مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هوذا صانع العجائب!‏
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • هوذا صانع العجائب!‏

      ‏«قف وتأمل بعجائب اللّٰه».‏ —‏ ايوب ٣٧:‏١٤‏.‏

      ١،‏ ٢ ايّ اكتشاف مذهل حدث سنة ١٩٢٢،‏ وماذا كان ردّ الفعل؟‏

      تعاون عالِم الآثار واللورد الانكليزي طوال سنوات للبحث عن الكنز.‏ وأخيرا،‏ في ٢٦ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٢٢،‏ عند قبر الفراعنة المصريين في وادي الملوك المشهور،‏ اكتشف عالِم الآثار هاورد كارتر واللورد كارنارڤون مكان الكنز:‏ قبر الفرعون توت عنخ أمون.‏ وعندما وصلا الى باب مُحكَم الاغلاق،‏ ثقباه ثم ادخل كارتر شمعة وحدَّق الى الداخل.‏

      ٢ روى كارتر لاحقا:‏ «عندما لم يعد اللورد كارنارڤون يتحمل هذا التشويق وسأل بلهفة:‏ ‹هل يمكنك رؤية ايّ شيء؟‏›،‏ لم يسعني إلا ان انطق بهذه الكلمات:‏ ‹اجل،‏ اشياء رائعة›».‏ وبين آلاف الكنوز في القبر،‏ كان هنالك تابوت من الذهب الخالص.‏ ولربما رأيتم بعضا من هذه ‹الاشياء الرائعة› في الصور او في احد المتاحف.‏ ولكن مهما كانت هذه الاشياء رائعة،‏ فهي على الارجح لا تمتّ الى حياتكم بأية صلة.‏ لذلك لننتقل الى روائع او عجائب اخرى من المؤكد انها تتعلق بكم وتهمكم.‏

      ٣ اين نجد معلومات عن روائع او عجائب يمكن ان تهمنا؟‏

      ٣ تأملوا مثلا في رجل عاش منذ قرون عديدة،‏ رجل نابه الذكر اكثر من اي نجم سينمائي او بطل رياضي او احد افراد اسرة ملكية.‏ وقد دُعي اعظم كل بني المشرق واسمه ايوب.‏ وقد كُتب عنه سفر كامل في الكتاب المقدس.‏ لكنَّ احد معاصريه،‏ شاب يدعى اليهو،‏ شعر بأنه لا بد من تقويمه.‏ فقال ان ايوب يلفت الانتباه الى نفسه وإلى الذين حوله اكثر من اللازم.‏ وفي ايوب الاصحاح ٣٧‏،‏ نجد بعض النصائح الحكيمة والمحدَّدة الاخرى التي يمكن ان تهمنا كثيرا.‏ —‏ ايوب ١:‏١-‏٣؛‏ ٣٢:‏١–‏٣٣:‏١٢‏.‏

      ٤ ماذا ادّى الى حض اليهو المسجَّل في ايوب ٣٧:‏١٤‏؟‏

      ٤ تكلَّم ثلاثة ادَّعوا انهم اصدقاء ايوب مطوَّلا،‏ مشيرين الى المجالات حيث يعتقدون ان ايوب ارتكب خطأ ما في الفكر او العمل.‏ (‏ايوب ١٥:‏١-‏٦،‏ ١٦؛‏ ٢٢:‏٥-‏١٠‏)‏ وقد انتظر اليهو بصبر حتى انتهى ذلك الحوار.‏ وبعد ذلك تكلم ببصيرة وحكمة وذكر نقاطا قيِّمة كثيرة.‏ ولكن لاحظوا خصوصا هذه الفكرة الرئيسية:‏ «انصت الى هذا يا ايوب وقف وتأمل بعجائب اللّٰه».‏ —‏ ايوب ٣٧:‏١٤‏.‏

      صانع العجائب

      ٥ ماذا تشمل «عجائب اللّٰه» التي اشار اليها اليهو؟‏

      ٥ لاحظوا ان اليهو لم يقل لأيوب ان يركز انتباهه على نفسه او على اليهو او على بشر آخرين.‏ لكنه بحكمة حث ايوب —‏ وإيانا ايضا —‏ على التأمل بعجائب يهوه اللّٰه.‏ فماذا تعتقدون ان عبارة «عجائب اللّٰه» تشمل؟‏ وإضافة الى اهتمامكم بصحتكم،‏ وضعكم المالي،‏ مستقبلكم،‏ عائلتكم،‏ رفقاء عملكم،‏ وجيرانكم،‏ لماذا ينبغي ان تتأملوا بأعمال اللّٰه؟‏ لا شك ان عجائب يهوه اللّٰه تشمل حكمته وسلطانه على الخليقة المادية حولنا.‏ (‏نحميا ٩:‏٦؛‏ مزمور ٢٤:‏١؛‏ ١٠٤:‏٢٤؛‏ ١٣٦:‏٥،‏ ٦‏)‏ لتوضيح ذلك،‏ لاحظوا هذه النقطة في سفر يشوع.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ اية عجيبتين صنعهما يهوه في ايام موسى ويشوع؟‏ (‏ب)‏ كيف كنتم ستتجاوبون لو شهدتم ايًّا من هاتين العجيبتين في ايام موسى وأيام يشوع؟‏

      ٦ جلب يهوه ضربات على مصر القديمة ثم شق مياه البحر الاحمر لكي يتمكن موسى من تحرير الاسرائيليين القدامى.‏ (‏خروج ٧:‏١–‏١٤:‏٣١؛‏ مزمور ١٠٦:‏٧،‏ ٢١،‏ ٢٢‏)‏ وهنالك حادثة مماثلة في يشوع الاصحاح ٣‏.‏ كان على يشوع،‏ خليفة موسى،‏ ان يقود شعب اللّٰه عبر مياه ايضا ويدخل بهم الى ارض الموعد.‏ قال يشوع:‏ «تقدسوا لأن الرب يعمل غدا في وسطكم عجائب».‏ (‏يشوع ٣:‏٥‏)‏ اية عجائب؟‏

      ٧ يُظهِر السجل ان يهوه شقّ مجرى ماء كان يعترض طريقهم،‏ وهو نهر الاردن،‏ بحيث تمكن عدة آلاف من الرجال والنساء والاولاد من العبور على اليابسة.‏ (‏يشوع ٣:‏٧-‏١٧‏)‏ ولو كنا هناك نراقب النهر ينشق والجميع يعبرون بسلامة،‏ لأثر فينا هذا الانجاز العجيب!‏ فقد كانت إعرابا عن سلطة اللّٰه على الخليقة.‏ ولكن هنالك حاليا —‏ في مجرى حياتنا —‏ امور عجيبة ايضا.‏ ولكي نرى ما هو بعضها ونعرف لماذا ينبغي ان نتأمل بها،‏ لنقرأ ايوب ٣٧:‏٥-‏٧‏.‏

      ٨،‏ ٩ اية عجيبتين تشير اليهما ايوب ٣٧:‏٥-‏٧‏،‏ ولكن لماذا ينبغي ان نفكر فيهما؟‏

      ٨ ذكر اليهو:‏ «اللّٰه يرعد بصوته عجبا.‏ يصنع عظائم لا ندركها».‏ فيمَ كان أليهو يفكر حين قال ان اللّٰه يصنع الاشياء «عجبا»؟‏ انه يتحدث عن الثلج ووابل المطر.‏ وهذان سيوقفان عمل المزارع في حقله،‏ مما يفسح له المجال ويعطيه سببا للتأمل في اعمال اللّٰه.‏ قد لا نكون نحن من المزارعين،‏ لكننا نتأثر بالمطر والثلج.‏ فحسب المكان الذي نعيش فيه،‏ قد يعيق الثلج والمطر نشاطاتنا نحن ايضا.‏ فهل نستغل هذا الوقت لنسأل انفسنا من يقف وراء هاتين العجيبتين وما يعنيه ذلك؟‏ هل سبق ان فعلتم ذلك؟‏

      ٩ والجدير بالملاحظة ان يهوه اللّٰه نفسه اتَّبع اسلوبا مماثلا فيما كان يطرح على ايوب اسئلة عميقة،‏ كما نقرأ في ايوب الاصحاح ٣٨‏.‏ ومع ان خالقنا طرح هذه الاسئلة على ايوب،‏ فمن الواضح ان لها علاقة بموقفنا،‏ بوجودنا،‏ وبمستقبلنا.‏ لذلك لنرَ ماذا سأل اللّٰه،‏ ولنفكر في المعاني الضمنية لأسئلته.‏ نعم،‏ لنفعل ما تحثنا عليه ايوب ٣٧:‏١٤‏.‏

      ١٠ ايّ اثر ينبغي ان يتركه ايوب الاصحاح ٣٨ فينا،‏ وأية اسئلة يطرحها؟‏

      ١٠ يُستهل الاصحاح ٣٨ بهذه الكلمات:‏ «اجاب الرب ايوب من العاصفة وقال من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة.‏ اشدد الآن حقويك كرجل.‏ فإني اسألك فتعلّمني».‏ (‏ايوب ٣٨:‏١-‏٣‏)‏ مهدت هذه الكلمات السبيل لما سيأتي بعد.‏ وقد ساعدت ايوب على تعديل تفكيره بحيث صار يدرك انه ماثل امام خالق الكون وأنه مسؤول امامه.‏ وهذا ما يحسن بنا نحن ايضا ان نفعله وكذلك جميع العائشين في ايامنا.‏ ثم لإيضاح الفكرة،‏ تناول اللّٰه الامور التي ذكرها اليهو:‏ «اين كنتَ حين اسستُ الارض.‏ أخبر إنْ كان عندك فهم.‏ من وضع قياسها.‏ لأنك تعلم.‏ او من مدَّ عليها مطمارا.‏ على ايّ شيء قَرَّت قواعدها او من وضع حجر زاويتها».‏ —‏ ايوب ٣٨:‏٤-‏٦‏.‏

      ١١ ماذا ينبغي ان تجعلنا ايوب ٣٨:‏٤-‏٦ ندرك؟‏

      ١١ اين كان ايوب —‏ وأين كان ايٌّ منا —‏ حين ظهرت الارض؟‏ هل كنا المهندس المعماري الذي صمَّم ارضنا،‏ ومن هذا التصميم،‏ حدَّد الابعاد بواسطة مسطرة؟‏ طبعا لا.‏ فالبشر لم يكونوا موجودين آنذاك.‏ ثم سأل اللّٰه،‏ مشبِّها ارضنا ببناء:‏ «من وضع حجر زاويتها».‏ نحن نعرف ان الارض قائمة على مسافة دقيقة من شمسنا،‏ مما يسمح لنا بالعيش والتمتع بالحياة عليها.‏ وحجمها مناسب ايضا.‏ فلو كانت ارضنا اكبر بكثير،‏ لما تمكن الهيدروجين من الإفلات من وطأة الغلاف الجوي،‏ ولصارت الارض مكانا لا يصلح للعيش.‏ فمن الواضح ان ثمة من وضع «حجر زاويتها» في المكان المناسب.‏ وهل يُنسب الفضل في ذلك الى ايوب؟‏ هل يُنسب الينا نحن؟‏ أم الى يهوه اللّٰه؟‏ —‏ امثال ٣:‏١٩؛‏ ارميا ١٠:‏١٢‏.‏

      مَن من البشر لديه الجواب؟‏

      ١٢ ايّ امر يدفعنا السؤال في ايوب ٣٨:‏٦ الى التفكير فيه؟‏

      ١٢ سأل اللّٰه ايضا:‏ «على ايّ شيء قَرَّت قواعدها».‏ أليس سؤالا وجيها؟‏ ثمة كلمة نعرفها جميعا على الارجح لكنها لم تكن معروفة لدى ايوب:‏ الجاذبية.‏ ويفهم معظمنا ان قوة الجاذبية من الشمس الهائلة الحجم تبقي ارضنا في مكانها،‏ او تثبِّت قواعدها،‏ اذا جاز التعبير.‏ ولكن مَن يفهم الجاذبية كاملا؟‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ بماذا يجب الاعتراف بشأن الجاذبية؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان نتجاوب مع ما تقوله ايوب ٣٨:‏٦‏؟‏

      ١٣ يعترف كتاب حديث صدر بالانكليزية بعنوان شرح الكون ان ‹الجاذبية هي احدى قوى الطبيعة الاكثر شهرة،‏ لكنها اقل القوى وضوحا›.‏ ويضيف قائلا:‏ «يبدو ان قوة الجاذبية تنتقل في الفضاء الخالي بشكل فوري،‏ أما كيف تفعل ذلك فلا يُعرَف بوضوح.‏ ولكن،‏ في السنوات الاخيرة،‏ بدأ الفيزيائيون يفترضون ان الجاذبية تنتقل في موجات مؤلفة من جسيمات تدعى جذبونات.‏ .‏ .‏ ولكن لا احد يجزم بوجودها».‏ فكروا في ما يعنيه ذلك!‏

      ١٤ لقد تقدم العلم ٠٠٠‏,٣ سنة منذ طرح يهوه هذه الاسئلة على ايوب.‏ ولكن حتى الآن لا نستطيع نحن ولا الخبراء الفيزيائيون ان نشرح كاملا الجاذبية التي تبقي ارضنا في المدار المناسب،‏ المكان الصحيح الذي يسمح لنا بالتمتع بالحياة هنا.‏ (‏ايوب ٢٦:‏٧؛‏ اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ هذا لا يعني اننا نقترح ان نجري جميعنا ابحاثا متعمقة حول كل اسرار الجاذبية.‏ لكنَّ التأمل في احد اوجه عجائب اللّٰه ينبغي ان يؤثر في نظرتنا اليه.‏ فهل تشعرون بالرهبة حيال حكمته ومعرفته،‏ وهل تشعرون لماذا نحن بحاجة الى التعلم اكثر عن مشيئته؟‏

      ١٥-‏١٧ (‏أ)‏ علامَ ركَّزت ايوب ٣٨:‏٨-‏١١‏،‏ مما يؤدي الى اية اسئلة؟‏ (‏ب)‏ بماذا يجب الاعتراف بشأن المعرفة عن المحيطات وتوزُّعها على الارض؟‏

      ١٥ تابع الخالق اسئلته:‏ «من حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم.‏ اذ جعلت السحاب لباسه والضباب قماطه وجزمت عليه حدي وأقمت له مغاليق ومصاريع وقلت الى هنا تأتي ولا تتعدى وهنا تُتخَم كبرياء لججك».‏ —‏ ايوب ٣٨:‏٨-‏١١‏.‏

      ١٦ ان حجز البحر بمصاريع له علاقة بالقارات والمحيطات وحركات المد والجزر.‏ ومنذ متى يقوم الانسان بأبحاثه ودراساته عن هذه الاشياء؟‏ طوال آلاف السنين،‏ وبشكل مكثَّف في القرن الماضي.‏ قد تعتقدون ان الانسان صار يعرف الآن معظم ما يلزم اكتشافه.‏ ولكن،‏ حتى في سنة ٢٠٠١ هذه،‏ اذا بحثتم عن هذا الموضوع في المكتبات الكبيرة او استعنتم بوسائل البحث الضخمة في الإنترنت لإيجاد احدث الوقائع،‏ فماذا تجدون؟‏

      ١٧ تجدون هذا الاعتراف في مرجع ذائع الصيت:‏ «لطالما كان توزُّع الارصفة القارية وأحواض المحيطات على سطح الارض وتوزُّع التضاريس الرئيسية لليابسة احدى اكبر المشاكل في الابحاث والنظريات العلمية».‏ وبعد قول ذلك،‏ اوردت دائرة المعارف هذه اربعة شروح محتملة ولكنها قالت انها «بين فرضيات كثيرة».‏ وكما قد تعرفون،‏ الفرضية هي «رأي علمي لم يَثبت بعد».‏

      ١٨ ماذا تستنتجون من ايوب ٣٨:‏٨-‏١١‏؟‏

      ١٨ ألا ترون ان الاسئلة التي قرأناها في ايوب ٣٨:‏٨-‏١١ تنطبق على ايامنا؟‏ طبعا،‏ لا يرجع الفضل الينا في تجهيز جميع الامور التي تميِّز كوكبنا.‏ ونحن لم نضع القمر في المكان المناسب حتى تنتج جاذبيته المد والجزر بحيث لا يغمر المد عادة اليابسة حولنا ويغمرنا نحن ايضا.‏ لا شك انكم تعرفون الى من يعود الفضل.‏ انه صانع العجائب.‏ —‏ مزمور ٣٣:‏٧؛‏ ٨٩:‏٩؛‏ امثال ٨:‏٢٩؛‏ اعمال ٤:‏٢٤؛‏ كشف ١٤:‏٧‏.‏

      انسبوا الفضل الى يهوه

      ١٩ الى اي حقائق مادية تلفت انتباهنا التعابير الشعرية في ايوب ٣٨:‏١٢-‏١٤‏؟‏

      ١٩ لا يُنسب الفضل الى البشر ايضا في دوران الارض الذي تلمِّح اليه ايوب ٣٨:‏١٢-‏١٤‏.‏ فهذا الدوران يجعل الصبح ينبلج،‏ وبمنظر أخّاذ في اغلب الاحيان.‏ وفيما تطلع الشمس،‏ تصير معالم كوكبنا اوضح،‏ كالطين الطري الذي يتخذ الشكل الذي يطبعه الختم.‏ وعندما نتأمل ولو قليلا في حركة الارض،‏ لا يسعنا إلا ان نتعجب من ان الارض لا تدور بسرعة كبيرة جدا،‏ مما يؤدي الى كارثة كما ندرك.‏ وهي لا تدور ببطء ايضا بحيث يصير النهار والليل اطول بكثير،‏ فترتفع الحرارة كثيرا في النهار وتهبط بشدة في الليل،‏ مما يجعل عيش الانسان على الارض مستحيلا.‏ وبصراحة،‏ ينبغي ان نكون سعداء لأن اللّٰه،‏ وليس مجموعة من البشر،‏ هو الذي حدد سرعة الدوران.‏ —‏ مزمور ١٤٨:‏١-‏٥‏.‏

      ٢٠ كيف تجيبون عن السؤالين المطروحين في ايوب ٣٨:‏١٦،‏ ١٨‏؟‏

      ٢٠ تخيّلوا الآن ان اللّٰه سألكم انتم هذه الاسئلة الاضافية:‏ «هل انتهيتَ الى ينابيع البحر او في مقصورة الغمر تمشيت».‏ لا يستطيع حتى علماء البحار ان يعطوا جوابا كاملا!‏ «هل أدركت عرض الارض.‏ أخبر إنْ عرفته كله».‏ (‏ايوب ٣٨:‏١٦،‏ ١٨‏)‏ فهل زرتم واستكشفتم كل بقاع الارض،‏ او حتى الجزء الاكبر منها؟‏ كم عمرا يلزم ان تعيشوا لتتأملوا في الاماكن الجميلة في الارض وروائعها؟‏ لكنها ستكون اوقاتا رائعة!‏

      ٢١ (‏أ)‏ اية نظرتين علميتين قد يذكِّرنا بهما السؤالان في ايوب ٣٨:‏١٩‏؟‏ (‏ب)‏ إلامَ ينبغي ان تدفعنا الحقيقة عن الضوء؟‏

      ٢١ تمعنوا ايضا في السؤالين العميقين في ايوب ٣٨:‏١٩‏:‏ «اين الطريق الى حيث يسكن النور.‏ والظلمة اين مقامها».‏ ربما تعرفون انه لزمن طويل ساد الاعتقاد ان الضوء ينتقل على شكل موجات،‏ كالتموجات الصغيرة التي نراها على سطح بركة ماء.‏ ثم في سنة ١٩٠٥،‏ وضع ألبرت آينشتاين نظرية مفادها ان الضوء عبارة عن حزم،‏ او جسيمات،‏ من الطاقة.‏ وهل حسم ذلك المسألة؟‏ تسأل احدى دوائر المعارف الحديثة:‏ «هل الضوء موجة أم جسيم؟‏».‏ ثم تجيب:‏ «يستحيل كما يبدو ان يكون [الضوء] كلا الشيئين لأن الشكلين [الموجات والجسيمات] مختلفان جدا.‏ والجواب الافضل هو أن الضوء ليس هذا ولا ذاك».‏ ومع ذلك،‏ لا يزال ضوء الشمس يدفئنا (‏بطريقة مباشرة وغير مباشرة)‏،‏ حتى لو كان الانسان عاجزا عن تزويد تفسير كامل لأعمال اللّٰه في هذا المجال.‏ ونحن نتمتع بالطعام والاكسجين الناتجَين من تفاعل النباتات مع الضوء.‏ ويمكننا ان نقرأ،‏ نرى وجوه احبائنا،‏ نتأمل في غروب الشمس،‏ وما الى ذلك.‏ وفيما نفعل هذا،‏ ألا ينبغي ان نشكر اللّٰه على عجائبه؟‏ —‏ مزمور ١٠٤:‏١،‏ ٢؛‏ ١٤٥:‏٥؛‏ اشعياء ٤٥:‏٧؛‏ ارميا ٣١:‏٣٥‏.‏

      ٢٢ كيف تجاوب داود قديما مع عجائب اللّٰه؟‏

      ٢٢ ولكن هل التأمل بعجائب يهوه هو فقط بهدف ان تؤثر فينا روعتها بحيث ينعقد لساننا؟‏ كلا.‏ اعترف المرنم الملهم قديما بأنه من المستحيل فهم كل اعمال اللّٰه والتعليق عليها.‏ كتب داود:‏ «ما اكثر عجائبك .‏ .‏ .‏ ايها الرب.‏ .‏ .‏ .‏ كيف لي ان احدِّث بها،‏ فهي اعظم من ان تُحصى».‏ (‏مزمور ٤٠:‏٦‏،‏ الترجمة العربية الجديدة [‏مزمور ٤٠:‏٥‏،‏ الترجمة الپروتستانتية‏])‏ لكنه لم يعنِ انه لن يتكلم عن هذه العظائم.‏ وهذا ما برهن عليه بتصميمه الوارد في المزمور ٩:‏١‏:‏ «احمد الرب بكل قلبي.‏ احدِّث بجميع عجائبك».‏

      ٢٣ كيف تتجاوبون مع عجائب اللّٰه،‏ وكيف يمكنكم مساعدة الآخرين؟‏

      ٢٣ ألا ينبغي ان يترك ذلك فينا الاثر نفسه؟‏ ألا ينبغي ان يدفعنا تعجبنا من عظائم اللّٰه الى التكلم عنه،‏ عما فعل،‏ وعما سيفعل؟‏ الجواب واضح:‏ ينبغي ان ‹نحدِّث بين الامم بمجده بين جميع الشعوب بعجائبه›.‏ (‏مزمور ٩٦:‏٣-‏٥‏)‏ نعم،‏ يمكن ان نعرب عن تقديرنا المتواضع لعجائب اللّٰه بإخبار الآخرين بما تعلمناه عنه.‏ حتى لو تربوا في مجتمع يرفض الخالق،‏ فقد تجعلهم تعابيرنا الايجابية التي تحتوي على معلومات قيِّمة يعترفون باللّٰه.‏ كما يمكن ان تدفعهم الى الرغبة في التعلم وخدمة الاله الذي ‹خلق كل الاشياء›،‏ صانع العجائب يهوه.‏ —‏ كشف ٤:‏١١‏.‏

  • تأملوا بعجائب اللّٰه
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • تأملوا بعجائب اللّٰه

      ‏«كثيرا ما جعلت انت ايها الرب الهي عجائبك وأفكارك من جهتنا.‏ لا تقوَّم لديك».‏ —‏ مزمور ٤٠:‏٥‏.‏

      ١،‏ ٢ ايّ دليل لدينا على عجائب اللّٰه،‏ وعلامَ ينبغي ان يحثنا ذلك؟‏

      عندما تقرأون الكتاب المقدس،‏ من السهل ان تروا ان اللّٰه صنع العجائب لشعبه القديم اسرائيل.‏ (‏يشوع ٣:‏٥؛‏ مزمور ١٠٦:‏٧،‏ ٢١،‏ ٢٢‏)‏ حتى لو لم يتدخل يهوه في الوقت الحاضر بهذه الطريقة في شؤون البشر،‏ نجد حولنا الكثير من البراهين على عجائبه.‏ لذلك لدينا سبب وجيه للانضمام الى صاحب المزمور في القول:‏ «ما اعظم اعمالك يا رب.‏ كلها بحكمة صنعتَ.‏ ملآنة الارض من غناك».‏ —‏ مزمور ١٠٤:‏٢٤؛‏ ١٤٨:‏١-‏٥‏.‏

      ٢ يتجاهل كثيرون اليوم او يرفضون هذا الدليل القاطع على اعمال الخالق.‏ (‏روما ١:‏٢٠‏)‏ ولكن يحسن بنا ان نتأمل فيها ونستنتج ما هو موقفنا وواجبنا تجاه صانعنا.‏ والاصحاحات ٣٨ الى ٤١ من ايوب هي خير مساعد لنا في هذا المجال،‏ لأن يهوه لفت هناك انتباه ايوب الى بعض اوجه عجائبه.‏ تأملوا في بعض القضايا المهمة التي تحدث عنها اللّٰه.‏

      عظائم وعجائب

      ٣ عمَّ سأل اللّٰه،‏ كما هو مسجل في ايوب ٣٨:‏٢٢،‏ ٢٣،‏ ٢٥-‏٢٩‏؟‏

      ٣ سأل اللّٰه ايوب:‏ «أدخلتَ الى خزائن الثلج ام ابصرتَ مخازن البرَد التي أبقيتها لوقت الضرّ ليوم القتال والحرب».‏ ان الثلج والبرد جزء من حياة الناس في انحاء كثيرة من الارض.‏ وتابع اللّٰه قائلا:‏ «مَن فرَّع قنواتٍ للهَطل وطريقا للصواعق ليمطر على ارض حيث لا انسان.‏ على قفر لا احد فيه.‏ ليُروي البلقع والخلاء ويُنبت مخرج العشب.‏ هل للمطر اب ومَن ولد مآ‌جل الطل.‏ من بطن مَن خرج الجَمَد.‏ صقيع السماء مَن ولده».‏ —‏ ايوب ٣٨:‏٢٢،‏ ٢٣،‏ ٢٥-‏٢٩‏.‏

      ٤-‏٦ بأيّ معنى تكون معرفة الانسان عن الثلج غير كاملة؟‏

      ٤ ان بعض الذين يعيشون نمط حياة سريعا ويجب ان يتنقلوا قد يعتبرون الثلج مجرد عائق.‏ لكنَّ كثيرين غيرهم يعتبرون الثلج مصدر بهجة يمكِّنهم من التمتع بنشاطات فريدة عندما تكتسي الارض به في الشتاء.‏ فنظرا الى سؤال اللّٰه،‏ هل لديكم معرفة عميقة عن الثلج،‏ او حتى عن شكله؟‏ صحيح أننا نعرف كيف تبدو كمية كبيرة منه،‏ ربما من صور منحدرات الثلج او لأننا رأينا شخصيا الكثير منه،‏ ولكن ماذا عن كل ندفة من ندف الثلج؟‏ هل تعرفون ما شكلها،‏ لأنكم ربما فحصتموها عند تكوّنها؟‏

      ٥ لقد قضى البعض عقودا في دراسة الندف وتصويرها.‏ يمكن ان تتألف ندفة الثلج من مئة بلورة جليدية دقيقة منسقة بتنوع من الاشكال الرائعة.‏ يقول كتاب الغلاف الجوي (‏بالانكليزية)‏:‏ «تشتهر ندف الثلج بأشكالها المتنوعة التي لا تنتهي،‏ ومع ان العلماء يصرّون على القول انه لا يوجد قانون طبيعي يحول دون تشكّل ندف متشابهة تماما،‏ لم يُعثَر قط على ندفتين متطابقتين.‏ وثمة بحث ضخم اجراه .‏ .‏ .‏ ويلسون أ.‏ بنتلي الذي قضى اكثر من ٤٠ سنة يدرس ويصور ندف الثلج بواسطة مجهر،‏ لكنه لم يجد ندفتين متشابهتين تماما».‏ حتى لو حدثت حالة نادرة ووُجدت ندفتان متطابقتان،‏ فهل يغيِّر ذلك عجيبة التنوع الكبير في ندف الثلج؟‏

      ٦ تذكروا سؤال اللّٰه:‏ «أدخلتَ الى خزائن الثلج».‏ يظن كثيرون ان السحب هي خزائن الثلج.‏ فهل تتخيلون انفسكم تذهبون الى احدى هذه الخزائن لإجراء جردة لندف الثلج بكل اشكالها التي لا تُعَدّ ولتدرسوا كيف اتت؟‏ تقول احدى دوائر المعارف العلمية:‏ «ان طبيعة ومنشأ النويات الجليدية الضرورية لجعل القطرات من السحب تتجمد على درجة حرارة تناهز ٤٠° ف (‏٤٠° م)‏ تحت الصفر لا يزالان غير واضحين».‏ —‏ مزمور ١٤٧:‏١٦،‏ ١٧؛‏ اشعياء ٥٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٧ الى ايّ حدّ يعرف البشر عن المطر؟‏

      ٧ وماذا عن المطر؟‏ سأل اللّٰه ايوب:‏ «هل للمطر اب ومن ولد مآ‌جل الطل».‏ تقول دائرة المعارف نفسها:‏ «نظرا الى التعقيد الذي تتسم به الحركات الجوية وإلى التقلب الشديد في ما يحتويه الهواء من بخار وجسيمات،‏ يبدو من المستحيل وضع نظرية عامة مفصلة حول الطريقة التي بها تنشأ السحب ويحدث تساقط المطر والثلوج».‏ ببسيط العبارة،‏ رغم ان العلماء وضعوا نظريات مفصَّلة،‏ فهم لا يستطيعون ان يفهموا المطر فهما كاملا.‏ ومع ذلك،‏ تعرفون ان الامطار الحيوية تتساقط،‏ فتروي الارض وتنعش النبات وتجعل الحياة ممكنة ومبهجة.‏

      ٨ لماذا تكون كلمات بولس في الاعمال ١٤:‏١٧ ملائمة؟‏

      ٨ ألا توافقون الرسول بولس على الاستنتاج الذي توصّل اليه؟‏ لقد حث الآخرين ان يروا في هذه العجائب شهادة عن الذي يقف وراءها.‏ قال بولس عن يهوه اللّٰه:‏ «لم يترك نفسه بلا شهادة بما فعل من صلاح،‏ معطيا اياكم امطارا من السماء ومواسم مثمرة،‏ مفعما قلوبكم طعاما وسرورا».‏ —‏ اعمال ١٤:‏١٧؛‏ مزمور ١٤٧:‏٨‏.‏

      ٩ كيف تُظهِر عجائب اللّٰه قدرته العظيمة؟‏

      ٩ لا يوجد شك البتة في ان صانع هذه العجائب المفيدة يملك حكمة غير محدودة وقدرة هائلة.‏ وفي ما يتعلق بقدرته،‏ فكروا في هذا:‏ يُقال ان نحو ٠٠٠،‏٤٥ عاصفة رعدية تهب كل يوم،‏ اي اكثر من ١٦ مليونا في السنة.‏ وهذا يعني انه في هذه اللحظات،‏ يهب نحو ٠٠٠‏,٢ عاصفة رعدية حول العالم.‏ والسحب البالغة التعقيد في عاصفة رعدية واحدة تتأجج بطاقة تفوق بعشرة اضعاف،‏ او اكثر،‏ الطاقة الناتجة من القنبلتين النوويتين اللتين أُلقيتا في الحرب العالمية الثانية.‏ وأنتم ترون بعضا من هذه الطاقة عندما تبرق السماء.‏ والبرق المهيب يساعد على إنتاج اشكال من النتروجين تدخل التربة لتمتصها النباتات كسماد طبيعي.‏ فالطاقة اذًا تظهر في شكل بروق،‏ والبروق تجلب معها فوائد كبيرة.‏ —‏ مزمور ١٠٤:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      اية استنتاجات تصلون اليها؟‏

      ١٠ كيف تجيبون عن الاسئلة الموجودة في ايوب ٣٨:‏٣٣-‏٣٨‏؟‏

      ١٠ تخيّلوا نفسكم مكان ايوب فيما اللّٰه القادر على كل شيء يطرح عليكم اسئلة.‏ ستوافقون على الارجح ان عجائب اللّٰه لا تسترعي انتباه معظم الناس.‏ يطرح يهوه علينا الاسئلة التي نقرأها في ايوب ٣٨:‏٣٣-‏٣٨‏:‏ «هل عرفت سُنَن السموات او جعلتَ تسلطها على الارض.‏ أترفع صوتك الى السحب فيغطيك فيض المياه.‏ أترسل البروق فتذهب وتقول لك ها نحن.‏ من وضع في الطَّخاء حكمة او من اظهر في الشُّهُب فطنة.‏ من يحصي الغيوم بالحكمة ومن يسكب ازقاق السموات إذ ينسبك التراب سبكا ويتلاصق المَدَر».‏

      ١١،‏ ١٢ ما هي بعض الامور التي تثبت ان اللّٰه هو صانع العجائب؟‏

      ١١ لم نتناول إلا نقاطا قليلة اثارها اليهو مع ايوب،‏ وأتينا على ذكر بعض الاسئلة التي طلب يهوه من ايوب ان يجيبه عنها «كرجل».‏ (‏ايوب ٣٨:‏٣‏)‏ ونحن نقول «بعض» لأن اللّٰه،‏ في الاصحاحين ٣٨ و ٣٩‏،‏ ركز الانتباه على اوجه بارزة اخرى من الخليقة.‏ مثلا،‏ مَن يعرف كل قوانين،‏ او سنن،‏ الكوكبات في السموات؟‏ (‏ايوب ٣٨:‏٣١-‏٣٣‏)‏ ولفت يهوه انتباه ايوب الى بعض الحيوانات:‏ اللبوة والغراب،‏ الوعل وحمار الوحش،‏ الثور الوحشي والنعامة،‏ ثم الفرس القوي والنسر.‏ وكان اللّٰه يسأل ايوب فعليا هل اعطى هذه الحيوانات المتنوعة خصائصها التي تحدِّد طريقة عيشها ونموها.‏ قد تتمتعون بدرس هذين الاصحاحين،‏ وخصوصا اذا كنتم تحبون الاحصنة او حيوانات اخرى.‏ —‏ مزمور ٥٠:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ١٢ يمكنكم ان تتأملوا ايضا في ايوب الاصحاحين ٤٠،‏ ٤١‏،‏ حيث يطلب يهوه من ايوب ثانية ان يجيبه عن اسئلة تتعلق بحيوانين مميَّزين.‏ يُعتقد ان هذين الحيوانين هما فرس النهر (‏بهيموث)‏ الهائل الحجم والقوي البنية،‏ وتمساح النيل (‏لوياثان)‏ المخيف.‏ وكلٌّ منهما يتميز بخصائص تجعله اعجوبة من اعاجيب الخلق،‏ الامر الذي يستحق تأملنا.‏ لنرَ الآن اية استنتاجات ينبغي ان نصل اليها.‏

      ١٣ ايّ اثر تركته اسئلة اللّٰه في نفس ايوب،‏ وكيف ينبغي ان تؤثر هذه الامور فينا؟‏

      ١٣ يُظهِر لنا الاصحاح ٤٢ من ايوب ايّ اثر تركته اسئلة اللّٰه في نفس ايوب.‏ كان ايوب قبلا يلفت الانتباه الى نفسه وإلى الآخرين اكثر من اللازم.‏ لكنه قبِل التقويم الذي تضمنته اسئلة يهوه وعدَّل تفكيره.‏ فقد اعترف:‏ «قد علمتُ انك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك امر.‏ فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة.‏ ولكني قد نطقت بما لم افهم.‏ بعجائب فوقي لم اعرفها [«بعجائب تفوق إدراكي»،‏ ترجمة تفسيرية‏]».‏ (‏ايوب ٤٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ نعم،‏ بعد التأمل بعجائب اللّٰه،‏ قال ايوب ان هذه الامور تفوق إدراكه.‏ وبعد مراجعة هذه الروائع الخلقية،‏ ينبغي ان نُعجَب كأيوب بحكمة اللّٰه وقدرته.‏ ولكن ما الهدف من هذا؟‏ أهو مجرد الإعجاب بقوته وقدرته الهائلتين؟‏ أم ينبغي ان نندفع الى اكثر من ذلك؟‏

      ١٤ كيف تجاوب داود مع عجائب اللّٰه؟‏

      ١٤ نجد في المزمور ٨٦ تعابير ذات علاقة تفوه بها داود،‏ الذي قال في مزمور سابق:‏ «السموات تحدث بمجد اللّٰه.‏ والفلك يخبر بعمل يديه.‏ يوم الى يوم يذيع كلاما وليل الى ليل يبدي علما».‏ (‏مزمور ١٩:‏١،‏ ٢‏)‏ لكنَّ داود ذكر المزيد.‏ نقرأ في المزمور ٨٦:‏١٠،‏ ١١‏:‏ «لأنك عظيم انت وصانع عجائب.‏ انت اللّٰه وحدك.‏ علِّمني يا رب طريقك اسلك في حقك.‏ وحِّد قلبي لخوف اسمك».‏ ان إعجاب داود الشديد بكل عجائب الخالق انطوى على قدر لائق من الخوف التوقيري.‏ ويمكنكم ان تعرفوا لماذا.‏ فلم يُرِد داود ان يُغضب الاله القادر على صنع هذه العجائب.‏ ولا نريد نحن ذلك.‏

      ١٥ لماذا كان خوف داود التوقيري من اللّٰه ملائما؟‏

      ١٥ لا بد ان داود ادرك انه بما ان اللّٰه له قدرة هائلة تحت سيطرته،‏ يمكنه ان يوجهها ضد كل من لا يستحقون رضاه.‏ وهذا بالنسبة اليهم نذير سوء.‏ سأل اللّٰه ايوب:‏ «أدخلتَ الى خزائن الثلج أم ابصرتَ مخازن البرَد التي أبقيتها [«ادخرتها»،‏ تف‏] لوقت الضرّ ليوم القتال والحرب».‏ فالثلج،‏ البرد،‏ العواصف الممطرة،‏ الرياح،‏ والبرق هي كلها اسلحة في ترسانته.‏ وما اشد هذه القوى الطبيعية المذهلة!‏ —‏ ايوب ٣٨:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ ماذا يُظهِر قدرة اللّٰه المهيبة،‏ وكيف استخدم هذه القدرة في الماضي؟‏

      ١٦ ربما تذكرون كارثة محلية سببتها احدى هذه القوى،‏ مثل إعصار او عاصفة برد او فيضان مفاجئ.‏ للإيضاح:‏ في اواخر سنة ١٩٩٩،‏ اجتاحت عواصف عاتية جنوبي غربي اوروپا.‏ وقد فاجأت حتى الخبراء بالطقس.‏ وبلغت سرعة الرياح الهوجاء ٢٠٠ كيلومتر في الساعة،‏ فاقتلعت آلاف السقوف وأوقعت ابراج الطاقة الكهربائية وقلبت الشاحنات.‏ حاولوا ان تتخيلوا هذا:‏ اقتلعت او كسرت هذه العواصف نحو ٢٧٠ مليون شجرة،‏ ٠٠٠‏,١٠ منها في منتزه ڤرساي خارج پاريس.‏ وبقيت ملايين البيوت بلا كهرباء.‏ ومات نحو ١٠٠ شخص.‏ حدث كل ذلك خلال فترة وجيزة.‏ فيا لها من قوة!‏

      ١٧ قد يُقال ان العواصف هي امور غير متوقعة،‏ غير موجَّهة،‏ وغير مضبوطة.‏ ولكن ماذا يحصل لو استخدم الاله الكلي القدرة،‏ الصانع اعمالا مدهشة،‏ هذه القوى بطريقة مضبوطة وموجَّهة؟‏ لقد فعل شيئا كهذا في ايام ابراهيم،‏ الذي علم ان ديان كل الارض وزن شرّ مدينتي سدوم وعمورة.‏ فقد كانتا فاسدتين جدا حتى ان الصرخات بشأنهما صعدت الى اللّٰه،‏ الذي ساعد كل الابرار على الهرب من المدينتين الملعونتين.‏ يقول التاريخ:‏ «امطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء».‏ كان هذا عملا مدهشا:‏ حفْظ حياة الابرار وإهلاك الاشرار الذين لا امل في ان يتوبوا.‏ —‏ تكوين ١٩:‏٢٤‏.‏

      ١٨ الى اية عجيبة يشير اشعياء الاصحاح ٢٥‏؟‏

      ١٨ لاحقا،‏ اصدر اللّٰه حكما قضائيا على مدينة بابل القديمة،‏ وربما هي التي يشير اليها سفر اشعياء الاصحاح ٢٥‏.‏ فقد انبأ اللّٰه ان احدى المدن ستصير خرابا:‏ «جعلت مدينة رجمة.‏ قرية حصينة ردما.‏ قصر اعاجم ان لا تكون مدينة.‏ لا يبنى الى الابد».‏ (‏اشعياء ٢٥:‏٢‏)‏ ويمكن لزوار موقع بابل القديمة اليوم ان يشهدوا على صحة هذه الكلمات.‏ فهل كان دمار بابل مجرد صدفة؟‏ كلا.‏ بل كما قال اشعيا:‏ «يا رب انت الهي اعظِّمك.‏ احمد اسمك لأنك صنعت عجبا.‏ مقاصدك منذ القديم امانة وصدق».‏ —‏ اشعياء ٢٥:‏١‏.‏

      عجائب في المستقبل

      ١٩،‏ ٢٠ ايّ إتمام لإشعياء ٢٥:‏٦-‏٨ يمكن ان نتوقعه؟‏

      ١٩ لقد تمم اللّٰه النبوة الآنفة الذكر في الماضي،‏ وسيفعل ذلك في المستقبل.‏ ففي هذه القرينة،‏ حيث يذكر اشعيا ان اللّٰه يصنع «عجبا»،‏ نجد نبوة موثوقا بها ستتم كما تمت الدينونة في بابل.‏ وأي «عجب» يوعَد به؟‏ تقول اشعياء ٢٥:‏٦‏:‏ «يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن ممخة دردي مصفى».‏

      ٢٠ ستتم هذه النبوة حتما في العالم الجديد القريب الذي يعد به اللّٰه.‏ فسيرتاح آنذاك الجنس البشري من المشاكل التي تثقل كاهل كثيرين اليوم.‏ وفي الواقع،‏ تضمن النبوة في اشعياء ٢٥:‏٧،‏ ٨ ان اللّٰه سيستخدم قوته الخلقية ليصنع احد اعجب الاعمال قاطبة:‏ «يبلع الموت الى الابد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الارض لأن الرب قد تكلم».‏ لاحقا،‏ اقتبس الرسول بولس من هذا النص وطبَّقه على إقامة اللّٰه الاموات.‏ وكم سيكون هذا العمل عجيبا!‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥١-‏٥٤‏.‏

      ٢١ اية عجيبة سيصنعها اللّٰه للاموات؟‏

      ٢١ والسبب الآخر لانقطاع دموع الحزن هو ان الامراض الجسدية التي يعانيها البشر ستزول.‏ فعندما كان يسوع على الارض،‏ شفى كثيرين،‏ اذ رد البصر الى العمي والسمع الى الصم والنشاط الى المعوقين.‏ وتخبر يوحنا ٥:‏٥-‏٩ انه شفى رجلا كسيحا طوال ٣٨ سنة.‏ ورأى المراقبون في ذلك عملا مدهشا،‏ عجيبة.‏ وقد كان كذلك!‏ لكن يسوع اخبرهم ان الامر الاروع سيكون إقامته الاموات:‏ «لا تتعجبوا من هذا،‏ لأنها تأتي الساعة التي يسمع فيها جميع الذين في القبور التذكارية صوته فيخرجون:‏ الذين فعلوا الصالحات الى قيامة للحياة».‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ٢٢ لماذا يمكن ان يكون رجاء للفقراء والمساكين؟‏

      ٢٢ وهذا سيحدث لا محالة لأن الذي يعد به هو يهوه.‏ فتيقنوا انه عندما يستخدم قدرته العظيمة للردّ ويوجِّهها جيدا،‏ ستكون النتيجة رائعة.‏ ويشير المزمور ٧٢ الى ما سيفعله بواسطة ابنه الملك.‏ فالصدّيق سيشرق.‏ وسيكثر السلام.‏ وسينجي اللّٰه الفقراء والمساكين.‏ فهو يعد:‏ «تكون حفنة بُر في الارض في رؤوس الجبال.‏ تتمايل مثل لبنان [قديما] ثمرتها ويزهرون من المدينة مثل عشب الارض».‏ —‏ مزمور ٧٢:‏١٦‏.‏

      ٢٣ إلامَ ينبغي ان تدفعنا عجائب اللّٰه؟‏

      ٢٣ من الواضح انه لدينا سبب وجيه لنتأمل بكل عجائب يهوه —‏ بما فعله في الماضي،‏ بما يفعله اليوم،‏ وبما يعد بفعله في المستقبل القريب.‏ «مبارك الرب اللّٰه اله اسرائيل الصانع العجائب وحده.‏ ومبارك اسم مجده الى الدهر ولتمتلئ الارض كلها من مجده.‏ آمين ثم آمين».‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ينبغي ان يكون ذلك دائما موضوع حديثنا الحماسي مع الاقرباء والآخرين.‏ نعم،‏ ‹لنحدِّث بين الامم بمجده بين جميع الشعوب بعجائبه›.‏ —‏ مزمور ٧٨:‏٣،‏ ٤؛‏ ٩٦:‏٣،‏ ٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة