مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف هو عالمنا اليوم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • كيف هو عالمنا اليوم؟‏

      انتم الكبار كفاية لتتذكروا سنة ١٩٤٥،‏ هل شهدتم ايّ تغيير في المقاييس والآداب؟‏ اعتنق الملايين «الاخلاقية الجديدة» التي يُقال انها تمنح حرية اكبر.‏ ولكن بأيّ ثمن؟‏

      ذكر رجل في الـ‍ ٧٠ من العمر خدم في البحرية الاميركية خلال الحرب العالمية الثانية:‏ «في اربعينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت هنالك ثقة اكبر،‏ وكان الجيران يساعدون واحدهم الآخر.‏ وفي كاليفورنيا حيث كنا نعيش،‏ لم نكن نضطر الى اغلاق ابوابنا بالاقفال.‏ ولم تكن جرائم الشوارع موجودة،‏ ولم يكن هنالك طبعا عنف مسلَّح في المدارس.‏ ومنذ ذلك الوقت انعدمت الثقة تقريبا.‏» وما هو الوضع اليوم في المنطقة التي تعيشون فيها من العالم؟‏ تذكر التقارير ان نصف المراهقين فوق الـ‍ ١٤ من العمر في مدينة نيويورك يحملون اسلحة.‏ وتُستعمل آلات كشف المعادن في بعض المدارس في محاولة لمنع إدخال السكاكين،‏ السكاكين الخاصة لقطْع الكرتون،‏ والاسلحة النارية.‏ وكل سنة تحبل مليون مراهقة تقريبا في الولايات المتحدة،‏ وتجهض ١ من كل ٣ من هؤلاء.‏ وتصير المراهقات الصغيرات امهات —‏ صغيرات عندهن اطفال.‏

      وجماعة مضاجعي الذكور والسحاقيات ذوي النفوذ نجحت في ترويج نمط حياتها حتى ان اعدادا متزايدة من الناس توافق على هذا النمط وتعتنقه.‏ ولكنهم وغيرهم يدفعون ثمنا باهظا ايضا مرضا وموتا بسبب الامراض المنتقلة جنسيا كالأيدز.‏ وانتشر وباء الأيدز حتى بلغ غير مضاجعي النظير ومتعاطي المخدِّرات.‏ وقد اكتسح بمنجل الموت افريقيا وأوروپا وأميركا الشمالية.‏ ولا يبدو ان هنالك نهاية لذلك.‏

      يذكر تاريخ الحياة الخاصة:‏ «العنف،‏ الكحولية،‏ المخدِّرات:‏ هذه هي الاشكال الرئيسية للسلوك المنحرف في المجتمع السويدي.‏» ويصح هذا القول في معظم بلدان العالم الغربي.‏ وبانهيار القيم الدينية،‏ عمَّ الانحطاط الادبي حتى بين كثيرين من رجال الدين.‏

      اساءة استعمال المخدِّرات —‏ آنذاك واليوم

      في اربعينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت اساءة استعمال المخدِّرات غير معروفة تقريبا بين سكان العالم الغربي عموما.‏ صحيح ان الناس كانوا يسمعون بالمورفين والأفيون والكوكائين،‏ لكنَّ مجرد عدد صغير نسبيا كان يسيء استعمال هذه المخدِّرات.‏ ولم يكن هنالك اسياد مخدِّرات او مروّجو مخدِّرات كما نعرفهم اليوم.‏ ولم يكن البائعون يقفون في زوايا الشوارع.‏ ولكن ما هو الوضع الآن سنة ١٩٩٥؟‏ يعرف كثيرون من قرائنا الجواب من اختباراتهم في المناطق التي يعيشون فيها.‏ وجرائم القتل المرتبطة بالمخدِّرات تصير من الحوادث اليومية في مدن رئيسية كثيرة في العالم.‏ والسياسيون والقضاة مقيَّدون امام اسياد المخدِّرات الاقوياء الذين يمكن ان يأمروا بقتل ايّ شخص ذي نفوذ غير متعاون.‏ وقصة كولومبيا مؤخرا مع مصادر تهريب المخدِّرات فيها هي دليل على ذلك.‏

      تحصد المخدِّرات حياة ٠٠٠‏,٤٠ شخص تقريبا كل سنة في الولايات المتحدة وحدها.‏ وهذه المشكلة لم تكن موجودة سنة ١٩٤٥.‏ ولا عجب انه بعد عقود من محاولة الحكومات وضع حد لاساءة استعمال المخدِّرات،‏ يكتب پاتريك مورفي،‏ مفوّض شرطة سابق في مدينة نيويورك،‏ مقالة صدرت في واشنطن پوست تحمل العنوان «الحرب ضد المخدِّرات انتهت —‏ انتصرت المخدِّرات»!‏ ويقول فيها ان «تجارة المخدِّرات .‏ .‏ .‏ هي الآن بين انجح المشاريع في [الولايات المتحدة]،‏ اذ قد تبلغ الارباح هذه السنة ١٥٠ بليون دولار [اميركي].‏» والمشكلة هائلة ولا يبدو ان هنالك حلا.‏ فإساءة استعمال المخدِّرات لها زُبُنها الذين يتزايد عددهم،‏ وكما هي الحال مع رذائل اخرى كثيرة،‏ يصير هؤلاء مدمنين.‏ وهي صناعة تدعم اقتصاد عدة بلدان.‏

      كتب الپروفسور في علم الاقتصاد جون ك.‏ ڠالْبرَيث في كتابه حضارة القناعة:‏ «ان تجارة المخدِّرات،‏ اطلاق النار العشوائي،‏ والجرائم الاخرى بالاضافة الى عدم التوجيه العائلي وتفكك العائلة هي كلها الآن اوجه تميِّز الحياة اليومية.‏» ويذكر ان مجتمعات الاقلية في الكثير من المدن الاميركية الرئيسية «هي الآن مراكز للرعب واليأس.‏» ويكتب قائلا انه «يجب توقع حدوث استياء واضطراب اجتماعي اكبر.‏» ولماذا؟‏ لأن الاغنياء،‏ كما يقول،‏ يصيرون اغنى والفقراء،‏ «الطبقة الدنيا،‏» الذين تزداد اعدادهم،‏ يصيرون افقر.‏

      اذرع الجريمة العالمية

      يتبين الآن اكثر فأكثر ان المجموعات الإجرامية تنشر تأثيرها في كل انحاء العالم.‏ فطوال سنين كانت للجريمة المنظَّمة،‏ «بعائلاتها الاجرامية،‏» صلات بين ايطاليا والولايات المتحدة.‏ أما اليوم فقد حذَّر الامين العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي من ان «الجريمة المنظَّمة على نطاق يتعدى الحدود القومية .‏ .‏ .‏ تهزأ من الحدود وتصير قوة عالمية.‏» وقال:‏ «في اوروپا،‏ في آسيا،‏ في افريقيا وفي اميركا،‏ تنشط قوى الظلمة وما من مجتمع مستثنى.‏» وقال ايضا ان «الجريمة التي تتعدى الحدود القومية .‏ .‏ .‏ تقوِّض أُسس النظام الديموقراطي العالمي.‏ [انها] تسمِّم جوّ الاعمال التجارية،‏ تفسد القادة السياسيين وتقضي على حقوق الانسان.‏»‏

      خريطة العالم تغيَّرت

      قال ڤاتسلاف هافل،‏ رئيس الجمهورية التشيكية،‏ في خطاب القاه في فيلادلفيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ان اهمَّ حدثَين سياسيَّين في النصف الثاني من القرن الـ‍ ٢٠ هما انهيار الاستعمار وسقوط الشيوعية في اوروپا الشرقية.‏ ومقارنة خريطة العالم سنة ١٩٤٥ بخريطة سنة ١٩٩٥ تبيِّن بسرعة التغيُّرات المفاجئة التي حدثت على المسرح العالمي،‏ وخصوصا في آسيا وإفريقيا وأوروپا.‏

      قارنوا الاوضاع السياسية في هذين التاريخين.‏ فخلال السنوات الـ‍ ٥٠ بينهما،‏ بلغت الشيوعية أَوْجَها ثم عادت وخسرت مكانتها المرموقة في معظم البلدان الشيوعية السابقة.‏ وفي تلك البلدان فسح الحكم الكلِّيَّاني المجال امام شكل من «الديموقراطية.‏» ولكنَّ اناسا كثيرين يعانون الآن من آثار تحويل مجتمعهم الى اقتصاد السوق.‏ وتتفشى البطالة وغالبا ما لا تكون للمال قيمة.‏ ففي سنة ١٩٨٩ كان الروبل الروسي يساوي ٦١‏,١ دولارا اميركيا.‏ وبتاريخ كتابة هذه السطور صرتم بحاجة الى اكثر من ٣٠٠‏,٤ روبل لتساوي دولارا واحدا!‏

      اخبرت مجلة النضج العصري ان نحو ٤٠ مليون روسي اليوم هم دون خط الفقر.‏ قالت امرأة روسية:‏ «لا يمكننا حتى ان نتحمَّل تكاليف الموت.‏ فليس بإمكاننا تحمُّل تكاليف المأتم.‏» فحتى المأتم الرخيص تبلغ كلفته نحو ٠٠٠‏,٤٠٠ روبل.‏ والجثث غير المدفونة تتكدس في المشارح.‏ ومن الجدير بالذكر في الوقت نفسه ان اكثر من ٣٦ مليون اميركي يعيشون دون مستوى خط الفقر في الولايات المتحدة!‏

      كتب وِل هَتن،‏ مراسل ڠارديان ويكلي المالي،‏ عن مشاكل اوروپا الشرقية.‏ فتحت العنوان «ادخلوا عصر القلق» ذكر:‏ «ان انهيار الشيوعية وتقلُّص روسيا الى اصغر حجم لها منذ القرن الـ‍ ١٨ هما حدثان لا تزال مضاعفاتهما غير مفهومة بعد.‏» فقد حلَّ نحو ٢٥ دولة جديدة محل الامبراطورية السوڤياتية السابقة.‏ ويقول ان «الابتهاج الذي قوبل به انهيار الشيوعية صار الآن قلقا متزايدا بشأن المستقبل.‏ .‏ .‏ .‏ والغرق في الفوضى الاقتصادية والسياسية صار امرا محتملا اكثر من قبل —‏ ولا يمكن لأوروپا الغربية ان تتوقع البقاء في حماية من ذلك.‏»‏

      وبهذه النظرة التشاؤمية لا عجب ان يختتم هَتن مقالته بالقول:‏ «العالم بحاجة الى بوصلة تفعل اكثر من مجرد اطلاق الدعوات لاعتناق الديموقراطية واقتصاد السوق الحرة —‏ لكنَّ هذا ليس في متناول اليد.‏» فإلى اين يمكن ان تلتفت الامم من اجل الحل؟‏ ستقدم المقالة التالية الجواب.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١٠]‏

      الامم المتحدة منذ سنة ١٩٤٥

      لماذا لم تكن الامم المتحدة،‏ التي تأسست سنة ١٩٤٥،‏ قادرة ان تحول دون حدوث كل هذه الحروب؟‏ ذكر الامين العام بطرس بطرس غالي في خطابه «جدول اعمال من اجل السلام»:‏ «صارت الامم المتحدة عاجزة عن معالجة الكثير من هذه الازمات بسبب استخدام حق الڤيتو —‏ ٢٧٩ مرة —‏ في مجلس الامن،‏ وهذا دليل ملموس على الانقسامات في تلك الفترة [فترة الحرب الباردة بين الحكومات الرأسمالية والشيوعية].‏»‏

      هل يعني ذلك ان الامم المتحدة لم تحاول الحفاظ على السلام بين الدول؟‏ لقد حاولت،‏ ولكن بكلفة باهظة.‏ «فقد أُجريت عملية حفظ السلام ثلاث عشرة مرة بين السنتين ١٩٤٥ و ١٩٨٧؛‏ و ١٣ عملية اخرى منذ ذلك الحين.‏ وخدم ما يقدَّر بـ‍ ٠٠٠‏,٥٢٨ فرد من العسكريين والشرطة والمدنيين تحت لواء الامم المتحدة حتى كانون الثاني ١٩٩٢.‏ وما يزيد على ٨٠٠ من هؤلاء من ٤٣ بلدا ماتوا في خدمة هيئة الامم المتحدة.‏ وبلغ مجموع تكاليف هذه العمليات نحو ٣‏,٨ بلايين دولار [اميركي] حتى سنة ١٩٩٢.‏»‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Tank and missile: U.‎S.‎ Army photo

      ‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

      التلفزيون

      مربٍّ ام مُفسد؟‏

      قليلة نسبيا هي البيوت التي كان فيها تلفزيون سنة ١٩٤٥.‏ وكان لا يزال في طفولته الباكرة حيث الصور كانت بالاسود والابيض.‏ أما اليوم فالتلفزيون لص ومتطفل يُغَضّ عنه الطرف في كل بيت في العالم المتقدم وفي كل قرية في العالم النامي.‏ ومع ان هنالك القليل من البرامج التربوية والبناءة،‏ إلا ان معظم البرامج تحط القيم الاخلاقية وتعمل على اشباع ادنى اهواء الناس المشتركة.‏ ونظرا الى شعبية افلام الڤيديو،‏ فإن استغلال الافلام الخلاعية والمصنَّفة من فئة X انما هو مسمار آخر يُدَق في تابوت الذوق السليم والآداب الجيدة.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      ان حروبا كتلك التي حدثت في ڤيتنام اودت بحياة اكثر من ٢٠ مليون شخص منذ سنة ١٩٤٥

  • ١٩٩٥ —‏ ماذا عن مستقبلنا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • ١٩٩٥ —‏ ماذا عن مستقبلنا؟‏

      ‏«العالم بحاجة الى بوصلة تفعل اكثر من مجرد اطلاق الدعوات لاعتناق الديموقراطية واقتصاد السوق الحرة —‏ لكنَّ هذا ليس في متناول اليد.‏» —‏ وِل هَتن،‏ ڠارديان ويكلي.‏

      من وجهة نظر بشرية،‏ قد يبدو هذا القول صحيحا.‏ فالعالم كما يَظهر بحاجة الى بوصلة يُعتمد عليها لتحديد الاتجاه نحو السلام والامن والعدل والمساواة والحكم الجيد.‏ فقد جرَّب الانسان كل نظام للحكم تقريبا،‏ من الملكيات الى الجمهوريات،‏ من الدكتاتوريات الى الديموقراطيات،‏ ولا يزال يجد عالمه غير قابل لأن يُساس تقريبا.‏ فإلى ايّ اتجاه يجب ان يلتفت الآن؟‏

      يبدو ان هنالك مجالا للاختيار —‏ الاول هو الانحدار في طريق يؤدي الى عالم اكثر عنفا وجريمة وفسادا مظلما ورياءً دينيا وسياسيا وبغضا قوميا واستغلالا للفقراء.‏ وهذا هو الطريق الذي يقول البعض انه يؤدي الى الفوضى.‏

      والآخر هو ارتقاء طريق شاق يتطلب التضحية بالذات،‏ ويؤدي الى عالم افضل قائم على الحل الذي وضعه اللّٰه من اجل الحكم كما هو موجود في الكتاب المقدس.‏ وهو شاق لانه يتطلب شجاعة ادبية وتضحية شخصية ونظرة روحية الى الحياة وإيمانا بإله ذي قصد.‏ ولكن لكي ينجح الانسان في هذا الارتقاء يجب ان يكون متواضعا ايضا —‏ متواضعا امام خالقه.‏ ويجب ان يلتفت الى اللّٰه للتمتع بحكم بار.‏ نصح الرسول المسيحي بطرس:‏ «تواضعوا تحت يد اللّٰه القوية لكي يرفعكم في حينه ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم.‏» —‏ ١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧؛‏ رؤيا ٤:‏١١‏.‏

      مَن يشعل فتيل البغض؟‏

      لا يمكن للانسان وحده ان يحسِّن هذا العالم بشكل دائم —‏ فالعناصر الانانية والشريرة كثيرة جدا وقوية جدا.‏ وكان النبي ارميا مصيبا عندما كتب:‏ «عرفتُ يا رب انه ليس للانسان طريقه.‏ ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ فبدون اللّٰه لا يمكن للانسان ان يهدي خطواته بنجاح لمصلحة كامل العائلة البشرية.‏ ولماذا؟‏ لانه بالاضافة الى نقصنا الموروث هنالك دائما الشيطان،‏ ذلك العدو غير المنظور المستعد دائما لإشعال الفتيل،‏ كما فعل في رُوَندا،‏ مطلقا العنان لصراع دموي بين الناس.‏ —‏ تكوين ٨:‏٢١؛‏ متى ٤:‏١-‏١١‏.‏

      ولإشعال فتيل التحامل والبغض والقتل في قلوب الناس وعقولهم،‏ غرس الشيطان في الامم افكار التفوق القومي والقبلي والديني.‏ وتعليم البغض الراسخ هذا يُزرع من الطفولية من قِبل والدين وقع تفكيرهم اسير البغض،‏ وغالبا ما يكون ذلك بسبب قرون من التقليد.‏ ويتقوى هذا التقليد بواسطة الانظمة المدرسية والتعاليم الدينية.‏ وهكذا ينمو ملايين الاشخاص وينمو معهم البغض والتحامل في قلوبهم.‏ فيُرَبَّون،‏ او تُغسل ادمغتهم من الطفولية،‏ على معاداة رفيقهم الانسان بأمر من رجال الدين والسياسة العديمي الضمير الذين يتملَّقون الجماهير.‏ وفيض الشعارات غير المنطقية والتصاريح السياسية التي تُبثُّ في البرامج الاخبارية يمكن ان تشعل الفتيل وتسبب حريقا كبيرا ينتهي الى «تطهير عرقي» او مذبحة منظَّمة.‏

      بالاشارة الى ما يمكن ان يخبئه المستقبل القريب،‏ كتب مارتِن فان كرايفْڤِلد،‏ مؤرخ عسكري في اسرائيل،‏ في كتاب تحوُّل الحرب:‏ «من وجهة النظر الحالية،‏ لدينا كل سبب لنتوقع ان تلعب مواقف التعصُّب .‏ .‏ .‏ الديني دورا كبيرا في التحريض على النزاع المسلح» في العالم الغربي اكثر من ايّ وقت مضى «طوال الـ‍ ٣٠٠ سنة الاخيرة.‏» وهكذا بدلا من ان يكون الدين قوة تعزز السلام وتجعل احساس الجنس البشري بالقيم الروحية اسمى،‏ نجده باقيا على دوره التاريخي،‏ مثيرا البغض والنزاع والقتل.‏

      مستقبل افضل موعود به

      اذا كان الجنس البشري سيتأهل للعيش في عالم جديد عادل،‏ يجب ان يشترك في اتمام نبوة اشعياء:‏ «يعلِّمنا [يهوه] من طرقه ونسلك في سبله.‏ .‏ .‏ .‏ فيقضي بين الامم وينصف لشعوب كثيرين فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلَّمون الحرب في ما بعد.‏» —‏ اشعياء ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ومَن يصغون اليوم الى هذه النبوة الرائعة في كل انحاء العالم؟‏ مَن هم الذين ماتوا في رُوَندا ولم يقتلوا رفقاءهم المؤمنين الذين هم من قبيلة اخرى؟‏ مَن هم الذين ماتوا في معسكرات الاعتقال النازية ولم يخدموا في صفوف جيش هتلر؟‏ مَن هم الذين قضوا فترات في سجون بلدان كثيرة ولم يتعلَّموا الحرب؟‏ انهم اولئك الذين نعِموا بإتمام اشعياء ٥٤:‏١٣‏:‏ «(‏يكون)‏ كل بنيك تلاميذ (‏يهوه)‏ وسلام بنيك كثيرا.‏»‏

      يتمتع شهود يهوه في كل انحاء العالم بهذا السلام الآن لأنهم قبلوا تعليم يهوه من كلمته،‏ الكتاب المقدس.‏ وهم يتبعون تعاليم المسيح يسوع ومثاله.‏ وماذا قال؟‏ «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.‏ كما احببتُكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.‏ بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.‏» (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ ويطبق شهود يهوه هذه المحبة الى حدِّ انهم يعملون الآن معا بانسجام في ايرلندا الشمالية،‏ مع انهم كانوا سابقا من الكاثوليك والپروتستانت.‏ ومع انهم كانوا في ما مضى اعداءً دينيا،‏ فقد صاروا يتعاونون الآن كمسيحيين في اسرائيل،‏ لبنان،‏ وبلدان اخرى.‏ انهم لا يتعلَّمون الحرب في ما بعد.‏ وكم كانت الامور ستختلف لو كانت كل شعوب العالم تصغي الى كلمات يسوع وتطبِّقها في حياتها!‏

      يؤمن شهود يهوه بأن عالم اللّٰه الجديد الموعود به قريب،‏ عالم ستحكمه حكومة سماوية.‏ فعلى ماذا يرتكز رجاؤهم الايجابي هذا؟‏

      عمل اللّٰه الحاسم الموعود به

      وعد اللّٰه في كلمته الكتاب المقدس بحكم بار لجميع افراد الجنس البشري الطائعين.‏ وتنبأ بواسطة نبيِّه دانيال انه في وقت نهاية هذا النظام الحاضر سيقيم حكومة دائمة وبارة.‏ «في ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد.‏» (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ هذا هو حكم الملكوت نفسه الذي علَّم المسيح المؤمنينَ ان يطلبوه في صلاته الشهيرة:‏ «ابانا الذي في السموات.‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      في هذه الصلاة نطلب الى اللّٰه ان يتمم وعوده المتعلقة بحكمه البار.‏ ونحن نعلم ان اللّٰه منزَّه عن الكذب.‏ وقد تحدث بولس عن «الحياة الابدية التي وعد بها اللّٰه المنزَّه عن الكذب قبل الازمنة الازلية.‏» (‏تيطس ١:‏٢؛‏ عبرانيين ٦:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وبماذا وعد اللّٰه؟‏ يجيب الرسول بطرس:‏ «بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر.‏» —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ اشعياء ٦٥:‏١٧؛‏ رؤيا ٢١:‏١-‏٤‏.‏

      قبل ان يجري التمتع كاملا بهذا الحكم البار هنا على الارض،‏ يجب ان يحدث تنظيف شامل.‏ وتذكر نبوات الكتاب المقدس بالاجماع ان هذا العمل الهادف الى تطهير العالم من الشيطان وقواه الشريرة سيجري قريبا.‏ (‏انظروا متى،‏ الاصحاح ٢٤؛‏ لوقا،‏ الاصحاح ٢١؛‏ ومرقس،‏ الاصحاح ١٣‏.‏)‏ وإجراء التنظيف النهائي هذا يدعى معركة هرمجدون،‏ «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء.‏» —‏ رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏.‏

      بالرغم مما قد يعتقده كثيرون،‏ ليست السنة ٢٠٠٠ تاريخا مهما.‏ وعلى اية حال فإن هذا التاريخ ليس ملزِما إلا بالنسبة الى العالم المسيحي.‏ فلحضارات اخرى انظمتها الخاصة للتأريخ.‏ المهم هو ان الوقت قد حان للرجوع الى اللّٰه وإلى كلمته لتتأكدوا ما هي «ارادة اللّٰه الصالحة المرضية الكاملة.‏» (‏رومية ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ والمهم هو ان الوقت قد حان لتختاروا —‏ إما السير نحو مستقبل يباركه اللّٰه او الاستمرار في الانحدار في طريق الاحباط الذي يقدِّمه عالم الشيطان.‏ ونحن نحثكم على اختيار طريق اللّٰه.‏ فاختاروا الحياة!‏ —‏ تثنية ٣٠:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٤]‏

      ‏«بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة.‏» —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣

      ‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

      لن تنجح الامم في طبع سيوفها سككا إلا في ظل حكم ملكوت اللّٰه

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة