم المعطاة من اللّٰه،‏ او حيِّز نشاطهم الارضي،‏ محجوزين عن الدخول كاملا في الخدمة التي اعدَّها يهوه لهم.‏ وكان الفرات ايضا مقترنا على نحو بارز بمدينة بابل،‏ وبعد سقوط اورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ قضى الاسرائيليون الطبيعيون ٧٠ سنة في السبي هناك،‏ «مقيَّدين عند النهر العظيم،‏ نهر الفرات».‏ (‏مزمور ١٣٧:‏١‏)‏ والسنة ١٩١٩ وجدت الاسرائيليين الروحيين مقيَّدين بقيد مماثل،‏ مكتئبين وسائلين يهوه الارشاد.‏

      ٤ اية مهمة هنالك لدى الاربعة الملائكة،‏ وكيف أُنجزت؟‏

      ٤ لسعادتنا،‏ يتمكن يوحنا من ان يخبر:‏ ‏«ففُكَّ الملائكة الاربعة،‏ المهيأون للساعة واليوم والشهر والسنة،‏ ليقتلوا ثلث الناس».‏ (‏رؤيا ٩:‏١٥ ‏)‏ يهوه هو حافظ دقيق للوقت.‏ فلديه جدول وقت وهو ملتزم به.‏ لذلك يُطلَق هؤلاء المرسَلون تماما حسب البرنامج وفي الوقت المعيَّن لانجاز ما يجب عليهم فعله.‏ تصوَّروا فرحهم بالخروج من العبودية في السنة ١٩١٩،‏ مستعدين للعمل!‏ فلديهم مهمة لا ان يعذِّبوا فقط بل اخيرا ان «يقتلوا ثلث الناس».‏ وهذا مرتبط بالضربات التي اعلنتها نفخات البوق الاربع الاولى،‏ التي اصابت ثلث الارض،‏ البحر،‏ المخلوقات في البحر،‏ الينابيع والانهار،‏ ومصادر النور السماوية.‏ (‏رؤيا ٨:‏​٧-‏١٢‏)‏ ويذهب الاربعة الملائكة الى ابعد من ذلك.‏ فهم ‹يقتلون›،‏ مشهِّرين الى التمام الحالة الميتة روحيا للعالم المسيحي.‏ والاعلانات المبوَّق بها،‏ المصنوعة من السنة ١٩٢٢ فصاعدا والمستمرة الى الوقت الحاضر،‏ قد انجزت ذلك.‏

      ٥ في ما يتعلق بالعالم المسيحي،‏ كيف تردَّد صدى صوت نفخة البوق السادسة في السنة ١٩٢٧؟‏

      ٥ اذكروا ان الملاك السماوي قد نفخ الآن في البوق السادس.‏ وتجاوبا مع ذلك،‏ عُقد السادس من سلسلة المحافل الاممية السنوية لتلاميذ الكتاب المقدس في تورونتو،‏ اونتاريو،‏ كندا.‏ والبرنامج هناك يوم الاحد في ٢٤ تموز ١٩٢٧ جرى بثُّه على الهواء عن طريق سلسلة من ٥٣ محطة راديو،‏ اوسع شبكة اذاعية حتى ذلك الوقت.‏ وخرجت تلك الرسالة المقولة الى حضور من ملايين كثيرة على الارجح.‏ اولا،‏ قرار قوي شهَّر العالم المسيحي بصفته ميتا روحيا وقدَّم الدعوة:‏ «في ساعة الحيرة هذه يدعو يهوه اللّٰه الشعوب ان يهجروا ويتركوا ‹العالم المسيحي› او ‹المسيحية المنظَّمة› الى الابد وأن يتحوَّلوا عنه كاملا .‏ .‏ .‏ ؛‏ [فلتقدِّم] الشعوب تعبد واخلاص قلبهم كليا ليهوه اللّٰه ولملكه وملكوته».‏ و «حرية للشعوب» كان عنوان الخطاب العام الذي تبع.‏ وألقى ذلك ج.‏ ف.‏ رذرفورد بأسلوبه الدينامي المعتاد الذي يتوافق مع «النار والدخان والكبريت» التي يلاحظها يوحنا بعد ذلك في الرؤيا.‏

      ٦ كيف يصف يوحنا جيوش الخيالة التي يراها بعد ذلك؟‏

      ٦ ‏«وكان عدد جيوش الخيالة مئتي ألف ألف:‏ انا سمعت عددهم.‏ هكذا رأيت الخيل في الرؤيا،‏ والجالسين عليها:‏ لهم دروع حمراء نارية وزرقاء ياقوتية وصفراء كبريتية،‏ ورؤوس الخيل كرؤوس الاسود،‏ ومن افواهها يخرج نار ودخان وكبريت.‏ بهذه الضربات الثلاث قُتل ثلث الناس،‏ من النار والدخان والكبريت التي خرجت من افواهها».‏ —‏ رؤيا ٩:‏​١٦-‏١٨‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ تحت التوجيه المرشِد لمَن يرعد الخيالة؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق يشبه الخيالة الجراد الذي سبقهم؟‏

      ٧ كما يظهر،‏ يرعد هؤلاء الخيالة تحت التوجيه المرشد للملائكة الاربعة.‏ فيا له من مشهد مخيف!‏ تصوَّروا ردَّ فعلكم لو كنتم هدفا لهجوم خيالة كهذا!‏ فمنظرها يوقع الرعب في قلبكم.‏ ولكن،‏ هل لاحظتم كيف ان الخيالة يشبهون الجراد الذي سبقهم؟‏ فالجراد كان مثل الخيل؛‏ والخيالة يمتطون الخيل.‏ اذًا،‏ الاثنان مشمولان بحرب ثيوقراطية.‏ (‏امثال ٢١:‏٣١‏)‏ وكانت للجراد اسنان كأسنان الاسود؛‏ والخيل التي يركبها الخيالة لها رؤوس كرؤوس الاسود.‏ لذلك،‏ كلاهما مرتبطان بالاسد الشجاع الذي من سبط يهوذا،‏ يسوع المسيح،‏ الذي هو قائدهم،‏ آمرهم،‏ ومثالهم.‏ —‏ رؤيا ٥:‏٥؛‏ امثال ٢٨:‏١‏.‏

      ٨ ان الجراد والخيالة كليهما يشاركان في عمل يهوه للدينونة.‏ فالجراد انبثق من الدخان الذي دلّ على الويل والنار المدمِّرة للعالم المسيحي؛‏ ومن افواه الخيل يخرج نار،‏ دخان،‏ وكبريت.‏ وللجراد دروع من حديد،‏ مشيرة الى ان قلوبهم جرت حمايتها بالاخلاص الثابت للبر؛‏ والخيالة يرتدون دروعا ملوَّنة بالاحمر،‏ الازرق،‏ والاصفر عاكسة نار،‏ دخان،‏ وكبريت رسائل الدينونة المميتة التي تتدفق من افواه الخيل.‏ (‏قارنوا تكوين ١٩:‏​٢٤،‏ ٢٨؛‏ لوقا ١٧:‏​٢٩،‏ ٣٠‏.‏)‏ وللجراد اذناب مثل العقارب للتعذيب؛‏ والخيل لها اذناب تشبه الحيَّات للقتل.‏ ويبدو ان ما بدأه الجراد سيتابعه الخيالة بشدة اعظم الى التمام.‏

      ٩ الى ماذا يرمز الخيالة؟‏

      ٩ اذًا،‏ الى ماذا يرمز هؤلاء الخيالة؟‏ تماما كما بدأ صف يوحنا الممسوح المناداة الشبيهة بالبوق بدينونة يهوه للانتقام الالهي على العالم المسيحي،‏ مع السلطة ان يلسع ‹بحُماته ويؤذي›،‏ كذلك نتوقع ان يُستخدم الفريق الحي نفسه في ‹القتل›،‏ اي في التعريف ان العالم المسيحي ورجال دينه هم موتى تماما روحيا،‏ مطروحون من قبل يهوه وجاهزون لـ‍ ‹اتون نار› الدمار الابدي.‏ وفي الواقع،‏ بابل العظيمة كلها يجب ان تزول.‏ ‏(‏رؤيا ٩:‏​٥،‏ ١٠؛‏ ١٨:‏​٢،‏ ٨؛‏ متى ١٣:‏​٤١-‏٤٣‏)‏ ولكن،‏ تمهيدا لدمارها،‏ يستعمل صف يوحنا «سيف الروح،‏ اي كلمة اللّٰه» في تشهير حالة العالم المسيحي الشبيهة بالموت.‏ والاربعة الملائكة وراكبو الخيل يعطون التوجيه لهذا القتل المجازي لـ‍ «ثلث الناس».‏ (‏افسس ٦:‏١٧؛‏ رؤيا ٩:‏​١٥،‏ ١٨‏)‏ وهذا يشير الى التنظيم اللائق والتوجيه الثيوقراطي تحت اشراف الرب يسوع المسيح فيما تُسرع فرقة المنادين بالملكوت التي توحي بالرهبة الى القتال.‏

      مئتَا ألف ألف

      ١٠ بأي معنى هنالك مئتَا ألف ألف من الخيالة؟‏

      ١٠ كيف يمكن ان يكون هنالك مئتَا ألف ألف من هؤلاء الخيالة؟‏ فهذا الرقم يساوي ٢٠٠ مليون.‏a ومن المفرح ان هنالك الآن ملايين من المنادين بالملكوت،‏ لكنَّ عددهم اقل بكثير من مئات الملايين!‏ ولكن اذكروا كلمات موسى في عدد ١٠:‏٣٦‏:‏ «عُد يا يهوه الى ربوات ألوف اسرائيل».‏ (‏قارنوا تكوين ٢٤:‏٦٠‏.‏)‏ وهذا يعني،‏ حرفيا،‏ ‹عُد الى عشرات ملايين اسرائيل›.‏ ولكنَّ اسرائيل كانت تُعدّ فقط بنحو مليونين الى ثلاثة ملايين في ايام موسى.‏ اذًا،‏ ماذا كان موسى يقول؟‏ لا شك انه كان يفكِّر ان الاسرائيليين يجب ان يكونوا غير معدودين «كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر»،‏ بدلا من ان يكونوا محصَين.‏ (‏تكوين ٢٢:‏١٧؛‏ ١ أخبار الايام ٢٧:‏٢٣‏)‏ لذلك استعمل الكلمة التي تقابل «ربوة» ليشير الى عدد كبير ولكن غير محدَّد.‏ وهكذا ينقل الكتاب المقدس الانكليزي الجديد هذا العدد:‏ «ابقَ،‏ يا ربَّ ألوف اسرائيل التي لا تُحصى».‏ ويتَّفق ذلك مع التعريف الثاني للكلمة التي تقابل «ربوة» الموجود في القواميس اليونانية والعبرانية:‏ «حشد لا يُعدّ»،‏ «حشد».‏ —‏ قاموس ثاير اليوناني-‏الانكليزي الجديد للعهد الجديد؛‏ القاموس العبراني والانكليزي للعهد القديم لجسينيوس،‏ ترجمه ادوارد روبنسون.‏

      ١١ لكي يصير صف يوحنا مئتَي ألف ألف حتى بمعنى رمزي،‏ الى ماذا يحتاجون؟‏

      ١١ غير ان افراد صف يوحنا الذين لا يزالون على الارض يُعدُّون بأقل من ٠٠٠‏,‏١٠.‏ فكيف يمكن تشبيههم بألوف لا تحصى من الخيالة؟‏ لكي يصيروا مئتَي ألف ألف،‏ حتى بمعنى رمزي،‏ ألا يحتاجون الى تعزيزات؟‏ هذا ما يحتاجون اليه،‏ وبلطف يهوه غير المستحق،‏ هذا ما يحصلون عليه!‏ فمن اين تأتي هذه؟‏

      ١٢،‏ ١٣ اية تطورات تاريخية من ١٩١٨ الى ١٩٣٥ اشارت الى مصدر التعزيزات؟‏

      ١٢ من ١٩١٨ الى ١٩٢٢،‏ شرع صف يوحنا يقدِّم للبشرية المتضايقة التوقُّع السعيد ان «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا».‏ وفي السنة ١٩٢٣ أُعلن ايضا ان خراف متى ٢٥:‏​٣١-‏٣٤ سيرثون الحياة على الارض في ظل ملكوت اللّٰه.‏ وقُدِّم رجاء مماثل في الكراس حرية للشعوب،‏ الذي صدر في المحفل الاممي في السنة ١٩٢٧.‏ وفي وقت باكر من ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ أُظهر ان صف يهوناداب المستقيم و «الرجال الذين يتنهدون ويئنون» على حالة العالم المسيحي الروحية المؤسفة يتطابقون مع الخراف الرمزيين الذين لديهم آمال حياة ارضية.‏ (‏حزقيال ٩:‏٤؛‏ ٢ ملوك ١٠:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ واذ وجَّهت مثل هؤلاء الى ‹مدن الملجإ› العصرية،‏ ذكرت برج المراقبة عدد ١٥ آب ١٩٣٤:‏ «ان الذين هم من صف يوناداب يسمعون صوت بوق اللّٰه ويصغون الى التحذير بالهرب الى هيئة اللّٰه ومعاشرة شعب اللّٰه،‏ وهناك يجب ان يبقوا».‏ —‏ عدد ٣٥:‏٦‏.‏

      ١٣ وفي السنة ١٩٣٥ دُعي افراد صف يوناداب هذا على نحو خصوصي الى حضور محفل شهود يهوه في واشنطن،‏ دي سي،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وهناك،‏ يوم الجمعة في ٣١ ايار،‏ قدَّم ج.‏ ف.‏ رذرفورد خطابه الشهير «الجمع الكثير» الذي اظهر فيه بوضوح ان هذا الفريق للرؤيا ٧:‏٩ هو خراف متى ٢٥:‏٣٣ نفسهم —‏ فريق منتذر برجاء ارضي.‏ وكبشير بالامور العتيدة،‏ اعتمد في ذلك المحفل ٨٤٠ شاهدا جديدا،‏ ومعظمهم من الجمع الكثير.‏b

      ١٤ هل يكون للجمع الكثير دور في الهجوم الرمزي للخيالة،‏ وأي تصميم جرى التعبير عنه في السنة ١٩٦٣؟‏

      ١٤ وهل كان لهذا الجمع الكثير دور في هجوم الخيالة الذي بدأ بالتقدم في السنة ١٩٢٢ والذي نال تشديدا خصوصيا في محفل تورونتو في السنة ١٩٢٧؟‏ بالتأكيد كان لهم دور تحت توجيه الاربعة الملائكة،‏ صف يوحنا الممسوح.‏ وفي محفل «البشارة الابدية» حول العالم للسنة ١٩٦٣،‏ انضموا الى صف يوحنا في قرار مثير.‏ وهذا اعلن ان العالم «يواجه زلزلة من الاضطراب العالمي لم يَعرف لها مثيل،‏ وكل مؤسساته السياسية وبابل الدينية العصرية التي له ستتزعزع كاملا».‏ وجرى التعبير عن التصميم «اننا سنستمر في ان نعلن لجميع الشعوب دون محاباة ‹البشارة الابدية› عن ملكوت اللّٰه المسيّاني وعن احكامه التي هي كضربات على اعدائه والتي ستنفَّذ من اجل تحرير جميع الاشخاص الذين يرغبون في عبادة اللّٰه الخالق على نحو مقبول بالروح والحق».‏ وقد تبنَّى هذا القرار بحماسة في ٢٤ محفلا حول الارض المجموع العام لـ‍ ٩٧٧‏,‏٤٥٤ من المجتمعين،‏ الذين كان اكثر من ٩٥ في المئة منهم من الجمع الكثير.‏

      ١٥ (‏أ)‏ في السنة ٢٠٠٥ شكَّل الجمع الكثير اية نسبة مئوية من قوة العمل التي يستخدمها يهوه في الحقل؟‏ (‏ب)‏ كيف تعبِّر صلاة يسوع في يوحنا ١٧:‏​٢٠،‏ ٢١ عن وحدة الجمع الكثير مع صف يوحنا؟‏

      ١٥ يستمر الجمع الكثير في اعلان وحدته التامة مع صف يوحنا في سكب الضربات على العالم المسيحي.‏ وفي السنة ٢٠٠٥ شكَّل هذا الجمع الكثير اكثر من ٨‏,‏٩٩ في المئة من قوة العمل التي يستخدمها يهوه في الحقل.‏ وأعضاؤه هم منسجمون قلبيا مع صف يوحنا،‏ الذين من اجلهم صلَّى يسوع في يوحنا ١٧:‏​٢٠،‏ ٢١‏:‏ «لست اطلب من اجل هؤلاء فقط،‏ بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي من خلال كلمة هؤلاء،‏ لكي يكونوا جميعهم واحدا،‏ كما انك انت،‏ ايها الآب،‏ في اتحاد بي وأنا في اتحاد بك،‏ ليكونوا هم ايضا في اتحاد بنا،‏ لكي يؤمن العالم انك ارسلتني».‏ واذ يأخذ صف يوحنا الممسوح القيادة تحت رئاسة يسوع،‏ يشترك الجمع الكثير الغيور معهم في هجوم الخيالة الاكثر تخريبا في كل التاريخ البشري!‏c

      ١٦ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا افواه وأذناب الخيل الرمزية؟‏ (‏ب)‏ كيف تُعَدُّ افواه شعب يهوه للخدمة؟‏ (‏ج)‏ ماذا يتطابق مع الواقع ان «اذنابها تشبه الحيَّات»؟‏

      ١٦ هؤلاء الخيالة يحتاجون الى معدّات للحرب.‏ وكم زوَّد يهوه هذه على نحو رائع!‏ يصف يوحنا ذلك:‏ ‏«فإن سلطة الخيل هي في افواهها وفي اذنابها،‏ فأذنابها تشبه الحيَّات ولها رؤوس،‏ وبها تضر».‏ (‏رؤيا ٩:‏١٩ ‏)‏ عيَّن يهوه خدامه المنتذرين المعتمدين لهذه الخدمة.‏ وبواسطة مدرسة الخدمة الثيوقراطية والاجتماعات الجماعية والمدارس الاخرى يعلِّمهم كيف يكرزون بالكلمة،‏ بحيث يتمكَّنون من التكلم بسلطة بـ‍ «لسان المتعلمين».‏ لقد جعل كلامه في افواههم وأرسلهم ليعلنوا احكامه «علانية ومن بيت الى بيت».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢؛‏ اشعيا ٥٠:‏٤؛‏ ٦١:‏٢؛‏ ارميا ١:‏​٩،‏ ١٠؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٠‏)‏ ان صف يوحنا والجمع الكثير يتركون وراءهم رسالة لاسعة،‏ تتطابق مع ‹الاذناب›،‏ في آلاف الملايين من الكتب المقدسة،‏ الكتب،‏ الكراسات،‏ والمجلات الموزَّعة على مرّ السنين.‏ وبالنسبة الى خصومهم الذين يجري إشعارهم بـ‍ ‹الضرر› الآتي من يهوه،‏ تبدو جيوش الخيالة هذه حقا مثل مئتَي ألف ألف.‏ —‏ قارنوا يوئيل ٢:‏​٤-‏٦‏.‏

      ١٧ هل لشهود يهوه ايّ دور في هجوم الخيالة في البلدان حيث لا يمكن توزيع المطبوعات لأن العمل محظور؟‏ أَوضحوا.‏

      ١٧ ان القسم الغيور جدا من هؤلاء الخيالة يتألف من الاخوة في البلدان حيث يكون عمل شهود يهوه تحت الحظر.‏ وكخراف وسط ذئاب،‏ يجب ان يكون هؤلاء «حذرين كالحيَّات،‏ وأبرياء كالحمام».‏ وإطاعة ليهوه،‏ لا يمكنهم ان يكفوا عن التكلم بما رأوه وسمعوه.‏ (‏متى ١٠:‏١٦؛‏ اعمال ٤:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩،‏ ٣٢‏)‏ وبما ان لديهم القليل او لا شيء من المواد المطبوعة لتوزيعها جهرا،‏ هل يجب ان نستنتج انهم لا يشتركون في هجوم الخيالة؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فلديهم افواههم وسلطتهم من يهوه ليستخدموها في التعبير عن حق الكتاب المقدس.‏ وهذا يفعلونه،‏ على نحو غير رسمي وبإقناع،‏ مؤسِّسين دروسا في الكتاب المقدس و ‹رادّين كثيرين الى البر›.‏ (‏دانيال ١٢:‏٣‏)‏ ومع انهم ربما لا يلسعون بأذنابهم بمعنى ترك مطبوعات فعّالة على نحو مؤثر وراءهم،‏ تخرج من افواههم نار،‏ دخان،‏ وكبريت رمزية فيما يشهدون بلباقة وتمييز عن يوم تبرئة يهوه المقترب.‏

      ١٨ بكم لغة وحتى ايّ عدد وزَّع هؤلاء الخيالة الرسالة الضاربة في شكل مطبوع؟‏

      ١٨ وفي الاماكن الاخرى،‏ تستمر مطبوعات الملكوت في تشهير العقائد والطرق البابلية للعالم المسيحي،‏ جالبة عليه الضرر المستحَق بطريقة مجازية.‏ وباستعمال اساليب طباعة حديثة،‏ كان هؤلاء الخيالة الكثيرون في السنين الـ‍ ٦٨ قبل ٢٠٠٥ قادرين،‏ بأكثر من ٤٥٠ لغة من لغات الارض،‏ على توزيع بلايين الكتب المقدسة،‏ الكتب،‏ المجلات،‏ والكراسات —‏ اكثر بمرات كثيرة من مئتَي ألف ألف حرفية.‏ فيا لها من لسعة وجَّهتها تلك الاذناب!‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ على الرغم من ان العالم المسيحي كان الهدف المحدَّد للرسائل الضاربة،‏ كيف تجاوب البعض في البلدان الابعد بكثير من العالم المسيحي؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف يوحنا ردَّ فعل الناس عموما؟‏

      ١٩ لقد قصد يهوه ان ‹تقتل› هذه الرسالة الضاربة «ثلث الناس».‏ لذلك فإن هدفها المحدَّد كان العالم المسيحي.‏ لكنها بلغت بلدانا ابعد بكثير من العالم المسيحي،‏ بما فيها بلدان كثيرة حيث رياء اديان العالم المسيحي معروف جيدا.‏ وهل اقترب الناس في هذه البلدان الى يهوه اكثر نتيجة رؤية ضرب هذه الهيئة الدينية الفاسدة؟‏ كثيرون اقتربوا!‏ فقد كان هنالك تجاوب سريع بين الناس الودعاء والمحبوبين الذين يعيشون في مناطق خارج دائرة نفوذ العالم المسيحي المباشرة.‏ ولكن في ما يتعلق بالناس عموما،‏ يصف يوحنا ردَّ فعلهم:‏ ‏«وأما باقي الناس الذين لم يُقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن اعمال ايديهم،‏ بحيث لا يعبدون الشياطين وأصنام الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب،‏ التي لا تستطيع ان ترى او تسمع او تمشي،‏ ولم يتوبوا عن قتلهم ولا عن ممارساتهم الارواحية ولا عن عهارتهم ولا عن سرقاتهم».‏ (‏رؤيا ٩:‏​٢٠،‏ ٢١ ‏)‏ فلن يكون هنالك اهتداء عالمي لاشخاص غير تائبين كهؤلاء.‏ وكل الذين يثابرون على طرقهم الشريرة لا بد ان يواجهوا دينونة مضادة من يهوه في يوم تبرئته العظيم.‏ ولكن «كل من يدعو باسم يهوه ينجو».‏ —‏ يوئيل ٢:‏٣٢؛‏ مزمور ١٤٥:‏٢٠؛‏ اعمال ٢:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٢٠ ان ما ناقشناه الآن هو جزء من الويل الثاني.‏ وهنالك مزيد سيأتي قبل ان يتطوَّر هذا الويل،‏ كما سنرى في الفصلين التاليين.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a تعليق على سفر الرؤيا،‏ بواسطة هنري باركلي سويت،‏ يذكر في ما يتعلق بالعدد «مئتَي ألف ألف»:‏ «ان هذه الاعداد الكبيرة تمنعنا من طلب اتمام حرفي،‏ والوصف الذي يتبع يدعم هذا الاستنتاج».‏

      b انظروا الصفحات السابقة ١١٩-‏١٢٦؛‏ ايضا التبرئة،‏ الكتاب الثالث،‏ الذي اصدره شهود يهوه سنة ١٩٣٢،‏ الصفحتين ٨٣،‏ ٨٤.‏

      c خلافا للجراد،‏ لم تلبس جيوش الخيالة التي رآها يوحنا «كتيجان شبه الذهب».‏ (‏رؤيا ٩:‏٧‏)‏ وهذا ينسجم مع الواقع ان الجمع الكثير،‏ الذي يشكِّل اليوم الجزء الاكبر من الخيالة،‏ لا يرجو الحكم في ملكوت اللّٰه السماوي.‏

  • رسالة حلوة ومرَّة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٢٤

      رسالة حلوة ومرَّة

      الرؤيا ٦ —‏ رؤيا ١٠:‏١–‏١١:‏١٩

      الموضوع:‏ رؤيا الدَّرْج الصغير؛‏ اختبارات الهيكل؛‏ النفخ في البوق السابع

      وقت الاتمام:‏ من تتويج يسوع في السنة ١٩١٤ الى الضيق العظيم

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا انتج الويل الثاني،‏ ومتى يُعلَن انتهاء هذا الويل؟‏ (‏ب)‏ مَن يراه يوحنا الآن نازلا من السماء؟‏

      الويل الثاني كان مخرِّبا.‏ لقد ضرب العالم المسيحي وقادته،‏ «ثلث الناس»،‏ الذين يجري تشهيرهم على هذا النحو بصفتهم امواتا روحيا.‏ (‏رؤيا ٩:‏١٥‏)‏ ولا بد ان يوحنا تساءل بعد ذلك عما يمكن ان يجلبه الويل الثالث.‏ ولكن انتظروا!‏ الويل الثاني لم ينتهِ بعد —‏ ليس قبل وصولنا الى النقطة المسجَّلة في رؤيا ١١:‏١٤‏.‏ فقبل ذلك يجب ان يشهد يوحنا تحوُّلا في الحوادث التي يقوم هو نفسه بدور فعَّال فيها.‏ ويبدأ ذلك بمشهد يوحي بالرهبة:‏

      ٢ ‏«ورأيت ملاكا آخر قويا نازلا من السماء،‏ متسربلا بسحابة،‏ وعلى رأسه قوس قزح،‏ ووجهه كالشمس،‏ ورجلاه كعمودين من نار».‏ —‏ رؤيا ١٠:‏١‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ مَن هو ‹الملاك القوي›؟‏ (‏ب)‏ ما هو مغزى قوس قزح على رأسه؟‏

      ٣ مَن هو هذا ‹الملاك القوي›؟‏ من الواضح انه يسوع المسيح الممجَّد في دور آخر.‏ وهو متسربل بسحابة الخفاء،‏ التي تذكِّرنا بكلمات يوحنا الابكر عن يسوع:‏ «ها هو يأتي مع السحب،‏ وستراه كل عين،‏ والذين طعنوه».‏ (‏رؤيا ١:‏٧‏؛‏ قارنوا متى ١٧:‏​٢-‏٥‏.‏)‏ وقوس قزح التي على رأسه تذكِّرنا برؤيا يوحنا الابكر لعرش يهوه،‏ الذي يحيط به «قوس قزح منظره مثل الزمرد».‏ (‏رؤيا ٤:‏٣‏؛‏ قارنوا حزقيال ١:‏٢٨‏.‏)‏ وقوس قزح هذا يشير الى الصفاء والسلام اللذين يحيطان بعرش اللّٰه.‏ وبالطريقة عينها،‏ فإن قوس قزح هذا على رأس الملاك يثبت هويته كرسول سلام خصوصي،‏ «رئيس السلام» المنبإ به الذي ليهوه.‏ —‏ اشعيا ٩:‏​٦،‏ ٧‏.‏

      ٤ على ماذا يدل (‏أ)‏ كون وجه الملاك القوي «كالشمس»؟‏ (‏ب)‏ كون رجلي الملاك «كعمودين من نار»؟‏

      ٤ ان وجه الملاك القوي كان «كالشمس».‏ وفي وقت ابكر،‏ في رؤياه ليسوع في الهيكل الالهي،‏ لاحظ يوحنا ان وجه يسوع كان «كالشمس وهي تضيء في أشد وهجها».‏ (‏رؤيا ١:‏١٦‏)‏ ويسوع،‏ بصفته «شمس البر»،‏ يشرق والشفاء في اجنحته لفائدة اولئك الذين يخافون اسم يهوه.‏ (‏ملاخي ٤:‏٢‏)‏ وليس فقط وجه هذا الملاك بل رجلاه ايضا مجيدتان،‏ «كعمودين من نار».‏ ووقفته الثابتة هي وقفة مَن دفع اليه يهوه «كل سلطة في السماء وعلى الارض».‏ —‏ متى ٢٨:‏١٨؛‏ رؤيا ١:‏​١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٥ ماذا يرى يوحنا في يد الملاك القوي؟‏

      ٥ ويلاحظ يوحنا ايضا:‏ ‏«ومعه في يده دَرْج صغير مفتوح.‏ فوضع رجله اليمنى على البحر،‏ واليسرى على الارض».‏ (‏رؤيا ١٠:‏٢ ‏)‏ دَرْج آخر؟‏ نعم،‏ ولكن هذه المرة غير مختوم.‏ ومع يوحنا يمكننا ان نتوقع ان نرى سريعا انكشافات مثيرة اضافية.‏ ولكن،‏ اولا،‏ نُعطى خلفية ما سيتبع.‏

      ٦ (‏أ)‏ لماذا من الملائم ان تكون رجلا يسوع على الارض والبحر؟‏ (‏ب)‏ متى تمَّ كاملا المزمور ٨:‏​٥-‏٨‏؟‏

      ٦ لنرجع الى وصف يسوع.‏ ان رجليه الناريتين هما على الارض والبحر،‏ اللذين يمارس عليهما الآن سلطة كاملة.‏ وذلك كما هو مذكور في المزمور النبوي:‏ «[انت يا يهوه] وضعته [يسوع] قليلا عن الآلهة،‏ وبمجد وبهاء توَّجته.‏ تُسلِّطه على اعمال يديك.‏ جعلتَ كل شيء تحت قدميه:‏ الغنم والبقر كلها،‏ وبهائم الحقل ايضا،‏ طيور السماء وسمك البحر،‏ كل ما يجتاز سبل البحار».‏ (‏مزمور ٨:‏​٥-‏٨‏؛‏ انظروا ايضا عبرانيين ٢:‏​٥-‏٩‏.‏)‏ وقد تمَّ هذا المزمور كاملا في السنة ١٩١٤ عندما نُصِّب يسوع ملكا لملكوت اللّٰه وابتدأ وقت النهاية.‏ وهكذا فإن ما يراه يوحنا هنا في الرؤيا ينطبق منذ تلك السنة.‏ —‏ مزمور ١١٠:‏​١-‏٦؛‏ اعمال ٢:‏​٣٤-‏٣٦؛‏ دانيال ١٢:‏٤‏.‏

      الرعود السبعة

      ٧ بأية طريقة يصرخ الملاك القوي،‏ وما هو مغزى صراخه؟‏

      ٧ ان تأمل يوحنا في هذا الملاك القوي يقاطعه الملاك نفسه:‏ ‏«وصرخ [الملاك] بصوت عالٍ كأن اسدا يزأر.‏ ولما صرخ اطلقت الرعود السبعة اصواتها».‏ (‏رؤيا ١٠:‏٣ ‏)‏ وصياح شديد كهذا يستأسر انتباه يوحنا،‏ مؤكِّدا ان يسوع هو حقا «الاسد الذي من سبط يهوذا».‏ (‏رؤيا ٥:‏٥‏)‏ ويوحنا يدرك كذلك انه يقال احيانا عن يهوه ايضا انه «يزأر».‏ وزئير يهوه نبويا يعلن اعادة تجميع اسرائيل الروحي ومجيء «يوم يهوه» المدمِّر.‏ (‏هوشع ١١:‏١٠؛‏ يوئيل ٣:‏​١٤،‏ ١٦؛‏ عاموس ١:‏٢؛‏ ٣:‏​٧،‏ ٨‏)‏ من الواضح،‏ اذًا،‏ ان الصراخ الشبيه بصوت الأسد لهذا الملاك القوي ينبئ بحوادث مماثلة عظيمة للبحر والارض.‏ وهو يدعو الرعود السبعة الى التكلم.‏

      ٨ ما هي ‹اصوات الرعود السبعة›؟‏

      ٨ كان يوحنا قد سمع سابقا رعودا تنبثق من عرش يهوه عينه.‏ (‏رؤيا ٤:‏٥‏)‏ وقديما في ايام داود،‏ جرى التكلم احيانا عن الرعد الحرفي بصفته «صوت يهوه».‏ (‏مزمور ٢٩:‏٣‏)‏ وعندما اعلن يهوه على نحو مسموع قصده ان يمجد اسمه في ايام خدمة يسوع الارضية،‏ بدا ذلك لكثيرين كالرعد.‏ (‏يوحنا ١٢:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لذلك من المنطقي ان نستنتج ان ‹اصوات الرعود السبعة› هي تعبير خاص ليهوه عن مقاصده.‏ والواقع ان هنالك «سبعة» رعود يقترح تمام ما سمعه يوحنا.‏

      ٩ بماذا يأمر صوت من السماء؟‏

      ٩ ولكن أَصغوا!‏ صوت آخر يدوّي.‏ وهو يصدر امرا لا بد انه يبدو غريبا ليوحنا:‏ ‏«ولما تكلمت الرعود،‏ هممت بأن اكتب،‏ غير اني سمعت صوتا من السماء يقول:‏ ‹اختم على ما تكلمَت به الرعود السبعة،‏ ولا تكتبه›».‏ (‏رؤيا ١٠:‏٤ ‏)‏ لا بد ان يوحنا كان متشوِّقا الى سماع وتسجيل الرسائل الراعدة هذه،‏ كما ينتظر صف يوحنا اليوم بتوق ان يفصح يهوه عن مقاصده الالهية للنشر.‏ ان اعلانات كهذه تأتي فقط في وقت يهوه المعيَّن.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٤٢‏؛‏ انظروا ايضا دانيال ١٢:‏​٨،‏ ٩‏.‏

      اتمام السرّ المقدس

      ١٠ بمَن يحلف الملاك القوي،‏ وعلى ايّ قول؟‏

      ١٠ وفي خلال هذا الوقت،‏ لدى يهوه مهمة اخرى ليوحنا.‏ فبعد ان دوَّت الرعود السبعة،‏ يتكلم الملاك القوي ثانية:‏ ‏«والملاك الذي رأيته واقفا على البحر وعلى الارض رفع يده اليمنى الى السماء،‏ وحلف بالحي الى ابد الآبدين،‏ الذي خلق السماء وما فيها والارض وما فيها والبحر وما فيه:‏ ‏‹لا يكون تأخير بعد›».‏ (‏رؤيا ١٠:‏​٥،‏ ٦ ‏)‏ فبمَن يحلف الملاك القوي؟‏ لا يحلف يسوع الممجَّد بنفسه،‏ بل بأسمى سلطة على الاطلاق،‏ يهوه،‏ الخالق الخالد للسموات والارض.‏ (‏اشعيا ٤٥:‏​١٢،‏ ١٨‏)‏ وبهذا الحلف،‏ يطمئن الملاك يوحنا انه لن يكون هنالك تأخير بعدُ من جهة اللّٰه.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ ماذا عناه ان «لا يكون تأخير بعدُ»؟‏ (‏ب)‏ ماذا يتمّ؟‏

      ١١ ان الكلمة اليونانية المترجمة هنا «تأخير» هي خرونوس،‏ التي تعني حرفيا «زمان».‏ وهكذا شعر البعض بأن اعلان الملاك هذا يجب ان يترجَم:‏ «لا يكون الزمان بعد»،‏ كما لو ان الزمان كما نعرفه سينتهي.‏ لكنَّ الكلمة خرونوس هنا تُستخدم دون اداة تعريف.‏ لذلك لا تعني الزمان عموما وإنما بالاحرى «زمانا» او «فترة من الزمان».‏ وبكلمات اخرى،‏ لن تكون هنالك فترة من الزمان (‏او،‏ تأخير)‏ بعدُ من قِبل يهوه.‏ وثمة فعل يوناني مشتق من خرونوس يُستعمل ايضا في عبرانيين ١٠:‏٣٧‏،‏ حيث يكتب بولس،‏ مقتبسا من حبقوق ٢:‏​٣،‏ ٤‏،‏ ان «الآتي .‏ .‏ .‏ لا يتأخر».‏

      ١٢ «لا .‏ .‏ .‏ تأخير بعدُ» —‏ كم تروق هذه الكلمات صف يوحنا المسن اليوم!‏ فمن اية ناحية لا يكون تأخير؟‏ يعلِمنا يوحنا:‏ ‏«بل في ايام تصويت الملاك السابع،‏ متى اوشك ان ينفخ في بوقه،‏ يتمّ سرّ اللّٰه المقدس على حسب ما بشر به عبيده الانبياء».‏ (‏رؤيا ١٠:‏٧ ‏)‏ ان وقت يهوه قد حان لجلب سرّه المقدَّس الى ذروته السعيدة،‏ بنجاح مجيد!‏

      ١٣ ما هو سرّ اللّٰه المقدَّس؟‏

      ١٣ فما هو هذا السرّ المقدَّس؟‏ انه يشمل النسل الموعود به اولا في عدن،‏ الذي تبيَّن انه يسوع المسيح بشكل رئيسي.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥؛‏ ١ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وله علاقة ايضا بهوية المرأة التي منها يخرج النسل.‏ (‏اشعيا ٥٤:‏١؛‏ غلاطية ٤:‏​٢٦-‏٢٨‏)‏ وأيضا،‏ يشتمل على الاعضاء الثانويين لصف النسل والملكوت الذي يحكم فيه النسل.‏ (‏لوقا ٨:‏١٠؛‏ افسس ٣:‏​٣-‏٩؛‏ كولوسي ١:‏​٢٦،‏ ٢٧؛‏ ٢:‏٢؛‏ رؤيا ١:‏​٥،‏ ٦‏)‏ والبشارة عن هذا الملكوت السماوي الفريد يجب ان يُكرز بها في كل الارض في اثناء وقت النهاية.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ١٤ لماذا يرتبط الويل الثالث بملكوت اللّٰه؟‏

      ١٤ بالتاكيد،‏ هذا هو افضل الاخبار على الاطلاق.‏ ومع ذلك،‏ في رؤيا ١١:‏​١٤،‏ ١٥‏،‏ يكون الويل الثالث مرتبطا بالملكوت.‏ ولماذا؟‏ لأنه بالنسبة الى افراد الجنس البشري الذين يفضِّلون نظام اشياء الشيطان،‏ يكون التبويق بالبشارة بأن سرّ اللّٰه المقدَّس يتمّ —‏ اي ان ملكوت اللّٰه المسيّاني هو هنا —‏ خبرا متَّسما بالويل.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ٢:‏١٦‏.‏)‏ فهو يعني ان الترتيب العالمي الذي يحبونه كثيرا جدا سيدمَّر قريبا.‏ وأصوات الرعود السبعة التي تحتوي على تحذيرات عاصفة منذرة بالسوء كهذه تصير أوضح وأعلى باقتراب يوم انتقام يهوه العظيم.‏ —‏ صفنيا ١:‏​١٤-‏١٨‏.‏

      الدَّرْج المفتوح

      ١٥ ماذا يخبر الصوت من السماء والملاك القوي يوحنا،‏ وما هو التأثير في يوحنا؟‏

      ١٥ بينما ينتظر يوحنا النفخ في البوق السابع هذا واتمام سرّ اللّٰه المقدَّس،‏ يُعطى تعيينا اضافيا:‏ ‏«والصوت الذي سمعته من السماء عاد يكلمني ويقول:‏ ‹اذهب،‏ خذ الدَّرْج المفتوح الذي في يد الملاك الواقف على البحر وعلى الارض›.‏ فذهبت الى الملاك وقلت له ان يعطيني الدَّرْج الصغير.‏ فقال لي:‏ ‹خذه وكله،‏ فيجعل جوفك مرا،‏ اما في فمك فيكون حلوا كالعسل›.‏ فأخذت الدَّرْج الصغير من يد الملاك وأكلته،‏ فكان في فمي حلوا كالعسل.‏ ولكن لما اكلته،‏ صار جوفي مرا.‏ وقالا لي:‏ ‹لا بد لك ان تتنبأ ثانية عن شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين›».‏ —‏ رؤيا ١٠:‏​٨-‏١١‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ كيف كان لحزقيال اختبار مماثل لذاك الذي ليوحنا؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان طعم الدَّرْج الصغير حلوا بالنسبة الى يوحنا،‏ ولكن لماذا كان مرّ الهضم؟‏

      ١٦ ان اختبار يوحنا هو بالاحرى مماثل لذاك الذي للنبي حزقيال في اثناء سبيه في ارض بابل.‏ فهو ايضا أُمر بأن يأكل دَرْجا كان طعمه حلوا في فمه.‏ ولكن عندما ملأ معدته،‏ جعله مسؤولا عن الإنباء بأمور مرَّة لبيت اسرائيل المتمرد.‏ (‏حزقيال ٢:‏٨–‏٣:‏١٥‏)‏ والدَّرْج المفتوح الذي يعطيه يسوع المسيح الممجَّد ليوحنا هو بشكل مشابه رسالة الهية.‏ فيجب ان يكرز يوحنا بشأن «شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين».‏ ان التغذّي بهذا الدَّرْج هو حلو بالنسبة اليه لأنه من مصدر الهي.‏ (‏قارنوا مزمور ١١٩:‏١٠٣؛‏ ارميا ١٥:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏)‏ لكنه يجده مرّ الهضم لأنه —‏ كما كانت الحال مع حزقيال سابقا —‏ ينبئ بأمور كريهة للبشر المتمردين.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏٢٠‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ مَن هما اللذان يأمران يوحنا بأن يتنبأ «ثانية»،‏ وماذا يعني ذلك؟‏ (‏ب)‏ متى كانت ستتم الصورة المؤثرة التي رآها يوحنا؟‏

      ١٧ واللذان يأمران يوحنا بأن يتنبأ ايضا هما دون شك يهوه اللّٰه ويسوع المسيح.‏ وعلى الرغم من نفيه في جزيرة بطمس،‏ فقد تنبأ يوحنا بشأن شعوب،‏ امم،‏ ألسنة،‏ وملوك من خلال المعلومات المسجَّلة حتى الآن في سفر الرؤيا.‏ والكلمة «ثانية» تعني انه يجب ان يكتب وينشر باقي المعلومات المسجَّلة في سفر الرؤيا.‏ ولكن تذكَّروا ان يوحنا هنا يساهم فعلا في الرؤيا النبوية.‏ وما يسجِّله هو،‏ في الواقع،‏ نبوة كانت ستتم بعد السنة ١٩١٤،‏ عندما يتخذ الملاك القوي وضعيته جاعلا رجليه على الارض وعلى البحر.‏ اذًا،‏ ماذا تعني هذه الصورة المؤثرة لصف يوحنا اليوم؟‏

      الدَّرْج الصغير اليوم

      ١٨ في بداية يوم الرب،‏ ايّ اهتمام اظهره صف يوحنا بسفر الرؤيا؟‏

      ١٨ ان ما يراه يوحنا يرمز على نحو رائع الى اختبار صف يوحنا في بداية يوم الرب.‏ ففهمهم لمقاصد يهوه،‏ بما فيها المعنى الضمني للرعود السبعة،‏ كان آنذاك غير تام.‏ إلا انه كان لديهم اهتمام عميق بسفر الرؤيا،‏ وتشارلز تاز رصل كان قد علَّق على اجزاء عديدة منه في اثناء حياته.‏ وبعد موته في السنة ١٩١٦،‏ جُمع الكثير من كتاباته ونُشر في كتاب بعنوان السر المنتهي.‏ ولكن،‏ على مر الوقت،‏ تبيَّن ان هذا الكتاب ليس كافيا كشرح لسفر الرؤيا.‏ وكان يجب على بقية اخوة المسيح ان ينتظروا مدة اطول،‏ حتى يبدأ اتمام الرؤى،‏ من اجل فهم دقيق لهذا السجل الملهم.‏

      ١٩ (‏أ)‏ كيف استخدم يهوه صف يوحنا حتى قبل ان تُنشر كاملا اصوات الرعود السبعة؟‏ (‏ب)‏ متى أُعطي صف يوحنا الدَّرْج الصغير المفتوح،‏ وماذا عنى ذلك لهم؟‏

      ١٩ ومع ذلك،‏ كيوحنا،‏ استخدمهم يهوه حتى قبل ان تُنشر كاملا اصوات الرعود السبعة.‏ فقد كرزوا باجتهاد طوال ٤٠ سنة قبل ١٩١٤،‏ وصارعوا للبقاء نشاطى في اثناء الحرب العالمية الاولى.‏ وتبيَّن انهم الاشخاص الذين،‏ عندما وصل السيد،‏ وُجدوا وهم يعطون خدم البيت الطعام في حينه.‏ (‏متى ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧‏)‏ وهكذا،‏ في السنة ١٩١٩،‏ كانوا الاشخاص الذين أُعطوا الدَّرْج الصغير المفتوح —‏ اي رسالة مفتوحة ليكرزوا بها للجنس البشري.‏ وكحزقيال كانت لديهم رسالة لهيئة غير امينة —‏ العالم المسيحي —‏ ادَّعت انها تخدم اللّٰه ولكنها،‏ في الواقع،‏ لم تكن كذلك.‏ وكيوحنا كان عليهم ان يكرزوا بالمزيد بشأن «شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين».‏

      ٢٠ ماذا مثَّل اكلُ يوحنا الدَّرْج؟‏

      ٢٠ وأكلُ يوحنا الدَّرْج مثَّل ان اخوة يسوع قبلوا هذا التعيين.‏ وقد صار جزءا منهم الى درجة انهم اقترنوا الآن بهذا القسم من كلمة اللّٰه الملهمة،‏ مستمدين التغذية منه.‏ ولكنَّ ما وجب عليهم ان يكرزوا به احتوى على تعابير عن دينونة يهوه كانت غير لذيذة المذاق لكثيرين من الجنس البشري.‏ لقد تضمَّن فعلا الضربات المنبأ بها في الرؤيا الاصحاح ٨‏.‏ ولكن كان حلوا للمسيحيين المخلصين هؤلاء ان يعرفوا هذه الاحكام وأن يدركوا ان يهوه يستخدمهم ثانية في المناداة بها.‏ —‏ مزمور ١٩:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ٢١ (‏أ)‏ كيف تصير رسالة الدَّرْج الصغير حلوة ايضا للجمع الكثير؟‏ (‏ب)‏ لماذا تكون البشارة اخبارا رديئة للمقاومين؟‏

      ٢١ وفي حينه صارت رسالة هذا السفر حلوة ايضا لـ‍ «جمع كثير .‏ .‏ .‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة» وُجدوا وهم يتنهدون على المكاره التي يرونها تُصنع في العالم المسيحي.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩؛‏ حزقيال ٩:‏٤‏)‏ وهؤلاء ايضا ينادون بجد بالبشارة،‏ مستعملين كلمات نعمة حلوة ليصفوا تدبير يهوه الرائع للمسيحيين المشبَّهين بالخراف.‏ (‏مزمور ٣٧:‏​١١،‏ ٢٩؛‏ كولوسي ٤:‏٦‏)‏ ولكنها اخبار رديئة للمقاومين.‏ ولماذا؟‏ انها تعني ان النظام الذي يثقون به —‏ والذي ربما جلب لهم ايضا اكتفاء عابرا —‏ يجب ان يولّي.‏ فبالنسبة اليهم تعني البشارة دينونة.‏ —‏ فيلبي ١:‏​٢٧،‏ ٢٨‏؛‏ قارنوا تثنية ٢٨:‏١٥؛‏ ٢ كورنثوس ٢:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏

  • اعادة احياء الشاهدين
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٢٥

      اعادة احياء الشاهدين

      ١ الى فعل ماذا يدعو الملاك القوي يوحنا؟‏

      قبل ان يولِّي الويل الثاني اخيرا،‏ يدعو الملاك القوي يوحنا ان يشترك في عرض نبوي آخر،‏ وهذا له علاقة بالهيكل.‏ (‏رؤيا ٩:‏١٢؛‏ ١٠:‏١‏)‏ وإليكم ما يخبر به يوحنا:‏ ‏«وأُعطيتُ قصبة مثل عصا وقيل لي:‏ ‹قُم وقِس مقدس هيكل اللّٰه والمذبح والذين يقدِّمون العبادة فيه».‏ —‏ رؤيا ١١:‏١‏.‏

      مقدس الهيكل

      ٢ (‏أ)‏ اي مقدس هيكل سيبقى حتى يومنا؟‏ (‏ب)‏ مَن هو رئيس كهنة مقدس الهيكل،‏ وما هو قدس اقداسه؟‏

      ٢ ان الهيكل المذكور هنا لا يمكن ان يكون ايّ هيكل حرفي في اورشليم،‏ لان آخر هذه دمَّره الرومان في السنة ٧٠ ب‌م.‏ لكنَّ الرسول بولس اظهر انه حتى قبل ذلك الدمار،‏ ظهر هنالك مقدس هيكل آخر كان سيبقى حتى يومنا.‏ هذا هو الهيكل الروحي العظيم الذي تمَّم النماذج النبوية التي زوَّدها المسكن ولاحقا الهياكل التي بُنيت في اورشليم.‏ انه «الخيمة الحقيقية التي نصبها يهوه لا الانسان»،‏ ورئيس كهنته هو يسوع،‏ الذي يصفه بولس بأنه قد «جلس في يمين عرش الجلالة في السموات».‏ وقدس اقداسه هو موقع حضور يهوه في السماء عينها.‏ —‏ عبرانيين ٨:‏​١،‏ ٢؛‏ ٩:‏​١١،‏ ٢٤‏.‏

      ٣ في المسكن،‏ ماذا مثَّله (‏أ)‏ الحجاب الذي يفصل قدس الاقداس عن القدس؟‏ (‏ب)‏ الذبائح الحيوانية؟‏ (‏ج)‏ مذبح الذبيحة؟‏

      ٣ يشرح الرسول بولس ان حجاب المسكن،‏ الذي يفصل قدس الاقداس عن القدس،‏ يمثِّل جسد يسوع.‏ وعندما ضحَّى يسوع بحياته انشق هذا الحجاب اثنين،‏ مظهرا ان جسد يسوع لم يعُد عائقا لدخوله امام حضرة يهوه في السماء.‏ وعلى اساس ذبيحة يسوع،‏ فإن كهنته المعاونين الممسوحين الذين يموتون امناء كانوا سيُقبَلون ايضا،‏ في الوقت المعيَّن،‏ في السموات.‏ (‏متى ٢٧:‏​٥٠،‏ ٥١؛‏ عبرانيين ٩:‏٣؛‏ ١٠:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ ويشير بولس ايضا الى ان ذبائح الحيوانات المستمرة في المسكن اشارت مقدَّما الى ذبيحة يسوع الواحدة لحياته البشرية الكاملة.‏ ومذبح الذبيحة في الدار مثَّل تدبير يهوه،‏ وفقا لمشيئته،‏ لقبول ذبيحة يسوع من اجل ‹الكثيرين› —‏ من الممسوحين،‏ ولاحقا،‏ من الخراف الاخر —‏ «لخلاص الذين يطلبونه».‏ —‏ عبرانيين ٩:‏٢٨؛‏ ١٠:‏​٩،‏ ١٠؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      ٤ ماذا رُمز اليه بـ‍ (‏أ)‏ القدس؟‏ (‏ب)‏ الدار الداخلية؟‏

      ٤ من هذه المعلومات الملهمة الهيا،‏ يمكننا ان نستنتج ان القدس في المسكن يرمز الى حالة مقدسة يتمتع بها المسيح اولا ثم الاعضاء الممسوحون للكهنوت الملكي المؤلف من ٠٠٠‏,‏١٤٤ فيما لا يزالون على الارض،‏ قبل الدخول عبر «الحجاب».‏ (‏عبرانيين ٦:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ انه يمثِّل جيدا تبنِّيهم كأبناء روحيين للّٰه،‏ تماما كما اعترف اللّٰه بأن يسوع هو ابنه بعد معمودية يسوع في الاردن في السنة ٢٩ ب‌م.‏ (‏لوقا ٣:‏٢٢؛‏ روما ٨:‏١٥‏)‏ وماذا عن الدار الداخلية،‏ الجزء الوحيد من المسكن الظاهر للاسرائيليين غير الكهنوتيين والمكان الذي كانت تُقدَّم فيه الذبائح؟‏ ان هذه تمثِّل الموقف الكامل للانسان يسوع الذي اهَّله لتقديم حياته عن الجنس البشري.‏ وتمثِّل ايضا الموقف البار كقديسين،‏ المنسوب على اساس ذبيحة يسوع،‏ الذي يتمتع به أتباعه الممسوحون وهم على الارض.‏a —‏ روما ١:‏٧؛‏ ٥:‏١‏.‏

      قياس مقدس الهيكل

      ٥ في نبوات الاسفار العبرانية،‏ ماذا لُمِّح اليه بـ‍ (‏أ)‏ قياس اورشليم؟‏ (‏ب)‏ قياس هيكل حزقيال الرؤيوي؟‏

      ٥ يؤمر يوحنا بأن ‹يقيس مقدس هيكل اللّٰه والمذبح والذين يقدمون العبادة فيه›.‏ فالى ماذا يلمِّح ذلك؟‏ في نبوات الاسفار العبرانية،‏ زوَّد مثل هذا القياس ضمانا ان العدل سيقدَّم على اساس مقاييس يهوه الكاملة.‏ ففي ايام الملك الشرير منسى،‏ شهد قياس اورشليم النبوي لدينونة دمار غير قابلة للتغيير على هذه المدينة.‏ (‏٢ ملوك ٢١:‏١٣؛‏ المراثي ٢:‏٨‏)‏ ولكن،‏ لاحقا،‏ عندما رأى ارميا اورشليم تقاس،‏ اكَّد ذلك ان المدينة سيعاد بناؤها.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣٩‏؛‏ انظروا ايضا زكريا ٢:‏​٢-‏٨‏.‏)‏ وكذلك فان القياس الواسع والمفصَّل للهيكل الرؤيوي الذي شاهده حزقيال كان ضمانا للمسبيين اليهود في بابل ان العبادة الحقة ستُردّ في موطنهم.‏ وكان ايضا مذكِّرا بأنه،‏ نظرا الى ذنوبهم،‏ كان على اسرائيل ان يبلغوا مستوى مقاييس اللّٰه المقدسة.‏ —‏ حزقيال ٤٠:‏​٣،‏ ٤؛‏ ٤٣:‏١٠‏.‏

      ٦ لأي شيء يكون امر يوحنا بأن يقيس مقدس الهيكل والكهنة الذين يقدمون العبادة فيه علامة؟‏ أَوضحوا.‏

      ٦ لذلك،‏ عندما يؤمر يوحنا بأن يقيس مقدس الهيكل والكهنة الذين يقدمون العبادة فيه،‏ يكون ذلك علامة انه لا شيء يمكن ان يحول دون اتمام مقاصد يهوه المتعلقة بترتيب الهيكل واولئك المقترنين به،‏ وأن هذه المقاصد تقترب من ذروتها.‏ والآن اذ يوضع كل شيء،‏ تحت قدمي ملاك يهوه القوي،‏ يحين الوقت لأن يصير «جبل بيت يهوه .‏ .‏ .‏ ثابتا فوق رؤوس الجبال».‏ (‏اشعيا ٢:‏​٢-‏٤‏)‏ فعبادة يهوه النقية يجب ان ترفَّع،‏ بعد قرون من ارتداد العالم المسيحي.‏ ويحين الوقت ايضا لان يقام الافراد من اخوة يسوع الامناء الذين ماتوا الى «قدس الاقداس».‏ (‏دانيال ٩:‏٢٤؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏​١٤-‏١٦؛‏ رؤيا ٦:‏١١؛‏ ١٤:‏٤‏)‏ وآخر المختومين على الارض من «عبيد الهنا» يجب ان يقاسوا وفقا للمقاييس الالهية لكي يتأهَّلوا لمكانهم الدائم في ترتيب الهيكل كأبناء للّٰه مولودين من الروح.‏ وصف يوحنا اليوم مدرك كاملا المقاييس المقدسة هذه ومصمِّم على بلوغ مستواها.‏ —‏ رؤيا ٧:‏​١-‏٣؛‏ متى ١٣:‏​٤١،‏ ٤٢؛‏ افسس ١:‏​١٣،‏ ١٤‏؛‏ قارنوا روما ١١:‏٢٠‏.‏

      دوس الدار

      ٧ (‏أ)‏ لماذا يؤمر يوحنا بعدم قياس الدار؟‏ (‏ب)‏ متى ديست المدينة المقدسة ٤٢ شهرا؟‏ (‏ج)‏ كيف فشل رجال دين العالم المسيحي في التمسك بمقاييس يهوه البارة ٤٢ شهرا؟‏

      ٧ ولماذا مُنع يوحنا من قياس الدار؟‏ يخبرنا بهذه الكلمات:‏ ‏«وأما الدار التي هي خارج مقدس الهيكل،‏ فاطرحْها خارجا ولا تقِسها،‏ لأنها أُعطيت للامم،‏ وسيدوسون المدينة المقدسة تحت اقدامهم اثنين وأربعين شهرا».‏ (‏رؤيا ١١:‏٢ ‏)‏ لاحظنا ان الدار الداخلية تمثِّل الموقف البار على الارض للمسيحيين المولودين من الروح.‏ وكما سنرى،‏ فإن الاشارة هنا هي الى الـ‍ ٤٢ شهرا الحرفية الممتدة من كانون الاول ١٩١٤ الى حزيران ١٩١٨،‏ عندما وُضع جميع المدَّعين المسيحية تحت امتحان قاسٍ.‏ فهل كانوا سيتمسكون بمقاييس يهوه البارة في اثناء سنوات الحرب تلك؟‏ معظمهم لم يفعلوا ذلك.‏ وككل،‏ وضع رجال دين العالم المسيحي القومية قبل الطاعة للشريعة الالهية.‏ وفي كلا جانبي الحرب،‏ التي جرى خوضها بشكل رئيسي في العالم المسيحي،‏ كرز رجال الدين للشباب في الخنادق.‏ والملايين قُتلوا.‏ وبحلول وقت ابتداء الدينونة ببيت اللّٰه في السنة ١٩١٨،‏ كانت الولايات المتحدة قد دخلت ايضا في اراقة الدم هذه ورجال دين كل العالم المسيحي قد جلبوا على انفسهم ذنب سفك الدم الذي لا يزال يصرخ من اجل الانتقام الالهي.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وطرحهم خارجا صار ثابتا ولا يمكن الغاؤه.‏ —‏ اشعيا ٥٩:‏​١-‏٣،‏ ٧،‏ ٨؛‏ ارميا ١٩:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ٨ في اثناء الحرب العالمية الاولى،‏ ماذا ادرك كثيرون من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ ولكن ماذا لم يقدِّروه كاملا؟‏

      ٨ ولكن،‏ ماذا عن الفريق الصغير لتلاميذ الكتاب المقدس؟‏ هل كانوا سيُقاسون فورا في السنة ١٩١٤ بالتصاقهم بالمقاييس الالهية؟‏ كلا.‏ فكالمدَّعين المسيحية للعالم المسيحي،‏ يجب ان يُمتحنوا هم ايضا.‏ لقد ‹طُرحوا خارجا،‏ أُعطوا للامم› ليجرَّبوا ويُضطهدوا بقساوة.‏ وأدرك كثيرون منهم انه يجب ألّا يخرجوا ويقتلوا رفيقهم الانسان،‏ ولكن حتى الآن لم يقدِّروا كاملا الحياد المسيحي.‏ (‏ميخا ٤:‏٣؛‏ يوحنا ١٧:‏​١٤،‏ ١٦؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٥‏)‏ وتحت الضغط من الامم،‏ ساير البعض.‏

      ٩ ما هي المدينة المقدسة التي داسها الامم،‏ وعلى الارض مَن يمثِّل هذه المدينة؟‏

      ٩ ولكن،‏ كيف كان ان تلك الامم داست المدينة المقدسة؟‏ من الواضح ان ذلك لا يشير الى اورشليم التي دُمِّرت قبل اكثر من ٢٥ سنة من كتابة سفر الرؤيا.‏ ولكنَّ المدينة المقدسة هي اورشليم الجديدة،‏ الموصوفة لاحقا في سفر الرؤيا،‏ التي يمثِّلها الآن على الارض المسيحيون الممسوحون الباقون في الدار الداخلية للهيكل.‏ وفي حينه سيصير هؤلاء ايضا جزءا من المدينة المقدسة.‏ ولذلك فإن دوسهم مساوٍ لدوس المدينة نفسها.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏​٢،‏ ٩-‏٢١‏.‏

      الشاهدان

      ١٠ ماذا سيفعل شهود يهوه الامناء وهم مدوسون؟‏

      ١٠ حتى وهم مدوسون،‏ لا يتوقف هؤلاء الاولياء عن ان يكونوا شهود يهوه الامناء.‏ ولذلك تتابع النبوة:‏ ‏«‹وسأجعل شاهديَّ يتنبآ‌ن ألفًا ومئتين وستين يوما لابسين مِسْحا›.‏ هذان ترمز اليهما شجرتا الزيتون والمنارتان وهما قائمان امام رب الارض».‏ —‏ رؤيا ١١:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ١١ ماذا عنى للمسيحيين الممسوحين الامناء ان يتنبأوا وهم ‹لابسون مِسْحا›؟‏

      ١١ احتاج المسيحيون الممسوحون الامناء هؤلاء الى صفة الاحتمال،‏ لأنه كان عليهم ان يتنبأوا وهم ‹لابسون مِسْحا›.‏ فماذا عنى ذلك؟‏ في ازمنة الكتاب المقدس غالبا ما رمز المِسْح الى النوح.‏ وارتداؤه كان علامة ان الشخص قد تضعضعت حاله حزنا او كربا.‏ (‏تكوين ٣٧:‏٣٤؛‏ ايوب ١٦:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ حزقيال ٢٧:‏٣١‏)‏ وكان المِسْح مقترنا بالرسائل الحزينة للدينونة او الأسى التي وجب على انبياء اللّٰه ان ينادوا بها.‏ (‏اشعيا ٣:‏​٨،‏ ٢٤-‏٢٦؛‏ ارميا ٤٨:‏٣٧؛‏ ٤٩:‏٣‏)‏ ان ارتداء المِسْح يمكن ان يشير الى التواضع او التوبة بسبب التحذير الالهي.‏ (‏يونان ٣:‏٥‏)‏ والمِسْح الذي ارتداه الشاهدان يظهر انه يشير الى احتمالهما المتواضع في اعلان احكام يهوه.‏ لقد كانا شاهدين يناديان بيوم انتقامه الذي كان سيجعل الامم تنوح.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏​٤١-‏٤٣‏.‏

      ١٢ لماذا يبدو ان فترة الزمن التي ستكون فيها المدينة المقدسة مدوسة هي حرفية؟‏

      ١٢ كان على صف يوحنا ان يكرز بهذه الرسالة لزمن مذكور على نحو محدَّد:‏ ٢٦٠‏,‏١ يوما،‏ او ٤٢ شهرا،‏ طول الزمن عينه الذي ستكون فيه المدينة المقدسة مدوسة.‏ وهذه الفترة يبدو انها حرفية،‏ اذ يجري التعبير عنها بطريقتين مختلفتين،‏ اولا بالشهور ثم بالأيام.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ عند بداية يوم الرب،‏ كانت هنالك فترة موسومة من ثلاث سنوات ونصف السنة حين طابقت الاختبارات العسيرة لشعب اللّٰه الحوادث المنبأ بها هنا —‏ ابتداءً من كانون الاول سنة ١٩١٤ واستمرارا الى حزيران ١٩١٨.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ لقد كرزوا برسالة «مِسْح» تتعلق بدينونة يهوه للعالم المسيحي والعالم.‏

      ١٣ (‏أ)‏ ماذا يدل عليه واقع ان المسيحيين الممسوحين رُمز اليهم بشاهدين؟‏ (‏ب)‏ اية نبوة لزكريا تذكِّرنا بها دعوة يوحنا الشاهدين ‹شجرتَي الزيتون والمنارتين›؟‏

      ١٣ وواقع انه رُمز اليهم بشاهدين يؤكد لنا ان رسالتهم كانت دقيقة ومؤسَّسة جيدا.‏ (‏قارنوا تثنية ١٧:‏٦؛‏ يوحنا ٨:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏)‏ ويوحنا يدعوهما ‹شجرتَي الزيتون والمنارتين›،‏ قائلا انهما «قائمان امام رب الارض».‏ وهذا اشارة واضحة الى نبوة زكريا،‏ الذي رأى منارة بسبعة فروع وشجرتَي زيتون.‏ وقيل ان شجرتَي الزيتون تمثِّلان ‹الممسوحَين›،‏ اي الوالي زربابل ورئيس الكهنة يشوع،‏ ‹الواقفَين بجانب رب الارض كلها›.‏ —‏ زكريا ٤:‏​١-‏٣،‏ ١٤‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ ماذا اشارت اليه رؤيا زكريا لشجرتَي الزيتون؟‏ والمنارة؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان المسيحيون الممسوحون سيختبرون في اثناء الحرب العالمية الاولى؟‏

      ١٤ عاش زكريا في زمن اعادة البناء،‏ ورؤياه لشجرتَي الزيتون عنت ان زربابل ويشوع كانا سيتباركان بروح يهوه في تقوية الشعب على العمل.‏ ورؤيا المنارة ذكَّرت زكريا بأن لا ‹يحتقر يوم الامور الصغيرة› لأن مقاصد يهوه كانت ستُنفَّذ —‏ «‹لا بجيش ولا بقوة،‏ بل بروحي›،‏ قال يهوه الجنود».‏ (‏زكريا ٤:‏​٦،‏ ١٠؛‏ ٨:‏٩‏)‏ والفرقة الصغيرة من المسيحيين الذين يحملون بمثابرة نور الحق الى الجنس البشري في اثناء الحرب العالمية الاولى كانوا سيُستخدمون على نحو مماثل في عمل اعادة البناء.‏ وهم ايضا كانوا سيصيرون مصدرا للتشجيع،‏ وعلى الرغم من كونهم قليلين كانوا سيتعلَّمون الاتكال على مقدرة يهوه،‏ غير محتقرين يوم البدايات الصغيرة.‏

      ١٥ (‏أ)‏ واقع وصف المسيحيين الممسوحين بشاهدين يذكِّرنا ايضا بماذا؟‏ أَوضحوا.‏ (‏ب)‏ اي نوع من الآيات للشاهدين سلطة ان ينجزاه؟‏

      ١٥ وواقع وصفهم بشاهدين يذكِّرنا ايضا بالتجلّي.‏ ففي تلك الرؤيا،‏ ثلاثة من رسل يسوع رأوه في مجد الملكوت،‏ يرافقه موسى وايليا.‏ لقد رمز ذلك الى جلوس يسوع على عرشه المجيد في السنة ١٩١٤ لينجز عملا صوَّره مسبقا هذان النبيان.‏ (‏متى ١٧:‏​١-‏٣‏)‏ وعلى نحو ملائم،‏ يُرى الشاهدان الآن ينجزان آيات مذكِّرة بتلك التي لموسى وايليا.‏ مثلا،‏ يقول يوحنا عنهما:‏ ‏«وإن اراد احد ان يضرهما،‏ تخرج نار من فمهما وتلتهم اعداءهما.‏ وإن كان احد يريد ان يضرهما،‏ فهكذا لا بد ان يُقتل.‏ ان لهذين سلطة ان يغلقا السماء حتى لا ينزل مطر خلال ايام تنبؤهما».‏ —‏ رؤيا ١١:‏​٥،‏ ٦ أ .‏

      ١٦ (‏أ)‏ كيف تذكِّرنا الآية التي تشمل النار بالوقت حين جرى تحدّي سلطة موسى في اسرائيل؟‏ (‏ب)‏ كيف تحدّى رجال دين العالم المسيحي تلاميذ الكتاب المقدس وأثاروا المتاعب لهم في اثناء الحرب العالمية الاولى،‏ وكيف قام هؤلاء بالقتال المضاد؟‏

      ١٦ يذكِّرنا ذلك بالوقت حين جرى تحدّي سلطة موسى في اسرائيل.‏ فهذا النبي نطق بكلمات دينونة نارية،‏ ودمَّر يهوه المتمردين،‏ مهلكا ٢٥٠ منهم بنار حرفية من السماء.‏ (‏عدد ١٦:‏​١-‏٧،‏ ٢٨-‏٣٥‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ تحدّى قادة العالم المسيحي تلاميذ الكتاب المقدس،‏ قائلين ان هؤلاء لم يتخرجوا قط من الكليات اللاهوتية.‏ ولكنَّ شهود اللّٰه لديهم اوراق اعتماد اسمى كخدام:‏ اولئك الحلماء الذين اصغوا الى رسالتهم المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏​٢،‏ ٣‏)‏ وفي السنة ١٩١٧ نشر تلاميذ الكتاب المقدس السر المنتهي،‏ تعليق قوي على سفري الرؤيا وحزقيال.‏ وتبع ذلك توزيع ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏١٠ نسخة من النشرة ذات الصفحات الاربع شهرية تلاميذ الكتاب المقدس مع المقالة الخاصة بعنوان «سقوط بابل —‏ لماذا يجب ان يتألم الآن العالم المسيحي —‏ النتيجة النهائية».‏ وفي الولايات المتحدة،‏ استعمل رجال الدين الغضاب هستيريا الحرب كعذر لحظر الكتاب.‏ وفي بلدان اخرى أُخضع الكتاب للرقابة.‏ غير ان خدام اللّٰه استمروا في القتال المضاد بأعداد نارية من النشرة ذات الصفحات الاربع بعنوان أخبار الملكوت.‏ واذ تقدَّم يوم الرب،‏ كانت مطبوعات اخرى ستوضح حالة العالم المسيحي الميتة روحيا.‏ —‏ قارنوا ارميا ٥:‏١٤‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ اية حوادث في ايام ايليا شملت الجفاف والنار؟‏ (‏ب)‏ كيف خرجت نار من فم الشاهدين،‏ وأي جفاف كان مشمولا؟‏

      ١٧ وماذا عن ايليا؟‏ في ايام ملوك اسرائيل،‏ نادى هذا النبي بجفاف كتعبير عن حنق يهوه على الاسرائيليين العابدين البعل.‏ فدام ذلك ثلاث سنوات ونصف السنة.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏١؛‏ ١٨:‏​٤١-‏٤٥؛‏ لوقا ٤:‏٢٥؛‏ يعقوب ٥:‏١٧‏)‏ ولاحقا،‏ عندما ارسل الملك غير الامين اخَزْيا جنودا ليجبروا ايليا على المجيء الى حضرته الملكية،‏ طلب النبي نارا من السماء لتهلك الجنود.‏ وفقط عندما اظهر آمر عسكري احتراما لائقا لمركزه كنبي وافق ايليا على مرافقته الى الملك.‏ (‏٢ ملوك ١:‏​٥-‏١٦‏)‏ وبشكل مشابه،‏ بين ١٩١٤ و ١٩١٨،‏ لفتت البقية الممسوحة الانتباه بجرأة الى الجفاف الروحي في العالم المسيحي وحذَّرت من الدينونة النارية عند «مجيء يوم يهوه العظيم والمخوف».‏ —‏ ملاخي ٤:‏​١،‏ ٥؛‏ عاموس ٨:‏١١‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ اي سلطة أُعطيت للشاهدين،‏ وكيف ماثلت هذه تلك التي لموسى؟‏ (‏ب)‏ كيف شهَّر الشاهدان العالم المسيحي؟‏

      ١٨ يمضي يوحنا قائلا عن الشاهدين:‏ ‏«ولهما سلطة على المياه ان يحولاها الى دم وأن يضربا الارض بكل انواع الضربات كلما ارادا».‏ (‏رؤيا ١١:‏٦ ب )‏ ولكي يقنع فرعون بتحرير اسرائيل،‏ استخدم يهوه موسى في ضرب مصر الظالمة بضربات،‏ بما فيها تحويل المياه الى دم.‏ وبعد قرون،‏ تذكَّر اعداء اسرائيل الفلسطيّون جيدا اعمال يهوه ضد مصر،‏ مما جعلهم يصرخون:‏ «مَن يخلصنا من يد هذا الإله الجليل؟‏ هذا هو الإله الذي ضرب مصر شتى الضربات في البرية».‏ (‏١ صموئيل ٤:‏٨؛‏ مزمور ١٠٥:‏٢٩‏)‏ وموسى صوَّر يسوع،‏ الذي كان لديه سلطة ان يتلفظ بأحكام اللّٰه على القادة الدينيين في ايامه.‏ (‏متى ٢٣:‏١٣؛‏ ٢٨:‏١٨؛‏ اعمال ٣:‏٢٢‏)‏ وفي اثناء الحرب العالمية الاولى شهَّر اخوة المسيح،‏ الشاهدان،‏ نوع «المياه» المميت الذي كان العالم المسيحي يقدِّمه لرعاياه.‏

      الشاهدان يُقتلان

      ١٩ وفقا لسجل سفر الرؤيا،‏ ماذا يحدث عندما ينهي الشاهدان شهادتهما؟‏

      ١٩ شديدة جدا كانت هذه الضربة على العالم المسيحي حتى انه بعدما تنبأ الشاهدان ٤٢ شهرا في مِسْح،‏ استخدم العالم المسيحي نفوذه العالمي ‹ليقتلهما›.‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«ومتى انهيا شهادتهما،‏ يصنع الوحش الصاعد من المهواة حربا معهما ويغلبهما ويقتلهما.‏ وتكون جثتاهما على الشارع الرئيسي للمدينة العظيمة التي تدعى بطريقة روحية سدوم ومصر،‏ حيث عُلِّق ايضا ربهما على خشبة.‏ وينظر اناس من الشعوب والقبائل والالسنة والامم الى جثتيهما ثلاثة ايام ونصفا،‏ ولا يدعون جثتيهما توضعان في قبر.‏ ويشمت بهما الساكنون على الارض ويستمتعون،‏ ويرسلون هدايا بعضهم الى بعض،‏ لأن هذين النبيين عذَّبا الساكنين على الارض».‏ —‏ رؤيا ١١:‏​٧‏-‏١٠‏.‏

      ٢٠ ما هو «الوحش الصاعد من المهواة»؟‏

      ٢٠ هذه هي الاولى من ٣٧ اشارة في سفر الرؤيا الى وحش.‏ وفي حينه سنفحص هذا الوحش وغيره من الوحوش بالتفصيل.‏ ويكفي ان نقول الآن ان «الوحش الصاعد من المهواة» هو من تصميم الشيطان،‏ نظام سياسي حيّ للاشياء.‏b —‏ قارنوا رؤيا ١٣:‏١؛‏ دانيال ٧:‏​٢،‏ ٣،‏ ١٧‏.‏

      ٢١ (‏أ)‏ كيف استغل الاعداء الدينيون للشاهدين حالة الحرب؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يشير واقع ترك جثتي الشاهدين غير مدفونتين؟‏ (‏ج)‏ كيف يُنظر الى فترة الوقت ثلاثة ايام ونصف اليوم؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ٢١ من ١٩١٤ الى ١٩١٨ كانت الامم مشغولة بالحرب العالمية الاولى.‏ والمشاعر القومية ثارت،‏ وفي ربيع ١٩١٨ استغل الاعداء الدينيون للشاهدين الحالة.‏ فحرَّكوا اجهزة الدولة الشرعية بحيث سُجن الخدام المسؤولون بين تلاميذ الكتاب المقدس بالتهم الباطلة للتحريض على الفتنة.‏ فصُعق العاملون المعاونون الامناء.‏ وتوقف تقريبا نشاط الملكوت.‏ وكان كما لو ان عمل الكرازة ميت.‏ وفي ازمنة الكتاب المقدس كان عدم الدفن في القبر التذكاري اهانة فظيعة.‏ (‏مزمور ٧٩:‏​١-‏٣؛‏ ١ ملوك ١٣:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ ولذلك كان سيلتصق تعيير عظيم بترك الشاهدين غير مدفونين.‏ وفي مناخ فلسطين الحار،‏ تبتدئ حقا رائحة كريهة تنبعث من جثة في شارع مكشوف بعد ثلاثة ايام ونصف حرفية.‏c (‏قارنوا يوحنا ١١:‏٣٩‏.‏)‏ وهكذا فإن هذا التفصيل في النبوة يشير الى الخزي الذي وجب على الشاهدين ان يتحملاه.‏ واولئك المذكورون اعلاه الذين سُجنوا حُرموا حتى الكفالة فيما كانت قضاياهم في الاستئناف.‏ وكانوا مكشوفين علنا لوقت طويل يكفي لأن يصيروا رائحة نتنة لسكان «المدينة العظيمة».‏ ولكن ماذا كانت هذه «المدينة العظيمة»؟‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ما هي المدينة العظيمة؟‏ (‏ب)‏ كيف انضمت الصحافة العامة الى رجال الدين في الشماتة بالشاهدين عندما اسكتوا الكرازة؟‏ (‏انظروا الاطار.‏)‏

      ٢٢ يعطينا يوحنا بعض الدلائل.‏ فهو يقول ان يسوع عُلِّق هناك.‏ ولذلك نفكِّر فورا في اورشليم.‏ لكنه يقول ايضا ان المدينة العظيمة تدعى سدوم ومصر.‏ لقد دُعيت اورشليم الحرفية ذات مرة سدوم بسبب ممارساتها النجسة.‏ (‏اشعيا ١:‏​٨-‏١٠‏؛‏ قارنوا حزقيال ١٦:‏​٤٩،‏ ٥٣-‏٥٨‏.‏)‏ ومصر،‏ الدولة العالمية الاولى،‏ تظهر احيانا كصورة لنظام الاشياء العالمي هذا.‏ (‏اشعيا ١٩:‏​١،‏ ١٩؛‏ يوئيل ٣:‏١٩‏)‏ ولذلك تمثِّل هذه المدينة العظيمة «اورشليم» الدنسة التي تدَّعي عبادة اللّٰه ولكنها صارت نجسة وخاطئة،‏ مثل سدوم،‏ وجزءا من نظام الاشياء العالمي الشيطاني هذا،‏ مثل مصر.‏ انها تمثِّل العالم المسيحي،‏ المعادل العصري لاورشليم غير الامينة،‏ الهيئة التي كان لدى اعضائها سبب كبير ليشمتوا بالشاهدين عندما اسكتوا الكرازة المزعجة.‏

      أُقيما ثانية!‏

      ٢٣ (‏أ)‏ ماذا يحدث للشاهدين بعد ثلاثة ايام ونصف،‏ وما هو الاثر في اعدائهما؟‏ (‏ب)‏ متى كان للرؤيا ١١:‏​١١،‏ ١٢ ونبوة حزقيال عن ادخال يهوه نسمة في العظام اليابسة في السهل اتمام عصري؟‏

      ٢٣ انضمت الصحافة العامة الى رجال الدين في ذم شعب اللّٰه،‏ اذ قالت احدى الصحف:‏ «ان خاتمة السر المنتهي قد أُعطيت».‏ ولكن،‏ لا شيء كان يمكن ان يكون ابعد من ذلك عن الحق!‏ فالشاهدان لم يبقيا ميتين.‏ نقرأ:‏ ‏«وبعد الايام الثلاثة والنصف دخل فيهما روح حياة من اللّٰه،‏ فوقفا على اقدامهما،‏ ووقع خوف عظيم على الناظرين إليهما.‏ وسمعا صوتا عاليا من السماء يقول لهما:‏ ‹اصعدا الى هنا›.‏ فصعدا الى السماء في السحابة،‏ وأبصرهما اعداؤهما».‏ (‏رؤيا ١١:‏​١١،‏ ١٢ ‏)‏ وهكذا كان لهما اختبار مماثل لذاك الذي للعظام اليابسة في السهل الذي زاره حزقيال في رؤيا.‏ لقد ادخل يهوه نسمة في تلك العظام اليابسة فعادت الى الحياة،‏ مزوِّدا صورة لولادة امة اسرائيل من جديد بعد ٧٠ سنة من الاسر في بابل.‏ (‏حزقيال ٣٧:‏​١-‏١٤‏)‏ وكان لهاتين النبوتين،‏ في حزقيال وفي الرؤيا،‏ اتمامهما العصري المؤثِّر في السنة ١٩١٩،‏ عندما استرد يهوه شاهديه «الميتين» الى حياة ناشطة.‏

      ٢٤ عندما عاد الشاهدان الى الحياة،‏ ماذا كان الاثر في مضطهديهم الدينيين؟‏

      ٢٤ يا لها من صدمة للمضطهِدين هؤلاء!‏ فجثَّتا الشاهدين كانتا حيتين ونشيطتين ثانية على نحو مفاجئ.‏ وكان ذلك جرعة مريرة ليبتلعها رجال الدين هؤلاء،‏ وبالاكثر لأن الخدام المسيحيين الذين خططوا لوضعهم في السجن كانوا احرارا ثانية،‏ وكانوا سيُبرَّأون كاملا في وقت لاحق.‏ ولا بد ان الصدمة كانت اعظم ايضا عندما عقد تلاميذ الكتاب المقدس،‏ في ايلول ١٩١٩،‏ محفلا في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وهنا اثار ج.‏ ف.‏ رذرفورد المطلق سراحه مؤخرا المجتمعين بخطابه «اعلان الملكوت»،‏ المؤسَّس على رؤيا ١٥:‏٢ واشعيا ٥٢:‏٧‏.‏ والذين هم من صف يوحنا بدأوا مجدَّدا ‹يتنبأون›،‏ او يكرزون علنا.‏ وقد تقدَّموا من قوة الى قوة مشهِّرين بلا خوف رياء العالم المسيحي.‏

      ٢٥ (‏أ)‏ متى قيل للشاهدين «اصعدا الى هنا»،‏ وكيف حدث ذلك؟‏ (‏ب)‏ اي اثر صادم كان لاسترداد الشاهدين في المدينة العظيمة؟‏

      ٢٥ حاول العالم المسيحي مرة بعد مرة ان يكرر انتصاره للسنة ١٩١٨.‏ فلجأ الى اعمال الشغب،‏ المناورات القانونية،‏ السجن،‏ وحتى الاعدام —‏ جميعها دون نتيجة!‏ وبعد السنة ١٩١٩ كانت منطقة عمل الشاهدين الروحية بعيدة عن مناله.‏ ففي تلك السنة قال يهوه لهما:‏ «اصعدا الى هنا»،‏ فصعدا الى حالة روحية مرفَّعة حيث يمكن لاعدائهما ان يروهما ولكن لا يمكنهم ان يلمسوهما.‏ ويصف يوحنا الاثر الصادم الذي كان لاستردادهما في المدينة العظيمة:‏ ‏«وفي تلك الساعة حدث زلزال عظيم،‏ فسقط عُشر المدينة.‏ وقُتل بالزلزال سبعة آلاف انسان،‏ وارتاع الباقون وأعطوا مجدا لإله السماء».‏ (‏رؤيا ١١:‏١٣ ‏)‏ لقد كانت هنالك اضطرابات عظيمة حقا في حيِّز الدين.‏ وبدا ان الارض تتحرك تحت قادة الكنائس المؤسَّسة فيما ابتدأت هيئة المسيحيين المنشَّطين هذه بالعمل.‏ وعُشر مدينتهم،‏ مجازيا ٠٠٠‏,‏٧ شخص،‏ تأثَّروا بعمق بحيث يجري التحدث عنهم بأنهم قُتلوا.‏

      ٢٦ مَن يجري تمثيلهم بـ‍ «عُشر المدينة» و ‹السبعة آلاف› للرؤيا ١١:‏١٣‏؟‏ أَوضحوا.‏

      ٢٦ والعبارة «عُشر المدينة» تذكِّرنا أن اشعيا تنبأ في ما يتعلق بأورشليم القديمة ان عُشرا كان سينجو من دمار المدينة بصفته زرعا مقدَّسا.‏ (‏اشعيا ٦:‏١٣‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يذكِّرنا العدد ٠٠٠‏,‏٧ أنه عندما شعر ايليا بأنه بقي وحده امينا في اسرائيل،‏ اخبره يهوه انه لا يزال هنالك،‏ في الواقع،‏ ٠٠٠‏,‏٧ لم ينحنوا للبعل.‏ (‏١ ملوك ١٩:‏​١٤،‏ ١٨‏)‏ وفي القرن الاول،‏ قال الرسول بولس ان الـ‍ ٠٠٠‏,‏٧ هؤلاء يمثِّلون بقية اليهود الذين تجاوبوا مع البشارة عن المسيح.‏ (‏روما ١١:‏​١-‏٥‏)‏ هذه الآيات تساعدنا لنفهم ان ‹السبعة آلاف› و «عُشر المدينة» في رؤيا ١١:‏١٣ هم الذين يتجاوبون مع الشاهدين المستردَّين ويهجرون المدينة العظيمة الخاطئة.‏ انهم يموتون،‏ اذا جاز التعبير،‏ بالنسبة الى العالم المسيحي.‏ فلم تعُد اسماؤهم مكتوبة في قوائم عضويته.‏ ولم يعودوا موجودين في نظره.‏d

      ٢٧،‏ ٢٨ (‏أ)‏ كيف ‹اعطى الباقون مجدا لإله السماء›؟‏ (‏ب)‏ ماذا أُجبر رجال دين العالم المسيحي على الاعتراف به؟‏

      ٢٧ ولكن كيف ‹اعطى الباقون [من العالم المسيحي] مجدا لإله السماء›؟‏ بالتأكيد ليس بهجر دينهم المرتدّ والصيرورة خداما للّٰه.‏ وبالاحرى،‏ انه كما يُشرح في دروس الكلام في العهد الجديد لڤنسان،‏ في مناقشة العبارة «أَعطوا مجدا لإله السماء».‏ فهناك يُذكر:‏ «العبارة لا تدل على الاهتداء،‏ ولا التوبة،‏ ولا الشكر،‏ بل الاعتراف،‏ الذي هو معناها المعتاد في الاسفار المقدسة.‏ قارنوا يش ٧:‏١٩ (‏السبعينية)‏.‏ يوحنا ٩:‏٢٤؛‏ اعمال ١٢:‏٢٣؛‏ رو ٤:‏٢٠‏».‏ ولكدره،‏ كان يجب ان يعترف العالم المسيحي بأن اله تلاميذ الكتاب المقدس قد انجز عملا عظيما باستردادهم الى النشاط المسيحي.‏

      ٢٨ ربما قدَّم رجال الدين هذا الاقرار عقليا فقط،‏ او لانفسهم.‏ وبالتأكيد،‏ لا يُعرف ان احدا منهم اعترف علنا بإله الشاهدين.‏ لكنَّ نبوة يهوه بواسطة يوحنا تساعدنا على تمييز ما كان في قلوبهم وإدراك الصدمة المُذلَّة التي اختبروها في السنة ١٩١٩.‏ ومن تلك السنة فصاعدا،‏ اذ ترك ‹السبعة آلاف› العالم المسيحي على الرغم من جهوده الراسخة في التمسك بخرافه،‏ أُجبر رجال الدين على الاعتراف بأن اله صف يوحنا اقوى من الههم.‏ وفي السنوات اللاحقة كانوا سيدركون ذلك بوضوح اكثر ايضا،‏ اذ ان المزيد من رعاياهم كانوا سيرحلون،‏ مردِّدين كلمات الشعب عندما انتصر ايليا على انبياء البعل في جبل الكرمل:‏ «يهوه هو اللّٰه!‏ يهوه هو اللّٰه!‏».‏ —‏ ١ ملوك ١٨:‏٣٩‏.‏

      ٢٩ ماذا يقول يوحنا انه يأتي سريعا،‏ وأية زعزعة اضافية تنتظر العالم المسيحي؟‏

      ٢٩ ولكن أَصغوا!‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«مضى الويل الثاني.‏ وهوذا يأتي الويل الثالث سريعا».‏ (‏رؤيا ١١:‏١٤ ‏)‏ اذا كان العالم المسيحي يتزعزع بما جرى حتى الآن،‏ فماذا سيفعل عندما يعلَن الويل الثالث،‏ ينفخ الملاك السابع في بوقه،‏ ويتم نهائيا سرّ اللّٰه المقدس؟‏ —‏ رؤيا ١٠:‏٧‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a من اجل مناقشة كاملة لهذا الهيكل الروحي العظيم،‏ انظروا المقالة «هيكل يهوه الروحي العظيم» في برج المراقبة،‏ عدد ١ تموز ١٩٩٦،‏ والمقالة «الهيكل الحقيقي الوحيد للعبادة فيه» عدد ١ ايلول ١٩٧٣.‏

      b ‏«المهواة» (‏باليونانية،‏ أبيسّوس؛‏ بالعبرانية،‏ تْهوم )‏ تشير رمزيا الى مكان خمول.‏ (‏انظروا رؤيا ٩:‏٢‏.‏)‏ ولكن،‏ بمعنى حرفي،‏ يمكن ان تشير ايضا الى البحر الواسع.‏ والكلمة العبرانية غالبا ما تترجَم «الغمر».‏ (‏مزمور ٧١:‏٢٠؛‏ ١٠٦:‏٩؛‏ يونان ٢:‏٥‏)‏ وهكذا يمكن قرن «الوحش الصاعد من المهواة» بـ‍ ‹الوحش الصاعد من البحر›.‏ —‏ رؤيا ١١:‏٧؛‏ ١٣:‏١‏.‏

      c لاحظوا انه بفحص اختبارات شعب اللّٰه في هذا الوقت،‏ يظهر انه في حين يمثِّل الـ‍ ٤٢ شهرا ثلاث سنوات ونصفا حرفية،‏ فإن الثلاثة ايام والنصف لا تمثِّل فترة حرفية من ٨٤ ساعة.‏ وعلى الارجح،‏ يجري ذكر الفترة المحدَّدة لثلاثة ايام ونصف اليوم مرتين (‏في العددين ٩ و ١١‏)‏ لإبراز انها مجرد فترة قصيرة بالمقارنة مع الثلاث سنوات والنصف الفعلية للنشاط الذي يسبقها.‏

      d قارنوا استعمال الكلمات «اموات»،‏ «مات»،‏ و «احياء» في آيات مثل روما ٦:‏​٢،‏ ١٠،‏ ١١؛‏ ٧:‏​٤،‏ ٦،‏ ٩؛‏ غلاطية ٢:‏١٩؛‏ كولوسي ٢:‏٢٠؛‏ ٣:‏٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة