مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اتبعوا نور العالم
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • اتبعوا نور العالم

      ‏«مَن يتبعني .‏ .‏ .‏ يكون له نور الحياة.‏» —‏ يوحنا ٨:‏١٢‏.‏

      ١ الى اي حد حيوي هو النور؟‏

      ماذا كنا سنفعل دون نور؟‏ تصوَّروا انكم تستيقظون كل يوم من ايام السنة الى ٢٤ ساعة من الظلمة.‏ وتصوَّروا عالما دون لون،‏ لأنه دون نور لا يوجد لون.‏ وفي الواقع،‏ لو لم يكن النور موجودا،‏ لما وُجدنا نحن!‏ ولِمَ لا؟‏ لأنه في عملية التخليق الضوئي،‏ تستعمل النباتات الخضراء النور لصنع الطعام الذي نأكله —‏ الحبوب،‏ الخُضَر،‏ والفواكه.‏ صحيح اننا نأكل احيانا لحوم الحيوانات.‏ ولكنَّ هذه الحيوانات اكلت النباتات او حيواناتٍ اخرى اقتاتت النباتات.‏ وهكذا فإن حياتنا الجسدية تعتمد كليا على النور.‏

      ٢ اية مصادر قوية للنور هنالك،‏ وماذا يخبرنا ذلك عن يهوه؟‏

      ٢ يأتي نورنا من الشمس،‏ التي هي نجم.‏ وفي حين ان شمسنا تطلق مقدارا هائلا من النور،‏ فهي مع ذلك مجرد نجم متوسط الحجم.‏ وهنالك نجوم كثيرة اكبر بكثير.‏ ومجموعة النجوم التي نعيش فيها،‏ مجرَّة درب التَّبانة،‏ تحتوي على اكثر من مئة بليون نجم.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ هنالك بلايين لا تحصى من المجرّات في الكون.‏ فيا للعدد الهائل من النجوم!‏ ويا لكميات النور الضخمة التي تنبعث منها!‏ ويا ليهوه من مصدر قوي للنور اذ خلق هذه كلها!‏ تعلن اشعياء ٤٠:‏٢٦‏:‏ «ارفعوا الى العلاء عيونكم وانظروا مَن خلق هذه.‏ مَن الذي يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء.‏ لكثرة (‏الطاقة الدينامية)‏ وكونه شديد القدرة لا يُفقَد احد.‏»‏

      نوع آخر من النور

      ٣ الى اي حد مهم هو النور الروحي من يهوه؟‏

      ٣ يهوه هو ايضا مصدر نوع آخر من النور،‏ نور يمكِّننا من امتلاك رؤية روحية،‏ استنارة روحية.‏ ويعرِّف احد القواميس الكلمة «ينوِّر» بهذه الطريقة:‏ «يزوِّد معرفة لِـ‍:‏ يرشد؛‏ يعطي بصيرة روحية لِـ‍.‏» ويعرِّف الكلمة «منوَّر» بأنها:‏ «محرَّر من الجهل والمعلومات الخاطئة.‏» وتزوَّد الاستنارة الروحية من يهوه بالمعرفة الدقيقة من كلمته،‏ الكتاب المقدس.‏ وهذا ما يمكِّننا من معرفة مَن هو اللّٰه وما هي مقاصده.‏ «اللّٰه الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد اللّٰه في وجه يسوع المسيح.‏» (‏٢ كورنثوس ٤:‏٦‏)‏ وهكذا فإن الحقائق في كلمة اللّٰه تحرِّرنا من الجهل والمعلومات الخاطئة.‏ قال يسوع:‏ «تعرفون الحق والحق يحرِّركم.‏» —‏ يوحنا ٨:‏٣٢‏.‏

      ٤،‏ ٥ كيف تخدم المعرفة عن يهوه كنور في حياتنا؟‏

      ٤ يهوه،‏ مصدر الاستنارة الروحية الحقيقية،‏ هو «كامل (‏المعرفة)‏.‏» (‏ايوب ٣٧:‏١٦‏)‏ وأيضا،‏ يعلن المزمور ١١٩:‏١٠٥ عن اللّٰه:‏ «سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي.‏» وهكذا يمكنه ليس فقط ان يضيء روحيا الخطوة التالية في حياتنا،‏ بل ايضا الطريق امامنا.‏ وبدون ذلك ستكون الحياة كقيادة سيارة على طول طريق جبلي متعرِّج في ليلة مظلمة دون انوار في السيارة او في ايّ مكان آخر.‏ فالنور الروحي من اللّٰه يمكن ان يُقارَن بالنور الذي تزوِّده مصابيح السيارة الامامية.‏ والنور يضيء الطريق لكي نتمكَّن من ان نرى بدقة الى اين نذهب.‏

      ٥ ان النبوة في اشعياء ٢:‏٢-‏٥ تظهر ان اللّٰه في زمننا يجمع من كل الامم شعبا يريدون الاستنارة الروحية ليتمكَّنوا من تعلم وممارسة العبادة الحقَّة.‏ يقول العدد ٣‏:‏ «يعلِّمنا من طرقه ونسلك في سبله.‏» والعدد ٥ يدعو طالبي الحق:‏ «هلمَّ فنسلك في نور (‏يهوه)‏.‏»‏

      ٦ الى اين سيقودنا اخيرا النور من يهوه؟‏

      ٦ اذًا،‏ يهوه هو مصدر نوعَين من النور الحيوي للحياة:‏ المادي والروحي.‏ النور المادي يساعد اجسادنا المادية على البقاء حية الآن،‏ ربما ٧٠ او ٨٠ سنة او نحو ذلك.‏ أما النور الروحي فيقود الى حياة ابدية على ارض فردوسية.‏ وكما قال يسوع في الصلاة الى اللّٰه:‏ «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      العالم في ظلمة روحية

      ٧ لماذا نحتاج الى الاستنارة الروحية الآن اكثر من اي وقت مضى؟‏

      ٧ واليوم نحتاج الى النور الروحي اكثر من ايّ وقت مضى.‏ والنبوات مثل متى الاصحاح ٢٤ و ٢ تيموثاوس الاصحاح ٣ تُظهر اننا قريبون من نهاية نظام الاشياء هذا.‏ فقد انبأت هذه النبوات وغيرها بالامور المروِّعة التي تحدث في زمننا،‏ جاعلة ايانا ندرك اننا «في الايام الاخيرة.‏» ووفقا لنبوات كهذه،‏ شهد هذا القرن كارثة بعد اخرى.‏ فالجريمة والعنف قد ازدادا بنسب مخيفة.‏ والحروب انهت حياة اكثر من مئة مليون شخص.‏ والامراض،‏ كالأيدز المروِّع،‏ تتفشى بين الملايين،‏ اذ مات حتى الآن اكثر من ٠٠٠‏,١٦٠ من الأيدز في الولايات المتحدة وحدها.‏ والحياة العائلية تتفكك ويُنظر الى الآداب الجنسية بأنها عتيقة الطراز.‏

      ٨ اية حالة تواجه الجنس البشري الآن،‏ ولماذا؟‏

      ٨ قال الامين العام السابق للامم المتحدة هاڤيير پيريز دي كويار:‏ «ان وضع العالم يقدِّم دليلا شاملا على ان الفقر [يُضعف] تماسك المجتمعات.‏» وذكر:‏ «ان اكثر من بليون شخص يعيشون الآن في فقر تام» وان «ذلك غذَّى الزَّخم المؤدي الى النزاع العنيف.‏» وهذه «البلايا المهلكة،‏» قال،‏ «تتحدى المعالجات التي يمكن ان تقدِّمها الحكومات.‏» وأكَّد رئيس منظمة ذات نفوذ:‏ «ان المشكلة الرئيسية التي تواجه المجتمع هي انه صار من الصعب السيطرة عليه.‏» وما أصحَّ كلمات المزمور ١٤٦:‏٣‏:‏ «لا تتَّكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏»‏

      ٩ مَن هم المسؤولون اكثر عن الظلمة التي يغرق فيها الجنس البشري،‏ ومَن يستطيع ان يخلِّصنا من هذا التأثير؟‏

      ٩ ان الحالة اليوم هي تماما كما انبأت مسبقا اشعياء ٦٠:‏٢‏:‏ «ها هي الظلمة تغطي الارض والظلام الدامس الامم.‏» وهذه الظلمة التي تغطي الغالبية العظمى من سكان الارض ناجمة عن عدم قبولهم النور الروحي من يهوه.‏ والسبب الرئيسي للظلمة الروحية هو الشيطان ابليس وأبالسته،‏ الاعداء الرئيسيون لاله النور.‏ انهم «ولاة العالم على (‏هذه الظلمة)‏.‏» (‏افسس ٦:‏١٢‏)‏ وكما تقول ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏،‏ ان ابليس هو «اله هذا الدهر،‏» الذي «اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة اللّٰه.‏» وما من حكم بشري يستطيع ان يخلِّص العالم من تأثير الشيطان.‏ فاللّٰه وحده يستطيع ذلك.‏

      ‏‹نور عظيم›‏

      ١٠ كيف انبأ اشعياء مسبقا بأن النور سيشعُّ في يومنا على الجنس البشري؟‏

      ١٠ ومع ذلك،‏ فيما تغطي الظلمة الدامسة معظم الجنس البشري،‏ انبأت ايضا كلمة اللّٰه في اشعياء ٦٠:‏٢،‏ ٣‏:‏ «عليكِ .‏ .‏ .‏ يشرق الرب ومجده عليكِ يُرى.‏ فتسير الامم في نوركِ.‏» وينسجم ذلك مع النبوة في اشعياء الاصحاح ٢‏،‏ التي وعدت بأن عبادة يهوه الحقَّة المنوَّرة ستتأسس في الايام الاخيرة هذه وأنه،‏ كما يقول العددان ٢ و ٣‏،‏ ‹تجري اليها كل الامم.‏ وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلمَّ نصعد الى جبل الرب،‏› اي الى عبادته الحقَّة المرفَّعة.‏ وهكذا على الرغم من ان العالم يسيطر عليه الشيطان،‏ فإن النور من اللّٰه يشعُّ ويحرِّر جموعا غفيرة من الظلمة.‏

      ١١ مَن كان سيصير الاكثر شهرة في عكس نور يهوه،‏ وكيف حدَّد سمعان هويته؟‏

      ١١ والنبوة في اشعياء ٩:‏٢ انبأت مسبقا بأن اللّٰه سيرسل شخصا الى العالم ليعكس نوره.‏ تذكر:‏ «الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما.‏ الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.‏» وهذا ‹النور العظيم› هو الناطق بلسان يهوه،‏ يسوع المسيح.‏ قال يسوع:‏ «انا هو نور العالم.‏ مَن يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة.‏» (‏يوحنا ٨:‏١٢‏)‏ كان البعض يعرفون ذلك حتى عندما كان يسوع صبيا.‏ تقول لوقا ٢:‏٢٥ ان رجلا اسمه سمعان كان «بارا تقيا» وان «الروح القدس كان عليه.‏» وعندما ابصر سمعان الصبي يسوع،‏ قال في الصلاة الى اللّٰه:‏ «ان عينيَّ قد ابصرتا خلاصك الذي اعددته قدَّام وجه جميع الشعوب.‏ (‏نورا لنزع النقاب عن)‏ الامم.‏» —‏ لوقا ٢:‏٣٠-‏٣٢‏.‏

      ١٢ متى وكيف ابتدأ يسوع بنزع نقاب الظلمة الذي يغطي الشعب؟‏

      ١٢ ابتدأ يسوع بنزع نقاب الظلمة عن الجنس البشري بُعَيد معموديته.‏ ومتى ٤:‏١٢-‏١٦ تخبرنا ان ذلك تمَّم اشعياء ٩:‏١،‏ ٢‏،‏ التي تكلمت عن ‹النور العظيم› الذي يبتدئ يشرق على الشعب السالك في الظلمة الروحية.‏ وتقول متى ٤:‏١٧‏:‏ «من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات.‏» فبالكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه،‏ نوَّر يسوع الشعب في ما يتعلق بمقاصد اللّٰه.‏ لقد «انار الحياة (‏وعدم الفساد)‏ بواسطة الانجيل.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏١٠‏.‏

      ١٣ كيف وصف يسوع نفسه،‏ ولماذا كان يمكنه ان يفعل ذلك بيقين كهذا؟‏

      ١٣ عكس يسوع نور اللّٰه بأمانة.‏ قال:‏ «انا قد جئت نورا الى العالم حتى كل مَن يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.‏ .‏ .‏ .‏ لم اتكلَّم من نفسي لكنَّ الآب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول وبماذا اتكلَّم.‏ وأنا اعلم ان وصيته هي حياة ابدية.‏» —‏ يوحنا ١٢:‏٤٤-‏٥٠‏.‏

      ‏«فيه كانت الحياة»‏

      ١٤ كيف تتحدَّد هوية يسوع في يوحنا ١:‏١،‏ ٢‏؟‏

      ١٤ اجل،‏ ارسل يهوه ابنه الى الارض ليكون نورا يُري الناس الطريق الى الحياة الابدية.‏ لاحظوا كيف يجري اظهار ذلك في يوحنا ١:‏١-‏١٦‏.‏ يقول العددان ١ و ٢‏:‏ «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند اللّٰه وكان الكلمة (‏الها)‏.‏ هذا كان في البدء عند اللّٰه.‏» هنا يدعو يوحنا يسوعَ قبل بشريته باللقب «كلمة.‏» وهذا يحدِّد العمل الذي انجزه بصفته الناطق بلسان يهوه اللّٰه.‏ وعندما يذكر يوحنا انه «في البدء كان الكلمة،‏» يعني ان الكلمة كان بداءة اعمال يهوه الخلقية،‏ «بداءة خليقة اللّٰه.‏» (‏رؤيا ٣:‏١٤‏)‏ ومركزه المتفوق بين خلائق اللّٰه يقدِّم اساسا حقيقيا لتسميته «(‏الها)‏،‏» شخصا قديرا.‏ وتدعوه اشعياء ٩:‏٦ «الها قديرا،‏» مع انه ليس اللّٰه القادر على كل شيء.‏

      ١٥ اية معلومات اضافية تعطينا يوحنا ١:‏٣-‏٥ عن يسوع؟‏

      ١٥ تذكر يوحنا ١:‏٣‏:‏ «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان.‏» وتقول كولوسي ١:‏١٦ انه «فيه خُلق الكل ما في السموات وما على الارض.‏» وتقول يوحنا ١:‏٤ انه «فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس.‏» اذًا،‏ بواسطة الكلمة،‏ خُلقت كل اشكال الحياة الاخرى؛‏ وأيضا بواسطة ابنه،‏ يجعل اللّٰه ممكنا للجنس البشري الخاطئ المائت ان ينال الحياة الابدية.‏ وبالتأكيد،‏ ان يسوع هو القدير الذي تدعوه اشعياء ٩:‏٢ «نورا عظيما.‏» وتقول يوحنا ١:‏٥‏:‏ «النور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه.‏» ان النور يمثِّل الحق والبر،‏ بالتباين مع الظلمة،‏ التي تمثِّل الخطأ والاثم.‏ وهكذا يُظهر يوحنا ان الظلمة لن تغلب النور.‏

      ١٦ كيف اشار يوحنا المعمدان الى مجال عمل يسوع؟‏

      ١٦ يذكر يوحنا الآن في الاعداد ٦ الى ٩‏:‏ «كان انسان مرسل من اللّٰه اسمه يوحنا [المعمدان].‏ هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته.‏ لم يكن هو [يوحنا] النور بل ليشهد للنور [يسوع].‏ كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم.‏» لقد اشار يوحنا الى المسيَّا الآتي ووجَّه أتباعه اليه.‏ وعلى مر الوقت،‏ كان كل انواع الناس سيُمنحون الفرصة لقبول النور.‏ لذلك لم يأتِ يسوع لفائدة اليهود فقط وانما لفائدة كل الجنس البشري —‏ الاغنياء او الفقراء،‏ بصرف النظر عن العرق.‏

      ١٧ ماذا تقول لنا يوحنا ١:‏١٠،‏ ١١ عن حالة اليهود الروحية في زمن يسوع؟‏

      ١٧ يتابع العددان ١٠ و ١١‏:‏ «كان في العالم وكُوِّن العالم به ولم يعرفه العالم.‏ الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله.‏» ان يسوع،‏ في وجوده السابق لبشريته،‏ كان الشخص الذي بواسطته خُلق عالم الجنس البشري.‏ ولكن عندما كان على الارض،‏ رفضه معظم شعبه الخاص،‏ اليهود.‏ فهم لم يريدوا ان يُشهَّر شرُّهم ورياؤهم.‏ وفضَّلوا الظلمة على النور.‏

      ١٨ كيف تظهر يوحنا ١:‏١٢،‏ ١٣ انه يمكن ان يصير البعض اولاد اللّٰه بميراث خصوصي؟‏

      ١٨ يقول يوحنا في العددين ١٢ و ١٣‏:‏ «وأمَّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد اللّٰه اي المؤمنون باسمه.‏ الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من اللّٰه.‏» يُظهر هذان العددان ان أتباع يسوع لم يكونوا في اول الامر ابناء اللّٰه.‏ فقبل مجيء المسيح الى الارض،‏ لم تكن مثل هذه البُنُوَّة ولا الرجاء السماوي مُتاحَين للبشر.‏ وانما باستحقاق ذبيحة المسيح الفدائية التي مارسوا الايمان بها،‏ جرى تبنِّي بعض البشر فتمكَّنوا من حيازة رجاء الحياة كملوك مع المسيح في ملكوت اللّٰه السماوي.‏

      ١٩ لماذا يسوع هو في الوضع الافضل ليعكس نور اللّٰه كما يظهر في يوحنا ١:‏١٤‏؟‏

      ١٩ يناقش العدد ١٤ على نحو منطقي:‏ «والكلمة صار جسدا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب.‏» فعلى الارض،‏ عكس يسوع مجد اللّٰه كما يمكن ان يعكسه ابن اللّٰه البكر فقط.‏ وهكذا،‏ بطريقة فريدة،‏ كان مؤهَّلا على افضل وجه لإعلان اللّٰه ومقاصده للناس.‏

      ٢٠ كما هو مسجَّل في يوحنا ١:‏١٥‏،‏ ماذا يقول يوحنا المعمدان عن يسوع؟‏

      ٢٠ ثم يكتب الرسول يوحنا في العدد ١٥‏:‏ «يوحنا [المعمدان] شهِد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه ان الذي يأتي بعدي صار قدَّامي لأنه كان قبلي.‏» وُلد يوحنا المعمدان قبل ولادة يسوع كانسان بنحو ستة اشهر.‏ لكنَّ يسوع صنع اعمالا اكثر بكثير من يوحنا بحيث صار قدام يوحنا من كل ناحية.‏ واعترف يوحنا بأن يسوع كان موجودا قبله،‏ اذ ان ليسوع وجودا سابقا لبشريته.‏

      عطايا من يهوه

      ٢١ لماذا تقول يوحنا ١:‏١٦ اننا أَخَذْنا «(‏لطفا غير مستحق فوق لطف غير مستحق)‏»؟‏

      ٢١ تناقش يوحنا ١:‏١٦ على نحو منطقي:‏ «من مِلْئه نحن جميعا أَخَذْنا.‏ و (‏لطفا غير مستحق فوق لطف غير مستحق)‏.‏» فعلى الرغم من ان البشر مولودون في الخطية لأنهم ورثوها عن آدم،‏ ينوي يهوه ان يدمِّر هذا النظام الشرير،‏ ينجِّي الملايين الى العالم الجديد،‏ يقيم الاموات،‏ ويزيل الخطية والموت،‏ مما يؤدي الى حياة ابدية على ارض فردوسية.‏ وكل هذه البركات هي غير مستحقة وغير مكتسبة من البشر الخطاة.‏ فهي عطايا من يهوه بواسطة المسيح.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ماذا تجعله عطية اللّٰه العظمى ممكنا؟‏ (‏ب)‏ اية دعوة توجَّه الينا في السفر الاخير من الكتاب المقدس؟‏

      ٢٢ وما هي العطية العظمى التي تجعل كل ذلك ممكنا؟‏ «احبَّ اللّٰه العالم [الجنس البشري] حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وهكذا فإن المعرفة الدقيقة عن اللّٰه وابنه،‏ «الوكيل الرئيسي للحياة،‏» حيوية لاولئك الذين يريدون النور الروحي والحياة الابدية.‏ (‏اعمال ٣:‏١٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولهذا السبب يوجِّه السفر الاخير للكتاب المقدس الدعوة التالية الى كل الذين يحبون الحق ويريدون الحياة:‏ «تعال.‏ ومَن يسمع فليقل تعال.‏ ومَن يعطش فليأتِ.‏ ومَن يُرد فليأخذ ماء حياة مجانا.‏» —‏ رؤيا ٢٢:‏١٧‏.‏

      ٢٣ ماذا سيفعل المشبهون بالخراف عندما يأتون الى النور؟‏

      ٢٣ لن يأتي الناس المتواضعون والمشبهون بالخراف الى نور العالم فقط بل سيتبعون هذا النور:‏ «الخراف تتبعه لانها تعرف [رنة الحق في] صوته.‏» (‏يوحنا ١٠:‏٤‏)‏ وهم في الواقع يبتهجون ‹باتِّباع خطواته بدقة› لأنهم يعرفون ان ذلك سيعني الحياة الابدية لهم.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏،‏ ع‌ج‏.‏

  • مَن يتبعون نور العالم؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٣ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • مَن يتبعون نور العالم؟‏

      ‏«تضيئون .‏ .‏ .‏ كأنوار في العالم.‏» —‏ فيلبي ٢:‏١٥‏.‏

      ١ ماذا يقول الكتاب المقدس عن الانوار الدينية الزائفة؟‏

      يح‍دِّد الكتاب المقدس بوضوح هوية يسوع بصفته «نورا عظيما،‏» «نور العالم.‏» (‏اشعياء ٩:‏٢؛‏ يوحنا ٨:‏١٢‏)‏ لكنَّ قليلين نسبيا تبعوه عندما كان على الارض.‏ فالاغلبية اختارت ان تتبع انوارا زائفة كانت في الحقيقة حَمَلة للظلمة.‏ وعن هؤلاء تقول كلمة اللّٰه:‏ «مثل هؤلاء هم رسل كذبة فَعَلَة ماكرون مغيِّرون شكلهم الى شبه رسل المسيح.‏ ولا عجب.‏ لأن الشيطان نفسه يغيِّر شكله الى شبه ملاك نور.‏ فليس عظيما إن كان خدامه ايضا يغيِّرون شكلهم كخدام للبر.‏ الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم.‏» —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ٢ ماذا قال يسوع انه سيكون الاساس لدينونة الناس؟‏

      ٢ وهكذا لا يريد جميع الناس النور،‏ على الرغم من روعته.‏ قال يسوع:‏ «هذه هي الدينونة إن النور قد جاء الى العالم وأحب الناس الظلمة اكثر من النور لأن اعمالهم كانت شريرة.‏ لأن كل من يعمل السيآ‌ت يبغض النور ولا يأتي الى النور لئلا تُوبَّخ اعماله.‏» —‏ يوحنا ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      محبو الظلمة

      ٣،‏ ٤ كيف اظهر القادة الدينيون في زمن يسوع انهم لا يريدون ان يتبعوا النور؟‏

      ٣ تأملوا كيف كانت هذه هي الحالة عندما كان يسوع على الارض.‏ فاللّٰه كان قد منح السلطة ليسوع كي ينجز عجائب مثيرة كطريقة للاثبات انه المسيَّا.‏ مثلا،‏ في يوم سبت،‏ ردّ البصر الى انسان وُلد اعمى.‏ ويا له من عمل بديع للرحمة!‏ وكم كان الرجل مقدِّرا!‏ فقد استطاع ان يبصر للمرة الاولى!‏ ولكن ماذا كان ردّ فعل القادة الدينيين؟‏ تروي يوحنا ٩:‏١٦‏:‏ «قال قوم من الفريسيين [عن يسوع] هذا الانسان ليس من اللّٰه لأنه لا يحفظ السبت.‏» فكم كانت قلوبهم فاسدة!‏ هنا حدث شفاء رائع،‏ ولكن عوض التعبير عن الفرح من اجل الانسان الاعمى سابقا،‏ وعن التقدير للشافي،‏ دانوا يسوع!‏ وبفعلهم ذلك،‏ اخطأوا دون شك الى الاعراب الواضح عن روح اللّٰه القدوس،‏ خطية لا تغتفر.‏ —‏ متى ١٢:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

      ٤ ولاحقا،‏ عندما سأل اولئك المراؤون الانسان الاعمى سابقا عن يسوع،‏ قال الانسان:‏ «إن في هذا عجبا انكم لستم تعلمون مِن اين هو [يسوع] وقد فتح عينيَّ.‏ ونعلم ان اللّٰه لا يسمع للخطاة.‏ ولكن إن كان احد يتقي اللّٰه ويفعل مشيئته فلهذا يسمع.‏ منذ الدهر لم يُسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى.‏ لو لم يكن هذا [يسوع] من اللّٰه لم يقدر ان يفعل شيئا.‏» فكيف تجاوب القادة الدينيون؟‏ «اجابوا وقالوا له في الخطايا وُلدتَ انت بجملتك وأنت تعلِّمنا.‏ فأخرجوه خارجا.‏» كم تنقصهم الرأفة!‏ لقد كانوا متحجِّري القلوب.‏ ولذلك قال لهم يسوع انه فيما يمكنهم ان يروا بعيونهم المادية،‏ كانوا عميانا روحيا.‏ —‏ يوحنا ٩:‏٣٠-‏٤١‏.‏

      ٥،‏ ٦ ماذا فعل القادة الدينيون في القرن الاول مما يظهر انهم يحبون الظلمة؟‏

      ٥ أما ان اولئك المرائين الدينيين كانوا يخطئون الى روح اللّٰه فيُرى بسهولة في مناسبة اخرى عندما اقام يسوع لعازر من الاموات.‏ وبسبب هذه العجيبة آمن كثيرون من عامة الشعب بيسوع.‏ ولكن لاحظوا ماذا فعل القادة الدينيون.‏ «جمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا وقالوا ماذا نصنع فإن هذا الانسان يعمل آيات كثيرة.‏ إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا.‏» (‏يوحنا ١١:‏٤٧،‏ ٤٨‏)‏ لقد كانوا قلقين على مراكزهم وشهرتهم.‏ ومهما كلَّف الامر،‏ ارادوا ان يرضوا الرومان،‏ لا اللّٰه.‏ فماذا فعلوا؟‏ «من ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوا [يسوع].‏» —‏ يوحنا ١١:‏٥٣‏.‏

      ٦ هل كان ذلك كل شيء؟‏ كلا.‏ فما فعلوه بعد ذلك يُظهر كم احبوا الظلمة:‏ «تشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا.‏ لأن كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع.‏» (‏يوحنا ١٢:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فيا للشر الذي لا يصدَّق!‏ وعلى الرغم من انهم فعلوا كل ذلك لحماية مراكزهم،‏ ماذا حدث؟‏ في ذلك الجيل عينه ثاروا على الرومان،‏ الذين اتوا عليهم في السنة ٧٠ ب‌م وسلبوهم موضعهم،‏ امَّتهم،‏ وحياتهم ايضا!‏ —‏ اشعياء ٥:‏٢٠؛‏ لوقا ١٩:‏٤١-‏٤٤‏.‏

      رأفة يسوع

      ٧ لماذا كان محبو الحق يتوافدون على يسوع؟‏

      ٧ وهكذا ايضا في زمننا،‏ لا يريد الجميع الاستنارة الروحية.‏ لكنَّ الذين يحبون الحق يريدون المجيء الى النور.‏ ويريدون اللّٰه متسلطا عليهم،‏ ويلتفتون بشوق الى يسوع،‏ الذي ارسله اللّٰه لايضاح ماهية النور،‏ ويتبعونه.‏ هذا ما فعله المتواضعون عندما كان يسوع على الارض.‏ فقد توافدوا عليه.‏ وحتى الفريسيون كان يجب ان يعترفوا بذلك.‏ تذمروا قائلين:‏ «العالم قد ذهب وراءه.‏» (‏يوحنا ١٢:‏١٩‏)‏ والناس المشبهون بالخراف احبوا يسوع لأنه كان نقيض القادة الدينيين الانانيين،‏ المستكبرين،‏ والتواقين الى السلطة الذين قال عنهم يسوع:‏ «انهم يحزمون احمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على اكتاف الناس وهم لا يريدون ان يحرِّكوها بإصبعهم.‏ وكل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس.‏» —‏ متى ٢٣:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ٨ بالتباين مع المرائين الدينيين،‏ اي موقف كان ليسوع؟‏

      ٨ وبالتباين،‏ لاحظوا الموقف الرؤوف ليسوع:‏ «لما رأى الجموع تحنَّن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.‏» (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ وماذا فعل بشأن ذلك؟‏ قال لاولئك الذين استغلهم نظام الشيطان:‏ «تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا اريحكم.‏ احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني.‏ لأني وديع ومتواضع القلب.‏ فتجدوا راحة لنفوسكم.‏ لأن نيري هيِّن وحملي خفيف.‏» (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ لقد فعل يسوع ما أُنبئ به عنه مسبقا في اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢‏،‏ التي تقول:‏ «الرب مسحني لأبشر المساكين ارسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق.‏ لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لأعزي كل النائحين.‏»‏

      جمع حَمَلة النور

      ٩ اية حوادث مثيرة جرت في السنة ١٩١٤؟‏

      ٩ بعد صعوده الى السماء،‏ كان على يسوع ان ينتظر حتى يأتي الوقت ليعطيه اللّٰه سلطة الملكوت.‏ وبعد ذلك كان سيميِّز «الخراف» من «الجداء.‏» (‏متى ٢٥:‏٣١-‏٣٣؛‏ مزمور ١١٠:‏١،‏ ٢‏)‏ وحان هذا الوقت عندما ابتدأت «الايام الاخيرة» في السنة ١٩١٤.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ فابتدأ يسوع،‏ الذي مُنح السلطة كملك لملكوت اللّٰه السماوي،‏ يجمع الى يمين رضاه اولئك الذين ارادوا ان يتبعوا النور.‏ وبعد الحرب العالمية الاولى،‏ تقدَّم عمل الجمع هذا بزخم متزايد.‏

      ١٠ اي سؤال يمكن طرحه بشأن الذين يستخدمهم يسوع في عمل الجمع؟‏

      ١٠ وتحت قيادة المسيح يسوع،‏ يُكافأ عمل الجمع بنجاح كبير.‏ فلم يكن هنالك قط في التاريخ اناس كثيرون جدا من كل الامم يجتمعون معا في عبادة حقَّة منوَّرة.‏ ومَن هم اليوم الاشخاص الذين يتبعون النور الآتي من اللّٰه والمسيح؟‏ مَن يفعلون ما تقوله فيلبي ٢:‏١٥‏،‏ ‹يضيئون كأنوار في العالم،‏› اذ يدعون الآخرين ان ‹يأتوا ويأخذوا ماء حياة مجانا›؟‏ —‏ رؤيا ٢٢:‏١٧‏.‏

      ١١ ما هو موقف العالم المسيحي في ما يتعلق بالنور الروحي؟‏

      ١١ هل يفعل العالم المسيحي ذلك؟‏ ان العالم المسيحي،‏ بأديانه المقسِّمة،‏ لا يضيء بالتأكيد كنور.‏ وفي الواقع،‏ ان رجال الدين هم كالقادة الدينيين في زمن يسوع.‏ فهم لا يعكسون النور الحقيقي من اللّٰه والمسيح.‏ ومنذ ثلاث وثلاثين سنة،‏ قالت مجلة اللاهوت اليوم:‏ «يجب الاعتراف بأسف ان هذا النور لا يضيء في الكنيسة بتألق قوي.‏ .‏ .‏ .‏ فقد اتَّجهت الكنيسة الى الصيرورة اكثر فأكثر كالمجتمعات المحيطة بها.‏ وهي ليست نورا للعالم بقدر ما هي عاكسة لأنوار تضيء في العالم نفسه.‏» وحالة العالم المسيحي اليوم هي اسوأ ايضا.‏ وما يدعى النور الذي تعكسه من العالم هو في الحقيقة ظلمة لأن هذا هو كل ما لدى الشيطان وعالمه ليقدِّموه.‏ كلا،‏ لا يوجد نور حقٍّ آتٍ من اديان العالم المسيحي المتضاربة والعالمية تماما.‏

      ١٢ مَن يؤلفون الهيئة الحقيقية الحاملة للنور اليوم؟‏

      ١٢ يمكن القول بثقة ان مجتمع العالم الجديد لشهود يهوه هو الهيئة الحقيقية الحاملة للنور اليوم.‏ وباتحاد،‏ فإن جميع اعضائها —‏ الرجال،‏ النساء،‏ والاحداث على السواء —‏ يَدَعون نورهم من يهوه والمسيح يضيء قدَّام الجنس البشري بأجمعه.‏ وفي السنة الماضية،‏ في نحو ٠٠٠‏,٧٠ جماعة لشهود يهوه حول العالم كله،‏ كان هنالك اكثر من اربعة ملايين حامل للنور يخبرون الآخرين بنشاط عن اللّٰه ومقاصده.‏ وكل سنة الآن،‏ نرى تجميعا هائلا مستمرا للناس الذين يريدون ايضا ان يكونوا منوَّرين روحيا.‏ ويعتمد مئات الآلاف بعد درس الكتاب المقدس والمجيء الى معرفة الحق الدقيقة.‏ حقا،‏ إن مشيئة اللّٰه هي «ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٤‏.‏

      ١٣ بماذا يمكن ان نقارن النور الآتي من يهوه؟‏

      ١٣ يمكن ان نقارن الاستنارة الآتية الآن من يهوه بما حدث عندما ترك شعب اللّٰه في الازمنة القديمة مصر:‏ «كان (‏يهوه)‏ يسير امامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلا في عمود نار ليضيء لهم.‏ لكي يمشوا نهارا وليلا.‏» (‏خروج ١٣:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فالسحاب نهارا والنار ليلا من اللّٰه كانا دليلَين يُعتمد عليهما.‏ وكان يُعتمد عليهما كالشمس التي خلقها اللّٰه لتزوِّدنا بساعات نور النهار.‏ وكذلك ايضا يمكننا ان نعتمد على يهوه ليستمر في انارة الطريق روحيا لطالبي الحق في هذه الايام الاخيرة الشريرة.‏ تؤكد لنا الامثال ٤:‏١٨‏:‏ «سبيل الصديقين .‏ .‏ .‏ كنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل.‏»‏

      عكس نور الملكوت

      ١٤ ماذا يجب ان يكون القصد الرئيسي لحَمَلة النور؟‏

      ١٤ اذ يكون يهوه مصدر الاستنارة،‏ والمسيح العاكس الرئيسي لهذا النور،‏ يجب على أتباع يسوع ان يعكسوه ايضا.‏ قال عنهم:‏ «انتم نور العالم.‏ .‏ .‏ .‏ فليضئ نوركم .‏ .‏ .‏ قدام الناس لكي يرَوا اعمالكم الحسنة ويمجِّدوا اباكم الذي في السموات.‏» (‏متى ٥:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ وماذا كان المحور الرئيسي لهذا النور الذي يجب على أتباعه ان يجعلوه يضيء قدَّام الجنس البشري؟‏ ماذا كان يجب ان يعلِّموا في ذروة تاريخ العالم هذه؟‏ لم يقل يسوع ان أتباعه كانوا سيكرزون بالديمقراطية،‏ الديكتاتورية،‏ اتحاد الكنيسة والدولة،‏ او ايّ ايديولوجيا عالمية اخرى.‏ وعوضا عن ذلك،‏ في متى ٢٤:‏١٤ انبأ مسبقا بأنه في وجه المقاومة العالمية «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» وهكذا فإن حَمَلة النور اليوم يخبرون الآخرين عن ملكوت اللّٰه،‏ الذي سينهي عالم الشيطان ويأتي بالعالم الجديد البار.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      ١٥ الى اين سيلتفت اولئك الذين يريدون النور؟‏

      ١٥ ان اولئك الذين يحبون النور لن ينحرفوا عن وجهتهم بسبب ادعاءات هذا العالم وأهدافه.‏ فكل هذه الادعاءات والاهداف ستتلاشى سريعا،‏ اذ ان هذا العالم يقترب من نهايته.‏ وعوضا عن ذلك،‏ سيلتفت محبو البر الى البشارة التي يعلنها اولئك الذين يَدَعون نور ملكوت اللّٰه يضيء الى زوايا الارض البعيدة.‏ هؤلاء هم الذين أُنبئ عنهم مسبقا في الرؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏،‏ التي تقول:‏ «نظرت واذا جمع كثير لم يستطِع احد ان يعدّه من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش [عرش اللّٰه] وأمام الخروف [المسيح] .‏ .‏ .‏ وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف.‏» ويقول العدد ١٤‏:‏ «هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة.‏» اجل،‏ انهم ينجون من نهاية هذا العالم الى العالم الجديد الذي لا نهاية له في ظل ملكوت اللّٰه.‏

      العالم الجديد المنوَّر

      ١٦ ماذا سيحدث لعالم الشيطان في الضيقة العظيمة؟‏

      ١٦ سيُغمر العالم الجديد بنور الحق المشرق.‏ وفي الواقع،‏ تأملوا في ما ستكون عليه الحالة في اليوم الذي يلي انهاء اللّٰه نظام الاشياء هذا.‏ فسيولّي الشيطان،‏ ابالسته،‏ وأنظمته السياسية،‏ التجارية،‏ والدينية —‏ كل واحد منهم!‏ ووسائل دعاية الشيطان بكاملها ستولّي ايضا.‏ وهكذا،‏ بعد الضيقة العظيمة،‏ لن تُطبع ابدا مرة اخرى صحيفة،‏ مجلة،‏ كتاب،‏ كراسة،‏ او نشرة واحدة تؤيد هذا العالم الشرير.‏ ولن تكون هنالك اية تأثيرات مفسدة تُذاع من محطات التلفزيون او الراديو العالمية.‏ فكامل بيئة عالم الشيطان السامة ستُزال بضربة قوية واحدة!‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١؛‏ رؤيا ٧:‏١٤؛‏ ١٦:‏١٤-‏١٦؛‏ ١٩:‏١١-‏٢١‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ كيف تصِفون البيئة الروحية بعد نهاية عالم الشيطان؟‏

      ١٧ يا لها من راحة عظيمة!‏ ومن ذلك اليوم فصاعدا،‏ سيؤثر في الجنس البشري النور الروحي المفيد والرفيع فقط الآتي من يهوه وملكوته.‏ تنبئ مسبقا اشعياء ٥٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏:‏ «كل بنيك يكونون اشخاصا متعلمين من يهوه،‏ وسلام بنيك يكون كثيرا.‏» واذ يسود حكم اللّٰه كامل الارض فإن وعده هو،‏ كما تقول اشعياء ٢٦:‏٩‏،‏ «يتعلَّم سكان المسكونة (‏البر)‏.‏»‏

      ١٨ وبسرعة،‏ ستتغير كامل البيئة الفكرية والروحية الى الافضل.‏ والحالة السائدة ستكون امورا بناءة عوضا عن الامور المحزنة والفاسدة الواسعة الانتشار الآن الى حد بعيد.‏ وكل حي آنذاك سيتعلَّم الحق عن اللّٰه ومقاصده.‏ وبالمعنى الاكمل،‏ ستتم نبوة اشعياء ١١:‏٩‏،‏ التي تقول:‏ «الارض تمتلئ من معرفة (‏يهوه)‏ كما تغطي المياه البحر.‏»‏

      من الملحّ ان نتبع النور

      ١٩،‏ ٢٠ لماذا يلزم اولئك الذين يريدون ان يتبعوا النور ان يحترزوا؟‏

      ١٩ والآن،‏ في السنوات الاخيرة للنظام الشرير هذا،‏ من الملحّ ان نتبع نور العالم.‏ ويلزمنا ان نحترز،‏ لأن هنالك حربا شديدة تُشَن لمنعنا من السلوك في النور.‏ وهذه المقاومة تأتي من قوى الظلمة —‏ من الشيطان،‏ ابالسته،‏ وهيئته الارضية.‏ ولهذا السبب يحذِّر الرسول بطرس:‏ «اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا مَن يبتلعه هو.‏» —‏ ١ بطرس ٥:‏٨‏.‏

      ٢٠ سيضع الشيطان كل العراقيل في طريق اولئك الذين يعثرون على النور،‏ لانه يريد ان يحملهم على البقاء في الظلمة.‏ فقد يكون ذلك ضغطا من الاقرباء او الاصدقاء السابقين الذين يقاومون الحق.‏ وقد يكون شكوكا في الكتاب المقدس بسبب كون المرء معمًى بتعاليم الدين الباطل او بدعاية الملحدين واللاأدريين العديمي الايمان.‏ وقد يكون ميول المرء الخاطئة التي تجعل من الصعب العيش وفقا للمطالب الالهية.‏

      ٢١ اي اجراء يجب ان يتخذه جميع الذين يريدون ان يعيشوا في عالم اللّٰه الجديد؟‏

      ٢١ مهما كانت العراقيل،‏ فهل تريدون ان تتمتعوا بالحياة في عالم جديد خالٍ من الفقر،‏ الجريمة،‏ الظلم،‏ والحرب؟‏ هل تريدون ان تتمتعوا بصحة كاملة وحياة ابدية على ارض فردوسية؟‏ اذًا اقبلوا واتبعوا يسوع بصفته نور العالم وأَصغوا الى رسالة اولئك الذين يتمسكون «بكلمة الحياة» والذين ‹يضيئون كأنوار في العالم.‏› —‏ فيلبي ٢:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة