مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل دقّ ناقوس الخطر؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | آب (‏اغسطس)‏
    • هل دقّ ناقوس الخطر؟‏

      ‏«لا يحتاج ڤال ليسا،‏ قروي يعيش في توڤالو ويبلغ من العمر ٧٣ سنة،‏ الى تقارير علمية ليلاحظ الارتفاع في مستوى البحر»،‏ حسبما ورد في صحيفة ذا نيوزيلند هيرالد (‏بالانكليزية)‏.‏ «فالشطآ‌ن التي كان يلهو في طفولته على رمالها تختفي شيئا فشيئا،‏ والمحاصيل التي تسدّ رمق عائلته ماتت بسبب المياه المالحة.‏ وفي نيسان (‏ابريل)‏ [٢٠٠٧] غمر مدّ ربيعي بيته،‏ فاضطر الى مغادرته بعدما افرغت فيه الامواج ما في جعبتها من صخور وركام».‏

      ان الدفء العالمي بالنسبة الى سكان توڤالو ليس نظرية علمية بل،‏ كما جاء في الصحيفة الآنفة الذكر،‏ هو «واقع يومي» يعيشه المقيمون في هذه الجزر التي لا ترتفع اكثر من ٤ امتار فوق سطح البحر.‏a نتيجة ذلك،‏ غادرها الآلاف وكثيرون غيرهم يستعدون للرحيل.‏

      في الوقت نفسه،‏ لا يستطيع روبرت الذي يعيش في بريزبَين بأوستراليا ان يروي حديقته إلا في ايام محددة،‏ مستخدما دلوا لا خرطوم مياه.‏ وإذا لم يقصد مغسلا للسيارات يعيد تدوير المياه،‏ فليس بإمكانه ان ينظف سوى اجزاء من سيارته،‏ كالنوافذ والمرآتين ولوحتي التسجيل.‏ فلمَ تُقنَّن المياه بهذا الشكل؟‏ يعيش روبرت في ناحية من البلاد تعاني ما وُصف بأنه أسوأ جفاف عُرف منذ قرن.‏ وثمة مناطق اوسترالية اخرى اسوأ حالا ايضا.‏ فهل المشاكل في اوستراليا وتوڤالو دليل على وجود ظاهرة الدفء العالمي؟‏

      ما يتكهّن به البعض

      يعتقد كثيرون ان النشاطات البشرية هي احد الاسباب الرئيسية للدفء العالمي الذي ربما ستنتج عنه عواقب مأساوية للمناخ والبيئة.‏ على سبيل المثال،‏ يمكن ان ترتفع مستويات البحار ارتفاعا حادا جراء ذوبان الغطاء الجليدي على نطاق واسع وتمدُّد المحيطات الناجم عن ارتفاع حرارة المياه.‏ وقد يؤدي ذلك الى اختفاء الجزر المنخفضة مثل توڤالو،‏ وكذلك اجزاء كبيرة من هولندا وفلوريدا،‏ هذا اذا لم نذكر سوى القليل.‏ وربما يُضطر الملايين الى النزوح عن بعض الاماكن مثل شنغهاي،‏ كَلْكُتا،‏ وأجزاء من بنغلادش.‏

      كما يمكن لارتفاع الحرارة ان يزيد من حدة العواصف والفيضانات ومواسم الجفاف.‏ ففي جبال الهملايا،‏ وبسبب تقلُّص حجم بعض الانهار الجليدية التي تغذّي سبعة انهر بالمياه،‏ قد يعاني ٤٠ في المئة من سكان العالم نقصا في المياه العذبة.‏ كذلك يتهدد الخطر آلاف انواع الحيوانات،‏ كالدب القطبي الذي يصطاد في الغالب حيث يكون الجليد.‏ وفي الواقع،‏ تشير التقارير الحديثة الى ان دببا كثيرة تخسر وزنها وأن بعضها يتضور جوعا ايضا.‏

      علاوة على ذلك،‏ قد يعزّز ارتفاع الحرارة انتشار الامراض،‏ اذ يمكِّن البعوض والقُراد والعضويات الاخرى الناقلة للامراض،‏ بما في ذلك الفطريات،‏ من الانتشار في مناطق اخرى.‏ تذكر نشرة العلماء الذريين (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان المخاطر الناجمة عن التغيّر في المناخ مخيفة مثل المخاطر الناجمة عن الاسلحة النووية تقريبا.‏ صحيح انه قد لا تسهل ملاحظة النتائج الفورية للتغيّرات المناخية .‏ .‏ .‏،‏ ولكن في غضون العقود الثلاثة او الاربعة التالية،‏ ستُلحق هذه التغيّرات اضرارا دائمة بالمواطن التي هي قوام المجتمعات البشرية».‏ وما يزيد الطين بلّة هو اعتقاد بعض العلماء ان التغيّرات التي تُنسَب الى الدفء العالمي تتقدّم بسرعة تفوق توقعاتهم.‏

      فهل نصدّق هذه التكهنات؟‏ وهل حقا وصلت الحياة على الارض الى مفترق طرق؟‏ يقول المشككون في ظاهرة الدفء العالمي ان هذه التكهنات المنذرة بالسوء لا اساس لها من الصحة،‏ في حين ان آخرين متحيّرون في امرهم.‏ فما هي الحقيقة؟‏ هل يحدق الخطر بمستقبل الارض،‏ وبمستقبلنا نحن ايضا؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تشير عبارة «الدفء العالمي» الى ارتفاع في معدل حرارة جو الارض ومحيطاتها.‏

  • هل كوكب الارض مهدّد بالخطر؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | آب (‏اغسطس)‏
    • هل كوكب الارض مهدّد بالخطر؟‏

      يوصَف الدفء العالمي بأنه اكبر خطر يتهدّد البشرية.‏ وما يدعو الباحثين الى القلق،‏ كما تذكر مجلة العِلم (‏بالانكليزية)‏،‏ هو «احتمال اننا [البشر] بدأنا نُحدث كمًّا هائلا من التغييرات التي تتقدَّم بخطى بطيئة انما يتعذّر ايقافها».‏ غير ان المشكّكين يرتابون بصحة هذا القول.‏ صحيح ان كثيرين منهم يُقرّون بارتفاع حرارة الارض،‏ لكنهم في حيرة بشأن المسبِّبات والعواقب.‏ وبرأيهم،‏ قد تكون النشاطات البشرية احد العوامل،‏ لكنها ليست بالضرورة العامل الرئيسي.‏ فما سبب هذا الخلاف في الرأي؟‏

      احد الاسباب هو ان العمليات الطبيعية التي تشكّل اساس النظام المناخي العالمي معقدة وغير مفهومة بالكامل.‏ أضف الى ذلك ان المعنيين بحماية البيئة يميلون الى تفسير البيانات العلمية وفق ما يناسبهم،‏ كالتي تُستخدَم في ايضاح سبب ارتفاع درجات الحرارة.‏

      حرارة الارض —‏ هل هي حقا في ارتفاع؟‏

      استنادا الى تقرير صدر مؤخرا عن الهيئة الحكومية المشتركة لتغيّر المناخ (IPCC) التي ترعاها الامم المتحدة،‏ يُعتبر الدفء العالمي واقعا «لا يقبل الجدل» و «يُرجَّح جدا» ان يكون البشر السبب الرئيسي وراء ذلك.‏ وبعض الذين يخالفون هذا الرأي،‏ وخصوصا في ما يتعلق بدور العامل البشري،‏ يسلّمون بارتفاع حرارة المدن انما يعزون ذلك ربما الى اتساع رقعتها واستعمال مادتَي الاسمنت والفولاذ اللتين تمتصان حرارة الشمس في النهار وتتخلصان منها ببطء في الليل.‏ الا ان درجات الحرارة التي تُقاس في المدن،‏ على حد قول المشكّكين،‏ لا تعكس الواقع في المناطق الريفية وبالتالي يمكن ان تؤثّر سلبا على الاحصائيات العالمية.‏

      وعن تأثير ارتفاع حرارة الارض يقول كليفورد،‏ مسؤول في قرية يعيش في جزيرة قبالة ساحل ألاسكا،‏ انه يرى بعض التغييرات بأم عينه.‏ فقد كان سكان قريته يجتازون الجليد للوصول الى البر الرئيسي واصطياد الرنّة الاميركية والألكة.‏ ولكن بفعل ارتفاع درجات الحرارة،‏ بات نمط الحياة التقليدي هذا مستحيلا.‏ يقول كليفورد:‏ «امور كثيرة تغيّرت كالتيارات البحرية وحالة الجليد،‏ حتى بحر تشوكشي .‏ .‏ .‏ ما عاد يتجمد كسابق عهده».‏ فمياه هذا البحر،‏ على حد قوله،‏ كانت تصبح صفحة متجمدة بحلول نهاية تشرين الاول (‏اكتوبر)‏،‏ اما الآن فلا تتجمد قبل اواخر كانون الاول (‏ديسمبر)‏.‏

      وفي سنة ٢٠٠٧،‏ لُمست آثار الدفء ايضا في المجاز الشمالي الغربي الذي اضحى بكامله ممرا سالكا لأول مرة في التاريخ المسجَّل.‏ ذكر عالِم بارز في المركز الوطني للمعلومات حول الثلج والجليد في الولايات المتحدة:‏ «ما شهدناه هذه السنة ليس سوى لمحة عن ازدياد طول الفصول التي تذوب فيها الثلوج».‏

      ظاهرة الدفيئة —‏ دورها المهم في الحياة

      ثمة عامل آخر يجول في حلبة التغيّر المناخي هو ازدياد حدة ظاهرة الدفيئة،‏ وهي ظاهرة طبيعية مهمة وداعمة للحياة على الارض.‏ فحين تصل طاقة الشمس الى كوكبنا،‏ يُمتص ٧٠ في المئة منها تقريبا لتدفئة الجو واليابسة والبحر.‏ ولولا ذلك لبلغ معدل حرارة سطح الارض حوالي ١٨ درجة مئوية تحت الصفر.‏ لكنَّ هذه الحرارة الممتصة تُطلَق مجددا في الفضاء على شكل اشعة دون الحمراء،‏ الامر الذي يحول دون ارتفاع حرارة الارض اكثر من اللازم.‏ ولكن حين تُحدث المواد الملوِّثة خللا في تركيب الغلاف الجوي،‏ تقل كمية الحرارة المرتجعة الى الفضاء فترتفع حرارة الارض.‏

      ان بعض الغازات التي تساهم في ظاهرة الدفيئة هي:‏ ثاني اكسيد الكربون،‏ اكسيد الآزوتي (‏النيتروز)‏،‏ الميتان،‏ وبخار الماء.‏ وقد تزايدت بشكل ملحوظ تراكيز هذه الغازات في الجو خلال الـ‍ ٢٥٠ سنة المنصرمة،‏ وذلك منذ ان دارت عجلة الثورة الصناعية وازداد استعمال الوقود الأحفوري كالفحم والنفط.‏ وما يساهم ايضا في ارتفاع حدة هذه الظاهرة هو ازدياد اعداد حيوانات المزارع التي تُسفر عملياتها الهضمية عن انبعاث غازَي الميتان وأكسيد الآزوتي.‏ علاوة على ذلك،‏ يقول بعض الباحثين ان هنالك اسبابا اخرى للدفء العالمي وُجدت قبل ان يترك البشر بصمتهم في المناخ.‏

      مجرد تقلّب آخر في درجة الحرارة؟‏

      يدعم المشكّكون في دور البشر فكرتهم بالقول ان حرارة الارض شهدت تقلبات كبيرة في الماضي.‏ فيشيرون مثلا الى ما يُدعى بالعصور الجليدية التي يُفترض ان الارض كانت خلالها ابرد بكثير مما هي عليه الآن.‏ اما دليلهم على ان حرارة الارض ترتفع بشكل طبيعي،‏ فهو ان المناطق الباردة مثل غرينلندا كانت في ما مضى تربة خصبة للنباتات التي تنمو عادة في المناطق الدافئة.‏ لكنّ العلماء يقرّون دون شك ان الجزم بأمور تتعلق بالمناخ يصعب اكثر فأكثر كلما عادوا في الزمن الى الوراء.‏

      ولكن ما سبب حدوث هذه التقلبات الكبيرة في الحرارة قبل تدخّل الانسان؟‏ قد يُعزى ذلك الى البقع واللهب الشمسية التي تؤثّر في كميات الطاقة الشمسية المنبعثة.‏ فضلا عن ذلك،‏ يتحرك مدار الارض في دورات تستغرق آلاف السنين وتؤثّر في بُعد كوكبنا عن الشمس.‏ هذا عدا عن التغيّرات في التيارات المحيطية والاثر الذي يُحدثه الغبار البركاني.‏

      محاكاة الاحوال المناخية

      اذا كانت حرارة الارض في ارتفاع،‏ بصرف النظر عن السبب او المسبِّبات،‏ فما وقع ذلك علينا وعلى البيئة؟‏ صحيح ان التوقعات الدقيقة صعبة المنال،‏ إلا انه في متناول العلماء اليوم اجهزة كمبيوتر متطورة تُستخدم لتصميم نماذج الكترونية تحاكي النظام المناخي.‏ وتُبنى هذه النماذج على اساس قوانين الفيزياء،‏ البيانات المناخية،‏ والظواهر الطبيعية التي تؤثّر في المناخ.‏

      ويستطيع العلماء بهذه الطريقة اجراء اختبارات على المناخ بطرائق يستحيل تطبيقها على ارض الواقع.‏ فبإمكانهم مثلا ان «يغيّروا» الطاقة الشمسية المنبعثة ليروا انعكاس ذلك على الجليد في المناطق القطبية،‏ درجة حرارة الجو والبحر،‏ نسب التبخّر،‏ الضغط الجوي،‏ تشكُّل السحب،‏ الرياح،‏ والمطر.‏ ويستطيعون ايضا ان «يُحدثوا» ثورانا بركانيا ويدرسوا تأثّر الطقس بالغبار البركاني.‏ كما تساعدهم هذه النماذج الالكترونية ان يفحصوا النتائج المتأتية عن النمو السكاني،‏ ازالة الاحراج،‏ استغلال الاراضي،‏ الزيادة في انبعاث غازات الدفيئة،‏ وغيرها من الامور.‏ ويأمل العلماء ان يُعتمد على نماذجهم اكثر فأكثر مع الوقت وأن تبلغ درجات اعلى من الدقة.‏

      ولكن ما مدى دقة النماذج الحالية؟‏ طبعا،‏ يعتمد ذلك الى حد كبير على دقة وكمية البيانات المُدخَلة الى اجهزة الكمبيوتر.‏ لذلك تسفر التنبؤات المناخية عن نتائج متباينة تتراوح بين المعتدلة والمأساوية.‏ ولكن «قد يخبّئ لنا النظام المناخي [الطبيعي] بعض المفاجآ‌ت»،‏ حسبما تقول مجلة العِلم.‏ وهذا ما حصل بالفعل.‏ فقد ذهل الكثير من علماء المناخ مثلا من السرعة الهائلة لذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية.‏ ولكن رغم اية مفاجآ‌ت قد تحصل يمكن لأصحاب القرار،‏ لو امتلكوا مجرد فكرة تقريبية عن عواقب اعمال الانسان او تراخيه،‏ ان يتخذوا اليوم قرارات من شأنها ان تقلّص حجم المشاكل في المستقبل.‏

      وبإبقاء هذا الاحتمال في الذهن،‏ درست الهيئة الحكومية المشتركة لتغيّر المناخ ستة سيناريوهات الكترونية تفترض انبعاثات متفاوتة لغازات الدفيئة تراوحت مستوياتها بين العالية والحالية والمنخفضة.‏ وقد نجم عن كل من هذه السيناريوهات نتائج بيئية ومناخية مختلفة ألحّ المحللون على ضوئها بسنّ قوانين متعددة.‏ وتنص هذه القوانين مثلا على الزام المعنيين بتحديد انبعاثات الوقود الأحفوري،‏ فرض غرامات على المنتهكين،‏ توليد المزيد من الطاقة النووية،‏ واستخدام تقنيات اقل ضررا بالبيئة.‏

      هل النماذج الالكترونية جديرة بالثقة؟‏

      يقول النقّاد ان اساليب التنبؤ الحالية «تبالغ في تبسيط العمليات المناخية التي لم تُفهم كليا بعد» و «تتجاهل تماما عمليات اخرى».‏ كما يشيرون الى تفاوت النتائج التي تتوصّل اليها اجهزة الكمبيوتر.‏ ذكر عالِم شارك في المناقشات التي اجرتها الهيئة الحكومية المشتركة لتغيّر المناخ:‏ «يدرك البعض منا محدودية قدراتهم في مجال قياس وفهم النظام المناخي البالغ التعقيد،‏ الى حد اننا نشك في مقدرتنا على فهم آليّة عمله والاسباب الكامنة وراء ذلك».‏a

      طبعا،‏ قد يحاجّ البعض ان وقوفنا موقف المتفرج لمجرد اننا نشك في اسباب المشكلة لهُو مجازفة بالمستقبل.‏ ويتساءلون قائلين:‏ «كيف نبرّر الامر لأولادنا؟‏».‏ فسواء كانت النماذج المناخية دقيقة او لا،‏ يمكننا ان نكون على ثقة ان الارض تواجه مشكلة خطيرة.‏ فبيئتها الداعمة للحياة يدمّرها التلوّث وإزالة الاحراج والتمدن وانقراض الانواع،‏ هذا اذا لم نذكر سوى القليل من العوامل التي يُجمِع الكل عليها.‏

      فعلى ضوء هذه المعلومات،‏ هل يمكننا ان نتوقع من البشرية ككل ان تصنع تغييرا جذريا لتنقذ موطننا الجميل،‏ وحياتنا نحن ايضا؟‏ فضلا عن ذلك،‏ اذا كانت النشاطات البشرية هي السبب في الدفء العالمي،‏ فليس امامنا سوى فترة قصيرة جدا للقيام بالتغييرات اللازمة.‏ ويتطلب هذا على الاقل الالتفات فورا الى معالجة الاسباب الجذرية لمشاكل الارض:‏ الجشع،‏ المصالح الخاصة،‏ الجهل،‏ الحكومات غير الكفؤة،‏ واللامبالاة.‏ فهل يمكن تحقيق ذلك ام انه مجرد حلم؟‏ وإذا كان حلما،‏ فهل يعني ذلك اننا بلا رجاء؟‏ سيُناقَش السؤال الاخير في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a جون ر.‏ كريستي،‏ مدير مركز علم نظام الارض في جامعة آلاباما في هانتسڤيل بالولايات المتحدة الاميركية،‏ كما جاء في ذا وول ستريت جورنال (‏بالانكليزية)‏،‏ ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٠٠٧.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      كيف تُقاس حرارة الارض؟‏

      لتقدير صعوبة ذلك،‏ تخيّل انك تقيس درجة الحرارة في غرفة كبيرة.‏ فأين ستضع مثلا ميزان الحرارة؟‏ لا بد انك ستأخذ في الاعتبار ان الهواء الدافئ يتجه الى اعلى وبالتالي فإن الهواء القريب من السقف يكون ادفأ من ذاك المجاور للأرض.‏ وسيتأثر القياس ايضا في حال وضعت الميزان قرب نافذة،‏ في الظل،‏ او تحت اشعة الشمس المباشرة.‏ كما قد تلعب الالوان دورا في العملية لأن المسطحات الداكنة تمتص كمية اكبر من الحرارة.‏

      لذلك فإن الحصول على قراءة واحدة لن يفي بالغرض على الارجح.‏ فعليك ان تقيس الحرارة في عدة اماكن في الغرفة ثم تحسب متوسطا للقراءات التي حصلت عليها.‏ وقد تختلف القراءات باختلاف الايام والفصول.‏ لذا بغية الوصول الى متوسط صحيح،‏ يجب ان تحصل على قراءات كثيرة على مدى فترة طويلة.‏ فتخيّل كم هو معقد قياس معدل حرارة سطح الارض وجوّها ومحيطاتها!‏ مع ذلك،‏ تُعتبر هذه الاحصائيات مهمة لإجراء تقييم دقيق للتغيّر المناخي.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      NASA photo

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      الطاقة النووية —‏ هل هي احد الحلول؟‏

      يحطّم استهلاك الطاقة حول العالم رقما قياسيا تلو الآخر.‏ وبما ان احتراق النفط والفحم يساهم في انبعاث غازات الدفيئة،‏ تفكّر بعض الحكومات مليا في اللجوء الى بديل انظف هو الطاقة النووية.‏ إلا ان هذا البديل ترافقه ايضا بعض التحديات.‏

      فوفقا لصحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون (‏بالانكليزية)‏،‏ تحتاج فرنسا،‏ احدى اكثر دول العالم اتكالا على الطاقة النووية،‏ الى ١٩ بليون متر مكعب من الماء سنويا لتبرّد مفاعلاتها النووية.‏ وخلال موجة الحر التي اجتاحت البلاد سنة ٢٠٠٣،‏ هددت المياه الحارة التي تقذفها المفاعلات النووية عادة برفع حرارة الانهار الى مستويات مدمرة بيئيا.‏ لذا كان على بعض محطات التوليد ان تغلق ابوابها.‏ ويُتوقع ان تزداد هذه الحالة سوءا اذا ارتفعت درجات الحرارة عالميا.‏

      ذكر المهندس النووي دايڤيد لوكبوم،‏ العضو في اتحاد العلماء القلقين:‏ «اذا استخدمنا الطاقة النووية،‏ فسيتوجب علينا عندئذ ان نحلّ مشكلة التغيّر المناخي».‏

      ‏[الاطار/‏الخريطة في الصفحة ٧]‏

      كوارث مناخية شهدتها سنة ٢٠٠٧

      سجّلت سنة ٢٠٠٧ رقما قياسيا في عدد الكوارث المناخية التي أطلق بسببها مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ١٤ نداء استغاثة،‏ بزيادة ٤ نداءات عن الرقم السابق المسجَّل سنة ٢٠٠٥.‏ وسنستعرض ادناه بعض هذه الكوارث،‏ ولكن أبقِ في ذهنك طبعا ان الحوادث المتفرقة في الاحوال المناخية لا تشير بالضرورة الى استمرار وقوعها فترة طويلة الامد.‏

      ◼ بريطانيا:‏ تأثر اكثر من ٠٠٠‏,٣٥٠ شخص بأسوإ فيضان حدث منذ اكثر من ٦٠ سنة.‏ وشهدت انكلترا وويلز من ايار (‏مايو)‏ الى تموز (‏يوليو)‏ اعلى نسبة هطول للامطار منذ بدء تسجيل البيانات سنة ١٧٦٦.‏

      ◼ افريقيا الغربية:‏ ألحقت الفيضانات الاذى بـ‍ ٠٠٠‏,٨٠٠ شخص في ١٤ دولة.‏

      ◼ ليسوتو:‏ دُمّرت المحاصيل بسبب الجفاف ودرجات الحرارة العالية.‏ وقد يحتاج نحو ٠٠٠‏,٥٥٣ شخص الى مساعدات غذائية.‏

      ◼ السودان:‏ شرّدت الامطار الغزيرة ٠٠٠‏,١٥٠ شخص.‏ وحصل ٠٠٠‏,٥٠٠ على الاقل على معونات انسانية.‏

      ◼ مدغشقر:‏ عصفت الاعاصير والامطار الغزيرة بالجزيرة،‏ فشرّدت ٠٠٠‏,٣٣ شخص ودمرت محاصيل ٠٠٠‏,٢٦٠ من السكان.‏

      ◼ كوريا الشمالية:‏ قُدِّر ان ٠٠٠‏,٩٦٠ شخص تضرروا بشكل بالغ جراء الفيضانات والانزلاقات الارضية والسيول الطينية التي عمت ارجاء واسعة من البلاد.‏

      ◼ بنغلادش:‏ ألحقت الفيضانات الاذى بـ‍ ٥‏,٨ ملايين شخص وقتلت اكثر من ٠٠٠‏,٣.‏ كما مات بسببها ٢٥‏,١ مليون من الحيوانات الداجنة وتضرَّر او دُمّر حوالي ٥‏,١ مليون بيت.‏

      ◼ الهند:‏ تأثر ٣٠ مليون شخص بالفيضانات.‏

      ◼ باكستان:‏ شرَّدت الامطار الاعصارية ٠٠٠‏,٣٧٧ شخص وقتلت ٣٠٠ شخص تقريبا.‏

      ◼ بوليفيا:‏ تأذى ما يزيد عن ٠٠٠‏,٣٥٠ شخص بسبب الفيضانات وتشرّد ٠٠٠‏,٢٥ من السكان.‏

      ◼ المكسيك:‏ تركت الفيضانات الاقليمية ٠٠٠‏,٥٠٠ شخص على الاقل بلا مأوى وألحقت الاذى بأكثر من مليون.‏

      ◼ جمهورية الدومينيكان:‏ تسبَّب هطول الامطار الغزيرة فترة طويلة بحدوث فيضانات وانزلاقات ارضية،‏ ما ادى الى تشرُّد ٠٠٠‏,٦٥ شخص.‏

      ◼ الولايات المتحدة:‏ أُجبر ٠٠٠‏,٥٠٠ شخص على ترك بيوتهم بسبب اشتعال النيران في منطقة جنوب كاليفورنيا الشديدة الجفاف.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Based on NASA/Visible Earth imagery

  • مستقبل الارض —‏ في يد مَن؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٨ | آب (‏اغسطس)‏
    • مستقبل الارض —‏ في يد مَن؟‏

      ‏«الدفء العالمي هو اعظم امتحان واجهناه نحن البشر حتى الآن».‏ هذا ما اكدته مجلة ناشونال جيوغرافيك (‏بالانكليزية)‏،‏ طبعة تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٠٠٧.‏ وإذا اردنا ان نجتاز الامتحان بنجاح،‏ فعلينا،‏ حسبما ذكرت هذه المجلة،‏ ان «نتخذ اجراءات سريعة وحازمة،‏ متحلّين بمستوى من النضج نادرا ما اعربنا عنه على صعيد المجتمع او البشر ككل».‏

      ولكن هل يعرب البشر عن النضج المطلوب؟‏ ثمة عوامل كثيرة تحول دون ذلك كاللامبالاة،‏ الجشع،‏ الجهل،‏ المصالح الخاصة،‏ السعي الحثيث وراء الغنى في البلدان النامية،‏ ورغبة الملايين في الابقاء على نمط حياة يتطلب استهلاكا كبيرا للطاقة.‏

      وقد زوّدنا احد انبياء اللّٰه قديما بتقييم واقعي لمقدرتنا على حل مشاكلنا الاخلاقية والاجتماعية وتلك التي لها علاقة بالحكومات.‏ كتب قائلا:‏ «ليس للبشر طريقهم.‏ ليس لإنسان يمشي ان يوجّه خطواته».‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وتاريخ البشرية المأساوي يثبت صحة هذه الكلمات.‏ واليوم ايضا،‏ نحن نواجه تهديدات لم تخطر على بال احد في الماضي مع اننا نتسلَّح بأهم التطورات العلمية والتقنية.‏ فكيف يمكننا ان نكون على ثقة بأن مستقبلا افضل يكمن امامنا؟‏

      صحيح ان مداولات كثيرة تدور حول حل مشكلة التغيّر المناخي وغيرها من التطورات المؤذية،‏ إلا ان الخطوات التي تُتخذ لا تزال خجولة.‏ على سبيل المثال،‏ ماذا كان رد فعل الدول سنة ٢٠٠٧ عندما اصبح المجاز الشمالي الغربي صالحا للملاحة لأول مرة؟‏ تجيب افتتاحية في مجلة العالِم الجديد (‏بالانكليزية)‏:‏ «لقد تهافتت [الدول] بجشع على المطالبة بملكية الكتل المكشوفة من الرصيف القاري بغية استخراج المزيد من النفط والغاز».‏

      قبل نحو ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ انبأ الكتاب المقدس بدقة ان البشر سيبلغون مرحلة «يهلكون [فيها] الارض».‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ لذا يتضح ان العالم يحتاج الى قائد يتصف بالحكمة والقدرة على تحقيق الاهداف المنشودة وإلى رعايا يذعنون له.‏ فهل يمكن ان يشغل هذا الدور عالِم ذكي او قائد سياسي مخلص؟‏ يجيب الكتاب المقدس:‏ «لا تتكلوا على العظماء،‏ ولا على الانسان،‏ الذي لا خلاص عنده».‏ —‏ مزمور ١٤٦:‏٣‏.‏

      مستقبل الارض —‏ في أيدٍ امينة

      ثمة قائد واحد قادر على حل المشاكل التي يتخبط فيها العالم.‏ وقد انبأ الكتاب المقدس عنه قائلا:‏ «يحلّ عليه روح يهوه [اللّٰه]،‏ روح الحكمة والفهم،‏ روح المشورة والقدرة،‏ روح المعرفة ومخافة يهوه،‏ .‏ .‏ .‏ فيقضي بالبر للمساكين،‏ .‏ .‏ .‏ ويميت الشرير بروح شفتيه».‏ —‏ اشعيا ١١:‏٢-‏٥‏.‏

      فمن هو هذا القائد؟‏ انه ليس سوى يسوع المسيح الذي احبنا وبذل حياته من اجلنا.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ ويسوع،‏ الذي هو الآن شخصية روحانية قديرة،‏ نال من اللّٰه سلطة وتفويضا كي يحكم على الارض.‏ —‏ دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤؛‏ رؤيا ١١:‏١٥‏.‏

      وما يساهم في كون يسوع مؤهلا للقيام بهذا الدور معرفته الواسعة عن خليقة اللّٰه،‏ هذه المعرفة التي اكتسبها قبل مجيئه الى الارض.‏ فحين خلق اللّٰه الكون المادي قبل دهور،‏ كان يسوع «عاملا ماهرا» عنده.‏ (‏امثال ٨:‏٢٢-‏٣١‏)‏ تأمل في هذه الفكرة:‏ ان يسوع الذي ساهم في خلق الارض وكل الاشياء الحية فيها سيتولّى هو نفسه القيادة في اصلاح الضرر الذي لحق بها جراء سوء ادارة الانسان.‏

      ومن سيكونون رعايا المسيح؟‏ انهم في الواقع الحلماء والابرار الذين يعرفون الاله الحقيقي،‏ يهوه،‏ ويطيعون يسوع المسيح بصفته حاكما عليهم.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١،‏ ٢٩؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ وقد ذكر يسوع ان هؤلاء الاشخاص سوف «يرثون الارض» التي ستتحوّل الى فردوس.‏ —‏ متى ٥:‏٥؛‏ اشعيا ١١:‏٦-‏٩؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      فماذا يمكنك ان تفعل لتساهم في اتمام وعود الكتاب المقدس؟‏ يجيب يسوع بنفسه قائلا:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الاله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      نعم،‏ قد يبدو الخطر محدقا بكوكبنا،‏ إلا ان بقاءه مكانا لسكنى البشر امر لا شك فيه.‏ فالخطر يتهدّد الذين يصرّون على عدم احترام خليقة اللّٰه ويأبون اطاعة يسوع المسيح.‏ لذلك يشجعك شهود يهوه على نيل المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      حل يعجز العِلم عن تقديمه

      يدرك الملايين جيدا المخاطر التي ينطوي عليها التدخين،‏ تعاطي المخدِّرات التي تروِّح عن النفس،‏ والاسراف في شرب الكحول.‏ مع ذلك يستمرون في ممارسة هذه العادات المؤذية لعقولهم وأجسادهم.‏ فهم لا يعتبرون الحياة عطية مقدسة من اللّٰه.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ ومن المؤسف ان كثيرين يمتلكون النظرة عينها الى الارض،‏ لذا يساهمون في انزال الكوارث بها.‏

      فما هو الحل؟‏ هل يمكن للعِلم او التعليم الدنيوي ان يحملا معهما بشائر الفرج؟‏ ليس تماما.‏ فالمشكلة التي تكون جذورها روحية تستلزم حلا روحيا.‏ والكتاب المقدس يعترف بهذه الحقيقة.‏ لذلك فهو يعدنا بوقت حين «لا احد يسيء ولا احد يهلك» الارض لأنها «تمتلئ من معرفة يهوه كما تغطّي المياه البحر».‏ —‏ اشعيا ١١:‏٩‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      في ظل حكم المسيح،‏ سيساهم الابرار في تحويل الارض الى فردوس عالمي

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة