مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الغرباء —‏ مشكلة عالمية
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • الغرباء —‏ مشكلة عالمية

      ‏«اننا نذهب الى جوهانسبورڠ للسعي وراء المال لأنه لا يوجد عمل هنا،‏» قال عامل نازح من ارياف افريقيا الجنوبية.‏ ويذكر:‏ «لو كان هنالك عمل هنا لما تعنَّينا الذهاب الى جوهانسبورڠ.‏» ان تفسيره المؤثر يصف المأزق الذي يواجهه كثيرون من الغرباء والعمال النازحين.‏

      ولكنَّ الضخامة الواضحة للنزوح خلال العقود القليلة الاخيرة تُرعب بعض الناس.‏ (‏انظروا الاطار،‏ الصفحة ٥.‏)‏ ذكرت الصحيفة اليومية الاسپانية إل پايِس:‏ «ان التمييز العنصري ورُهاب الغرباء عادا ليظهرا فجأة في ألمانيا الجديدة.‏» فثمة عصابات اجرامية عنيفة،‏ وصفتها الصحافة بمحلوقي الرأس النازيين الجُدد،‏ هاجمت المهاجرين.‏

      يعترف بعض رسميي الهجرة انهم يتبعون سياسة الابعاد.‏ وأعلن احد موظفي الهجرة في بلد آسيوي ان وظيفته هي ‹ابقاء الاجانب خارجا.‏› وأيضا،‏ اذ تعلِّق على التدفق الاخير للاجئين من بلد اوروپي شرقي،‏ تخبر مجلة تايم عن رسمي رفيع المنصب قال:‏ «لا نريد ان نجعلهم يشعرون بأنهم مستريحون جدا لأننا نريد ان يعودوا.‏»‏

      ولاذعة اكثر ايضا كانت ملاحظات صحافي في فرنسا مقتنع بأن ‹الاجانب المهاجرين هناك هم خطر مهدِّد.‏› وأسبابه؟‏ انهم من «عرق مختلف،‏ [يتكلمون] لغات مختلفة،‏ [ولديهم] قيم مختلفة.‏» واستنتاجه؟‏ «يجب ان نرحِّل قدر ما يمكننا،‏ [و] نعزل الباقي.‏»‏

      بمثل هذه المشاعر المضادة للغرباء التي تحيط بهم،‏ لا عجب ان يواجه الاجانب جدارا من التحامل من المجتمعات المحلية التي تشعر بأن تدفق الغرباء المفاجئ يهدِّدها.‏ وعلى نحو نموذجي،‏ تحسَّر اسرائيلي محلي مغتاظ على واقع ان «مؤجِّري البيوت يفضلون المهاجرين السوڤيات» لأن الحكومة تزوِّد هؤلاء هبة مالية عندما يستوطنون اسرائيل.‏ ونتيجة لذلك،‏ يُجبَر المواطنون المحليون بسبب زيادات الايجار على الانتقال من مساكنهم.‏

      وليس سرا ان الاجانب غالبا ما يقبلون الاشغال الوضيعة التي يحتقرها المواطنون المحليون.‏ وبالتالي،‏ يضطر كثيرون من القادمين الجُدد ان يعملوا في ظروف قاسية مقابل اجور منخفضة —‏ وخصوصا اذا كانوا مهاجرين غير شرعيين.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ غالبا ما يعاني الغرباء في مكان العمل الكثير من التمييز بسبب وضعهم الاجنبي.‏

      بصرف النظر عمَّن هم او اين يحاولون ان يستقروا،‏ فإن غالبية المهاجرين يواجهون العملية المؤلمة لشفاءِ الالم العاطفي لمغادرتهم موطنهم وتشكيلِ روابط جديدة للمستقبل.‏ وتقول المجلة اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم ان الغرباء «غالبا ما يبدأون بالشعور بأنهم مُبعَدون ومسحوقون.‏» وبالنسبة الى البعض يكون الجهد عظيما جدا.‏ وفي ما يتعلق بهؤلاء،‏ يتابع التقرير:‏ «ان مأساة خسارة موطن اول يزيدها الفشل في العثور على ثانٍ.‏» وبالنسبة الى كثيرين فإن هذا الشعور بالانتزاع له علاقة كبيرة بالمهمة الهائلة للتعامل مع لغة جديدة.‏

      كيف تقولون .‏ .‏ .‏؟‏

      هل كان عليكم ذات يوم ان تتعلموا لغة اخرى وتتكيَّفوا مع ثقافة اخرى؟‏ ايّ تأثير كان لهذا فيكم؟‏ على الارجح،‏ ان «النتيجة النهائية لجهودكم هي شعور مزعج بالنقص،‏» يجيب ستانِسلو بَرَنتشاك،‏ مهاجر وكاتب پولندي في الولايات المتحدة.‏ نعم،‏ ان اللغة اساسية في الكينونة جزءا عاملا من مجتمع.‏ وتعلُّم لغة جديدة قد يكون وجها مرهقا على نحو خصوصي من الاندماج،‏ وخصوصا للغريب الراشد الاكبر سنا.‏

      بالنسبة الى هؤلاء المهاجرين،‏ غالبا ما يكون تعلُّم لغة سلسلة من الصعوبات المتفاقمة.‏ وتقول مجلة الشيخوخة انه عندما لا يستطيع الغرباء التغلب على خسارة اللغة والثقافة،‏ فإن ذلك غالبا ما يسبب الكآ‌بة،‏ التي بدورها لا تسمح لهم بأن يركِّزوا على مطالب تعلُّم اللغة الجديدة.‏ وأخيرا،‏ يصير الاجنبي متردِّدا اكثر فأكثر في قبول مخاطرةِ وأحيانا ذلِّ تعلُّم اللغة.‏ وتزداد المشكلة عندما يستوعب الاولاد اللغة والثقافة اسرع بكثير مما يستوعبهما والدوهم.‏ وغالبا ما يقود ذلك الى احتكاك وفجوة جيل في العائلات المهاجرة،‏ اي اذا نزحت العائلة بكاملها معا.‏

      عائلات محطَّمة

      احدى النتائج المدعومة اقل بالوثائق ومع ذلك الاكثر مأساوية للنزوح الجماعي هي تأثيره الوخيم العاقبة في وحدة العائلة.‏ ففي اكثر المرات،‏ تتجزَّأ العائلات عندما يترك احد الوالدَين او كلاهما اولادهما في رعاية اعضاء العائلة الآخرين فيما يسعيان وراء امكانيات اقتصادية افضل في مكان آخر.‏ ونتائج بحث تحقيق كارنيجي الثاني في الفقر والتنمية في افريقيا الجنوبية تعلِّق ان هذا النوع من النزوح «يُفسد .‏ .‏ .‏ بنية العائلة.‏» والتقرير يزوِّد دليلا وثائقيا على حالات محدَّدة عن كيفية تفرُّق العائلات عندما نزح اعضاء العائلة الافراد كل على حدة.‏

      هذه هي بعض المشاكل فقط التي يواجهها المهاجرون في كل انحاء العالم،‏ بالاضافة الى نفقة النزوح،‏ جعل الانتقال شرعيا،‏ والقرارات التي يجب اتخاذها بشأن الصحة،‏ المسكن،‏ التعليم،‏ وأعضاء العائلة الآخرين.‏

      اذًا،‏ في وجه كل هذه المصاعب،‏ لماذا ينزح الغرباء في المقام الاول؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٤]‏

      شركاء في العمل

      في حين ان هنالك مشاكل معيَّنة مقترنة بتدفق الاجانب غير المكبوح،‏ هنالك ايضا ادلة كثيرة تظهر انه في حالات عديدة يكون الغرباء مصدر عون لبلدهم الذي جرى تبنِّيه.‏

      «ألمانيا الغربية وعمالها الاجانب استفادوا بوضوح بعضهم من بعض،‏» تقول مجلة تايم،‏ مضيفة ان «مصانع الرُّور للفولاذ وخطوط تجميع المرسيدس خارج شتوتڠارت يشغِّلها عمال اجانب.‏» وأيضا،‏ استنادا الى الجغرافيَّة القومية،‏ «كانت صناعة الثياب لمدينة نيويورك ستنهار» لولا استخدام ايدٍ عاملة مهاجرة.‏

      ويعترف علماء الاقتصاد بالمساهمة القيِّمة التي يقوم بها هؤلاء النازحون لاجل بلدانهم المُضيفة.‏ وعلى الرغم من معاناة تحامل فادح،‏ فقد تعلَّم الاتراك،‏ الپاكستانيون،‏ والجزائريون في اوروپا ان يتكيَّفوا.‏ «انهم يتمكنون من معالجة الامر،‏» تقول اخبار الولايات المتحدة وانباء العالم،‏ وسيستمرون في ذلك «الى ان .‏ .‏ .‏ تكتشف اوروپا،‏ لاسباب اقتصادية بحتة،‏ انها تحتاج اليهم.‏»‏

      واذ يكونون راغبين بشدة في النجاح في بلدانهم الجديدة،‏ يميل الاجانب الى ان يكونوا مكتفين ذاتيا اكثر ومعتمدين على انظمة الدعم الاجتماعية للحكومة اقل من الاشخاص المحليين.‏ «ما من شيء لا اساس له من الصحة كالتهمة ان المهاجرين يحصلون على نفقة الانعاش،‏» قال مستشار في شؤون الهجرة في الولايات المتحدة عالج حالات اكثر من ٠٠٠‏,٣ غريب.‏

      وفي احيان كثيرة جُدِّدت مناطق بكاملها من قبل اجانب يسعون الى اصلاح جوارهم.‏ وعندما اختبرت جنوب افريقيا تدفقا مفاجئا من اللاجئين الپرتغاليين بعد ان اندلعت الحرب في آنغولا وموزَمبيق،‏ فإن ضواحي بكاملها في جوهانسبورڠ جرى تولي امرها وتحسينها بواسطة المجتمع الپرتغالي.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      بعض الاحصاءات الرئيسية للنزوح:‏

      ◀ ٥‏,٤ ملايين نازح،‏ بمن فيهم ٥‏,١ مليون شخص من شمال افريقيا،‏ يشكِّلون ٨ في المئة من سكان فرنسا

      ◀ في مجرد قطاع واحد من حدود المكسيك-‏الولايات المتحدة،‏ يوقف ٨٠٠ شرطي لدوريَّات الحدود،‏ كمعدَّل،‏ ٥٠٠‏,١ مهاجر غير شرعي كل ليلة

      ◀ نحو ٢٠ في المئة من سكان اوستراليا هم اجنبيو المولد

      ◀ مليون پولندي ربما يعملون على نحو غير شرعي في اوروپا الغربية

      ◀ في احدى السنوات الاخيرة،‏ نزح شرعيا ٠٠٠‏,٣٥٠ رجل الى جنوب افريقيا للعمل بموجب عقد.‏ وعدد المهاجرين غير الشرعيين هو نحو ٢‏,١ مليون

      ◀ ٠٠٠‏,١٨٥ يهودي سوڤياتي على الاقل هاجروا الى اسرائيل في سنة ١٩٩٠

      ◀ اكثر من ٠٠٠‏,٩٠٠ شخص من جنوب شرقي آسيا انتقلوا الى الولايات المتحدة منذ ١٩٧٥

      ◀ كل اسبوع،‏ يغترب على الاقل ألف شخص عن هونڠ كونڠ

  • الغرباء —‏ لماذا ينزحون؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • الغرباء —‏ لماذا ينزحون؟‏

      ‏«لا احد يمكنه ان يتصوَّر نوع الاخطار التي نواجهها في بلدان العالم الثالث .‏ .‏ .‏ والمشقات التي نواجهها هنا محاولين ان نكون ناجحين ونعيل عائلاتنا في الموطن.‏» هكذا كتبت اليزابيث،‏ مهاجرة افريقية،‏ الى محرِّر مجلة الجغرافيَّة القومية.‏ ان كلماتها تكشف السبب الرئيسي لكون ملايين الاشخاص راغبين في هجر جذورهم للبدء بالحياة من جديد في بلد غريب.‏

      طبعا،‏ لكل مهاجر قصته او قصتها الخاصة ليرويها.‏ والبعض،‏ كالمرأة المذكورة آنفا،‏ ربما نزحوا للهرب من الاوضاع المعيشية القاسية الموجودة في بلدان منشئهم.‏ وفي كتابه السكان،‏ النزوح،‏ والتمدُّن في افريقيا،‏ يشرح وليم هانس ان عوامل مثل المرض،‏ تفشي الحشرات،‏ انهاك التربة،‏ الجفاف،‏ الفيضان،‏ المجاعة،‏ الحرب،‏ والنزاع القبلي هي الاسباب الرئيسية للرحيل الجماعي اليوم عن افريقيا.‏ وأنحاء اخرى من الارض بأحوال يائسة مماثلة صارت ايضا مناطقَ يكثر فيها النزوح.‏

      إلا ان علماء الاجتماع حدَّدوا هوية الرغبة في الهرب من الاوضاع المعيشية المرهقة بصفتها جزءا فقط من سبب الميول الى النزوح اليوم.‏

      تأثير الدفع-‏الجذب

      ان الانجذاب الى البلدان التي تقدِّم فرصة افضل في الحياة هو ايضا دافع قوي الى الانتقال.‏ وهذا،‏ بالاضافة الى الرغبة في الهرب من الاحوال الرديئة،‏ ينتج ما هو معروف بتأثير الدفع-‏الجذب.‏ فالشدائد المحلية تميل الى الدفع والحسنات الاجنبية تميل الى جذب،‏ او جرّ،‏ الشخص الى النزوح.‏ خذوا حالة نْڠايِن ڤان تْوِي،‏ لاجئ ڤيتنامي نموذجي في اليابان.‏ فعلى الرغم من انه عانى الكثير وهو يحاول التغلب على مشاكل الكينونة اجنبيا،‏ يعترف نْڠايِن:‏ «انا مكتفٍ.‏ لديَّ عائلتي معي ونحن احياء وفي صحة جيدة في بلد لديه حرية ويتمتع بالسلام.‏»‏

      والجاذبية الاقتصادية هي احد العوامل الاقوى التي تشجع على النزوح.‏ في مناقشة امر المجتمع الايطالي لبلدة انكليزية،‏ يقول المؤلف جون براون في كتابه بوتقة عدم الانصهار:‏ «كان هدفهم الرئيسي دائما كسب المال.‏» ويضيف انهم فعلوا ذلك بالعمل «بكد وبشكل جيد.‏» وعندما يفحص المرء التفاوت الشديد بين مستويات الاجور لبلدان مختلفة،‏ لا عجب ان ينزح الناس.‏ واذ تعلِّق على العمال المكسيكيين في الولايات المتحدة،‏ تكشف الجغرافيَّة القومية ان «ساعة من العمل جنوبي الحدود [التي للولايات المتحدة] تجلب من خُمس الى عُشر الاجر الذي تستحقه في الولايات المتحدة.‏»‏

      جذب العائلة والاصدقاء

      طبعا،‏ ينتقل كثيرون فقط ليكونوا اقرب الى العائلة والاصدقاء الذين سبقوهم.‏ فكثيرون من اليهود السوڤيات،‏ على سبيل المثال،‏ نزحوا الى اسرائيل لأنهم يشعرون بأنه يوجد امان في الكثرة.‏ والبعض ايضا كانوا مستعدين للمخاطرة في الضفة الغربية التي يمزقها النزاع.‏

      والتشجيع من الاصدقاء والاقرباء يؤثر في كثيرين لينزحوا.‏ فقد جرت التوصية بأوستراليا لكثيرين من المغتربين المقبلين.‏ والآن فإن ٢٢ في المئة تقريبا من سكانها هم اجنبيو المولد.‏

      وفيما كان في زيارة من الولايات المتحدة،‏ قال مغترب من باربادوس لصديقه:‏ «انت تعتقد انك على ما يرام هنا،‏» ولكنه اكَّد ان صديقه «يضيِّع .‏ .‏ .‏ الوقت» بالبقاء في الجزيرة.‏ وبعد عدة سنوات،‏ يعترف صديقه ان هذه الكلمات زرعت بزرة عدم الاكتفاء،‏ جاعلة اياه يغترب في آخر الامر.‏

      وفي احيان كثيرة،‏ للأسف،‏ يُقدَّم مجرد الجزء المشرق من الصورة للمغترب المقبل.‏ قال رَن،‏ شاب انتقل الى كندا للهرب من الاضطراب المتصاعد في جنوب افريقيا:‏ «يميل الاصدقاء والاقرباء الى اخباركم بكل الامور العظيمة .‏ .‏ .‏ وعلى نحو مفهوم يحذفون الامور السلبية.‏»‏

      مهما يكن الدافع الى النزوح،‏ ففي اغلب المرات يعاني الغريب كثيرا.‏ واذ يتضح لهم المعنى الضمني الكامل للانتقال،‏ يرغب البعض بشدة في العودة الى الموطن.‏ فكيف يمكن للاجنبي ان يتكيَّف بنجاح مع بيئته الجديدة فيما يتغلب على الحنين الى الموطن،‏ الروابط العائلية المقطوعة،‏ الصدمة الثقافية،‏ الفوارق اللغوية،‏ وعدد كبير من المشاكل ذات العلاقة؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      الجاذبية الاقتصادية هي احد العوامل الاقوى في النزوح

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏«انا مكتفٍ.‏ لديَّ عائلتي معي ونحن احياء وفي صحة جيدة في بلد لديه حرية ويتمتع بالسلام.‏» ‏—‏ ڤيتنامي في اليابان

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      عندما يفحص المرء التفاوت الشديد بين مستويات الاجور لبلدان مختلفة،‏ لا عجب ان ينزح الناس

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      بالنسبة الى المهاجر الجديد،‏ يبدو كل شيء غريبا وصعبا

  • الغرباء —‏ كيف يمكنهم ان يعالجوا الامر؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • الغرباء —‏ كيف يمكنهم ان يعالجوا الامر؟‏

      ‏«انظروا،‏»‏ ردَّ بحدَّة يارُسلاف البالغ ١٧ سنة من العمر،‏ اذ سئم من اغاظته بسبب كونه اوكرانيا،‏ «لقد اتى والداي الى هنا [بصفتهما] لاجئين.‏» وأوضح انهما هجرا بلدهما وانهما حتى اذا ارادا،‏ لا يستطيعان ان يرجعا الآن.‏ هذا الاختبار،‏ المدعوم باستشهاد بواسطة المؤلف جون براون في كتابه بوتقة عدم الانصهار،‏ يُظهر الجهاد النموذجي من اجل القبول الذي يضطر كثيرون من المهاجرين والغرباء ان يتحملوه.‏ وقد اكتشف هذا الحدث من الاختبار الصعب ان الكينونة دفاعيا عن وضعه كأجنبي لم يُصلح الامور.‏ فقرر اخيرا ان يستعمل الاقتراب ‹اقبلوني كما انا› —‏ وقد نجح ذلك!‏

      التحامل،‏ الارتياب،‏ والتعصُّب هي حقائق يضطر الغرباء ان يواجهوها.‏ ولكن اذا كنتم اجنبيا،‏ فهنالك خطوات ايجابية يمكنكم اتخاذها لمساعدتكم على معالجة امر الانتقال.‏

      الدوافع والمواقف

      بالمعرفة انكم ستَلقون تحاملا ورفضا محتمَلا في حياتكم الجديدة،‏ يمكنكم ان تعدِّلوا ردات فعلكم وفقا لذلك.‏ روزمِري،‏ مهاجرة انكليزية في اليابان،‏ تتحدث من اختبار مباشر.‏ «لا تنزعجوا عندما يصنع الناس المحليون ملاحظات لاذعة عن بلدكم الام،‏» تنبِّه،‏ مضيفة:‏ «قاوموا الحافز الغامر الى المدافعة عن نفسكم،‏ بلدكم،‏ وخلفيتكم.‏ فإذ يُمنحون الوقت،‏ سيحكم الناس عليكم وفق مواقفكم اليومية وسلوككم ويعدِّلون مواقف تحاملهم.‏ وقد يتطلب ذلك سنوات.‏»‏

      تذكَّروا ان المجتمع المحلي حساس جدا لدوافعكم الى الرغبة في العيش في بلدهم.‏ يقول مراسل لِـ‍ استيقظ!‏ في ألمانيا،‏ التي لديها الآن اعداد كبيرة من المهاجرين الاوروپيين الشرقيين:‏ «ان مشكلة التلاؤم مع الحياة في بلد جديد تعتمد على دافع المرء الى الاغتراب.‏ فأولئك الذين يفعلون ذلك من اجل سبب وجيه،‏ راغبين في جعل البلد الجديد موطنهم،‏ لديهم عموما باعث على تعلُّم اللغة والانسجام بأفضل ما يمكنهم.‏ واولئك الذين يعتبرون انتقالهم وقتيا فقط او الذين تدفعهم افكار الفوائد الاقتصادية لا غير يخيب املهم سريعا.‏ ولذلك يبذلون القليل من الجهد للتلاؤم،‏ مما يؤدي الى التثبط لهم ولاولئك الذين يتعاملون معهم على السواء.‏» طبعا،‏ لا يعني ذلك ان المهاجرين لا يجب ان يرجعوا ابدا الى بلدانهم الام اذا كانت هذه رغبتهم.‏

      ومع ذلك،‏ فإن مواقف ودوافع الاجنبي يمكن ان تعني النجاح او الفشل في عملية الامتزاج.‏ فإذا كنتم غريبا،‏ فأَدركوا انه يوجد بين الاشخاص المحليين،‏ كما تعبِّر عن ذلك اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم،‏ اعتقاد قوي ان «الغرباء يحلّون الغراء العرقي الذي يجعل الامم متماسكة معا.‏» ولكن اذ تبرهنون على جدارتكم كأجنبي وتقومون بمساهمتكم،‏ سيجد مضيفوكم ان قبولكم وحتى مصادقتكم اسهل بكثير.‏ وكما توضح روزمِري،‏ المهاجرة المذكورة آنفا:‏ «انهم يريدون ان تكونوا اجنبيا،‏ ولكنهم يريدون ايضا ان تحبوا ما يحبونه.‏»‏

      ان بعض المشاكل التي ستواجهونها انتم كمهاجر يمكن الاحتياط لها مسبقا،‏ إن لم يكن تجنبها،‏ بالتعلم قدر الامكان عن مكانكم المقصود المقبل.‏ فالقراءة،‏ الدرس،‏ والتحدث الى الآخرين عن البلد،‏ العادات،‏ والثقافة تكون مساعدا كبيرا في اعدادكم للصدمة الثقافية التي ستختبرونها لا محالة.‏

      طبعا،‏ ان جعل انتقالكم شرعيا اساسي لربح احترام الشعب المحلي.‏ ففي اعين الكثيرين،‏ الغرباء غير الشرعيين هم مصدر ازعاج وتهديد.‏ وفي احسن الاحوال يُعتبرون ايادي عاملة رخيصة،‏ منتظرة فقط ان يجري استغلالها بلا رحمة.‏ والمهاجرون الناجحون يقولون انه يعود عليكم بفائدة ان تسعوا جهدكم لجعل وجودكم شرعيا.‏ وعندما تجري سلطات الهجرة مقابلة معكم،‏ فإن حضورا متَّسما بالنظافة والاناقة اساسي في صنع انطباع مؤات.‏ أَظهروا موقفا متعاونا.‏ ولا تكونوا مراوغين.‏

      ولكن هنالك اكثر بكثير مما يمكنكم،‏ انتم الغريب،‏ ان تفعلوه لتخفيف ألم تبنِّي بلد جديد.‏

      اتَّسعوا

      ان الميل الطبيعي لمعظم القادمين الجُدد هو الاحتشاد معا في مجتمعاتهم الخاصة.‏ على سبيل المثال،‏ في مدينة نيويورك،‏ تتألف مناطق بكاملها بشكل غالب من جنسية واحدة —‏ ايطاليا الصغيرة،‏ الحي الصيني،‏ القطاع اليهودي،‏ هذا اذا ذكرنا القليل.‏ ان مثل هذه المجتمعات تزوِّد تسهيلات دعم اساسية تجعل المهاجر يشعر كأنه في وطنه —‏ نقطة انطلاق لاستكشاف آفاق جديدة.‏

      وللأسف،‏ عند هذه المرحلة ينطوي البعض ويعزلون انفسهم عن الفرص والفوائد التي يمكن حقا ان تساعدهم.‏ «اذا صار رفض الثقافة المضيفة والبعد عنها الاسلوبَ المفضَّل للتعامل مع .‏ .‏ .‏ طريقة الحياة الجديدة،‏» تقول مجلة علم نفس النساء الفصلية،‏ «فإن عملية التكيُّف ربما لا تُكمل بنجاح ابدا.‏»‏

      وبالتباين،‏ فإن معظم الغرباء الذين كانوا واسعي الفكر كفاية لاقحام انفسهم في مجتمعاتهم المضيفة يُخبرون ان حياتهم أُغنيت كثيرا نتيجة لذلك.‏ وثمة فريق من التلاميذ الاميركيين الذين قضوا عددا من الاسابيع يقومون بدراسة ثقافية شاملة في جزيرة ڠْوام الميكرونيزية علَّق على التأثير الموسِّع الذي كان لذلك في نظرتهم الى الثقافات الاخرى.‏ «أنظرُ الى حالة الاختلاف باهتمام وفضول عوضا عن اعتبارها تهديدا،‏» اعترف احد التلاميذ.‏ وقال آخر:‏ «انني ابتدئ انظر الى ثقافتي بمنظوريتها الصحيحة.‏ .‏ .‏ .‏ وأشك في القيم والامور التي اعتبرتها سابقا صحيحة.‏ .‏ .‏ .‏ استطيع ان اتعلَّم منهم.‏»‏

      ولكن للنجاح في فتح ابواب الفرصة،‏ هنالك بعض المتطلبات الاساسية التي يجب بلوغها.‏

      مفاتيح للاندماج

      ‏«ان تعلُّم لغة البلد المضيف يقود الى تكيُّف اسرع وأسهل .‏ .‏ .‏ لأنه يسمح للمهاجر بتفاعل اوثق مع الاتجاه السائد.‏» هكذا توصي مجلة علم نفس النساء الفصلية.‏ ولكن احذروا!‏ ان تعلُّم لغة ليس عملية سهلة.‏ «في اول الامر عانيت وقتا صعبا،‏» يتذكر جورج،‏ مهاجر في اليابان.‏ «كانوا يضحكون عندما اخطئ ولكن لم يكونوا يساعدونني.‏» واذ لم يتثبَّط،‏ كان جورج يأخذ جهاز راديو قابلا للحمل حيثما يذهب ويستمع الى الارسال الياباني.‏ ويضيف:‏ «وجدت ان الكثير من القراءة ساعدني لاصير ملمَّا باللغة.‏»‏

      لغة الامة هي المدخل لثقافتها.‏ وفي حين قد تتمكنون اخيرا من معرفة اللغة،‏ فإن الثقافة الجديدة هي اصعب بكثير لاستيعابها.‏ هنا يكون مقدار من الاتزان لازما.‏ والغريب الذي يرغب في النجاح يجب ان يكون مستعدا للتصارع مع تعلُّم الثقافة الجديدة،‏ فيما يحفظ في الوقت نفسه شخصيته الخاصة واحترامه للذات سليمَين.‏ وكما عبَّر عن ذلك الكاتب اليوڠوسلاڤي ميلُڤان دْييلاس،‏ «يمكن للرجل ان يتخلَّى عن كل شيء —‏ البيت،‏ البلد،‏ الارض —‏ لكنه لا يستطيع ان يتخلَّى عن نفسه.‏» وتحقيق هذا الاتزان يقدِّم تحديا كبيرا.‏

      وحدة العائلة

      يتجاوب كل شخص بطريقة مختلفة مع البيئة الجديدة.‏ وعلى نحو مفهوم،‏ يجد الاشخاص الاكبر سنا ان ثقافتهم ولغتهم الاصليتين متأصلتان عميقا.‏ ولكنَّ الاولاد يستوعبون اللغة والثقافة اسرع بكثير.‏ وفي وقت قصير،‏ قد يتَّخذون دور المترجمين،‏ فيجد والدوهم انفسهم غالبا في موقع تلامذة.‏ ان هذا الانعكاس غير الطبيعي للادوار يقود غالبا الى الخلاف ضمن العائلة.‏ وقد يشعر الوالدون بأنهم يخسرون الاحترام،‏ فيما يصير الاولاد ممتعضين من ان ثقافة والديهم ‹العتيقة الطراز› تُفرض عليهم.‏ لذلك كيف يمكن للعائلات الاجنبية ان تتغلب على هذه الضغوط المتزايدة؟‏

      من جهة اولى،‏ يجب ان يأخذ الوالدون بعين الاعتبار التأثير الذي للبيئة الجديدة في اولادهم.‏ وهذا يعني بذل الجهد ليندمجوا هم فضلا عن اولادهم —‏ غير متوقعين منهم ان يعيشوا في ثقافة ومع ذلك ان يكونوا اولياء لاخرى.‏ وهذا التنازل يتطلب بصيرة من جهة الوالدين المهاجرين،‏ ولكنه يفعل الكثير لتهدئة التوترات في البيت.‏ ويعبِّر احد مبادئ الكتاب المقدس عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «بالحكمة يُبنى البيت وبالفهم يُثبَّت.‏» —‏ امثال ٢٤:‏٣‏.‏

      وعلى نحو مماثل،‏ يجب ان يدرك الاولاد انه على الرغم من ان والديهم يأتون من ثقافة مختلفة،‏ فقد علَّمتهم مدرسة الحياة وهم بالتالي اكثر خبرة بكثير.‏ والاحترام اللائق المعطى لهم مساعد كبير على ضمان حياة عائلية سلمية.‏

      وهكذا،‏ على الرغم من تعقيدات الاندماج،‏ هنالك الكثير مما يمكنكم،‏ انتم الغريب،‏ ان تفعلوه لتحوِّلوا الاختبار الى مصلحتكم.‏ وثمة مهاجر پرتڠالي شاب ناجح يُدعى طوني يلخِّص ذلك بهذه الطريقة:‏ «على الرغم من انني اختبرت الكثير من المصاعب،‏ فقد أُغنيت في آخر الامر.‏ ففهم لغتين وثقافتين منحني نظرة اوسع بكثير الى الحياة.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

      كيف يمكن للغرباء ان يعالجوا الامر؟‏

      يجب ان .‏ .‏ .‏

      ◀ تتعلموا اللغة

      ◀ تقبلوا الثقافة الجديدة وتفهموها

      ◀ تتكيَّفوا مع العادات المحلية

      ◀ تدرسوا بيئتكم الجديدة وتطرحوا اسئلة عنها

      ◀ تبذلوا جهدا للاندماج كعائلة

      ◀ تتعاونوا مع السلطات؛‏ ابذلوا جهدكم لجعل وضعكم شرعيا

      لا يجب ان .‏ .‏ .‏

      ◀ تنسحبوا من مجتمعكم المضيف

      ◀ تعتبروا ثقافتكم الخاصة افضل

      ◀ تجعلوا المال والممتلكات الامر الاول في حياتكم

      ◀ تتوقعوا من اولادكم ان يتمسَّكوا بثقافتكم الاصلية

      ◀ تستخفوا بوالديكم لأن لديهم خلفية مختلفة

      ◀ تنزحوا منفصلين عن عائلتكم،‏ اذا كان بامكانكم ان تتجنبوا ذلك

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      اذا تعلَّمتم لغة بلدكم الجديد،‏ فستوسِّعون اتصالاتكم

  • الغرباء —‏ كيف يمكنكم مساعدتهم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • الغرباء —‏ كيف يمكنكم مساعدتهم؟‏

      تنكَّر الصحافي ڠونتر ڤالراف بصفته عاملا تركيا واشتغل في مصنع فولاذ ألماني.‏ وعندما اظهر نتائج بحثه في ما يتعلق بمعاملة العمال الاجانب،‏ صُدم الشعب وسخط على السواء.‏ ودعم بالوثائق حالة بعد حالة من التمييز الشديد الوضوح والتحامل المخزي الموجَّهين الى العمال الاجانب.‏ وفي احدى الحالات،‏ شهد عمالا اتراكا يُؤمَرون بالعمل في منطقة خطرة على الرغم من صفارات انذار الطوارئ والاضواء الحمراء الوامضة.‏ وعندما ارتعب احد الرجال وأراد مغادرة المنطقة،‏ جرى تهديده بخسارة عمله.‏

      تكشف اختبارات ڤالراف بدقة ورطة المهاجرين.‏ واذ يصير المواطنون المتعاطفون اكثر ادراكا للمشاكل التي يواجهها الاجانب،‏ يتساءل كثيرون عمَّا يمكنهم فعله لمساعدة المهاجر وعائلته.‏

      اقبلونا كما نحن

      تجنبوا التحامل.‏ فما من شيء يخلق جدارا من الارتياب والتعصُّب بين المواطن المحلي والغريب اسرع مما يخلق التحامل الشامل.‏ «[الثقافة] تشوِّه نظرتنا الى كيفية قيام الناس الآخرين بالامور،‏ وخصوصا عندما تختلف طرائقهم .‏ .‏ .‏ عن قواعدنا المقبولة،‏» يقول الكاتب بِن لِڤيتاس في كتابه الحياة القبلية اليوم.‏ ويقول ان هذه الاختلافات «غالبا ما تقودنا الى ان نكون انتقاديين للطريقة التي يتصرف بها الآخرون.‏» هِلِن،‏ مهاجرة كورية في كندا،‏ تتذكر بوضوح اليوم الذي فيه صاحت معلمتها بغضب عليها لفشلها في انجاز فرض طُلب من الصف ان يقوم به.‏ «لم تدرك انني لم استطع ان افهمها،‏» تقول هِلِن،‏ التي شعرت بأنه جرى جرح شعورها كثيرا في ذلك الوقت.‏

      ان سوء الفهم والافكار المكوَّنة مسبقا عن الجنسيات الاخرى غالبا ما تكون مؤسسة على الخيال عوضا عن الواقع.‏ والمؤلفتان ميلدرِد سيكِما وأڠنس نييِكاوا-‏هاوارد في كتابهما التعلُّم الثقافي الشامل والنمو الذاتي،‏ تخبران عن استاذ اميركي امتحن طلابه الاجانب الجُدد بإخبارهم نكتة.‏ ثم كان يراقب ليرى رد فعلهم.‏ فإنْ لم يضحكوا،‏ كان التلاميذ يُرسلون فورا الى صفوف اللغة الانكليزية.‏ «لم يبدُ [الاستاذ] انه يدرك،‏» تقول المؤلفتان،‏ «ان فهم نكتة اميركية يتطلب إلماما بالثقافة الاميركية بالاضافة الى اللغة .‏ .‏ .‏ وما قد يعتبره الناس من ثقافة مضحكا قد يفهم [الآخرون] انه ذوق رديء.‏» ان مثل هذه الافعال الحسنة النية من جهة الاشخاص المحليين تنمُّ عن قلة بصيرة في التعامل مع الغرباء.‏

      اذا قبلتم الغريب بالطريقة التي هو عليها،‏ دون تحامل،‏ فسيقدِّركم من اجل ذلك.‏ ومسلك كهذا هو على انسجام مع مبدإ ارشادي عبَّر عنه يسوع:‏ «تحب ‏.‏ .‏ .‏ قريبك مثل نفسك.‏» (‏لوقا ١٠:‏٢٧‏)‏ يَسوشي هيڠاشيساوا،‏ محامٍ في طوكيو،‏ اليابان،‏ له علاقة كبيرة مع الغرباء،‏ يوصي بأن «الاتصال الوثيق بأشخاص من ثقافات اخرى هو العلاج الافضل للتحامل.‏» وهذا النوع من الاتصال يمكِّن المهاجر من ان يُساعَد بطرائق اخرى كثيرة ايضا.‏

      عون عملي

      هنالك الكثير مما يريد الاجنبي ان يعرفه عن بلده الجديد —‏ كيفية الحصول على مسكن،‏ تعلُّم اللغة،‏ ادخال الاولاد الى المدرسة،‏ الاستفادة من الخدمات الصحية والاجتماعية.‏ فيمكنكم ان تجنِّبوه الكثير من العناء والجهد غير الضروريين بالاشتراك معه في ما تعرفونه.‏

      مثلا،‏ هل يمكنكم مساعدة الاجنبي على تحديد اماكن الوكالات او المؤسسات التي ستساعده على التلاؤم مع اللغة والثقافة؟‏ او هل يمكنكم ربما مرافقة امرأة مهاجرة في جولات تسوُّقها القليلة الاولى لمساعدتها على تعيين المواد الغذائية والمنزلية؟‏ وماذا عن تقديم نصيحة لعائلة مهاجرة تقوم بالاجراءات الرسمية التي غالبا ما تكون معقَّدة في ما يتعلق بوضعها الشرعي،‏ الحصول على استخدام،‏ ملء استمارات الضرائب،‏ وما شابه ذلك؟‏ —‏ انظروا الحاشية في الاطار.‏

      شخص للاعتماد عليه

      من المساعد دائما ان تسألوا نفسكم:‏ ‹اذا كنتُ في بلد آخر،‏ فكيف ارغب ان أُعامَل؟‏› «كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم،‏» قال يسوع في القاعدة الذهبية الشهيرة.‏ (‏متى ٧:‏١٢‏)‏ وحيازة صديق للاعتماد عليه خلال الاختبار المرهق للتلاؤم والتكيُّف هي مساعَدة يقدِّرها غرباء كثيرون.‏ وحسن ضيافة كهذا من جهة المقيم المحلي يجلب فوائد متبادلة.‏ يذكر مبدأ آخر للكتاب المقدس:‏ «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.‏» —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      اذا كنتم واحدا من شهود يهوه،‏ فإن افضل هبة يمكنكم ان تمنحوها لغريب هي توقُّع اخوَّة متحدة.‏ وعلى الارجح ستتمكنون من العثور على مادة مطبوعة بنَّاءة للاشتراك فيها معه بلغته الاصلية.‏

      طبعا،‏ ان مسؤولية النزوح الناجح تقع في المقام الاول على الغريب.‏ ولكن بقليل من بُعد التفكير،‏ هنالك الكثير مما يمكنكم فعله لجعله يشعر بأنه في موطنه،‏ سامحين بالتالي لاختبار النزوح بأن يكون اقل اذى،‏ وحتى مُرضيا.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      ‏«اننا نفترض ان الناس من ثقافة اخرى .‏ .‏ .‏ يرون،‏ يشعرون،‏ ويفكرون كما نفعل نحن.‏ .‏ .‏ .‏ والكثير من سوء الفهم يسبِّبه الافتراض ان ردود فعلنا الخاصة هي عالمية.‏» ‏—‏ التعلُّم الثقافي الشامل والنمو الذاتي

      ‏[النبذة في الصفحة ١٢]‏

      قال تلميذ بعد قضاء وقت في جزيرة ڠْوام:‏ ‹لقد صرت متساهلا اكثر في الطرائق الجديدة او المختلفة للقيام بالامور.‏› ‏—‏ التعلُّم الثقافي الشامل والنمو الذاتي

      ‏[الاطار في الصفحة ١٢]‏

      يمكنكم مساعدة الاجنبي على .‏ .‏ .‏

      ◀ الاستقرار بكونكم جارا محبا للضيف

      ◀ التعامل مع الرسميين فيما يجعل وجوده شرعياa

      ◀ ملء استمارات الضرائبb

      ◀ الاتصال بالمؤسسات التي تعلِّم الثقافة واللغة المحليتين

      ◀ الحصول على لوازم المعيشة

      ◀ الاستفادة من الخدمات الطبية والاجتماعية

      ◀ ادخال الاولاد الى المدرسة

      ◀ تسوُّق المواد اللازمة بالاسعار الصحيحة

      ◀ العثور على استخدام

      ‏[الحاشيتان]‏

      a بعض البلدان،‏ مثل ألمانيا،‏ لديها قوانين صارمة في ما يتعلق بمَن يمكن ان يُستشار في مسائل القانون،‏ الهجرة،‏ والضريبة.‏ وهذه يجب التحقق منها قبل تقديم اية مساعدة للغرباء في ما يتعلق بوضعهم الشرعي.‏

      b بعض البلدان،‏ مثل ألمانيا،‏ لديها قوانين صارمة في ما يتعلق بمَن يمكن ان يُستشار في مسائل القانون،‏ الهجرة،‏ والضريبة.‏ وهذه يجب التحقق منها قبل تقديم اية مساعدة للغرباء في ما يتعلق بوضعهم الشرعي.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة