مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اصوات تطالب بالاصلاح
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | آذار (‏مارس)‏ ٢٢
    • اصوات تطالب بالاصلاح

      من مراسل استيقظ!‏ في المانيا

      قالت آنا (‏٨٠ سنة)‏ التي تعيش في المانيا:‏ «لو كنت اصغر سنا،‏ لَأنشأتُ حركة اصلاحية».‏ فسألها روبرت:‏ «ماذا كنت ستغيِّرين؟‏».‏ أجابت:‏ «كل شيء».‏

      كثيرون من الناس يوافقون آنا.‏ فقد كشف استطلاع للرأي أُجري في المانيا في اواسط تسعينات القرن الماضي ان اثنين من كل ثلاثة اشخاص مشمولين بالاستطلاع رأيا انه يلزم إحداث ‹اصلاحات شاملة وتغييرات اجتماعية كبيرة›.‏ وهذا الوضع في المانيا قد يكون مماثلا للوضع في بلدك.‏

      عندما ترتفع اصوات الناس مطالِبةً بالتغيير،‏ يبدأ السياسيون عادةً بقطع الوعود بالاصلاح.‏ وفي موضوع الاصلاح التربوي،‏ كتب فريدريك هس،‏ استاذ مساعد في التربية وعلم السياسة:‏ ‏«ليس الاصلاح في اكثر الحالات سوى جهد رمزي يُبذل لتهدئة الجماهير التي نفد صبرها».‏ فنرى العناوين الرئيسية في الصحف تعرض خططا لإجراء اصلاحات في السياسة الضريبية والرعاية الصحية والزراعة والقوانين.‏ ونسمع عن اصلاحات مقترحة في الجهاز التربوي ونظام العقوبات والخدمات الاجتماعية التي توفرها الدولة.‏a ونقرأ ايضا عن اعضاء بعض الكنائس الذين يطالبون بإجراء اصلاحات في العقائد.‏

      الاصلاح ام الابقاء على الوضع الراهن؟‏

      ماذا يدفع الناس الى المطالبة بالتغيير؟‏ يحاول الانسان دائما تحسين العالم من حوله.‏ وهو يفعل ذلك بانتخاب السياسيين،‏ بإنفاق الاموال،‏ بإصدار القوانين،‏ او بالإكراه.‏ اما سبب ذلك فهو رغبة الانسان العميقة في تحسين وضعه في الحياة،‏ تأمين مستقبل افضل لأولاده،‏ او رفع المجتمع الى مستوى يتوافق مع مفاهيمه المثالية في الرفاهة والاخلاق والعدل.‏ وما دام يوجد اشخاص يناضلون ليتحرروا من براثن الجهل والمرض والفقر والجوع،‏ سترتفع دائما اصوات تطالب بالاصلاح.‏

      في حين يتوق كثيرون الى الاصلاح،‏ يتبنى آخرون نظرة مختلفة الى الاصلاحيين وإلى ما يحاولون تحقيقه.‏ فالبعض يفضّلون الإبقاء على الوضع الراهن،‏ اي ابقاء المجتمع كما هو.‏ وهم يعتبرون الاصلاحيين اشخاصا مثاليين يريدون تغيير العالم ولكنهم بعيدون جدا عن الواقع.‏ ذكر دليل الحركات الاصلاحية الالمانية ١٨٨٠-‏١٩٣٣ (‏بالالمانية)‏ ان الاصلاحيين «كثيرا ما يتعرضون للانتقاد والسخرية ويَظهرون في الرسوم الكاريكاتورية».‏ وفي الماضي قال الكاتب المسرحي الفرنسي موليير:‏ «لا توجد حماقة اكبر من ان يرغب المرء في تحسين العالم».‏

      فما رأيك في الموضوع؟‏ هل يمكن تحسين العالم عن طريق الحركات الاصلاحية،‏ ام ان الاصلاحيين ليسوا سوى اشخاص حالمين يفتقرون الى المنطق؟‏ وماذا عن الاصلاحات التي جرت في الماضي؟‏ هل تحققت اهداف الاصلاحيين آنذاك؟‏ ستناقش المقالتان التاليتان هذه المسائل.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انسجاما مع ما تذكره استيقظ!‏ في ما يتعلق بالقصد من نشرها،‏ فإنها «تبقى دائما محايدة سياسيا».‏ والهدف من هذه المناقشة حول الاصلاح هو إطلاع قرائنا على هذه المسألة وتوجيه انتباههم الى الحل الحقيقي الوحيد الذي يسدّ حاجات البشر.‏

  • هل الحل في يد الاصلاحيين؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | آذار (‏مارس)‏ ٢٢
    • هل الحل في يد الاصلاحيين؟‏

      الغش في التجارة،‏ الانحياز في تطبيق القانون،‏ الظلم الاجتماعي،‏ الرعاية الصحية الرديئة،‏ التعليم المدرسي الضعيف المستوى،‏ ابتزاز اموال الناس باسم الدين،‏ وتدمير البيئة هي امور يتأسف معظمنا لوجودها ويشعر بالخيبة.‏ وهذه الامور نفسها تدفع الاصلاحيين الى التحرك.‏

      الاصلاحيون موجودون في كل مجتمع تقريبا،‏ وهم يشجعون على اجراء التغييرات دون الخروج على النظام والدستور.‏ وليس الاصلاحيون عموما فوضويين او ثوريين،‏ لأن معظمهم يعملون ضمن اطار القانون ولا يلجأون الى العنف.‏ ويشغل بعض الاصلاحيين مكانة بارزة في المجتمع ويأخذون المبادرة في إحداث التغيير،‏ فيما يحاول آخرون التأثير في اصحاب السلطة كي يبادر هؤلاء الى صنع التغييرات.‏

      يسعى الاصلاحيون الى حمل المجتمع على اعادة النظر في طريقة معالجته للامور.‏ وهم لا يكتفون بالاحتجاج،‏ بل يعرضون ايضا افكارا تساهم في تحسين الاوضاع.‏ ولكي يلفتوا الانتباه الى المسائل التي يودّون تحسينها،‏ يناشدون الرأي العام او يتظاهرون في الشوارع او يسعون الى الحصول على تغطية إعلامية.‏ وأحد اسوإ الامور عند الاصلاحي هو تجاهل المجتمع له.‏

      الاصلاحيون على مر العصور

      شهد التاريخ الكثير من الاصلاحات.‏ ويخبرنا الكتاب المقدس ان احد الخطباء،‏ قبل نحو ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ مدح فليكس حاكم ولاية اليهودية الرومانية بهذه الكلمات:‏ «تجري اصلاحات في هذه الامة بتدبيرك».‏ (‏اعمال ٢٤:‏٢‏)‏ وقبل فليكس بـ‍ ٥٠٠ سنة تقريبا،‏ اصدر المشرِّع اليوناني صولون قوانين اصلاحية عملت على تحسين وضع الفقراء.‏ وبذلك وضع صولون «حدا لأسوإ الشرور الناجمة عن الفقر» في اثينا القديمة،‏ كما توضح دائرة المعارف البريطانية.‏

      ويزخر تاريخ الدين بأسماء اشخاص سعوا الى الاصلاح.‏ مثلا،‏ حاول مارتن لوثر اصلاح الكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ وبمبادرته هذه مهَّد السبيل لنشوء الپروتستانتية.‏

      مجالات الاصلاح

      قد يحاول الاصلاحيون ايضا تغيير الامور العادية التي ألِفَها الناس.‏ فيروِّج بعضهم لنمط حياة مختلف كليا.‏ هكذا كانت حال حركة «اصلاح نمط الحياة Lebensreform‏» التي شهدتها المانيا في اوائل القرن العشرين.‏ فمع ازدياد توجُّه المجتمع نحو التصنيع،‏ رأى اناس كثيرون ان الحياة صارت آلية وجعلت الانسان يشعر بأنه لا اعتبار له كفرد.‏ فنادى الاصلاحيون بالعودة الى الطبيعة.‏ وركزوا على اهمية المحافظة على اللياقة البدنية والقيام بنشاطات في الهواء الطلق والاعتماد على العلاجات الطبيعية واتِّباع نظام غذائي نباتي.‏

      ويعمد اصلاحيون آخرون الى فضح المظالم ويضغطون على الحكومة لكي تقوّم الوضع.‏ ومنذ اوائل سبعينات القرن العشرين،‏ تحتج مجموعات من الناشطين البيئيين على إلحاق الضرر بالبيئة وما يساهم في تدهورها.‏ وقد تحول بعض هذه المجموعات الى منظمات عالمية.‏ ولا يكتفي الناشطون بالتظاهر والاحتجاج على الاعمال المضرة بالبيئة.‏ فهم يتقدمون ايضا باقتراحات حول كيفية معالجة الوضع.‏ وقد نجح هؤلاء في تغيير القوانين المتعلقة برمي النفايات السامة في البحر وصيد الحيتان وغيرهما.‏

      في ستينات القرن الماضي،‏ باشر المجمع الڤاتيكاني الثاني بإصلاح الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏ وفي التسعينات برز اشخاص من رعايا الكنيسة الكاثوليكية يدعون الى اجراء اصلاحات فيها.‏ وقد اقترح هؤلاء مثلا تغيير مبدإ تبتُّل رجال الدين.‏ ونجح الاصلاحيون في كنيسة انكلترا في اجراء تغيير يسمح برسم كاهنات.‏

      الاصلاح لا يؤيده الجميع

      هنالك بعض الاصلاحات التي افادت المجتمع الى حد بعيد.‏ مثلا،‏ نجد في الكتاب المقدس عددا من الامثلة لقادة وطنيين وغيرهم اجروا اصلاحات كان لها اثر جيد.‏ وبفضل جهودهم عرف الشعب نهضة روحية وانتعاشا اجتماعيا،‏ ونالوا رضى اللّٰه.‏ (‏٢ ملوك ٢٢:‏٣-‏٢٠؛‏ ٢ أخبار الايام ٣٣:‏١٤-‏١٧؛‏ نحميا الاصحاحان ٨ و ٩‏)‏ وفي الازمنة العصرية،‏ صار يشدَّد كثيرا على الحريات الاساسية والحقوق المدنية وحقوق الانسان.‏ وهذا ما ساهم كثيرا في حماية المضطهَدين والاقليات المحرومة والدفاع عنهم.‏

      ولكن كثيرا ما تنطوي الاصلاحات بعد اجرائها على مفاجآ‌ت.‏ ذكر جون و.‏ ڠاردنر،‏ احد المسؤولين الحكوميين في القرن العشرين:‏ «من مفارقات التاريخ انه غالبا ما يخطئ الاصلاحيون في تقدير عواقب اصلاحاتهم».‏ وإليك بعض الامثلة.‏

      ابتداء من اوائل ثمانينات القرن العشرين،‏ اطلقت المجموعة الاوروپية سلسلة من الاصلاحات الهادفة الى تعزيز دور المراعي والاراضي البَراح كمَواطن طبيعية.‏ فوُضعت سياسات زراعية حوَّلت اكثر من ٠٠٠‏,٣ كيلومتر مربع من الاراضي الصالحة للزراعة في المانيا وإيطاليا الى مراعٍ.‏ ورغم ان هذه الاجراءات اتُّخذت لهدف جيد،‏ كانت هنالك مخاطر غير متوقعة.‏ ذكر برنامج الامم المتحدة للبيئة:‏ «رغم ان هذه الخطوة لاقت في البداية ترحيبا باعتبارها فرصة لتعزيز اهمية هذه المناطق بيئيا،‏ .‏ .‏ .‏ فإن تخصيص بعض المساحات لتكون مراعي يمكن ان يؤدي الى نتائج سلبية ايضا.‏ فهو يحمل الناس على هجر اساليب الزراعة التقليدية وعلى اعتماد وسائل خاطئة في استغلال الاحراج او في التشجير».‏

      وبشأن الجهود المبذولة لمساعدة الفقراء،‏ ذكر الصندوق الدولي للتنمية الزراعية:‏ «كل الجهود الهادفة الى إفادة الفقراء عن طريق اصلاح المؤسسات تعترضها مشكلة عويصة.‏ فعلى العموم تُنشَأ وتُدار المؤسسات بشكل يفيد مصالح النافذين.‏ .‏ .‏ .‏ وأصحاب النفوذ يديرون المؤسسات المحلية بحسب ما تقتضيه مصالحهم الخاصة».‏

      وثمة مثال آخر هو الحركة النسائية،‏ التي غيَّرت حياة النساء في الغرب وأكسبتهن امورا مثل حق الاقتراع وأتاحت لهن فرصا اكبر لتلقي دراسات عليا وتولّي مناصب ارفع.‏ ولكن حتى بعض مؤيدي تحرير المرأة يعترفون ان هذه الحركة حلت بعض المشاكل وزادت من حدة مشاكل اخرى.‏ سألت الكاتبة سوزان ڤان سكويوك:‏ «هل نجحنا فعلا في تحسين حال المرأة،‏ ام اننا جعلنا حياتها جحيما حين أتحنا لها فرصة مساواة الرجل في ميدان العمل دون ان نتخذ خطوات ليشاركها هذا الرجل في حِمل الاعمال المنزلية؟‏».‏

      اصلاحات غير فعالة

      اتُّهم بعض الاصلاحيين بأنهم يسعون وراء الاصلاح حبًّا بالتغيير فقط.‏ ذكر فريدريك هس الذي اجرى دراسة حول الاصلاح المدرسي ودعاه اصلاحا غير فعال:‏ «ان النتائج السيئة للجهود الاصلاحية الشاملة مردّها الى طبيعة عملية الاصلاح نفسها.‏ وبدلا من حل المشاكل،‏ صارت هذه الجهود الاصلاحية مصدرا لتلهيات ساهمت في تفاقم» المشاكل التي كان يُفترض ان تحلها.‏ ومضى قائلا:‏ «بما ان كل نظام يعمد الى اطلاق اصلاحات جديدة،‏ يتغير المنهج الاصلاحي بكامله كل بضع سنين».‏

      كما يمكن ان تُستخدم الاصلاحات من اجل الترويج لقضية مختلفة تخلّف وراءها في بعض الاحيان اضرارا كبيرة.‏ فحركة «اصلاح نمط الحياة» في المانيا ساهمت في تطوير نظرية تحسين النسل،‏ اي العمل على تحسين العرق البشري عن طريق اختيار والدين ينتجون ذرية تتمتع بصحة افضل.‏ لكنَّ المتطرفين استغلوا هذه الفكرة ليؤيدوا النازيين في حربهم الايديولوجية لخلق عرق اسمى.‏

      حتى اشد مؤيدي الاصلاح يخيب املهم عندما يرون النتائج.‏ قال كوفي انان،‏ الامين العام للامم المتحدة:‏ «اظن ان اسوأ ما يخيّب الامل هو اننا جميعا نعرف ما هي المشكلة وما يلزم فعله،‏ ولكن غالبا ما نعجز عن التنفيذ.‏ فأحيانا يُفَوَّض الى جهاز بإشراف الامين العام اتخاذ اجراء ما،‏ لكنَّ الموارد المطلوبة لتنفيذ القرارات لا تُؤَمَّن.‏ وفي بعض الاحيان،‏ عندما تحصل امور غير معقولة ونريد إيقاظ ضمير العالم،‏ نجد انه لا احد يريد ان يفعل شيئا بسبب ما علّمتهم اياه التجارب السلبية في الماضي».‏

      لا يمكن ان يستحوذ الاصلاحيون على اعجاب كل الناس،‏ لأنهم بلفت الانتباه الى قضيتهم يعكّرون صفو عيش آخرين.‏ فحسبما ورد في صحيفة دي تسايت (‏بالالمانية)‏،‏ ذكر يورڠن رويليكي،‏ پروفسور في التاريخ الحديث واختصاصي في عمل الاصلاحيين:‏ «الاصلاحي هو دائما مصدر ازعاج».‏ ومع ان معظم الاصلاحيين لا يخرجون على القانون ولا يلجأون الى العنف،‏ ينفد صبر البعض اذا وجدوا ان التقدّم المُحرَز بطيء.‏ وفي هذه الظروف يمكن ان تولّد حركة اصلاحية معينة اشخاصا متطرفين لا يلتزمون بحدود القانون.‏

      وماذا عن الاصلاحات الواسعة التي أُجريت في السنوات الاخيرة؟‏ هل جعلت الناس عموما راضين اكثر بوضعهم في الحياة؟‏ لا يبدو الامر كذلك.‏ ففي المانيا مثلا،‏ تشير استطلاعات الرأي انه خلال السنوات الـ‍ ٣٥ الماضية تقريبا،‏ لم يتغيَّر كثيرا رضى الناس بوضعهم.‏ وماذا عن الدين؟‏ هل نجحت الاصلاحات الدينية في جذب المزيد من العبّاد؟‏ وهل العبّاد مقتنعون الآن بدينهم؟‏ كلا،‏ ويُرى ذلك من تحوُّل العالم الغربي اكثر فأكثر الى العلمنة وتراجع عدد الاشخاص الذين ينجذبون الى الدين التقليدي.‏

      هل كان يسوع المسيح اصلاحيا؟‏

      قد يدّعي البعض ان يسوع المسيح كان اصلاحيا.‏ فهل هذا صحيح؟‏ هذا السؤال يهمّ كل مَن يرغب في الصيرورة خادما حقيقيا للّٰه،‏ لأن ذلك يستلزم اتّباع خطى المسيح بدقة.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

      لا يوجد شك ابدا ان يسوع كان قادرا على اجراء اصلاحات.‏ فقد كان بإمكان هذا الانسان الكامل ان يطلق سلسلة من التغييرات الواسعة والاساليب الجديدة لمعالجة الامور.‏ لكنَّ المسيح لم يشرع في حملة لتخليص العالم من المسؤولين الفاسدين او رجال الاعمال العديمي النزاهة.‏ ولم يقد مظاهرات في الشوارع احتجاجا على الظلم،‏ مع انه هو نفسه كان سيقع ضحية مظالم فاضحة.‏ وفي بعض الاحيان،‏ لم يكن ليسوع «اين يضع رأسه».‏ ومع ذلك لم يُنشئ مجموعة ضغط للفت انتباه اصحاب القرار الى حاجات المشرَّدين.‏ وعندما عبَّر البعض عن قلقهم بشأن توفر المال،‏ قال:‏ «الفقراء عندكم كل حين».‏ كما التزم يسوع بالحياد حيال صراعات العالم.‏ —‏ متى ٨:‏٢٠؛‏ ٢٠:‏٢٨؛‏ ٢٦:‏١١؛‏ لوقا ١٢:‏١٣،‏ ١٤؛‏ يوحنا ٦:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١٨:‏٣٦‏.‏

      طبعا،‏ لم يكن المسيح متحجر القلب حيال مشكلة الفقر والفساد والظلم.‏ فالكتاب المقدس يُظهر انه كان ينزعج جدا من الحالة المزرية التي وصل اليها الجنس البشري.‏ (‏مرقس ١:‏٤٠،‏ ٤١؛‏ ٦:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ ٨:‏١،‏ ٢؛‏ لوقا ٧:‏١٣‏)‏ لكنه عرض حلا فريدا من نوعه.‏ فلم يكن يفكر في مجرد اصلاح عادي،‏ بل في تغيير شامل لطريقة ادارة شؤون البشر.‏ هذا التغيير سيُحدِثه الملكوت السماوي الذي اسسه خالق البشر،‏ يهوه اللّٰه،‏ وجعله تحت ادارة الملك يسوع المسيح.‏ وهذا ما ستناقشه المقالة التالية.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏«من مفارقات التاريخ انه غالبا ما يخطئ الاصلاحيون في تقدير عواقب اصلاحاتهم».‏ —‏ جون و.‏ ڠاردنر

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      ‏«اظن ان اسوأ ما يخيّب الامل هو اننا جميعا نعرف ما هي المشكلة وما يلزم فعله،‏ ولكن غالبا ما نعجز عن التنفيذ».‏ —‏ كوفي انان،‏ الامين العام للامم المتحدة

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      ‏«كنت اخاطر بحياتي لحماية البيئة»‏

      عمل هانتس بحارا طوال ٤٨ سنة.‏ وخلال اكثر من ٣٥ سنة منها،‏ تولى وظيفة قبطان سفينة.‏ وفي اواخر حياته المهنية،‏ صار قبطان سفينة تستعملها منظمة بيئية.‏ اوضح قائلا:‏

      «كان لي دائما اقتناع بأن على البشر احترام البيئة والطبيعة.‏ لذلك وافقتُ على الفور حين عُرض عليّ ان اكون قبطان سفينة تابعة لمنظمة بيئية.‏ اقتضت مهمتنا ان نفضح الامور التي تهدِّد البيئة.‏ وهكذا خططنا ان نقوم بحملة بحرية،‏ وأشركنا وسائل الاعلام للفت انتباه الناس.‏ ثم ابحرنا وحاولنا منع رمي النفايات المشعة والمواد السامة.‏ وفي حملة اخرى،‏ حاولنا وقف مذبحة حيوانات الفقمة وصغارها.‏

      «كان هذا العمل يتطلب الشجاعة.‏ فقد كنت اخاطر بحياتي لحماية البيئة.‏ في احد الاعمال الاحتجاجية،‏ قيَّدتُ يديَّ بمرساة سفينة،‏ وإذا بالمرساة تُلقى وتسحبني معها الى قاع البحر.‏ وفي مرة اخرى،‏ كنت منطلقا في زورق مطاطي سريع الى جانب سفينة كبيرة.‏ فألقى احد برميلا معدنيا ثقيلا على الزورق.‏ فانقلب الزورق وأُصبت بجروح بالغة».‏

      في النهاية ادرك هانتس انه رغم الاهداف النبيلة للمنظمة،‏ كان يخاطر بحياته دون ان يكون لمساعيه اثر دائم في البيئة.‏ (‏جامعة ١:‏٩‏)‏ وبُعيد ذلك ترك المنظمة البيئية،‏ وابتدأ يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه وصار شاهدا معتمدا.‏ واليوم هو مبشر كامل الوقت.‏ يقول:‏ «ساعدني الكتاب المقدس على الادراك ان الحفاظ على البيئة لن يتم الا بواسطة ملكوت اللّٰه المسياني».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      ناضلَت من اجل الاصلاح

      وُلدت سارة (‏ليس اسمها الحقيقي)‏ في آسيا في اواسط ستينات القرن الماضي.‏ وكانت في سن المراهقة عندما اندلعت ثورة في بلدها وتولى السلطة نظام جديد وعد بإجراء اصلاح سياسي واجتماعي.‏ في البداية فرح المواطنون بالتغيير،‏ لكنَّ الحكومة بدأت في غضون سنة تضطهد معارضيها كما كانت الحكومة السابقة تفعل.‏ فخاب امل اناس كثيرين،‏ وانضمت سارة الى المعارضة المنظمة ضد الحكومة الجديدة.‏ تقول:‏

      «كانت مجموعتنا المعارِضة تعقد الاجتماعات،‏ وكنا نتظاهر علنا.‏ وفي احد الايام اعتقلتني قوة عسكرية عندما كنت في شوارع العاصمة اعلِّق الملصقات وأوزع المناشير.‏ في النهاية أُطلق سراحي،‏ إلا ان اعضاء آخرين في مجموعتنا لم يلقوا نفس المصير.‏ فاثنتان من صديقاتي اعتُقلتَا وأُعدمتا.‏ وبما ان حياتي صارت في خطر،‏ طلب مني ابي ان اغادر البلد».‏

      عندما وصلت سارة الى اوروپا،‏ بدأت تدرس الكتاب المقدس واعتمدت كواحدة من شهود يهوه.‏ وهي اليوم مبشرة كامل الوقت.‏ وترجع بها الذاكرة الى الماضي وتقول:‏

      «كنت اتوق الى إحلال العدل وإلى ايجاد حل لمشاكلنا الاجتماعية.‏ ورأيت الحكومة الجديدة في بلدنا تسعى وراء هذه الاهداف عينها،‏ لكنها اصبحت متطرفة جدا بحيث لم تعد تهتم بتحقيق هذه الاهداف،‏ بل اخذت تضطهد الناس.‏ وأدركت ايضا ان المجموعة التي انتميت اليها لم تكن تملك حلولا للمشاكل التي يعانيها البلد.‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ واليوم انا ادرك ان ملكوت اللّٰه المسياني هو الحل لكل مشاكل الجنس البشري».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      سقوط جدار برلين سنة ١٩٨٩

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      هل نجحت الاصلاحات الدينية في جذب المزيد من العبّاد؟‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٥]‏

      Top right: U.‎S.‎ Information Agency photo

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٥]‏

      Kofi Annan: UN/DPI photo by Evan Schneider )Feb97(; background: WHO/OXFAM

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة