مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • نساء فرَّحن قلب يهوه
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • نساء فرَّحن قلب يهوه

      ‏«ليكافئ الرب عملكِ وليكن اجركِ كاملا من عند الرب».‏ —‏ راعوث ٢:‏١٢‏.‏

      ١،‏ ٢ كيف نستفيد اذا تأملنا في امثلة الكتاب المقدس لنساء فرَّحن قلب يهوه؟‏

      امرأتان دفعهما خوف اللّٰه الى تحدي فرعون.‏ بَغِيّ حَمَلها الايمان على المخاطرة بحياتها لحماية جاسوسَين اسرائيليَّين.‏ امرأة ساعدها إظهار التعقل والتواضع خلال الازمة على إنقاذ اشخاص عديدين من الموت وتجنيب مسيح يهوه ذنب سفك الدم.‏ ارملة وأم دفعها الايمان بيهوه اللّٰه وروح الضيافة الى تقديم كل ما تبقّى لديها من طعام لنبي اللّٰه.‏ ليست هذه سوى امثلة قليلة من بين الامثلة الكثيرة الواردة في الاسفار المقدسة لنساء فرَّحن قلب يهوه.‏

      ٢ تبرهن نظرة يهوه الى هؤلاء النساء والبركات التي اغدقها عليهن ان اكثر ما يرضيه هو الصفات الروحية التي يتحلّى بها المرء،‏ سواء أكان ذكرا ام انثى.‏ وفي عالمنا هذا المهووس بالمظهر الخارجي والغنى،‏ من الصعب ان يعطي المرء الاولوية للامور الروحية.‏ ولكن بإمكاننا تخطي هذه الصعوبة.‏ وهذا ما تبرهنه ملايين النساء الخائفات اللّٰه اللواتي يشكِّلن جزءا كبيرا من شعب اللّٰه اليوم.‏ وهؤلاء النساء المسيحيات يقتدين بالايمان،‏ التعقل،‏ روح الضيافة،‏ والصفات الرائعة الاخرى التي اظهرتها النساء الخائفات اللّٰه الوارد ذكرهن في الكتاب المقدس.‏ ولا شك ان الرجال المسيحيين ايضا يريدون الاقتداء بالصفات التي اظهرتها النساء المثاليات قديما.‏ ولكي نرى كيف يمكننا إظهار هذه الصفات بشكل افضل،‏ لنتأمل بالتفصيل في روايات الكتاب المقدس عن النساء اللواتي تحدثنا عنهن في مستهل المقالة.‏ —‏ روما ١٥:‏٤؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

      امرأتان تحدّتا فرعون

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لماذا رفضت شِفرة وفوعة الامتثال لأمر فرعون بقتل كل ذكر اسرائيلي مولود حديثا؟‏ (‏ب)‏ كيف كافأ يهوه القابلتَين على شجاعتهما وتقواهما؟‏

      ٣ في محاكمات نورمبورڠ،‏ التي جرت في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية،‏ حاول كثيرون أُدينوا بتهمة القتل الجماعي تبرير جرائمهم بالقول انهم كانوا يطيعون الاوامر ليس إلا.‏ ولكن لنقارن هذا بما فعلته القابِلتان الاسرائيليتان،‏ شِفرة وفوعة.‏ عاشت هاتان المرأتان في مصر القديمة خلال حكم احد الفراعنة الطغاة الذي لا يذكر الكتاب المقدس اسمه.‏ لقد امر هذا الفرعون القابلتَين ان تحرصا على قتل كل ذكر عبراني مولود حديثا،‏ خشية ان يتكاثر عدد العبرانيين.‏ فكيف تجاوبت المرأتان مع هذا الامر الوحشي الذي اصدره فرعون؟‏ «‏لم تفعلا كما كلَّمهما ملك مصر.‏ بل استحيتا الاولاد».‏ (‏إمالة الحروف لنا)‏ ولماذا لم تستسلم هاتان المرأتان لخوف الانسان؟‏ لأنهما «خافتا اللّٰه».‏ —‏ خروج ١:‏١٥،‏ ١٧؛‏ تكوين ٩:‏٦‏.‏

      ٤ نعم،‏ احتمت القابلتان بيهوه.‏ وقد برهن هو بدوره انه «ترس» لهما،‏ اذ حماهما من سخط فرعون.‏ (‏٢ صموئيل ٢٢:‏٣١؛‏ خروج ١:‏١٨-‏٢٠‏)‏ لكنَّ هذه لم تكن البركة الوحيدة من يهوه.‏ فقد رزق اللّٰه شِفرة وفوعة بعائلتَين.‏ حتى انه اكرمهما بتدوين اسمَيهما وأعمالهما في كلمته الموحى بها لكي تقرأ الاجيال القادمة عنهما،‏ في حين ان اسم فرعون لم يعد له ايّ ذكر.‏ —‏ خروج ١:‏٢١؛‏ ١ صموئيل ٢:‏٣٠ب؛‏ امثال ١٠:‏٧‏.‏

      ٥ كيف تُظهِر نساء مسيحيات كثيرات اليوم الموقف نفسه الذي اظهرته شِفرة وفوعة،‏ وكيف سيكافئهن يهوه؟‏

      ٥ وهل هنالك اليوم نساء كشِفرة وفوعة؟‏ نعم،‏ دون شك.‏ فكل سنة،‏ تكرز آلاف النساء بشجاعة برسالة الكتاب المقدس المنقذة للحياة في بلدان حيث يحظر «امر الملك» فعل ذلك،‏ مجازفات بحريتهن او حتى بحياتهن.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٣؛‏ اعمال ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وبدافع المحبة للّٰه والقريب،‏ لا تسمح هؤلاء النساء المقدامات لأحد بأن يمنعهن من إخبار الآخرين ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ لذلك تتعرض نساء مسيحيات كثيرات للمقاومة والاضطهاد.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ ١٣:‏٩-‏١٣‏)‏ وكما في حالة شِفرة وفوعة،‏ يعرف يهوه حق المعرفة اعمال هؤلاء النساء الشجاعات الرائعات.‏ وسيبرهن عن محبته لهن بحفظ اسمائهن في «كتاب الحياة»،‏ شرط ان يحتملن بأمانة حتى النهاية.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٣؛‏ متى ٢٤:‏١٣‏.‏

      بَغِيّ سابقة تفرِّح قلب يهوه

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ ماذا عرفت راحاب عن يهوه وشعبه،‏ وكيف اثَّرت فيها هذه المعرفة؟‏ (‏ب)‏ كيف تُكرِم كلمة اللّٰه راحاب؟‏

      ٦ سنة ١٤٧٣ ق‌م،‏ كانت بَغِيّ اسمها راحاب تعيش في مدينة اريحا الكنعانية.‏ ويبدو ان راحاب كانت امرأة واسعة الاطّلاع.‏ فعندما اتى جاسوسان اسرائيليان ليختبئا في بيتها،‏ اخبرتهما بالتفصيل عن خروج امة اسرائيل العجائبي من مصر،‏ رغم ان هذه الحادثة كان قد مرّ عليها ٤٠ سنة.‏ كما انها كانت على عِلْم بانتصارات امة اسرائيل الاخيرة على ملكَي الاموريين سيحون وعوج.‏ فكيف اثَّرت فيها هذه المعرفة؟‏ قالت للجاسوسَين:‏ «علمتُ ان الرب قد اعطاكم الارض .‏ .‏ .‏ لأن الرب الهكم هو اللّٰه في السماء من فوق وعلى الارض من تحت».‏ (‏يشوع ٢:‏١،‏ ٩-‏١١‏)‏ فما تعلّمته راحاب عن يهوه والاعمال التي قام بها من اجل اسرائيل مسّ قلبها ودفعها الى الايمان به.‏ —‏ روما ١٠:‏١٠‏.‏

      ٧ وإيمان راحاب دفعها الى العمل.‏ فقد قبِلت الجاسوَسين الاسرائيليَّين «بسلام»،‏ وأطاعت ارشادتهما المنقذة للحياة عندما شنّت امة اسرائيل هجوما على اريحا.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣١؛‏ يشوع ٢:‏١٨-‏٢١‏)‏ ولا شك ان الاعمال التي،‏ من خلالها،‏ برهنت راحاب عن ايمانها فرَّحت قلب يهوه،‏ لأنه اوحى الى التلميذ المسيحي يعقوب ان يضع اسمها الى جانب اسم ابراهيم،‏ صديق اللّٰه،‏ كمثال ليقتدي به المسيحيون.‏ كتب يعقوب:‏ «أمَا كذلك تبررت راحاب العاهرة بالاعمال،‏ اذ اضافت الرسولين وأخرجتهما في طريق آخر؟‏».‏ —‏ يعقوب ٢:‏٢٥‏.‏

      ٨ كيف كافأ يهوه راحاب على ايمانها وطاعتها؟‏

      ٨ كافأ يهوه راحاب بعدة طرائق.‏ فقد خلَّصها بأعجوبة هي وكل الذين اختبأوا في بيتها —‏ اي «بيت ابيها وكل ما لها».‏ ثم سمح لهم بأن يسكنوا «في وسط اسرائيل»،‏ حيث عوملوا كالوطنيين.‏ (‏يشوع ٢:‏١٣؛‏ ٦:‏٢٢-‏٢٥؛‏ لاويين ١٩:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ ولكنَّ المكافآ‌ت لم تنتهِ هنا.‏ فقد منح يهوه راحاب امتياز الصيرورة احدى النساء اللواتي تحدَّر منهن يسوع المسيح.‏ فما اعظم هذا الاعراب عن اللطف الحبي لامرأة كانت سابقا من عبدة الاوثان الكنعانيين!‏a —‏ مزمور ١٣٠:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٩ كيف يمكن ان تكون نظرة يهوه الى راحاب وبعض النساء المسيحيات في القرن الاول مشجِّعة لبعض النساء اليوم؟‏

      ٩ منذ القرن الاول حتى ايامنا،‏ اقتدت بعض النساء براحاب بهجر نمط حياتهن الفاسد ادبيا والصيرورة مسيحيات من اجل نيل رضى اللّٰه.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏)‏ ولا شك ان بعضهن تربّى في بيئة شبيهة ببيئة كنعان القديمة،‏ حيث يتفشى الفساد الادبي ويُعتبَر امرا عاديا.‏ لكنَّ ايمانهن المؤسس على معرفة الاسفار المقدسة معرفة دقيقة دفعهنّ الى تغير نمط حياتهن.‏ (‏روما ١٠:‏١٧‏)‏ لذلك كان يمكن ان يُقال ان ‹اللّٰه لا يخجل بهؤلاء النساء،‏ ان يدعونه كإله لهنّ›.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١٦‏)‏ فيا لهذا الشرف!‏

      امرأة كوفئت على تعقّلها

      ١٠،‏ ١١ ايّ مشكلة بين نابال وداود دفعت ابيجايل الى العمل؟‏

      ١٠ كانت نساء امينات كثيرات في الماضي بارزات في الاعراب عن صفة التعقل،‏ مما جعلهن يُقدَّرن حق التقدير في نظر شعب يهوه.‏ وإحدى هؤلاء النساء هي ابيجايل،‏ زوجة صاحب ارض اسرائيلي ثري اسمه نابال.‏ فقد ساهم تعقل ابيجايل في إنقاذ اشخاص من الموت وتجنيب داود،‏ ملك اسرائيل المقبل،‏ ذنب سفك الدم.‏ ويمكننا قراءة قصة ابيجايل في ١ صموئيل الاصحاح ٢٥‏.‏

      ١١ تبدأ القصة عندما كان داود ومرافقوه مخيِّمين قرب قطعان نابال.‏ فكانوا يحمونها ليلا ونهارا دون مقابل بدافع اللطف لنابال،‏ احد مواطنيهم الاسرائيليين.‏ ولكن عندما ابتدأت مؤن داود تنفد،‏ ارسل عشرة شبان ليطلبوا الطعام من نابال.‏ وهكذا،‏ أُتيحت الفرصة ليُظهِر نابال تقديره لداود وليكرم مسيح يهوه.‏ لكنه لم يفعل ذلك.‏ ففي فورة غضب،‏ أهان داود وردّ رجاله خائبين.‏ عندما سمع داود بما جرى،‏ جمع ٤٠٠ رجل مسلّح وذهب للانتقام.‏ علمت ابيجايل بردّ فعل زوجها القاسي وتصرفت بسرعة وتعقل لتهدئة داود بإرسال كمية كبيرة من المؤن.‏ ثم ذهبت هي بنفسها الى داود.‏ —‏ الاعداد ٢-‏٢٠‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ كيف برهنت ابيجايل انها متعقلة وولية ليهوه ولمسيحه؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعلت ابيجايل عندما عادت الى البيت،‏ وكيف جرت الامور بعدئذ؟‏

      ١٢ عندما التقت ابيجايل داود،‏ كشف التماسها المتواضع واسترحامها عن احترامها العميق لمسيح يهوه.‏ فقد قالت:‏ «الرب يصنع لسيدي بيتا امينا لأن سيدي يحارب حروب الرب».‏ وأضافت قائلة ان يهوه سيقيم داود رئيسا على اسرائيل.‏ (‏الاعداد ٢٨-‏٣٠‏)‏ كما انها اظهرت شجاعة كبيرة عندما قالت لداود انه اذا لم يضبط نفسه،‏ فسيؤدي انتقامه الى سفك الدم.‏ (‏العددان ٢٦‏،‏ ٣١‏)‏ وهكذا،‏ اعادت ابيجايل داود الى رشده بتواضعها واحترامها العميق وحدّة ذكائها.‏ وهذا ما دفع داود الى القول لها:‏ «مبارك الرب اله اسرائيل الذي ارسلك هذا اليوم لاستقبالي ومبارك عقلك ومباركة انت لأنك منعتني اليوم من اتيان الدماء».‏ —‏ العددان ٣٢،‏ ٣٣‏.‏

      ١٣ عادت ابيجايل الى البيت لتخبر زوجها عن الهدية التي اعطتها لداود،‏ ولكنها وجدته «سكران جدا».‏ فانتظرت حتى أفاق من سكره ثم اخبرته بما جرى.‏ فكيف تجاوب نابال؟‏ صُعق كثيرا حتى انه أُصيب بنوع من الشلل.‏ وبعد عشرة ايام،‏ ضربه اللّٰه فمات.‏ عندما علم داود بموت نابال،‏ طلب ابيجايل للزواج،‏ اذ انه كان مُعجبا بها كثيرا ويحترمها احتراما عميقا.‏ وقد وافقت ابيجايل على طلبه.‏ —‏ الاعداد ٣٤-‏٤٢‏.‏

      هل يمكننا الاقتداء بأبيجايل؟‏

      ١٤ اية صفات لدى ابيجايل قد نرغب في إظهارها بشكل افضل؟‏

      ١٤ سواء كنا ذكورا او إناثا،‏ هل نرغب في إظهار بعض صفات ابيجايل بشكل افضل؟‏ فقد نرغب ان نكون اكثر تعقلا عندما تنشأ الصعوبات.‏ او قد نرغب في التكلم بهدوء وعقلانية عندما يكون الذين حولنا منفعلين.‏ في هذه الحالة،‏ لمَ لا نصلي الى يهوه بشأن هذه المسألة؟‏ فهو يعِد بأن يعطي الحكمة،‏ التمييز،‏ والمقدرة التفكيرية لكل الذين ‹يداومون على الطلب بإيمان›.‏ —‏ يعقوب ١:‏٥،‏ ٦؛‏ امثال ٢:‏١-‏٦‏،‏ ع‌ج،‏ ١٠،‏ ١١‏،‏ ع‌ج.‏

      ١٥ في اية ظروف من المهم جدا ان تعرب النساء المسيحيات عن الصفات التي اظهرتها ابيجايل؟‏

      ١٥ ان صفات كهذه مهمة جدا لامرأة تعيش مع زوج غير مؤمن قلّما يهتم،‏ او لا يهتم إطلاقا،‏ بمبادئ الكتاب المقدس.‏ وربما يفرط في شرب الكحول.‏ ونحن نأمل ان يتغير رجال كهؤلاء.‏ فكثيرون تغيروا بسبب وداعة زوجاتهم،‏ احترامهن العميق،‏ وسلوكهن العفيف.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢،‏ ٤‏.‏

      ١٦ كيف تبرهن الاخت المسيحية انها تقدِّر علاقتها بيهوه اكثر من ايّ شيء آخر،‏ مهما كانت الظروف التي تحتملها في البيت؟‏

      ١٦ مهما كانت الظروف التي يجب ان تحتمليها في البيت،‏ فتذكري ان يهوه مستعد دائما لدعمك.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٢‏)‏ لذلك ابذلي جهدك لتقوية روحياتك.‏ صلّي طلبا للحكمة وهدوء القلب.‏ اقتربي الى يهوه عن طريق اعتياد الانتظام في درس الكتاب المقدس،‏ الصلاة،‏ التأمل،‏ ومعاشرة الرفقاء المسيحيين.‏ ان محبة ابيجايل للّٰه وموقفها من خادمه الممسوح لم يتأثرا بنظرة زوجها غير الروحية.‏ فقد تصرفت وفق المبادئ البارة.‏ واليوم ايضا،‏ حتى لو كانت الزوجة المسيحية تعيش مع زوج هو خادم مثالي للّٰه،‏ فهي تدرك ضرورة استمرارها في بذل الجهد لبناء روحياتها والمحافظة عليها.‏ وصحيح ان زوجها لديه التزام مؤسس على الاسفار المقدسة ان يعتني بها روحيا وماديا،‏ إلا انها يجب ان تداوم على العمل ‹لأجل خلاصها بخوف ورعدة›.‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٢؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٨‏.‏

      امرأة نالت «مكافأة نبي»‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ ايّ امتحان غير عادي للايمان واجهته ارملة صرفة؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوبت الارملة مع طلب ايليا،‏ وكيف كافأها يهوه على ذلك؟‏

      ١٧ يُظهِر اهتمام يهوه بأرملة فقيرة في ايام النبي ايليا انه يقدِّر تقديرا عميقا الذين يدعمون العبادة الحقة بالعطاء من وقتهم وطاقتهم ومواردهم.‏ فبسبب فترة طويلة من الجفاف في ايام ايليا،‏ عانى كثيرون الجوع،‏ بمَن في ذلك ارملة وابنها في صرفة.‏ وعندما لم يتبقَّ لديهما إلا وجبة طعام واحدة،‏ زارهما النبي ايليا وطلب من الارملة طلبا غريبا.‏ فرغم انه كان يعرف حالتها المزرية،‏ طلب منها ان تخبز له «كعكة صغيرة»،‏ مستخدمة ما تبقّى لديها من زيت ودقيق.‏ لكنه اضاف قائلا:‏ «لأنه هكذا قال الرب اله اسرائيل ان كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الارض».‏ —‏ ١ ملوك ١٧:‏٨-‏١٤‏.‏

      ١٨ لو كان احد منا مكان هذه الارملة،‏ فكيف كان سيتصرف؟‏ يبدو ان ارملة صرفة كانت تعرف ان ايليا هو نبي ليهوه،‏ لذلك «فعلت حسب قول ايليا».‏ وكيف تجاوب يهوه مع روح الضيافة التي اظهرتها؟‏ بواسطة اعجوبة،‏ زوَّدها هي وابنها وإيليا بالطعام خلال فترة الجفاف.‏ (‏١ ملوك ١٧:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ نعم،‏ لقد اعطى يهوه ارملة صرفة «مكافأة نبي»،‏ رغم انها لم تكن اسرائيلية.‏ (‏متى ١٠:‏٤١‏)‏ كما ان ابن اللّٰه اكرم هذه الارملة عندما ذكرها كمثال امام مواطنيه العديمي الايمان في الناصرة.‏ —‏ لوقا ٤:‏٢٤-‏٢٦‏.‏

  • النساء المسيحيات الامينات:‏ عابدات يقدِّرهن اللّٰه حقّ التقدير
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ٢،‏ ٣ كيف ساهمت النساء في ترويج البشارة في القرن الاول،‏ وكيف أُنبئ بذلك؟‏

      ٢ يذكر الكتاب المقدس الكثير من النساء اللواتي اظهرن هذه الروح الجديرة بالمدح.‏ ففي القرن الاول،‏ كان لدى بعض هؤلاء النساء امتياز خدمة يسوع ورسله.‏ (‏لوقا ٨:‏١-‏٣‏)‏ ولاحقا،‏ صارت بعض النساء المسيحيات مبشِّرات غيورات.‏ وقدَّمت نساء اخريات الدعم القيِّم للرجال المسيحيين الذين يتولَّون القيادة،‏ بمَن فيهم الرسول بولس.‏ كما تحلَّت بعض النساء بروح ضيافة غير عادية،‏ حتى انهن قدَّمن بيوتهن لعقد الاجتماعات المسيحية.‏

      ٣ انبأت الاسفار المقدسة بأن يهوه سيستخدم النساء بطريقة بارزة لإنجاز قصده.‏ مثلا،‏ انبأت يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩ ان الرجال والنساء،‏ الصغار والكبار،‏ سينالون الروح القدس ويساهمون في نشر بشارة الملكوت.‏ وقد ابتدأت هذه النبوة تتم يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ (‏اعمال ٢:‏١-‏٤،‏ ١٦-‏١٨‏)‏ فمُنحت بعض النساء الممسوحات بالروح مواهب عجائبية،‏ كموهبة التنبؤ.‏ (‏اعمال ٢١:‏٨،‏ ٩‏)‏ وغيرة هذا الجيش الروحي من الاخوات الامينات في الخدمة ساهمت في انتشار المسيحية بسرعة في القرن الاول.‏ فنحو السنة ٦٠ ب‌م،‏ كتب الرسول بولس ان البشارة «كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء».‏ —‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      نساء مُدحن على إظهارهن الشجاعة والغيرة وروح الضيافة

      ٤ لماذا كان لدى بولس سبب وجيه لمدح بعض نساء الجماعة المسيحية في القرن الاول؟‏

      ٤ كان الرسول بولس يقدِّر خدمة بعض النساء،‏ تماما كما يقدِّر النظار المسيحيون اليوم خدمة النساء الغيورات.‏ وبعض النساء اللواتي ذكرهن بولس بالاسم هن ‹تريفينة وتريفوسة،‏ اللتان تعملان بكد في الرب› و ‹برسيس المحبوبة،‏ التي كدّت كثيرا في الرب›.‏ (‏روما ١٦:‏١٢‏)‏ وكتب ايضا عن إفودية وسنتيخي اللتين «ناضلتا جنبا الى جنب معي في البشارة».‏ (‏فيلبي ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ كما تحدث عن برسكلا،‏ التي خدمت هي وزوجها اكيلا معه.‏ حتى انهما «جازفا بعنقَيهما» من اجله،‏ مما دفعه الى الكتابة:‏ «لست انا وحدي اشكرهما،‏ بل ايضا جميع جماعات الامم».‏ —‏ روما ١٦:‏٣،‏ ٤؛‏ اعمال ١٨:‏٢‏.‏

      ٥،‏ ٦ كيف رسمت برسكلا مثالا رائعا للاخوات في ايامنا؟‏

      ٥ وماذا جعل برسكلا تتحلى بالغيرة والشجاعة؟‏ نجد الجواب في الاعمال ١٨:‏٢٤-‏٢٦‏،‏ حيث نقرأ كيف دعمت زوجها في مساعدة خطيب ماهر اسمه ابلّس ان يطَّلع على طريق الحق على وجه اصحّ.‏ فيبدو ان برسكلا كانت تلميذة مجتهدة لكلمة اللّٰه ولتعليم الرسل.‏ نتيجة لذلك،‏ نمَّت صفات رائعة جعلتها مقدَّرة حقّ التقدير في نظر اللّٰه وزوجها وعضوا فعّالا في الجماعة الباكرة.‏ على نحو مماثل اليوم،‏ تُقدَّر حقّ التقدير النساء المسيحيات المجتهدات اللواتي يدرسن الكتاب المقدس بدأب ويتناولن الطعام الروحي الذي يزوِّده يهوه بواسطة «الوكيل الامين».‏ —‏ لوقا ١٢:‏٤٢‏.‏

      ٦ كان اكيلا وبرسكلا بارزَين في إظهار روح الضيافة.‏ فقد استضافا بولس في بيتهما عندما كان يعمل معهما في صناعة الخيام في كورنثوس.‏ (‏اعمال ١٨:‏١-‏٣‏)‏ وعندما انتقلا الى افسس ثم الى روما،‏ استمرا في إظهار روح الضيافة المسيحية،‏ حتى انهما قدَّما بيتهما لعقد الاجتماعات المسيحية.‏ (‏اعمال ١٨:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ١ كورنثوس ١٦:‏٨،‏ ١٩‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ قدَّمت نمفة ومريم ام يوحنا مرقس بيتَيهما لعقد اجتماعات الجماعة.‏ —‏ اعمال ١٢:‏١٢؛‏ كولوسي ٤:‏١٥‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة