-
اتبعوا نور العالمبرج المراقبة ١٩٩٣ | ١ نيسان (ابريل)
-
-
اتبعوا نور العالم
«مَن يتبعني . . . يكون له نور الحياة.» — يوحنا ٨:١٢.
١ الى اي حد حيوي هو النور؟
ماذا كنا سنفعل دون نور؟ تصوَّروا انكم تستيقظون كل يوم من ايام السنة الى ٢٤ ساعة من الظلمة. وتصوَّروا عالما دون لون، لأنه دون نور لا يوجد لون. وفي الواقع، لو لم يكن النور موجودا، لما وُجدنا نحن! ولِمَ لا؟ لأنه في عملية التخليق الضوئي، تستعمل النباتات الخضراء النور لصنع الطعام الذي نأكله — الحبوب، الخُضَر، والفواكه. صحيح اننا نأكل احيانا لحوم الحيوانات. ولكنَّ هذه الحيوانات اكلت النباتات او حيواناتٍ اخرى اقتاتت النباتات. وهكذا فإن حياتنا الجسدية تعتمد كليا على النور.
٢ اية مصادر قوية للنور هنالك، وماذا يخبرنا ذلك عن يهوه؟
٢ يأتي نورنا من الشمس، التي هي نجم. وفي حين ان شمسنا تطلق مقدارا هائلا من النور، فهي مع ذلك مجرد نجم متوسط الحجم. وهنالك نجوم كثيرة اكبر بكثير. ومجموعة النجوم التي نعيش فيها، مجرَّة درب التَّبانة، تحتوي على اكثر من مئة بليون نجم. وبالاضافة الى ذلك، هنالك بلايين لا تحصى من المجرّات في الكون. فيا للعدد الهائل من النجوم! ويا لكميات النور الضخمة التي تنبعث منها! ويا ليهوه من مصدر قوي للنور اذ خلق هذه كلها! تعلن اشعياء ٤٠:٢٦: «ارفعوا الى العلاء عيونكم وانظروا مَن خلق هذه. مَن الذي يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء. لكثرة (الطاقة الدينامية) وكونه شديد القدرة لا يُفقَد احد.»
نوع آخر من النور
٣ الى اي حد مهم هو النور الروحي من يهوه؟
٣ يهوه هو ايضا مصدر نوع آخر من النور، نور يمكِّننا من امتلاك رؤية روحية، استنارة روحية. ويعرِّف احد القواميس الكلمة «ينوِّر» بهذه الطريقة: «يزوِّد معرفة لِـ: يرشد؛ يعطي بصيرة روحية لِـ.» ويعرِّف الكلمة «منوَّر» بأنها: «محرَّر من الجهل والمعلومات الخاطئة.» وتزوَّد الاستنارة الروحية من يهوه بالمعرفة الدقيقة من كلمته، الكتاب المقدس. وهذا ما يمكِّننا من معرفة مَن هو اللّٰه وما هي مقاصده. «اللّٰه الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد اللّٰه في وجه يسوع المسيح.» (٢ كورنثوس ٤:٦) وهكذا فإن الحقائق في كلمة اللّٰه تحرِّرنا من الجهل والمعلومات الخاطئة. قال يسوع: «تعرفون الحق والحق يحرِّركم.» — يوحنا ٨:٣٢.
٤، ٥ كيف تخدم المعرفة عن يهوه كنور في حياتنا؟
٤ يهوه، مصدر الاستنارة الروحية الحقيقية، هو «كامل (المعرفة).» (ايوب ٣٧:١٦) وأيضا، يعلن المزمور ١١٩:١٠٥ عن اللّٰه: «سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي.» وهكذا يمكنه ليس فقط ان يضيء روحيا الخطوة التالية في حياتنا، بل ايضا الطريق امامنا. وبدون ذلك ستكون الحياة كقيادة سيارة على طول طريق جبلي متعرِّج في ليلة مظلمة دون انوار في السيارة او في ايّ مكان آخر. فالنور الروحي من اللّٰه يمكن ان يُقارَن بالنور الذي تزوِّده مصابيح السيارة الامامية. والنور يضيء الطريق لكي نتمكَّن من ان نرى بدقة الى اين نذهب.
٥ ان النبوة في اشعياء ٢:٢-٥ تظهر ان اللّٰه في زمننا يجمع من كل الامم شعبا يريدون الاستنارة الروحية ليتمكَّنوا من تعلم وممارسة العبادة الحقَّة. يقول العدد ٣: «يعلِّمنا من طرقه ونسلك في سبله.» والعدد ٥ يدعو طالبي الحق: «هلمَّ فنسلك في نور (يهوه).»
٦ الى اين سيقودنا اخيرا النور من يهوه؟
٦ اذًا، يهوه هو مصدر نوعَين من النور الحيوي للحياة: المادي والروحي. النور المادي يساعد اجسادنا المادية على البقاء حية الآن، ربما ٧٠ او ٨٠ سنة او نحو ذلك. أما النور الروحي فيقود الى حياة ابدية على ارض فردوسية. وكما قال يسوع في الصلاة الى اللّٰه: «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.» — يوحنا ١٧:٣.
العالم في ظلمة روحية
٧ لماذا نحتاج الى الاستنارة الروحية الآن اكثر من اي وقت مضى؟
٧ واليوم نحتاج الى النور الروحي اكثر من ايّ وقت مضى. والنبوات مثل متى الاصحاح ٢٤ و ٢ تيموثاوس الاصحاح ٣ تُظهر اننا قريبون من نهاية نظام الاشياء هذا. فقد انبأت هذه النبوات وغيرها بالامور المروِّعة التي تحدث في زمننا، جاعلة ايانا ندرك اننا «في الايام الاخيرة.» ووفقا لنبوات كهذه، شهد هذا القرن كارثة بعد اخرى. فالجريمة والعنف قد ازدادا بنسب مخيفة. والحروب انهت حياة اكثر من مئة مليون شخص. والامراض، كالأيدز المروِّع، تتفشى بين الملايين، اذ مات حتى الآن اكثر من ٠٠٠,١٦٠ من الأيدز في الولايات المتحدة وحدها. والحياة العائلية تتفكك ويُنظر الى الآداب الجنسية بأنها عتيقة الطراز.
٨ اية حالة تواجه الجنس البشري الآن، ولماذا؟
٨ قال الامين العام السابق للامم المتحدة هاڤيير پيريز دي كويار: «ان وضع العالم يقدِّم دليلا شاملا على ان الفقر [يُضعف] تماسك المجتمعات.» وذكر: «ان اكثر من بليون شخص يعيشون الآن في فقر تام» وان «ذلك غذَّى الزَّخم المؤدي الى النزاع العنيف.» وهذه «البلايا المهلكة،» قال، «تتحدى المعالجات التي يمكن ان تقدِّمها الحكومات.» وأكَّد رئيس منظمة ذات نفوذ: «ان المشكلة الرئيسية التي تواجه المجتمع هي انه صار من الصعب السيطرة عليه.» وما أصحَّ كلمات المزمور ١٤٦:٣: «لا تتَّكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.»
٩ مَن هم المسؤولون اكثر عن الظلمة التي يغرق فيها الجنس البشري، ومَن يستطيع ان يخلِّصنا من هذا التأثير؟
٩ ان الحالة اليوم هي تماما كما انبأت مسبقا اشعياء ٦٠:٢: «ها هي الظلمة تغطي الارض والظلام الدامس الامم.» وهذه الظلمة التي تغطي الغالبية العظمى من سكان الارض ناجمة عن عدم قبولهم النور الروحي من يهوه. والسبب الرئيسي للظلمة الروحية هو الشيطان ابليس وأبالسته، الاعداء الرئيسيون لاله النور. انهم «ولاة العالم على (هذه الظلمة).» (افسس ٦:١٢) وكما تقول ٢ كورنثوس ٤:٤، ان ابليس هو «اله هذا الدهر،» الذي «اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة اللّٰه.» وما من حكم بشري يستطيع ان يخلِّص العالم من تأثير الشيطان. فاللّٰه وحده يستطيع ذلك.
‹نور عظيم›
١٠ كيف انبأ اشعياء مسبقا بأن النور سيشعُّ في يومنا على الجنس البشري؟
١٠ ومع ذلك، فيما تغطي الظلمة الدامسة معظم الجنس البشري، انبأت ايضا كلمة اللّٰه في اشعياء ٦٠:٢، ٣: «عليكِ . . . يشرق الرب ومجده عليكِ يُرى. فتسير الامم في نوركِ.» وينسجم ذلك مع النبوة في اشعياء الاصحاح ٢، التي وعدت بأن عبادة يهوه الحقَّة المنوَّرة ستتأسس في الايام الاخيرة هذه وأنه، كما يقول العددان ٢ و ٣، ‹تجري اليها كل الامم. وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلمَّ نصعد الى جبل الرب،› اي الى عبادته الحقَّة المرفَّعة. وهكذا على الرغم من ان العالم يسيطر عليه الشيطان، فإن النور من اللّٰه يشعُّ ويحرِّر جموعا غفيرة من الظلمة.
١١ مَن كان سيصير الاكثر شهرة في عكس نور يهوه، وكيف حدَّد سمعان هويته؟
١١ والنبوة في اشعياء ٩:٢ انبأت مسبقا بأن اللّٰه سيرسل شخصا الى العالم ليعكس نوره. تذكر: «الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما. الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.» وهذا ‹النور العظيم› هو الناطق بلسان يهوه، يسوع المسيح. قال يسوع: «انا هو نور العالم. مَن يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة.» (يوحنا ٨:١٢) كان البعض يعرفون ذلك حتى عندما كان يسوع صبيا. تقول لوقا ٢:٢٥ ان رجلا اسمه سمعان كان «بارا تقيا» وان «الروح القدس كان عليه.» وعندما ابصر سمعان الصبي يسوع، قال في الصلاة الى اللّٰه: «ان عينيَّ قد ابصرتا خلاصك الذي اعددته قدَّام وجه جميع الشعوب. (نورا لنزع النقاب عن) الامم.» — لوقا ٢:٣٠-٣٢.
١٢ متى وكيف ابتدأ يسوع بنزع نقاب الظلمة الذي يغطي الشعب؟
١٢ ابتدأ يسوع بنزع نقاب الظلمة عن الجنس البشري بُعَيد معموديته. ومتى ٤:١٢-١٦ تخبرنا ان ذلك تمَّم اشعياء ٩:١، ٢، التي تكلمت عن ‹النور العظيم› الذي يبتدئ يشرق على الشعب السالك في الظلمة الروحية. وتقول متى ٤:١٧: «من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات.» فبالكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه، نوَّر يسوع الشعب في ما يتعلق بمقاصد اللّٰه. لقد «انار الحياة (وعدم الفساد) بواسطة الانجيل.» — ٢ تيموثاوس ١:١٠.
١٣ كيف وصف يسوع نفسه، ولماذا كان يمكنه ان يفعل ذلك بيقين كهذا؟
١٣ عكس يسوع نور اللّٰه بأمانة. قال: «انا قد جئت نورا الى العالم حتى كل مَن يؤمن بي لا يمكث في الظلمة. . . . لم اتكلَّم من نفسي لكنَّ الآب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول وبماذا اتكلَّم. وأنا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية.» — يوحنا ١٢:٤٤-٥٠.
«فيه كانت الحياة»
١٤ كيف تتحدَّد هوية يسوع في يوحنا ١:١، ٢؟
١٤ اجل، ارسل يهوه ابنه الى الارض ليكون نورا يُري الناس الطريق الى الحياة الابدية. لاحظوا كيف يجري اظهار ذلك في يوحنا ١:١-١٦. يقول العددان ١ و ٢: «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند اللّٰه وكان الكلمة (الها). هذا كان في البدء عند اللّٰه.» هنا يدعو يوحنا يسوعَ قبل بشريته باللقب «كلمة.» وهذا يحدِّد العمل الذي انجزه بصفته الناطق بلسان يهوه اللّٰه. وعندما يذكر يوحنا انه «في البدء كان الكلمة،» يعني ان الكلمة كان بداءة اعمال يهوه الخلقية، «بداءة خليقة اللّٰه.» (رؤيا ٣:١٤) ومركزه المتفوق بين خلائق اللّٰه يقدِّم اساسا حقيقيا لتسميته «(الها)،» شخصا قديرا. وتدعوه اشعياء ٩:٦ «الها قديرا،» مع انه ليس اللّٰه القادر على كل شيء.
١٥ اية معلومات اضافية تعطينا يوحنا ١:٣-٥ عن يسوع؟
١٥ تذكر يوحنا ١:٣: «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان.» وتقول كولوسي ١:١٦ انه «فيه خُلق الكل ما في السموات وما على الارض.» وتقول يوحنا ١:٤ انه «فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس.» اذًا، بواسطة الكلمة، خُلقت كل اشكال الحياة الاخرى؛ وأيضا بواسطة ابنه، يجعل اللّٰه ممكنا للجنس البشري الخاطئ المائت ان ينال الحياة الابدية. وبالتأكيد، ان يسوع هو القدير الذي تدعوه اشعياء ٩:٢ «نورا عظيما.» وتقول يوحنا ١:٥: «النور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه.» ان النور يمثِّل الحق والبر، بالتباين مع الظلمة، التي تمثِّل الخطأ والاثم. وهكذا يُظهر يوحنا ان الظلمة لن تغلب النور.
١٦ كيف اشار يوحنا المعمدان الى مجال عمل يسوع؟
١٦ يذكر يوحنا الآن في الاعداد ٦ الى ٩: «كان انسان مرسل من اللّٰه اسمه يوحنا [المعمدان]. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو [يوحنا] النور بل ليشهد للنور [يسوع]. كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم.» لقد اشار يوحنا الى المسيَّا الآتي ووجَّه أتباعه اليه. وعلى مر الوقت، كان كل انواع الناس سيُمنحون الفرصة لقبول النور. لذلك لم يأتِ يسوع لفائدة اليهود فقط وانما لفائدة كل الجنس البشري — الاغنياء او الفقراء، بصرف النظر عن العرق.
١٧ ماذا تقول لنا يوحنا ١:١٠، ١١ عن حالة اليهود الروحية في زمن يسوع؟
١٧ يتابع العددان ١٠ و ١١: «كان في العالم وكُوِّن العالم به ولم يعرفه العالم. الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله.» ان يسوع، في وجوده السابق لبشريته، كان الشخص الذي بواسطته خُلق عالم الجنس البشري. ولكن عندما كان على الارض، رفضه معظم شعبه الخاص، اليهود. فهم لم يريدوا ان يُشهَّر شرُّهم ورياؤهم. وفضَّلوا الظلمة على النور.
١٨ كيف تظهر يوحنا ١:١٢، ١٣ انه يمكن ان يصير البعض اولاد اللّٰه بميراث خصوصي؟
١٨ يقول يوحنا في العددين ١٢ و ١٣: «وأمَّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد اللّٰه اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من اللّٰه.» يُظهر هذان العددان ان أتباع يسوع لم يكونوا في اول الامر ابناء اللّٰه. فقبل مجيء المسيح الى الارض، لم تكن مثل هذه البُنُوَّة ولا الرجاء السماوي مُتاحَين للبشر. وانما باستحقاق ذبيحة المسيح الفدائية التي مارسوا الايمان بها، جرى تبنِّي بعض البشر فتمكَّنوا من حيازة رجاء الحياة كملوك مع المسيح في ملكوت اللّٰه السماوي.
١٩ لماذا يسوع هو في الوضع الافضل ليعكس نور اللّٰه كما يظهر في يوحنا ١:١٤؟
١٩ يناقش العدد ١٤ على نحو منطقي: «والكلمة صار جسدا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب.» فعلى الارض، عكس يسوع مجد اللّٰه كما يمكن ان يعكسه ابن اللّٰه البكر فقط. وهكذا، بطريقة فريدة، كان مؤهَّلا على افضل وجه لإعلان اللّٰه ومقاصده للناس.
٢٠ كما هو مسجَّل في يوحنا ١:١٥، ماذا يقول يوحنا المعمدان عن يسوع؟
٢٠ ثم يكتب الرسول يوحنا في العدد ١٥: «يوحنا [المعمدان] شهِد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه ان الذي يأتي بعدي صار قدَّامي لأنه كان قبلي.» وُلد يوحنا المعمدان قبل ولادة يسوع كانسان بنحو ستة اشهر. لكنَّ يسوع صنع اعمالا اكثر بكثير من يوحنا بحيث صار قدام يوحنا من كل ناحية. واعترف يوحنا بأن يسوع كان موجودا قبله، اذ ان ليسوع وجودا سابقا لبشريته.
عطايا من يهوه
٢١ لماذا تقول يوحنا ١:١٦ اننا أَخَذْنا «(لطفا غير مستحق فوق لطف غير مستحق)»؟
٢١ تناقش يوحنا ١:١٦ على نحو منطقي: «من مِلْئه نحن جميعا أَخَذْنا. و (لطفا غير مستحق فوق لطف غير مستحق).» فعلى الرغم من ان البشر مولودون في الخطية لأنهم ورثوها عن آدم، ينوي يهوه ان يدمِّر هذا النظام الشرير، ينجِّي الملايين الى العالم الجديد، يقيم الاموات، ويزيل الخطية والموت، مما يؤدي الى حياة ابدية على ارض فردوسية. وكل هذه البركات هي غير مستحقة وغير مكتسبة من البشر الخطاة. فهي عطايا من يهوه بواسطة المسيح.
٢٢ (أ) ماذا تجعله عطية اللّٰه العظمى ممكنا؟ (ب) اية دعوة توجَّه الينا في السفر الاخير من الكتاب المقدس؟
٢٢ وما هي العطية العظمى التي تجعل كل ذلك ممكنا؟ «احبَّ اللّٰه العالم [الجنس البشري] حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.» (يوحنا ٣:١٦) وهكذا فإن المعرفة الدقيقة عن اللّٰه وابنه، «الوكيل الرئيسي للحياة،» حيوية لاولئك الذين يريدون النور الروحي والحياة الابدية. (اعمال ٣:١٥، عج) ولهذا السبب يوجِّه السفر الاخير للكتاب المقدس الدعوة التالية الى كل الذين يحبون الحق ويريدون الحياة: «تعال. ومَن يسمع فليقل تعال. ومَن يعطش فليأتِ. ومَن يُرد فليأخذ ماء حياة مجانا.» — رؤيا ٢٢:١٧.
٢٣ ماذا سيفعل المشبهون بالخراف عندما يأتون الى النور؟
٢٣ لن يأتي الناس المتواضعون والمشبهون بالخراف الى نور العالم فقط بل سيتبعون هذا النور: «الخراف تتبعه لانها تعرف [رنة الحق في] صوته.» (يوحنا ١٠:٤) وهم في الواقع يبتهجون ‹باتِّباع خطواته بدقة› لأنهم يعرفون ان ذلك سيعني الحياة الابدية لهم. — ١ بطرس ٢:٢١، عج.
-
-
مَن يتبعون نور العالم؟برج المراقبة ١٩٩٣ | ١ نيسان (ابريل)
-
-
مَن يتبعون نور العالم؟
«تضيئون . . . كأنوار في العالم.» — فيلبي ٢:١٥.
١ ماذا يقول الكتاب المقدس عن الانوار الدينية الزائفة؟
يحدِّد الكتاب المقدس بوضوح هوية يسوع بصفته «نورا عظيما،» «نور العالم.» (اشعياء ٩:٢؛ يوحنا ٨:١٢) لكنَّ قليلين نسبيا تبعوه عندما كان على الارض. فالاغلبية اختارت ان تتبع انوارا زائفة كانت في الحقيقة حَمَلة للظلمة. وعن هؤلاء تقول كلمة اللّٰه: «مثل هؤلاء هم رسل كذبة فَعَلَة ماكرون مغيِّرون شكلهم الى شبه رسل المسيح. ولا عجب. لأن الشيطان نفسه يغيِّر شكله الى شبه ملاك نور. فليس عظيما إن كان خدامه ايضا يغيِّرون شكلهم كخدام للبر. الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم.» — ٢ كورنثوس ١١:١٣-١٥.
٢ ماذا قال يسوع انه سيكون الاساس لدينونة الناس؟
٢ وهكذا لا يريد جميع الناس النور، على الرغم من روعته. قال يسوع: «هذه هي الدينونة إن النور قد جاء الى العالم وأحب الناس الظلمة اكثر من النور لأن اعمالهم كانت شريرة. لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور ولا يأتي الى النور لئلا تُوبَّخ اعماله.» — يوحنا ٣:١٩، ٢٠.
محبو الظلمة
٣، ٤ كيف اظهر القادة الدينيون في زمن يسوع انهم لا يريدون ان يتبعوا النور؟
٣ تأملوا كيف كانت هذه هي الحالة عندما كان يسوع على الارض. فاللّٰه كان قد منح السلطة ليسوع كي ينجز عجائب مثيرة كطريقة للاثبات انه المسيَّا. مثلا، في يوم سبت، ردّ البصر الى انسان وُلد اعمى. ويا له من عمل بديع للرحمة! وكم كان الرجل مقدِّرا! فقد استطاع ان يبصر للمرة الاولى! ولكن ماذا كان ردّ فعل القادة الدينيين؟ تروي يوحنا ٩:١٦: «قال قوم من الفريسيين [عن يسوع] هذا الانسان ليس من اللّٰه لأنه لا يحفظ السبت.» فكم كانت قلوبهم فاسدة! هنا حدث شفاء رائع، ولكن عوض التعبير عن الفرح من اجل الانسان الاعمى سابقا، وعن التقدير للشافي، دانوا يسوع! وبفعلهم ذلك، اخطأوا دون شك الى الاعراب الواضح عن روح اللّٰه القدوس، خطية لا تغتفر. — متى ١٢:٣١، ٣٢.
٤ ولاحقا، عندما سأل اولئك المراؤون الانسان الاعمى سابقا عن يسوع، قال الانسان: «إن في هذا عجبا انكم لستم تعلمون مِن اين هو [يسوع] وقد فتح عينيَّ. ونعلم ان اللّٰه لا يسمع للخطاة. ولكن إن كان احد يتقي اللّٰه ويفعل مشيئته فلهذا يسمع. منذ الدهر لم يُسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى. لو لم يكن هذا [يسوع] من اللّٰه لم يقدر ان يفعل شيئا.» فكيف تجاوب القادة الدينيون؟ «اجابوا وقالوا له في الخطايا وُلدتَ انت بجملتك وأنت تعلِّمنا. فأخرجوه خارجا.» كم تنقصهم الرأفة! لقد كانوا متحجِّري القلوب. ولذلك قال لهم يسوع انه فيما يمكنهم ان يروا بعيونهم المادية، كانوا عميانا روحيا. — يوحنا ٩:٣٠-٤١.
٥، ٦ ماذا فعل القادة الدينيون في القرن الاول مما يظهر انهم يحبون الظلمة؟
٥ أما ان اولئك المرائين الدينيين كانوا يخطئون الى روح اللّٰه فيُرى بسهولة في مناسبة اخرى عندما اقام يسوع لعازر من الاموات. وبسبب هذه العجيبة آمن كثيرون من عامة الشعب بيسوع. ولكن لاحظوا ماذا فعل القادة الدينيون. «جمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا ماذا نصنع فإن هذا الانسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا.» (يوحنا ١١:٤٧، ٤٨) لقد كانوا قلقين على مراكزهم وشهرتهم. ومهما كلَّف الامر، ارادوا ان يرضوا الرومان، لا اللّٰه. فماذا فعلوا؟ «من ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوا [يسوع].» — يوحنا ١١:٥٣.
٦ هل كان ذلك كل شيء؟ كلا. فما فعلوه بعد ذلك يُظهر كم احبوا الظلمة: «تشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا. لأن كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع.» (يوحنا ١٢:١٠، ١١) فيا للشر الذي لا يصدَّق! وعلى الرغم من انهم فعلوا كل ذلك لحماية مراكزهم، ماذا حدث؟ في ذلك الجيل عينه ثاروا على الرومان، الذين اتوا عليهم في السنة ٧٠ بم وسلبوهم موضعهم، امَّتهم، وحياتهم ايضا! — اشعياء ٥:٢٠؛ لوقا ١٩:٤١-٤٤.
رأفة يسوع
٧ لماذا كان محبو الحق يتوافدون على يسوع؟
٧ وهكذا ايضا في زمننا، لا يريد الجميع الاستنارة الروحية. لكنَّ الذين يحبون الحق يريدون المجيء الى النور. ويريدون اللّٰه متسلطا عليهم، ويلتفتون بشوق الى يسوع، الذي ارسله اللّٰه لايضاح ماهية النور، ويتبعونه. هذا ما فعله المتواضعون عندما كان يسوع على الارض. فقد توافدوا عليه. وحتى الفريسيون كان يجب ان يعترفوا بذلك. تذمروا قائلين: «العالم قد ذهب وراءه.» (يوحنا ١٢:١٩) والناس المشبهون بالخراف احبوا يسوع لأنه كان نقيض القادة الدينيين الانانيين، المستكبرين، والتواقين الى السلطة الذين قال عنهم يسوع: «انهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحرِّكوها بإصبعهم. وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس.» — متى ٢٣:٤، ٥.
٨ بالتباين مع المرائين الدينيين، اي موقف كان ليسوع؟
٨ وبالتباين، لاحظوا الموقف الرؤوف ليسوع: «لما رأى الجموع تحنَّن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.» (متى ٩:٣٦) وماذا فعل بشأن ذلك؟ قال لاولئك الذين استغلهم نظام الشيطان: «تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا اريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم. لأن نيري هيِّن وحملي خفيف.» (متى ١١:٢٨-٣٠) لقد فعل يسوع ما أُنبئ به عنه مسبقا في اشعياء ٦١:١، ٢، التي تقول: «الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق. لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لأعزي كل النائحين.»
جمع حَمَلة النور
٩ اية حوادث مثيرة جرت في السنة ١٩١٤؟
٩ بعد صعوده الى السماء، كان على يسوع ان ينتظر حتى يأتي الوقت ليعطيه اللّٰه سلطة الملكوت. وبعد ذلك كان سيميِّز «الخراف» من «الجداء.» (متى ٢٥:٣١-٣٣؛ مزمور ١١٠:١، ٢) وحان هذا الوقت عندما ابتدأت «الايام الاخيرة» في السنة ١٩١٤. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) فابتدأ يسوع، الذي مُنح السلطة كملك لملكوت اللّٰه السماوي، يجمع الى يمين رضاه اولئك الذين ارادوا ان يتبعوا النور. وبعد الحرب العالمية الاولى، تقدَّم عمل الجمع هذا بزخم متزايد.
١٠ اي سؤال يمكن طرحه بشأن الذين يستخدمهم يسوع في عمل الجمع؟
١٠ وتحت قيادة المسيح يسوع، يُكافأ عمل الجمع بنجاح كبير. فلم يكن هنالك قط في التاريخ اناس كثيرون جدا من كل الامم يجتمعون معا في عبادة حقَّة منوَّرة. ومَن هم اليوم الاشخاص الذين يتبعون النور الآتي من اللّٰه والمسيح؟ مَن يفعلون ما تقوله فيلبي ٢:١٥، ‹يضيئون كأنوار في العالم،› اذ يدعون الآخرين ان ‹يأتوا ويأخذوا ماء حياة مجانا›؟ — رؤيا ٢٢:١٧.
١١ ما هو موقف العالم المسيحي في ما يتعلق بالنور الروحي؟
١١ هل يفعل العالم المسيحي ذلك؟ ان العالم المسيحي، بأديانه المقسِّمة، لا يضيء بالتأكيد كنور. وفي الواقع، ان رجال الدين هم كالقادة الدينيين في زمن يسوع. فهم لا يعكسون النور الحقيقي من اللّٰه والمسيح. ومنذ ثلاث وثلاثين سنة، قالت مجلة اللاهوت اليوم: «يجب الاعتراف بأسف ان هذا النور لا يضيء في الكنيسة بتألق قوي. . . . فقد اتَّجهت الكنيسة الى الصيرورة اكثر فأكثر كالمجتمعات المحيطة بها. وهي ليست نورا للعالم بقدر ما هي عاكسة لأنوار تضيء في العالم نفسه.» وحالة العالم المسيحي اليوم هي اسوأ ايضا. وما يدعى النور الذي تعكسه من العالم هو في الحقيقة ظلمة لأن هذا هو كل ما لدى الشيطان وعالمه ليقدِّموه. كلا، لا يوجد نور حقٍّ آتٍ من اديان العالم المسيحي المتضاربة والعالمية تماما.
١٢ مَن يؤلفون الهيئة الحقيقية الحاملة للنور اليوم؟
١٢ يمكن القول بثقة ان مجتمع العالم الجديد لشهود يهوه هو الهيئة الحقيقية الحاملة للنور اليوم. وباتحاد، فإن جميع اعضائها — الرجال، النساء، والاحداث على السواء — يَدَعون نورهم من يهوه والمسيح يضيء قدَّام الجنس البشري بأجمعه. وفي السنة الماضية، في نحو ٠٠٠,٧٠ جماعة لشهود يهوه حول العالم كله، كان هنالك اكثر من اربعة ملايين حامل للنور يخبرون الآخرين بنشاط عن اللّٰه ومقاصده. وكل سنة الآن، نرى تجميعا هائلا مستمرا للناس الذين يريدون ايضا ان يكونوا منوَّرين روحيا. ويعتمد مئات الآلاف بعد درس الكتاب المقدس والمجيء الى معرفة الحق الدقيقة. حقا، إن مشيئة اللّٰه هي «ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون.» — ١ تيموثاوس ٢:٤.
١٣ بماذا يمكن ان نقارن النور الآتي من يهوه؟
١٣ يمكن ان نقارن الاستنارة الآتية الآن من يهوه بما حدث عندما ترك شعب اللّٰه في الازمنة القديمة مصر: «كان (يهوه) يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلا في عمود نار ليضيء لهم. لكي يمشوا نهارا وليلا.» (خروج ١٣:٢١، ٢٢) فالسحاب نهارا والنار ليلا من اللّٰه كانا دليلَين يُعتمد عليهما. وكان يُعتمد عليهما كالشمس التي خلقها اللّٰه لتزوِّدنا بساعات نور النهار. وكذلك ايضا يمكننا ان نعتمد على يهوه ليستمر في انارة الطريق روحيا لطالبي الحق في هذه الايام الاخيرة الشريرة. تؤكد لنا الامثال ٤:١٨: «سبيل الصديقين . . . كنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل.»
عكس نور الملكوت
١٤ ماذا يجب ان يكون القصد الرئيسي لحَمَلة النور؟
١٤ اذ يكون يهوه مصدر الاستنارة، والمسيح العاكس الرئيسي لهذا النور، يجب على أتباع يسوع ان يعكسوه ايضا. قال عنهم: «انتم نور العالم. . . . فليضئ نوركم . . . قدام الناس لكي يرَوا اعمالكم الحسنة ويمجِّدوا اباكم الذي في السموات.» (متى ٥:١٤، ١٦) وماذا كان المحور الرئيسي لهذا النور الذي يجب على أتباعه ان يجعلوه يضيء قدَّام الجنس البشري؟ ماذا كان يجب ان يعلِّموا في ذروة تاريخ العالم هذه؟ لم يقل يسوع ان أتباعه كانوا سيكرزون بالديمقراطية، الديكتاتورية، اتحاد الكنيسة والدولة، او ايّ ايديولوجيا عالمية اخرى. وعوضا عن ذلك، في متى ٢٤:١٤ انبأ مسبقا بأنه في وجه المقاومة العالمية «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» وهكذا فإن حَمَلة النور اليوم يخبرون الآخرين عن ملكوت اللّٰه، الذي سينهي عالم الشيطان ويأتي بالعالم الجديد البار. — ١ بطرس ٢:٩.
١٥ الى اين سيلتفت اولئك الذين يريدون النور؟
١٥ ان اولئك الذين يحبون النور لن ينحرفوا عن وجهتهم بسبب ادعاءات هذا العالم وأهدافه. فكل هذه الادعاءات والاهداف ستتلاشى سريعا، اذ ان هذا العالم يقترب من نهايته. وعوضا عن ذلك، سيلتفت محبو البر الى البشارة التي يعلنها اولئك الذين يَدَعون نور ملكوت اللّٰه يضيء الى زوايا الارض البعيدة. هؤلاء هم الذين أُنبئ عنهم مسبقا في الرؤيا ٧:٩، ١٠، التي تقول: «نظرت واذا جمع كثير لم يستطِع احد ان يعدّه من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش [عرش اللّٰه] وأمام الخروف [المسيح] . . . وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف.» ويقول العدد ١٤: «هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة.» اجل، انهم ينجون من نهاية هذا العالم الى العالم الجديد الذي لا نهاية له في ظل ملكوت اللّٰه.
العالم الجديد المنوَّر
١٦ ماذا سيحدث لعالم الشيطان في الضيقة العظيمة؟
١٦ سيُغمر العالم الجديد بنور الحق المشرق. وفي الواقع، تأملوا في ما ستكون عليه الحالة في اليوم الذي يلي انهاء اللّٰه نظام الاشياء هذا. فسيولّي الشيطان، ابالسته، وأنظمته السياسية، التجارية، والدينية — كل واحد منهم! ووسائل دعاية الشيطان بكاملها ستولّي ايضا. وهكذا، بعد الضيقة العظيمة، لن تُطبع ابدا مرة اخرى صحيفة، مجلة، كتاب، كراسة، او نشرة واحدة تؤيد هذا العالم الشرير. ولن تكون هنالك اية تأثيرات مفسدة تُذاع من محطات التلفزيون او الراديو العالمية. فكامل بيئة عالم الشيطان السامة ستُزال بضربة قوية واحدة! — متى ٢٤:٢١؛ رؤيا ٧:١٤؛ ١٦:١٤-١٦؛ ١٩:١١-٢١.
١٧، ١٨ كيف تصِفون البيئة الروحية بعد نهاية عالم الشيطان؟
١٧ يا لها من راحة عظيمة! ومن ذلك اليوم فصاعدا، سيؤثر في الجنس البشري النور الروحي المفيد والرفيع فقط الآتي من يهوه وملكوته. تنبئ مسبقا اشعياء ٥٤:١٣، عج: «كل بنيك يكونون اشخاصا متعلمين من يهوه، وسلام بنيك يكون كثيرا.» واذ يسود حكم اللّٰه كامل الارض فإن وعده هو، كما تقول اشعياء ٢٦:٩، «يتعلَّم سكان المسكونة (البر).»
١٨ وبسرعة، ستتغير كامل البيئة الفكرية والروحية الى الافضل. والحالة السائدة ستكون امورا بناءة عوضا عن الامور المحزنة والفاسدة الواسعة الانتشار الآن الى حد بعيد. وكل حي آنذاك سيتعلَّم الحق عن اللّٰه ومقاصده. وبالمعنى الاكمل، ستتم نبوة اشعياء ١١:٩، التي تقول: «الارض تمتلئ من معرفة (يهوه) كما تغطي المياه البحر.»
من الملحّ ان نتبع النور
١٩، ٢٠ لماذا يلزم اولئك الذين يريدون ان يتبعوا النور ان يحترزوا؟
١٩ والآن، في السنوات الاخيرة للنظام الشرير هذا، من الملحّ ان نتبع نور العالم. ويلزمنا ان نحترز، لأن هنالك حربا شديدة تُشَن لمنعنا من السلوك في النور. وهذه المقاومة تأتي من قوى الظلمة — من الشيطان، ابالسته، وهيئته الارضية. ولهذا السبب يحذِّر الرسول بطرس: «اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا مَن يبتلعه هو.» — ١ بطرس ٥:٨.
٢٠ سيضع الشيطان كل العراقيل في طريق اولئك الذين يعثرون على النور، لانه يريد ان يحملهم على البقاء في الظلمة. فقد يكون ذلك ضغطا من الاقرباء او الاصدقاء السابقين الذين يقاومون الحق. وقد يكون شكوكا في الكتاب المقدس بسبب كون المرء معمًى بتعاليم الدين الباطل او بدعاية الملحدين واللاأدريين العديمي الايمان. وقد يكون ميول المرء الخاطئة التي تجعل من الصعب العيش وفقا للمطالب الالهية.
٢١ اي اجراء يجب ان يتخذه جميع الذين يريدون ان يعيشوا في عالم اللّٰه الجديد؟
٢١ مهما كانت العراقيل، فهل تريدون ان تتمتعوا بالحياة في عالم جديد خالٍ من الفقر، الجريمة، الظلم، والحرب؟ هل تريدون ان تتمتعوا بصحة كاملة وحياة ابدية على ارض فردوسية؟ اذًا اقبلوا واتبعوا يسوع بصفته نور العالم وأَصغوا الى رسالة اولئك الذين يتمسكون «بكلمة الحياة» والذين ‹يضيئون كأنوار في العالم.› — فيلبي ٢:١٥، ١٦.
-