-
هوذا صانع العجائب!برج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
هوذا صانع العجائب!
«قف وتأمل بعجائب اللّٰه». — ايوب ٣٧:١٤.
١، ٢ ايّ اكتشاف مذهل حدث سنة ١٩٢٢، وماذا كان ردّ الفعل؟
تعاون عالِم الآثار واللورد الانكليزي طوال سنوات للبحث عن الكنز. وأخيرا، في ٢٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٢٢، عند قبر الفراعنة المصريين في وادي الملوك المشهور، اكتشف عالِم الآثار هاورد كارتر واللورد كارنارڤون مكان الكنز: قبر الفرعون توت عنخ أمون. وعندما وصلا الى باب مُحكَم الاغلاق، ثقباه ثم ادخل كارتر شمعة وحدَّق الى الداخل.
٢ روى كارتر لاحقا: «عندما لم يعد اللورد كارنارڤون يتحمل هذا التشويق وسأل بلهفة: ‹هل يمكنك رؤية ايّ شيء؟›، لم يسعني إلا ان انطق بهذه الكلمات: ‹اجل، اشياء رائعة›». وبين آلاف الكنوز في القبر، كان هنالك تابوت من الذهب الخالص. ولربما رأيتم بعضا من هذه ‹الاشياء الرائعة› في الصور او في احد المتاحف. ولكن مهما كانت هذه الاشياء رائعة، فهي على الارجح لا تمتّ الى حياتكم بأية صلة. لذلك لننتقل الى روائع او عجائب اخرى من المؤكد انها تتعلق بكم وتهمكم.
٣ اين نجد معلومات عن روائع او عجائب يمكن ان تهمنا؟
٣ تأملوا مثلا في رجل عاش منذ قرون عديدة، رجل نابه الذكر اكثر من اي نجم سينمائي او بطل رياضي او احد افراد اسرة ملكية. وقد دُعي اعظم كل بني المشرق واسمه ايوب. وقد كُتب عنه سفر كامل في الكتاب المقدس. لكنَّ احد معاصريه، شاب يدعى اليهو، شعر بأنه لا بد من تقويمه. فقال ان ايوب يلفت الانتباه الى نفسه وإلى الذين حوله اكثر من اللازم. وفي ايوب الاصحاح ٣٧، نجد بعض النصائح الحكيمة والمحدَّدة الاخرى التي يمكن ان تهمنا كثيرا. — ايوب ١:١-٣؛ ٣٢:١–٣٣:١٢.
٤ ماذا ادّى الى حض اليهو المسجَّل في ايوب ٣٧:١٤؟
٤ تكلَّم ثلاثة ادَّعوا انهم اصدقاء ايوب مطوَّلا، مشيرين الى المجالات حيث يعتقدون ان ايوب ارتكب خطأ ما في الفكر او العمل. (ايوب ١٥:١-٦، ١٦؛ ٢٢:٥-١٠) وقد انتظر اليهو بصبر حتى انتهى ذلك الحوار. وبعد ذلك تكلم ببصيرة وحكمة وذكر نقاطا قيِّمة كثيرة. ولكن لاحظوا خصوصا هذه الفكرة الرئيسية: «انصت الى هذا يا ايوب وقف وتأمل بعجائب اللّٰه». — ايوب ٣٧:١٤.
صانع العجائب
٥ ماذا تشمل «عجائب اللّٰه» التي اشار اليها اليهو؟
٥ لاحظوا ان اليهو لم يقل لأيوب ان يركز انتباهه على نفسه او على اليهو او على بشر آخرين. لكنه بحكمة حث ايوب — وإيانا ايضا — على التأمل بعجائب يهوه اللّٰه. فماذا تعتقدون ان عبارة «عجائب اللّٰه» تشمل؟ وإضافة الى اهتمامكم بصحتكم، وضعكم المالي، مستقبلكم، عائلتكم، رفقاء عملكم، وجيرانكم، لماذا ينبغي ان تتأملوا بأعمال اللّٰه؟ لا شك ان عجائب يهوه اللّٰه تشمل حكمته وسلطانه على الخليقة المادية حولنا. (نحميا ٩:٦؛ مزمور ٢٤:١؛ ١٠٤:٢٤؛ ١٣٦:٥، ٦) لتوضيح ذلك، لاحظوا هذه النقطة في سفر يشوع.
٦، ٧ (أ) اية عجيبتين صنعهما يهوه في ايام موسى ويشوع؟ (ب) كيف كنتم ستتجاوبون لو شهدتم ايًّا من هاتين العجيبتين في ايام موسى وأيام يشوع؟
٦ جلب يهوه ضربات على مصر القديمة ثم شق مياه البحر الاحمر لكي يتمكن موسى من تحرير الاسرائيليين القدامى. (خروج ٧:١–١٤:٣١؛ مزمور ١٠٦:٧، ٢١، ٢٢) وهنالك حادثة مماثلة في يشوع الاصحاح ٣. كان على يشوع، خليفة موسى، ان يقود شعب اللّٰه عبر مياه ايضا ويدخل بهم الى ارض الموعد. قال يشوع: «تقدسوا لأن الرب يعمل غدا في وسطكم عجائب». (يشوع ٣:٥) اية عجائب؟
٧ يُظهِر السجل ان يهوه شقّ مجرى ماء كان يعترض طريقهم، وهو نهر الاردن، بحيث تمكن عدة آلاف من الرجال والنساء والاولاد من العبور على اليابسة. (يشوع ٣:٧-١٧) ولو كنا هناك نراقب النهر ينشق والجميع يعبرون بسلامة، لأثر فينا هذا الانجاز العجيب! فقد كانت إعرابا عن سلطة اللّٰه على الخليقة. ولكن هنالك حاليا — في مجرى حياتنا — امور عجيبة ايضا. ولكي نرى ما هو بعضها ونعرف لماذا ينبغي ان نتأمل بها، لنقرأ ايوب ٣٧:٥-٧.
٨، ٩ اية عجيبتين تشير اليهما ايوب ٣٧:٥-٧، ولكن لماذا ينبغي ان نفكر فيهما؟
٨ ذكر اليهو: «اللّٰه يرعد بصوته عجبا. يصنع عظائم لا ندركها». فيمَ كان أليهو يفكر حين قال ان اللّٰه يصنع الاشياء «عجبا»؟ انه يتحدث عن الثلج ووابل المطر. وهذان سيوقفان عمل المزارع في حقله، مما يفسح له المجال ويعطيه سببا للتأمل في اعمال اللّٰه. قد لا نكون نحن من المزارعين، لكننا نتأثر بالمطر والثلج. فحسب المكان الذي نعيش فيه، قد يعيق الثلج والمطر نشاطاتنا نحن ايضا. فهل نستغل هذا الوقت لنسأل انفسنا من يقف وراء هاتين العجيبتين وما يعنيه ذلك؟ هل سبق ان فعلتم ذلك؟
٩ والجدير بالملاحظة ان يهوه اللّٰه نفسه اتَّبع اسلوبا مماثلا فيما كان يطرح على ايوب اسئلة عميقة، كما نقرأ في ايوب الاصحاح ٣٨. ومع ان خالقنا طرح هذه الاسئلة على ايوب، فمن الواضح ان لها علاقة بموقفنا، بوجودنا، وبمستقبلنا. لذلك لنرَ ماذا سأل اللّٰه، ولنفكر في المعاني الضمنية لأسئلته. نعم، لنفعل ما تحثنا عليه ايوب ٣٧:١٤.
١٠ ايّ اثر ينبغي ان يتركه ايوب الاصحاح ٣٨ فينا، وأية اسئلة يطرحها؟
١٠ يُستهل الاصحاح ٣٨ بهذه الكلمات: «اجاب الرب ايوب من العاصفة وقال من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة. اشدد الآن حقويك كرجل. فإني اسألك فتعلّمني». (ايوب ٣٨:١-٣) مهدت هذه الكلمات السبيل لما سيأتي بعد. وقد ساعدت ايوب على تعديل تفكيره بحيث صار يدرك انه ماثل امام خالق الكون وأنه مسؤول امامه. وهذا ما يحسن بنا نحن ايضا ان نفعله وكذلك جميع العائشين في ايامنا. ثم لإيضاح الفكرة، تناول اللّٰه الامور التي ذكرها اليهو: «اين كنتَ حين اسستُ الارض. أخبر إنْ كان عندك فهم. من وضع قياسها. لأنك تعلم. او من مدَّ عليها مطمارا. على ايّ شيء قَرَّت قواعدها او من وضع حجر زاويتها». — ايوب ٣٨:٤-٦.
١١ ماذا ينبغي ان تجعلنا ايوب ٣٨:٤-٦ ندرك؟
١١ اين كان ايوب — وأين كان ايٌّ منا — حين ظهرت الارض؟ هل كنا المهندس المعماري الذي صمَّم ارضنا، ومن هذا التصميم، حدَّد الابعاد بواسطة مسطرة؟ طبعا لا. فالبشر لم يكونوا موجودين آنذاك. ثم سأل اللّٰه، مشبِّها ارضنا ببناء: «من وضع حجر زاويتها». نحن نعرف ان الارض قائمة على مسافة دقيقة من شمسنا، مما يسمح لنا بالعيش والتمتع بالحياة عليها. وحجمها مناسب ايضا. فلو كانت ارضنا اكبر بكثير، لما تمكن الهيدروجين من الإفلات من وطأة الغلاف الجوي، ولصارت الارض مكانا لا يصلح للعيش. فمن الواضح ان ثمة من وضع «حجر زاويتها» في المكان المناسب. وهل يُنسب الفضل في ذلك الى ايوب؟ هل يُنسب الينا نحن؟ أم الى يهوه اللّٰه؟ — امثال ٣:١٩؛ ارميا ١٠:١٢.
مَن من البشر لديه الجواب؟
١٢ ايّ امر يدفعنا السؤال في ايوب ٣٨:٦ الى التفكير فيه؟
١٢ سأل اللّٰه ايضا: «على ايّ شيء قَرَّت قواعدها». أليس سؤالا وجيها؟ ثمة كلمة نعرفها جميعا على الارجح لكنها لم تكن معروفة لدى ايوب: الجاذبية. ويفهم معظمنا ان قوة الجاذبية من الشمس الهائلة الحجم تبقي ارضنا في مكانها، او تثبِّت قواعدها، اذا جاز التعبير. ولكن مَن يفهم الجاذبية كاملا؟
١٣، ١٤ (أ) بماذا يجب الاعتراف بشأن الجاذبية؟ (ب) كيف ينبغي ان نتجاوب مع ما تقوله ايوب ٣٨:٦؟
١٣ يعترف كتاب حديث صدر بالانكليزية بعنوان شرح الكون ان ‹الجاذبية هي احدى قوى الطبيعة الاكثر شهرة، لكنها اقل القوى وضوحا›. ويضيف قائلا: «يبدو ان قوة الجاذبية تنتقل في الفضاء الخالي بشكل فوري، أما كيف تفعل ذلك فلا يُعرَف بوضوح. ولكن، في السنوات الاخيرة، بدأ الفيزيائيون يفترضون ان الجاذبية تنتقل في موجات مؤلفة من جسيمات تدعى جذبونات. . . ولكن لا احد يجزم بوجودها». فكروا في ما يعنيه ذلك!
١٤ لقد تقدم العلم ٠٠٠,٣ سنة منذ طرح يهوه هذه الاسئلة على ايوب. ولكن حتى الآن لا نستطيع نحن ولا الخبراء الفيزيائيون ان نشرح كاملا الجاذبية التي تبقي ارضنا في المدار المناسب، المكان الصحيح الذي يسمح لنا بالتمتع بالحياة هنا. (ايوب ٢٦:٧؛ اشعياء ٤٥:١٨) هذا لا يعني اننا نقترح ان نجري جميعنا ابحاثا متعمقة حول كل اسرار الجاذبية. لكنَّ التأمل في احد اوجه عجائب اللّٰه ينبغي ان يؤثر في نظرتنا اليه. فهل تشعرون بالرهبة حيال حكمته ومعرفته، وهل تشعرون لماذا نحن بحاجة الى التعلم اكثر عن مشيئته؟
١٥-١٧ (أ) علامَ ركَّزت ايوب ٣٨:٨-١١، مما يؤدي الى اية اسئلة؟ (ب) بماذا يجب الاعتراف بشأن المعرفة عن المحيطات وتوزُّعها على الارض؟
١٥ تابع الخالق اسئلته: «من حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم. اذ جعلت السحاب لباسه والضباب قماطه وجزمت عليه حدي وأقمت له مغاليق ومصاريع وقلت الى هنا تأتي ولا تتعدى وهنا تُتخَم كبرياء لججك». — ايوب ٣٨:٨-١١.
١٦ ان حجز البحر بمصاريع له علاقة بالقارات والمحيطات وحركات المد والجزر. ومنذ متى يقوم الانسان بأبحاثه ودراساته عن هذه الاشياء؟ طوال آلاف السنين، وبشكل مكثَّف في القرن الماضي. قد تعتقدون ان الانسان صار يعرف الآن معظم ما يلزم اكتشافه. ولكن، حتى في سنة ٢٠٠١ هذه، اذا بحثتم عن هذا الموضوع في المكتبات الكبيرة او استعنتم بوسائل البحث الضخمة في الإنترنت لإيجاد احدث الوقائع، فماذا تجدون؟
١٧ تجدون هذا الاعتراف في مرجع ذائع الصيت: «لطالما كان توزُّع الارصفة القارية وأحواض المحيطات على سطح الارض وتوزُّع التضاريس الرئيسية لليابسة احدى اكبر المشاكل في الابحاث والنظريات العلمية». وبعد قول ذلك، اوردت دائرة المعارف هذه اربعة شروح محتملة ولكنها قالت انها «بين فرضيات كثيرة». وكما قد تعرفون، الفرضية هي «رأي علمي لم يَثبت بعد».
١٨ ماذا تستنتجون من ايوب ٣٨:٨-١١؟
١٨ ألا ترون ان الاسئلة التي قرأناها في ايوب ٣٨:٨-١١ تنطبق على ايامنا؟ طبعا، لا يرجع الفضل الينا في تجهيز جميع الامور التي تميِّز كوكبنا. ونحن لم نضع القمر في المكان المناسب حتى تنتج جاذبيته المد والجزر بحيث لا يغمر المد عادة اليابسة حولنا ويغمرنا نحن ايضا. لا شك انكم تعرفون الى من يعود الفضل. انه صانع العجائب. — مزمور ٣٣:٧؛ ٨٩:٩؛ امثال ٨:٢٩؛ اعمال ٤:٢٤؛ كشف ١٤:٧.
انسبوا الفضل الى يهوه
١٩ الى اي حقائق مادية تلفت انتباهنا التعابير الشعرية في ايوب ٣٨:١٢-١٤؟
١٩ لا يُنسب الفضل الى البشر ايضا في دوران الارض الذي تلمِّح اليه ايوب ٣٨:١٢-١٤. فهذا الدوران يجعل الصبح ينبلج، وبمنظر أخّاذ في اغلب الاحيان. وفيما تطلع الشمس، تصير معالم كوكبنا اوضح، كالطين الطري الذي يتخذ الشكل الذي يطبعه الختم. وعندما نتأمل ولو قليلا في حركة الارض، لا يسعنا إلا ان نتعجب من ان الارض لا تدور بسرعة كبيرة جدا، مما يؤدي الى كارثة كما ندرك. وهي لا تدور ببطء ايضا بحيث يصير النهار والليل اطول بكثير، فترتفع الحرارة كثيرا في النهار وتهبط بشدة في الليل، مما يجعل عيش الانسان على الارض مستحيلا. وبصراحة، ينبغي ان نكون سعداء لأن اللّٰه، وليس مجموعة من البشر، هو الذي حدد سرعة الدوران. — مزمور ١٤٨:١-٥.
٢٠ كيف تجيبون عن السؤالين المطروحين في ايوب ٣٨:١٦، ١٨؟
٢٠ تخيّلوا الآن ان اللّٰه سألكم انتم هذه الاسئلة الاضافية: «هل انتهيتَ الى ينابيع البحر او في مقصورة الغمر تمشيت». لا يستطيع حتى علماء البحار ان يعطوا جوابا كاملا! «هل أدركت عرض الارض. أخبر إنْ عرفته كله». (ايوب ٣٨:١٦، ١٨) فهل زرتم واستكشفتم كل بقاع الارض، او حتى الجزء الاكبر منها؟ كم عمرا يلزم ان تعيشوا لتتأملوا في الاماكن الجميلة في الارض وروائعها؟ لكنها ستكون اوقاتا رائعة!
٢١ (أ) اية نظرتين علميتين قد يذكِّرنا بهما السؤالان في ايوب ٣٨:١٩؟ (ب) إلامَ ينبغي ان تدفعنا الحقيقة عن الضوء؟
٢١ تمعنوا ايضا في السؤالين العميقين في ايوب ٣٨:١٩: «اين الطريق الى حيث يسكن النور. والظلمة اين مقامها». ربما تعرفون انه لزمن طويل ساد الاعتقاد ان الضوء ينتقل على شكل موجات، كالتموجات الصغيرة التي نراها على سطح بركة ماء. ثم في سنة ١٩٠٥، وضع ألبرت آينشتاين نظرية مفادها ان الضوء عبارة عن حزم، او جسيمات، من الطاقة. وهل حسم ذلك المسألة؟ تسأل احدى دوائر المعارف الحديثة: «هل الضوء موجة أم جسيم؟». ثم تجيب: «يستحيل كما يبدو ان يكون [الضوء] كلا الشيئين لأن الشكلين [الموجات والجسيمات] مختلفان جدا. والجواب الافضل هو أن الضوء ليس هذا ولا ذاك». ومع ذلك، لا يزال ضوء الشمس يدفئنا (بطريقة مباشرة وغير مباشرة)، حتى لو كان الانسان عاجزا عن تزويد تفسير كامل لأعمال اللّٰه في هذا المجال. ونحن نتمتع بالطعام والاكسجين الناتجَين من تفاعل النباتات مع الضوء. ويمكننا ان نقرأ، نرى وجوه احبائنا، نتأمل في غروب الشمس، وما الى ذلك. وفيما نفعل هذا، ألا ينبغي ان نشكر اللّٰه على عجائبه؟ — مزمور ١٠٤:١، ٢؛ ١٤٥:٥؛ اشعياء ٤٥:٧؛ ارميا ٣١:٣٥.
٢٢ كيف تجاوب داود قديما مع عجائب اللّٰه؟
٢٢ ولكن هل التأمل بعجائب يهوه هو فقط بهدف ان تؤثر فينا روعتها بحيث ينعقد لساننا؟ كلا. اعترف المرنم الملهم قديما بأنه من المستحيل فهم كل اعمال اللّٰه والتعليق عليها. كتب داود: «ما اكثر عجائبك . . . ايها الرب. . . . كيف لي ان احدِّث بها، فهي اعظم من ان تُحصى». (مزمور ٤٠:٦، الترجمة العربية الجديدة [مزمور ٤٠:٥، الترجمة الپروتستانتية]) لكنه لم يعنِ انه لن يتكلم عن هذه العظائم. وهذا ما برهن عليه بتصميمه الوارد في المزمور ٩:١: «احمد الرب بكل قلبي. احدِّث بجميع عجائبك».
٢٣ كيف تتجاوبون مع عجائب اللّٰه، وكيف يمكنكم مساعدة الآخرين؟
٢٣ ألا ينبغي ان يترك ذلك فينا الاثر نفسه؟ ألا ينبغي ان يدفعنا تعجبنا من عظائم اللّٰه الى التكلم عنه، عما فعل، وعما سيفعل؟ الجواب واضح: ينبغي ان ‹نحدِّث بين الامم بمجده بين جميع الشعوب بعجائبه›. (مزمور ٩٦:٣-٥) نعم، يمكن ان نعرب عن تقديرنا المتواضع لعجائب اللّٰه بإخبار الآخرين بما تعلمناه عنه. حتى لو تربوا في مجتمع يرفض الخالق، فقد تجعلهم تعابيرنا الايجابية التي تحتوي على معلومات قيِّمة يعترفون باللّٰه. كما يمكن ان تدفعهم الى الرغبة في التعلم وخدمة الاله الذي ‹خلق كل الاشياء›، صانع العجائب يهوه. — كشف ٤:١١.
-
-
تأملوا بعجائب اللّٰهبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
تأملوا بعجائب اللّٰه
«كثيرا ما جعلت انت ايها الرب الهي عجائبك وأفكارك من جهتنا. لا تقوَّم لديك». — مزمور ٤٠:٥.
١، ٢ ايّ دليل لدينا على عجائب اللّٰه، وعلامَ ينبغي ان يحثنا ذلك؟
عندما تقرأون الكتاب المقدس، من السهل ان تروا ان اللّٰه صنع العجائب لشعبه القديم اسرائيل. (يشوع ٣:٥؛ مزمور ١٠٦:٧، ٢١، ٢٢) حتى لو لم يتدخل يهوه في الوقت الحاضر بهذه الطريقة في شؤون البشر، نجد حولنا الكثير من البراهين على عجائبه. لذلك لدينا سبب وجيه للانضمام الى صاحب المزمور في القول: «ما اعظم اعمالك يا رب. كلها بحكمة صنعتَ. ملآنة الارض من غناك». — مزمور ١٠٤:٢٤؛ ١٤٨:١-٥.
٢ يتجاهل كثيرون اليوم او يرفضون هذا الدليل القاطع على اعمال الخالق. (روما ١:٢٠) ولكن يحسن بنا ان نتأمل فيها ونستنتج ما هو موقفنا وواجبنا تجاه صانعنا. والاصحاحات ٣٨ الى ٤١ من ايوب هي خير مساعد لنا في هذا المجال، لأن يهوه لفت هناك انتباه ايوب الى بعض اوجه عجائبه. تأملوا في بعض القضايا المهمة التي تحدث عنها اللّٰه.
عظائم وعجائب
٣ عمَّ سأل اللّٰه، كما هو مسجل في ايوب ٣٨:٢٢، ٢٣، ٢٥-٢٩؟
٣ سأل اللّٰه ايوب: «أدخلتَ الى خزائن الثلج ام ابصرتَ مخازن البرَد التي أبقيتها لوقت الضرّ ليوم القتال والحرب». ان الثلج والبرد جزء من حياة الناس في انحاء كثيرة من الارض. وتابع اللّٰه قائلا: «مَن فرَّع قنواتٍ للهَطل وطريقا للصواعق ليمطر على ارض حيث لا انسان. على قفر لا احد فيه. ليُروي البلقع والخلاء ويُنبت مخرج العشب. هل للمطر اب ومَن ولد مآجل الطل. من بطن مَن خرج الجَمَد. صقيع السماء مَن ولده». — ايوب ٣٨:٢٢، ٢٣، ٢٥-٢٩.
٤-٦ بأيّ معنى تكون معرفة الانسان عن الثلج غير كاملة؟
٤ ان بعض الذين يعيشون نمط حياة سريعا ويجب ان يتنقلوا قد يعتبرون الثلج مجرد عائق. لكنَّ كثيرين غيرهم يعتبرون الثلج مصدر بهجة يمكِّنهم من التمتع بنشاطات فريدة عندما تكتسي الارض به في الشتاء. فنظرا الى سؤال اللّٰه، هل لديكم معرفة عميقة عن الثلج، او حتى عن شكله؟ صحيح أننا نعرف كيف تبدو كمية كبيرة منه، ربما من صور منحدرات الثلج او لأننا رأينا شخصيا الكثير منه، ولكن ماذا عن كل ندفة من ندف الثلج؟ هل تعرفون ما شكلها، لأنكم ربما فحصتموها عند تكوّنها؟
٥ لقد قضى البعض عقودا في دراسة الندف وتصويرها. يمكن ان تتألف ندفة الثلج من مئة بلورة جليدية دقيقة منسقة بتنوع من الاشكال الرائعة. يقول كتاب الغلاف الجوي (بالانكليزية): «تشتهر ندف الثلج بأشكالها المتنوعة التي لا تنتهي، ومع ان العلماء يصرّون على القول انه لا يوجد قانون طبيعي يحول دون تشكّل ندف متشابهة تماما، لم يُعثَر قط على ندفتين متطابقتين. وثمة بحث ضخم اجراه . . . ويلسون أ. بنتلي الذي قضى اكثر من ٤٠ سنة يدرس ويصور ندف الثلج بواسطة مجهر، لكنه لم يجد ندفتين متشابهتين تماما». حتى لو حدثت حالة نادرة ووُجدت ندفتان متطابقتان، فهل يغيِّر ذلك عجيبة التنوع الكبير في ندف الثلج؟
٦ تذكروا سؤال اللّٰه: «أدخلتَ الى خزائن الثلج». يظن كثيرون ان السحب هي خزائن الثلج. فهل تتخيلون انفسكم تذهبون الى احدى هذه الخزائن لإجراء جردة لندف الثلج بكل اشكالها التي لا تُعَدّ ولتدرسوا كيف اتت؟ تقول احدى دوائر المعارف العلمية: «ان طبيعة ومنشأ النويات الجليدية الضرورية لجعل القطرات من السحب تتجمد على درجة حرارة تناهز ٤٠° ف (٤٠° م) تحت الصفر لا يزالان غير واضحين». — مزمور ١٤٧:١٦، ١٧؛ اشعياء ٥٥:٩، ١٠.
٧ الى ايّ حدّ يعرف البشر عن المطر؟
٧ وماذا عن المطر؟ سأل اللّٰه ايوب: «هل للمطر اب ومن ولد مآجل الطل». تقول دائرة المعارف نفسها: «نظرا الى التعقيد الذي تتسم به الحركات الجوية وإلى التقلب الشديد في ما يحتويه الهواء من بخار وجسيمات، يبدو من المستحيل وضع نظرية عامة مفصلة حول الطريقة التي بها تنشأ السحب ويحدث تساقط المطر والثلوج». ببسيط العبارة، رغم ان العلماء وضعوا نظريات مفصَّلة، فهم لا يستطيعون ان يفهموا المطر فهما كاملا. ومع ذلك، تعرفون ان الامطار الحيوية تتساقط، فتروي الارض وتنعش النبات وتجعل الحياة ممكنة ومبهجة.
٨ لماذا تكون كلمات بولس في الاعمال ١٤:١٧ ملائمة؟
٨ ألا توافقون الرسول بولس على الاستنتاج الذي توصّل اليه؟ لقد حث الآخرين ان يروا في هذه العجائب شهادة عن الذي يقف وراءها. قال بولس عن يهوه اللّٰه: «لم يترك نفسه بلا شهادة بما فعل من صلاح، معطيا اياكم امطارا من السماء ومواسم مثمرة، مفعما قلوبكم طعاما وسرورا». — اعمال ١٤:١٧؛ مزمور ١٤٧:٨.
٩ كيف تُظهِر عجائب اللّٰه قدرته العظيمة؟
٩ لا يوجد شك البتة في ان صانع هذه العجائب المفيدة يملك حكمة غير محدودة وقدرة هائلة. وفي ما يتعلق بقدرته، فكروا في هذا: يُقال ان نحو ٠٠٠،٤٥ عاصفة رعدية تهب كل يوم، اي اكثر من ١٦ مليونا في السنة. وهذا يعني انه في هذه اللحظات، يهب نحو ٠٠٠,٢ عاصفة رعدية حول العالم. والسحب البالغة التعقيد في عاصفة رعدية واحدة تتأجج بطاقة تفوق بعشرة اضعاف، او اكثر، الطاقة الناتجة من القنبلتين النوويتين اللتين أُلقيتا في الحرب العالمية الثانية. وأنتم ترون بعضا من هذه الطاقة عندما تبرق السماء. والبرق المهيب يساعد على إنتاج اشكال من النتروجين تدخل التربة لتمتصها النباتات كسماد طبيعي. فالطاقة اذًا تظهر في شكل بروق، والبروق تجلب معها فوائد كبيرة. — مزمور ١٠٤:١٤، ١٥.
اية استنتاجات تصلون اليها؟
١٠ كيف تجيبون عن الاسئلة الموجودة في ايوب ٣٨:٣٣-٣٨؟
١٠ تخيّلوا نفسكم مكان ايوب فيما اللّٰه القادر على كل شيء يطرح عليكم اسئلة. ستوافقون على الارجح ان عجائب اللّٰه لا تسترعي انتباه معظم الناس. يطرح يهوه علينا الاسئلة التي نقرأها في ايوب ٣٨:٣٣-٣٨: «هل عرفت سُنَن السموات او جعلتَ تسلطها على الارض. أترفع صوتك الى السحب فيغطيك فيض المياه. أترسل البروق فتذهب وتقول لك ها نحن. من وضع في الطَّخاء حكمة او من اظهر في الشُّهُب فطنة. من يحصي الغيوم بالحكمة ومن يسكب ازقاق السموات إذ ينسبك التراب سبكا ويتلاصق المَدَر».
١١، ١٢ ما هي بعض الامور التي تثبت ان اللّٰه هو صانع العجائب؟
١١ لم نتناول إلا نقاطا قليلة اثارها اليهو مع ايوب، وأتينا على ذكر بعض الاسئلة التي طلب يهوه من ايوب ان يجيبه عنها «كرجل». (ايوب ٣٨:٣) ونحن نقول «بعض» لأن اللّٰه، في الاصحاحين ٣٨ و ٣٩، ركز الانتباه على اوجه بارزة اخرى من الخليقة. مثلا، مَن يعرف كل قوانين، او سنن، الكوكبات في السموات؟ (ايوب ٣٨:٣١-٣٣) ولفت يهوه انتباه ايوب الى بعض الحيوانات: اللبوة والغراب، الوعل وحمار الوحش، الثور الوحشي والنعامة، ثم الفرس القوي والنسر. وكان اللّٰه يسأل ايوب فعليا هل اعطى هذه الحيوانات المتنوعة خصائصها التي تحدِّد طريقة عيشها ونموها. قد تتمتعون بدرس هذين الاصحاحين، وخصوصا اذا كنتم تحبون الاحصنة او حيوانات اخرى. — مزمور ٥٠:١٠، ١١.
١٢ يمكنكم ان تتأملوا ايضا في ايوب الاصحاحين ٤٠، ٤١، حيث يطلب يهوه من ايوب ثانية ان يجيبه عن اسئلة تتعلق بحيوانين مميَّزين. يُعتقد ان هذين الحيوانين هما فرس النهر (بهيموث) الهائل الحجم والقوي البنية، وتمساح النيل (لوياثان) المخيف. وكلٌّ منهما يتميز بخصائص تجعله اعجوبة من اعاجيب الخلق، الامر الذي يستحق تأملنا. لنرَ الآن اية استنتاجات ينبغي ان نصل اليها.
١٣ ايّ اثر تركته اسئلة اللّٰه في نفس ايوب، وكيف ينبغي ان تؤثر هذه الامور فينا؟
١٣ يُظهِر لنا الاصحاح ٤٢ من ايوب ايّ اثر تركته اسئلة اللّٰه في نفس ايوب. كان ايوب قبلا يلفت الانتباه الى نفسه وإلى الآخرين اكثر من اللازم. لكنه قبِل التقويم الذي تضمنته اسئلة يهوه وعدَّل تفكيره. فقد اعترف: «قد علمتُ انك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك امر. فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة. ولكني قد نطقت بما لم افهم. بعجائب فوقي لم اعرفها [«بعجائب تفوق إدراكي»، ترجمة تفسيرية]». (ايوب ٤٢:٢، ٣) نعم، بعد التأمل بعجائب اللّٰه، قال ايوب ان هذه الامور تفوق إدراكه. وبعد مراجعة هذه الروائع الخلقية، ينبغي ان نُعجَب كأيوب بحكمة اللّٰه وقدرته. ولكن ما الهدف من هذا؟ أهو مجرد الإعجاب بقوته وقدرته الهائلتين؟ أم ينبغي ان نندفع الى اكثر من ذلك؟
١٤ كيف تجاوب داود مع عجائب اللّٰه؟
١٤ نجد في المزمور ٨٦ تعابير ذات علاقة تفوه بها داود، الذي قال في مزمور سابق: «السموات تحدث بمجد اللّٰه. والفلك يخبر بعمل يديه. يوم الى يوم يذيع كلاما وليل الى ليل يبدي علما». (مزمور ١٩:١، ٢) لكنَّ داود ذكر المزيد. نقرأ في المزمور ٨٦:١٠، ١١: «لأنك عظيم انت وصانع عجائب. انت اللّٰه وحدك. علِّمني يا رب طريقك اسلك في حقك. وحِّد قلبي لخوف اسمك». ان إعجاب داود الشديد بكل عجائب الخالق انطوى على قدر لائق من الخوف التوقيري. ويمكنكم ان تعرفوا لماذا. فلم يُرِد داود ان يُغضب الاله القادر على صنع هذه العجائب. ولا نريد نحن ذلك.
١٥ لماذا كان خوف داود التوقيري من اللّٰه ملائما؟
١٥ لا بد ان داود ادرك انه بما ان اللّٰه له قدرة هائلة تحت سيطرته، يمكنه ان يوجهها ضد كل من لا يستحقون رضاه. وهذا بالنسبة اليهم نذير سوء. سأل اللّٰه ايوب: «أدخلتَ الى خزائن الثلج أم ابصرتَ مخازن البرَد التي أبقيتها [«ادخرتها»، تف] لوقت الضرّ ليوم القتال والحرب». فالثلج، البرد، العواصف الممطرة، الرياح، والبرق هي كلها اسلحة في ترسانته. وما اشد هذه القوى الطبيعية المذهلة! — ايوب ٣٨:٢٢، ٢٣.
١٦، ١٧ ماذا يُظهِر قدرة اللّٰه المهيبة، وكيف استخدم هذه القدرة في الماضي؟
١٦ ربما تذكرون كارثة محلية سببتها احدى هذه القوى، مثل إعصار او عاصفة برد او فيضان مفاجئ. للإيضاح: في اواخر سنة ١٩٩٩، اجتاحت عواصف عاتية جنوبي غربي اوروپا. وقد فاجأت حتى الخبراء بالطقس. وبلغت سرعة الرياح الهوجاء ٢٠٠ كيلومتر في الساعة، فاقتلعت آلاف السقوف وأوقعت ابراج الطاقة الكهربائية وقلبت الشاحنات. حاولوا ان تتخيلوا هذا: اقتلعت او كسرت هذه العواصف نحو ٢٧٠ مليون شجرة، ٠٠٠,١٠ منها في منتزه ڤرساي خارج پاريس. وبقيت ملايين البيوت بلا كهرباء. ومات نحو ١٠٠ شخص. حدث كل ذلك خلال فترة وجيزة. فيا لها من قوة!
١٧ قد يُقال ان العواصف هي امور غير متوقعة، غير موجَّهة، وغير مضبوطة. ولكن ماذا يحصل لو استخدم الاله الكلي القدرة، الصانع اعمالا مدهشة، هذه القوى بطريقة مضبوطة وموجَّهة؟ لقد فعل شيئا كهذا في ايام ابراهيم، الذي علم ان ديان كل الارض وزن شرّ مدينتي سدوم وعمورة. فقد كانتا فاسدتين جدا حتى ان الصرخات بشأنهما صعدت الى اللّٰه، الذي ساعد كل الابرار على الهرب من المدينتين الملعونتين. يقول التاريخ: «امطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء». كان هذا عملا مدهشا: حفْظ حياة الابرار وإهلاك الاشرار الذين لا امل في ان يتوبوا. — تكوين ١٩:٢٤.
١٨ الى اية عجيبة يشير اشعياء الاصحاح ٢٥؟
١٨ لاحقا، اصدر اللّٰه حكما قضائيا على مدينة بابل القديمة، وربما هي التي يشير اليها سفر اشعياء الاصحاح ٢٥. فقد انبأ اللّٰه ان احدى المدن ستصير خرابا: «جعلت مدينة رجمة. قرية حصينة ردما. قصر اعاجم ان لا تكون مدينة. لا يبنى الى الابد». (اشعياء ٢٥:٢) ويمكن لزوار موقع بابل القديمة اليوم ان يشهدوا على صحة هذه الكلمات. فهل كان دمار بابل مجرد صدفة؟ كلا. بل كما قال اشعيا: «يا رب انت الهي اعظِّمك. احمد اسمك لأنك صنعت عجبا. مقاصدك منذ القديم امانة وصدق». — اشعياء ٢٥:١.
عجائب في المستقبل
١٩، ٢٠ ايّ إتمام لإشعياء ٢٥:٦-٨ يمكن ان نتوقعه؟
١٩ لقد تمم اللّٰه النبوة الآنفة الذكر في الماضي، وسيفعل ذلك في المستقبل. ففي هذه القرينة، حيث يذكر اشعيا ان اللّٰه يصنع «عجبا»، نجد نبوة موثوقا بها ستتم كما تمت الدينونة في بابل. وأي «عجب» يوعَد به؟ تقول اشعياء ٢٥:٦: «يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن ممخة دردي مصفى».
٢٠ ستتم هذه النبوة حتما في العالم الجديد القريب الذي يعد به اللّٰه. فسيرتاح آنذاك الجنس البشري من المشاكل التي تثقل كاهل كثيرين اليوم. وفي الواقع، تضمن النبوة في اشعياء ٢٥:٧، ٨ ان اللّٰه سيستخدم قوته الخلقية ليصنع احد اعجب الاعمال قاطبة: «يبلع الموت الى الابد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الارض لأن الرب قد تكلم». لاحقا، اقتبس الرسول بولس من هذا النص وطبَّقه على إقامة اللّٰه الاموات. وكم سيكون هذا العمل عجيبا! — ١ كورنثوس ١٥:٥١-٥٤.
٢١ اية عجيبة سيصنعها اللّٰه للاموات؟
٢١ والسبب الآخر لانقطاع دموع الحزن هو ان الامراض الجسدية التي يعانيها البشر ستزول. فعندما كان يسوع على الارض، شفى كثيرين، اذ رد البصر الى العمي والسمع الى الصم والنشاط الى المعوقين. وتخبر يوحنا ٥:٥-٩ انه شفى رجلا كسيحا طوال ٣٨ سنة. ورأى المراقبون في ذلك عملا مدهشا، عجيبة. وقد كان كذلك! لكن يسوع اخبرهم ان الامر الاروع سيكون إقامته الاموات: «لا تتعجبوا من هذا، لأنها تأتي الساعة التي يسمع فيها جميع الذين في القبور التذكارية صوته فيخرجون: الذين فعلوا الصالحات الى قيامة للحياة». — يوحنا ٥:٢٨، ٢٩.
٢٢ لماذا يمكن ان يكون رجاء للفقراء والمساكين؟
٢٢ وهذا سيحدث لا محالة لأن الذي يعد به هو يهوه. فتيقنوا انه عندما يستخدم قدرته العظيمة للردّ ويوجِّهها جيدا، ستكون النتيجة رائعة. ويشير المزمور ٧٢ الى ما سيفعله بواسطة ابنه الملك. فالصدّيق سيشرق. وسيكثر السلام. وسينجي اللّٰه الفقراء والمساكين. فهو يعد: «تكون حفنة بُر في الارض في رؤوس الجبال. تتمايل مثل لبنان [قديما] ثمرتها ويزهرون من المدينة مثل عشب الارض». — مزمور ٧٢:١٦.
٢٣ إلامَ ينبغي ان تدفعنا عجائب اللّٰه؟
٢٣ من الواضح انه لدينا سبب وجيه لنتأمل بكل عجائب يهوه — بما فعله في الماضي، بما يفعله اليوم، وبما يعد بفعله في المستقبل القريب. «مبارك الرب اللّٰه اله اسرائيل الصانع العجائب وحده. ومبارك اسم مجده الى الدهر ولتمتلئ الارض كلها من مجده. آمين ثم آمين». (مزمور ٧٢:١٨، ١٩) ينبغي ان يكون ذلك دائما موضوع حديثنا الحماسي مع الاقرباء والآخرين. نعم، ‹لنحدِّث بين الامم بمجده بين جميع الشعوب بعجائبه›. — مزمور ٧٨:٣، ٤؛ ٩٦:٣، ٤.
-