-
لنواصل السير ‹كنزلاء›برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
«أَحُثُّكُمْ كَمُتَغَرِّبِينَ وَنُزَلَاءَ أَنْ تُوَاصِلُوا ٱلِٱمْتِنَاعَ عَنِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ». — ١ بط ٢:١١.
١، ٢ إِلَى مَنْ كَانَ بُطْرُسُ يُشِيرُ بِكَلِمَةِ «ٱلْمُخْتَارِينَ»، وَلِمَاذَا دَعَاهُمْ «نُزَلَاءَ»؟
بَعْدَ نَحْوِ ٣٠ سَنَةً مِنْ صُعُودِ يَسُوعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ رِسَالَةً «إِلَى ٱلنُّزَلَاءِ ٱلْمُشَتَّتِينَ فِي بُنْطُسَ وَغَلَاطِيَةَ وَكَبَّدُوكِيَةَ وَآسِيَا وَبِيثِينِيَةَ، إِلَى ٱلْمُخْتَارِينَ». (١ بط ١:١) وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ أَشَارَ بِكَلِمَةِ «ٱلْمُخْتَارِينَ» إِلَى ٱلَّذِينَ مُسِحُوا مِثْلَهُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَوُلِدُوا «وِلَادَةً جَدِيدَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ» لِيَحْكُمُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّموَاتِ. (اِقْرَأْ ١ بطرس ١:٣، ٤.) وَلكِنْ لِمَاذَا دَعَاهُمْ بَعْدَ ذلِكَ «مُتَغَرِّبِينَ وَنُزَلَاءَ»؟ (١ بط ٢:١١) وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَهْتَمَّ نَحْنُ جَمِيعًا بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ مَا دَامَ عَدَدٌ صَغِيرٌ فَقَطْ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
٢ بِمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ — مَثَلُهُمْ مَثَلُ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ ٱلْيَوْمَ — لَمْ يَكُونُوا لِيَسْتَمِرُّوا فِي ٱلْعَيْشِ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، كَانَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُدْعَوْا «نُزَلَاءَ». فَهذِهِ ٱلْكَلِمَةُ تُشِيرُ عُمُومًا إِلَى ٱلَّذِينَ يَنْزِلُونَ فِي مَكَانٍ مَا بِشَكْلٍ مُؤَقَّتٍ. يُوضِحُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ، ٱلَّذِي هُوَ نَفْسُهُ مِنَ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ»، أَوِ ٱلْمَمْسُوحِينَ: «أَمَّا نَحْنُ فَمُوَاطِنِيَّتُنَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، ٱلَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ مُخَلِّصًا، هُوَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ». (لو ١٢:٣٢؛ في ٣:٢٠) فَنَظَرًا إِلَى أَنَّ ‹مُوَاطِنِيَّتَهُمْ هِيَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›، فَهُمْ سَيَتْرُكُونَ ٱلْأَرْضَ عِنْدَ مَوْتِهِمْ لِيَنَالُوا شَيْئًا أَفْضَلَ بِكَثِيرٍ، حَيَاةً خَالِدَةً فِي ٱلسَّموَاتِ. (اِقْرَأْ فيلبي ١:٢١-٢٣.) لِذلِكَ يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُهُمْ حَرْفِيًّا «نُزَلَاءَ» عَلَى هذِهِ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي يَحْكُمُهَا ٱلشَّيْطَانُ.
٣ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ بِشَأْنِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›؟
٣ وَلكِنْ مَاذَا عَنِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›؟ (يو ١٠:١٦) إِنَّ هؤُلَاءِ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِأَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ مُقِيمِينَ دَائِمِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَمَعَ ذلِكَ، يُمْكِنُ ٱعْتِبَارُهُمْ هُمْ أَيْضًا نُزَلَاءَ. لِمَاذَا؟
«اَلْخَلِيقَةُ كُلُّهَا تَئِنُّ»
٤ مَا ٱلَّذِي يَعْجَزُ ٱلسِّيَاسِيُّونَ وَٱلْعُلَمَاءُ وَغَيْرُهُمْ عَنِ ٱلْحُؤُولِ دُونَ حُدُوثِهِ؟
٤ مَا دَامَ يَهْوَهُ يَسْمَحُ بِوُجُودِ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ، فَسَيُعَانِي ٱلْبَشَرُ أَجْمَعُونَ — بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ — عَوَاقِبَ تَمَرُّدِ ٱلشَّيْطَانِ عَلَى يَهْوَهَ. تَقُولُ رُومَا ٨:٢٢: «إِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ ٱلْخَلِيقَةَ كُلَّهَا تَئِنُّ وَتَتَوَجَّعُ مَعًا إِلَى ٱلْآنَ». وَٱلسِّيَاسِيُّونَ، ٱلْعُلَمَاءُ، وَٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِٱلْأَعْمَالِ ٱلْخَيْرِيَّةِ عَاجِزُونَ عَنِ ٱلْحُؤُولِ دُونَ حُدُوثِ هذَا ٱلْأَمْرِ مَهْمَا كَانَتْ نَوَايَاهُمْ مُخْلِصَةً.
٥ أَيَّةُ خُطْوَةٍ يَتَّخِذُهَا ٱلْمَلَايِينُ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤، وَلِمَاذَا؟
٥ وَمُنْذُ عَامِ ١٩١٤، يَخْتَارُ مَلَايِينُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْإِذْعَانَ طَوْعًا لِمَلِكِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَوَّجِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَهُمْ لَا يَوَدُّونَ إِطْلَاقًا أَنْ يَكُونُوا جُزْءًا مِنْ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْعَالَمِيِّ. وَعِوَضَ أَنْ يُؤَيِّدُوهُ، يَسْتَخْدِمُونَ حَيَاتَهُمْ وَمُقْتَنَيَاتِهِمْ لِيَدْعَمُوا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. — رو ١٤:٧، ٨.
٦ بِأَيِّ مَعْنًى يَكُونُ شُهُودُ يَهْوَهَ مُتَغَرِّبِينَ؟
٦ إِنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ هُمْ مُوَاطِنُونَ صَالِحُونَ يَعِيشُونَ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٢٠٠ بَلَدٍ. لكِنَّهُمْ، حَيْثُمَا كَانُوا، يَحْيَوْنَ كَمُتَغَرِّبِينَ وَنُزَلَاءَ. فَهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى مَوْقِفِ ٱلْحِيَادِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلشُّؤُونِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ وَٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ. حَتَّى إِنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ مُنْذُ ٱلْآنَ مُوَاطِنِينَ لِلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱللّٰهُ. وَهُمْ فَرِحُونَ لِأَنَّ ٱلْأَيَّامَ ٱلَّتِي يَقْضُونَهَا كَنُزَلَاءَ فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلنَّاقِصِ تُوَلِّي بِسُرْعَةٍ.
لَسْنَا نُجَاهِدُ لِنُنْقِذَ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ. نَحْنُ نُؤَيِّدُ عَالَمَ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدَ
٧ مَتَى سَيَكُونُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ مُقِيمِينَ دَائِمِينَ، وَأَيْنَ؟
٧ قَرِيبًا، سَيُدَمِّرُ ٱلْمَسِيحُ نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرَ. فَسَيُهْلِكُ كُلَّ مَنْ يَتَمَرَّدُ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ. وَسَيُتِيحُ لِخُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ أَنْ يُقِيمُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْفِرْدَوْسِيَّةِ بِشَكْلٍ دَائِمٍ. (اِقْرَأْ رؤيا ٢١:١-٥.) وَسَتَعْمَلُ حُكُومَتُهُ ٱلْكَامِلَةُ أَيْضًا عَلَى مَحْوِ ٱلْخَطِيَّةِ وَمَا يَتَأَتَّى عَنْهَا مِنْ آلَامٍ. وَهكَذَا، سَتُحَرَّرُ ٱلْخَلِيقَةُ كَامِلًا مِنْ كُلِّ مَا يُسَبِّبُ لَهَا ٱلْعَذَابَ، «وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». — رو ٨:٢١.
مَا ٱلْمَطْلُوبُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟
٨، ٩ أَوْضِحُوا مَا عَنَاهُ بُطْرُسُ بِعِبَارَةِ «ٱلِٱمْتِنَاعِ عَنِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ».
٨ أَوْضَحَ بُطْرُسُ مَا ٱلْمَطْلُوبُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حِينَ تَابَعَ قَائِلًا: «أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، أَحُثُّكُمْ كَمُتَغَرِّبِينَ وَنُزَلَاءَ أَنْ تُوَاصِلُوا ٱلِٱمْتِنَاعَ عَنِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلَّتِي تُصَارِعُ ٱلنَّفْسَ». (١ بط ٢:١١) وَقَدْ وَجَّهَ مَشُورَتَهُ هذِهِ أَسَاسًا إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، لكِنَّهَا تَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى خِرَافِ يَسُوعَ ٱلْأُخَرِ.
٩ إِنَّ بَعْضَ ٱلشَّهَوَاتِ، أَوِ ٱلرَّغَبَاتِ، لَيْسَتْ خَاطِئَةً بِحَدِّ ذَاتِهَا إِذَا أُشْبِعَتْ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُرِيدُهَا ٱلْخَالِقُ، بَلْ تُضْفِي مُتْعَةً عَلَى ٱلْحَيَاةِ. مَثَلًا، إِنَّهَا لَحَاجَةٌ طَبِيعِيَّةٌ عِنْدَ ٱلْإِنْسَانِ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِٱلطَّعَامِ وَٱلشَّرَابِ، أَوْ يَقُومَ بِٱلنَّشَاطَاتِ ٱلتَّرْفِيهِيَّةِ، أَوْ يَفْرَحَ بِٱلْمَعْشَرِ ٱلْبَنَّاءِ. حَتَّى إِنَّ وُجُودَ ٱلرَّغْبَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ بَيْنَ رَفِيقَيِ ٱلزَّوَاجِ هُوَ أَمْرٌ طَبِيعِيٌّ. (١ كو ٧:٣-٥) لكِنَّ بُطْرُسَ فِي حَدِيثِهِ عَنِ «ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلَّتِي تُصَارِعُ ٱلنَّفْسَ»، قَصَدَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلَّتِي تَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلهِيَّةِ وَتُقَوِّضُ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ. وَإِذَا لَمْ نَتَجَنَّبْ إِشْبَاعَ شَهَوَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ، فَسَيَكُونُ مَصِيرُنَا ٱلْمَوْتَ.
١٠ بِأَيَّةِ وَسَائِلَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَجْعَلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ جُزْءًا مِنْ عَالَمِهِ؟
١٠ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ إِضْعَافَ تَصْمِيمِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى مَوْقِفِهِمْ ‹كَنُزَلَاءَ›. لِذَا، عَلَيْنَا أَنْ نَعِيَ أَنَّهُ يَنْصِبُ لَنَا أَشْرَاكًا تَرُوقُ جَسَدَنَا ٱلنَّاقِصَ كَٱلْمَادِّيَّةِ، ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ، ٱلشُّهْرَةِ وَٱلْمَجْدِ، ٱلْأَنَانِيَّةِ، وَرُوحِ ٱلْقَوْمِيَّةِ. وَحِينَ نَتَجَنَّبُ بِكُلِّ عَزْمٍ هذِهِ ٱلشَّهَوَاتِ، نُثْبِتُ بِوُضُوحٍ أَنَّنَا نَرْفُضُ أَنْ نَكُونَ جُزْءًا مِنْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ وَأَنَّنَا نَعِيشُ فِيهِ كَنُزَلَاءَ. فَمَا نَتُوقُ وَنَسْعَى إِلَيْهِ حَقًّا هُوَ ٱلْإِقَامَةُ ٱلدَّائِمَةُ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ.
اَلسُّلُوكُ ٱلْحَسَنُ
١١، ١٢ كَيْفَ يُنْظَرُ إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ أَحْيَانًا، وَمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ شُهُودِ يَهْوَهَ؟
١١ يُكْمِلُ بُطْرُسُ حَدِيثَهُ عَمَّا هُوَ مَطْلُوبٌ مِنَ ‹ٱلنُّزَلَاءِ› ٱلْمَسِيحِيِّينَ، قَائِلًا فِي ٱلْعَدَدِ ١٢: «حَافِظُوا عَلَى سُلُوكِكُمُ ٱلْحَسَنِ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، لِيَكُونُوا فِي مَا يَتَكَلَّمُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي سُوءٍ، يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ فِي يَوْمِ تَفَقُّدِهِ نَتِيجَةَ أَعْمَالِكُمُ ٱلْحَسَنَةِ ٱلَّتِي هُمْ شُهُودُ عِيَانٍ لَهَا». فَٱلْغُرَبَاءُ ٱلسَّاكِنُونَ فِي بَلَدٍ غَيْرِ بَلَدِهِمْ، يَتَعَرَّضُونَ أَحْيَانًا لِلِٱنْتِقَادَاتِ، حَتَّى إِنَّهُمْ قَدْ يُصَنَّفُونَ فِي خَانَةِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأَرْدِيَاءِ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ مُخْتَلِفُونَ عَنْ سُكَّانِ ٱلْبَلَدِ. وَلكِنْ مَعَ أَنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلْآخَرِينَ بِسَبَبِ لَهْجَتِهِمْ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِمْ أَوْ لِبَاسِهِمْ أَوْ حَتَّى شَكْلِهِمِ ٱلْخَارِجِيِّ، فَهُمْ يَدْحَضُونَ ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةَ إِذَا كَانَ سُلُوكُهُمْ حَسَنًا.
١٢ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَخْتَلِفُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ عَنِ ٱلْآخَرِينَ فِي مَجَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ، مِثْلِ ٱلْأَحَادِيثِ وَٱلتَّسْلِيَةِ. وَغَالِبًا مَا يَعْرِفُهُمُ ٱلنَّاسُ مِنْ هِنْدَامِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ. وَبِسَبَبِ هذِهِ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ، يَتَكَلَّمُ عَنْهُمُ ٱلْبَعْضُ بِٱلسُّوءِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ ٱلْآخَرَ يَمْدَحُهُمْ عَلَى سُلُوكِهِمِ ٱلْحَسَنِ.
١٣، ١٤ كَيْفَ ‹تَتَبَرَّرُ ٱلْحِكْمَةُ بِأَعْمَالِهَا›؟ أَوْضِحُوا.
١٣ نَعَمْ، إِنَّ ٱلسُّلُوكَ ٱلْحَسَنَ يَنْفِي ٱلِٱنْتِقَادَاتِ ٱلْعَارِيَةَ عَنِ ٱلصِّحَّةِ. مَثَلًا، وُجِّهَتْ إِلَى يَسُوعَ تُهَمٌ بَاطِلَةٌ رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ ٱلرَّجُلَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي حَافَظَ عَلَى أَمَانَتِهِ لِلّٰهِ كَامِلًا. فَقَدْ دَعَاهُ ٱلْبَعْضُ ‹إِنْسَانًا شَرِهًا وَشِرِّيبَ خَمْرٍ، صَدِيقًا لِجُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْخُطَاةِ›. لكِنَّ سُلُوكَهُ ٱلْحَسَنَ دَحَضَ ٱلِٱدِّعَاءَاتِ ٱلْبَاطِلَةَ. فَحَسْبَمَا قَالَ: «اَلْحِكْمَةُ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا». (مت ١١:١٩) وَيَصِحُّ هذَا ٱلْأَمْرُ فِينَا ٱلْيَوْمَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَعْتَبِرُ بَعْضُ ٱلسَّاكِنِينَ فِي جِوَارِ بَيْتَ إِيلَ فِي زِلْتِرْس بِأَلْمَانِيَا أَنَّ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِيهِ هُمْ أَشْخَاصٌ غَرِيبُو ٱلْأَطْوَارِ. لكِنَّ أَحَدَ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْمِنْطَقَةِ تَحَدَّثَ لِصَالِحِهِمْ قَائِلًا: «إِنَّ ٱلشُّهُودَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ هُنَاكَ لَهُمْ نَمَطُ حَيَاةٍ خَاصٌّ بِهِمْ، لكِنَّهُ لَا يُزْعِجُ أَبَدًا ٱلْآخَرِينَ فِي مُجْتَمَعِهِمْ».
١٤ أَيْضًا، أُلْصِقَتْ بِشُهُودِ يَهْوَهَ فِي مُوسْكُو بِرُوسِيَا تُهَمٌ كَاذِبَةٌ. وَلكِنْ فِي حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ٢٠١٠، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَدِينَةِ سْتْرَاسْبُورْغَ ٱلْفَرَنْسِيَّةِ «أَنَّهُ مَا مِنْ مُبَرِّرٍ كَيْ تَحْرِمَ [مُوسْكُو] مُقَدِّمِي ٱلشَّكْوَى حَقَّهُمْ فِي حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ وَٱلِٱجْتِمَاعِ. فَٱلْمَحَاكِمُ ٱلْمَحَلِّيَّةُ لَمْ تُقَدِّمْ أَسْبَابًا ‹كَافِيَةً ذَاتَ صِلَةٍ بِٱلْقَضِيَّةِ› تُثْبِتُ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَتِ ٱلشَّكْوَى» مُذْنِبَةٌ مَثَلًا بِتَفْكِيكِ ٱلْعَائِلَاتِ، ٱلتَّشْجِيعِ عَلَى ٱلِٱنْتِحَارِ، أَوْ رَفْضِ ٱلْعِنَايَةِ ٱلطِّبِّيَّةِ. بِنَاءً عَلَيْهِ، فَإِنَّ «ٱلْقَرَارَ ٱلصَّادِرَ عَنِ ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ مُجْحِفٌ نَظَرًا إِلَى أَنَّ قَوَانِينَ ٱلْبَلَدِ تَفْتَقِرُ إِلَى ٱلْمُرُونَةِ».
اَلْخُضُوعُ ٱللَّائِقُ لِلسُّلُطَاتِ
١٥ أَيُّ مَبْدَإٍ يَتْبَعُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟
١٥ فِي ٱلْعَالَمِ بِأَسْرِهِ، يُطَبِّقُ شُهُودُ يَهْوَهَ أَيْضًا وَصِيَّةً وَجَّهَهَا ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَقَدْ كَتَبَ: «اِخْضَعُوا لِكُلِّ خَلِيقَةٍ بَشَرِيَّةٍ مِنْ أَجْلِ ٱلرَّبِّ: إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ بِٱعْتِبَارِهِ فَائِقًا أَوْ لِلْحُكَّامِ». (١ بط ٢:١٣، ١٤) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، إِلَّا أَنَّهُمْ يُطِيعُونَ ٱلسُّلُطَاتِ ‹ٱلْمَوْضُوعَةَ فِي مَرَاكِزِهَا ٱلنِّسْبِيَّةِ›، حَسْبَمَا أَوْصَى بُولُسُ. — اِقْرَأْ روما ١٣:١، ٥-٧.
١٦، ١٧ (أ) مَا ٱلَّذِي يُثْبِتُ أَنَّنَا لَسْنَا ضِدَّ ٱلسُّلُطَاتِ؟ (ب) بِمَ يَعْتَرِفُ بَعْضُ ٱلْقَادَةِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ؟
١٦ عِنْدَمَا يَتَصَرَّفُ شُهُودُ يَهْوَهَ ‹كَنُزَلَاءَ› فِي هذَا ٱلنِّظَامِ، لَا يَفْعَلُونَ ذلِكَ ٱحْتِجَاجًا عَلَى أَمْرٍ قَامَتْ بِهِ ٱلسُّلُطَاتُ أَوْ عَلَى آرَاءِ ٱلنَّاسِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ وَٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ. بَلْ لِأَنَّهُمْ يُحْجِمُونَ عَنِ ٱلتَّدَخُّلِ فِي ٱلشُّؤُونِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ بِخِلَافِ ٱلْفِرَقِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْأُخْرَى. فَهُمْ لَا يُحَاوِلُونَ بَتَاتًا أَنْ يُمْلُوا آرَاءَهُمْ عَلَى ٱلْقَادَةِ ٱلسِّيَاسِيِّينَ. وَلَا رَغْبَةَ لَدَيْهِمْ إِطْلَاقًا أَنْ يَتَمَرَّدُوا عَلَى ٱلْحُكُومَاتِ أَوْ يُحَرِّضُوا ٱلْآخَرِينَ عَلَى ٱلتَّمَرُّدِ.
١٧ بِٱلْأَحْرَى، إِنَّهُمْ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلِٱحْتِرَامِ وَٱلْإِكْرَامِ لِلسُّلُطَاتِ، إِطَاعَةً لِمَشُورَةِ بُطْرُسَ أَنْ ‹يُكْرِمُوا ٱلْمَلِكَ›. (١ بط ٢:١٧) حَتَّى ٱلْمَسْؤُولُونَ ٱلْحُكُومِيُّونَ يَعْتَرِفُونَ أَنَّهُ مَا مِنْ سَبَبٍ وَجِيهٍ يَجْعَلُهُمْ يَخَافُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ. مَثَلًا، قَالَ شْتِيفَان رَايْكِه، وَزِيرٌ سَابِقٌ فِي وِلَايَةِ بْرَانْدِنْبُورْغَ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ وَلَاحِقًا عُضْوٌ فِي ٱلْبَرْلَمَانِ ٱلْأَلْمَانِيِّ: «إِنَّ ٱلْفَضَائِلَ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا شُهُودُ يَهْوَهَ فِي ٱلْمُعْتَقَلَاتِ وَٱلسُّجُونِ لَا غِنَى عَنْهَا ٱلْيَوْمَ — كَمَا بِٱلْأَمْسِ — لِٱسْتِمْرَارِيَّةِ دَوْلَةٍ دُسْتُورِيَّةٍ دِيمُوقْرَاطِيَّةٍ، وَخُصُوصًا ثَبَاتَهُمْ ضِدَّ وَحَدَاتِ ٱلْحِمَايَةِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ، وَكَذلِكَ ٱلتَّعَاطُفَ ٱلَّذِي أَظْهَرُوهُ لِرُفَقَائِهِمِ ٱلسُّجَنَاءِ. وَفَضَائِلُ كَهذِهِ بَاتَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا كُلُّ مُوَاطِنٍ فِي بَلَدِنَا نَظَرًا لِٱزْدِيَادِ ٱلْوَحْشِيَّةِ تِجَاهَ ٱلْغُرَبَاءِ وَمَنْ لَدَيْهِمْ آرَاءٌ سِيَاسِيَّةٌ وَإِيدْيُولُوجِيَّةٌ مُغَايِرَةٌ».
اَلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ
١٨ (أ) لِمَ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نُحِبَّ كَامِلَ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ؟ (ب) مَاذَا لَاحَظَ بَعْضُ ٱلَّذِينَ هُمْ لَيْسُوا مِنَ ٱلشُّهُودِ؟
١٨ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «أَحِبُّوا كَامِلَ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ، خَافُوا ٱللّٰهَ». (١ بط ٢:١٧) فَشُهُودُ يَهْوَهَ يَخَافُونَ خَوْفًا سَلِيمًا مِنْ عَدَمِ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ، مَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى فِعْلِ مَشِيئَتِهِ وَخِدْمَتِهِ كَجُزْءٍ مِنْ مَعْشَرِ إِخْوَةٍ عَالَمِيٍّ. لِذَا، مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ ‹يُحِبُّوا كَامِلَ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ›. وَهذَا ٱلنَّوْعُ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّذِي قَلَّمَا نَجِدُهُ فِي مُجْتَمَعِنَا ٱلْأَنَانِيِّ يُفَاجِئُ مَنْ هُمْ لَيْسُوا مِنَ ٱلشُّهُودِ. مَثَلًا، ذَهِلَتْ مُرْشِدَةٌ سِيَاحِيَّةٌ تَعْمَلُ فِي وِكَالَةِ سَفَرٍ أَمِيرْكِيَّةٍ عِنْدَمَا رَأَتِ ٱلْمَوَدَّةَ وَٱلدَّعْمَ ٱللَّذَيْنِ أَظْهَرَهُمَا ٱلشُّهُودُ لِلْمَنْدُوبِينَ ٱلْأَجَانِبِ عَامَ ٢٠٠٩ خِلَالَ مَحْفِلٍ أُمَمِيٍّ فِي أَلْمَانِيَا. وَقَالَتْ إِنَّهَا لَمْ يَسْبِقْ لَهَا أَنْ شَاهَدَتْ أَمْرًا مَثِيلًا طَوَالَ سَنَوَاتِ عَمَلِهَا. وَلَاحِقًا، عَلَّقَ أَحَدُ ٱلشُّهُودِ قَائِلًا: «كَانَتْ تُعَبِّرُ عَمَّا رَأَتْهُ بِكُلِّ حَمَاسَةٍ وَدَهْشَةٍ». فَهَلْ سَمِعْتَ أَنْتَ أَيْضًا تَعَابِيرَ مُشَابِهَةً بَعْدَمَا حَضَرْتَ أَحَدَ ٱلْمَحَافِلِ؟
١٩ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ، وَلِمَاذَا؟
١٩ كَمَا رَأَيْنَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، يُبَرْهِنُ شُهُودُ يَهْوَهَ أَنَّهُمْ فِعْلًا «نُزَلَاءُ» فِي نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ هذَا. وَهُمْ مُصَمِّمُونَ بِكُلِّ فَرَحٍ عَلَى ٱلْبَقَاءِ كَذلِكَ. فَرَجَاؤُهُمْ رَاسِخٌ وَمَتِينٌ أَنَّهُمْ قَرِيبًا سَيُصْبِحُونَ مُقِيمِينَ دَائِمِينَ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ. أَفَلَسْتَ تَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى ذلِكَ؟
-
-
«نزلاء» توحِّدهم العبادة الحقةبرج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
«نُزَلَاءُ» تُوَحِّدُهُمُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ
«يَكُونُ بَنُو ٱلْغَرِيبِ مُزَارِعِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ يَهْوَهَ». — اش ٦١:٥، ٦.
١ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلْبَعْضِ إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ، وَلكِنْ لِمَ لَا يُوجَدُ مُبَرِّرٌ لَهَا؟
يَسْتَخْدِمُ بَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ كَلِمَةَ ‹غُرَبَاءَ› بِطَرِيقَةٍ ٱزْدِرَائِيَّةٍ لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلْأَجَانِبِ فِي بَلَدِهِمْ. لكِنَّ مَوْقِفًا كَهذَا يَنِمُّ عَنْ عَدَمِ ٱلِٱحْتِرَامِ. كَمَا أَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى جَهْلٍ لِلْوَقَائِعِ. فَكِتَابُ عُرُوقُ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) يَذْكُرُ: «اَلْبَشَرُ بِمُخْتَلِفِ عُرُوقِهِمْ هُمْ إِخْوَةٌ، تَمَامًا مِثْلَمَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ». وَمَعَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ هُمْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ مُخْتَلِفُونَ، فَذلِكَ لَا يَنْفِي كَوْنَهُمْ إِخْوَةً.
٢، ٣ مَا هِيَ نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْغُرَبَاءِ؟
٢ فِي ٱلْمَاضِي، صَنَعَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَهْدًا مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ صَارُوا بِمُوجَبِهِ شَعْبَهُ ٱلْمُخْتَارَ. لكِنْ رَغْمَ هذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ، تَطَلَّبَتْ مِنْهُمُ ٱلشَّرِيعَةُ أَنْ يُعَامِلُوا ٱلْغُرَبَاءَ غَيْرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِعَدْلٍ وَٱحْتِرَامٍ. وَٱلْمَبْدَأُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. فَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَيُّ تَحَيُّزٍ أَوْ تَحَامُلٍ. وَٱلسَّبَبُ؟ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَجِدُ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱللّٰهَ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». — اع ١٠:٣٤، ٣٥.
٣ لَمْ تَكُنِ ٱلْمُعَامَلَةُ ٱلْحَسَنَةُ ٱلْفَائِدَةَ ٱلْوَحِيدَةَ ٱلَّتِي نَالَهَا ٱلْغُرَبَاءُ نَتِيجَةَ سَكَنِهِمْ فِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا، بَلْ نَالُوا أَيْضًا رِضَى يَهْوَهَ. وَهذَا مَا تُبَيِّنُهُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لَاحِقًا: «أَمْ إِنَّ ٱللّٰهَ إِلٰهٌ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ هُوَ أَيْضًا لِلْأُمَمِ؟ بَلَى، هُوَ لِلْأُمَمِ أَيْضًا». — رو ٣:٢٩؛ يوء ٢:٣٢.
٤ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ لَا يُوجَدُ غُرَبَاءُ فِي «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»؟
٤ بَعْدَمَا خَسِرَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلْحَرْفِيَّةُ عَلَاقَتَهَا ٱلْخُصُوصِيَّةَ مَعَ ٱللّٰهِ، حَلَّتْ مَحَلَّهَا جَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّتِي قَطَعَ يَهْوَهُ مَعَهَا ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ. فَصَارَتْ تُدْعَى «إِسْرَائِيلَ ٱللّٰهِ». (غل ٦:١٦) وَفِي هذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ، «لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغَلَفٌ، أَجْنَبِيٌّ، سِكِيثِيٌّ، عَبْدٌ، حُرٌّ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ وَفِي ٱلْكُلِّ»، حَسْبَمَا أَكَّدَ بُولُسُ. (كو ٣:١١) مِنْ هُنَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ لَا يُوجَدُ أَجْنَبِيٌّ، أَوْ غَرِيبٌ، فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
٥، ٦ (أ) أَيُّ سُؤَالٍ قَدْ يَنْشَأُ بِخُصُوصِ إِشَعْيَا ٦١:٥، ٦؟ (ب) مَنْ هُمْ «كَهَنَةُ يَهْوَهَ» وَ «بَنُو ٱلْغَرِيبِ» ٱلَّذِينَ تَحَدَّثَ عَنْهُمْ إِشَعْيَا؟ (ج) مَا هُوَ ٱلْقَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكُ بَيْنَ ٱلْفَرِيقَيْنِ؟
٥ لكِنْ قَدْ يُشِيرُ ٱلْبَعْضُ إِلَى ٱلْإِصْحَاحِ ٦١ مِنْ سِفْرِ إِشَعْيَا ٱلَّذِي يَحْتَوِي عَلَى نُبُوَّةٍ يَجْرِي إِتْمَامُهَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْعَدَدَ ٦ مِنْ هذَا ٱلْإِصْحَاحِ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ‹كَهَنَةً لِيَهْوَهَ›، يَقُولُ ٱلْعَدَدُ ٥ إِنَّ ‹بَنِي ٱلْغَرِيبِ› يُعَاوِنُونَ هؤُلَاءِ ‹ٱلْكَهَنَةَ› وَيَعْمَلُونَ مَعَهُمْ. فَمَا ٱلْمَقْصُودُ بِعِبَارَةِ ‹بَنِي ٱلْغَرِيبِ› هُنَا؟
٦ إِنَّ «كَهَنَةَ يَهْوَهَ» هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ نَصِيبٌ «فِي ٱلْقِيَامَةِ ٱلْأُولَى» وَٱلَّذِينَ «سَيَكُونُونَ كَهَنَةً لِلّٰهِ وَلِلْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ ٱلْأَلْفَ سَنَةٍ». (رؤ ٢٠:٦) لكِنْ هُنَالِكَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوْلِيَاءِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ أَرْضِيٌّ. وَهؤُلَاءِ يُعْتَبَرُونَ غُرَبَاءَ بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ مَعَ ٱلَّذِينَ سَيَخْدُمُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَهُمْ يَدْعَمُونَ بِفَرَحٍ «كَهَنَةَ يَهْوَهَ» وَيَعْمَلُونَ مَعَهُمْ بِصِفَتِهِمْ ‹مُزَارِعِيهِمْ› وَ ‹كَرَّامِيهِمْ›، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، إِذْ يُسَاعِدُونَهُمْ فِي رِعَايَةِ ٱلنَّاسِ وَتَغْذِيَتِهِمْ وَحَصَادِهِمْ. نَعَمْ، إِنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ يَجِدُونَ وَيَرْعَوْنَ بِمَحَبَّةٍ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. — يو ١٠:١٦.
«نُزَلَاءُ» عَلَى غِرَارِ إِبْرَاهِيمَ
٧ كَيْفَ يَكُونُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ مِثْلَ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ؟
٧ كَمَا وَرَدَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، يَعِيشُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ كَغُرَبَاءَ، أَوْ نُزَلَاءَ، فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ. فَهُمْ يُشْبِهُونَ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرَهُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْمَاضِي ٱلَّذِينَ وُصِفُوا بِأَنَّهُمْ «غُرَبَاءُ وَنُزَلَاءُ». (عب ١١:١٣) وَمَهْمَا كَانَ رَجَاؤُهُمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، فَلَدَيْهِمِ ٱلِٱمْتِيَازُ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلْعَلَاقَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي كَانَتْ بَيْنَ يَهْوَهَ وَإِبْرَاهِيمَ. فَقَدْ أَوْضَحَ يَعْقُوبُ: «‹آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِيَهْوَهَ، فَحُسِبَ لَهُ ذٰلِكَ بِرًّا›، وَدُعِيَ ‹صَدِيقَ يَهْوَهَ›». — يع ٢:٢٣.
٨ أَيُّ وَعْدٍ أُعْطِيَ لِإِبْرَاهِيمَ، وَكَيْفَ شَعَرَ حِيَالَ إِتْمَامِهِ؟
٨ وَعَدَ ٱللّٰهُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ بِنَسْلِهِ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ، لَا أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ. (اِقْرَأْ تكوين ٢٢:١٥-١٨.) وَكَانَتْ لَدَى إِبْرَاهِيمَ ثِقَةٌ تَامَّةٌ بِأَنَّ هذَا ٱلْوَعْدَ سَيَتِمُّ رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ سَيَكُونُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْبَعِيدِ. فَمَعَ أَنَّهُ أَمْضَى نِصْفَ حَيَاتِهِ تَقْرِيبًا فِي تَرْحَالٍ دَائِمٍ مَعَ عَائِلَتِهِ، حَافَظَ عَلَى صَدَاقَتِهِ مَعَ يَهْوَهَ فِي كُلِّ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِ إِبْرَاهِيمَ؟ (ب) أَيَّةُ دَعْوَةٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نَنْقُلَهَا إِلَى ٱلنَّاسِ؟
٩ بَقِيَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَوَلَائِهِ لِيَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ كَمْ سَيَطُولُ ٱنْتِظَارُهُ حَتَّى يَتَحَقَّقَ رَجَاؤُهُ. وَإِذْ رَكَّزَ ٱهْتِمَامَهُ عَلَى هذَا ٱلرَّجَاءِ، لَمْ يُقِمْ إِقَامَةً دَائِمَةً فِي مَكَانٍ مُحَدَّدٍ وَيَعِشْ مَا ٱعْتَبَرَهُ ٱلْآخَرُونَ حَيَاةً طَبِيعِيَّةً. (عب ١١:١٤، ١٥) فَكَمْ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَقْتَدِيَ بِإِبْرَاهِيمَ وَنَحْيَا حَيَاةً بَسِيطَةً دُونَ أَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِٱلْمُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَٱلْمَرَاكِزِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ وَٱلنَّجَاحِ ٱلْمِهَنِيِّ! فَلِمَ ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱلْعَيْشِ مَا يُسَمَّى حَيَاةً طَبِيعِيَّةً فِي هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلَّذِي يُشَارِفُ نِهَايَتَهُ؟ وَلِمَ ٱلتَّمَسُّكُ بِمَا هُوَ مُؤَقَّتٌ؟ فَكَمَا فِي حَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، مَا يَكْمُنُ أَمَامَنَا هُوَ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِمَّا يُقَدِّمُهُ لَنَا ٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ. وَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُعْرِبَ عَنْ مَوْقِفِ ٱلصَّبْرِ وَٱلِٱنْتِظَارِ حَتَّى يَتَحَقَّقَ رَجَاؤُنَا. — اِقْرَأْ روما ٨:٢٥.
١٠ لَا تَزَالُ دَعْوَةُ يَهْوَهَ مَفْتُوحَةً لِأُنَاسٍ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ لِيَتَبَارَكُوا بِوَاسِطَةِ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. ‹فَكَهَنَةُ يَهْوَهَ› ٱلْمَمْسُوحُونَ وَكَذلِكَ «بَنُو ٱلْغَرِيبِ»، أَيِ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ، يَنْقُلُونَ هذِهِ ٱلدَّعْوَةَ إِلَى ٱلنَّاسِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٦٠٠ لُغَةٍ.
تَجَاوُزُ ٱلْحَوَاجِزِ ٱلْقَوْمِيَّةِ
١١ أَيُّ دَعْوَةٍ وَجَّهَهَا سُلَيْمَانُ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ؟
١١ أَثْنَاءَ تَدْشِينِ ٱلْهَيْكَلِ عَامَ ١٠٢٦ قم، وَٱنْسِجَامًا مَعَ وَعْدِ يَهْوَهَ لِإِبْرَاهِيمَ، ذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّ ٱلنَّاسَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ سَيُشَارِكُونَ فِي تَسْبِيحِ يَهْوَهَ. فَقَدْ صَلَّى صَلَاةً حَارَّةً قَالَ فِيهَا: «كَذٰلِكَ ٱلْغَرِيبُ ٱلَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَٱلْآتِي مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ (لِأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ بِٱسْمِكَ ٱلْعَظِيمِ وَبِيَدِكَ ٱلْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ ٱلْمَمْدُودَةِ)، فَيَأْتِي وَيُصَلِّي نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ، فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ، مَقَرِّ سُكْنَاكَ، وَٱفْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ ٱلْغَرِيبُ، لِكَيْ يَعْرِفَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلْأَرْضِ ٱسْمَكَ فَيَخَافُوكَ مِثْلَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». — ١ مل ٨:٤١-٤٣.
١٢ لِمَاذَا يُعْتَبَرُ شُهُودُ يَهْوَهَ غُرَبَاءَ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي يَعِيشُونَ فِيهَا؟
١٢ إِنَّ ٱلْغَرِيبَ هُوَ شَخْصٌ يَزُورُ بَلَدًا مَا أَوْ يَعِيشُ فِي بَلَدٍ لَيْسَ بَلَدَهُ. وَيَنْطَبِقُ هذَا ٱلْوَصْفُ عَلَى شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ. فَرَغْمَ أَنَّهُمْ مُنْتَشِرُونَ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، فَهُمْ يُؤَيِّدُونَ فَقَطْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَلِكَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. لِذلِكَ، يُحَافِظُونَ عَلَى ٱلْحِيَادِ ٱلتَّامِّ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ، حَتَّى لَوِ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلنَّاسُ أَشْخَاصًا غَرِيبِي ٱلْأَطْوَارِ.
١٣ (أ) مَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَعْتَبِرَ ٱلْأَشْخَاصَ غُرَبَاءَ؟ (ب) كَيْفَ أَرَادَ يَهْوَهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنْ يَنْظُرَ ٱلْبَشَرُ وَاحِدُهُمْ إِلَى ٱلْآخَرِ؟
١٣ غَالِبًا مَا يُعْرَفُ ٱلْغُرَبَاءُ مِنْ لُغَتِهِمْ، عَادَاتِهِمْ، سِمَاتِهِمِ ٱلْخَارِجِيَّةِ، وَنَمَطِ لِبَاسِهِمْ. وَمَعَ ذلِكَ، فَإِنَّ ٱلْقَوَاسِمَ ٱلْمُشْتَرَكَةَ ٱلَّتِي تَجْمَعُهُمْ بِسَائِرِ ٱلْبَشَرِ — مَهْمَا ٱخْتَلَفَتْ جِنْسِيَّاتُهُمْ — هِيَ أَكْبَرُ وَأَهَمُّ مِنَ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُهُمْ عَنْهُمْ. وَعِنْدَمَا نَتَعَلَّمُ أَنْ نَغُضَّ ٱلطَّرْفَ عَنْ هذِهِ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ، لَا يَعُودُ ٱلْآخَرُونَ غُرَبَاءَ فِي نَظَرِنَا. فَلَوْ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ بِأَسْرِهَا خَاضِعَةً لِحُكُومَةٍ وَاحِدَةٍ، لَمَا ٱعْتُبِرَ أَحَدٌ فِيهَا غَرِيبًا. وَهذَا مَا أَرَادَهُ يَهْوَهُ مُنْذُ ٱلْبِدَايَةِ. فَقَدْ قَصَدَ أَنْ يَكُونَ ٱلْبَشَرُ أَجْمَعُونَ مُوَحَّدِينَ كَعَائِلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي ظِلِّ حُكْمٍ وَاحِدٍ، حُكْمِهِ هُوَ. فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ نَجِدَ ٱلْيَوْمَ أُنَاسًا مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ كَغُرَبَاءَ؟
١٤، ١٥ مَا ٱلَّذِي تَمَكَّنَ شُهُودُ يَهْوَهَ مِنْ إِنْجَازِهِ كَفَرِيقٍ؟
١٤ فِي عَالَمٍ أَنَانِيٍّ تَتَفَشَّى فِيهِ رُوحُ ٱلْقَوْمِيَّةِ، مِنَ ٱلْمُنْعِشِ أَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ أَفْرَادٌ بِمَقْدُورِهِمْ فِعْلًا تَخَطِّي ٱلْحَوَاجِزِ ٱلْقَوْمِيَّةِ، رَغْمَ أَنَّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ. مَثَلًا، يَقُولُ تِيد تِيرْنِر، مُؤَسِّسُ شَبَكَةِ ٱلسِّي إِنْ إِنْ، مُعَلِّقًا عَلَى عَمَلِهِ مَعَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمَوْهُوبِينَ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ بُلْدَانٍ مُخْتَلِفَةٍ: «كَانَ لِقَائِي بِهؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ ٱخْتِبَارًا رَائِعًا. فَأَنَا لَمْ أَعُدْ أَرَى ٱلْآتِينَ مِنْ بُلْدَانٍ أُخْرَى أَشْخَاصًا ‹غُرَبَاءَ›، بَلْ مُوَاطِنِينَ فِي ٱلْأَرْضِ مِثْلِي. وَإِذْ صِرْتُ أَجِدُ أَنَّ كَلِمَةَ ‹غَرِيبٍ› هِيَ كَلِمَةٌ ٱزْدِرَائِيَّةٌ، وَضَعْتُ قَانُونًا مَنَعْتُ بِمُوجَبِهِ مُوَظَّفِي ٱلسِّي إِنْ إِنْ مِنِ ٱسْتِخْدَامِهَا سَوَاءٌ فِي أَحَادِيثِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ أَوْ فِي ٱلْبَرَامِجِ ٱلَّتِي يُذِيعُونَهَا».
١٥ لكِنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ يَتَبَنَّوْنَ كَفَرِيقٍ نَظْرَةَ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ. نَتِيجَةً لِذلِكَ، يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَغْيِيرِ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ تِجَاهَ ٱلْآخَرِينَ. فَعِوَضَ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلِٱزْدِرَاءِ وَٱلشَّكِّ وَٱلْبُغْضِ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ قَوْمِيَّاتٍ أُخْرَى، يَتَعَلَّمُونَ أَنْ يَفْرَحُوا بِٱلتَّنَوُّعِ ٱلْمَوْجُودِ بَيْنَ هؤُلَاءِ وَيُقَدِّرُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْقُدُرَاتِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُونَ بِهَا. فَهَلْ تَأَمَّلْتَ فِي هذَا ٱلْإِنْجَازِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي نُحَقِّقُهُ كَشَعْبٍ لِيَهْوَهَ وَفِي ٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي نِلْتَهَا شَخْصِيًّا جَرَّاءَ تَغْيِيرِ نَظْرَتِكَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟
عَالَمٌ لَا غُرَبَاءَ فِيهِ
١٦، ١٧ مَاذَا يَعْنِيهِ لَكُمْ شَخْصِيًّا إِتْمَامُ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ فِي رُؤْيَا ١٦:١٦ وَدَانِيَال ٢:٤٤؟
١٦ قَرِيبًا، سَتُحَارِبُ كُلُّ ٱلْأُمَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ وَقُوَّاتِهِ ٱلسَّمَاوِيَّةَ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ ٱلنِّهَائِيَّةِ ضِدَّ حُكْمِ ٱللّٰهِ، ٱلْمَعْرَكَةِ ٱلَّتِي تُدْعَى «بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ هَرْمَجِدُّونَ». (رؤ ١٦:١٤، ١٦؛ ١٩:١١-١٦) وَمُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠,٢ سَنَةٍ، أُوحِيَ لِلنَّبِيِّ دَانِيَالَ أَنْ يُنْبِئَ بِٱلْمَصِيرِ ٱلَّذِي سَتَؤُولُ إِلَيْهِ ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ ٱلْمُقَاوِمَةُ لِقَصْدِ ٱللّٰهِ، فَكَتَبَ: «فِي أَيَّامِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلٰهُ ٱلسَّمَاءِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا. وَمُلْكُهَا لَا يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ. فَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — دا ٢:٤٤.
١٧ تَخَيَّلْ مَا سَيَعْنِيهِ لَكَ شَخْصِيًّا إِتْمَامُ هذَا ٱلْأَمْرِ! فَكُلُّ ٱلْحُدُودِ ٱلْقَوْمِيَّةِ ٱلَّتِي أَقَامَهَا ٱلْبَشَرُ سَتَزُولُ، وَسَيَزُولُ مَعَهَا مَفْهُومُ ‹ٱلْغُرَبَاءِ› ٱلَّذِي تَأَتَّى عَنْ وُجُودِهَا. وَكُلُّ ٱخْتِلَافٍ فِي ٱلسِّمَاتِ ٱلْخَارِجِيَّةِ سَيَكُونُ مُجَرَّدَ ٱنْعِكَاسٍ لِلتَّنَوُّعِ ٱلرَّائِعِ ٱلْمَوْجُودِ فِي خَلِيقَةِ يَهْوَهَ. وَإِذْ يَكْمُنُ أَمَامَنَا هذَا ٱلْمُسْتَقْبَلُ ٱلرَّائِعُ، فَلْنَسْتَمِرَّ فِي تَمْجِيدِ وَتَسْبِيحِ خَالِقِنَا يَهْوَهَ بِكُلِّ مَا أُوتِينَا مِنْ قُوَّةٍ.
هَلْ تَتُوقُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي فِيهِ تَزُولُ ٱلْحُدُودُ ٱلْقَوْمِيَّةُ وَيَخْتَفِي مَفْهُومُ ‹ٱلْغُرَبَاءِ›؟
١٨ أَيَّةُ تَطَوُّرَاتٍ حَدَثَتْ مُؤَخَّرًا تُظْهِرُ أَنَّ مَفْهُومَ ‹ٱلْغُرَبَاءِ› لَا وُجُودَ لَهُ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ؟
١٨ هَلْ حُدُوثُ مِثْلِ هذَا ٱلتَّغْيِيرِ عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلْعَالَمِيِّ أَمْرٌ مُسْتَحِيلٌ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَمُنْذُ ٱلْآنَ نَرَى أَنَّ مَفْهُومَ ‹ٱلْغُرَبَاءِ› لَمْ يَعُدْ لَهُ وُجُودٌ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ، ٱلَّذِينَ لَا يُعِيرُونَ أَهَمِّيَّةً لِلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلْجِنْسِيَّاتِ بَيْنَهُمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، دُمِجَتْ بَعْضُ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ ٱلصَّغِيرَةِ لِتَسْهِيلِ عَمَلِ ٱلْإِشْرَافِ وَإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِفَعَّالِيَّةٍ أَكْبَرَ. (مت ٢٤:١٤) وَلَمْ تَقِفِ ٱلْحُدُودُ ٱلْقَوْمِيَّةُ عَائِقًا أَمَامَ تَنْفِيذِ هذَا ٱلدَّمْجِ إِلَّا عِنْدَمَا حَالَتِ ٱلْقَوَانِينُ دُونَ ذلِكَ. وَهذَا أَيْضًا بُرْهَانٌ مَلْمُوسٌ آخَرُ أَنَّ مَلِكَ يَهْوَهَ ٱلْمُتَوَّجَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُحَطِّمُ ٱلْيَوْمَ ٱلْحَوَاجِزَ ٱلْبَشَرِيَّةَ. وَهُوَ، عَمَّا قَرِيبٍ، سَوْفَ «يُتِمُّ غَلَبَتَهُ» وَيُزِيلُ كُلَّ ٱلْحُدُودِ ٱلْقَوْمِيَّةِ. — رؤ ٦:٢.
١٩ مَاذَا تُتِيحُ لُغَةُ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةُ؟
١٩ بِمَا أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يَنْتَمُونَ إِلَى بُلْدَانٍ مُتَعَدِّدَةٍ، فَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لُغَاتٍ مُخْتَلِفَةً. لكِنَّهُمْ يَسْعَوْنَ جَمِيعًا لِيُؤَيِّدُوا لُغَةَ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةَ، مَا يَخْلُقُ بَيْنَهُمْ رِبَاطَ وَحْدَةٍ لَا يَنْثَلِمُ. (اِقْرَأْ صفنيا ٣:٩.) وَهُمْ كَعَائِلَةٍ أُمَمِيَّةٍ يَبْقَوْنَ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْحَالِيِّ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِيهِ. وَهذِهِ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْمُوَحَّدَةُ مَا هِيَ سِوَى لَمْحَةٍ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي سَيَكُونُ خَالِيًا مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ. فَجَمِيعُ ٱلْأَحْيَاءِ آنَذَاكَ سَيَعْتَبِرُونَ أَنَّ كُلَّ ٱلْبَشَرِ بِمُخْتَلِفِ عُرُوقِهِمْ هُمْ إِخْوَةٌ.
-