مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • التهديد النووي
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • التهديد النووي

      تخيلوا ولدين في مرأب مقفل يقفان في ارض مغطاة بالبنزين.‏ كل واحد يحمل علبة من عيدان الثقاب .‏ .‏ .‏

      هذا يمثل تماما الحالة الموجودة اليوم بين الدولتين العظميين.‏ كلتاهما تمتلك مستودعات من الاسلحة النووية المخيفة التي اذا استُعملت تؤدي الى دمار متبادل.‏ فصواريخهما تنتصب بشكل مشؤوم مستعدة للقتل،‏ وجيروسكوپات اجهزتهما التوجيهية تغزل بسرعة.‏

      ان الآلاف من رسل الموت هذه تختبئ تحت الارض في قواعد اسمنتية.‏ ومئات اكثر تترصَّد داخل هياكل الغواصات والكثير ايضا تحت الاجنحة الممتدة الى الخلف للطائرات النفَّاثة.‏ والعالَم الخائف يتساءل،‏ ماذا سيحدث اذا استُعملت الاسلحة في وقت ما؟‏

      يجيب قائد ذو اربعة نجوم.‏ فيقول بأن حربا نووية تكون «الكارثة الاعظم في التاريخ بدرجات كثيرة من الخطر.‏» ويضيف عالِم:‏ «هنالك خطر حقيقي لانقراض البشرية.‏»‏

      تخبر اسطورة يونانية قديمة عن رجل يدعى داموقليس أُجبر على الجلوس تحت سيف معلَّق بخيط واحد من شعر.‏ هذا السيف يمكن ان يمثل جيدا الاسلحة النووية،‏ وداموقليس كامل الجنس البشري.‏ انزعوا السيف،‏ يقول البعض،‏ وداموقليس يكون آمنا.‏ ولكن هل مثل هذا التوقع مرجَّح؟‏ ان التطورات في السنوات الاخيرة قد اعطت الامل لكثيرين:‏

      آذار ١٩٨٣:‏ يقترح رئيس الولايات المتحدة ريڠن مبادرة الدفاع الاستراتيجي،‏ وهي بحث علمي مرتَّب لجعل الاسلحة النووية «غير فعالة ومهجورة.‏»‏

      كانون الثاني ١٩٨٦:‏ يقترح الزعيم السوڤياتي ميخائيل ڠورباتشوڤ ازالة كل الاسلحة النووية حتى نهاية هذا القرن.‏ ويذكر لاحقا:‏ «نحن مستعدون للمفاوضات ليس فقط في انهاء سباق التسلح،‏ بل في اضخم خفض ممكن للاسلحة،‏ حتى الى نزع شامل وكامل للسلاح.‏»‏

      كانون الاول ١٩٨٧:‏ وقَّع ڠورباتشوڤ وريڠن معاهدة لخفض الصواريخ.‏ وبحسب تقرير اخباري،‏ «انها المرة الاولى منذ بزوغ عصر الذرة التي فيها تتفق الدولتان العظميان ليس فقط على تحديد الاسلحة النووية بل على ازالة اجهزة بكاملها.‏»‏

      كم هو مرجَّح،‏ رغم ذلك،‏ ان تؤدي هذه التطورات الاخيرة يوما ما الى عالم دون اسلحة نووية؟‏ وما هي العقبات التي تقف في الطريق الى النجاح؟‏

  • المأزق النووي
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • المأزق النووي

      في اعلى برج طويل قبل طلوع الفجر في صحراء نيو مكسيكو تدلَّت الكرة المعدنية المكتنزة التي دعاها الناس «اختراعا.‏» وفي غرف محصَّنة تحت الارض على بعد خمسة اميال ونصف الميل،‏ نظر الفيزيائيون،‏ الكيميائيون،‏ الرياضيون والجنود المضطربون الى ساعاتهم وتساءلوا عما اذا كان «الاختراع» سينجح حقا.‏

      لقد نجح.‏ فنحو ١٥ ثانية قبل الساعة ٣٠:‏٥ صباحا انفجر «الاختراع،‏» مطلقا طاقته النووية في جزء من مليون من الثانية.‏ فأثار كرة نارية كان يمكن ان تُرى من كوكب آخر وأحدث انفجارا سُمع على بعد ٢٠٠ ميل.‏ وحرارة انفجار «الاختراع» —‏ اسخن في مركزه من مركز الشمس —‏ اذابت رمال الصحراء محوِّلة اياها الى زجاج مشع بلون اليَشْب في دائرة نصف ميل.‏ وأقسم البعض ان الشمس اشرقت مرتين ذلك اليوم.‏

      وفي ٦ آب ١٩٤٥،‏ بعد ٢١ يوماً،‏ خرَّبت القنبلة الذرية الثانية المدينة اليابانية هيروشيما،‏ مسبِّبة في النهاية الموت لما يُقدَّر بِـ‍ ٠٠٠‏,١٤٨ شخص.‏ فالعصر النووي كان قد بدأ.‏

      كان ذلك منذ اكثر من ٤٣ سنة.‏ ومنذ ذلك الحين جرى اختبار اسلحة فتاكة اكثر بـ‍ ٠٠٠‏,٤ مرة.‏ ومجموع قوة كامل الرؤوس المتفجرة في العالم قُدِّر بما يساوي ٢٠ بليون طن من الـ‍ TNT —‏ اكثر مليون ضعف من قوة قتل قنبلة هيروشيما!‏

      دعوة لازالة الاسلحة النووية

      وفقا لدراسة منظمة الصحة العالمية سنة ١٩٨٣ فان حربا نووية شاملة سوف تقتل بليون شخص دفعة واحدة.‏ وبليون شخص آخر سيموتون لاحقا بسبب الانفجار،‏ النار،‏ والاشعاع.‏ والدراسات الحديثة هي ايضا اكثر تشاؤما.‏ فمن المفهوم ان ترتفع صرخة للازالة الكاملة للاسلحة النووية.‏

      مع ذلك ليست كل الدعوات لازالتها مبنية على مجرَّد دوافع انسانية.‏ ويحتج البعض بأن الاسلحة النووية لديها القليل او لا شيء من الاهمية في الصراع الحقيقي.‏ فبسبب قوتها المدمرة المروِّعة يمكن للتحريض الاكثر تطرفا فقط ان يبرر استعمالها يوما ما.‏ وهكذا لم تستعملها الولايات المتحدة في كوريا او ڤيَتنام،‏ والبريطانيون لم يستعملوها في جزر فوكلند،‏ ولا السوڤيات في افغانستان.‏ ويقول وزير الدفاع السابق للولايات المتحدة روبرت ماكنمارا:‏ «الاسلحة النووية لا تخدم الهدف العسكري على الاطلاق.‏ انها كليّا عديمة النفع —‏ ما عدا انها تمنع خصم المرء من استعمالها.‏»‏

      وعلى نحو مماثل فان الاسلحة النووية ليست ذات فائدة كبيرة كخدعة دبلوماسية من اجل التهديد او التأثير في الامم الاخرى.‏ فالدول العظمى هي بشكل متبادل عرضة للهجوم.‏ أما الدول غير النووية فهي غالبا ما تتشجَّع على مقاومة الدول العظمى بقليل من الخوف من تبادل نووي.‏

      وأخيرا،‏ هنالك الكلفة.‏ فوفقا لدراسة صدرت في نشرة علماء الذرة،‏ خلال السنوات ١٩٤٥-‏١٩٨٥ انتجت الولايات المتحدة وحدها حوالي ٠٠٠‏,٦٠ رأس متفجر.‏a والكلفة؟‏ تقريبا ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨٢ دولار اميركي —‏ كمية كبيرة من المال لشيء يرجون عدم استعماله مطلقا.‏

      القنبلة كرادع

      ان مفهوم الرادع هو على الارجح قديم قدم تاريخ الصراع.‏ أما في العصر النووي فيتخذ الرادع أبعادا جديدة.‏ فالامة التي تفكر في هجوم نووي تكون على يقين من تبادل نووي مفاجئ ومخرِّب.‏

      وهكذا فان الجنرال ب.‏ ل.‏ دايڤيس،‏ قائد القيادة الجوية الاستراتيجية للولايات المتحدة،‏ يقول:‏ «يمكن خلق حالة مقنعة بأن الاسلحة النووية .‏ .‏ .‏ قد جعلت العالم مكانا اكثر امنا.‏ انها لم تُنهِ الصراع بأية حال؛‏ فالآلاف يموتون باستمرار كل سنة في نزاعات ليست ثانوية على الاطلاق بالنسبة الى الامم المتورطة.‏ ولكنّ تورط دولة عظمى في نزاعات كهذه يُدرس باعتناء لتجنب مجابهة مباشرة بسبب امكانية التصعيد الى حريق خطير —‏ نووي او تقليدي.‏»‏

      ولكن في البيت الذي لديه بندقيات محشوَّة هنالك دائما خطر ان يُطلَق النار على شخص ما خطأً.‏ والمبدأ نفسه يصح في عالم مليء بالاسلحة النووية.‏ وهكذا يمكن ان تندلع حرب نووية في الظروف التالية:‏

      ‏(‏١)‏ خطأ كمبيوتر او خلل ميكانيكي يجعل البلد يعتقد انه عرضة لهجوم نووي.‏ والتجاوب سيكون هجوما نوويا معاكسا.‏

      ‏(‏٢)‏ الاسلحة النووية قد تكون في متناول دولة متطرفة او ارهابية اقل امتناعا عن استعمالها من الدول النووية الحالية.‏

      ‏(‏٣)‏ تصعيد حرب صغرى في منطقة حيث مصالح الدول العظمى مشمولة —‏ مثل الخليج العربي (‏الفارسي)‏.‏

      وعلى الرغم من اخطار كهذه،‏ فقد حافظت الدول حتى الآن على سياسة الامن بسبب الرادع.‏ ومع ذلك،‏ ففي عالم يعج بالاسلحة النووية لا يشعر الناس بالامن.‏ وتوازن القوة هو حقا توازن الرعب،‏ معاهدة انتحار يكون البلايين في العالم موقعيها اللااراديين.‏ واذا كانت الاسلحة النووية كسيف داموقليس فان الرادع هو الخيط من شعر الذي يقيِّده.‏ ولكن ماذا اذا فشل الرادع؟‏ الجواب أرهب من ان نتأمل فيه.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لان المواد النووية تنحط فان الاسلحة القديمة يجب الاستعاضة عنها بأسلحة جديدة.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      قوة قنبلة بميغاطن واحد

      الاشعاع الحراري (‏الضوء والحرارة)‏:‏ التفجير النووي يُحدث وميضا شديدا من الضوء يُعمي او يبهر الناس البعيدين عن موقع الانفجار —‏ الى ١٣ ميلا في النهار و ٥٣ ميلا في الليل في تفجير ميغاطن واحد.‏

      وعند او قرب نقطة الصفر (‏الموضع تحت القنبلة المنفجرة مباشرة)‏ تبخِّر الحرارة القوية للكرة النارية الانسان.‏ وعلى بعد اضافي (‏الى ١١ ميلا)‏ يعاني الناس حروقا من الدرجة الثانية والثالثة في الجلد المكشوف.‏ وتلتقط الملابس النار.‏ وتشتعل السجادات والاثاث.‏ وفي ظروف معيَّنة تتطوَّر عاصفة نارية ذات حرارة عالية جدا،‏ مطوِّقة الناس في جحيم.‏

      اندفاع هوائي:‏ يولد التفجير النووي رياحا عاتية.‏ وقرب نقطة الصفر يكون الدمار كاملا.‏ وعلى بعد اضافي ينسحق الناس في الابنية من جرّاء انهيار السقوف او الجدران؛‏ يصاب آخرون بأذى او يُقتلون بسبب الانقاض والاثاث المتطايرين.‏ وآخرون ايضا يختنقون بسبب الغبار الكثيف من اللياط او القرميد المحطمين.‏ وضغط الريح العالي يسبب فتق طبلة الاذن او نزيفا في الرئتين.‏

      الاشعاع:‏ تُبثّ دفقات كثيفة من النيوترونات وأشعة ڠاما.‏ التعرُّض المتوسط يسبب المرض المتميز بالغثيان،‏ التقيُّؤ،‏ والاعياء.‏ وعطب خلايا الدم يُضعف المقاومة للعدوى ويؤخر التئام الجروح.‏ والتعرض الشديد للاشعة يسبب التشنُّج،‏ الارتعاش،‏ عدم التناسق العضلي،‏ والنُوام.‏ ويتبع الموت في خلال ساعة الى ٤٨ ساعة.‏

      والناجون غير المعرضين للاشعاع هم عرضة للسرطان.‏ وهم ايضا على الارجح سينقلون العيوب الوراثية الى ذريتهم،‏ بما فيها خصوبة ادنى،‏ اجهاض تلقائي،‏ اطفال مشوَّهون او مولودون امواتا،‏ وضعف بنيوي غير محدَّد.‏

      المصدر:‏ دراسة شاملة في الاسلحة النووية،‏ طبعتها الامم المتحدة.‏

  • اناس يبحثون عن حلول
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • اناس يبحثون عن حلول

      ‏«ان مبدأ الـ‍ MAD [الدمار الاكيد المتبادل] هو غير اخلاقي.‏ فهنالك شيء رهيب،‏ وأسوأ من ذلك،‏ في تأسيس امننا على مقدرتنا على قتل نساء واطفال روسيين.‏ وهو ايضا اكثر شجبا —‏ اذا امكن ذلك —‏ ان نزيد عمدا تعرُّض شعبنا لدمار نووي من اجل اتمام متطلبات نظريةٍ مجرَّدة،‏ تاريخية،‏ غير مبرهنة ومخالفة للمنطق.‏» هذه العبارات،‏ التي ذكرها السناتور الاميركي وليم آرمسترونڠ،‏ تعكس القلق الذي يشعر به العديد من الاميركيين ازاء دفاع مؤسس على المقدرة على الثأر.‏

      وكبديل،‏ في آذار ١٩٨٣،‏ اقترح ريڠن رئيس الولايات المتحدة الـ‍ SDI (‏مبادرة الدفاع الاستراتيجي)‏ المعروفة على نحو شائع اكثر بحرب النجوم.‏ قال:‏ «اناشد المجتمع العلمي الذي قدَّم لنا الاسلحة النووية ان يوجِّه مواهبه العظيمة نحو قضية الجنس البشري والسلام العالمي:‏ ان يقدِّم لنا الوسائل لجعل هذه الاسلحة النووية غير فعالة ومهجورة.‏»‏

      لقد تخيل ريڠن تطور اسلحة غريبة ذات تقنية عالية —‏ اجهزة لازر ذات اشعة سينية،‏ مدافع كهرمغنطيسية عالية الضغط،‏ مركبات قاضية على مولدات الحركة،‏ وأسلحة بدفق من جُسَيمات حيادية —‏ تحمي اميركا وحلفاءها بتخريب صواريخ العدو قبل ان تتمكن من بلوغ اهدافها.‏

      ولكن جرت مناقشة الـ‍ SDI من البداية بعنف وعلى نحو واسع.‏ فادّعى المعارضون انه من المستحيل تقنيا خلق «مظلة» مقاومة للتسرب ضد هجوم محتوم —‏ و «مظلة» ترشح هي عديمة النفع ضد اسلحة نووية.‏ واذ لخَّص اعتراضات اخرى قال عضو في الكونڠرس الاميركي بسخرية انه «فضلا عن الواقع بأن جهاز الـ‍ SDI يمكن ان يكون غير وافر،‏ ان يجري التغلب عليه،‏ التفوق عليه في الدهاء،‏ ولا يمكن ان يعمل بواسطة البشر بل فقط بواسطة اجهزة الكمبيوتر،‏ يخرق مجموعة من معاهدات الحد من الاسلحة ويمكن ان يفجر حربا نووية حارة،‏ .‏ .‏ .‏ فهو ليس جهازا سيئا.‏»‏

      والاتحاد السوڤياتي ايضا يعترض بقوة على الـ‍ SDI.‏ ويقولون بأن اميركا ترغب في ان تبني ترسا لكي تسيطر على القوة العسكرية.‏ ورسميو الولايات المتحدة بدورهم يتهمون السوڤيات بأنهم يطورون سرا جهازهم الدفاعي الاستراتيجي الخاص.‏

      على ايّ حال،‏ ان تطوير ونشر الـ‍ SDI سوف يثبت انه كثير الكلفة جدا.‏ فالتخمينات تتراوح من ١٢٦ بليونا الى ٣‏,١ تريليون دولار اميركي.‏ وبالمقارنة فان كامل الجهاز الاميركي للطرق الرئيسية بين الولايات يكلّف ١٢٣ بليون دولار اميركي!‏ ورغم ذلك،‏ فقد خصَّص الكونڠرس الاميركي بلايين الدولارات لبحث الـ‍ SDI.‏

      امكانية نزع السلاح

      تقول وزارة الدفاع السوڤياتية:‏ «الشعب السوڤياتي مقتنع بأن نزع السلاح النووي هو الضمان الذي يوثق به اكثر لتجنب كارثة نووية.‏» وعلى الرغم من المثل العليا الرفيعة فان سباق التسلح يستمر بسرعة قصوى.‏

      والعائق الرئيسي امام نزع السلاح؟‏ عدم الثقة.‏ ان قوة السوڤيات العسكرية ١٩٨٧،‏ مطبوعة لقسم الدفاع الاميركي،‏ تتهم الاتحاد السوڤياتي بأنه ‹يسعى الى السيطرة العالمية.‏› ومطبوعة من حيث التهديد للسلام،‏ التي نشرتها وزارة الدفاع السوڤياتية،‏ تتحدث عن «الطموح الاستبدادي الى ‹حكم العالم›» للولايات المتحدة.‏

      وحتى عندما تنعقد محادثات الحد من الاسلحة يتهم كل من الجانبين الآخر بأن لديه دوافع انانية.‏ وهكذا فان المطبوعة السوڤياتية المقتبس منها آنفا تتهم الولايات المتحدة بأنها «تعيق التقدم نحو نزع السلاح في جميع المجالات» في محاولة «لادارة الشؤون الدولية من مركز قوة.‏»‏

      وتردّ الولايات المتحدة بأن الحد من التسلح مجرّد مخطط سوڤياتي لتطويق «المصالح العسكرية الموجودة .‏ .‏ .‏ وفضلا عن ذلك،‏ فان [موسكو] تعتبر مفاوضات الحد من التسلح وسيلة لتعزيز اهداف السوڤيات العسكرية وإضعاف الدعم العام لسياسات ومناهج الدفاع الغربي.‏» —‏ قوة السوڤيات العسكرية ١٩٨٧.‏

      ان الاتفاقية الاخيرة لازالة الصواريخ المتوسطة المدى تبدو خطوة جبارة نحو الامام.‏ انها الاتفاقية الاولى حتى الآن لخفض —‏ لا لمجرد الحد من —‏ الاسلحة النووية.‏ ورغم ذلك،‏ قصَّرت مثل هذه المعاهدة،‏ مع انها تاريخية،‏ عن ازالة كامل الاسلحة النووية.‏

      مشكلة التيقن

      ولكن لنفرض ان الدول النووية بكاملها وافقت حقا على نزع شامل للسلاح.‏ فماذا يمنع احدى او كل الامم من الخداع —‏ الفشل في التخلص من الاسلحة المحظورة او انتاجها سرا؟‏

      قال كينيث ادلمان،‏ المدير السابق للوكالة الاميركية للحد من الاسلحة ونزعها:‏ «ان ازالة الاسلحة النووية تقتضي الجهاز الاكثر شمولا وتطفلا من المراقبات المحلية،‏ الذي يمكن لاحد ان يتخيله.‏ .‏ .‏ .‏ وهذا بدوره سيعني انفتاحا لم يسبق له مثيل لتطفل اجنبي من قبل كل الامم.‏» ومن الصعب التخيّل ان اية امة ستتبنى مثل هذه السياسة المفتوحة.‏

      ولكن دعونا ايضا نفترض ان الامم بطريقة ما تغلبت على كل هذه العقبات الهائلة ونزعت السلاح.‏ فالتقنية والمعرفة اللازمتان لصنع القنبلة ستظلان موجودتين.‏ واذا اندلعت حرب تقليدية ستكون هنالك دائما امكانية ان تتصعّد الى مرحلة يجري فيها تجديد الاسلحة النووية —‏ واستعمالها.‏

      وهكذا قال مؤخرا هانز بث،‏ احد الفيزيائيين الذي عمل على تطوير القنبلة الذرية الاولى:‏ «اعتقدنا اننا نستطيع السيطرة على الجنِّي.‏ فلم يرغب في العودة الى القمقم،‏ ولكن كانت هنالك اسباب منطقية للتفكير انه في وسعنا استيعابه.‏ وأعلم الآن ان ذلك كان وهما.‏»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      يحتج البعض بأن الحماية من هجوم نووي اهم من الثأر بعد الهجوم

  • نهاية للاسلحة النووية كيف؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • نهاية للاسلحة النووية كيف؟‏

      عصرنا هو عصر القلق.‏ فاتحاد العلم بالحرب قد انتج آلافا من الاسلحة بقوة مدمرة بشكل لا يُصدَّق،‏ قاتلات غير مميِّزة لديها امكانية ابادة الجنس البشري.‏

      وأن يكون الانسان راغبا جدا في قتل رفيقه الانسان امر مزعج.‏ ومع ذلك فان ميول الانسان الى القتل كانت ظاهرة من البداية تقريبا.‏ يذكر الكتاب المقدس:‏ «وحدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على هابيل اخيه وقتله.‏» (‏تكوين ٤:‏٨‏)‏ والانسان يقتل الانسان منذ ذلك الحين.‏ وبينما يكون صحيحا ان الانسان منذ سنة ١٩٤٥ يكفّ يده عن استعمال الاسلحة النووية في الحرب يبقى قرننا القرن الاكثر قتلا في التاريخ.‏ فمن الواضح ان المشكلة ليست الاسلحة بحد ذاتها.‏

      الاسباب والعلاجات

      يعتقد بعض العلماء انه بما ان الناس هم الذين يشنون الحروب فالاسباب لا بد ان تكون موجودة في جوهر الانسان نفسه.‏ ووفقا لهذا الرأي،‏ يشن الناس الحروب بسبب الانانية،‏ الحماقة،‏ وخطإ توجيه الدوافع العدوانية.‏ تختلف الوصفات،‏ ولكن يعتقد كثيرون ان السلام يمكن ان يأتي فقط من خلال التغيير في وجهة نظر وسلوك الانسان نفسه.‏

      ويقول آخرون انه بما ان الحروب تُشن بين الامم فأسباب الحرب تكمن في بنية النظام السياسي الدولي.‏ ولان كل دولة مستقلة تعمل وفقا لطموحاتها ورغباتها الخاصة تحدث نزاعات لا مفر منها.‏ وبما انه لا يوجد اسلوب ثابت يُعتمد عليه لحل الخلافات تندلع الحرب.‏

      وفي تحليله اسباب الحرب يلاحظ العالم كينيث وولتز ان «حكومة عالمية هي العلاج لحرب عالمية.‏» ولكنه يضيف:‏ «والعلاج،‏ مع انه قد يكون من غير الممكن مهاجمته منطقيا،‏ فمن غير الممكن تحقيقه عمليا.‏» ويوافق آخرون.‏ ذكر المؤلف بن بوڤا في مجلة اومني‏:‏ «يجب على الامم ان تتحد في حكومة واحدة تستطيع ان تحد من التسلح وتمنع الحرب.‏»‏

      ومن ناحية ثانية،‏ يقول ايضا:‏ «اغلب الناس يعتبرون حكومة عالمية كهذه فكرة يُرجى منها خير موهوم،‏ حلما علميا خياليا لا يمكن ابدا ان يصبح حقيقة.‏» وفشل الامم المتحدة يؤكد هذا الاستنتاج المحزن.‏ وقد كانت الامم غير راغبة في التخلي عن سيادتها لمصلحة تلك المنظمة او اية منظمة اخرى!‏

      حكومة عالمية —‏ حقيقة!‏

      ولكنّ الكتاب المقدس يؤكد لنا ان اللّٰه نفسه يقصد حكومة عالمية حقيقية.‏ ويصلّي الملايين دون علم من اجل هذه الحكومة عندما يقولون الصلاة الربانية:‏ «ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ ورئيس حكومة الملكوت هذه هو امير السلام،‏ يسوع المسيح.‏ يعد الكتاب المقدس في ما يتعلق بهذه الحكومة:‏ «تسحق وتفني كل هذه الممالك» او الحكومات البشرية.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

      ان هذه الحكومة العالمية ستجلب السلام والامن الحقيقيين،‏ ليس بواسطة رادع نووي ولا من خلال جهاز معقد من الاسلحة الدفاعية ذات التقنية المتطورة او معاهدات سياسية متقلقلة.‏ ينبئ المزمور ٤٦:‏٩ بأن يهوه اللّٰه هو «مسكن الحروب الى اقصى الارض.‏ يكسر القوس ويقطع الرمح.‏ المركبات يحرقها بالنار.‏» وهذا يعني دمار كل الاسلحة بما فيها الابتكارات النووية.‏

      ولكن ماذا عن جوهر الانسان نفسه الميال الى الحرب؟‏ ان الساكنين على الارض،‏ في ظل حكومة اللّٰه السماوية،‏ سوف «يطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد.‏» (‏اشعياء ٢:‏٤‏)‏ واكثر من ثلاثة ملايين من الناس اليوم يعيشون الآن بموجب آية الكتاب المقدس هذه.‏ انهم شهود يهوه.‏

      وهؤلاء الشهود يعيشون في اكثر من ٢٠٠ بلد ويأتون من فرق عرقية عديدة.‏ وقبل ان يصبحوا مسيحيين حقيقيين كان بعضهم ميالين الى الحرب،‏ وربما حتى متوحشين.‏ ولكن نتيجة لاخذهم المعرفة عن اللّٰه يرفضون الآن ان يشهروا الاسلحة احدهم على الآخر او على ايّ شخص آخر.‏ ان حيادهم ازاء النزاعات السياسية هو قضية سجل تاريخي.‏ والموقف السلمي الذي اتخذه شهود يهوه امميا يشهد للحقيقة بأن عالما خاليا من الحرب والاسلحة النووية ممكن.‏

      ملايين من الناس الذين يعيشون اليوم وُلدوا في العصر النووي ويتوقعون ان يموتوا فيه —‏ إن لم يموتوا بسببه.‏ وشهود يهوه لا يشتركون في وجهة النظر المتشائمة هذه.‏ فرجاؤهم موضوع بثبات في الملكوت وفي الههم،‏ يهوه،‏ الذي لديه «ليس شيء غير ممكن.‏» —‏ لوقا ١:‏٣٧‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      ينبئ الكتاب المقدس بأن اللّٰه هو الذي سيضع حدا لاسلحة الحرب

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      في ظل حكومة اللّٰه السماوية ستكون الارض خالية من الحرب والاسلحة المدمرة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة