مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الارهاب في حلّة جديدة
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • الارهاب في حلّة جديدة

      آخر مرة ظهر فيها موضوع الارهاب على غلاف هذه المجلة،‏ استُخدمت صورة مألوفة —‏ صورة قتلة مقنعين يحملون اسلحة وخلفهم انفجار عظيم.‏ لكنَّ الوضع اليوم يختلف.‏

      عندما بدأ الليل يسدل ستاره،‏ عبرت قافلة من الشاحنات المجمعات السكنية بهدوء وتوقفت قرب مدرسة.‏ نزل فريق من رجال مدربين يضعون أقنعة غاز ويرتدون بدلات واقية تحميهم من المواد الكيميائية وبدأوا يشقّون طريقهم بين الشجيرات.‏ كل ما كانوا يعرفونه هو ان جهازا متفجِّرا صغيرا فُجّر اثناء مباراة رياضية في مدرَّج المدرسة،‏ فانبعث دخان آذى متفرجين كثيرين.‏ بالتعاون مع موظفي المدرسة الذين يعنون بالحالات الطارئة،‏ دخل الرجال الاربعة بحذر الى المنطقة الملوَّثة لمعرفة ما حدث.‏ فماذا اطلق ذلك الجهاز؟‏ أهي الجمرة الخبيثة Anthrax؟‏ أم غاز الاعصاب؟‏

      ببطء،‏ توجه الرجال نحو ساحة المدرَّج وفي حوزتهم مجموعة معدات تُستخدَم للتحاليل الكيميائية.‏ فوصلوا الى غرفة صغيرة حيث وجدوا بقايا الجهاز المتفجِّر.‏ ان مهمتهم دقيقة،‏ فهي تتطلب استعمال معدات استكشاف صغيرة جدا وتحريك اشياء ثقيلة جدا.‏

      رغم كونهم رجالا مدرَّبين،‏ فقد ارهقهم المجهود الذي بذلوه حتى غشَّى البخار اقنعتهم.‏ لكن في اقل من عشر دقائق،‏ حُدِّدت ماهية البقايا.‏ فأكَّد الكيميائي الذي كان برفقتهم:‏ «انها الجمرة الخبيثة».‏

      الارهاب في حلته الجديدة

      لم يكن هذا الحدث شديد الخطورة كما بدا.‏ فقد كان تدريبا للفريق في مكان ما من شمال ولاية نيويورك لاختبار كيفية تجاوبهم مع هجوم زائف بالغاز السام.‏ والفريق هو احدى «فرق الدعم المدنية المُعَدّة لمواجهة اسلحة الدمار الشامل».‏ وهي فرق مشكَّلة حديثا لتقييم هدف وخطورة الوجه الجديد الذي تتخذه الهجمات الارهابية،‏ وذلك من خلال تحليلها ما تشتبه انه جراثيم،‏ مواد كيميائية،‏ او مواد مشعة.‏

      وهذا الفريق هو احدى الفرق الكثيرة التي تشكلت حول العالم لمكافحة مخاطر الوجه الجديد للارهاب والمشاكل الناجمة عنه.‏a فأحداث السنوات الاخيرة تشير الى أن اعمال الارهاب التي ترتكبها فرق مستقلة او يقوم بها متطرفون منعزلون هي في ازدياد.‏ ورغم ان ارهابيين كثيرين لا يزالون يستهدفون قواعد عسكرية وسفارات،‏ وسَّع بعض الارهابيين نشاطهم ليشمل اماكن غير محمية،‏ مثل شبكات النقل العامة،‏ الملاعب الرياضية،‏ المواقع الناشطة في المدن،‏ الفنادق،‏ والمعالم السياحية.‏

      ذكر پورتر ڠوس،‏ رئيس لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الاميركي،‏ مؤكدا التغيير في سلوك الارهابيين:‏ «ينبغي ان نتخلص من نظرتنا القديمة ان الدولة هي التي تروِّج الارهاب ونتقبَّل الوجه الجديد الذي يتخذه الارهاب.‏ فنحن نواجه اكثر فأكثر إرهابا يروّجه أُناس يحاربون لأجل قضية».‏

      ويتناول هذا الوجه الجديد للارهاب اعمالا وخططا يصعب منعها او مكافحتها.‏ فالارهابيون ينجحون اكثر فأكثر في استخدام التقنيات الحديثة والحصول على تمويل مستقل.‏ تخبر الولايات المتحدة الاميركية اليوم (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان استخدام التقنيات الحديثة التي تعتمد على الكمپيوتر والاتصالات،‏ بالاضافة الى الصِلة التي تربط الارهابيين بالمافيا يصعّبان جدا مكافحة الارهاب».‏ والوجه الجديد للارهاب يستهدف امورا جديدة،‏ مجبرا المراسلين الصحفيين ومحلِّلي الاخبار ان يبتكروا عبارات مثل «الارهاب الالكتروني»،‏ «الارهاب البيولوجي»،‏ و «الارهاب البيئي».‏

      فما مدى خطورة الوجه الجديد للارهاب؟‏ هل يهدِّد امنكم الخاص؟‏ وهل هنالك حل لوبإ الارهاب العالمي؟‏ ان المقالتين التاليتين ستلقيان الضوء على هذه الاسئلة.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ان وجهات النظر بشأن ما يُعتبر ارهابا تختلف كثيرا.‏ مثلا،‏ في البلدان التي تمزقها الحرب الاهلية،‏ قد تُعتبر اعمال العنف التي يرتكبها حزب ضد آخر اما اعمالا شرعية في الحرب او ارهابا،‏ وذلك يتوقف على الجهة التي تُسأل عن الموضوع.‏ في هذه المقالات،‏ تشير كلمة «ارهاب» عموما الى استعمال العنف كوسيلة لإجبار الآخرين على فعل ما لا يريدون فعله.‏

      ‏[الاطار/‏الخريطة في الصفحتين ٤ و ٥]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      عقد من الارهاب

      ١-‏ بونس إيريس،‏ الارجنتين

      ١٧ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٢

      قتلت سيارة مفخَّخة ٢٩ شخصا وجرحت ٢٤٢

      ٢-‏ مدينة الجزائر،‏ الجزائر

      ٢٦ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٢

      انفجرت قنبلة في المطار الدولي.‏ قُتل ١٢ شخصا وجُرح ١٢٨ على الاقل

      ٣-‏ مدينة نيويورك،‏ الولايات المتحدة

      ٢٦ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٩٣

      فجَّر متطرفون دينيون قنبلة ضخمة تحت مركز التجارة العالمي.‏ قُتل ٦ اشخاص وجُرح نحو ٠٠٠‏,١

      ٤-‏ ماتسوموتو،‏ اليابان

      ٢٧ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٩٤

      اطلق اعضاء من فرقة أوم شِنْريكيو الدينية غاز السارين السام في منطقة سكنية.‏ قُتل ٧ اشخاص وتأذّى ٢٧٠

      ٥-‏ طوكيو،‏ اليابان

      ٢٠ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٥

      نقل اعضاء من فرقة أوم شِنْريكيو الدينية ست عُلب في القطر النفقية في طوكيو،‏ مطلقين غاز السارين المميت.‏ قُتل ١٢ شخصا وتأذّى اكثر من ٠٠٠‏,٥

      ٦-‏ مدينة اوكلاهوما،‏ الولايات المتحدة

      ١٩ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٥

      انفجرت شاحنة مفخَّخة في مبنى فدرالي.‏ اعتُبر المتطرفون اليمينيون مسؤولين.‏ قُتل ١٦٨ شخصا وجُرح اكثر من ٥٠٠

      ٧-‏ كولومبو،‏ سري لانكا

      ٣١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٦

      اقتحم ارهابيون عرقيون مصرفا بشاحنة مفخَّخة.‏ قُتل ٩٠ شخصا وجُرح اكثر من ٤٠٠‏,١

      ٨-‏ لندن،‏ انكلترا

      ٩ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٩٦

      فجَّر ارهابيون ارلنديون قنبلة في موقف للسيارات.‏ قُتل شخصان وجُرح اكثر من ١٠٠

      ٩-‏ الظهران،‏ المملكة العربية السعودية

      ٢٥ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٩٦

      انفجرت شاحنة نفط مفخَّخة خارج مجمّع سكني تابع للجيش الاميركي.‏ قُتل ١٩ شخصا وجُرح ٥١٥

      ١٠-‏ پنوم پنه،‏ كمبوديا

      ٣٠ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٧

      رمى مهاجمون اربع قنابل يدوية بين متظاهرين.‏ قُتل ١٦ شخصا وجُرح اكثر من ١٠٠

      ١١-‏ كويْمباتور،‏ الهند

      ١٤ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٩٨

      قام مجاهدون دينيون بسلسلة من التفجيرات.‏ قُتل ٤٣ شخصا وجُرح ٢٠٠

      ١٢-‏ نيروبي،‏ كينيا؛‏ ودار السلام،‏ تنزانيا

      ٧ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٩٨

      فُجِّرت السفارتان الاميركيتان.‏ قُتل ٢٥٠ وجُرح اكثر من ٥٠٠،‏٥

      ١٣-‏ كولومبيا

      ١٨ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ و ٣ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٩٨

      هجوم بالقنابل وآخر بالقذائف.‏ استهدف الهجوم الاول خط انابيب نفط.‏ قُتل ٢٠٩ اشخاص وجُرح اكثر من ١٣٠

      ١٤-‏ موسكو،‏ روسيا

      ٩ و ١٣ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٩

      دمر انفجاران ضخمان مبنيَين سكنيَّين.‏ قُتل ٢١٢ شخصا وجُرح اكثر من ٣٠٠

      ‏[المصدر]‏

      المصدر:‏ مركز توحيد الابحاث

      Mountain High Maps® Copyright © 1997 Digital Wisdom,‎ Inc.‎

      Victor Grubicy/Sipa Press

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      الهجمات الالكترونية

      آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٩:‏ اظهرت التقارير ان اجهزة الكمپيوتر في الپانتاڠون تعرضت لهجوم «منسَّق ومنظَّم» من قِبل بعض الدخلاء.‏ فقد سُجِّل كل يوم ٦٠ الى ٨٠ هجوما شنه خبراء بالبرمجة على انظمة الكمپيوتر في وزارة الدفاع الاميركية.‏

      اواسط سنة ١٩٩٩:‏ في غضون ثلاثة اشهر تمكن خبراء بالبرمجة معادون للدولة من الدخول بطريقة غير شرعية الى صفحات الوبْ الخاصة بمجلس الشيوخ الاميركي،‏ مكتب التحقيقات الفدرالي،‏ الجيش الاميركي،‏ البيت الابيض،‏ وعدة وزارات في الولايات المتحدة.‏

      كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٠:‏ أُخبر ان المؤسسات التجارية حول العالم انفقت ١‏,١٢ بليون دولار اميركي خلال السنة السابقة في سبيل مكافحة «الارهاب الاقتصادي» الذي يستخدم ڤيروسات الكمپيوتر المؤذية.‏

      آب (‏اغسطس)‏ ٢٠٠٠:‏ دخل خبير بالبرمجة مواقع الوبْ الخاصة بوكالات حكومية وبسلطات محلية في المملكة المتحدة.‏

  • مواجهة خطر الارهاب
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • مواجهة خطر الارهاب

      في اواخر ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بدا الارهاب آيلا الى الزوال.‏ لكنَّ نوعا آخر من الارهاب ظهر على المسرح.‏ والمصدر الرئيسي للخطر الارهابي اليوم هو المتطرفون الذين انشأوا شبكاتهم التمويلية الخاصة —‏ من خلال تجارة المخدِّرات،‏ المصالح التجارية الخاصة،‏ الثروات الخاصة،‏ المؤسسات الخيرية،‏ والدعم المالي المحلي.‏ وهم يتّسمون بالقساوة اكثر من اي وقت مضى.‏

      لقد شهدت السنوات الاخيرة تفاقما في الاعمال الارهابية.‏ ففي مدينة نيويورك فُجِّرت قنبلة في مركز التجارة العالمي،‏ فقُتل ٦ اشخاص وجُرح نحو ٠٠٠‏,١.‏ وفي طوكيو اطلقت فرقة دينية غاز الاعصاب سارين في شبكة القطار النفقي،‏ فقُتل ١٢ شخصا وتأذّى اكثر من ٠٠٠‏,٥.‏ وفي مدينة اوكلاهوما دمَّر ارهابي مبنى فدراليا بواسطة شاحنة مفخَّخة،‏ فقُتل ١٦٨ شخصا وجُرح المئات.‏ وكما يُظهِر الجدول في الصفحتين ٤ و ٥ تستمر الاعمال الارهابية على مختلف انواعها حتى اليوم.‏

      عموما،‏ يبدو ان الارهابيين يُظهرون تحفظا اقل من السابق.‏ قال المُدان بتهمة تفجير المبنى الفدرالي في مدينة اوكلاهوما سنة ١٩٩٥ انه اراد «قتل اكبر عدد من الاشخاص» في سبيل استقطاب الانتباه المبتغى.‏ اما زعيم الفريق المسؤول عن تفجير القنبلة في مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك سنة ١٩٩٣ فقد اراد ان يقع احد المبنيين على الآخر لقتل كل من وُجد في المبنيين كليهما.‏

      والجديد ايضا هو تنوع الاسلحة المتوفر للارهابيين.‏ ذكر الخبير بقضايا الارهاب لويس ر.‏ ميزيل الاصغر:‏ «نعيش في عصر من الغضب الشديد الذي لا يوصف،‏ عصر الترسانات الهائلة:‏ النووية،‏ الكيميائية،‏ والبيولوجية».‏ فالمتطرفون يلجأون الى اشد الاسلحة فتكا التي توفرها التكنولوجيا،‏ بغية التأثير بشكل اعمق في الرأي العام.‏

      الهجمات الالكترونية

      ان ما دعي بالارهاب الإلكتروني يشمل استعمال التقنيات الحديثة،‏ كالكمپيوتر مثلا.‏ وأحد الاسلحة المستعملة هو ڤيروس الكمپيوتر،‏ الذي يلتهم البيانات او يجمِّد عمل الانظمة.‏ هنالك ايضا «القنابل المنطقية logic bombs» التي تجعل اجهزة الكمپيوتر تحاول القيام بعملية خارج نطاق قدرتها،‏ فتتوقف عن تأدية عملها بشكل صحيح.‏ وفيما يزداد اعتماد اقتصاد البلدان وأمنها على شبكات المعلومات،‏ يشعر كثيرون ان الناس معرضون اكثر لهذه الهجمات الارهابية.‏ وفي حين ان معظم الجيوش تملك انظمة للبقاء على اتصال حتى خلال حرب نووية،‏ فإن الانظمة المدنية —‏ مصادر الطاقة الكهربائية،‏ وسائل النقل،‏ والاسواق المالية —‏ تكون على الارجح عرضة اكثر لعمليات التخريب.‏

      منذ فترة ليست ببعيدة،‏ كان الارهابي،‏ اذا ما اراد ان يقطع الكهرباء عن برلين مثلا،‏ يسعى ربما الى ايجاد عمل في شركة الكهرباء ليتمكن من تخريب النظام الكهربائي.‏ لكن اليوم،‏ كما يقول البعض،‏ قد يتمكن خبير بالبرمجة ان يجعل الظلام يعم المدينة وهو مرتاح في منزله في قرية نائية في الجانب الآخر من الكرة الارضية.‏

      وقد اجتاح مؤخرا خبير بالبرمجة من السويد نظام كمپيوتر في فلوريدا وعطَّل احد انظمة الخدمات التي تُعنى بالحالات الطارئة مدة ساعة،‏ معيقا بذلك تجاوب الشرطة،‏ الاطفائية،‏ وفرق الاسعاف.‏

      ذكر فرانك ج.‏ تشيلوفو،‏ مدير حملة حرب المعلومات التابعة لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية:‏ «من حيث الاساس،‏ خلقنا قرية عالمية لا يوجد فيها مركز للشرطة».‏ وفي سنة ١٩٩٧ قال روبرت كوپرمان،‏ المستشار الاعلى لهذا المركز،‏ انه اذا قرر الارهابيون استعمال الطرائق ذات التقنية العالية «فلا يوجد حاليا وكالة حكومية لمكافحة العواقب الناجمة عن هجومهم».‏

      ويعتقد بعض المحللين ان الارهابيين الذي يستعملون الكمپيوتر تتوفر لديهم الوسائل التقنية اللازمة لخداع اية اجهزة حماية توجدها قوات الامن.‏ قال جورج تنيت،‏ مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية:‏ «ان العدو القادر على وضع الڤيروس المناسب او الوصول الى جهاز الكمپيوتر الملائم يمكن ان يسبب اذية كبيرة».‏

      الارهاب الكيميائي والجرثومي

      يسبب استعمال الاسلحة الكيميائية والبيولوجية القلق ايضا.‏ ففي اوائل سنة ١٩٩٥،‏ هزَّ العالمَ خبر الهجوم بالغاز السام الذي قام به الارهابيون في شبكة القطار النفقي في طوكيو.‏ وأُلقيت التبعة على فرقة دينية تنبئ بنهاية العالم.‏

      يقول براد روبرتس من معهد الدراسات الدفاعية:‏ «لقد تحوَّل مسار الارهاب.‏ .‏ .‏ .‏ فقد كان الارهابيون التقليديون يرغبون في التنازلات السياسية.‏ اما اليوم،‏ فتقول بعض الفرق ان هدفها الاول هو القتل الجَماعي.‏ وهذا ما يجعل الاسلحة البيولوجية مغرية».‏ وهل من الصعب الحصول على هذه الاسلحة؟‏ تقول مجلة ساينتفيك امريكان (‏بالانكليزية)‏:‏ «يمكن للمرء ان يستنبت تريليونات البكتيريا دون ان يعرض نفسه للخطر بمجرد استعمال معدات بسيطة جدا،‏ مثل خميرة البيرة ومستنبَت اساسه الپروتين،‏ بالاضافة الى قناع للغاز ورداء خارجي من الپلاستيك».‏ وعندما تصبح الجراثيم حاضرة،‏ يصير نقلها سهلا نسبيا.‏ ولن تعرف الضحايا ان هذا السلاح قد استُعمل إلّا بعد يوم او اثنين.‏ وبحلول ذلك الوقت يكون قد فات الاوان.‏

      يُقال ان احد الاسلحة البيولوجية المفضَّلة هو «الجمرة الخبيثة».‏ ويعود اسم هذا المرض الى الكلمة اليونانية المقابلة لفحم —‏ اشارة الى قشور الجرح السوداء التي تتشكل عادة فوق تقرحات جلد الذين يحتكون بالمواشي المخموجة بالجمرة الخبيثة.‏ وأكثر ما يقلق واضعي خطط الدفاع هو الاخماج الرئوية التي يسببها استنشاق جرثومة الجمرة الخبيثة.‏ فعند البشر،‏ يحصد الخمج بالجمرة الخبيثة نسبة عالية من الوفيات.‏

      ولماذا الجمرة الخبيثة سلاح بيولوجي فعال الى هذا الحد؟‏ لأن البكتيرية المسببة لهذا المرض يسهل استنباتها وهي شديدة المقاومة.‏ وتلزم عدة ايام قبل ان تشعر الضحايا بأول اعراض المرض،‏ اي الشعور بالاعياء والتعب كما عند الاصابة بالانفلوَنزا.‏ ويلي ذلك سعال وألم خفيف في الصدر.‏ ثم يتبعهما عسر في التنفس،‏ صدمة،‏ وموت في غضون ساعات.‏

      اسلحة نووية في يد الارهابيين؟‏

      بعد انهيار الاتحاد السوڤياتي،‏ تساءل البعض هل سيظهر سلاح نووي مسروق في السوق السوداء.‏ لكنَّ خبراء كثيرين يشكون في امكانية حدوث ذلك يوما من الايام.‏ يقول روبرت كوپرمان المقتبَس منه آنفا انه «لا يوجد دليل يثبت سعي اية مجموعة ارهابية الى امتلاك مواد نووية».‏

      لكن ما يقلق اكثر من القنبلة النووية الآن هو المواد المشعة،‏ فإنها تقتل لكن بصمت.‏ وهي ليست مواد متفجِّرة،‏ فلا تخلِّف اضرارا كالتي تنجم عن انفجار او لهب ناري.‏ لكنها تطلق عوض ذلك اشعاعا يتلف خلايا المرء وخصوصا خلايا نقي العظم السريعة العطب.‏ ويُحدث موت هذه الخلايا وابلا من النتائج،‏ بما فيها النزف وانهيار الجهاز المناعي.‏ وبخلاف الاسلحة الكيميائية التي تتفكك عندما تحتك بالاكسجين والرطوبة،‏ يمكن ان تستمر المواد المشعة في تسبيب الاذى طوال سنوات.‏

      يوضح حادث وقع في مدينة ڠويانيا في الجزء الجنوبي من وسط البرازيل كم يمكن ان يكون الاشعاع مهلكا.‏ ففي سنة ١٩٨٧،‏ عثر رجل على علبة صغيرة مصنوعة من الرصاص معلقة بإحدى المعدات الطبية المهمَلة،‏ ففتحها دون ان يرتاب بشيء.‏ كانت العلبة تحتوي على مادة سيزيوم ١٣٧.‏ وإذ أذهله الحجر الازرق اللامع المتوهج،‏ ارى ما اكتشفه لرفقائه.‏ لم يمض اسبوع حتى بدأت الضحايا الاولى تتوافد على العيادة الصحية المحلية.‏ وجرت معاينة الآلاف لتقصي اي اثر لعلامات التعرض للاشعاع.‏ مرض حوالي مئة من السكان،‏ احتاج خمسون الى دخول المستشفى،‏ ومات اربعة.‏ ان مجرد التفكير في ما كان سيحدث لو نُثر السيزيوم بتعمد يرعب الخبراء الذين يكافحون الارهاب.‏

      الكلفة المذهلة

      ان موت البشر المأساوي هو النتيجة الاكثر وضوحا للارهاب.‏ لكن الامر لا يقتصر على ذلك.‏ فالارهاب يمكن ان يدمر او يؤخر عمليات السلام في مناطق الاضطرابات في الارض.‏ فهو اما يثير النزاعات،‏ او يرسخها،‏ او يوسِّع نطاقها،‏ فضلا عن انه يزيد من استخدام العنف.‏

      يمكن ايضا ان يؤثر الارهاب في الاقتصاد القومي.‏ فقد أُجبرت بعض الحكومات على انفاق مقدار هائل من الوقت والموارد لمكافحته.‏ مثلا،‏ في الولايات المتحدة وحدها،‏ تعدّت الميزانية الموضوعة لمكافحة الارهاب في سنة ٢٠٠٠ عشرة بلايين دولار اميركي.‏

      يؤثر الارهاب فينا جميعا سواء لاحظنا ذلك ام لا.‏ فهو يؤثر في انتقائنا وسيلة سفرنا والاختيارات التي نقوم بها عندما نسافر.‏ وهو يجبر البلدان حول العالم ان تنفق كميات هائلة من اموال الضرائب لحماية الشخصيات البارزة،‏ المنشآ‌ت الحيوية،‏ والمدنيين.‏

      لذلك يبقى السؤال:‏ هل هنالك حل دائم لبلوى الارهاب؟‏ سيُناقش هذا الامر في المقالة التالية.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      الاعمال الارهابية التي تُرتكَب باسم البيئة

      تخبر صحيفة اوريڠونيان (‏بالانكليزية)‏ عن نشوء نوع جديد من الارهاب يتخذ شكل «افتعال حرائق،‏ تفجيرات،‏ وأعمال تخريب باسم الحفاظ على البيئة والكائنات الحية فيها».‏ دُعيت هذه الاعمال التدميرية الارهاب البيئي.‏ وقد حصلت على الاقل مئة حادثة خطيرة من هذا النوع في غربي الولايات المتحدة منذ سنة ١٩٨٠،‏ مخلِّفة اضرارا بقيمة ٨‏,٤٢ مليون دولار اميركي.‏ وتهدف مثل هذه الجرائم عادة الى الحؤول دون قَطع الاشجار،‏ او تحويل البرية الى مكان للاستجمام،‏ او قتل الحيوانات للحصول على الفرو والطعام،‏ او لاستخدامها من اجل الابحاث.‏

      تُعتبر هذه الاعمال ارهابيةً لانها تستخدم العنف بغية تغيير سلوك الافراد والمؤسسات او تغيير السياسات العامة.‏ ويُحبط الارهابيون البيئيون مساعي المحققين بمهاجمة اهداف بعيدة،‏ وغالبا ما يكون ذلك في الليل،‏ غير تاركين اي اثر وراءهم سوى بقايا متفحمة.‏ ومنذ فترة قصيرة،‏ لم تكن الجرائم التي تُرتكَب باسم حماية البيئة تسترعي الانتباه كثيرا،‏ إذ لم يكن لها سوى تأثير محدود وعلى صعيد محلي.‏ لكن في السنوات الاخيرة ازداد عدد الاهداف.‏ قال العميل الخاص جايمس ن.‏ داميتيو،‏ محقق محنَّك في مصلحة حماية الغابات في الولايات المتحدة:‏ «ان هدف هؤلاء الناس هو لفت الانتباه الى الاسباب التي تدفعهم الى المطالبة بالتغيير».‏ وأضاف:‏ «وإذا شعروا انهم لا ينالون الانتباه،‏ يجرِّبون امرا آخر».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠]‏

      الارهاب ووسائل الاعلام

      يقول صحافي أسره الارهابيون مدة سبع سنين:‏ «صار استقطاب الرأي العام هدفا رئيسيا وكذلك سلاحا بالنسبة الى الذين يستعملون الارهاب ضد الابرياء.‏ فهم يستخدمونه لترويج قضايا سياسية او ببساطة لنشر الفوضى».‏ ويضيف:‏ «ان مجرد نشر خبر خطف لأسباب سياسية،‏ خبر عملية اغتيال،‏ او خبر تفجير حَصدَ ضحايا انما هو اول انتصار للارهابي.‏ فدون استقطاب انظار العالم،‏ لا تحقق هذه الاعمال الاثيمة قصدها».‏

      ‏[الصور في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      ١-‏ ارهابيون عرقيون يفجّرون مصرفا في كولومبو،‏ سري لانكا

      ٢-‏ انفجار سيارة مفخَّخة في نيروبي،‏ كينيا

      ٣-‏ عائلة ضحايا انفجار في موسكو،‏ روسيا

  • الارهاب —‏ نهايته قريبة!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • الارهاب —‏ نهايته قريبة!‏

      لا شيء يمكن ان يفلت من قبضة الارهاب سواء كان مبنى فدراليا في مدينة اوكلاهوما او مبنى سكنيا في موسكو.‏ فرغم ان الارهابيين يريدون ظاهريا ان ينقلوا رسالة قوية الى السياسيين،‏ القادة العسكريين،‏ او رجال الاقتصاد،‏ يبدو غالبا ان ما يستهدفونه في اعمالهم الارهابية ليست له اية علاقة بالقضية التي يحاربون من اجلها.‏ فهم في حالات كثيرة يستهدفون اناسا عاديين —‏ اناسا لا علاقة لهم البتة بالقضية التي يعلنها الارهابيون على الملء.‏ فلمَ يلجأ المتطرفون الى اعمال الارهاب؟‏

      لمَ الارهاب؟‏

      الارهاب منظَّم،‏ متعمد،‏ ومدروس.‏ والقتلى والجرحى الذين يحصدهم ليسوا الهدف الرئيسي.‏ فهذه المذابح هي احدى الوسائل التي يستخدمها الارهابي لبلوغ مآ‌ربه،‏ وهي جزء من الصدمة والخوف اللذَين يرغب في خلقهما لكي يقوّض السلطة ويلقى آذانا صاغية للقضية التي يحارب من اجلها.‏ وإليكم بعض العوامل المسبِّبة لأعمال العنف التي يرتكبها الارهابيون.‏

      الحقد:‏ ذكر لويس ج.‏ فري،‏ مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي:‏ «الحقد .‏ .‏ .‏ يؤجج الارهاب.‏ والذين يتملكهم مثل هذا الحقد يعيشون في عالم يعمّه التعصب الاعمى،‏ تشوبه المؤامرات،‏ ويكتنفه الجهل».‏

      القمع:‏ يقول ستيڤن بومن في كتابه عندما يصيح العقاب (‏بالانكليزية)‏:‏ «لا شك انه يوجد زعماء مجموعات وبلدان لديهم اهداف غير منطقية هي القضاء على كيانات اخرى.‏ ولكن من الواضح ايضا ان الكثير من الارهاب هو وليد اليأس».‏

      الخيبة:‏ يذكر واضع كتاب الارهاب في المدن (‏بالانكليزية)‏:‏ «في حالات كثيرة .‏ .‏ .‏ يكون الدافع الرئيسي للارهابي خيبة حقيقية سببتها القوى السياسية،‏ الاجتماعية،‏ والاقتصادية التي تبدو غير قابلة للتحسين».‏

      الظلم:‏ يذكر مايكل شيموف في مقالته «سياسة الارهاب»:‏ «ان الارهاب هو احد اعراض مشكلة ناشئة وليس السبب الفعلي لها».‏ ويتابع:‏ «ينبغي ان يكون هدفنا على المدى البعيد إلغاء الاسباب السياسية والاجتماعية الضمنية للارهاب.‏ .‏ .‏ .‏ وفيما نحارب الارهاب ينبغي ان نبذل جهودا دؤوبة لتعزيز الحرية،‏ الكرامة،‏ العدالة،‏ والقيم الانسانية.‏ وحين تثمر هذه الجهود الدؤوبة،‏ عندئذ فقط نكون قادرين ان نتخلص من العمليات التي نقوم بها في مواجهة الارهاب».‏

      لقد برهنت اسباب الارهاب وتاريخه صحة العبارة المدونة في الكتاب المقدس:‏ «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه».‏ (‏جامعة ٨:‏٩‏)‏ حتى ان الكتاب المقدس انبأ بالصفات التي تعزز الارهاب.‏ يقول:‏ «في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة حرجة.‏ فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ .‏ .‏ .‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول أي اتفاق،‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ جامحين،‏ منتفخين بالكبرياء».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏.‏

      والحقيقة هي ان البشر لا يستطيعون معالجة اسباب الارهاب بنجاح،‏ مهما بذلوا من جهود في مكافحته وبغض النظر عن مدى صدق نواياهم.‏ يذكر الكتاب المقدس بواقعية:‏ «ليس للانسان طريقه.‏ ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته».‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ لكن في حين ان حل مشكلة الارهاب يتخطى القدرة البشرية،‏ فهو لا يتخطى قدرة اللّٰه.‏

      الحل

      ان الذين يُظلَمون ويشعرون بالتثبط يمكن ان يجدوا التعزية في وعد الكتاب المقدس الاكيد:‏ ‹المستقيمون يسكنون الارض والكاملون يبقون فيها.‏ اما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصلون منها›.‏ —‏ امثال ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      ووعد اللّٰه هذا سيتحقق قريبا.‏ فالملك المتوج يسوع المسيح،‏ الذي عيّنه اللّٰه حاكما،‏ سيعمل على تحقيقه.‏ تخبر احدى نبوات الكتاب المقدس عن المسيح:‏ «لا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه.‏ بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الارض».‏ —‏ اشعياء ١١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      نعم،‏ ان ابن اللّٰه،‏ يسوع المسيح،‏ سيزيل قريبا كل جور مع جميع المسؤولين عنه.‏ وفي نظام يهوه الجديد البار،‏ سيكون الارهاب والعنف بكل اوجههما امرين من الماضي.‏ وسيعيش عندئذ كل البشر على الارض في امان،‏ ولن ينتابهم بعدُ الخوف من اي اذى.‏ —‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

      يعد الكتاب المقدس ان اللّٰه سيزيل قريبا القمع والظلم بكل اوجههما

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة