مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الصفحة ٢
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٨
    • ‏«يطوفون في زُمَر جوَّالة،‏ ينامون في انابيب البناء،‏ في اقباء ابنية مهجورة تكثر فيها الجرذان او في زوايا الشوارع في كوم بائسة.‏ اسرَّتهم صحف ممزقة،‏ ولباسهم مجرد قصاصات من القماش.‏ يقضون ايامهم في السلب والبغاء والجريمة الدنيئة.‏ وينهبون بعضهم بعضا بالاضافة الى المارّة.‏» مَن هم هؤلاء؟‏ اولاد الشارع الذين يسكنون في مدينة كبيرة في اميركا اللاتينية،‏ تخبر مجلة تايم‏.‏ ولكن من الممكن ان يكونوا الاحداث المشرَّدين لأية مدينة رئيسية في العالم تقريبا.‏ هنالك الملايين منهم،‏ وعددهم يزداد بنسبة فائقة.‏

  • الاولاد المشرَّدون —‏ مَن الملوم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٨
    • الاولاد المشرَّدون —‏ مَن الملوم؟‏

      بواسطة مراسل استيقظ!‏ في البرازيل

      ذات ليلة يأخذ فرنسيسكو زوجته وأولاده الى موضع بيع الپيتزا المحلي.‏ وفي موقف السيارات يعرض صبي بثياب رثّة ان يحرس سيارة فرنسيسكو فيما تتمتع العائلة بوجبة الطعام.‏ وعندما يترك فرنسيسكو وعائلته المطعم يمدّ الصبي يده بشوق لنيل القليل من النقود مقابل خدمته.‏ وفي وقت متأخر من الليل في شوارع المدينة يجاهد اولاد مثله لكسب العيش.‏ انهم ليسوا على عجلة للمغادرة،‏ اذ ان الشارع هو بيتهم.‏

      يُعتبر الاولاد المشرَّدون منبوذي المجتمع وقد لُقِّبوا بـ‍ «اولاد لا احد» او «الاولاد المطروحين.‏» وعددهم مذهل ومروِّع —‏ ربما ٤٠ مليونا.‏ ومع ذلك يصعب الحصول على رقم دقيق.‏ ولكن،‏ من المؤسف ان جميع الخبراء يوافقون على ان المشكلة تزداد على نطاق عالمي،‏ وخصوصا في اميركا اللاتينية.‏ ومنظر الاولاد المشرَّدين وهم محتشدون في المداخل او يستعطون طلبا للمال هو مزرٍ للغاية حتى ان المجتمع يحوِّلهم الى احصاءات باردة الشعور في قائمة للإصابات،‏ ويهزّ كتفيه ويمضي.‏ ولكنّ المجتمع لم يعد في مقدوره ان يفعل ذلك في ما بعد.‏ فبحسب اليونيسِف (‏صندوق رعاية الطفولة الدولي التابع للامم المتحدة)‏،‏ ان ٦٠ في المئة من المشرَّدين الذين اعمارهم بين ٨ و ١٧ سنة يستعملون مواد تولِّد الهلوسة،‏ ٤٠ في المئة يستعملون المشروبات الكحولية،‏ ١٦ في المئة هم مدمنون على المخدرات،‏ و ٩٢ في المئة يستعملون التبغ.‏ وبما انه ليست لديهم اية مهارات رائجة،‏ فغالبا ما يعيشون من الاستعطاء،‏ السرقة،‏ او البغاء.‏ وإذ ينمون بصفتهم «اولاد لا احد» يكونون في خطر الصيرورة خارجين على القانون،‏ والخارجون على القانون هم تهديد لأمن كل مجتمع.‏

      والصحيفة البرازيلية او إستادو دي سان پاولو اخبرت عن عصابة من الاولاد المشرَّدين:‏ «لا عائلة لهم ولا اقرباء ولا رجاء للمستقبل.‏ انهم يعيشون كل يوم كما لو انه الاخير.‏ .‏ .‏ .‏ والاولاد .‏ .‏ .‏ لا يضيِّعون ايّ وقت:‏ انهم يأخذون،‏ في ثوانٍ،‏ ساعة اليد لمراهق،‏ ينتزعون قلادة امرأة،‏ ويسطون على محفظة رجل مسن.‏ ولا يضيِّعون الوقت ايضا في الاختفاء بين الجموع.‏ .‏ .‏ .‏ والعلاقات الجنسية تبتدئ بعمر مبكر بين .‏ .‏ .‏ القاصرين.‏ فالبنات بعمر احدى عشرة سنة والصبيان بعمر ١٢ سنة يقترنون معا ومن ثم ينهون علاقة الغرام في شهر او شهرين،‏ بالسهولة نفسها التي ابتدأت بها.‏»‏

      لماذا يعيشون في الشوارع

      ليس من السهل مساعدة الاولاد المشرَّدين.‏ فقد اظهر احد التقارير ان ٣٠ في المئة من اولاد الشارع خائفون جدا الى حدّ انهم يرفضون اعطاء السلطات اية معلومات عن خلفيتهم،‏ ولا حتى اسماءَهم.‏ ولكن لماذا يعيشون في الشوارع؟‏ تُرى هل هي الرغبة في ان يكونوا مستقلين؟‏ لقد كانت هذه هي الحال مع حدث برازيلي قال انه لن يذهب الى البيت ثانية لأن اباه لن يدعه يفعل ما يريد.‏ ولكن،‏ بحسب الصحيفة المكسيكية إلْ اونيڤِرسال،‏ السبب الاساسي للعدد المرتفع من اولاد الشارع هو الهجر من قبل آبائهم.‏ وهكذا،‏ فإن الانهيار الزوجي يمكن ان يُلام بصفته سببا رئيسيا لارتفاع عدد اولاد الشارع العفاريت.‏

      وبالاضافة الى ذلك،‏ بعض الوالدين هم غير مسؤولين في الاعتناء بذريتهم،‏ اذ يضربونهم،‏ يسيئون اليهم جنسيا،‏ يطردونهم،‏ او يتجاهلونهم وحسب.‏ ونتيجة لذلك،‏ غالبا ما يشعر الولد المساء اليه او المهمَل انه احسن حالا وحده،‏ حتى ولو في الشوارع.‏

      ومع ذلك،‏ يحتاج الاولاد الى العناية والتوجيه الحبيين.‏ وقد عبَّر عن ذلك جيدا جيمس ڠرانت،‏ المدير التنفيذي لليونيسِف.‏ وإذ يُقتبس منه في افتتاحية دايلي پوست اميركا اللاتينية بعنوان «الاولاد والغد،‏» يذكر:‏ «بعمر ثلاث او اربع سنوات يكون ٩٠ في المئة من خلايا دماغ الشخص مترابطا الآن والنمو الجسدي متقدِّما الى مرحلة يُرسم فيها النموذج لباقي حياة الشخص.‏ هذه السنوات الباكرة تصرخ من اجل الحماية،‏ للدفاع عن حق الطفل في النمو الى امكانيته الكاملة وأيضا لاستثمار الجهد في تنمية الناس لكي يقدروا ان يساهموا بشكل اكمل في خير عائلاتهم وأممهم.‏»‏

      وهكذا،‏ فإن المراقبين قلقون،‏ وهم يلومون النظام الاقتصادي،‏ الحكومات،‏ او الشعب على وجود الاولاد المشرَّدين.‏ وتابعت الافتتاحية نفسها:‏ «لم تحرز الحجج الانسانية ولا الاقتصادية لمصلحة ‹استثمار الجهد في الاولاد› الكثير من التقدم.‏ .‏ .‏ .‏ و ‹الضبط الاقتصادي› عنى في اغلب الاحيان ان اعانات الطعام والضروريات اليومية قد خُفِّضت.‏ .‏ .‏ .‏ وإذ اتت علاوةً على البطالة المتزايدة والاجور الحقيقية المتدنية،‏ عنت تخفيضات كهذه ان العبء الاثقل للركود الاقتصادي قد انتقل الى اولئك الاقل قدرة على تحمُّله —‏ العائلات الافقر وأولادها.‏»‏

      ودون شك،‏ ان الاقتصاد الضعيف في بلدان كثيرة هو سبب آخر لازدياد عدد اولاد الشارع.‏ فالوالدون يدفعون بأولادهم الى الشوارع ليكسبوا كل ما يمكنهم كسبه وكيفما يمكنهم ذلك.‏ ولكن،‏ لماذا من الصعب جدا حلّ مشكلة الاولاد المشرَّدين؟‏

  • الاولاد المشرَّدون —‏ لماذا من الصعب جدا مساعدتهم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٨
    • الاولاد المشرَّدون —‏ لماذا من الصعب جدا مساعدتهم؟‏

      في ١٤ تشرين الاول ١٩٨٧ عَلِقت الصغيرة جِسيكا ماكلور على عمق ٢٢ قدما في بئر ماء مهجورة في الولايات المتحدة.‏ وطوال ٥٨ ساعة أليمة اشتق عمال الانقاذ طريقهم في الصخر الصلب للوصول الى ابنة الـ‍ ١٨ شهرا.‏ واستحوذت الحادثة على عناوين الصحف وقلوب الامة بأسرها،‏ وأبقت التغطية التلفزيونية مشاهديها مأخوذين الى ان رُفعت جِسيكا حية الى خارج الحفرة المظلمة.‏

      لكنّ جِسيكا كان لها بيت.‏ ومع ذلك،‏ على نحو غريب،‏ فإن بلية الاولاد المشرَّدين لا تثير الاهتمام نفسه.‏ فهل يمكن ان يكون السبب ان حالتهم مرتبطة بالفقر؟‏ وإذ حلَّل حالة المحتاجين اعلن كاتب لِـ‍ الصحة العالمية،‏ مجلة منظمة الصحة العالمية:‏ «الفقراء في المدن ليسوا مواطنين حقيقيين لبلادهم،‏ اذ لا حقوق سياسية،‏ اجتماعية،‏ او اقتصادية لهم.‏ فالفقراء يشيخون بسرعة ويموتون صغارا.‏» وهكذا،‏ تلزم تغييرات جذرية في الطريقة التي ينظر بها الحكومات والناس الى الفقراء قبل ان يزوِّدهم اقتصاد البلد بما يكفي من الطعام،‏ اللباس،‏ والمأوى.‏

      كيف يمكن مساعدة البعض

      ان الاهداف المعبَّر عنها في اعلان الامم المتحدة لحقوق الطفل هي فعلا نبيلة،‏ ولكن لماذا تبدو بعيدة المنال؟‏ (‏انظروا الاطار.‏)‏ وعموما،‏ يحبّ الناس الاولاد ويريدون الافضل لهم.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ ان الاولاد مهمّون لخير الامة المستقبلي.‏ وفي دايلي پوست اميركا اللاتينية يقول جيمس ڠرانت من اليونيسِف:‏ «على الرغم من كل شيء،‏ فإن الاولاد هم الذين لا بدّ ان يقودوا اخيرا بلادهم الى خارج الركود الاقتصادي.‏» ويُظهر احد التقارير،‏ يتابع ڠرانت،‏ «ان الإنفاق على العناية الصحية الاساسية والثقافة الاولية يمكن ان يقود الى زيادات هامة في الانتاجية والنمو الاقتصادي.‏» وبلدان كالبرازيل تعي جيدا الصورة السلبية التي تنقلها حالة اولاد الشارع والعنف المتعلق بها.‏ ومن المفرح انه في البرازيل تُبذل الجهود لحل المشكلة بواسطة المؤسسة الخيرية،‏ بيوت التبنّي،‏ دُور الأيتام،‏ والاصلاحيات.‏

      وتَرى بعض الحكومات قيمة دعم المبادرات الاسكانية للعائلات والمجتمعات الفقيرة عوضا عن مجرد بناء البيوت.‏ وبهذه الطريقة يصير الفقراء انفسهم موردا للتغيير.‏

      وهكذا،‏ بالاضافة الى نيل العون من مختلف الوكالات،‏ يجب ان تكون العائلات الفقيرة راغبة في القيام بدورها.‏ وتكون العائلة افضل بكثير اقتصاديا واجتماعيا عندما تلتحم معا وتعالج مشاكلها الخاصة.‏ وإذا كان ذلك لازما يمكن لكل الاعضاء القادرين ان يساهموا في ميزانية العائلة.‏

      كيف نجح البعض

      ان بعض الاولاد المشرَّدين استطاعوا التخلُّص من هذه الحالة.‏ تأملوا في مثال ڠيلِرمو.‏ فقبل ولادته سكنت عائلته في قرية صغيرة ولكن بسبب الاحوال الاقتصادية الفقيرة انتقلت الى العاصمة.‏ وعندما كان ڠيلِرمو في الشهر الثالث من العمر قُتل ابوه؛‏ ثم بعد سنوات قليلة ماتت امه،‏ تاركة الاولاد مع الجدة.‏ وهكذا،‏ في وقت مبكر من الحياة،‏ صار ڠيلِرمو ولد شارع.‏ ويوما بعد يوم،‏ لخمس سنوات،‏ كان يرود الى المطاعم والبارات،‏ طالبا الطعام والمال للاعتناء بحاجات عائلته،‏ سائرا في الشوارع في وقت متأخر من الليل.‏ والاشخاص اللطفاء الذين صاروا يعرفونه في الشوارع علَّموه الامور الاساسية للعادات الصحية والسلوك الشخصيين.‏ وفي ما بعد التقطته من الشارع وكالة حكومية ووضعته في مأوى للاولاد حيث نال الطعام والتعليم المدرسي.‏ وساعده شهود يهوه ليرى ان الخالق مهتم به كفرد،‏ واعتنوا بحاجاته الروحية.‏ وإذ تأثر بإخلاصِ ومودة الشهود قال ڠيلِرمو في ما بعد:‏ «مَن يساعد حدثا كبر تقريبا دون توجيه وتأديب؟‏ الاخوة المحبون فقط منَحوني عونا كهذا،‏ بالاضافة الى المساعدة المالية.‏» وقد اعتمد ڠيلِرمو في الـ‍ ١٨ من العمر.‏ وهو يخدم الآن كعضو من مستخدمي مكتب فرع جمعية برج المراقبة في بلده.‏

      ثم هنالك جواوْن الذي،‏ وهو صغير بعد،‏ طرده من بيته مع اخوته ابوهم السكّير.‏ لكنّ بقَّالا استخدم جواوْن.‏ ولكونه مجتهدا حقَّق جواوْن نجاحا وسرعان ما كسب ثقة العمال الرفقاء والآخرين.‏ وهو الآن رجل سعيد مع عائلته.‏ تأملوا كذلك في روبرتو البالغ من العمر ١٢ سنة.‏ فهو ايضا طردته عائلته.‏ فمضى يعمل في تلميع الاحذية وبيع الحلويات،‏ وفي ما بعد عمل كدهّان.‏ فالرغبة في التعلُّم وفي العمل ساعدت جواوْن وروبرتو كليهما ان يتغلَّبا على عوائق كثيرة.‏ انهما يتذكَّران لحظات القلق وعدم الامن كحدثين مشرَّدين،‏ ولكنهما تشدَّدا بدرسهما الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ هذه الامثلة القليلة تُظهر ان الاولاد هم طبيعيا مرنون الى حدّ بعيد،‏ وبالعون الصائب يمكنهم في النهاية ان يتغلَّبوا على الظروف المعاكسة وحتى الهجر.‏

      وإضافة الى ذلك،‏ عندما ينال الصغار التوجيه الابوي انسجاما مع كلمة اللّٰه تَنتج عائلات مستقرة،‏ ومشاكل كالهجر والاساءة الى الاولاد لا تنشأ.‏

      لماذا تفشل جهود الانسان

      ومع ذلك،‏ ان وجود ملايين الاولاد المشرَّدين يؤكِّد فشل الانسان في حلّ هذه المشكلة الخطيرة.‏ وقد اقتُبس من مدير احدى وكالات خير الطفل،‏ في مجلة تايم،‏ قوله:‏ «ان الشخص ذا الاضطرابات النفسية والعاهة العقلية،‏ الشخص المريض —‏ الجماعة الضعيفة المريضة —‏ لا يمكن ان يتصرَّف كعاملِ تطوُّر.‏» وأنذرت المجلة نفسها بأنه،‏ نتيجة لذلك،‏ سيكون احد بلدان اميركا اللاتينية «مثقلا بملايين الراشدين الذين تنقصهم التغذية،‏ العديمي المهارة وغير المثقَّفين الى حدّ بعيد،‏ بحيث لا ينفذ فيهم ايّ نوع من التقدم الحضاري.‏»‏

      بالنظر الى ذلك،‏ هل تعتقدون ان تأثيرات سوء التغذية،‏ الاساءة الجنسية،‏ والعنف يمكن ان تحلها وسيلة بشرية فقط؟‏ هل تشعرون ان ايّ برنامج من صنع الانسان يمكن ان يسترد جميع اولاد الشارع بعد ان جاهدوا من اجل البقاء في الشوارع بين افراد قساة وعدوانيين؟‏ هل يمكنكم ان تتصوَّروا برنامجا لتعليم الوالدين العمل بمسؤولية تجاه ذريتهم؟‏ من المحزن القول ان جهود البشر،‏ مهما كانت مخلصة،‏ لا يمكن ان تحلّ كاملا مشكلة الاولاد المشرَّدين.‏

      ولماذا؟‏ ان شخصا او شيئا ما يحول دون حلّ هذه المشكلة.‏ وعلى نحو مثير للاهتمام،‏ اثبت يسوع هوية شخص دعاه «رئيس هذا العالم.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٣٠‏)‏ انه الشيطان ابليس.‏ (‏انظروا الصفحة ١٢.‏)‏ وتأثيره الماكر على الجنس البشري هو العقبة الرئيسية في سبيل حلّ هذه المشاكل وإحراز السعادة الحقيقية.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ لذلك فإن ازالة هذا المخلوق غير المنظورة وحشوده هي الزامية اذا كانت الاحوال البارة من اجل كل الاولاد المشرَّدين والافراد ذوي الحقوق المهضومة ستتحقَّق.‏ اذًا،‏ هل يمكننا ان نتطلَّع بيقين الى عالم دون اولاد الشارع والبؤس؟‏ وهل هنالك رجاء دائم حقيقي للاولاد المشرَّدين؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏‹مَن يريد مساعدة حدث كبر دون توجيه وتأديب؟‏›‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      اعلان الامم المتحدة لحقوق الطفل:‏

      ▪ الحق في اسم وجنسية.‏

      ▪ الحق في العاطفة،‏ المحبة،‏ والتفهم وفي الامن المادي.‏

      ▪ الحق في التغذية الملائمة،‏ السكن،‏ والخدمات الطبية.‏

      ▪ الحق في العناية الخصوصية اذا كان معاقا،‏ سواء كان ذلك جسديا،‏ عقليا او اجتماعيا.‏

      ▪ الحق في ان يكون بين اول مَن ينالون الحماية والإغاثة في كل الظروف.‏

      ▪ الحق في ان يكون محميّا من كل اشكال الاهمال،‏ القسوة،‏ والاستغلال.‏

      ▪ الحق في فرصة كاملة للَّعب والاستجمام وفرصة مساوية للتعليم المجاني والالزامي،‏ لتمكين الطفل من تنمية قدراته الفردية والصيرورة عضوا نافعا في المجتمع.‏

      ▪ الحق في تنمية امكانيته الكاملة في احوال من الحرية والكرامة.‏

      ▪ الحق في التربية بروح من التفهم،‏ التسامح،‏ الصداقة بين الشعوب،‏ السلام،‏ والاخوَّة العالمية.‏

      ▪ الحق في التمتع بهذه الحقوق بصرف النظر عن العرق،‏ اللون،‏ الجنس،‏ الدين،‏ الرأي السياسي او غيره،‏ الاصل القومي او الاجتماعي،‏ والملكية،‏ المولد،‏ او وضع آخر.‏

      ملخَّصٌ مؤسس على الامم المتحدة لكل انسان

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٥]‏

      Reuters/Bettmann Newsphotos

  • الاولاد المشرَّدون —‏ هل هنالك حلّ؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٠ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٨
    • الاولاد المشرَّدون —‏ هل هنالك حلّ؟‏

      ان الاشخاص الذين يهتمون حقا برفيقهم الانسان لا يريدون الاستسلام وكأنّما لا يمكن فعل المزيد من اجل الاولاد المشرَّدين.‏ وهم يدركون ان اولاد الشارع يحتاجون الى اكثر من سقف فوق رؤوسهم.‏ فالاولاد يفلحون عندما يكون لهم سلام العقل،‏ عمل ممتع،‏ صحة جيدة،‏ وثقة بالنفس.‏ والرجال والنساء الغَيْريون يقدِّمون انفسهم طوعا من اجل مصالح المشرَّدين،‏ وهذا جدير بالمدح.‏ ولكن،‏ على الرغم من جهودهم،‏ تستمر مشكلة اولاد الشارع.‏

      والسبب هو ان النظام الحاضر الذي يديم الاحوال التي تُنتج اولادا مشرَّدين لا يمكن تقويمه.‏ انه كسيارة محطَّمة لا يمكن اصلاحها.‏ فعلى نحو واقعي،‏ ألا يجب ان نعترف بأن قدرة الانسان الخلاَّقة وحدها لا يمكن ان تجلب مجتمعا بشريا عادلا؟‏

      ولكنّ التغيير،‏ لسعادتنا،‏ ممكن —‏ إنّما ليس بأيدٍ بشرية.‏ فاللّٰه القادر على كل شيء وحده لديه الامكانية والحكمة ليزيل كليا ما هو مؤذٍ على الارض.‏ وكلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ تخبرنا عن ادارة بواسطة ملكوته السماوي وكيف ستحقِّق رغبة الانسان في احوال بارة هنا على الارض.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

      اللّٰه يهتم

      هل تعتقدون انه من الممكن ان يزيل اللّٰه النظام الحاضر ويدخل طريقة حياة جديدة؟‏ اذا كان الامر كذلك فتذكَّروا انه ليس خلاص الانسان فقط وإنّما،‏ قبل كل شيء،‏ اسم يهوه اللّٰه يتعلق بالامر.‏ ولكونه الخالق،‏ المثال الفائق للنظام والمحافظة على الوقت،‏ يؤكِّد لنا انه سيعمل في وقته المناسب وبطريقته المناسبة،‏ وذلك بواسطة ملكوته.‏ وفي الواقع،‏ ليس هذا الملكوت شيئا غير محدَّد وغامضا بل هو حكومة سماوية،‏ قادرة على تزويد الاشراف والارشاد التقدُّمي لمعالجة حاجات الانسان الحقيقية.‏ —‏ اشعياء ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      والولد المشرَّد يمكنه ان يفكِّر جديا في كلمات داود في المزمور ٢٧:‏١٠‏:‏ «ان ابي وأمي قد تركاني والرب يضمني.‏» ومن المشجع ايضا ان نعرف ان المنزلة الوضيعة في العالم لا تجعل المرء غير اهل للتعلُّم عن مشيئة اللّٰه.‏ والامثال ٢٢:‏٢ تذكر:‏ «الغني والفقير يتلاقيان.‏ صانعهما كليهما الرب.‏» اجل،‏ يمكن للبائسين،‏ عندما يكونون مخلصين،‏ ان يتأكَّدوا ان يهوه اللّٰه يرغب في مساعدتهم.‏ —‏ مزمور ١٠:‏١٤،‏ ١٧‏.‏

      يهتم يهوه بخيرنا ويعرف كيف يشبع رغباتنا الصائبة.‏ وذات مرة سأل الاسرائيليين بواسطة النبي اشعياء:‏ «أليس هذا صوما اختاره .‏ .‏ .‏ أليس ان تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين (‏المشرَّدين)‏ الى بيتك.‏ اذا رأيت عريانا ان تكسوه.‏» (‏اشعياء ٥٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ هذه هي المساواة والعدالة التي سيجلبها اللّٰه بواسطة حكومة ملكوته.‏ فلن يجري تجاهل احد او معاملته وكأنه لم يكن موجودا.‏ وهكذا،‏ يخبرنا المزمور ١٤٥:‏١٩‏:‏ «يعمل رضى خائفيه ويسمع تضرعهم فيخلصهم.‏» والمحبة للّٰه والرفيق الانسان ستكون القوة الرئيسية لتوحيد العائلة البشرية.‏ ونتيجة لذلك ستُحلّ مشكلة الاولاد المشرَّدين.‏ ولن يُترك احد وحده!‏

      هل يعيق نقص الانسان قصد اللّٰه؟‏

      كلا،‏ لن يُسمح لميول الانسان الرديئة بإعاقة قصد يهوه ان يحوِّل الارض الى فردوس سرور.‏ وأولئك الذين يحظون بامتياز العيش في عالم اللّٰه الجديد،‏ إمّا لأنهم ينجون من معركة هرمجدون،‏ كما هو موصوف في الكتاب المقدس،‏ او لأنهم يُقامون من الاموات ليحيوا من جديد على الارض،‏ سيجري تشجيعهم ان يبذلوا قصارى جهدهم.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏.‏

      وما من احد يتجاوب سيجد عمله عديم الجدوى.‏ فستجري مكافأة عمله وفق ذلك.‏ لاحظوا من فضلكم وعد اللّٰه:‏ «لا يبنون وآخر يسكن ولا يغرسون وآخر يأكل.‏ لأنه كأيام شجرة ايام شعبي ويستعمل مختاري عمل ايديهم.‏ لا يتعبون باطلا ولا يلدون للرعب لأنهم نسل مباركي الرب وذريتهم معهم.‏» (‏اشعياء ٦٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ألا ترغبون انتم وعائلتكم في رؤية اتمام هذه الكلمات؟‏ ويا له من فرح ان تعرفوا انه عندئذ لن تجدوا في ايّ مكان مجاعة،‏ فقرا،‏ بطالة او اولادا مشرَّدين!‏

      ودون شك،‏ ان اولئك الذين يعانون الحرمان في الوقت الحاضر،‏ كما يعاني الاولاد المشرَّدون،‏ سيقدِّرون على وجه اكمل بركات العائلة السعيدة والبيت المريح.‏ وكما نقرأ في اشعياء ٦٥:‏١٧‏:‏ «لا تُذكر الاولى ولا تخطر على بال.‏» فالاشخاص الذين يحظون بامتياز العيش آنذاك سيجدون ان الاحوال المعاكسة قد ولَّت الى الابد وأن الناس من كل الامم،‏ اللغات،‏ والعروق سيعملون معا في اخوَّة حبية.‏ والوحدات العائلية التي تنجو الى ذلك الوقت ستستمر دون شك في اعطاء المجد للّٰه.‏ والمزمور ٣٧:‏١١ يقول عن هذا الفردوس الارضي:‏ «الودعاء .‏ .‏ .‏ يرثون الارض ويتلذذون في كثرة السلامة.‏»‏

      كيف يمكنكم ان تستعدوا للمستقبل؟‏

      وحتى في الوقت الحاضر يمكن نيل المعرفة المانحة الحياة وتنمية صفات مرغوب فيها،‏ كالمحبة واللطف.‏ وكيف ذلك؟‏ ان يهوه يحبّ العائلة البشرية،‏ وبواسطة ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ ‹يجتذب الناس الى المسيح› بالاتصال بكلمته وشعبه.‏ (‏يوحنا ٦:‏٤٤‏)‏ وله ايضا هيئة على الارض ذات برنامج تعليمي يمكن ان يساعدكم على فعل مشيئة اللّٰه بحيث يمكنكم ان تتطلَّعوا بشوق الى حياة سعيدة وذات معنى الى الابد.‏ وهكذا،‏ فإن بشارة ملكوت اللّٰه يُكرز بها للذين هم في حاجة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ تقول كلمة اللّٰه:‏ «مَن يحتقر قريبه يخطئ ومَن يرحم المساكين فطوبى له.‏» (‏امثال ١٤:‏٢١‏)‏ ومن المبهج للقلب ان نعرف انه حتى ذوو الحقوق المهضومة يمكنهم ان يقتربوا الى اللّٰه اذا كان دافعهم صائبا.‏ كتب صاحب المزمور:‏ «أمّا انا فمسكين وفقير.‏ اللَّهم أسرع اليَّ.‏ معيني ومنقذي انت.‏ يا رب لا تَبطؤ.‏» —‏ مزمور ٧٠:‏٥‏.‏

      نعم،‏ يمكن لكلمة اللّٰه ان تعطيكم رجاء حقيقيا للمستقبل.‏ لكنّ الاستعمال الشائع لكلمة «رجاء» لا يدل ضمنا على اليقين دائما.‏ ففي البرازيل غالبا ما يسمع المرء التعبير:‏ «A esperança é a última que morre» (‏المماثل للمثل الانكليزي «الامل ينبع على نحو سرمدي»)‏.‏ والفكرة هي البقاء على الرجاء حتى عندما يبدو ان لا اساس له.‏ وبالتباين،‏ تزوِّد الاسفار المقدسة اسبابا متينة للمحافظة على ايمان قوي باللّٰه ورجاء بمواعده.‏ نقرأ في رومية ١٠:‏١١‏:‏ «كل من يؤمن به لا يخزى.‏» فمثل هذا الرجاء المؤسَّس على الكتاب المقدس لا يقود الى الخيبة.‏ وتماما كما ان روائع ارضنا حقيقية،‏ وهي تشهد لحكمة يهوه ومحبته،‏ كذلك فان اتمام نبوات الكتاب المقدس يجعل من الممكن ان تكون لكم نظرة ايجابية،‏ رجاء اصيل للمستقبل.‏ —‏ رومية ١٥:‏١٣‏.‏

      ان ملكوت اللّٰه هو الحل الحقيقي للاولاد المشرَّدين،‏ نعم،‏ لجميع الذين يحبون ما هو صواب.‏ واكتساب معرفة الكتاب المقدس الدقيقة الآن سيمكِّنكم من التمتع بالسعادة والحياة الابدية في عالم اللّٰه الجديد.‏ وتوقُّع هذه المواعد ليس من نتاج الخيال.‏ وكما تعلن امثال ١١:‏١٩‏:‏ «البر يؤول الى الحياة.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

      حلّ مؤقَّت؟‏

      ان يدًا ممدودة من طفل متشرِّد بنظرة مفعمة بالعاطفة يمكن ان تحرِّك القلب.‏ ولكنّ الافراد المهتمين متحيِّرون في ما يتعلق بكيفية مساعدة ولد مشرَّد.‏ ولكي يشعروا بذنب اقل يلقي بعض الناس القليل من النقود في راحة يد الولد ويبتعدون بسرعة.‏ ومع ذلك،‏ تكون احتمالات صرف الحسنة على الطعام والمأوى ضئيلة.‏ وعوض ذلك،‏ من الممكن تماما ان ينتهي بها الامر الى استعمالها لشراء المخدرات او الكحول.‏ لذلك فإن بعض الراشدين المهتمين بشؤون المواطن يولون انتباههم ومالهم للبرامج المحلية التي ترعاها الحكومة،‏ والتي يشعرون بأنها ستساعد الاولاد المشرَّدين.‏ ويعتقد اناس آخرون ان الاقتراب العملي اكثر هو ان يوجِّهوا الولد المشرَّد الى الوكالة الملائمة للمساعدة.‏ وبهذه الطريقة،‏ فإن المواطنين المهتمين يشعرون بأنهم يحاولون جعل مجتمعهم اكثر انسانية.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة