مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الاولاد في قبضة الارهاب
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | حزيران (‏يونيو)‏
    • الاولاد في قبضة الارهاب

      ترى آلافا منهم يسيرون عند غروب الشمس حفاة الاقدام في الطرقات شمالي أوغندا.‏ فهم يغادرون قراهم الريفية قبل ان يسدل الليل ستاره ويتوجهون الى المدن الكبرى،‏ مثل غولو،‏ كيتغوم،‏ وليرا.‏ وحالما يصلون اليها يتفرقون في الابنية،‏ محطات القطار،‏ الحدائق العامة،‏ والساحات.‏ ثم تراهم ثانية عند شروق الشمس عائدين ادراجهم الى بيوتهم.‏ فما الذي يدفعهم الى اتباع هذا الروتين الغريب؟‏

      يدعوهم البعض عمالا ليليين.‏ لكنّهم في الواقع ليسوا كذلك.‏ انهم اولاد صغار يغادرون منازلهم قبل ان يحلَّ الظلام على قراهم وتصيرَ منازلهم غير آمنة.‏

      فمنذ عقدين تقريبا،‏ يهاجم الثوار القرى الريفية ويخطفون الاولاد.‏ وكل سنة يسرقون مئات الفتيان والفتيات من منازلهم ويتوارون في الادغال الكثيفة.‏ وغالبا ما يختطف الثوار الاولاد تحت جُنح الليل ويُكرهونهم في ما بعد على حمل السلاح،‏ العتالة،‏ وممارسة الجنس.‏ وإذا لم يرضخ الاولاد المأسورون لأوامر خاطفيهم،‏ فقد تُجدع انوفهم او شفاههم.‏ اما اذا أُمسك ولد وهو يحاول الفرار،‏ فيكون الموت نصيبه بعد ان يخضع لتعذيب وحشي لا يوصف.‏

      لكنّ هؤلاء الصغار ليسوا الضحايا الوحيدين للارهاب.‏ ففي سيراليون،‏ ترى العديد من المراهقين المبتوري الاطراف الذين كانوا لا يزالون اطفالا حين بُترت ايديهم وأرجلهم على يد رجال مسلَّحين بالسواطير.‏ وفي افغانستان،‏ يلعب بعض الفتيان والفتيات بألغام تشبه الفراشات فيخسرون اصابعهم وأعينهم حين تنفجر بهم هذه «اللعب».‏

      من جهة اخرى،‏ يخبِّئ الارهاب لبعض الصغار مصيرا مختلفا.‏ ففي عام ١٩٩٥،‏ ذهب ضحية احدى العمليات الارهابية،‏ التي استهدفت اوكلاهوما بالولايات المتحدة الاميركية،‏ ١٦٨ شخصا من بينهم ١٩ ولدا كان البعض منهم رضعا.‏ وبلمح البصر،‏ اطفأت القنبلة شعلة الحياة في اولئك الصغار.‏ لقد سلبهم الارهاب حقهم في طفولة هنيئة ملأى بالضحك واللعب،‏ كما سلبهم حقهم في التنعم بحنان امهاتهم وآبائهم.‏

      صحيح ان هذه الاحداث وقعت منذ فترة ليست ببعيدة،‏ ولكنّ العنف والارهاب يبتليان الجنس البشري منذ قرون كما سنرى لاحقا.‏

      والدون يتهيَّأون لموت ولدهم

      كتب المؤلف دايڤيد ڠروسمان مشيرا الى العنف الذي يبتلي موطنه:‏ «هذا الصباح،‏ عندما ايقظت ابني البالغ من العمر ١١ سنة،‏ سألني:‏ ‹هل انتهينا اليوم من الاعتداء الارهابي؟‏›».‏ وأضاف ڠروسمان:‏ «ابني خائف».‏

      ففي السنوات الاخيرة ذهب اولاد كثيرون ضحية الاعتداءات الارهابية،‏ حتى ان بعض الوالدين صاروا يتهيَّأون لموت ولدهم ميتة عنيفة.‏ كتب ڠروسمان:‏ «لن انسى ما حييت كيف اخبرني شاب وشابة عن خططهما للمستقبل .‏ .‏ .‏ فقد قرَّرا الزواج وإنجاب ثلاثة اولاد —‏ لا ولدين بل ثلاثة —‏ حتى اذا مات واحد منهم بقي اثنان».‏

      لكنهما لم يقولا ماذا سيفعلان اذا مات اثنان من الاولاد،‏ او الثلاثة معا.‏a

      a أُخذت الاقتباسات المذكورة هنا من كتاب عندما يهيمن الموت على حياتنا اليومية (‏بالانكليزية)‏،‏ لواضعه دايڤيد ڠروسمان.‏

  • تاريخ مكتوب بالدم
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | حزيران (‏يونيو)‏
    • تاريخ مكتوب بالدم

      منذ امد غير بعيد،‏ كان الارهاب محصورا في مناطق قليلة متفرقة مثل ايرلندا الشمالية،‏ بلاد الباسك في شمالي اسبانيا،‏ وبعض مناطق الشرق الاوسط.‏ اما اليوم،‏ وخصوصا بعد تدمير برجَي مركز التجارة العالمي في نيويورك في ١١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠٠١،‏ فقد تفاقم الارهاب ليصير ظاهرة عالمية زرعت الدمار والخراب في جزيرة بالي الفردوسية،‏ مدريد بإسبانيا،‏ لندن بإنكلترا،‏ سري لانكا،‏ تايلند،‏ حتى في نيبال.‏ وظاهرة الارهاب هذه ليست بجديدة.‏ ولكن،‏ اولا،‏ ماذا تعني كلمة «ارهاب»؟‏

      يُعرَّف الارهاب بأنه «استخدام العنف والقوة المادية او التهديد بهما لتحقيق هدف محدَّد ومصالح فردية معينة او اهداف جماعية محددة.‏ ويعني ايضا استخدام القوة والضغط لإخضاع طرف او اطراف متعددة،‏ فرادى او جماعات لمشيئة جهة الارهاب».‏ (‏معجم موسوعي وثائقي بالمفردات والمصطلحات الدبلوماسية والدولية‏)‏ لكنّ الكاتبة جيسيكا ستيرن تقول:‏ «ان كل من يدرس موضوع الارهاب يجد نفسه امام مئات التعريفات .‏ .‏ .‏ ولكن هنالك سمتان مهمتان تميِّزان الارهاب من اشكال العنف الاخرى».‏ فما هما هاتان السمتان؟‏ «اولا،‏ يستهدف الارهاب المدنيين.‏ .‏ .‏ .‏ ثانيا،‏ يستعمل الارهابيون العنف لإحداث صدمة مروِّعة.‏ فزرع الرعب في الجهة المستهدَفة غالبا ما يكون اهم من الخسائر التي يسفر عنها العمل الارهابي.‏ وخلق الذعر المتعمد هذا هو ما يميِّز الارهاب من جرائم القتل العادية او غيرها من الاعتداءات».‏

      العنف مشكلة قديمة العهد

      في القرن الاول الميلادي،‏ لجأ حزب الغيارى في اليهودية الى اعمال العنف بغية المطالبة باستقلال اليهود عن روما.‏ وأُطلق لقب الخنجريين على بعض اعضاء الحزب الاكثر تعصُّبا،‏ نسبة الى الخناجر التي كانوا يخبئونها تحت ثيابهم.‏ فكانوا يتغلغلون بين الحشود في الاعياد ويذبحون اعداءهم او يطعنونهم في ظهرهم.‏a

      وفي عام ٦٦ ب‌م،‏ استولت مجموعة من حزب الغيارى على قلعة مَسْعَدة قرب البحر الميت.‏ فذبحوا الحامية الرومانية واتخذوا من هذه القلعة الواقعة على رأس الجبل قاعدة لعملياتهم.‏ وظلوا طوال سنوات يشنون منها غارات على القوات الرومانية.‏ وفي عام ٧٣ ب‌م،‏ استعاد الفيلق الروماني العاشر بقيادة فلاڤيوس سيلڤا قلعة مَسْعَدة،‏ لكنهم لم يستطيعوا اخضاع حزب الغيارى.‏ فحسبما يذكر مؤرخ عاش في تلك الحقبة،‏ لم يستسلم الغيارى لروما،‏ بل انتحر ٩٦٠ شخصا منهم،‏ اي كل من كان في القلعة باستثناء امرأتين وخمسة اولاد.‏

      تُعتبر ثورة حزب الغيارى في نظر البعض نقطة انطلاق الارهاب حسبما نعرفه اليوم.‏ ولكن سواء كان ذلك صحيحا ام لا،‏ فقد ترك الارهاب منذ ذلك الوقت بصمات واضحة في مجرى التاريخ.‏

      العالم المسيحي يتورط في الارهاب

      بدءا من سنة ١٠٩٥ وطوال القرنين التاليين،‏ زحفت الجيوش الصليبية مرارا وتكرارا من اوروبا الى الشرق الاوسط.‏ وكانت القوات الاسلامية الآتية من آسيا وإفريقيا الشمالية تقف لها بالمرصاد.‏ وقد سعى الفريقان كلاهما الى السيطرة على القدس وتصارعا من اجل تحقيق المكاسب.‏ وعمد الجنود الذين خاضوا هذه «الحروب المقدسة» الى تقطيع واحدهم الآخر إربا إربا.‏ كما استعملوا سيوفهم وفؤوسهم ليفتكوا بالناس الابرياء.‏ وقد وصف وليم الصُّوري،‏ رجل دين من القرن الثاني عشر،‏ دخول الصليبيين الى القدس سنة ١٠٩٩ قائلا:‏

      ‏«اجتاحوا الشوارع حاملين السيوف والرماح.‏ وراحوا يذبحون كل مَن التقوهم ويردونهم قتلى،‏ سواء كانوا رجالا او نساء او اولادا.‏ لم يكن احد ينجو من يدهم.‏ .‏ .‏ .‏ وقد ذبحوا اعدادا هائلة في الشوارع حتى تكدست الجثث وتعذر على المرء المرور دون ان يدوس عليها.‏ .‏ .‏ .‏ ولكثرة الدماء المراقة،‏ سالت القنوات والمجاري دما وامتلأت شوارع المدينة بالاموات».‏b

      وفي القرون اللاحقة،‏ بدأ الارهابيون يستخدمون المتفجرات والاسلحة النارية زارعين الرعب والموت حيثما ذهبوا.‏

      الاموات بالملايين

      يعتبر المؤرخون يوم ٢٨ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩١٤ نقطة تحوّل في تاريخ اوروبا.‏ فقد قام شاب،‏ اعتُبر بطلا في نظر البعض،‏ بإطلاق النار على ولي العهد النمساوي الارشيدوق فرنسيس فرديناند.‏ فغرق العالم في الحرب العالمية الاولى.‏ ولم تنتهِ الحرب الكبرى الا بعدما اودت بحياة ٢٠ مليون شخص.‏

      في ٢٨ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩١٤،‏ غرق العالم في الحرب

      وبعد الحرب العالمية الاولى،‏ اندلعت الحرب العالمية الثانية التي وُسمت بمعسكرات الاعتقال،‏ الغارات الجوية التي حصدت المدنيين بالجملة،‏ والاعمال الانتقامية التي ارتُكبت بحق الابرياء.‏ ولم تتوقف الجرائم بعد انتهاء الحرب.‏ ففي كمبوديا مات اكثر من مليون شخص في المجازر التي حصلت في سبعينات القرن العشرين.‏ وفي رواندا،‏ لم تلتئم الجراح بعدُ من المجازر التي اودت بحياة اكثر من ٠٠٠‏,٨٠٠ شخص في تسعينات القرن نفسه.‏

      ومن عام ١٩١٤ حتى وقتنا هذا،‏ لا يزال الناس يتألمون من جراء الاعمال الارهابية المرتكبة في بلدان كثيرة.‏ رغم ذلك،‏ تُظهر الاعمال التي يقترفها البعض انهم لم يأخذوا اية عِبَر من التاريخ.‏ فبشكل متكرر،‏ يقتل الارهابيون المئات،‏ يشوهون الآلاف،‏ ويسلبون الملايين حقهم في حيازة سلام العقل والامان.‏ وتنفجر القنابل في الاسواق وتمحو الحرائق المفتعلة معالم قرى برمتها،‏ كما تُغتصب النساء ويُستعبَد الاولاد ويخسر الناس حياتهم.‏ وبالرغم من التشريعات والشجب على الصعيد الدولي،‏ فإن هذا الاسلوب الوحشي لا يتوقف.‏ فهل من امل ان يولّي الارهاب يوما؟‏

      a يرد في اعمال ٢١:‏٣٨ ان قائدا عسكريا رومانيا اتهم ظلما الرسول بولس بأنه زعيم ٠٠٠‏,٤ «رجل من الخنجريين».‏

      b علّم يسوع تلاميذه ان ‹يحبوا اعداءهم›،‏ لا ان يحقدوا عليهم ويقتلوهم.‏ —‏ متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏.‏

  • السلام يعمّ الارض اخيرا!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | حزيران (‏يونيو)‏
    • السلام يعمّ الارض اخيرا!‏

      يرى البعض في العنف السبيل الوحيد لتحقيق الحرية السياسية والنقاوة الدينية،‏ ويعتقدون ان القوة المدمِّرة وحدها هي التي يمكن ان تطيح بالحكام غير المرغوب فيهم.‏ وتلجأ بعض الحكومات الى الارهاب لتحافظ على النظام وتُخضع رعاياها.‏ ولكن اذا كان الارهاب فعلا هو الاداة الضرورية للحكم والاصلاح الاجتماعي،‏ ينبغي ان يجلب السلام والازدهار والاستقرار.‏ ومع مرور الوقت،‏ يجب ان تختفي اعمال العنف ويولّي الخوف.‏ فهل هذه هي النتائج التي نراها؟‏

      طبعا لا،‏ بل العكس هو الصحيح.‏ فالارهاب يزدري بحياة الناس ويؤدي الى اراقة الدماء والاعمال الوحشية.‏ وبسبب الآلام التي يعانيها الضحايا،‏ غالبا ما يحاولون ان يثأروا من ظالميهم.‏ فينجم عن ذلك المزيد من القمع وبالتالي المزيد من عمليات الثأر.‏

      العنف لا يحل مشاكلنا

      طوال آلاف السنين،‏ يحاول البشر حل مشاكلهم السياسية والدينية والاجتماعية بالاعتماد على انفسهم.‏ لكنّ جهودهم كلها باءت بالفشل.‏ فكما يقول الكتاب المقدس:‏ «عرفتُ يا يهوه انه ليس للبشر طريقهم.‏ ليس لإنسان يمشي ان يوجه خطواته».‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وقال يسوع:‏ «الحكمة تتبرر بأعمالها»،‏ او نتائجها.‏ (‏متى ١١:‏١٩‏)‏ ويدل هذان المبدأان،‏ اذا طبقا على نطاق اوسع،‏ ان الارهاب امل مزيف.‏ فالارهاب لم يؤدِّ يوما الى الحرية والسعادة،‏ بل الى الموت والشقاء والدمار.‏ وهذه النتائج الرديئة اكتسحت القرن العشرين وبدأت تُغرق ايضا القرن الواحد والعشرين.‏ حتى ان عديدين يقولون ان الارهاب هو المشكلة لا الحل.‏

      كتبت فتاة يبتلي العنف والارهاب بلدها:‏ «كل يوم اتمنى ألّا أرى احد افراد عائلتي وأصدقائي يموت .‏ .‏ .‏ لربما نحتاج الى عجيبة».‏ وتبرهن كلماتها صحة ما توصَّل اليه كثيرون:‏ لا يقدر الانسان ان يحل مشاكله.‏ فاللّٰه،‏ خالق الانسان،‏ هو وحده من يستطيع ان يحل المشاكل التي تعمّ الارض اليوم،‏ بما فيها الارهاب.‏ فلماذا يمكننا ان نثق به؟‏

      لماذا يستحق اللّٰه ثقتنا؟‏

      احد الاسباب هو ان يهوه الخالق منحنا الحياة،‏ وهو يرغب ان نتمتع بها بسلام وسعادة.‏ لذلك اندفع النبي اشعيا من كل قلبه الى تدوين الكلمات التالية:‏ «الآن يا يهوه،‏ انت ابونا.‏ نحن الطين وأنت الخزاف،‏ وكلنا عمل يديك».‏ (‏اشعيا ٦٤:‏٨‏)‏ فيهوه هو ابو البشر،‏ والناس من كل الامم لهم قيمة كبيرة في نظره.‏ وليس هو الملوم على الظلم والحقد المؤديين الى الاعمال الارهابية.‏ قال الملك الحكيم سليمان ذات مرة:‏ «اللّٰه صنع البشر مستقيمين،‏ اما هم فسعوا وراء خطط كثيرة».‏ (‏جامعة ٧:‏٢٩‏)‏ اذًا،‏ ليس مردُّ الارهاب الى تقصير اللّٰه،‏ بل الى شر الانسان والتأثير الابليسي.‏ —‏ افسس ٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      والسبب الثاني الذي يدعونا الى الثقة بيهوه هو انه،‏ كخالق للبشر،‏ افضل من يفهم سبب المشاكل التي تبتليهم ويعرف طريقة حلها.‏ ويذكر الكتاب المقدس هذه الحقيقة في امثال ٣:‏١٩‏:‏ «يهوه بالحكمة أسس الارض.‏ ثبَّت السموات بالتمييز».‏ كما كتب رجل من الازمنة القديمة معربا عن الثقة التامة باللّٰه:‏ «ارفع عيني الى الجبال.‏ من اين تأتي معونتي؟‏ معونتي من عند يهوه،‏ صانع السماء والارض».‏ —‏ مزمور ١٢١:‏١،‏ ٢‏.‏

      وثمة سبب ثالث ايضا للثقة باللّٰه،‏ وهو ان لديه القدرة ليوقف اعمال العنف وسفك الدم.‏ ففي ايام نوح «امتلأت الارض عنفا».‏ (‏تكوين ٦:‏١١‏)‏ وكانت دينونة اللّٰه سريعة وشاملة:‏ «لم يمسك [اللّٰه] عن معاقبة عالم قديم .‏ .‏ .‏ حين جلب طوفانا على عالم من الكافرين».‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏.‏

      ان طوفان نوح ينبغي ان يعلِّمنا الدرس المذكور في الكتاب المقدس:‏ «يعرف يهوه ان ينقذ المتعبدين له من المحنة،‏ وأن يحفظ الاثمة ليوم الدينونة ليُقطعوا».‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ فاللّٰه يستطيع ان يميز بين الذين يرغبون فعلا في حياة افضل والذين يملأون حياة الآخرين بؤسا وشقاء.‏ فيحفظ الاشرار لوقت «هلاك الناس الكافرين»،‏ اما الذين يرغبون في السلام فيعدّ لهم ارضا جديدة يسكن فيها البر.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٧،‏ ١٣‏.‏

      السلام الدائم يعمّ الارض!‏

      غالبا ما يستعمل كتبة الكتاب المقدس كلمة «الارض» للاشارة الى البشر.‏ تقول تكوين ١١:‏١ مثلا ان «الارض كلها»،‏ اي الناس العائشين عليها،‏ كانت تتكلم لغة واحدة.‏ وكان بطرس يفكر في هذا المعنى حين كتب عن ‹الارض الجديدة›.‏ فسيجدد يهوه اللّٰه المجتمع البشري بحيث يحل البر والعدل ‹ويسكنان› في الارض الى الابد مكان العنف والحقد.‏ وفي نبوة مسجلة في ميخا ٤:‏٣‏،‏ يخبرنا الكتاب المقدس:‏ «يقضي في وسط شعوب كثيرين،‏ ويقوِّم الامور لمنفعة أمم قوية بعيدة.‏ فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ لا ترفع أمة على أمة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد».‏

      وكيف سيعيش الناس حين تتم هذه النبوة؟‏ تذكر ميخا ٤:‏٤‏:‏ «يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته،‏ ولا يكون من يرعد».‏ ففي الارض الفردوسية،‏ لن يعيش احد في خوف مما سيجلبه الغد من اعمال ارهابية.‏ فهل يمكن ان تثق بهذا الوعد؟‏ نعم،‏ «لأن فم يهوه الجنود قد تكلم».‏ —‏ ميخا ٤:‏٤‏.‏

      وهكذا فيما يتفاقم خطر الارهاب وترتجف الامم من العنف،‏ يكمن الحل لمحبي السلام في الثقة بيهوه.‏ فما من مشكلة لا يستطيع يهوه حلها.‏ فهو سيزيل الاذى،‏ الالم،‏ وحتى الموت.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «يبتلع الموت الى الابد،‏ ويمسح السيد الرب يهوه الدموع عن كل الوجوه.‏ وينزع عار شعبه عن كل الارض،‏ لأن يهوه قد تكلم».‏ (‏اشعيا ٢٥:‏٨‏)‏ وسيعمّ السلام ربوع الاوطان الغالية على قلوب ابنائها،‏ التي يزرع فيها الارهاب اليوم الالم والخوف.‏ وهذا السلام،‏ الذي يعد به اللّٰه «الذي لا يمكن ان يكذب»،‏ هو ما يحتاج اليه البشر حاجة ماسة.‏ —‏ تيطس ١:‏٢؛‏ عبرانيين ٦:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      بديل فعّال للرصاص والمتفجرات

      ما يلي بعض التعابير التي قالها افراد كانوا يعتقدون ان العنف هو السبيل الى التغيير السياسي.‏

      • «من قراءتي لكتب التاريخ،‏ اكتشفت ان الملوك وذوي المراكز العالية كانوا دائما يسيطرون على الفقراء.‏ وشعرت بالآلام التي تعانيها الطبقات الدنيا.‏ وحين فكرت في وسيلة تنهي هذه المساوئ،‏ توصلت الى الاستنتاج ان الحل هو الكفاح المسلَّح،‏ ومواجهة البنادق بالبنادق».‏ —‏ رامون.‏a

      • «لقد شاركت في العمليات العسكرية العنيفة.‏ وكان هدفي ان احارب انظمة الحكم البالية وأؤسِّس مجتمعا يلغي عدم المساواة بين شعوب العالم».‏ —‏ لوتشان.‏

      • «اقلقتني المظالم منذ كنت طفلا.‏ وقد شملت هذه المظالم الفقر،‏ الجريمة،‏ مستوى التعليم المتدني،‏ والنقص في العناية الطبية.‏ فاعتقدت ان السلاح هو الكفيل بتأمين التعليم الجيد والعناية الصحية والمأوى والوظائف للجميع.‏ واعتقدت ايضا ان كل من لا يحب النظام ولا يحترم جيرانه ينبغي ان ينال عقابه».‏ —‏ پيتر.‏

      • «كنا زوجي وأنا عضوين في جمعية سرية تشجع على الثورة وأعمال العنف.‏ وقد أملنا في حكومة تجلب الرّخاء وتفرض النظام في المجتمع وتحقق المساواة للجميع.‏ وشعرنا ان النشاطات المناهضة للحكومة هي الطريقة الوحيدة لتحقيق العدل في بلدنا».‏ —‏ لورديس.‏

      لقد حاول هؤلاء مساعدة المتألمين باللجوء الى القوة.‏ ولكن بعدما درسوا الكتاب المقدس مع شهود يهوه،‏ ادركوا ان كلمة اللّٰه تقدم حلا افضل.‏ فالكتاب المقدس يقول في يعقوب ١:‏٢٠‏:‏ «لأن سخط الانسان لا ينتج بر اللّٰه».‏ او حسبما تنقلها ترجمة تفسيرية:‏ «لأن الانسان،‏ اذا غضب،‏ لا يعمل الصلاح الذي يريده اللّٰه».‏

      ان تغيير المجتمع البشري لا يمكن ان يحدث إلّا بواسطة حكم من مصدر الهي.‏ وهذا ما ستقوم به عما قريب حكومة اللّٰه كما تشير نبوات الكتاب المقدس،‏ مثل تلك المذكورة في متى الاصحاح ٢٤ وفي ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏ ونحن نشجعك ان تتعلم هذه الحقائق بدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏

      a لقد جرى تغيير الاسماء.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة