-
نساء فرَّحن قلب يهوهبرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
نساء فرَّحن قلب يهوه
«ليكافئ الرب عملكِ وليكن اجركِ كاملا من عند الرب». — راعوث ٢:١٢.
١، ٢ كيف نستفيد اذا تأملنا في امثلة الكتاب المقدس لنساء فرَّحن قلب يهوه؟
امرأتان دفعهما خوف اللّٰه الى تحدي فرعون. بَغِيّ حَمَلها الايمان على المخاطرة بحياتها لحماية جاسوسَين اسرائيليَّين. امرأة ساعدها إظهار التعقل والتواضع خلال الازمة على إنقاذ اشخاص عديدين من الموت وتجنيب مسيح يهوه ذنب سفك الدم. ارملة وأم دفعها الايمان بيهوه اللّٰه وروح الضيافة الى تقديم كل ما تبقّى لديها من طعام لنبي اللّٰه. ليست هذه سوى امثلة قليلة من بين الامثلة الكثيرة الواردة في الاسفار المقدسة لنساء فرَّحن قلب يهوه.
٢ تبرهن نظرة يهوه الى هؤلاء النساء والبركات التي اغدقها عليهن ان اكثر ما يرضيه هو الصفات الروحية التي يتحلّى بها المرء، سواء أكان ذكرا ام انثى. وفي عالمنا هذا المهووس بالمظهر الخارجي والغنى، من الصعب ان يعطي المرء الاولوية للامور الروحية. ولكن بإمكاننا تخطي هذه الصعوبة. وهذا ما تبرهنه ملايين النساء الخائفات اللّٰه اللواتي يشكِّلن جزءا كبيرا من شعب اللّٰه اليوم. وهؤلاء النساء المسيحيات يقتدين بالايمان، التعقل، روح الضيافة، والصفات الرائعة الاخرى التي اظهرتها النساء الخائفات اللّٰه الوارد ذكرهن في الكتاب المقدس. ولا شك ان الرجال المسيحيين ايضا يريدون الاقتداء بالصفات التي اظهرتها النساء المثاليات قديما. ولكي نرى كيف يمكننا إظهار هذه الصفات بشكل افضل، لنتأمل بالتفصيل في روايات الكتاب المقدس عن النساء اللواتي تحدثنا عنهن في مستهل المقالة. — روما ١٥:٤؛ يعقوب ٤:٨.
امرأتان تحدّتا فرعون
٣، ٤ (أ) لماذا رفضت شِفرة وفوعة الامتثال لأمر فرعون بقتل كل ذكر اسرائيلي مولود حديثا؟ (ب) كيف كافأ يهوه القابلتَين على شجاعتهما وتقواهما؟
٣ في محاكمات نورمبورڠ، التي جرت في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حاول كثيرون أُدينوا بتهمة القتل الجماعي تبرير جرائمهم بالقول انهم كانوا يطيعون الاوامر ليس إلا. ولكن لنقارن هذا بما فعلته القابِلتان الاسرائيليتان، شِفرة وفوعة. عاشت هاتان المرأتان في مصر القديمة خلال حكم احد الفراعنة الطغاة الذي لا يذكر الكتاب المقدس اسمه. لقد امر هذا الفرعون القابلتَين ان تحرصا على قتل كل ذكر عبراني مولود حديثا، خشية ان يتكاثر عدد العبرانيين. فكيف تجاوبت المرأتان مع هذا الامر الوحشي الذي اصدره فرعون؟ «لم تفعلا كما كلَّمهما ملك مصر. بل استحيتا الاولاد». (إمالة الحروف لنا) ولماذا لم تستسلم هاتان المرأتان لخوف الانسان؟ لأنهما «خافتا اللّٰه». — خروج ١:١٥، ١٧؛ تكوين ٩:٦.
٤ نعم، احتمت القابلتان بيهوه. وقد برهن هو بدوره انه «ترس» لهما، اذ حماهما من سخط فرعون. (٢ صموئيل ٢٢:٣١؛ خروج ١:١٨-٢٠) لكنَّ هذه لم تكن البركة الوحيدة من يهوه. فقد رزق اللّٰه شِفرة وفوعة بعائلتَين. حتى انه اكرمهما بتدوين اسمَيهما وأعمالهما في كلمته الموحى بها لكي تقرأ الاجيال القادمة عنهما، في حين ان اسم فرعون لم يعد له ايّ ذكر. — خروج ١:٢١؛ ١ صموئيل ٢:٣٠ب؛ امثال ١٠:٧.
٥ كيف تُظهِر نساء مسيحيات كثيرات اليوم الموقف نفسه الذي اظهرته شِفرة وفوعة، وكيف سيكافئهن يهوه؟
٥ وهل هنالك اليوم نساء كشِفرة وفوعة؟ نعم، دون شك. فكل سنة، تكرز آلاف النساء بشجاعة برسالة الكتاب المقدس المنقذة للحياة في بلدان حيث يحظر «امر الملك» فعل ذلك، مجازفات بحريتهن او حتى بحياتهن. (عبرانيين ١١:٢٣؛ اعمال ٥:٢٨، ٢٩) وبدافع المحبة للّٰه والقريب، لا تسمح هؤلاء النساء المقدامات لأحد بأن يمنعهن من إخبار الآخرين ببشارة ملكوت اللّٰه. لذلك تتعرض نساء مسيحيات كثيرات للمقاومة والاضطهاد. (مرقس ١٢:٣٠، ٣١؛ ١٣:٩-١٣) وكما في حالة شِفرة وفوعة، يعرف يهوه حق المعرفة اعمال هؤلاء النساء الشجاعات الرائعات. وسيبرهن عن محبته لهن بحفظ اسمائهن في «كتاب الحياة»، شرط ان يحتملن بأمانة حتى النهاية. — فيلبي ٤:٣؛ متى ٢٤:١٣.
بَغِيّ سابقة تفرِّح قلب يهوه
٦، ٧ (أ) ماذا عرفت راحاب عن يهوه وشعبه، وكيف اثَّرت فيها هذه المعرفة؟ (ب) كيف تُكرِم كلمة اللّٰه راحاب؟
٦ سنة ١٤٧٣ قم، كانت بَغِيّ اسمها راحاب تعيش في مدينة اريحا الكنعانية. ويبدو ان راحاب كانت امرأة واسعة الاطّلاع. فعندما اتى جاسوسان اسرائيليان ليختبئا في بيتها، اخبرتهما بالتفصيل عن خروج امة اسرائيل العجائبي من مصر، رغم ان هذه الحادثة كان قد مرّ عليها ٤٠ سنة. كما انها كانت على عِلْم بانتصارات امة اسرائيل الاخيرة على ملكَي الاموريين سيحون وعوج. فكيف اثَّرت فيها هذه المعرفة؟ قالت للجاسوسَين: «علمتُ ان الرب قد اعطاكم الارض . . . لأن الرب الهكم هو اللّٰه في السماء من فوق وعلى الارض من تحت». (يشوع ٢:١، ٩-١١) فما تعلّمته راحاب عن يهوه والاعمال التي قام بها من اجل اسرائيل مسّ قلبها ودفعها الى الايمان به. — روما ١٠:١٠.
٧ وإيمان راحاب دفعها الى العمل. فقد قبِلت الجاسوَسين الاسرائيليَّين «بسلام»، وأطاعت ارشادتهما المنقذة للحياة عندما شنّت امة اسرائيل هجوما على اريحا. (عبرانيين ١١:٣١؛ يشوع ٢:١٨-٢١) ولا شك ان الاعمال التي، من خلالها، برهنت راحاب عن ايمانها فرَّحت قلب يهوه، لأنه اوحى الى التلميذ المسيحي يعقوب ان يضع اسمها الى جانب اسم ابراهيم، صديق اللّٰه، كمثال ليقتدي به المسيحيون. كتب يعقوب: «أمَا كذلك تبررت راحاب العاهرة بالاعمال، اذ اضافت الرسولين وأخرجتهما في طريق آخر؟». — يعقوب ٢:٢٥.
٨ كيف كافأ يهوه راحاب على ايمانها وطاعتها؟
٨ كافأ يهوه راحاب بعدة طرائق. فقد خلَّصها بأعجوبة هي وكل الذين اختبأوا في بيتها — اي «بيت ابيها وكل ما لها». ثم سمح لهم بأن يسكنوا «في وسط اسرائيل»، حيث عوملوا كالوطنيين. (يشوع ٢:١٣؛ ٦:٢٢-٢٥؛ لاويين ١٩:٣٣، ٣٤) ولكنَّ المكافآت لم تنتهِ هنا. فقد منح يهوه راحاب امتياز الصيرورة احدى النساء اللواتي تحدَّر منهن يسوع المسيح. فما اعظم هذا الاعراب عن اللطف الحبي لامرأة كانت سابقا من عبدة الاوثان الكنعانيين!a — مزمور ١٣٠:٣، ٤.
٩ كيف يمكن ان تكون نظرة يهوه الى راحاب وبعض النساء المسيحيات في القرن الاول مشجِّعة لبعض النساء اليوم؟
٩ منذ القرن الاول حتى ايامنا، اقتدت بعض النساء براحاب بهجر نمط حياتهن الفاسد ادبيا والصيرورة مسيحيات من اجل نيل رضى اللّٰه. (١ كورنثوس ٦:٩-١١) ولا شك ان بعضهن تربّى في بيئة شبيهة ببيئة كنعان القديمة، حيث يتفشى الفساد الادبي ويُعتبَر امرا عاديا. لكنَّ ايمانهن المؤسس على معرفة الاسفار المقدسة معرفة دقيقة دفعهنّ الى تغير نمط حياتهن. (روما ١٠:١٧) لذلك كان يمكن ان يُقال ان ‹اللّٰه لا يخجل بهؤلاء النساء، ان يدعونه كإله لهنّ›. (عبرانيين ١١:١٦) فيا لهذا الشرف!
امرأة كوفئت على تعقّلها
١٠، ١١ ايّ مشكلة بين نابال وداود دفعت ابيجايل الى العمل؟
١٠ كانت نساء امينات كثيرات في الماضي بارزات في الاعراب عن صفة التعقل، مما جعلهن يُقدَّرن حق التقدير في نظر شعب يهوه. وإحدى هؤلاء النساء هي ابيجايل، زوجة صاحب ارض اسرائيلي ثري اسمه نابال. فقد ساهم تعقل ابيجايل في إنقاذ اشخاص من الموت وتجنيب داود، ملك اسرائيل المقبل، ذنب سفك الدم. ويمكننا قراءة قصة ابيجايل في ١ صموئيل الاصحاح ٢٥.
١١ تبدأ القصة عندما كان داود ومرافقوه مخيِّمين قرب قطعان نابال. فكانوا يحمونها ليلا ونهارا دون مقابل بدافع اللطف لنابال، احد مواطنيهم الاسرائيليين. ولكن عندما ابتدأت مؤن داود تنفد، ارسل عشرة شبان ليطلبوا الطعام من نابال. وهكذا، أُتيحت الفرصة ليُظهِر نابال تقديره لداود وليكرم مسيح يهوه. لكنه لم يفعل ذلك. ففي فورة غضب، أهان داود وردّ رجاله خائبين. عندما سمع داود بما جرى، جمع ٤٠٠ رجل مسلّح وذهب للانتقام. علمت ابيجايل بردّ فعل زوجها القاسي وتصرفت بسرعة وتعقل لتهدئة داود بإرسال كمية كبيرة من المؤن. ثم ذهبت هي بنفسها الى داود. — الاعداد ٢-٢٠.
١٢، ١٣ (أ) كيف برهنت ابيجايل انها متعقلة وولية ليهوه ولمسيحه؟ (ب) ماذا فعلت ابيجايل عندما عادت الى البيت، وكيف جرت الامور بعدئذ؟
١٢ عندما التقت ابيجايل داود، كشف التماسها المتواضع واسترحامها عن احترامها العميق لمسيح يهوه. فقد قالت: «الرب يصنع لسيدي بيتا امينا لأن سيدي يحارب حروب الرب». وأضافت قائلة ان يهوه سيقيم داود رئيسا على اسرائيل. (الاعداد ٢٨-٣٠) كما انها اظهرت شجاعة كبيرة عندما قالت لداود انه اذا لم يضبط نفسه، فسيؤدي انتقامه الى سفك الدم. (العددان ٢٦، ٣١) وهكذا، اعادت ابيجايل داود الى رشده بتواضعها واحترامها العميق وحدّة ذكائها. وهذا ما دفع داود الى القول لها: «مبارك الرب اله اسرائيل الذي ارسلك هذا اليوم لاستقبالي ومبارك عقلك ومباركة انت لأنك منعتني اليوم من اتيان الدماء». — العددان ٣٢، ٣٣.
١٣ عادت ابيجايل الى البيت لتخبر زوجها عن الهدية التي اعطتها لداود، ولكنها وجدته «سكران جدا». فانتظرت حتى أفاق من سكره ثم اخبرته بما جرى. فكيف تجاوب نابال؟ صُعق كثيرا حتى انه أُصيب بنوع من الشلل. وبعد عشرة ايام، ضربه اللّٰه فمات. عندما علم داود بموت نابال، طلب ابيجايل للزواج، اذ انه كان مُعجبا بها كثيرا ويحترمها احتراما عميقا. وقد وافقت ابيجايل على طلبه. — الاعداد ٣٤-٤٢.
هل يمكننا الاقتداء بأبيجايل؟
١٤ اية صفات لدى ابيجايل قد نرغب في إظهارها بشكل افضل؟
١٤ سواء كنا ذكورا او إناثا، هل نرغب في إظهار بعض صفات ابيجايل بشكل افضل؟ فقد نرغب ان نكون اكثر تعقلا عندما تنشأ الصعوبات. او قد نرغب في التكلم بهدوء وعقلانية عندما يكون الذين حولنا منفعلين. في هذه الحالة، لمَ لا نصلي الى يهوه بشأن هذه المسألة؟ فهو يعِد بأن يعطي الحكمة، التمييز، والمقدرة التفكيرية لكل الذين ‹يداومون على الطلب بإيمان›. — يعقوب ١:٥، ٦؛ امثال ٢:١-٦، عج، ١٠، ١١، عج.
١٥ في اية ظروف من المهم جدا ان تعرب النساء المسيحيات عن الصفات التي اظهرتها ابيجايل؟
١٥ ان صفات كهذه مهمة جدا لامرأة تعيش مع زوج غير مؤمن قلّما يهتم، او لا يهتم إطلاقا، بمبادئ الكتاب المقدس. وربما يفرط في شرب الكحول. ونحن نأمل ان يتغير رجال كهؤلاء. فكثيرون تغيروا بسبب وداعة زوجاتهم، احترامهن العميق، وسلوكهن العفيف. — ١ بطرس ٣:١، ٢، ٤.
١٦ كيف تبرهن الاخت المسيحية انها تقدِّر علاقتها بيهوه اكثر من ايّ شيء آخر، مهما كانت الظروف التي تحتملها في البيت؟
١٦ مهما كانت الظروف التي يجب ان تحتمليها في البيت، فتذكري ان يهوه مستعد دائما لدعمك. (١ بطرس ٣:١٢) لذلك ابذلي جهدك لتقوية روحياتك. صلّي طلبا للحكمة وهدوء القلب. اقتربي الى يهوه عن طريق اعتياد الانتظام في درس الكتاب المقدس، الصلاة، التأمل، ومعاشرة الرفقاء المسيحيين. ان محبة ابيجايل للّٰه وموقفها من خادمه الممسوح لم يتأثرا بنظرة زوجها غير الروحية. فقد تصرفت وفق المبادئ البارة. واليوم ايضا، حتى لو كانت الزوجة المسيحية تعيش مع زوج هو خادم مثالي للّٰه، فهي تدرك ضرورة استمرارها في بذل الجهد لبناء روحياتها والمحافظة عليها. وصحيح ان زوجها لديه التزام مؤسس على الاسفار المقدسة ان يعتني بها روحيا وماديا، إلا انها يجب ان تداوم على العمل ‹لأجل خلاصها بخوف ورعدة›. — فيلبي ٢:١٢؛ ١ تيموثاوس ٥:٨.
امرأة نالت «مكافأة نبي»
١٧، ١٨ (أ) ايّ امتحان غير عادي للايمان واجهته ارملة صرفة؟ (ب) كيف تجاوبت الارملة مع طلب ايليا، وكيف كافأها يهوه على ذلك؟
١٧ يُظهِر اهتمام يهوه بأرملة فقيرة في ايام النبي ايليا انه يقدِّر تقديرا عميقا الذين يدعمون العبادة الحقة بالعطاء من وقتهم وطاقتهم ومواردهم. فبسبب فترة طويلة من الجفاف في ايام ايليا، عانى كثيرون الجوع، بمَن في ذلك ارملة وابنها في صرفة. وعندما لم يتبقَّ لديهما إلا وجبة طعام واحدة، زارهما النبي ايليا وطلب من الارملة طلبا غريبا. فرغم انه كان يعرف حالتها المزرية، طلب منها ان تخبز له «كعكة صغيرة»، مستخدمة ما تبقّى لديها من زيت ودقيق. لكنه اضاف قائلا: «لأنه هكذا قال الرب اله اسرائيل ان كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الارض». — ١ ملوك ١٧:٨-١٤.
١٨ لو كان احد منا مكان هذه الارملة، فكيف كان سيتصرف؟ يبدو ان ارملة صرفة كانت تعرف ان ايليا هو نبي ليهوه، لذلك «فعلت حسب قول ايليا». وكيف تجاوب يهوه مع روح الضيافة التي اظهرتها؟ بواسطة اعجوبة، زوَّدها هي وابنها وإيليا بالطعام خلال فترة الجفاف. (١ ملوك ١٧:١٥، ١٦) نعم، لقد اعطى يهوه ارملة صرفة «مكافأة نبي»، رغم انها لم تكن اسرائيلية. (متى ١٠:٤١) كما ان ابن اللّٰه اكرم هذه الارملة عندما ذكرها كمثال امام مواطنيه العديمي الايمان في الناصرة. — لوقا ٤:٢٤-٢٦.
١٩ كيف تقتدي نساء مسيحيات كثيرات اليوم بالروح التي اظهرتها ارملة صرفة، وكيف يشعر يهوه تجاه هؤلاء النساء؟
١٩ اليوم ايضا، تقتدي نساء مسيحيات كثيرات بالروح التي اظهرتها ارملة صرفة. مثلا، كل اسبوع، تُظهِر اخوات مسيحيات غير انانيات روح الضيافة للنظار الجائلين وزوجاتهم، رغم ان كثيرات منهن فقيرات ولديهن مسؤولية الاعتناء بعائلاتهن. كما ان اخوات اخريات يَدْعون الخدام كامل الوقت المحليين الى الطعام، يساعدن المحتاجين، او يعطين من وقتهن وطاقتهن ومواردهن بطرائق اخرى لدعم عمل الملكوت. (لوقا ٢١:٤) وهل يلاحظ يهوه هذه التضحيات؟ طبعا! «اللّٰه ليس فيه إثم حتى ينسى عملكم والمحبة التي اظهرتموها نحو اسمه، في كونكم قد خدمتم القديسين ولا تزالون تخدمونهم». — عبرانيين ٦:١٠.
٢٠ ماذا سنناقش في المقالة التالية؟
٢٠ في القرن الاول، حظيت عدة نساء خائفات اللّٰه بامتياز خدمة يسوع ورسله. وفي المقالة الثانية، سنناقش كيف فرَّحت هؤلاء النساء قلب يهوه. كما اننا سنتأمل في مثال نساء يخدمن يهوه في ايامنا من كل القلب، حتى في الظروف الصعبة.
[الحاشية]
a تذكر سلسلة نسب يسوع، المسجّلة في متى، اربع نساء بالاسم: ثامار، راحاب، راعوث، ومريم. وتُقدَّر هؤلاء النساء جميعا حقّ التقدير في كلمة اللّٰه. — متى ١:٣، ٥، ١٦.
-
-
النساء المسيحيات الامينات: عابدات يقدِّرهن اللّٰه حقّ التقديربرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
النساء المسيحيات الامينات: عابدات يقدِّرهن اللّٰه حقّ التقدير
«الحسن غش والجمال باطل. اما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح». — امثال ٣١:٣٠.
١ ايّ فرق هنالك بين نظرة يهوه الى الجمال ونظرة العالم؟
يعلِّق العالم اهمية كبيرة على المظهر الخارجي، وخصوصا مظهر النساء. أما يهوه فيهتم بشكل رئيسي بالانسان الداخلي الذي يمكن ان يزداد جمالا مع السنين. (امثال ١٦:٣١) لذلك يحضّ الكتاب المقدس النساء: «لا تكن زينتكن الضفر الظاهر للشعر ولبس حلي من الذهب او ارتداء اردية، بل انسان القلب الخفي في اللباس غير القابل للفساد، الروح الهادئ والوديع، الذي هو عظيم القيمة في عيني اللّٰه». — ١ بطرس ٣:٣، ٤.
٢، ٣ كيف ساهمت النساء في ترويج البشارة في القرن الاول، وكيف أُنبئ بذلك؟
٢ يذكر الكتاب المقدس الكثير من النساء اللواتي اظهرن هذه الروح الجديرة بالمدح. ففي القرن الاول، كان لدى بعض هؤلاء النساء امتياز خدمة يسوع ورسله. (لوقا ٨:١-٣) ولاحقا، صارت بعض النساء المسيحيات مبشِّرات غيورات. وقدَّمت نساء اخريات الدعم القيِّم للرجال المسيحيين الذين يتولَّون القيادة، بمَن فيهم الرسول بولس. كما تحلَّت بعض النساء بروح ضيافة غير عادية، حتى انهن قدَّمن بيوتهن لعقد الاجتماعات المسيحية.
٣ انبأت الاسفار المقدسة بأن يهوه سيستخدم النساء بطريقة بارزة لإنجاز قصده. مثلا، انبأت يوئيل ٢:٢٨، ٢٩ ان الرجال والنساء، الصغار والكبار، سينالون الروح القدس ويساهمون في نشر بشارة الملكوت. وقد ابتدأت هذه النبوة تتم يوم الخمسين سنة ٣٣ بم. (اعمال ٢:١-٤، ١٦-١٨) فمُنحت بعض النساء الممسوحات بالروح مواهب عجائبية، كموهبة التنبؤ. (اعمال ٢١:٨، ٩) وغيرة هذا الجيش الروحي من الاخوات الامينات في الخدمة ساهمت في انتشار المسيحية بسرعة في القرن الاول. فنحو السنة ٦٠ بم، كتب الرسول بولس ان البشارة «كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء». — كولوسي ١:٢٣.
نساء مُدحن على إظهارهن الشجاعة والغيرة وروح الضيافة
٤ لماذا كان لدى بولس سبب وجيه لمدح بعض نساء الجماعة المسيحية في القرن الاول؟
٤ كان الرسول بولس يقدِّر خدمة بعض النساء، تماما كما يقدِّر النظار المسيحيون اليوم خدمة النساء الغيورات. وبعض النساء اللواتي ذكرهن بولس بالاسم هن ‹تريفينة وتريفوسة، اللتان تعملان بكد في الرب› و ‹برسيس المحبوبة، التي كدّت كثيرا في الرب›. (روما ١٦:١٢) وكتب ايضا عن إفودية وسنتيخي اللتين «ناضلتا جنبا الى جنب معي في البشارة». (فيلبي ٤:٢، ٣) كما تحدث عن برسكلا، التي خدمت هي وزوجها اكيلا معه. حتى انهما «جازفا بعنقَيهما» من اجله، مما دفعه الى الكتابة: «لست انا وحدي اشكرهما، بل ايضا جميع جماعات الامم». — روما ١٦:٣، ٤؛ اعمال ١٨:٢.
٥، ٦ كيف رسمت برسكلا مثالا رائعا للاخوات في ايامنا؟
٥ وماذا جعل برسكلا تتحلى بالغيرة والشجاعة؟ نجد الجواب في الاعمال ١٨:٢٤-٢٦، حيث نقرأ كيف دعمت زوجها في مساعدة خطيب ماهر اسمه ابلّس ان يطَّلع على طريق الحق على وجه اصحّ. فيبدو ان برسكلا كانت تلميذة مجتهدة لكلمة اللّٰه ولتعليم الرسل. نتيجة لذلك، نمَّت صفات رائعة جعلتها مقدَّرة حقّ التقدير في نظر اللّٰه وزوجها وعضوا فعّالا في الجماعة الباكرة. على نحو مماثل اليوم، تُقدَّر حقّ التقدير النساء المسيحيات المجتهدات اللواتي يدرسن الكتاب المقدس بدأب ويتناولن الطعام الروحي الذي يزوِّده يهوه بواسطة «الوكيل الامين». — لوقا ١٢:٤٢.
٦ كان اكيلا وبرسكلا بارزَين في إظهار روح الضيافة. فقد استضافا بولس في بيتهما عندما كان يعمل معهما في صناعة الخيام في كورنثوس. (اعمال ١٨:١-٣) وعندما انتقلا الى افسس ثم الى روما، استمرا في إظهار روح الضيافة المسيحية، حتى انهما قدَّما بيتهما لعقد الاجتماعات المسيحية. (اعمال ١٨:١٨، ١٩؛ ١ كورنثوس ١٦:٨، ١٩) وعلى نحو مماثل، قدَّمت نمفة ومريم ام يوحنا مرقس بيتَيهما لعقد اجتماعات الجماعة. — اعمال ١٢:١٢؛ كولوسي ٤:١٥.
نساء يُقدَّرن حق التقدير في ايامنا
٧، ٨ ايّ سجل جدير بالمدح للخدمة المقدسة صنعته نساء مسيحيات كثيرات في ايامنا، ومِمَّ يمكنهن ان يتيقنّ؟
٧ كما في القرن الاول، تلعب النساء المسيحيات الامينات اليوم دورا مهمّا في إتمام قصد اللّٰه، وخصوصا في عمل التبشير. وما أروع السجل الذي صنعته هؤلاء الاخوات! لنأخذ على سبيل المثال ڠوِن، التي خدمت يهوه بأمانة طوال اكثر من ٥٠ سنة حتى موتها سنة ٢٠٠٢. يقول زوجها: «كانت ڠوِن مشهورة بغيرتها كمبشِّرة في كل انحاء مدينتنا. وكانت تعتبر ان كل شخص يمكن ان يكون بين الذين يحظون بمحبة يهوه وينالون وعوده. وولاؤها للّٰه وهيئته وعائلتنا — بالاضافة الى تشجيعها الحبي لنا في اوقات التثبّط — كان دعما كبيرا لي ولأولادنا طوال حياتنا الحافلة بالنشاطات والتي تجلب الاكتفاء. بالفعل، نحن نفتقدها كثيرا». وقد دام زواج ڠوِن ٦١ سنة.
٨ تخدم عشرات آلاف النساء المسيحيات، العازبات والمتزوجات على السواء، كفاتحات او مرسلات. وتكتفي هؤلاء النساء بضروريات الحياة فيما ينشرن رسالة الملكوت في مقاطعات متنوعة: من المدن الناشطة الى المناطق النائية. (اعمال ١:٨) وكثيرات منهن يضحِّين بحقّهن في امتلاك بيت لهنّ او إنجاب الاولاد في سبيل خدمة يهوه بشكل اكمل. كما ان بعضهن يدعمن بولاء ازواجهن الذين يخدمون كنظار جائلين، وتخدم آلاف الاخوات في بيوت ايل حول العالم. ولا شك ان هؤلاء النساء المضحيات بالذات هنّ جزء من «مشتهى كل الامم» الذي يملأ بيت يهوه مجدا. — حجي ٢:٧.
٩، ١٠ كيف عبَّر البعض عن تقديرهم للمثال الرائع الذي رسمته زوجاتهم وأمهاتهم المسيحيات؟
٩ طبعا، لدى نساء مسيحيات كثيرات مسؤوليات عائلية للاهتمام بها. ولكن رغم ذلك، فهنّ يُبقين مصالح الملكوت اولا. (متى ٦:٣٣) كتبت فاتحة عازبة: «لعبت امي دورا مهمًّا في انخراطي في الفتح القانوني، بفضل ايمانها الراسخ ومثالها الرائع. وقد كانت احدى افضل رفيقاتي في عمل الفتح». ويقول زوج عن زوجته، التي هي ام لخمس بنات راشدات: «لطالما كان بيتنا نظيفا ومرتّبا. فقد ابقته بوني بسيطا باستغنائها عن الاشياء غير الضرورية، لكي تتمكن العائلة من التركيز على المساعي الروحية. وحُسْن تدبيرها في الشؤون المالية مكَّنني من العمل بدوام جزئي طوال ٣٢ سنة، مما اتاح لي تخصيص وقت اكبر لعائلتنا وللامور الروحية. كما انها علَّمت بناتنا اهمية العمل باجتهاد. لا يسعني إلّا ان امدحها على كل ما فعلته». واليوم يخدم هذان الزوجان في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه.
١٠ ويكتب زوج عن زوجته، التي هي امّ لها اولاد راشدون: «اكثر ما يعجبني في سوزان هو محبتها الشديدة للّٰه وللناس، بالاضافة الى تفهُّمها، تعاطفها، واستقامتها. ولطالما اعتبرَت ان يهوه يستحق افضل ما لدينا — مبدأ طبَّقته على نفسها في خدمتها للّٰه وفي القيام بمسؤولياتها كأم». وقد تمكن هذا الزوج بفضل دعم زوجته من نيل عدد من الامتيازات الروحية، بما في ذلك الخدمة كشيخ، فاتح، ناظر دائرة بديل، وعضو في لجنة الاتصال بالمستشفيات. فكم تُقدَّر هؤلاء النساء حق التقدير في نظر ازواجهن، رفقائهن المسيحيين، والاهم ايضا، في نظر يهوه! — امثال ٣١:٢٨، ٣٠.
نساء متوحِّدات وعازبات يُقدَّرن حق التقدير
١١ (أ) كيف اظهر يهوه اهتمامه بالنساء الامينات، وخصوصا الارامل؟ (ب) ايّ امر يمكن ان تثق به الارامل المسيحيات والاخوات الامينات المتوِّحدات والعازبات؟
١١ اظهر يهوه تكرارا اهتمامه بخير الارامل في الماضي. (تثنية ٢٧:١٩؛ مزمور ٦٨:٥؛ اشعياء ١٠:١، ٢) ويهوه لم يتغير. فهو لا يزال يهتم كثيرا بالارامل والامهات المتوحِّدات، وكذلك باللواتي اخترن ان يبقين عازبات بإرادتهن واللواتي لم يجدن زوجا مسيحيا مناسبا. (ملاخي ٣:٦؛ يعقوب ١:٢٧) فإذا كنتِ تخدمين يهوه بأمانة دون دعم زوج مسيحي، يمكنك ان تكوني على ثقة بأن اللّٰه يقدِّرك حق التقدير.
١٢ (أ) كيف تبرهن بعض الاخوات المسيحيات عن ولائهن ليهوه؟ (ب) اية مشاعر تحاول بعض اخواتنا التغلب عليها؟
١٢ لنأخذ الآن حالة اخواتنا المسيحيات اللواتي لم يتزوّجن لأنهن يُطِعن بولاء وصية يهوه بالتزوج «في الرب فقط». (١ كورنثوس ٧:٣٩؛ امثال ٣:١) فكلمة اللّٰه تؤكد لهن انه ‹مع الولي يعمل يهوه بولاء›. (٢ صموئيل ٢٢:٢٦، عج) إلا ان عدم التزوج يشكِّل تحديا لكثيرات منهن. تقول احدى الاخوات: «عقدت العزم ان اتزوج في الرب فقط، لكنني اذرف دموعا غزيرة عندما ارى صديقاتي يتزوّجن رجالا مسيحيين رائعين فيما لا ازال انا وحيدة». وتقول اخت اخرى: «اخدم يهوه منذ ٢٥ سنة وأنا مصمِّمة على البقاء امينة له. لكنَّ مشاعر الوحدة كثيرا ما تؤلمني». وتضيف قائلة: «نحن الاخوات العازبات بحاجة ماسة الى التشجيع». فكيف يمكننا مساعدة هؤلاء الاخوات الامينات؟
١٣ (أ) ماذا نتعلم من مثال البنات اللواتي كنّ يذهبن الى ابنة يفتاح؟ (ب) ما هي الطريقة الاخرى لإظهار اهتمامنا بالاخوات العازبات في جماعتنا؟
١٣ بإمكاننا معرفة احدى الطرائق من خلال حادثة قديمة. فعندما تخلّت ابنة يفتاح عن حقّها في الزواج، ادرك الناس انها تقدِّم تضحية. وماذا فعلوا لتشجيعها؟ كانت بنات اسرائيل يذهبن من سنة الى سنة ليمدحن بنت يفتاح الجلعادي اربعة ايام في السنة. (قضاة ١١:٣٠-٤٠، عج) وعلى نحو مماثل اليوم، ينبغي ان نقدِّم المدح المخلص للاخوات العازبات اللواتي يُطِعن بولاء شريعة اللّٰه.a وما هي الطريقة الاخرى لإظهار اهتمامنا بهن؟ ينبغي ان نطلب من يهوه في صلواتنا ان يدعم هؤلاء الاخوات الامينات العزيزات للاستمرار في خدمتهن بولاء. فهن يستاهلن ان يتأكدن من المحبة الحارة والتقدير العميق اللذين يكنهما لهن يهوه والجماعة المسيحية بأكملها. — مزمور ٣٧:٢٨.
كيف تنجح الامهات المتوحِّدات
١٤، ١٥ (أ) لماذا يجب ان تصلّي الامهات المتوحِّدات طلبا لمساعدة يهوه؟ (ب) كيف يمكن للامهات المتوحِّدات ان يعملن بانسجام مع صلواتهن؟
١٤ تواجه الامهات المتوحِّدات المسيحيات ايضا صعوبات عديدة. لذلك ينبغي ان يطلبن مساعدة يهوه لتربية اولادهن بانسجام مع مبادئ الكتاب المقدس. صحيح انه ليس باستطاعتكِ، ايتها الام المتوحِّدة، ان تكوني امًّا وأبًا في الوقت نفسه من كل النواحي، إلا ان يهوه سيساعدك على القيام بمسؤولياتك العديدة اذا طلبتِ ذلك منه بإيمان. مثالا لذلك: تخيلي ان لديكِ كيسا ثقيلا مليئا بالمأكولات تريدين ايصاله الى شقتك العالية في احد المباني. فهل تحملين الكيس وتصعدين على الدرج اذا كان هنالك مصعد في البناية؟ طبعا لا! وعلى نحو مماثل، لا تحاولي ان تحملي وحدك الاعباء العاطفية الثقيلة في حين ان بإمكانك طلب مساعدة يهوه. وهو يدعوك ان تفعلي ذلك. يقول المزمور ٦٨:١٩، ترجمة تفسيرية: «تبارك الرب الذي يحمل اثقالنا يوما فيوما». (إمالة الحروف لنا) كذلك تدعونا ١ بطرس ٥:٧ ان نلقي كل همومنا على يهوه، «لأنه يهتم بكم». لذلك عندما تثقل كاهلكِ المشاكل والهموم، ألقيها على ابيكِ السماوي بواسطة الصلاة «بلا انقطاع». — ١ تسالونيكي ٥:١٧؛ مزمور ١٨:٦؛ ٥٥:٢٢.
١٥ مثلا، اذا كنتِ امًّا، فلا شكّ انكِ قلقة بشأن تأثير النظراء على اولادك في المدرسة او بشأن امتحانات الاستقامة التي قد تواجههم. (١ كورنثوس ١٥:٣٣) وهذه امور تدعو فعلا الى القلق. ولكنها ايضا مسائل يجب ان تصلّي بشأنها. فلمَ لا تصلّين بشأن امور كهذه مع اولادك قبل ذهابهم الى المدرسة، وربما بعد مناقشة الآية اليومية معهم؟ فالصلوات المحددة الصادرة من القلب يمكن ان تترك اثرا عميقا في اذهان الاولاد. والاهم، هو انها تساعدك على نيل بركة يهوه فيما تجاهدين بصبر لغرس كلمته في قلوب اولادك. (تثنية ٦:٦، ٧؛ امثال ٢٢:٦) ولا تنسَي ان «عينَي يهوه على الابرار، وأذنيه الى تضرعهم». — ١ بطرس ٣:١٢؛ فيلبي ٤:٦، ٧.
١٦، ١٧ (أ) ماذا قال احد الابناء عن المحبة التي اظهرتها امه؟ (ب) كيف اثَّرت نظرة الام الروحية في اولادها؟
١٦ تأملي في مثال اوليڤيا، امّ لستة اولاد. فقد هجرها زوجها غير المؤمن بُعيد ولادة آخر طفلة لهما. لكنَّ ذلك لم يمنعها من ان تحمل فورا مسؤولية تدريب اولادها في طرق اللّٰه. كان دارِن، ابن اوليڤيا البالغ من العمر الآن ٣١ سنة والذي يخدم كشيخ مسيحي وفاتح، بعمر ٥ سنوات عندما هجرهم والده. وما زاد من هموم اوليڤيا ان دارِن أُصيب بمشكلة صحية خطيرة، مشكلة لا يزال يعاني منها حتى الآن. يكتب دارِن، متذكرا طفولته: «لا ازال اذكر كيف كنت اجلس في سرير المستشفى وأنتظر امي بفارغ الصبر. فقد كانت تجلس بقربي وتقرأ عليّ الكتاب المقدس يوميا. ثم كانت ترنم ترنيمة الملكوت ‹نشكرك يا يهوه›.b ولا تزال هذه الترنيمة حتى الآن الترنيمة المفضّلة لدي».
١٧ ساهمت ثقة اوليڤيا بيهوه ومحبتها له في نجاحها كأمّ متوحِّدة. (امثال ٣:٥، ٦) وقد انعكس موقفها الرائع في الاهداف التي رسمتها لأولادها. يقول دارِن: «كانت امي تشجِّعنا دائما على وضع هدف الخدمة كامل الوقت». ويضيف قائلا: «نتيجة لذلك، انخرطنا انا وأربع من اخواتي الخمس في الخدمة كامل الوقت. لكنَّ امي لم تفتخر يوما بإنجازاتها هذه امام الآخرين. وأنا ابذل جهدي للاقتداء بصفاتها الرائعة». صحيح ان الاولاد لا يختارون كلهم، كأولاد اوليڤيا، ان يخدموا اللّٰه عندما يكبرون، لكنَّ الام بإمكانها ان تثق بأن يهوه سيمنحها الارشاد والدعم الحبي اذا ما بذلت اقصى جهدها للعيش وفق مبادئ الكتاب المقدس. — مزمور ٣٢:٨.
١٨ كيف يمكننا ان نُظهِر تقديرنا لتدبير الجماعة المسيحية الذي اعدّه لنا يهوه؟
١٨ يزوِّدنا اللّٰه بمقدار كبير من الدعم من خلال الجماعة المسيحية. وذلك بواسطة البرنامج الغذائي الروحي المنتظم، معشر الإخْوة المسيحي، و ‹العطايا في رجال› الناضجين روحيا. (افسس ٤:٨) فالشيوخ الامناء يعملون جاهدين لتشجيع كل افراد الجماعة ويمنحون انتباها خصوصيا لحاجات «اليتامى والارامل في ضيقهم». (يعقوب ١:٢٧) لذلك ابقي قريبة من شعب اللّٰه ولا تعتزلي ابدا. — امثال ١٨:١؛ روما ١٤:٧.
جمال الخضوع
١٩ لماذا لا يعني خضوع الزوجة انها ادنى من زوجها، وأيّ مثال من الكتاب المقدس يبرهن ذلك؟
١٩ خلق يهوه المرأة معينا مكمِّلا للرجل. (تكوين ٢:١٨) لذلك لا يعني خضوع الزوجة لزوجها انها ادنى منه إطلاقا. على العكس، فإن هذه الصفة تكرم المرأة وتتيح لها استخدام مواهبها العديدة انسجاما مع مشيئة اللّٰه. يصف الاصحاح ٣١ من الامثال النشاطات المتنوعة التي كانت تقوم بها المرأة الفاضلة في اسرائيل القديمة. فقد كانت تساعد المحتاجين، تغرس الكروم، وتشتري الاراضي. نعم، كان ‹قلب زوجها يثق بها فلا يحتاج الى غنيمة›. — الاعداد ١١، ١٦، ٢٠.
٢٠ (أ) اية نظرة ينبغي ان تمتلكها المرأة المسيحية الى مواهبها المعطاة من اللّٰه؟ (ب) اية صفات رائعة اعربت عنها استير، وكيف استخدمها يهوه نتيجة لذلك؟
٢٠ ان المرأة المحتشمة الخائفة اللّٰه لا تتسلط على زوجها او تنافسه. (امثال ١٦:١٨) وهي لا تحاول تحقيق ذاتها وطموحاتها من خلال المساعي الدنيوية، بل تستخدم مواهبها المعطاة من اللّٰه لخدمة الآخرين: عائلتها، رفقائها المسيحيين، جيرانها، والاهم من ذلك يهوه. (غلاطية ٦:١٠؛ تيطس ٢:٣-٥) لنأخذ على سبيل المثال الملكة استير. فرغم انها جميلة المنظر، فقد كانت محتشمة وخاضعة. (استير ٢:١٣، ١٥) فعندما تزوجت، اظهرت احترامها العميق لزوجها الملك احشويرش، بعكس زوجته السابقة وشتي. (استير ١:١٠-١٢؛ ٢:١٦، ١٧) كما انها اذعنت للنصائح الجيدة التي قدّمها لها مردخاي، ابن عمها الاكبر سنًّا، حتى بعدما اصبحت ملكة. لكنها لم تكن ضعيفة الشخصية. فقد شهَّرت بجرأة هامان، رجل صاحب نفوذ عديم الرحمة كان قد دبَّر مكيدة لإبادة اليهود. نتيجة لذلك، استخدم يهوه استير بطريقة بارزة لإنقاذ شعبه. — استير ٣:٨–٤:١٧؛ ٧:١-١٠؛ ٩:١٣.
٢١ كيف يمكن للمرأة المسيحية ان تزيد من تقدير يهوه لها؟
٢١ من الواضح ان هنالك نساء تقيات، في الماضي والحاضر، اظهرن التعبد المطلق ليهوه وعبادته. لذلك، فإن يهوه يقدِّر هؤلاء النساء التقيات حق التقدير. فيا ايتها الاخوات المسيحيات، اسمحن ليهوه بأن يصوغكن بواسطة روحه لتصرن تدريجيا «اناء» مرغوبا فيه اكثر «مهيأ لكل عمل صالح». (٢ تيموثاوس ٢:٢١؛ روما ١٢:٢) فعن مثل هؤلاء العابدات المقدَّرات حق التقدير تقول كلمة اللّٰه: «أعطوها من ثمر يديها ولتمدحها اعمالها في الابواب». (امثال ٣١:٣١) ونحن نأمل ان تنطبق هذه الآية على كلّ واحدة منكن.
[الحاشيتان]
a من اجل معلومات عن كيفية تقديم مدح كهذا، انظر برج المراقبة عدد ١٥ آذار (مارس) ٢٠٠٢، الصفحات ٢٦-٢٨.
b الترنيمة رقم ٢١٢ في كتاب رنِّموا تسابيحَ ليهوه، اصدار شهود يهوه.
-