مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المرأة في المجتمعات الذكورية
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • المرأة في المجتمعات الذكورية

      فتاة واحدة في صف كل تلاميذه صبيان

      ‏«حين ارى كيف يعامل المجتمع المرأة،‏ اتمنى ألَّا اكبر يوما».‏ —‏ زهرة،‏ ١٥ سنة،‏ مجلة ڠيو (‏الطبعة الفرنسية)‏.‏

      تكشف كلمات هذه الفتاة عن واقع مأساوي.‏ فحول العالم تتعرض المرأة لشتى انواع العنف والتمييز.‏ تأمل مثلا في التقارير التالية:‏

      • التمييز الجنسي:‏ في آسيا،‏ يفضل معظم الوالدين الصبيان على البنات.‏ مثلا،‏ يفيد تقرير صادر عن الامم المتحدة عام ٢٠١١ ان هذه القارة خسرت نحو ١٣٤ مليون طفلة جراء الاجهاض او القتل او الاهمال.‏

      • التعليم:‏ تشكل الاناث حول العالم ثلثي الذين ارتادوا المدرسة لأقل من اربع سنوات.‏

      • التحرش الجنسي:‏ تعيش اكثر من ٦‏,٢ بليوني امرأة في بلدان حيث لا يُعتبر اغتصاب الرجل لزوجته جريمة يعاقب عليها القانون.‏

      • الصحة:‏ في البلدان النامية حيث لا تتوفر العناية الطبية الاساسية،‏ تموت امرأة واحدة كل دقيقتين تقريبا بسبب مضاعفات الحمل او الولادة.‏

      • حق الملكية:‏ مع ان النساء ينتجن اكثر من نصف المحاصيل الزراعية حول العالم،‏ لا يجيز القانون لهن في بلدان كثيرة ان يقتنين او يرثن اي ملكية خاصة.‏

      امرأة متضايقة

      فلماذا تحرم هذه المجتمعات المرأة من حقوقها الاساسية؟‏ ان احد الاسباب يُعزى الى المعتقدات والتقاليد الدينية التي تؤيد وتبرِّر معاملة النساء بعنف.‏ تقتبس صحيفة فرنسية من المحامية الهندية تشاندرا رامي تشوپرا قولها:‏ «ثمة قاسم مشترك بين جميع الاديان ألا وهو مناصرة الرجل على المرأة».‏

      فما رأيك انت؟‏ هل تعتقد ان الكتاب المقدس يقلِّل من شأن المرأة على غرار الكثير من الكتب الدينية؟‏ للوهلة الاولى قد تعطي بعض الآيات فيه هذا الانطباع.‏ ولكن كيف ينظر اله الكتاب المقدس فعلا الى المرأة؟‏

  • هل يهتم اللّٰه بالمرأة؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • هل يهتم اللّٰه بالمرأة؟‏

      ‏«من المرأة نشأت الخطيئة وبسببها نموت نحن اجمعون».‏ —‏ سفر يشوع بن سيراخ ٢٥:‏٢٤،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة.‏

      ‏«انتِ بوابة الشيطان.‏ انتِ مَن اجترأ وأكل من الشجرة المحرمة.‏ انتِ اول مَن كسر الشريعة الالهية .‏ .‏ .‏ انتِ مَن دمَّر الرجل المخلوق على صورة اللّٰه».‏ —‏ في ملابس النساء لواضعه ترتليانوس.‏

      ان هذين الاقتباسين لا يمتان الى الكتاب المقدس بأي صلة.‏ وقد استُخدما طوال قرون لتبرير التمييز الذي تتعرض له المرأة.‏ وحتى يومنا هذا،‏ لا يزال بعض المتطرفين يستشهدون بكتب دينية لكي يبرِّروا تسلُّطهم على المرأة،‏ مدَّعين انها مسؤولة عن كل بلايا البشر.‏ ولكن هل قصد اللّٰه ان تُحتقر المرأة وتُساء معاملتها؟‏ سنستعرض في ما يلي الاجابة من الكتاب المقدس.‏

      هل لعن اللّٰه المرأة؟‏

      لم يلعن اللّٰه المرأة بل كانت اللعنة على «الحية الاولى»،‏ اي الشيطان ابليس.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩؛‏ تكوين ٣:‏١٤‏)‏ وعندما قال اللّٰه ان آدم سوف «يتسلط» على زوجته،‏ لم يقصد بكلامه هذا انه موافق على اذلال المرأة.‏ (‏تكوين ٣:‏١٦‏)‏ بل كان ينبئ بالعواقب الوخيمة لخطية الزوجين الاولين.‏

      اذًا،‏ ان الظلم الذي تتعرض له المرأة ناجم عن طبيعة البشر الخاطئة.‏ فاللّٰه لم يشأ ان تُساء معاملتها.‏ والكتاب المقدس لا يؤيد الفكرة القائلة بإذلال المرأة عقابا لها على الخطية الاصلية.‏ —‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

      هل خلق اللّٰه المرأة ادنى من الرجل؟‏

      كلا.‏ تقول تكوين ١:‏٢٧‏:‏ «خلق اللّٰه الانسان على صورته،‏ على صورة اللّٰه خلقه.‏ ذكرا وأنثى خلقهما».‏ فمن البداية وُهب البشر،‏ ذكورا وإناثا،‏ القدرة ان يعكسوا صفات اللّٰه.‏ صحيح ان آدم وحواء اختلفا في تركيبهما العاطفي والجسدي،‏ لكنهما نالا الارشاد نفسه وتمتعا بالحقوق عينها التي اعطاهما اياها خالقهما.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨-‏٣١‏.‏

      حواء تصنع سلة فيما يجمع آدم الطعام

      خُلقت حواء لتكون معينا ومكمِّلا لآدم

      اضافة الى ذلك،‏ قال اللّٰه قبل ان يخلق حواء:‏ «سأصنع له [آدم] معينا مكمِّلا».‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ فهل تظهر هذه الكلمات ان المرأة هي ادنى من الرجل؟‏ كلا،‏ فالكلمة العبرانية المترجمة الى «مكمِّل» يمكن ان تعني ايضا «نظيرا» او «معينا مشابها» للرجل.‏ للايضاح،‏ تأمل في دور كلٍّ من الطبيب الجراح وطبيب التبنيج.‏ هل يمكن الابقاء على الواحد واستثناء الآخر؟‏ طبعا لا.‏ صحيح ان الجرّاح هو مَن يجري العملية،‏ لكن طبيب التبنيج لا يقل اهمية عنه.‏ فكلاهما يكملان واحدهما الآخر.‏ وبشكل مماثل،‏ لم يخلق اللّٰه الرجل والمرأة ليتنافسا بل ليتعاونا واحدهما مع الآخر.‏ —‏ تكوين ٢:‏٢٤‏.‏

      ما الدليل على اهتمام اللّٰه بالمرأة؟‏

      رأى اللّٰه مسبقا كيف سيعامل الرجل الخاطئ المرأة.‏ لذلك عقد النية على حمايتها.‏ وهذا ما يظهر جليا في الشريعة التي اعطاها اللّٰه لموسى في القرن السادس عشر قبل الميلاد.‏ تقول المؤلفة لور إينارد في احد كتبها (‏‏féminin‏ ‏au‏ ‏Bible‏ ‏La‏)‏:‏ «حين يأتي عهد الشريعة على ذكر النساء،‏ غالبا ما يدافع عن حقوقهن».‏

      على سبيل المثال،‏ اوصت الشريعة بإكرام الاب والام على السواء.‏ (‏خروج ٢٠:‏١٢؛‏ ٢١:‏١٥،‏ ١٧‏)‏ كما امرت بإظهار الاعتبار للمرأة الحامل.‏ (‏خروج ٢١:‏٢٢‏)‏ وهي بذلك تتباين تباينا صارخا مع العديد من القوانين الحديثة التي تحرم المرأة حقوقها الشرعية في بلدان كثيرة.‏ وسنستعرض الآن اوجها اضافية لهذه الشريعة تعكس اهتمام اللّٰه بالمرأة.‏

      شريعة تعكس نظرة اللّٰه الى المرأة

      شملت الشريعة التي اعطاها اللّٰه لأمة اسرائيل الرجال والنساء على السواء.‏ وقد ساعدتهم كثيرا من النواحي الجسدية والادبية والروحية.‏ وكانوا حين يصغون اليها ويطيعونها يرفعهم يهوه «فوق جميع امم الارض».‏ (‏تثنية ٢٨:‏١،‏ ٢‏)‏ فأية حقوق مُنحت للمرأة في ظل الشريعة؟‏ اليك اربعة منها:‏

      ١-‏ الحرية الفردية.‏ تمتعت المرأة الاسرائيلية بمقدار كبير من الحرية بخلاف الكثير من النساء في الامم الاخرى.‏ فمع ان الرجل كان رأس العائلة،‏ تمكنت الزوجة التي يثق بها قلب زوجها ان «تتأمل حقلا فتحصل عليه» وأن «تغرس كرما» من مكسب يديها.‏ والمرأة التي كانت تجيد الغزل والحياكة استطاعت ان تزاول التجارة هي بنفسها.‏ (‏امثال ٣١:‏١١،‏ ١٦-‏١٩‏)‏ فالشريعة الموسوية كفلت حقوقها كاملة واعتبرت ان لها كيانا خاصا بمعزل عن الرجل.‏

      اضافة الى ذلك،‏ نعمت المرأة بعلاقة وثيقة باللّٰه وشعرت بحرية الاقتراب منه.‏ مثلا،‏ يتحدث الكتاب المقدس عن حنة التي صلَّت الى اللّٰه بشأن مسألة شخصية ونذرت له نذرا في قلبها.‏ (‏١ صموئيل ١:‏١١،‏ ٢٤-‏٢٨‏)‏ ونقرأ ان امرأة من مدينة شونم اعتادت ان تستشير النبي أليشع ايام السبت.‏ (‏٢ ملوك ٤:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ كما عيَّن اللّٰه نساء مثل دبورة وخلدة ليمثِّلنه وسط الجماعة.‏ والجدير بالملاحظة ان الرجال البارزين والكهنة كانوا يطلبون المشورة منهن.‏ —‏ قضاة ٤:‏٤-‏٨؛‏ ٢ ملوك ٢٢:‏١٤-‏١٦،‏ ٢٠‏.‏

      ٢-‏ الحق في التعلُّم.‏ بما ان عهد الشريعة شمل النساء،‏ فقد دعين الى سماع كلمات هذه الشريعة التي اتاحت لهن فرص التعلُّم عن اللّٰه.‏ (‏تثنية ٣١:‏١٢؛‏ نحميا ٨:‏٢،‏ ٨‏)‏ كما نالت المرأة التدريب للمشاركة في بعض اوجه العبادة.‏ على سبيل المثال،‏ قامت بعض النساء على الارجح «بخدمة منظَّمة» في المسكن،‏ في حين شاركت اخريات في جوقات الترنيم.‏ —‏ خروج ٣٨:‏٨؛‏ ١ اخبار الايام ٢٥:‏٥،‏ ٦‏.‏

      امرأة في اسرائيل القديمة تزاول التجارة

      زاولت النساء في اسرائيل القديمة التجارة

      هذا وقد اكتسبت نساء كثيرات المعرفة والمهارة الضروريتين لمزاولة تجارة مربحة.‏ (‏امثال ٣١:‏٢٤‏)‏ وبخلاف المجتمعات الاخرى التي اجازت للاب فقط ان يعلِّم ابناءه،‏ كان على الام الاسرائيلية ان تعلِّم اولادها الذكور حتى يبلغوا سن الرشد.‏ (‏امثال ٣١:‏١‏)‏ من الواضح اذًا ان النساء في اسرائيل قديما لم يكنَّ جاهلات البتة.‏

      ٣-‏ الاكرام والاحترام.‏ يرد في احدى الوصايا العشر الحض التالي:‏ «أكرِم اباك وأمك».‏ (‏خروج ٢٠:‏١٢‏)‏ كما يحث الملك الحكيم سليمان كل شاب قائلا:‏ «اسمع،‏ يا ابني،‏ تأديب ابيك،‏ ولا تتخلَّ عن شريعة امك».‏ —‏ امثال ١:‏٨‏.‏

      علاوة على ذلك،‏ تضمنت الشريعة فرائض مفصلة حول كيفية التصرف مع شخص من الجنس الآخر غير رفيق الزواج.‏ وقد اظهرت هذه الفرائض الاحترام للاناث.‏ (‏لاويين ١٨:‏٦،‏ ٩؛‏ تثنية ٢٢:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ كما انها اوصت الزوج ان يراعي وضع زوجته الجسدي الذي تمر به في فترات معيَّنة.‏ —‏ لاويين ١٨:‏١٩‏.‏

      ٤-‏ حماية حقوقها.‏ في الكتاب المقدس،‏ يصف يهوه نفسه بأنه «ابو اليتامى وقاضي الارامل»،‏ اي انه يدافع عن حقوق المحرومين من حماية الاب او الزوج.‏ (‏مزمور ٦٨:‏٥؛‏ تثنية ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ لذلك،‏ حين عامل احد الدائنين ارملة نبي بإجحاف،‏ تدخل يهوه وصنع عجيبة لكي تبقى على قيد الحياة وتعيش بكرامتها.‏ —‏ ٢ ملوك ٤:‏١-‏٧‏.‏

      وقبيل دخول الاسرائيليين ارض الموعد،‏ مات رجل يُدعى صلفحاد ولم يكن له بنون.‏ فطلبت بناته الخمس من موسى ان يعطيهن «مِلكا» في ارض الموعد.‏ لكن يهوه ذهب ابعد من ذلك وقال لموسى:‏ «أعطهن ملك ميراث في وسط اخوة ابيهن،‏ وانقل ميراث ابيهن اليهن».‏ وقد شكلت هذه الحادثة سابقة تجيز ان ينتقل ميراث الاب الى بناته في حال مات وليس له ابن وأن ينقلن بدورهن الميراث الى اولادهن.‏ —‏ عدد ٢٧:‏١-‏٨‏.‏

      تشويه نظرة اللّٰه

      تمتعت المرأة في ظل الشريعة الموسوية بمكانة مكرَّمة،‏ وكانت حقوقها محفوظة.‏ ولكن ابتداء من القرن الرابع قبل الميلاد،‏ اخذت الحضارة اليونانية تتسلل الى الديانة اليهودية.‏ وقد اعتبر الاغريق قديما ان المرأة هي ادنى من الرجل.‏ —‏ انظر الاطار بعنوان «كتابات قديمة تحط من قدر المرأة».‏

      على سبيل المثال،‏ نسب الشاعر اليوناني هِسيود (‏القرن الثامن قبل الميلاد)‏ كل بلايا البشر الى المرأة.‏ وابتداء من القرن الثاني قبل الميلاد اخذت هذه الافكار تتغلغل في الديانة اليهودية.‏ ولاحقا نبَّه التلمود الرجال قائلا:‏ «حذارِ من التحدث كثيرا الى النساء،‏ فهذا سيقودك حتما الى العهارة».‏

      وبمرور الوقت،‏ كان لهذه النظرة تأثير سلبي على دور المرأة في المجتمع اليهودي.‏ ففي زمن يسوع،‏ كانت ساحة النساء المكان الوحيد الذي يمكنها دخوله في منطقة الهيكل.‏ اضافة الى ذلك،‏ لم يُسمح لها بأن تتعلم الدين.‏ فكانت على الارجح تُفرَز عن الرجال عند دخولها الى المجمع.‏ يقتبس التلمود من احد الربَّانيين قوله:‏ «مَن يعلِّم ابنته التوراة يعلِّمها الفحشاء».‏ وهكذا،‏ شوَّه القادة الدينيون اليهود نظرة اللّٰه الى المرأة ودفعوا الرجال الى احتقارها.‏

      وعندما كان يسوع على الارض،‏ لاحظ هذه النظرة المتأصلة في التقاليد اليهودية.‏ (‏متى ١٥:‏٦،‏ ٩؛‏ ٢٦:‏٧-‏١١‏)‏ فهل تأثَّر بآ‌راء الربَّانيين المجحفة؟‏ ماذا نتعلم من تصرفه مع المرأة ونظرته اليها؟‏ وهل صانت المسيحية الحقة حقوق المرأة؟‏ ستجيب المقالة التالية عن هذه الاسئلة.‏

      كتابات قديمة تحط من قدر المرأة

      ابتداء من القرن الاول الميلادي،‏ راح بعض الكتَّاب امثال فيلون الاسكندري يستعينون بالفلسفة اليونانية ليفسروا رواية التكوين على طريقتهم الخاصة.‏ ففي رأي فيلون،‏ ارتكبت حواء الخطيئة حين اغوت آدم ليمارس الجنس معها.‏ وهكذا،‏ حُكم عليها ان «تُجرَّد من حريتها وأن تخضع لهيمنة الرجل».‏ وقد تركت افكاره هذه بصمات واضحة في الديانة اليهودية وكتابات آباء الكنيسة.‏

      وفي المدراش العظيم،‏ مؤلَّفات يهودية تعود الى القرن الثاني،‏ اوضح احد الربَّانيين ان على المرأة ان تغطي رأسها لأنها اشبه بشخص مذنب «يخجل» من فعلته.‏ اما اللاهوتي ترتليانوس،‏ الذي كان لكتاباته ابلغ الاثر في القرن الثاني بعد الميلاد،‏ فقد علَّم ان على المرأة ان تمشي بين الناس «نائحة وندمانة» لأنها خاطئة تماما كحواء.‏ وهذه التعاليم التي ظن كثيرون انها مستقاة من الكتاب المقدس،‏ ساهمت كثيرا في تبرير الظلم الذي تعرضت له المرأة.‏

  • محترمة ومكرَّمة في عيني اللّٰه
    برج المراقبة ٢٠١٢ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • محترمة ومكرَّمة في عيني اللّٰه

      يسوع يعامل البنات والصبيان بلطف

      عندما كان يسوع على الارض،‏ عكس كاملا شخصية ابيه السماوي قولا وعملا.‏ فقد قال:‏ «لا افعل شيئا من تلقاء ذاتي،‏ بل كما علَّمني الآب بهذا اتكلم .‏ .‏ .‏ اني دائما افعل ما يرضيه».‏ (‏يوحنا ٨:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ كولوسي ١:‏١٥‏)‏ لذلك حين نتأمل في تعاملات المسيح مع النساء وموقفه منهن،‏ نستطيع ان نفهم ما هي نظرة اللّٰه الى المرأة وكيف يؤثر ذلك في المسيحيين.‏

      وفي هذا الصدد،‏ استخلص عدد كبير من العلماء بعدما درسوا روايات الاناجيل ان يسوع احدث ثورة في المفاهيم السائدة آنذاك.‏ كيف؟‏ وهل لا تزال تعاليمه تصون حقوق المرأة؟‏

      كيف عامل يسوع النساء

      نظر اليهن نظرة لائقة.‏ اعتبر بعض القادة الدينيين اليهود ان الاختلاط بالمرأة سيؤدي حتما الى اثارة الشهوات الجنسية.‏ لذلك،‏ لم يكن يُسمح لها بالتحدث الى الرجال علنا او مغادرة منزلها دون ان تغطي رأسها.‏ اما يسوع فقد نصح الرجال ان يضبطوا شهواتهم الجسدية ويعاملوا النساء بكرامة بدلا من عزلهن عن المجتمع.‏ —‏ متى ٥:‏٢٨‏.‏

      اضافة الى ذلك،‏ قال يسوع في احدى المناسبات:‏ «من طلَّق زوجته وتزوج اخرى يزني في حقها».‏ (‏مرقس ١٠:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وبهذه الكلمات ناقض تعليم الربَّانيين السائد آنذاك الذي اجاز للرجل ان يطلِّق زوجته «لأي سبب».‏ (‏متى ١٩:‏٣،‏ ٩‏)‏ كما ان فكرة ارتكاب الزنى في حق الزوجة كانت غريبة تماما عن معظم اليهود.‏ فقد علَّمهم الربَّانيون ان المرأة يمكن ان تزني في حق زوجها اما الرجل فلا.‏ وتعليقا على هذا الموضوع،‏ يذكر احد المراجع:‏ «حين ألزم يسوع الزوج والزوجة بالمبادئ الادبية نفسها رفع مكانة المرأة وأعطاها كرامة».‏

      تأثير تعاليمه:‏ تضم الاجتماعات المسيحية التي يعقدها شهود يهوه اليوم رجالا ونساء على السواء.‏ وهناك لا تخاف المرأة ان ينظر اليها احد نظرة شهوانية او يتخطى حدوده معها.‏ فالرجال المسيحيون حريصون على معاملة «العجائز كأمهات،‏ والشابات كأخوات بكل عفة».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢‏.‏

      خصَّص الوقت لتعليمهن.‏ بخلاف الربَّانيين قديما الذين ابقوا المرأة في جهل مطبق،‏ علَّم يسوع النساء وشجعهن ان يعبِّرن عن انفسهن.‏ وفي احدى المناسبات،‏ رفض ان تذهب مريم لتعد الطعام،‏ وفضَّل ان تبقى معه لتتعلم.‏ وبذلك،‏ أظهر ان المرأة لم تُخلق فقط للاهتمام بالشؤون المنزلية.‏ (‏لوقا ١٠:‏٣٨-‏٤٢‏)‏ والنقاش الذي دار بين يسوع ومرثا بعد موت اخيها لعازر،‏ دلَّ انها هي ايضا استفادت من تعاليمه تماما كأختها مريم.‏ —‏ يوحنا ١١:‏٢١-‏٢٧‏.‏

      من جهة اخرى،‏ اهتم يسوع بآ‌راء النساء وصوَّب بعض افكارهن.‏ ففي ذلك الوقت،‏ اعتقدت معظم اليهوديات ان سر السعادة يكمن في بلوغ ابنائهن مكانة محترمة،‏ كأنْ يصبحوا انبياء مثلا.‏ لذلك حين وجَّهت احدى النساء كلامها الى يسوع قائلة:‏ «يا لسعادة الرحم الذي حملك!‏»،‏ انتهز الفرصة ليصحح وجهة نظرها المتأثرة بآ‌راء المجتمع اليهودي.‏ (‏لوقا ١١:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ فقد اظهر لها ان اطاعة اللّٰه اهم بكثير من انجاب اولاد صالحين.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

      تأثير تعاليمه:‏ في اجتماعات شهود يهوه اليوم يشجع النظار المسيحيون الجميع،‏ الرجال والنساء على السواء،‏ ان يقدموا التعليقات.‏ وهم يقدِّرون الدور الذي تلعبه النساء الناضجات ‹كمعلِّمات لما هو صالح›.‏ (‏تيطس ٢:‏٣‏)‏ والجماعة المسيحية تولي المرأة ثقة كبيرة بائتمانها على نشر بشارة ملكوت اللّٰه.‏ —‏ مزمور ٦٨:‏١١‏؛‏ انظر الاطار ‏«هل نهى الرسول بولس المرأة عن الكلام؟‏»‏ في الصفحة ٩.‏

      اهتم بهن.‏ في ازمنة الكتاب المقدس،‏ فضل الناس الذكور على الاناث.‏ والتلمود اليهودي عكس هذه النظرة حين قال:‏ «طوبى لأبي البنين،‏ والويل لأبي البنات».‏ فقد اعتبر بعض الوالدين البنت عبئا ثقيلا.‏ فكان عليهم ان يجدوا لها زوجا ويعطوه مهرا،‏ ولم يتمكنوا من الاعتماد عليها لإعالتهم في شيخوختهم.‏

      بالمقابل،‏ اظهر يسوع ان حياة الفتاة لا تقل اهمية عن حياة الصبي.‏ فكما اقام ابن ارملة في نايين اقام ايضا ابنة يايرس.‏ (‏مرقس ٥:‏٣٥،‏ ٤١،‏ ٤٢؛‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٥‏)‏ وفي مناسبة اخرى،‏ شفى امرأة «بها روح أمرضها منذ ثماني عشرة سنة»،‏ ثم اشار اليها بعبارة تنم عن احترام ولطف بالغين اذ دعاها «ابنة لإبراهيم».‏ وهذه العبارة لم تكن مألوفة في الكتابات اليهودية قديما.‏ (‏لوقا ١٣:‏١٠-‏١٦‏)‏ وقد استخدمها يسوع للدلالة ان هذه المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع وليلفت النظر ايضا ان لها ايمانا عظيما.‏ —‏ لوقا ١٩:‏٩؛‏ غلاطية ٣:‏٧‏.‏

      تأثير تعاليمه:‏ كما اشرنا آنفا تنظر مجتمعات عديدة نظرة سلبية الى الاناث.‏ اما الوالدون المسيحيون فلا يتأثرون بهذه الذهنية.‏ فهم يحبون جميع اولادهم،‏ ذكورا كانوا او اناثا.‏ ويبذلون ما في وسعهم لكي يهتموا بهم ويعلِّموهم ويعتنوا بصحتهم.‏

      مريم المجدلية تخبر الرسل بقيامة يسوع

      اعطى يسوع مريم المجدلية الامتياز ان تخبر الرسل بقيامته

      وثق بهن.‏ في المحاكم اليهودية،‏ اعتُبرت شهادة النساء معادلة لشهادة العبيد.‏ يقول يوسيفوس،‏ مؤرخ عاش في القرن الاول:‏ «لا تُقبَل شهادة النساء بسبب طيشهن وتهوُّر جنسهن».‏

      بالتباين،‏ استخدم يسوع نساء امينات ليخبرن تلاميذه بقيامته.‏ (‏متى ٢٨:‏١،‏ ٨-‏١٠‏)‏ ومع انهن شاهدن موته ودفنه،‏ لم يصدق التلاميذ كلامهن.‏ (‏متى ٢٧:‏٥٥،‏ ٥٦،‏ ٦١؛‏ لوقا ٢٤:‏١٠،‏ ١١‏)‏ ولكن حين ظهر يسوع المقام لهؤلاء النسوة اولا،‏ اظهر انهن جديرات بأن يشهدن عن قيامته تماما كباقي التلاميذ.‏ —‏ اعمال ١:‏٨،‏ ١٤‏.‏

      تأثير تعاليمه:‏ في جماعات شهود يهوه اليوم،‏ يأخذ الاخوة المسؤولون آراء النساء بعين الاعتبار.‏ والازواج المسيحيون يصغون بانتباه الى زوجاتهم معطين اياهن «كرامة» واعتبارا.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٧؛‏ تكوين ٢١:‏١٢‏.‏

      اهمية مبادئ الكتاب المقدس

      رجل يفتح باب السيارة لامرأة

      الاشخاص الذين يطبقون مبادئ الكتاب المقدس يحترمون المرأة ويعطونها كرامة

      عندما يقتدي الرجال بالمسيح،‏ تنال المرأة الحرية والاحترام اللذين تستحقهما تماما كما قصد اللّٰه لها من البداية.‏ (‏تكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ والازواج المسيحيون لا يتأثرون بالنعرة الذكورية السائدة حولهم.‏ فهم يسترشدون كاملا بمبادئ الكتاب المقدس،‏ الامر الذي يسهم في سعادة زوجاتهم.‏ —‏ افسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      على سبيل المثال،‏ كانت يِلينا تتعرض لمعاملة قاسية من زوجها.‏ فقد نشأ في بيئة عنيفة تجيز للرجل ان يخطف الفتاة عنوة اذا اراد الزواج بها،‏ وتعتبر ضرب المرأة امرا طبيعيا.‏ لكن وضعها اخذ يتغير حين باشرت بدرس الكتاب المقدس.‏ تتذكر يِلينا:‏ «امدتني كلمة اللّٰه بالقوة والشجاعة.‏ فأدركت ان اللّٰه يحبني كثيرا ويقدِّرني ويعتني بي.‏ وشعرت ان زوجي سيتغير تغيُّرا جذريا في حال درس هو ايضا مع الشهود».‏ وهذا ما حصل بالفعل.‏ فقد وافق زوجها ان يدرس الكتاب المقدس،‏ ثم اعتمد وأصبح واحدا من شهود يهوه.‏ تقول:‏ «اصبح زوجي يتحلى بأعلى درجات ضبط النفس.‏ وقد تعلمنا كلانا ان نسامح واحدنا الآخر .‏ .‏ .‏ وهكذا،‏ عززت مبادئ الكتاب المقدس ثقتي بنفسي وبت اشعر بالامان في زواجي».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٣،‏ ١٨،‏ ١٩‏.‏

      ان اختبار يِلينا ليس فريدا من نوعه.‏ فملايين النساء المسيحيات يشعرن بالسعادة لأن مبادئ الكتاب المقدس توجه حياتهن الزوجية.‏ اضافة الى ذلك،‏ ينعمن بالحرية والراحة والاحترام ضمن معشر اخوتهن العالمي.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ويدرك الرجال والنساء المسيحيون انهم جميعا بشر خطاة وناقصون،‏ لأنهم جزء من خليقة اللّٰه التي «أُخضعت للبطل».‏ مع ذلك،‏ هم يرجون ان ‹يتحرروا من الاستعباد للفساد› وينالوا «الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه»،‏ بسعيهم الى تنمية علاقة وثيقة بإلههم وأبيهم المحب يهوه.‏ فيا لهذا المستقبل الرائع الذي ينتظر الرجال والنساء على السواء!‏ —‏ روما ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      هل نهى الرسول بولس المرأة عن الكلام؟‏

      كتب بولس:‏ «لتلزم النساء السكوت في الجماعات».‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٤‏)‏ فماذا قصد بكلامه هذا؟‏ هل كان يستخف بذكائهن؟‏ كلا.‏ فقد تحدث مرارا عديدة عن الدور المهم الذي تقوم به النساء في تعليم كلمة اللّٰه.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٥؛‏ تيطس ٢:‏٣-‏٥‏)‏ من جهة اخرى،‏ حين طلب بولس من بعض الافراد في جماعة كورنثوس ان يلزموا السكوت لم يقصر كلامه على النساء فقط.‏ ففي سياق الحديث طلب من اشخاص لديهم موهبة التنبؤ والتكلم بألسنة ان ‹يلزموا السكوت› اذا كان احد المؤمنين يتكلم.‏a (‏١ كورنثوس ١٤:‏٢٦-‏٣٠،‏ ٣٣‏)‏ وآنذاك اعتادت كما يبدو بعض النساء المسيحيات المتحمسات لدينهن الجديد ان يقاطعن الخطيب في الجماعة بغية طرح الاسئلة.‏ وهذا التصرف كان امرا مألوفا في اليونان قديما.‏ لذا شجع بولس النساء ان «يسألن ازواجهن في البيت» لتفادي التشويش.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٣٥‏.‏

      a للحصول على معلومات اضافية عن دور المرأة في الجماعة،‏ انظر المقالة ‏«هل يعهد شهود يهوه الى النساء بأي مسؤولية دينية؟‏»‏ في الصفحة ٢٣.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة