مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • دور المرأة في الاسفار المقدسة
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • دور المرأة في الاسفار المقدسة

      ‏«هذه تدعى امرأة لأنها من امرءٍ أُخذت.‏» —‏ تكوين ٢:‏٢٣‏.‏

      ١ و ٢ (‏أ)‏ كيف يعتقد بعض الناس ان الكتاب المقدس ينظر الى النساء؟‏ (‏ب)‏ لنكون عادلين،‏ اية مقارنة يجب القيام بها،‏ وماذا يذكر احد الكتب المرجعية؟‏

      كيف تنظر الاسفار المقدسة الى النساء؟‏ ان الآراء في ذلك تختلف.‏ يذكر كتاب حديث عن الموضوع:‏ «ثمة فكرة حالية مكوَّنة مسبقا وهي ان الكتاب المقدس قد قلّل من شأن النساء.‏» ويدَّعي بعض الناس انه في كلا جزءيه العبراني واليوناني،‏ يعامل الكتاب المقدس النساء بقسوة.‏ فهل هذا صحيح؟‏

      ٢ لنكون عادلين،‏ من الملائم ان نفحص اولا كيف كانت النساء يعامَلن في ازمنة الكتاب المقدس بين الشعوب التي لم تعبد يهوه.‏ ففي بعض الحضارات القديمة التي مارست عبادة الام الإلاهة،‏ كانت النساء يُكرَمن بصفتهن رموزا للخصب.‏ ويبدو انهن كن يقدَّرن على نحو رفيع في بابل ومصر.‏ ولكن في اماكن اخرى كانت حالتهن اسوأ.‏ ففي اشور القديمة كان بإمكان الرجل ان يطلِّق زوجته حينما يشاء وحتى ان يقتلها اذا كانت غير امينة.‏ وخارج البيت،‏ كان عليها ان تلبس برقعا.‏ وفي اليونان وروما،‏ كان لدى النساء الثريّات فقط،‏ اللواتي كانت الكثيرات منهن مومسات،‏ او عاهرات من الطبقة العليا،‏ سبيل الى الثقافة وتمتعن بمقدار معيَّن من الحرية.‏ لذلك،‏ من المنعش ان نقرأ في القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد:‏a «بالتباين مع باقي العالم (‏الديني)‏ الشرقي،‏ يُعترَف بها [المرأة في الاسفار العبرانية] بصفتها شخصا وقرينة الرجل.‏» ويجري ذكر ذلك جيدا في السفر الختامي للاسفار العبرانية،‏ حيث يصف نبي يهوه زوجة رجل بصفتها ‹قرينته،‏› مضيفا:‏ «لا يغدر احد بامرأة شبابه.‏» —‏ ملاخي ٢:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      خُلقت نظيرة للرجل

      ٣ والحاشية (‏أ)‏ بعد خلق آدم،‏ اية تعيينات عمل اعطاه اياها يهوه؟‏ (‏ب)‏ رغم انه لم تكن لديه حتى ذلك الحين زوجة،‏ ماذا صحّ في آدم قبل خلق حواء،‏ وماذا صح ايضا في «آدم الاخير،‏» يسوع؟‏

      ٣ بحسب الكتاب المقدس،‏ خلق يهوه آدم «ترابا من الارض» ووضعه في جنة عدن ليعملها.‏ وأحضر اللّٰه الى آدم حيوانات البرية والطيور ليدرسها ويعطيها اسماء.‏ وخلال كل الوقت الذي صرفه آدم للقيام بذلك،‏ كان وحده.‏ ولاجل التعيينات التي تسلّمها من يهوه حتى ذلك الحين،‏ كان كاملا،‏ غير ناقص،‏ لا يعوزه شيء.‏b ولم يكن لديه ‹معين (‏كمكمّل له)‏.‏› —‏ تكوين ٢:‏٧،‏ ١٥،‏ ١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٤ و ٥ (‏أ)‏ متى لم يعد جيدا بعدُ ان يكون آدم وحده،‏ وماذا فعل يهوه؟‏ (‏ب)‏ اي تعيين طويل الامد اعطاه يهوه لآدم وحواء،‏ وماذا كان سيتطلب ذلك منهما كليهما؟‏

      ٤ ولكن،‏ بعد انقضاء بعض الوقت،‏ اعلن يهوه انه «ليس جيدا ان يكون آدم وحده،‏» وشرع في تزويد آدم برفيق يشترك معه في المهمات الموضوعة امامه.‏ فخدَّر آدمَ،‏ انتزع واحدة من اضلاعه،‏ وبناها امرأة،‏ ‹عظما من عظام آدم ولحما من لحمه.‏› والآن لدى آدم ‹معين،‏› «(‏مكمِّل)‏،‏» او نظير.‏ «وباركهم اللّٰه وقال لهم أَثمروا واكثروا واملأوا الارض وأَخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض.‏» —‏ تكوين ١:‏٢٥،‏ ٢٨؛‏ ٢:‏١٨،‏ ٢١-‏٢٣‏.‏

      ٥ لاحظوا ان هذا التعيين قد أُعطي لهما،‏ للرجل والمرأة كليهما.‏ وتعاونهما لم يكن ليقتصر على ملء الارض.‏ فكان سيشمل ايضا إخضاع الارض وممارسة السيادة اللائقة على الخلائق الادنى.‏ وكان سيتطلب ذلك صفات فكرية وروحية،‏ وكانت لدى الرجل والمرأة كليهما الامكانية الضرورية لتطوير هذه انسجاما مع مشيئة اللّٰه.‏

      دور المرأة المنطقي

      ٦ (‏أ)‏ ماذا يظهر الكتاب المقدس بشأن القوة الجسدية النسبية للرجل والمرأة؟‏ (‏ب)‏ كيف يحسن بالنساء ان يفكّرن من اجل قبول ترتيب يهوه للامور؟‏

      ٦ طبعا،‏ ان إخضاع الارض كان سيتطلب ايضا القوة الجسدية.‏ وبحكمته اللامتناهية،‏ خلق يهوه آدم اولا،‏ ثم حواء.‏ وقد خُلقت «من الرجل،‏» «من اجل الرجل،‏» وبقوة جسدية اقل من الرجل على ما يظهر.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏١٣؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٨،‏ ٩‏؛‏ قارنوا ١ بطرس ٣:‏٧‏.‏)‏ وهذا واقع للحياة يبدو صعبا على كثير من مؤيدات الحركة النسائية،‏ وبعض النساء الاخريات ايضا،‏ ان يقبلنه.‏ وسيكنَّ بالتأكيد سعيدات اكثر اذا حاولن ان يفهمن سبب ترتيب يهوه للامور بهذه الطريقة،‏ اذ يقبلن بالتالي دورهن المعطى من اللّٰه.‏ والاشخاص الذين يتذمرون على ترتيبات اللّٰه يمكن مقارنتهم بعندليب يمتعض في عشّه لأنه ليس قويا مثل النَّورس البحري،‏ بدلا من ان يطير الى غصن عالٍ ويغنّي شاكرا على المواهب الفريدة التي اعطاه اياها اللّٰه.‏

      ٧ لماذا كان آدم في وضع جيد لممارسة الرئاسة على حواء وكل الاولاد الذين كانوا سيولدون،‏ ولكن هل كان ذلك لضرر حواء؟‏

      ٧ قبل خلق حواء،‏ لا شك ان آدم نال خبرة كثيرة في الحياة.‏ وخلال هذا الوقت،‏ اعطاه يهوه بعض الارشادات.‏ وكان على آدم ان ينقل هذه الى زوجته،‏ عاملا بالتالي كمتكلم عن اللّٰه.‏ وعلى نحو منطقي،‏ وجب ان يأخذ القيادة في جميع المسائل المتعلقة بالعبادة والنشاطات التقوية التي كان عليهما ان ينجزاها بقصد اتمام تعيينهما.‏ وعندما يُنجَب الاولاد كان سيرأس العائلة.‏ لكنّ ذلك لم يكن لضرر زوجته.‏ وانما كان لمصلحتها لأنه سيكون لديها احد يدعمها عندما تستخدم سلطتها الخاصة المعطاة من اللّٰه على اولادها.‏

      ٨ اي ترتيب الهي للامور موجز في الكتاب المقدس؟‏

      ٨ بحسب الترتيب الالهي للامور،‏ كان آدم مسؤولا امام يهوه،‏ وكانت حواء تحت رئاسة آدم،‏ وكل الاولاد تحت توجيه والدَيهم،‏ والحيوانات كانت خاضعة للجنس البشري.‏ وكان للرجل والمرأة دوراهما الخصوصيان،‏ وكان بإمكان كل منهما ان يعيش حياة سعيدة ومثمرة.‏ وهكذا،‏ ‹كل شيء كان بلياقة وبحسب ترتيب.‏› —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣؛‏ ١٤:‏٣٣،‏ ٤٠‏.‏

      الخطية شوَّهت دور المرأة

      ٩ و ١٠ ماذا كانت عواقب وقوع الرجل والمرأة في الخطية،‏ وماذا انتج ذلك بالنسبة الى نساء كثيرات؟‏

      ٩ على نحو طبيعي،‏ افسد انتشار الخطية والنقص في الفردوس الاصلي هذا الترتيب المنظَّم للامور.‏ (‏رومية ٧:‏١٤-‏٢٠‏)‏ وجلب الشدةَ على الرجل المتمرد وزوجته غير المطيعة.‏ (‏تكوين ٣:‏١٦-‏١٩‏)‏ ومنذ ذلك الحين،‏ اساء رجال انانيون كثيرون استعمال رئاستهم الشرعية،‏ جالبين ألما كثيرا للنساء عبر العصور.‏

      ١٠ اذ تنبأ عن هذه العاقبة الخصوصية للخطية،‏ قال يهوه لحواء:‏ «الى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك.‏» (‏تكوين ٣:‏١٦‏)‏ ان هذا الاستبداد الاعتسافي لم يكن الممارسة اللائقة للرئاسة.‏ فقد عكس حالة الرجل الخاطئة وايضا نقص المرأة،‏ لأن النساء احيانا يتألمن بسبب محاولتهن اغتصاب سلطة زوجهن.‏

      ١١ ماذا يصح في نساء كثيرات،‏ وماذا كتبت احدى المؤلفات عن النساء في الازمنة القديمة؟‏

      ١١ ولكن الى الحد الذي اليه جرى الالتصاق بمبادئ الكتاب المقدس،‏ وجدت نساء كثيرات الاكتفاء والسعادة.‏ وكان الامر كذلك حتى في الازمنة القديمة.‏ واذ تتحدث عن تلك الفترة في كتابها La Bible au Féminin (‏الكتاب المقدس بجنس المؤنث)‏،‏ تكتب المؤلفة لور إينار:‏ «ان ما هو بارز على نحو خصوصي في كل هذه الروايات هو الدور المهم الذي تلعبه النساء،‏ مقامهن في اعين الآباء الاجِلاّء،‏ مبادرتهن الجريئة،‏ وجو الحرية الذي عشن فيه.‏»‏

      النساء تحت ناموس موسى

      ١٢ و ١٣ (‏أ)‏ ماذا كانت مكانة النساء تحت ناموس موسى؟‏ (‏ب)‏ كيف كانت حالة النساء روحيا تحت الناموس؟‏

      ١٢ وفقا لشرائع يهوه المعطاة بواسطة موسى،‏ وجب ان تكون الزوجات ‹محبوبات.‏› (‏تثنية ١٣:‏٦‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ ووجب احترام كرامة الزوجات في الامور الجنسية،‏ وما من امرأة وجبت اساءة معاملتها جنسيا.‏ (‏لاويين ١٨:‏٨-‏١٩‏)‏ وكان الرجال والنساء متساوين امام الناموس اذا وُجدوا مذنبين بالزنى،‏ سفاح القربى،‏ او البهيمية.‏ (‏لاويين ١٨:‏٦،‏ ٢٣؛‏ ٢٠:‏١٠-‏١٢‏)‏ وتطلبت الوصية الخامسة ان يُعطى الاب والام اكراما متساويا.‏ —‏ خروج ٢٠:‏١٢‏.‏

      ١٣ وقبل كل شيء،‏ زوّد الناموس النساء بالفرصة الكاملة لانماء روحياتهن.‏ فقد استفدن من قراءة الناموس.‏ (‏يشوع ٨:‏٣٥؛‏ نحميا ٨:‏٢،‏ ٣‏)‏ وطُلب منهن ان يحفظن الاعياد الدينية.‏ (‏تثنية ١٢:‏١٢،‏ ١٨؛‏ ١٦:‏١١،‏ ١٤‏)‏ واشتركن في السبت الاسبوعي وكان بإمكانهن ان ينذرن نذر النذير.‏ (‏خروج ٢٠:‏٨؛‏ عدد ٦:‏٢‏)‏ وكانت لهن علاقة شخصية بيهوه وصلّين اليه افراديا.‏ —‏ ١ صموئيل ١:‏١٠‏.‏

      ١٤ ماذا يقول عالِم كاثوليكي للكتاب المقدس عن النساء العبرانيات،‏ وماذا يمكن قوله عن دور المرأة تحت الناموس؟‏

      ١٤ اذ يعلِّق على النساء العبرانيات،‏ يكتب عالِم الكتاب المقدس الكاثوليكي رولان دوڤو:‏ «انكبّت بالتأكيد على كل العمل الشاق في البيت؛‏ فاعتنت بالقطعان،‏ عملت في الحقول،‏ طهت الطعام،‏ غزلت،‏ وهلم جرا.‏ لكنّ كل هذا الكدح الواضح،‏ بعيدا عن ان يحطّ من مكانتها،‏ اكسبها الاعتبار.‏ .‏ .‏ .‏ وتلك النُبَذ القليلة التي تعطينا لمحة الى أُلفة الحياة العائلية تظهر ان الزوجة الاسرائيلية كانت محبوبة من زوجها وكان يصغي اليها،‏ ويعاملها كشخص مساوٍ.‏ .‏ .‏ .‏ ولا شك ان ذلك كان الصورة الطبيعية.‏ وكان انعكاسا امينا للتعليم المحفوظ بصفته مقدَّسا في التكوين،‏ حيث قيل ان اللّٰه خلق المرأة كرفيقة مساعدة للرجل يجب ان يتمسك بها (‏تكوين ٢:‏١٨،‏ ٢٤‏)‏؛‏ ويتحدث الاصحاح الاخير من الامثال عن مدح ربة المنزل الصالحة،‏ التي يباركها اولادها،‏ وتكون مفخرة زوجها (‏ام ٣١:‏١٠-‏٣١‏)‏.‏» (‏اسرائيل القديمة —‏ حياتها وأعرافها‏)‏ فلا شك انه عندما جرى اتِّباع الناموس في اسرائيل،‏ لم تعامَل النساء على نحو سيئ.‏

      نساء بارزات

      ١٥ (‏أ)‏ كيف يوضح سلوك سارة العلاقة اللائقة بين الرجل وزوجته؟‏ (‏ب)‏ لماذا قضية راحاب جديرة بالملاحظة؟‏

      ١٥ تحتوي الاسفار العبرانية على امثلة كثيرة لنساء كنَّ خادمات بارزات ليهوه اللّٰه.‏ فسارة تزوِّد ايضاحا رائعا للطريقة التي بها يمكن للمرأة التقويَّة ان تكون في الوقت عينه خاضعة لزوجها ومساعِدة له في اتخاذ القرارات.‏ (‏تكوين ٢١:‏٩-‏١٣؛‏ ١ بطرس ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وقضية راحاب جديرة بالملاحظة.‏ فهي تكذّب الاتهام بأن يهوه متحامل عنصريا وقاسٍ على النساء.‏ فراحاب كانت زانية غير اسرائيلية.‏ فلم يقبلها يهوه كعابدة وحسب بل بسبب ايمانها العظيم،‏ الذي تدعمه اعمال تشمل تغييرا في نمط الحياة،‏ برّرها.‏ وإضافة الى ذلك،‏ كافأها بالامتياز غير الاعتيادي للصيرورة من اسلاف المسيّا.‏ —‏ متى ١:‏١،‏ ٥؛‏ عبرانيين ١١:‏٣١؛‏ يعقوب ٢:‏٢٥‏.‏

      ١٦ ماذا يوضحه مثال أبيجايل،‏ ولماذا كانت طريقة تصرفها مبرَّرة؟‏

      ١٦ ان ما يوضح الواقع ان يهوه لا يطلب ان تكون الزوجة خاضعة على نحو اعمى لزوجها هو قضية أبيجايل.‏ فزوجها كان رجلا ثريا،‏ صاحب قطعان كبيرة من الغنم والمعز.‏ لكنه كان «قاسيا ورديء الاعمال.‏» فرفضت أبيجايل ان تتبع زوجها في مسلكه الرديء.‏ وإذ اظهرت الفهم،‏ الفطنة،‏ الاتضاع،‏ وحدّة الذكاء،‏ منعت حدوث حالة كان يمكن ان تجلب الكارثة على اهل بيتها،‏ وباركها يهوه بوفرة.‏ —‏ ١ صموئيل ٢٥:‏٢-‏٤٢‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ اي امتياز بارز كان لبعض النساء في اسرائيل؟‏ (‏ب)‏ اي درس يحتويه مثال مريم للنساء المسيحيات اللواتي قد يُمنحن امتيازات معيَّنة للخدمة؟‏

      ١٧ كانت نساء قليلات نبيات ايضا.‏ هكذا كانت الحال مع دبورة،‏ خلال زمن القضاة.‏ (‏قضاة،‏ الاصحاحان ٤ و ٥‏)‏ وخَلدة كانت نبية في يهوذا،‏ قبل وقت قصير من دمار اورشليم.‏ (‏٢ ملوك ٢٢:‏١٤-‏٢٠‏)‏ وقضية مريم جديرة بالملاحظة.‏ فبالرغم من انه جرى التكلم عنها بصفتها نبية،‏ مرسَلة من يهوه،‏ من الواضح ان هذا الامتياز جعلها مغرورة في احدى المراحل.‏ ففشلت في الاعتراف بالسلطة التي منحها يهوه لأخيها الاصغر موسى ليقود اسرائيل،‏ وعوقبت على ذلك،‏ لكنها تابت على نحو واضح وشُفيت.‏ —‏ خروج ١٥:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ عدد ١٢:‏١-‏١٥؛‏ ميخا ٦:‏٤‏.‏

      النساء تحت الديانة اليهودية

      ١٨ و ١٩ ماذا كانت مكانة النساء تحت الديانة اليهودية،‏ وكيف حدث ذلك؟‏

      ١٨ كما رأينا،‏ صان ناموس موسى حقوق النساء،‏ وعندما اتُّبع سمح للنساء بالعيش حياة مانحة الاكتفاء.‏ ولكن اذ مرَّ الزمن،‏ وخصوصا بعد دمار اورشليم في سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ تطورت الديانة اليهودية،‏ اذ تأسست على التقاليد الشفهية اكثر مما على ناموس يهوه المكتوب.‏ ومن القرن الرابع ق‌م فصاعدا،‏ تشربت الديانة اليهودية الكثير من الفلسفة اليونانية.‏ وعلى العموم،‏ قلَّما اكترث الفلاسفة اليونان بحقوق النساء،‏ وهكذا حدث انخفاض مقابل في مكانة النساء داخل الديانة اليهودية.‏ ومن القرن الثالث ق‌م،‏ ابتدأ فصل النساء عن الرجال في المجامع اليهودية ومُنعن عن قراءة التوراة (‏ناموس موسى)‏.‏ تعترف دائرة المعارف اليهودية:‏ «نتيجة لذلك جرى تعليم نساء قليلات.‏» فكانت الثقافة على نحو رئيسي للصبيان.‏

      ١٩ وفي كتابه اورشليم في زمن يسوع،‏ يكتب ي.‏ جيريمايَس:‏ «بالاجمال،‏ ان مركز النساء في التشريع الديني يجري التعبير عنه على نحو افضل في هذه العبارة المكرَّرة دائما:‏ ‹النساء،‏ العبيد (‏الامميون)‏ والاولاد.‏› .‏ .‏ .‏ وقد نضيف الى ذلك انه كان هنالك مقدار وافر من الآراء الازدرائية في النساء التي جرى التعبير عنها.‏ .‏ .‏ .‏ لذلك لدينا الانطباع ان الديانة اليهودية في زمن يسوع كان لديها ايضا رأي سيئ جدا في النساء.‏»‏

      نساء امينات كنَّ ينتظرن المسيّا

      ٢٠ و ٢١ (‏أ)‏ رغم موقف احتقار النساء الذي للقادة الدينيين اليهود،‏ مَن من بين هؤلاء وُجدن يترقبن فيما اقترب وقت المسيّا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يظهر ان اليصابات ومريم كانتا تملكان تعبُّدا تقويا عميقا؟‏

      ٢٠ ان موقف الاحتقار هذا من النساء كان طريقة اخرى بها ‹ابطل [الرَبينيون اليهود] كلام اللّٰه بتقليدهم.‏› (‏مرقس ٧:‏١٣‏)‏ ولكن رغم هذا الازدراء،‏ فيما اقترب وقت اتيان المسيّا،‏ كانت بعض النساء التقويات يترقبن بانتباه.‏ وإحدى هؤلاء كانت اليصابات،‏ زوجة الكاهن اللاوي زكريا.‏ وكانت هي وزوجها «بارَّين امام اللّٰه سالكَين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم.‏» (‏لوقا ١:‏٥،‏ ٦‏)‏ فأنعم يهوه على اليصابات بحيث صارت أُم يوحنا المعمدان،‏ رغم انها عاقر ومتقدمة في ايامها.‏ —‏ لوقا ١:‏٧،‏ ١٣‏.‏

      ٢١ وإذ دفعها الروح القدس،‏ عبَّرت اليصابات عن محبة عميقة لامرأة تقوية اخرى في ايامها،‏ نسيبة اسمها مريم.‏ وفي نهاية السنة ٣ ق‌م تقريبا،‏ عندما اخبر الملاك جبرائيل مريم انها ستحبل على نحو عجائبي بولد (‏يسوع)‏ خاطبها،‏ «ايتها المنعَم عليها،‏» مضيفا:‏ «الرب معك.‏» وبعد ذلك بوقت قصير،‏ زارت مريم اليصابات التي باركتها والولدَ غير المولود الذي تحمله،‏ داعية يسوع ‹ربها› حتى قبل ان يولد.‏ عندئذ،‏ اندفعت مريم في تعبير تسبيح ليهوه يحمل شهادة بليغة على تعبُّدها التقوي العميق.‏ —‏ لوقا ١:‏٢٨،‏ ٣١،‏ ٣٦-‏٥٥‏.‏

      ٢٢ بعد ولادة يسوع،‏ اية امرأة تخاف اللّٰه اظهرت انها بين اللواتي كنَّ ينتظرن المسيّا؟‏

      ٢٢ عندما وُلد يسوع وجلبته مريم الى الهيكل في اورشليم لتقدِّمه ليهوه،‏ عبَّرت امرأة اخرى تخاف اللّٰه،‏ النبية حنّة المتقدمة في السن،‏ عن فرحها.‏ فسبَّحت يهوه وتكلمت عن يسوع مع جميع الذين كانوا ينتظرون المسيّا الموعود به بشوق.‏ —‏ لوقا ٢:‏٣٦-‏٣٨‏.‏

      ٢٣ كيف يتكلم الرسول بطرس عن نساء ما قبل المسيحية الامينات،‏ وأي سؤالين سيجري فحصهما في المقالة التالية؟‏

      ٢٣ وهكذا،‏ فيما اقترب وقت خدمة يسوع الارضية،‏ كان لا يزال هنالك في الوجود ‹نساء قديسات متوكلات على اللّٰه.‏› (‏١ بطرس ٣:‏٥‏)‏ وصارت بعض هؤلاء النساء تلميذات للمسيح.‏ فكيف عاملهن يسوع؟‏ وهل هنالك نساء اليوم يقبلن بسرور دورهن كما هو موجز في الكتاب المقدس؟‏ سيجري فحص هذين السؤالين في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a المجلد ٣،‏ الصفحة ١٠٥٥.‏

      b على نحو مماثل،‏ كان «آدم الاخير،‏» يسوع المسيح،‏ انسانا كاملا غير ناقص،‏ رغم انه لم تكن لديه زوجة بشرية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏.‏

  • دور المرأة في الاسفار المقدسة
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

      ‏«المرأة المتقية الرب»‏

      ‏«‏١٠ امرأة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللآلئ.‏ ١١ بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج الى غنيمة.‏ ١٢ تصنع له خيرا لا شرا كل ايام حياتها.‏ ١٣ تطلب صوفا وكتانا وتشتغل بيدين راضيتين.‏ ١٤ هي كسفن التاجر.‏ تجلب طعامها من بعيد.‏ ١٥ وتقوم اذ الليل بعدُ وتعطي أُكلا لأهل بيتها وفريضة لفتياتها.‏ ١٦ تتأمل حقلا فتأخذه وبثمر يديها تغرس كرما.‏ ١٧ تنطِّق حقويها بالقوة وتشدد ذراعيها.‏ ١٨ تشعر ان تجارتها جيدة.‏ سراجها لا ينطفئ في الليل.‏ ١٩ تمد يديها الى المغزل وتمسك كفاها بالفَلكة.‏ ٢٠ تبسط كفَّيها للفقير وتمد يديها الى المسكين.‏ ٢١ لا تخشى على بيتها من الثلج لأن كل اهل بيتها لابسون حُللا.‏ ٢٢ تعمل لنفسها موشَّيات.‏ لبسها بوص وأُرجوان.‏ ٢٣ زوجها معروف في الابواب حين يجلس بين مشايخ الارض.‏ ٢٤ تصنع قمصانا وتبيعها وتعرض مناطق على الكنعاني.‏ ٢٥ العزّ والبهاء لباسها وتضحك على الزمن الآتي.‏ ٢٦ تفتح فمها بالحكمة وفي لسانها سُنَّة المعروف.‏ ٢٧ تراقب طرق اهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل.‏ ٢٨ يقوم اولادها ويطوِّبونها.‏ زوجها ايضا فيمدحها.‏ ٢٩ بنات كثيرات عملن فضلا اما انتِ ففقت عليهن جميعا.‏ ٣٠ الحسن غش والجمال باطل.‏ اما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح.‏ ٣١ أعطوها من ثمر يديها ولتمدحها اعمالها في الابواب.‏» ‏—‏ امثال ٣١:‏١٠-‏٣١‏.‏

  • ‏‹النساء العاملات باجتهاد في الرب›‏
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏‹النساء العاملات باجتهاد في الرب›‏

      ‏«سلِّموا على تريفينا وتريفوسا (‏المرأتين العاملتين باجتهاد)‏ في الرب.‏» —‏ رومية ١٦:‏١٢‏.‏

      ١ بأية طريقة اثبتت خدمة يسوع الارضية انها بركة للنساء؟‏

      كانت خدمة يسوع الارضية حقا بركة للنساء اليهوديات.‏ فالعمل الذي ابتدأ به كان سيجلب الراحة،‏ الرجاء،‏ وكرامة جديدة للنساء من كل العروق.‏ وهو لم يبالِ بتقاليد الديانة اليهودية التي ‹ابطلت وصية اللّٰه.‏› (‏متى ١٥:‏٦‏)‏ فالكثير من تلك التقاليد هزئ بحقوق النساء الاساسية المعطاة من اللّٰه.‏

      موقف يسوع من النساء

      ٢ لماذا يمكن القول ان اقتراب يسوع الى النساء كان ثوريا بالنسبة الى تلك الاوقات؟‏

      ٢ ما كان ابرز التباين بين موقف يسوع من النساء وذاك الذي للقادة الدينيين اليهود!‏ وبالاقتباس من دائرة المعارف اليهودية،‏ اعتبر الاخيرون ان النساء «جشعات،‏ مسترقات السمع،‏ كسالى،‏ وغيارى.‏» وكان يجري رفض المحادثة مع امرأة،‏ و «كان مخزيا ان يكلِّم عالِم امرأة في الطريق.‏» (‏اورشليم في زمن يسوع،‏ بواسطة جيريمايَس يواكيم؛‏ قارنوا يوحنا ٤:‏٢٧‏.‏)‏ ويمكن قول المزيد عن الموقف الازدرائي لقادة الديانة اليهودية من النساء.‏ لكنّ ما ذُكر آنفا يكفي لاظهار كيف كان اقتراب يسوع الى النساء ثوريا حقا بالنسبة الى تلك الاوقات.‏

      ٣ اية حوادث خلال خدمة يسوع تظهر انه كان راغبا في تعليم النساء حقائق روحية عميقة؟‏

      ٣ يزوِّد يسوع المثال الكامل للطريقة التي يمكن بها ان تكون للرجال علاقة حارّة وإنما طاهرة بالنساء.‏ فهو لم يتحدث معهن وحسب بل علَّمهن ايضا حقائق روحية عميقة.‏ وفي الواقع،‏ ان اول شخص كشف له علانية عن صفته المسيّانية كان امرأة،‏ وامرأة سامرية ايضا.‏ (‏يوحنا ٤:‏٧،‏ ٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ ان الحادثة التي تشمل مرثا ومريم تظهر بوضوح انه خلافا للقادة الدينيين اليهود،‏ لم يشعر يسوع بأنه لا يحق للمرأة ان تترك وقتيا قدورها ومقاليها لكي تزيد معرفتها الروحية.‏ وفي تلك المناسبة،‏ «اختارت مريم النصيب الصالح،‏» واضعة الامور الروحية اولا.‏ (‏لوقا ١٠:‏٣٨-‏٤٢‏)‏ ولكن بعد اشهر قليلة،‏ بعد موت اخيهما،‏ اظهرت مرثا،‏ لا مريم،‏ التوق الاعظم الى ملاقاة السيد.‏ وكم نرتعش اليوم ايضا عند قراءة تلك المحادثة الروحية على نحو عميق بين يسوع ومرثا عن رجاء القيامة!‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٠-‏٢٧‏)‏ ويا للامتياز الذي كان لمرثا!‏

      نساء خدمن يسوع

      ٤ و ٥ بالاضافة الى الرسل،‏ مَن تبعن يسوع خلال خدمته في الجليل،‏ وكيف خدمنه؟‏

      ٤ قَبِل يسوع ايضا خدمة النساء فيما سافر عبر البلاد.‏ ففي رواية انجيله،‏ يذكر مرقس «نساء .‏ .‏ .‏ ايضا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل.‏» (‏مرقس ١٥:‏٤٠،‏ ٤١‏)‏ فمَن كانت هؤلاء النساء،‏ وكيف خدمن يسوع؟‏ نحن لا نعرف اسماءهن جميعا،‏ لكنّ لوقا يحدد هوية القليل منهن ويوضح بأية طريقة خدمن يسوع.‏

      ٥ يكتب لوقا:‏ «وعلى اثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت اللّٰه ومعه الاثنا عشر وبعض النساء كنَّ قد شُفين من ارواح شريرة وأمراض.‏ مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين.‏ ويوَنَّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنَّة وأُخر كثيرات كنَّ يخدمنه من اموالهن.‏» (‏لوقا ٨:‏١-‏٣‏)‏ لقد كان يسوع راغبا في ان تتبعه هؤلاء النساء وأن يستخدمن اموالهن لخدمة حاجاته المادية وتلك التي لرسله.‏

      ٦ (‏أ)‏ مَن رافقن يسوع خلال رحلته الاخيرة الى اورشليم؟‏ (‏ب)‏ مَن وقفن الى جانب يسوع حتى موته،‏ وكيف كوفئ البعض منهن؟‏ (‏ج)‏ من وجهة نظر التقاليد اليهودية،‏ ما هو اللافت للنظر بشأن الرواية في يوحنا ٢٠:‏١١-‏١٨‏؟‏

      ٦ عندما نُفذ الحكم في يسوع،‏ «كانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهنَّ كنَّ قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه.‏ وبينهن مريم المجدلية ومريم أُم يعقوب ويوسي.‏» (‏متى ٢٧:‏٥٥،‏ ٥٦‏)‏ وهكذا،‏ وقفت نساء امينات كثيرات الى جانب يسوع في وقت موته.‏ وجدير بالملاحظة ايضا هو الواقع ان النساء كنَّ الشاهدات الاوليات على قيامته.‏ (‏متى ٢٨:‏١-‏١٠‏)‏ لقد كان ذلك بحد ذاته ضربة للتقليد اليهودي،‏ لأنه ضمن الديانة اليهودية كانت تُعتبر النساء غير جديرات بأن يكنَّ شاهدات شرعيات.‏ وبهذا في الذهن،‏ اقرأوا يوحنا ٢٠:‏١١-‏١٨‏،‏ وحاولوا ان تتخيلوا الانفعال الشديد الذي لا بد ان تكون مريم المجدلية قد شعرت به عندما ظهر لها السيد المقام،‏ دعاها باسمها،‏ واستخدمها كشاهدة له لتُعلِم تلاميذه انه حقا حي!‏

      نساء مسيحيات امينات بعد يوم الخمسين

      ٧ و ٨ (‏أ)‏ كيف نعرف ان النساء كنَّ حاضرات عندما سُكب الروح في يوم الخمسين؟‏ (‏ب)‏ كيف اشتركت النساء المسيحيات في التوسُّع الباكر للمسيحية؟‏

      ٧ بعد صعود يسوع الى السماء،‏ كانت نساء تقويات حاضرات مع الرسل الامناء في العلية في اورشليم.‏ (‏اعمال ١:‏١٢-‏١٤‏)‏ أما وجود نساء بين اولئك الذين سُكب عليهم الروح القدس في يوم الخمسين فهو واضح.‏ ولماذا؟‏ لأنه عندما اوضح بطرس ما حدث اقتبس من يوئيل ٢:‏٢٨-‏٣٠‏،‏ التي تذكر على نحو خصوصي ‹البنات› و «الاماء.‏» (‏اعمال ٢:‏١،‏ ٤،‏ ١٤-‏١٨‏)‏ وهكذا كانت النساء المسيحيات الممسوحات المولودات من الروح جزءا من الجماعة المسيحية عند تأسيسها.‏

      ٨ قامت النساء بدور مهم،‏ رغم انه لم يكن مهيمنا،‏ في انتشار المسيحية.‏ فمريم،‏ أُم مرقس ونسيبة برنابا،‏ وضعت بيتها الواسع على ما يظهر تحت تصرف جماعة اورشليم.‏ (‏اعمال ١٢:‏١٢‏)‏ وكانت راغبة في القيام بذلك في الوقت الذي فيه كان هنالك اندلاع جديد للاضطهاد على المسيحيين.‏ (‏اعمال ١٢:‏١-‏٥‏)‏ وكان لدى بنات المبشر فيلبس الاربع الامتياز بأن يكنَّ نبيات مسيحيات.‏ —‏ اعمال ٢١:‏٩؛‏ ١ كورنثوس ١٢:‏٤،‏ ١٠‏.‏

      موقف بولس من النساء

      ٩ اية مشورة اعطاها بولس في ما يتعلق بالنساء المسيحيات في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس،‏ وأي مبدإ الهي كان يشجع النساء على احترامه؟‏

      ٩ يُتَّهم الرسول بولس احيانا بكره النساء،‏ ببغض النساء وعدم الوثوق بهن.‏ وفي الحقيقة،‏ بولس هو الذي أصرّ ان تبقى النساء في مكانهن اللائق ضمن الجماعة المسيحية.‏ ففي المجرى الطبيعي للامور،‏ لم يلزم ان يقُمن بالتعليم في اجتماعات الجماعة.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٣-‏٣٥‏)‏ وإذا تكلمت امرأة مسيحية في الاجتماع،‏ لعدم وجود ذَكَر مسيحي حاضر او لأنها تنبأت بدافع من الروح القدس،‏ كان يُطلب منها ان تلبس غطاء للرأس.‏ وكان هذا الغطاء «(‏علامة سلطة)‏،‏» برهانا مرئيا ان المرأة تعترف بترتيب اللّٰه للرئاسة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣-‏٦،‏ ١٠‏.‏

      ١٠ بماذا اتَّهم البعض الرسول بولس،‏ ولكن ماذا يثبت ان هذا الاتهام باطل؟‏

      ١٠ على ما يظهر وجده بولس ضروريا ان يذكِّر المسيحيين الاولين بهذه المبادئ الثيوقراطية لكي ‹يكون كل شيء بلياقة› في اجتماعات الجماعة.‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٤٠‏)‏ ولكن هل يعني ذلك ان بولس كان ضد المرأة،‏ كما يدّعي البعض؟‏ كلا،‏ لا يعني الامر ذلك.‏ أفلم يكن بولس هو الذي ارسل تحيات الى تسع نساء مسيحيات في الاصحاح الختامي من رسالته الى اهل رومية‏؟‏ ألم يظهر تقديرا عميقا لفيبي،‏ بريسكلا،‏ تريفينا،‏ وتريفوسا،‏ داعيا هاتين الاخيرتين «(‏المرأتين العاملتين باجتهاد)‏ في الرب»؟‏ (‏رومية ١٦:‏١-‏٤،‏ ٦،‏ ١٢،‏ ١٣،‏ ١٥‏)‏ وكان ان بولس هو الذي كتب تحت الوحي:‏ «كلّكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح.‏ ليس يهودي ولا يوناني.‏ ليس عبد ولا حر.‏ ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع.‏» (‏غلاطية ٣:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ فمن الواضح ان بولس احب اخواته المسيحيات وقدَّرهن،‏ بمن فيهن ليدية،‏ التي اظهرت حسن ضيافة مثاليا خلال وقت المحنة.‏ —‏ اعمال ١٦:‏١٢-‏١٥،‏ ٤٠؛‏ فيلبي ٤:‏٢،‏ ٣‏.‏

      النساء العاملات باجتهاد اليوم

      ١١ و ١٢ (‏أ)‏ كيف يجري اتمام المزمور ٦٨:‏١١ حرفيا اليوم؟‏ (‏ب)‏ بأية حالة يجد كثير من اخواتنا انفسهن،‏ ولماذا يحتجن الى مودتنا وصلواتنا؟‏

      ١١ داخل الجماعة المسيحية اليوم،‏ هنالك نساء مسيحيات كثيرات ‹(‏يعملن باجتهاد)‏ في الرب.‏› وفي الواقع،‏ تظهر الاحصاءات ان «المبشرات بها جند كثير،‏» اذ يشكلن الجزء الرئيسي لجند الشهود الذين يستخدمهم يهوه في وقت النهاية هذا.‏ (‏مزمور ٦٨:‏١١‏)‏ وتستحق هؤلاء النساء المسيحيات العاملات باجتهاد اسما حسنا لأنفسهن فيما يكافحن لاتمام دورهن كزوجات،‏ امهات،‏ مدبِّرات بيوت،‏ معيلات،‏ وخادمات مسيحيات ايضا.‏

      ١٢ وعدد من هؤلاء الاخوات الرائعات لديهن ازواج غير مؤمنين.‏ ويجب ان يواجهن هذه الحالة ٢٤ ساعة في اليوم.‏ وقد كافحت بعضهن لسنوات ليكنَّ زوجات صالحات فيما يبلغن مطالب خدام يهوه الاولياء.‏ ولم يكن الامر سهلا،‏ لكنهن احتملن،‏ راجيات دائما انّ ازواجهن «يُربَحون .‏ .‏ .‏ بدون كلمة» من خلال سلوكهن المسيحي الحسن.‏ ويا للفرح الذي تشترك فيه العائلة بكاملها عندما يتجاوب زوج كهذا!‏ (‏١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وفي غضون ذلك،‏ تحتاج هؤلاء الاخوات الامينات بالتأكيد الى المودة الاخوية والصلوات التي لأعضاء الجماعة الآخرين.‏ وكما ان «الروح الوديع الهادئ» الذي يحاولن ايضا ان يظهرنه هو «قدام اللّٰه كثير الثمن،‏» كذلك فان اخلاصهن الثابت ثمين في اعيننا.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٣-‏٦‏.‏

      ١٣ لماذا يمكن ان يقال عن اخواتنا الفاتحات انهن ‹(‏نساء يعملن باجتهاد)‏ في الرب،‏› وكيف يجب ان يُعتبرن في جماعاتهن الخاصة؟‏

      ١٣ ان الاخوات اللواتي يخدمن كفاتحات يمكن ان يقال بمنتهى التأكيد انهن ‹(‏يعملن باجتهاد)‏ في الرب.‏› فلدى كثيرات منهن بيت،‏ زوج،‏ وأولاد للاعتناء بهم،‏ بالاضافة الى عملهن للكرازة.‏ وتقوم بعضهن بعمل بنصف دوام لسد حاجاتهن المادية.‏ ويتطلب كل ذلك التنظيم الجيد،‏ التصميم،‏ المثابرة،‏ والكثير من العمل الشاق.‏ ويجب ان تستطيع هؤلاء النساء المسيحيات ان يشعرن بمحبة ودعم اولئك الذين لا تسمح لهم حالتهم بأن يخصصوا ساعات الفتح لعمل الشهادة.‏

      ١٤ (‏أ)‏ اي مثال حسن للمثابرة يجري ذكره؟‏ (‏ب)‏ اية نساء مسيحيات اخريات يستأهلن المدح،‏ ولماذا؟‏ اذكروا اية امثلة محلية.‏

      ١٤ اظهرت بعض النساء المسيحيات تمسُّكا فوق العادة بخدمة الفتح.‏ ففي كندا،‏ تذوقت ڠريْس لاونزبوري عمل الفتح اولا في سنة ١٩١٤.‏ واضطرت الى هجر قائمة الفاتحين في سنة ١٩١٨ بسبب المرض،‏ ولكن بحلول سنة ١٩٢٤ عادت الى الخدمة كامل الوقت.‏ وفي وقت هذه الكتابة،‏ لا تزال في قائمة الفاتحين،‏ رغم انها في الـ‍ ١٠٤ سنوات من العمر!‏ ولا تزال اخوات مرسلات كثيرات جرى تدريبهن في اربعينات الـ‍ ١٩٠٠ في الصفوف الاولى لمدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس يخدمن بأمانة،‏ إما في الحقل الارسالي او كأعضاء من عائلة البتل في بروكلين او احد فروع جمعية برج المراقبة.‏ وجميع هؤلاء النساء المسيحيات،‏ وفي الواقع جميع الاخوات اللواتي يعكفن على خدمة البتل،‏ يظهرن روح التضحية بالذات وهنَّ امثلة حسنة.‏ فهل نجعلهن يعرفن في وقت من الاوقات انه يجري تقديرهن؟‏

      زوجات النظار الجائلين

      ١٥ و ١٦ اي فريق من النساء المسيحيات يستأهل مدحنا الحارّ خصوصا،‏ ولماذا؟‏

      ١٥ ان زوجات النظار الجائلين يشكلن فريقا آخر من النساء المسيحيات اللواتي يستأهلن المدح والتشجيع الحارَّين.‏ فهؤلاء الاخوات العزيزات مستعدات ان يتبعن ازواجهن فيما يذهب هؤلاء من جماعة الى جماعة،‏ او من دائرة الى دائرة،‏ من اجل بناء اخوتهم روحيا.‏ وأغلبيتهن قد تخلين عن راحة البيت؛‏ فينمن في سرير مختلف كل اسبوع،‏ وليس دائما في سرير جيد.‏ لكنهن سعيدات ان يقبلن اي شيء يمكن ان يقدمه الاخوة.‏ انهن مثال حسن لاخواتهن الروحيات.‏

      ١٦ تزود هؤلاء النساء المسيحيات ايضا دعما لا يقدَّر بثمن لازواجهن،‏ اذ يشبهن كثيرا النساء التقويات اللواتي تبعن يسوع ‹ليخدمنه.‏› (‏مرقس ١٥:‏٤١‏)‏ وهنّ لا يقدرن ان يقضين وقتا كثيرا وحدهن مع ازواجهن الذين ‹يُكثرون في عمل الرب.‏› (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ وبعضهن،‏ مثل روزا زوميڠا في فرنسا،‏ ممن انخرطن في الخدمة كامل الوقت في سنة ١٩٤٨،‏ كنَّ يحزمن حقائب السفر لازواجهن ويسافرن معهم طوال ٣٠ او ٤٠ سنة.‏ وهنَّ يرغبن ان يصنعن التضحيات ليهوه ولاخوتهن واخواتهن.‏ وهنَّ يستأهلن تقديرنا،‏ محبتنا،‏ وصلواتنا.‏

      زوجات الشيوخ

      ١٧ و ١٨ (‏أ)‏ اية صفات مطلوبة من زوجات الاخوة المعيَّنين في مراكز الخدمة؟‏ (‏ب)‏ اية تضحيات توافق زوجات الشيوخ على صنعها ليهوه واخوتهن،‏ وكيف يمكن لزوجات أُخريات ان يساعدن ازواجهن؟‏

      ١٧ بينما كان يعدِّد مؤهلات الاخوة الذين يمكن ان يعيَّنوا كشيوخ وخدام مساعدين،‏ ذكر الرسول بولس ايضا النساء،‏ اذ كتب:‏ «كذلك يجب ان تكون النساء ذوات وقار (‏غير مفتريات،‏ معتدلات العادات)‏ امينات في كل شيء.‏» (‏١ تيموثاوس ٣:‏١١‏)‏ صحيح ان هذه المشورة العامة تنطبق على جميع النساء المسيحيات.‏ ولكن نظرا الى القرينة،‏ من الواضح انه يجب ان تتّبعها بطريقة مثالية زوجات الاخوة المعيَّنين في مراكز الخدمة.‏

      ١٨ ومن المفرح ان تكون هذه هي الحال مع آلاف كثيرة من زوجات النظار المسيحيين.‏ فهنَّ معتدلات في عاداتهن ولباسهن،‏ ذوات وقار بشأن العيش المسيحي،‏ حذرات بشأن ما يقلنه،‏ ويسعين باخلاص ليكنّ امينات في كل شيء.‏ ويوافقن ايضا على صنع التضحيات،‏ اذ يقبلن ان يخصص ازواجهن لمسائل الجماعة وقتا يمكن ان يُصرف معهن بطريقة مختلفة.‏ وتستأهل هؤلاء النساء المسيحيات الامينات محبتنا وتشجيعنا الحارَّين.‏ وربما بإمكان المزيد من الاخوة ان يبتغوا امتيازات داخل جماعاتنا الكثيرة اذا رضيت زوجاتهم بتواضع ان يصنعن تضحيات كهذه لخير الجميع.‏

      ‏«العجائز» الامينات

      ١٩ لماذا تقدَّر «عجائز» امينات كثيرات جيدا في جماعاتهن،‏ وماذا يجب ان تكون مشاعرنا تجاههن؟‏

      ١٩ ان تأملنا في النساء المذكورات في الكتاب المقدس قد يمكّننا من ان نرى ان العمر لا يمنع نساء الايمان من خدمة يهوه.‏ وقد جرى ايضاح هذا الواقع في قضايا سارة،‏ اليصابات،‏ وحنّة.‏ واليوم،‏ هنالك نساء مسيحيات كثيرات متقدمات في الايام هنّ امثلة حسنة للايمان والاحتمال.‏ واضافة الى ذلك،‏ بإمكانهن ان يدعمن الشيوخ بفطنة بمساعدة الاخوات الاصغر سنا.‏ واذ يعتمدن على خبرتهن الطويلة،‏ يمكنهن ان يقدِّمن المشورة الحكيمة للحدثات،‏ تماما كما تأذن لهن الاسفار المقدسة في فعله.‏ (‏تيطس ٢:‏٣-‏٥‏)‏ وقد يكون الامر احيانا ان الاخت المتقدمة في السن تحتاج هي نفسها ان تقدَّم لها المشورة.‏ واذا كان الامر كذلك،‏ فعلى الشيخ الذي يقوم بذلك ان ‹يعظها كأُم› ويجب على الشيوخ ان ‹يكرموا الارامل،‏› وإذا لزم الامر،‏ ان يرتبوا المساعدة المادية لهن.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏١-‏٣،‏ ٥،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏ ويجب على اخواتنا العزيزات المتقدمات في السن ان يشعرن بمنتهى التأكيد بأنه مرغوب فيهن ويجري تقديرهن.‏

      حاكمات مع المسيح

      ٢٠ اي امتياز اسمى قدِّم لنساء مسيحيات كثيرات،‏ ولماذا يمكن للخراف الاخر ان يكونوا سعداء بشأن ذلك؟‏

      ٢٠ من الواضح جدا من الاسفار المقدسة انه «ليس عند اللّٰه محاباة» في ما يتعلق بالعرق او الجنس.‏ (‏رومية ٢:‏١٠،‏ ١١؛‏ غلاطية ٣:‏٢٨‏)‏ ويُعتبر ذلك صحيحا ايضا في الطريقة التي بها يختار يهوه اولئك الذين سيشتركون مع ابنه في حكومة الملكوت.‏ (‏يوحنا ٦:‏٤٤‏)‏ وكم يمكن للجمع الكثير من الخراف الاخر ان يكون شاكرا على ان نساء امينات،‏ مثل مريم أُم يسوع،‏ مريم المجدلية،‏ بريسكلا،‏ تريفينا،‏ تريفوسا،‏ وحشد من الأُخريات في الجماعة المسيحية الباكرة،‏ يشتركن الآن في حكم الملكوت،‏ اذ يغنِين تلك الحكومة بفهمهن العميق لمشاعر واختبارات النساء!‏ فيا للبصيرة والحكمة من جهة يهوه!‏ —‏ رومية ١١:‏٣٣-‏٣٦‏.‏

      ٢١ ما هي مشاعرنا اليوم تجاه ‹النساء (‏العاملات باجتهاد)‏ في الرب›؟‏

      ٢١ يمكننا اليوم ان نشترك في مشاعر الرسول بولس عندما تكلم بمحبة وتقدير عن ‹هؤلاء اللواتي جاهدن معي في الانجيل.‏› (‏فيلبي ٤:‏٣‏)‏ وجميع شهود يهوه،‏ رجالا ونساء،‏ يحسبونه فرحا وامتيازا ان يعملوا جنبا الى جنب مع ‹الجند الكثير من المبشرات،‏› نعم،‏ ‹النساء (‏العاملات باجتهاد)‏ في الرب.‏› —‏ مزمور ٦٨:‏١١؛‏ رومية ١٦:‏١٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة