مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل ينفد الماء من العالم؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • هل ينفد الماء من العالم؟‏

      ‏«يعتمد بقاء الجنس البشري على قيد الحياة،‏ سلامته،‏ وتطوره الاقتصادي والاجتماعي على نيله باستمرار ما يكفي من الماء العذب وغير الملوَّث.‏ لكننا ما زلنا نتصرف كما لو ان الماء العذب مورد غزير لا ينضب.‏ وهو ليس كذلك».‏ ‏—‏ كوفي انان،‏ امين عام الامم المتحدة.‏

      منذ الف سنة،‏ تُعقد ظهر كل يوم خميس محكمة فريدة من نوعها في مدينة ڤَلَنسيا الاسپانية.‏ ومهمتها حل الخلافات المتعلقة بالماء.‏

      فالمزارعون الساكنون في سهول ڤَلَنسيا الخصبة يعتمدون على الرَّي،‏ والرَّي يحتاج الى الكثير من الماء —‏ الذي لم يكن يوما كافيا في هذه البقعة من اسپانيا.‏ لذلك كلما شعر هؤلاء المزارعون انهم لا ينالون حصتهم من الماء لجأوا الى المحكمة المختصَّة.‏ والخلافات على الماء ليست بالامر الجديد،‏ لكنها نادرا ما تُحل بإنصاف كما تُحل في ڤَلَنسيا.‏

      قبل حوالي ٠٠٠‏,٤ سنة،‏ حصل خلاف حاد بين مجموعة رعاة بسبب بئر قرب منطقة بئر سبع في اسرائيل.‏ (‏تكوين ٢١:‏٢٥‏)‏ ومنذ ذلك الوقت،‏ لم يتحسن الوضع في الشرق الاوسط بل صار اسوأ بكثير.‏ فقد صرَّح على الاقل زعيمان بارزان في هذه المنطقة ان قضية الماء هي من القضايا التي قد تدفعهما الى اعلان الحرب على دولة مجاورة.‏

      وفي البلدان شبه القاحلة في العالم،‏ يثير موضوع الماء دائما ردود فعل قوية.‏ والسبب بسيط:‏ لا حياة دون ماء.‏ وكما اوضح كوفي انان،‏ «الماء العذب ثمين جدا،‏ فلا يمكن ان نحيا بدونه.‏ ولا بديل له.‏ وهو مادة حساسة،‏ اذ يؤثر النشاط البشري تأثيرا عميقا في كمية ونوعية المياه العذبة المتوفرة».‏

      ان كمية ونوعية المياه العذبة في كوكبنا مهدَّدتان اليوم بشكل لم يسبق له مثيل.‏ ولا ينبغي ان تخدعنا الكميات التي تبدو غزيرة والتي تنعم بها بعض المناطق المحظوظة في العالم.‏

      الموارد المائية المتقلِّصة

      قالت اليزابيث داودسويل،‏ وكيلة الامين العام للامم المتحدة:‏ «من اكبر التناقضات في الطبيعة البشرية اننا لا نقدِّر قيمة الاشياء إلّا بعد ان تندر».‏ وأضافت:‏ «نحن لا نقدِّر الماء إلّا عندما تجف البئر.‏ ولا تجف الآبار في المناطق الجافة فحسب،‏ بل ايضا في المناطق التي لا تشحّ عادة فيها المياه».‏

      ان الذين يعانون شح المياه يوميا هم اكثر مَن يدركون عمق المشكلة.‏ اليكم مثلا أسوكان،‏ موظف في مكتب في مَدْراس بالهند.‏ فهو مضطر ان يستيقظ كل يوم قبل انبلاج الفجر بساعتين،‏ ان يحمل خمس دلاء ويتوجه نحو حنفية الماء العامة التي تبعد خمس دقائق سيرا على الاقدام.‏ وبما ان الماء لا يتوفر إلّا بين الساعة الـ‍ ٤ والساعة الـ‍ ٦ صباحا،‏ فعليه ان يصل باكرا وينتظر دوره في الصف.‏ والماء الذي يعود به في دلائه الى البيت يجب ان يكفيه اليوم كله.‏ لكنَّ الكثير من سكان الهند —‏ وبليون شخص آخر على الارض —‏ ليسوا ذوي حظوة مثله.‏ فهم يفتقرون الى وجود حنفية ماء،‏ نهر،‏ او بئر قرب منزلهم.‏

      وبين هؤلاء صبي يدعى عبد اللّٰه يعيش في منطقة «الساحل» في افريقيا.‏ لقد اختفت المياه والاشجار منذ امد بعيد من ضيعته التي كانت يوما من الايام واحة حسبما تصفها اللافتة التي تذكر اسمها.‏ واليوم يجلب عبد اللّٰه الماء لعائلته من بئر تبعد اكثر من كيلومتر.‏

      وفي بعض اقطار العالم،‏ صار الطلب على الماء العذب والنظيف يفوق ما هو متوفّر.‏ والسبب بسيط:‏ نسبة كبيرة من الناس تعيش في مناطق قاحلة او شبه قاحلة،‏ حيث الماء شحيح منذ زمن بعيد.‏ (‏انظروا الخريطة في الصفحة ٣.‏)‏ وبحسب معهد البيئة في ستوكهولم،‏ يعيش ثلث سكان العالم في مناطق تعاني نقصا في المياه يتراوح بين المعتدل والشديد.‏ والطلب على الماء يزداد بنسبة تتجاوز ضعف نسبة ازدياد السكان.‏

      لكنَّ مخزون الماء ثابت من حيث الاساس.‏ صحيح ان حفر آبار اعمق وبناء سدود جديدة قد يجلبان الفرج مؤقتا،‏ لكنَّ كمية الامطار المتساقطة على الارض وكمية الماء المخزَّنة في جوف الارض ثابتة لا تتغير.‏ لذلك تُظهر حسابات علماء الارصاد الجوية انه في غضون ٢٥ سنة،‏ قد تصير كمية الماء المتوفرة لكل فرد على الارض نصف الكمية المتوفرة اليوم.‏

      التأثير في الصحة والطعام

      كيف يؤثر شح المياه في الناس؟‏ بادئ ذي بدء،‏ انه يؤذي صحتهم.‏ صحيح انهم لن يموتوا من العطش،‏ لكنَّ نوعية ماء الشرب والطهي الرديئة قد تمرضهم.‏ توضح اليزابيث داودسويل:‏ «تسبّب المياه الملوَّثة في البلدان النامية حوالي ٨٠ في المئة من الامراض وأكثر من ثلث الوفيات».‏ ففي بلدان العالم النامي شبه القاحلة،‏ تتلوَّث الموارد المائية باستمرار بفضلات البشر والحيوانات،‏ مبيدات الآفات،‏ الاسمدة،‏ او المواد الكيميائية الصناعية.‏ ولا حيلة للعائلة الفقيرة سوى استعمال المياه الملوّثة.‏

      وكما تحتاج اجسامنا الى الماء لتصريف الفضلات،‏ كذلك يلزم ماء غزير للتخلص منها.‏ لكنَّ معظم الناس يفتقرون اليه.‏ فقد ارتفع عدد الاشخاص الذين تنقصهم التدابير الصحية الملائمة من ٦‏,٢ بليونا سنة ١٩٩٠ الى ٩‏,٢ بليونا سنة ١٩٩٧،‏ ما يعادل نصف عدد سكان الارض تقريبا.‏ والتدابير الصحية هي حرفيا قضية حياة او موت.‏ حذَّر رسميّان في الامم المتحدة كارول بيلامي ونيتين دِساي بالقول في بيان مشترك:‏ «عندما يفتقر الاولاد الى الماء الصالح للشرب والتدابير الصحية،‏ صحتهم ونموهم يكونان فعليا في خطر».‏

      ويعتمد انتاج الطعام على الماء.‏ صحيح ان الامطار تروي الكثير من المحاصيل الزراعية،‏ لكنَّ استخدام وسائل الرَّي صار مؤخرا الطريقة الاساسية لإطعام سكان العالم الذين يزدادون بسرعة.‏ فاليوم يعتمد ٣٦ في المئة من المحاصيل العالمية على الرَّي.‏ لكنَّ المساحة الاجمالية للأراضي المزروعة المروية بلغت ذروتها منذ ٢٠ سنة،‏ ثم استمرت تتقلص منذ ذلك الوقت.‏

      اذا كان الماء يتدفق بقوة من كل حنفية في بيتنا وإذا كانت لدينا حمامات صحية يسهل فيها التخلص من الاقذار،‏ فقد يصعب علينا التصديق ان الماء اللازم ينفد من العالم.‏ لكن ينبغي ان نتذكر ان ٢٠ في المئة فقط من الجنس البشري يتمتعون بهذه الرفاهيات.‏ ففي افريقيا تقضي نساء كثيرات ست ساعات يوميا في جلب الماء،‏ الذي يكون ملوَّثا معظم الاحيان.‏ وهؤلاء النساء يدركن اكثر بكثير من الآخرين الواقع المرير ان الماء النظيف وغير الملوَّث نادر وأن الحالة تزداد سوءا.‏

      فهل يمكن ان تحل التكنولوجيا المشكلة؟‏ وهل يمكن الاقتصاد عند استعمال الماء؟‏ اين ذهب الماء؟‏ ستجيب المقالتان التاليتان عن هذه الاسئلة.‏

  • هل ينفد الماء من العالم؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      ازمة المياه

      ▪ التلوُّث في پولندا،‏ ٥ في المئة فقط من مياه الانهار يصلح للشرب،‏ و ٧٥ في المئة منها ملوَّث جدا لا يصلح حتى ليُستخدم في الصناعة.‏

      ▪ الموارد المدينية في مدينة مكسيكو،‏ ثاني اكبر عاصمة في العالم،‏ ينخفض منسوب المياه الجوفية،‏ التي تغذي ٨٠ في المئة من مياه المدينة بشكل لا يُصدَّق.‏ فالضخ يفوق ٥٠ في المئة وأكثر التجددَ الطبيعي لمنسوب الماء.‏ وتعاني پكين،‏ عاصمة الصين،‏ مشكلة مشابهة.‏ فقد نقص مكمنها المائي اكثر من متر خلال سنة،‏ وجف ثلث آبارها.‏

      ▪ الرَّي شحَّ مكمن اوڠالالا المائي الهائل في الولايات المتحدة الى درجة ان ثلث الاراضي المروية في شمال غرب تكساس لم تعُد تُروى بسبب النقص في المياه.‏ وتواجه الصين والهند كلتاهما،‏ وهما ثاني وثالث اكبر بلدَين منتجَين للمواد الغذائية،‏ ازمة مماثلة.‏ ففي ولاية تاميل نادو الواقعة في جنوب الهند،‏ انخفض منسوب المياه بسبب الرَّي اكثر من ٢٣ مترا في غضون عشر سنوات.‏

      ▪ انهار تختفي لم يعد نهر الغانج العظيم يصل الى البحر خلال الفصل الجاف،‏ بسبب تحويل كل مياهه قبل ذلك.‏ ويصح الامر عينه في نهر كولورادو في اميركا الشمالية.‏

      ‏[الخريطة في الصفحة ٣]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      حيث تنقص الموارد المائية

      المناطق التي تفتقر الى الماء

  • اين تذهب كل المياه؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • اين تذهب كل المياه؟‏

      تشيرّاپوندجي في الهند،‏ هي احد الأماكن حيث تهطل اغزر الامطار على الارض.‏ فخلال فصل الرياح الموسمية،‏ يتساقط ٠٠٠‏,٩ مليمتر من الامطار على تلالها الجاثمة عند سفح جبال الهملايا.‏ لكن ما يثير العجب هو ان تشيرّاپوندجي تعاني ايضا نقصا في المياه.‏

      بسبب وجود القليل من النبات لاحتجاز مياه الامطار،‏ تجري هذه المياه بالسرعة التي تهطل فيها من السماء.‏ وبعد شهرين من انقضاء امطار الرياح الموسمية،‏ تشحّ المياه.‏ ومنذ سنوات،‏ تحدث روبن كلارك عن تشيرّاپوندجي في كتابه الماء:‏ الازمة الدولية (‏بالانكليزية)‏،‏ واصفا إياها بأنها «الصحراء التي تهطل فيها اغزر الامطار على الارض».‏a

      ومن تشيرّاپوندجي يقودنا مجرى النهر الى بنڠلادش القريبة المكتظة بالسكان،‏ التي تتحمل بسبب موقعها المنخفض وطأة مياه الرياح الموسمية المندفعة بغزارة عبر منحدرات التلال العارية في الهند ونيپال.‏ وفي بعض السنوات،‏ تكتسح الفيضانات ثلثي بنڠلادش.‏ لكن ما ان تهمد مياه الفيضانات،‏ حتى يسيل نهر الغانج هزيلا رقيقا وتجف الارض.‏ ان اكثر من ١٠٠ مليون شخص في بنڠلادش يواجهون هذه الدورة السنوية القاسية من الفيضانات والجفاف.‏ وما يزيد الطين بلة ان مياه الآبار هناك تتلوَّث بالزرنيخ،‏ الذي سمَّم على الارجح ملايين الناس حتى الآن.‏

      اما في مدينة نوكوس في اوزبكستان،‏ القريبة من بحر آرال،‏ فلا تأتي المشكلة من الزرنيخ بل من الملح.‏ فالقشور البيضاء المترسِّبة تغلف نبتات القطن وتعيق نموها،‏ اذ ان الملح يرتفع من التربة التحتية المشبَّعة بالماء ويتجمع على سطحها.‏ وهذه المشكلة التي تدعى التمليح ليست بجديدة.‏ فمنذ اربعة آلاف سنة تدهورت الزراعة في بلاد ما بين النهرين للسبب عينه.‏ ان الرَّي الكثير الذي لا يرافقه تصريف جيد للماء يجعل الملح الموجود في التربة يتجمع على سطحها.‏ وللحصول على غلة معقولة،‏ ينبغي استعمال المزيد والمزيد من المياه العذبة.‏ لكن في النهاية تصبح التربة غير نافعة —‏ للأجيال القادمة.‏

      اين تذهب كل المياه؟‏

      للأسف،‏ غالبا ما تأتي الامطار غزيرة وجارفة،‏ فلا تسبب الفيضانات فحسب بل ايضا سيولا تجري باتجاه البحر.‏ وتغزر الامطار في بعض الاماكن في حين تقل في اماكن اخرى.‏ فمن المعروف ان معدل الامطار في تشيرّاپوندجي يبلغ اكثر من ٠٠٠‏,٢٦ مليمتر على مدى ١٢ شهرا،‏ في حين يندر جدا تساقط الامطار طوال سنوات في صحراء آتاكاما الواقعة في شمالي تشيلي.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يعيش معظم الناس حول الارض في مناطق لا تغزر فيها المياه.‏ على سبيل المثال،‏ قليلون نسبيا يعيشون في المناطق المدارية من افريقيا وأميركا الجنوبية حيث تغزر الامطار.‏ ومع ان نهر الأمازون العظيم يُفرغ ١٥ في المئة من الصرف السطحي العالمي السنوي في المحيط الاطلسي،‏ لا يستهلك العدد الضئيل من الناس في تلك المنطقة سوى القليل جدا من الماء.‏ من جهة اخرى،‏ يعيش نحو ٦٠ مليون شخص في مصر،‏ حيث معدل تساقط الامطار قليل جدا،‏ فيضطرون الى استعمال مياه النيل التي تُستنفد لتلبية كل حاجاتهم تقريبا.‏

      ان هذا التباين في كمية المياه المتوفرة لم يكن ليُحدث قبل سنوات مشاكل خطيرة.‏ فوفقا لأحد الاستطلاعات،‏ لم تكن اية منطقة في الارض تعاني سنة ١٩٥٠ شحّا شديدا او شديدا جدا في المياه.‏ لكنَّ ايام المياه الغزيرة ولَّت.‏ ففي المناطق القاحلة في افريقيا الشمالية وآسيا الوسطى،‏ صارت كمية المياه المتوفرة للشخص عُشر ما كانت عليه سنة ١٩٥٠.‏

      وبالاضافة الى ازدياد عدد السكان وقلة الامطار في الكثير من المناطق المكتظة،‏ ازداد الطلب على الماء لأسباب اخرى ايضا.‏ ففي العالم اليوم،‏ يرتبط التقدم والازدهار ارتباطا وثيقا بتوفر مخزون مياه سليم.‏

      الطلب المتزايد على المياه

      اذا كنتم تعيشون في بلد صناعي،‏ فلا شك انكم لاحظتم ان المصانع تحتشد حول الانهار المهمة.‏ والسبب بسيط:‏ الصناعة تحتاج الى الماء لإنتاج كل شيء تقريبا،‏ من اجهزة الكمپيوتر حتى مشابك الورق.‏ كما تُستخدم كمية كبيرة من المياه في تصنيع المواد الغذائية.‏ ونجد محطات توليد الكهرباء قرب البحيرات او الانهار بسبب حاجتها المستمرة الى كميات هائلة من المياه.‏

      وفي الزراعة،‏ تعظم الحاجة الى الماء اكثر.‏ ففي اماكن كثيرة تكون الامطار اما قليلة جدا او لا يُعتمد عليها بتاتا لإنتاج محاصيل وافرة،‏ لذلك بدا الرَّي الحل المثالي لإطعام كوكب جائع.‏ وبسبب الاعتماد على المحاصيل المروية،‏ تستعمل الزراعة جزءا كبيرا من المياه العذبة في الارض.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يزداد استهلاك المياه في البيوت.‏ فخلال تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ احتاج عدد مذهل من سكان المدن الجدد،‏ بلغ ٩٠٠ مليون نسمة،‏ الى تدابير صحية ملائمة وإلى الحصول على ماء غير ملوَّث.‏ ولم تعد مصادر المياه التقليدية مثل الانهار والآبار تكفي المدن الكبيرة.‏ مثلا،‏ تضطر مدينة مكسيكو اليوم الى مدّ انابيب لجر المياه من مسافة تبعد اكثر من ١٢٥ كيلومترا،‏ ضاخة اياها عبر سلسلة جبال تعلو ٢٠٠‏,١ متر فوق المدينة.‏ يقول ديتر كرامر في تقريره الماء:‏ مصدر الحياة (‏بالانكليزية)‏ ان هذه الحالة هي «اشبه بأخطبوط؛‏ فالاذرع تخرج من المدينة سعيا وراء الماء».‏

      وبالتالي فإن الصناعة،‏ الزراعة،‏ والمدن تصرخ كلها من اجل المزيد من الماء.‏ وقد لُبِّي الكثير من متطلباتها في الوقت الحاضر من خلال استعمال احتياطي الماء في كوكبنا —‏ المياه الجوفية.‏ فالمكامن المائية هي احد مستودعات المياه العذبة الاساسية في الارض.‏ لكنَّ ذلك لا يعني انها لا يمكن ان تنضب.‏ فهذه المستودعات المائية هي مثل المصارف:‏ لا يمكنكم ان تستمروا في سحب المال منها اذا كانت ودائعكم قليلة،‏ فعاجلا ام آجلا سيحين وقت تصفية الحسابات.‏

      استعمال وإساءة استعمال المياه الجوفية

      ان المياه الجوفية هي مصدر الماء الذي نجده عندما نحفر بئرا.‏ يذكر تقرير المياه الجوفية:‏ المورد الخفي والمعرَّض للخطر (‏بالانكليزية)‏،‏ الصادر عن صندوق رعاية الطفولة التابع للامم المتحدة (‏اليونيسف)‏،‏ ان نصف كمية المياه المستعملة في المنازل او في ريّ المحاصيل يأتي من هذا المصدر.‏ وبما ان نسبة التلوُّث في المياه الجوفية هي عادة اقل منها في المياه السطحية،‏ فهي تزوِّد المدن والقرى على السواء بالكثير من مياه الشرب ايضا.‏ وإذا جرى الاستقاء من المياه الجوفية بشكل معتدل يبقى هذا المورد مستقرا،‏ اذ تتجدد مياهه قانونيا بواسطة الامطار التي تتسرب بهدوء الى هذه الخزّانات الجوفية.‏ لكنَّ الجنس البشري يستعمل طوال عقود كميات من الماء تفوق كثيرا ما يمكن ان تعوضه الدورة المائية الطبيعية.‏

      والنتيجة هي ان مستوى المياه الجوفية ينخفض،‏ ويصير الحفر عميقا لبلوغها مكلِّفا جدا او غير عملي.‏ وعندما تجف الآبار،‏ تنتج الكوارث الاقتصادية والبشرية.‏ وقد بدأت الهند تُبتلى بمثل هذه الكوارث.‏ وإذ يعتمد توفير القوت اللازم لإطعام بليون شخص يعيشون في السهول الوسطى من الصين والهند على الماء المخزَّن في جوف الارض،‏ يبدو المستقبل قاتما.‏

      وبالاضافة الى النقص في المياه الجوفية يساهم تلوّثها في خطورة الوضع.‏ فالسماد الزراعي،‏ فضلات البشر والحيوانات،‏ والمواد الكيميائية الصناعية تتسرب كلها الى المياه الجوفية.‏ يوضح تقرير نشرته المنظمة العالمية للارصاد الجوية:‏ «عندما يتلوَّث المكمن المائي يمكن ان تستغرق الاجراءات لمعالجة الوضع وقتا طويلا،‏ وقد تكون مكلفة ومستحيلة ايضا.‏ ويُدعى التسرّب البطيء للمواد الملوِّثة الى المياه الجوفية ‹قنبلة كيميائية موقوتة›.‏ فهو يهدِّد الجنس البشري».‏

      والمفارقة الاخيرة العجيبة هي ان المياه التي تُضخ من المكامن المائية الجوفية قد ينتهي بها المطاف الى إلحاق الضرر بالارض نفسها التي كان يُفترض ان ترويها.‏ فالكثير من الاراضي المروية في البلدان القاحلة او شبه القاحلة من العالم يعاني اليوم التمليح.‏ وقد تضرر بشدة ٢٥ في المئة من الاراضي المروية في الهند والولايات المتحدة،‏ وهما اثنان من اكبر البلدان المنتجة للمواد الغذائية في العالم.‏

      لا تبذِّر فتفقَر

      رغم كل هذه المصاعب،‏ يمكن ان يكون الوضع افضل اذا استُعملت مياه الارض النفيسة بتأنٍ اكبر.‏ فوسائل الرَّي غير الفعالة غالبا ما تؤدي الى هدر ٦٠ في المئة من الماء قبل ان يصل الى المحاصيل.‏ وبالنسبة الى المياه الصناعية،‏ فإن زيادة الفعالية —‏ باستعمال التكنولوجيا المتوفرة —‏ يمكن ان تخفض استهلاكها الى النصف.‏ حتى استعمال المياه في المدن قد ينخفض ٣٠ في المئة اذا أُصلحت الانابيب المكسورة بسرعة.‏

      تتطلب اجراءات الحفاظ على الماء الارادة والوسيلة على السواء.‏ فهل مِن اسباب سليمة تجعلنا نثق ان المياه النفيسة في ارضنا ستُحفظ للاجيال القادمة؟‏ ستعالج مقالتنا الاخيرة هذا السؤال.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا المقالة «تشيرّاپوندجي —‏ احد الأماكن حيث تهطل اغزر الأمطار على الارض»،‏ في عدد ٨ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠١ من استيقظ!‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      الماء يدير عجلة الحياة

      جميع العمليات الصناعية تقريبا تستهلك كميات كبيرة من الماء.‏

      ◼ يمكن ان يستهلك انتاج طن واحد من الفولاذ ٢٨٠ طنا من الماء.‏

      ◼ قد يلزم ٧٠٠ كيلوڠرام من الماء لصناعة كيلوڠرام واحد من الورق (‏اذا لم يُعِد المصنع تكرير الماء)‏.‏

      ◼ لصنع سيارة اميركية نموذجية،‏ تلزم كمية ماء تفوق ٥٠ مرة وزن السيارة.‏

      في مجال الزراعة،‏ كما في الصناعة،‏ تتطلب تربية الحيوانات ايضا كميات هائلة من الماء وخصوصا اذا كانت المواشي تُربّى في المناطق شبه القاحلة من الارض.‏

      ◼ لإنتاج كيلوڠرام واحد من شرائح اللحم من بقر كاليفورنيا يلزم ٥٠٠‏,٢٠ لتر من الماء.‏

      ◼ لتنظيف وتجميد دجاجة واحدة فقط يلزم على الاقل ٢٦ لترا من الماء.‏

      ‏[الرسم/‏الصور في الصفحة ٨]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      اين يُستعمل الماء؟‏

      في المنازل ١٠٪‏

      في الصناعة ٢٥٪‏

      في الزراعة وتربية الحيوانات ٦٥٪‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٩]‏

      ملايين اللترات من الماء تُبدَّد بسبب انابيب المياه المكسورة والحنفيات التي تُترك مفتوحة

      ‏[مصدر الصورة]‏

      AP Photo/Richard Drew

  • سعيًا وراء ماء الحياة
    استيقظ!‏ ٢٠٠١ | حزيران (‏يونيو)‏ ٢٢
    • سعيًا وراء ماء الحياة

      منذ اكثر من ألفي سنة،‏ تبوأت مدينة من ٠٠٠‏,٣٠ نسمة عرش المجد في صحراء شبه الجزيرة العربية.‏ ورغم مناخ المنطقة القاسي،‏ حيث يبلغ معدل هطول الامطار ١٥٠ مليمترا في السنة فقط،‏ تعلم سكان مدينة البتراء ان يتكيفوا مع قلة المياه.‏ ونعمت البتراء بالثراء والازدهار.‏

      لم يكن لدى سكان البتراء،‏ الانباط،‏ مضخات ماء كهربائية.‏ ولم يبنوا سدودا ضخمة.‏ لكنهم عرفوا كيف يجمعون مياههم ويحافظون عليها.‏ فقد اتاحت لهم شبكة هائلة من خزانات،‏ سدود،‏ قنوات،‏ وأحواض صغيرة ان يمدوا مدينتهم وقطع اراضيهم الصغيرة بالمياه المخزَّنة بعناية.‏ ولم تكن لتفقد قطرة ماء واحدة.‏ فبناء آبارهم وأحواضهم كان من الجودة بمكان،‏ حتى ان البدو لا يزالون يستعملونها حتى ايامنا هذه.‏

      صرح احد الاختصاصيين في علم المياه مندهشا:‏ «ان التقنية التي طورها [الانباط] للاستفادة من المياه هي الوجه الخفي لجمال البتراء.‏ فيا لهم من عباقرة».‏ وقد سعى خبراء اسرائيليون مؤخرا ان يتعلموا من عبقرية الانباط الذين زرعوا ايضا المحاصيل في النَّقب،‏ حيث لا يتعدى معدل هطول الامطار ١٠٠ مليمتر في السنة.‏ وفحص بعض مهندسي الزراعة بقايا الآلاف من مزارع الانباط الصغيرة التي تميَّز مالكوها بالمهارة في توجيه ماء الشتاء عبر قنوات الى الحقول الصغيرة الممهَّدة على شكل مصاطب.‏

      واليوم يستفيد المزارعون في دول «الساحل» الافريقية المبتلية بالجفاف من الدروس التي تعلَّموها من الانباط.‏ لكنَّ الطرائق العصرية للحفاظ على الماء يمكن ان يكون لديها نفس الفعالية.‏ ففي لانزاروت،‏ احدى جزر كاناري،‏ التي تقع قبالة ساحل افريقيا،‏ تعلم المزارعون كيف يزرعون العنب والتين حيث لا تكاد الامطار تهطل تقريبا.‏ فهم يغرسون الكروم او اشجار التين في قعر حفر مستديرة ثم يغطون التربة بطبقة من الرماد البركاني لمنع التبخر.‏ فيتغلغل الى الجذور بعد ذلك ما يكفي من الندى لضمان محصول جيد.‏

      حلول التقنيات البسيطة

      يمكن ايجاد روايات مشابهة عن التكيف مع المناخ الجاف في كل اقطار العالم —‏ مثلا،‏ بين شعب بشنوي الذي يعيش في صحراء ثار في الهند؛‏ نساء توركانا في كينيا؛‏ وهنود النَّاڤاهو في آريزونا بالولايات المتحدة الاميركية.‏ والوسائل التي يستعملونها لجمع مياه الامطار،‏ والتي تعلموها على مر قرون عديدة،‏ تثبت فعاليتها في حل المشاكل الزراعية اكثر بكثير من الحلول التي تقدمها التقنيات المتطورة المذهلة.‏

      لقد كان القرن العشرون عصر بناء السدود.‏ فسُخِّرت الانهار العظيمة وطوِّرت انظمة الرَّي الضخمة.‏ ويقدِّر احد العلماء ان ٦٠ في المئة من مجاري المياه والانهار في العالم يجري التحكم به بطريقة او بأخرى.‏ وفي حين ان هذه المشاريع تجلب بعض المنافع،‏ يشير علماء البيئة الى الضرر الذي خلَّفته في البيئة،‏ بالاضافة الى تأثيرها في ملايين الناس الذين خسروا منازلهم.‏

      علاوة على ذلك،‏ ورغم النوايا الحسنة،‏ نادرا ما يستفيد المزارعون الذين هم بأمس الحاجة الى الماء من هذه المشاريع.‏ قال رئيس الوزراء السابق راجيف غاندي متحدثا عن مشاريع الرَّي في الهند:‏ «طوال ١٦ سنة،‏ انفقنا المال الكثير.‏ ولكن لم يحصل الناس في المقابل على شيء:‏ لا ريّ،‏ لا ماء،‏ لا زيادة في الانتاج،‏ ولا تحسُّن في حياتهم اليومية».‏

      من جهة اخرى،‏ اثبتت الحلول التي تقدمها التقنيات البسيطة انها اكثر فائدة وأقل ايذاء للبيئة.‏ فالاحواض والسدود الصغيرة التي بنتها المجتمعات المحلية لاقت نجاحا كبيرا في الصين،‏ حيث بنيت ستة ملايين منها.‏ وفي اسرائيل وجد الناس انه بقليل من الابداع،‏ يمكن استعمال الماء نفسه للغسل اولا،‏ للتدابير الصحية ثانيا،‏ وللريّ اخيرا.‏

      اما الحل العملي الآخر فهو الريّ بالتنقيط الذي يحافظ على التربة ويستهلك ٥ في المئة فقط من الماء المصروف عادة بالطرائق التقليدية.‏ واستخدام الماء بشكل حكيم يعني ايضا اختيار زراعة المحاصيل التي تلائم المناخ الجاف،‏ مثل الصَّرْغوم،‏ والدُّخن،‏ عوض المحاصيل التي تحتاج الى الكثير من الريّ مثل قصب السكر والذرة.‏

      وبقليل من الجهد،‏ يمكن ان يحدّ الناس من استهلاكهم للماء سواء في الاستعمال المنزلي او الصناعي.‏ مثلا،‏ يمكن ان يصنَّع كيلوڠرام من الورق بحوالي لتر من الماء اذا أُعيد تكرير الماء،‏ مما يؤدي الى توفير ٩٩٪ من الماء الذي كان يُستعمَل.‏ وقد ابدلت مدينة مكسيكو الحمامات التقليدية بحمامات تحتاج الى ثلث كمية الماء فقط.‏ ورعت المدينة ايضا حملة تثقيفية هدفت الى خفض استعمال الماء الى حد كبير.‏

      ما هو المطلوب للنجاح

      يتطلب ايجاد الحلول لأزمة المياه —‏ ومعظم المشاكل البيئية —‏ التغيير في المواقف.‏ فيلزم ان يتعاون الناس بعضهم مع بعض ويتجردوا من انانيتهم،‏ يقوموا بالتضحيات المعقولة حيث يلزم،‏ ويصمِّموا على الاهتمام بالارض من اجل الاجيال القادمة.‏ وبشأن هذا الامر،‏ توضح ساندرا پوستِل في كتابها الواحة الاخيرة —‏ مواجهة شُحّ المياه (‏بالانكليزية)‏:‏ «نحتاج الى مجموعة من المبادئ الاخلاقية ترشدنا في ما يتعلق بقضية الماء،‏ مبادئ تساعدنا ان نتصرف بطريقة صائبة حين يكون علينا اختيار قرارات لا يسهل ابدا اتخاذها بسبب التعقيدات التي تكتنفها والتي تتعلق بأنظمة الطبيعة التي لا ولن نفهمها كاملا».‏

      طبعا،‏ تتطلب مثل هذه ‹المبادئ الاخلاقية المتعلقة بالماء› اكثر من مجرد بذل جهود على صعيد محلي.‏ فينبغي ان تتعاون البلدان مع جيرانها لأن الانهار لا تقيدها الحدود الدولية.‏ يقول اسماعيل سراج الدين في تقريره التغلب على ازمة المياه (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان المسائل المتعلقة بكمية ونوعية المياه —‏ التي عولجت في الماضي كلٌّ على حدة —‏ ينبغي ان تعتبر اليوم قضية عالمية».‏

      لكنَّ حث البلدان على حل القضايا العالمية ليس بالمهمة السهلة،‏ كما يعترف امين عام الامم المتحدة كوفي انان اذ يقول:‏ «في عصر العولمة هذا،‏ ما زالت الوسائل المتوفرة لبذل جهود متضامنة عالميا بدائية.‏ وقد حان الوقت لكي نترجم عمليا فكرة ‹المجتمع الدولي›».‏

      من الواضح ان ما نحتاج اليه للتمتع بحياة مفعمة بالصحة والسعادة لا يقتصر على وجود مخزون مياه ملائم —‏ رغم اهميته للحياة.‏ فعلى البشر الاعتراف اولا بالتزامهم تجاه الذي زودهم بالماء والحياة على السواء.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ١٠٠:‏٣‏)‏ فعوض ان يستثمروا الارض ومواردها دون ان يتحلوا ببعد النظر،‏ يلزم ان ‹يعملوها ويحفظوها› كما امر الخالق ابوينا الاولين ان يفعلا.‏ —‏ تكوين ٢:‏٨،‏ ١٥؛‏ مزمور ١١٥:‏١٦‏.‏

      نوع اسمى من الماء

      بما ان الماء ضروري الى هذا الحد،‏ فلا عجب ان يُعطى في الكتاب المقدس معنى رمزيا.‏ ولكي نتمتع بالحياة كما كان القصد منذ البدء،‏ يجب ان نعترف بمصدر هذه المياه الرمزية.‏ كما يجب ان نتعلم ان نعكس موقف المرأة التي عاشت في القرن الاول وطلبت من يسوع المسيح:‏ «يا سيد،‏ أعطني هذا الماء».‏ (‏يوحنا ٤:‏١٥‏)‏ تأملوا في ما حدث.‏

      لقد توقف يسوع بجانب بئر عميقة تقع قرب مدينة نابلس العصرية،‏ البئر نفسها التي غالبا ما يؤمها اليوم اناس من كل اقطار العالم.‏ وأتت امرأة سامرية ايضا الى البئر.‏ ولا شك انها كانت تقصد المكان قانونيا لاستقاء الماء لبيتها،‏ شأنها في ذلك شأن نساء كثيرات من القرن الاول.‏ لكنَّ يسوع قال انه يمكن ان يعطيها «ماء حيا» —‏ مصدر ماء لا ينضب ابدا.‏ —‏ يوحنا ٤:‏١٠،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

      من الطبيعي ان يُثار اهتمام المرأة.‏ لكنَّ ‹الماء الحي› الذي تكلم عنه يسوع لم يكن طبعا ماء حرفيا.‏ فقد عنى يسوع التدابير الروحية التي تمكِّن الناس من العيش الى الابد.‏ فهنالك صلة ما بين الماء الرمزي والماء الحرفي،‏ فنحن نحتاج الى الاثنين لنتمتع بالحياة كاملا.‏

      في اكثر من مناسبة،‏ حلَّ اللّٰه مشكلة النقص الفعلي في المياه الذي عانى منه شعبه.‏ فقد ساعد الجموع الغفيرة من الاسرائيليين اللاجئين الذي عبروا صحراء سيناء في طريقهم الى ارض الموعد بتزويدهم عجائبيا بالماء.‏ (‏خروج ١٧:‏١-‏٦؛‏ عدد ٢٠:‏٢-‏١١‏)‏ كما طهَّر أليشع،‏ نبي اللّٰه،‏ بئر اريحا بعدما اصبحت ملوَّثة.‏ (‏٢ ملوك ٢:‏١٩-‏٢٢‏)‏ وعندما رجعت بقية من الاسرائيليين التائبين من بابل الى موطنهم،‏ قادهم اللّٰه الى ‹الماء في البرية›.‏ —‏ اشعياء ٤٣:‏١٤،‏ ١٩-‏٢١‏.‏

      وما تحتاج اليه ارضنا اليوم على وجه السرعة هو مصدر ماء لا ينضب.‏ وبما ان خالقنا،‏ يهوه اللّٰه،‏ حلَّ مشاكل الماء في الماضي،‏ أفلن يحلّها مجددا في المستقبل؟‏ يؤكد لنا الكتاب المقدس انه سيفعل ذلك.‏ ويقول اللّٰه واصفا الاحوال في ظل ملكوته الموعود به:‏ «أفتح على الهضاب انهارا وفي وسط البقاع ينابيع.‏ أجعل القفر اجمة ماء والارض اليابسة مفاجر مياه.‏ لكي ينظروا ويعرفوا ويتنبهوا ويتأملوا معا ان يد الرب فعلت هذا».‏ —‏ اشعياء ٤١:‏١٨،‏ ٢٠‏.‏

      ويعدنا الكتاب المقدس ان الناس آنذاك ‹لن يجوعوا ولن يعطشوا›.‏ (‏اشعياء ٤٩:‏١٠‏)‏ فبفضل ادراة عالمية جديدة،‏ سيكون هنالك حل نهائي لأزمة الماء.‏ وهذه الادارة —‏ الملكوت،‏ الذي علمنا يسوع ان نصلي من اجل إتيانه —‏ ستعمل «بالحق والبر من الآن الى الابد».‏ (‏اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ سيؤلف الناس في كل اقطار العالم مجتمعا دوليا حقيقيا.‏ —‏ مزمور ٧٢:‏٥،‏ ٧،‏ ٨‏.‏

      فإذا بحثنا الآن عن ماء الحياة،‏ يمكن ان نتطلع بشوق الى يوم ستتوفر فيه حقا مياه تكفي الجميع.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ١٠]‏

      في الاعلى:‏ سكان البتراء القدماء عرفوا كيف يحافظون على الماء

      في الاسفل:‏ قناة ماء صنعها الانباط في البتراء

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Garo Nalbandian

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      تعلم المزارعون في احدى جزر كاناري كيف يزرعون النبات حيث لا تكاد الامطار تهطل تقريبا

      ‏[الصورتان في الصفحة ١٣]‏

      ماذا عنى يسوع عندما وعد هذه المرأة ان يعطيها «ماء حيا»؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة