-
والداكاسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الجزء ٦
والداك
لا بد ان والدَيك تعلّما امورا كثيرة من خبرتهما. فسبق ان تخطّيا مرحلة التغييرات الجسدية والعاطفية التي هي جزء من فترة المراهقة. ومبدئيا، ينبغي ان يكونا افضل مَن بإمكانه ارشادك لتتخطّى انت ايضا هذه المرحلة. ولكن قد يبدو لك احيانا ان والدَيك يعقِّدان مشاكلك بدلا من حلّها. مثلا، قد تواجه احدى الصعوبات التالية:
□ والداي ينتقدانني دائما.
□ ابي او امي مدمنان على المخدِّرات او الكحول.
□ والداي يتشاجران دائما.
□ والداي منفصلان.
ستساعدك الفصول ٢١-٢٥ ان تتأقلم مع هذه المشاكل وغيرها.
-
-
كيف يمكنني تقبُّل الانتقاد؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الفصل ٢١
كيف يمكنني تقبُّل الانتقاد؟
«كانت امي اشبه بتحرٍّ اذ انها كانت على الدوام تقف لي بالمرصاد باحثة عن تقصيراتي. فقبل ان يتسنى لي الوقت للانتهاء من الاعمال المنزلية، كانت تتفحَّص عملي باحثة عن الاخطاء». — كرايڠ.
«كان والداي يوبِّخانني دائما على شيء ما. وكانا يقولان لي انني أفتقر الى التنظيم في حياتي. ولم يتركا شيئا إلا ووبَّخاني عليه — سواء كان متعلقا بالمدرسة او البيت او الجماعة». — جايمس.
هل تشعر احيانا وكأن لا شيء ابدا مما تفعله يرضي والدَيك؟ هل تحسّ وكأن كل تحركاتك مراقَبة وأنك تخضع دائما للتقييم ولكنك لا تكون ابدا على المستوى المطلوب؟
اية عبارة من العبارات التالية كثيرا ما تسمعها؟
□ انت تترك غرفتك دائما دون ترتيب.
□ انت تشاهد التلفزيون اكثر من اللازم.
□ انت تسهر حتى وقت متأخر جدا.
□ انت تتأخر دائما في النهوض من فراشك.
اكتب ادناه الملاحظة او الانتقاد الذي يزعجك اكثر من غيره.
․․․․․
صحيح ان الاوامر والانتقادات قد تثير اعصابك، ولكن فكّر في ما يلي: اذا لم تنلْ قط اية مشورة او تأديب، أفلا تبدأ بالتساؤل هل يهتم والداك بك ام لا؟ (عبرانيين ١٢:٨) فالتأديب هو في الواقع دليل على محبة والدَيك. فالكتاب المقدس يقول ان الاب يوبِّخ «ابنه الذي يسرّ به». — امثال ٣:١٢.
اذًا، يجب ان تكون شاكرا لوالدَيك لأنهما يهتمان بك كفاية ليقوِّماك. فأنت لا تزال صغير السن وعديم الخبرة نسبيا. لذلك قد يكون التقويم لازما احيانا. فدون ارشاد، من الممكن ان تغلبك «الشهوات الشبابية» بسهولة. — ٢ تيموثاوس ٢:٢٢.
كم هو مؤلم!
طبعا، ان «كل تأديب لا يبدو في الحاضر مفرحا بل محزنا». (عبرانيين ١٢:١١) ويصح ذلك خصوصا عندما تكون صغير السن. فشخصيتك لم تتكوّن بعد، اذ لم تصر راشدا بعد ولم تكتشف مَن انت. لذلك فإن الملاحظات الانتقادية يمكن ان تثير استياءك حتى لو كان والداك قد فكّرا فيها مليّا وقدّماها لك بلطف.
وردّ فعلك هذا طبيعي. فنظرتك الى نفسك تتأثر بسهولة بما يقوله الآخرون عنك. ورأي والدَيك بشكل خصوصي يؤثر تأثيرا بالغا في احترامك لنفسك. وهذا ما قد يجعلك تنسحق اذا قوَّمك احد والدَيك او انتقد طريقة فعلك امرا ما.
ولكن هل يعني ذلك ان لا شيء ابدا مما تفعله يرضي والدَيك او انك شخص فاشل تماما لأنهما لفتا نظرك الى بعض عيوبك؟ كلا. فكل البشر بعيدون كل البعد عن الكمال. (جامعة ٧:٢٠) وارتكاب الاخطاء هو جزء من عملية التعلُّم واكتساب الخبرة. (ايوب ٦:٢٤) ولكن ما القول اذا كان والداك يمطرانك بالانتقاد عندما تفعل امرا خاطئا ولكنهما بالكاد يقولان لك شيئا حين تفعل امرا صائبا؟ لا شك ان هذا امر مؤلم. ولكنه بالتأكيد لا يعني انك شخص فاشل تماما.
ما وراء الانتقاد
احيانا، يصير احد والدَيك انتقاديا جدا. لكنَّ ذلك قد لا يكون بسبب خطإ اقترفته انت، بل لأنه سيئ المزاج. مثلا، هل كان يوم امك شاقًّا؟ او هل هي مريضة؟ في حالات كهذه، قد تميل اكثر من المعتاد الى انتقادك اذا لم تكن غرفتك نظيفة ومرتبة. وهل ابوك غاضب ومنزعج بسبب بعض المشاكل المالية في العائلة؟ في هذه الحال، قد يتكلم من غير روية «مثل طعنات السيف». (امثال ١٢:١٨) لا يمكن الانكار ان انتقادا غير منصف كهذا هو امر مغيظ. ولكن حاوِل ان تتغاضى عن اخطاء والدَيك. فإذا فكّرت باستمرار في الظلم الذي تتعرض له، فلن يعمل ذلك إلا على اغاظتك اكثر. وتذكّر «اننا جميعا نعثر مرارا كثيرة. إنْ كان احد لا يعثر في الكلام فذاك انسان كامل». — يعقوب ٣:٢.
بما ان والدَيك شخصان ناقصان، فقد تنتابهما هما ايضا مشاعر عدم الجدارة. وفي الواقع، فإن فشلك انت يمكن ان يجعلهما يشعران وكأنهما هما اللذان فشلا! مثلا، قد تنتقد ام ابنتها اذا كانت علاماتها المدرسية متدنية. لكن ما تفكّر فيه هذه الام بينها وبين نفسها هو: ‹اخاف ان اكون امًّا فاشلة لأنني لا ابذل كل جهدي لمساعدة ابنتي على النجاح›.
المحافظة على الهدوء في وجه الانتقاد
مهما كان السبب وراء الانتقاد، فقد تتساءل: ‹كيف يمكنني تقبُّله؟›. اولا، احذر لئلا تطلق العنان لغضبك. تقول الامثال ١٧:٢٧: «ذو المعرفة يمسك أقواله، وذو التمييز عنده سكينة الروح». فكيف تحافظ على «سكينة الروح» في وجه الانتقاد؟ جرِّب الخطوات التالية:
أَصغِ. بدلا من المبادرة فورا الى تبرير تصرفاتك او الاصرار على براءتك، حاوِل ان تضبط مشاعرك وتستوعب ما يقوله والداك. فقد قال التلميذ يعقوب للمسيحيين ان يكونوا ‹سريعين في الاستماع، بطيئين في التكلم، بطيئين في السخط›. (يعقوب ١:١٩) فإذا اغتظت وقاطعت والدَيك وهما يتكلمان معك، فسيظنان انك لا تصغي اليهما. وهذا ما سيغضبهما ويؤدي بهما حتما الى زيادة نصائحهما لك وليس تقليلها.
ركِّز. قد تشعر احيانا ان والدَيك لم يقدِّما لك المشورة بلطف. ولكن بدلا من التفكير في اسلوب كلامهما، لمَ لا تركِّز على مضمون كلامهما؟ اسأل نفسك: ‹اي جزء من هذا الانتقاد اعرف انه صحيح؟ هل سمعتُ قبلا هذا الانتقاد من والدَي؟ ماذا اخسر اذا فعلت ما يريدانه؟›. وتذكَّر انه كيفما بدا لك الوضع عند نيل التأديب، فإن والدَيك يؤدّبانك بدافع المحبة. فلو كانا يكرهانك فعلا، لما ادّباك على الاطلاق. — امثال ١٣:٢٤.
كرِّر. اذا اعدت صياغة مشورة والدَيك وكرّرتها امامهما بطريقة تنمّ عن الاحترام، تؤكِّد لهما انك سمعت ما قالاه. مثلا، يمكن ان يقولا لك: «انت تترك غرفتك دائما دون ترتيب. فاذهب ورتّبها وإلا سنعاقبك». لكنك قد تفكر: ‹وما بها غرفتي؟ انها مرتبة›. إلا ان قول ذلك لوالدَيك لا يفيد. حاوِل ان ترى الامور من وجهة نظرهما. ومن الافضل ان تجيبهما دون سخرية بعبارة مثل: «معكما حق. غرفتي هي فعلا غير مرتبة. فهل تريدان ان ارتّبها الآن ام بعد العشاء؟». فإذا اعترفت ان والدَيك على صواب، تهدِّئ على الارجح من انزعاجهما. وطبعا، عليك بعدئذ ان تفعل ما يريدانه منك. — افسس ٦:١.
انتظِر. لا تحاول تبرير نفسك إلا بعد ان تفعل ما يريدانه. فالكتاب المقدس يقول: «الضابط شفتيه . . . هو فطين». (امثال ١٠:١٩) فإذا لاحظ والداك انك تصغي اليهما فعلا، يكونان اكثر استعدادا للاصغاء اليك.
دوِّن هنا اية خطوة من الخطوات الآنفة الذكر انت بحاجة الى تطبيقها اكثر من غيرها. ․․․․․
لماذا الامر جدير بالعناء؟
اذا قيل لك ان هنالك ذهبا في مكان ما، فهل تكون مستعدا لتحمّل المشقات في سبيل اكتشاف هذا الكنز؟ لا شك في ذلك. لكنَّ الكتاب المقدس يقول ان الحكمة اكثر قيمة من اي كنز. (امثال ٣:١٣، ١٤) فكيف تصير حكيما؟ تقول الامثال ١٩:٢٠: «اسمع المشورة واقبل التأديب، لكي تصير حكيما في آخرتك». صحيح ان المشورة والتأديب قد يضايقانك، ولكن اذا تمكنت من اكتشاف الحكمة وراء ايّ انتقاد يوجَّه اليك والعمل بموجبها، فستربح كنزا اكثر قيمة من الذهب.
ان الانتقاد هو جزء لا يتجزأ من الحياة. ففي الوقت الحاضر، يوجِّه اليك والداك ومعلموك الانتقاد. وفي المستقبل، ستضطر دون شك الى مواجهته من رب عملك والآخرين. فإذا تعلمت كيف تتقبَّل الانتقاد في البيت، فستصير تلميذا مجتهدا، موظفا يحظى بتقدير الآخرين، وشخصا جديرا بالثقة. حقا، ان تقبُّل النقد هو ثمن زهيد ندفعه لقاء كل هذه النتائج الرائعة التي نحصدها!
هل تشعر ان القواعد التي يضعها والداك تضيِّق الخناق عليك؟ تعلَّم كيف تكون قانعا بمقدار الحرية الذي تتمتع به، وكيف يمكنك نيل المزيد من الحرية.
آية رئيسية
«الحكيم يسمع فيزداد علما». — امثال ١:٥.
نصيحة عملية
اليك اقتراحَين يساعدانك على تقبُّل التقويم من والدَيك:
● قدِّر ايّ مدح يقدِّمانه لك مع الانتقاد.
● اطلب منهما توضيحا اذا لم تتمكن من فهم المشكلة او الحل كاملا.
هل تعرف . . . ؟
يستصعب بعض الآباء والامهات معاملة اولادهم بمحبة لأنهم لم ينالوا المحبة والتفهم بما فيه الكفاية من والديهم.
خطة عمل
عندما يوجّه اليّ والداي الانتقاد في المرة المقبلة، سوف ․․․․․
اذا شعرت ان والديّ ينتقدانني اكثر من اللازم، فسوف ․․․․․
اود ان اسأل والدي (والديّ) ما يلي حول هذا الموضوع: ․․․․․
ما رأيك؟
● لماذا قد تستصعب تقبُّل الانتقاد؟
● ماذا قد يجعل والدَيك ينتقدانك؟
● كيف يمكنك الاستفادة الى اقصى حدّ من المشورة التي تنالها؟
[النبذة في الصفحة ١٧٧]
«طوال حياتي، كنا انا وأمي نصرخ احدانا على الاخرى. لكنني الآن احاول ان اطبّق ما تقوله كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس. وهذا الاسلوب فعّال. فموقف امي ابتدأ يتغير. وعندما طبقت مشورة الكتاب المقدس، صرت اتفهمها بشكل افضل. لذلك تحسنت علاقتنا». — مارلين
[الصورة في الصفحة ١٨٠]
اذا تمكنت من اكتشاف الحكمة وراء ايّ انتقاد يوجَّه اليك، فستربح كنزا اكثر قيمة من الذهب
-
-
لمَ كل هذه القواعد؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الفصل ٢٢
لمَ كل هذه القواعد؟
ما هي بعض القواعد الموجودة في عائلتك؟ ․․․․․
برأيك، هل هذه القواعد منصفة دائما؟
□ نعم □ كلا
اية قاعدة تستصعب الالتزام بها اكثر من غيرها؟ ․․․․․
من المرجح ان والدَيك يحدِّدان لك قواعد يترتب عليك التقيّد بها. وقد تتضمن هذه القواعد امورا تتعلق بالواجبات المدرسية، الاعمال المنزلية، والاوقات التي يجب ان تعود فيها الى المنزل. وقد يضعان ايضا قيودا على حضورك التلفزيون واستعمالك الهاتف والكمبيوتر. وتتخطى هذه القواعد أحيانا حدود المنزل لتشمل تصرفاتك في المدرسة وانتقاءك لأصدقائك.
فهل تشعر ان هذه القيود تضيِّق الخناق عليك؟ ربما يكون لسان حالك كلسان حال الاحداث الذين نقتبس اقوالهم في ما يلي:
«كم كرهت ان يحدّد لي ابواي وقتا ارجع فيه الى المنزل! فكنت اتضايق كثيرا عندما اضطرّ ان اعود الى البيت قبل الآخرين». — آلن.
«انه لأمر بغيض ان يراقب احد الاتصالات التي تجريها على الهاتف الخلوي. فهذا يجعلني اشعر انني أُعامَل كطفلة». — اليزابيث.
«شعرت ان والدَيّ يحاولان افساد حياتي الاجتماعية، وكأنهما لا يريدان ان يكون لدي اصدقاء». — نيكول.
في حين ان عددا كبيرا من الاحداث اليوم لا يلتزمون في كثير من الاحيان بقواعد والديهم، يُقرّ معظمهم انهم بحاجة الى قواعد تضبط حياتهم لئلا تعمّها الفوضى. ولكن اذا كانت القواعد مهمة الى هذا الحد، فلماذا يشعر الاحداث ان بعضها مزعج جدا؟
‹لم اعُد ولدا صغيرا!›
لربما تثير القواعد التي يفرضها والداك استياءك، لأنها تجعلك تشعر انك تُعامَل كطفل. ولكن لا شك ان والدَيك يعتبران هذه القواعد مهمة جدا لأنها تحميك وتعدّك لتحمل المسؤوليات التي ستُلقى على عاتقك عندما تكبر.
رغم ذلك، ربما تشعر ان القواعد المفروضة عليك لا تتناسب مع عمرك وأنها تكبّلك. هذا تماما ما احست به حدثة اسمها برِييل. فقد قالت عن والدَيها: «لقد نسيا تماما كيف يشعر الحدث في مثل عمري. فهما لا يريدانني ان اعبِّر عن رأيي، أتّخذ قرارا، او اكون راشدة». وهذا ما شعرت به ايضا حدثة اسمها اليسون. فهي تقول: «يبدو ان والدَيّ لا يفهمان انني صرت في الثامنة عشرة من عمري ولست ابنة عشر سنوات. عليهما ان يثقا بي اكثر».
كما انك ستنزعج بالتأكيد اذا بدا لك ان والدَيك اكثر تساهلا في التعامل مع اخوتك. مثلا، اذ يعود ماثيو بالذاكرة الى ايام مراهقته، يقول عن اخته وبنات عمته الاصغر منه: «كانت الفتيات ينجون دوما بفعلتهن مهما كان الخطأ فادحا».
هل الحياة افضل دون قواعد؟
من الطبيعي ان تشعر احيانا برغبة في التحرر من سلطة ابويك. ولكن هل صحيح ان حياتك ستكون افضل اذا لم يفرض والداك القيود عليك؟ لا شك انك تعرف احداثا عديدين في مثل سنك يسهرون خارج المنزل قدر ما يشاؤون، يرتدون الملابس التي تحلو لهم، ويخرجون برفقة اصدقائهم ساعة يريدون وإلى اي مكان يختارونه. وقد يكون والدوهم اكثر انشغالا من ان يلاحظوا ما يقوم به اولادهم. ولكن مهما كان الوضع، يُظهِر الكتاب المقدس ان طريقة التربية هذه لن تنجح. (امثال ٢٩:١٥) فقلة المحبة المتفشية في العالم اليوم تُعزى بشكل رئيسي الى العدد الكبير من الاشخاص الانانيين الذين تربى كثيرون منهم في عائلات لا قواعد فيها ولا قيود. — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
لذلك عوض ان تحسد الاحداث الذين يعيشون على هواهم، لمَ لا تعتبر القواعد التي يضعها والداك دليلا على محبتهما لك واهتمامهما بك؟ فحين يفرض الوالدون على اولادهم قواعد متزنة، يقتدون بيهوه اللّٰه الذي قال لشعبه: «امنحك بصيرة وأرشدك في الطريق الذي تسلكه. اقدِّم النصح وعيني عليك». — مزمور ٣٢:٨.
ولكن قد تشعر احيانا انك ترزح تحت وطأة القواعد التي يفرضها عليك والداك. فماذا يمكنك فعله لتزيح هذا العبء الثقيل عن كاهلك؟
التواصل يعود عليك بالفوائد
سواء اردت ان تحصل على حرية اكبر او ان تخفّف انزعاجك من القيود التي يفرضها والداك عليك، فإن التواصل الجيد هو سبيلك الى ذلك. إلا ان البعض قد يقولون: ‹حاولت ان أُناقش المسألة مع والدَيّ، ولكن دون جدوى›. اذا صحّ ذلك في حالتك، فاسأل نفسك: ‹هل يمكنني ان احسّن مهاراتي في التواصل؟›. فالتواصل اداة مهمة تساعد والدَيك على تفهمك او تساعدك على تفهم سبب رفض والدَيك لطلبك. لذلك اذا اردت ان تُعامَل كشخص ناضج، فعليك ان تنمي مهارات التواصل التي يملكها الناضجون. فكيف يمكنك ذلك؟
تعلَّم ان تتحكم بمشاعرك. يتطلب التواصل الجيد ضبط النفس. يقول الكتاب المقدس: «الغبي لا يضبط روحه ابدا، والحكيم يسكّنها الى النهاية». (امثال ٢٩:١١) لذلك تجنّب النقّ، العبوس، ونوبات الغضب الطفولية. ورغم انه من الطبيعي ان ترغب في صفق الباب او التنقل في المنزل خابطا الارض برجليك عندما يمنعك والداك عن امر ما، الا ان هذه التصرفات لن تجعلهما يمنحانك مزيدا من الحرية، بل ستدفعهما الى فرض المزيد من القيود عليك.
حاوِل ان تفهم وجهة نظر والدَيك. تقول ترايسي، حدثة مسيحية تربت في عائلة ذات والد واحد: «أسأل نفسي: ‹ما الذي تهدف اليه امي من هذه القواعد؟›». وما هو استنتاجها؟ تذكر: «انها تحاول مساعدتي كي اصبح شخصا افضل». (امثال ٣:١، ٢) فعندما تحاول ان تفهم ما يفكر فيه والداك، يصبح بمقدورك ان تتواصل معهما بشكل افضل.
لنفرض على سبيل المثال ان والديك يترددان في السماح لك بالذهاب الى تجمع ما. فعوض ان تتجادل معهما، لمَ لا تسألهما: «ماذا لو رافقني احد اصدقائي الناضجين والجديرين بالثقة»؟ قد لا يوافق والداك على طلبك. ولكن اذا استطعت ان تفهم ما يقلقهما، فستتمكن من تقديم اقتراحات افضل يمكن ان يقبلاها بسهولة.
زِد ثقة والديك بك. لنفرض ان رجلا يدين بالمال لأحد المصارف. فإذا سدّد الدفعات في الوقت المحدّد، يكسب ثقة المصرف. حتى ان المصرف قد يوافق على اعطائه دَينا آخر في المستقبل. يصحّ الامر نفسه في العائلة. فأنت تدين لوالدَيك بالطاعة. وإذا اثبتّ انك شخص يُعتمد عليه، حتى في الامور الصغيرة، فستزداد على الارجح ثقة والدَيك بك. أما اذا كنت تخيّب املهما باستمرار فلا تستغرب اذا ضعفت، او حتى تلاشت، ثقتهما بك.
عندما تخالف احدى القواعد
على الارجح، ستخالف ذات يوم احدى القواعد التي يفرضها والداك. فربما تقصِّر في القيام بواجباتك المنزلية، او تتجاوز الوقت المسموح به على الهاتف، او تتأخر في العودة الى البيت في الوقت المحدَّد. (مزمور ١٣٠:٣) وها انت الآن امام والديك! فكيف تتدارك الامر لئلا يزداد الوضع سوءا؟
قُل الحقيقة. لن تفيدك المراوغة في هذا الظرف. فاللفّ والدوران يقوّضان ما تبقى من ثقة والدَيك بك. لذلك كن صادقا واذكر التفاصيل بدقة. (امثال ٢٨:١٣) تجنّب ايضا تبرير فعلتك او التخفيف من فداحة خطإك. وتذكّر دوما ان «الجواب الليّن يردّ السخط». — امثال ١٥:١.
اعتذِر. يحسن بك ان تعبّر لوالدَيك عن اسفك حيال ما سبّبته لهما من قلق او تعب او خيبة امل. فقد يخفّف ذلك من شدّة العقاب. ولكن يجب ان يكون ندمك صادقا.
تحمَّل العواقب. (غلاطية ٦:٧) قد تسارع في البداية الى مجادلة والدَيك بشأن العقاب، وخصوصا اذا بدا لك ظالما. لكنّ تحمُّل مسؤولية افعالك هو دليل نضج. لذلك من الأَولى بك ان تحاول استعادة ثقة والدَيك.
دوِّن هنا اية نقطة من النقاط الثلاث الآنفة الذكر انت بحاجة الى تطبيقها اكثر من غيرها. ․․․․․
تذكَّر ان لدى والدَيك مسؤولية ان يضبطا الى حدّ ما تصرفاتك. لذلك يتحدث الكتاب المقدس عن «وصية ابيك» و «شريعة امك». (امثال ٦:٢٠) ولكن لا يجب ان تشعر ان هذه القواعد ستخرب حياتك. على العكس، إذا خضعت لسلطة والديك، يعدك يهوه بأن «يحالفك التوفيق» في المستقبل. — افسس ٦:١-٣.
اقرإ المزيد عن هذا الموضوع في الجزء ١، الفصل ٣
هل احد والدَيك مدمن على المخدِّرات او الكحول؟ تعلَّم كيف يمكنك التأقلم مع هذه المشكلة.
آية رئيسية
«اكرم اباك وأمك . . . لكي يحالفك التوفيق». — افسس ٦:٢،٣.
نصيحة عملية
اذا اردت ان يمنحك والداك حرية اكبر، فاحرص على التقيّد بالقواعد التي يضعانها. وبمرور الوقت، تثبت لهما انك ولد مطيع. وهذا ما يدفعهما على الاغلب الى الموافقة على ما تطلبه منهما.
هل تعرف . . . ؟
تُظهِر الابحاث ان الاولاد الذين يقوم والدوهم بوضع القواعد وتطبيقها بمحبة من المرجّح ان يتفوقوا في المدرسة، يتعاملوا بشكل افضل مع الآخرين، ويعيشوا في العموم حياة سعيدة.
خطة عمل
اذا خالفت احدى القواعد، فسأقول ․․․․․
يمكنني ان اكسب ثقة والديّ بـ ․․․․․
اود ان اسأل والدي (والديّ) ما يلي حول هذا الموضوع: ․․․․․
ما رأيك؟
● لماذا قد يبدو ان والدَيك يفرطان احيانا في حمايتك؟
● لماذا تبالغ احيانا في رد فعلك عندما يضع والداك القيود؟
● كيف تحسّن مهاراتك في التواصل مع والدَيك؟
[النبذة في الصفحة ١٨٣]
«عندما تكون في عمر الحداثة، تظن انك تعرف كل شيء. لذلك عندما يضع والداك القيود على تصرفاتك، من السهل ان تغتاظ منهما. لكنَّ قواعدهما هي في الواقع لمصلحتك».— ميڠان
[الاطار في الصفحة ١٨٦]
هل والداك متحيزان فعلا؟
هل تساءلت مرة: ‹لماذا لا يعاملني والداي انا وإخوتي بالطريقة نفسها؟›. لكنَّ الانصاف لا يقتضي دائما ان يعامل المرء اولاده بالطريقة نفسها. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يهمل والداك حاجاتك؟ على سبيل المثال، هل هما على استعداد لمدّ يد العون لك عندما تحتاج الى نصيحتهما، مساعدتهما، او دعمهما؟ في هذه الحال، هل يمكنك القول فعلا انهما يظلمانك؟ بما ان حاجاتك تختلف عن حاجات اشقائك، يستحيل على والدَيك ان يعاملاكم بالطريقة نفسها دائما. وهذا ما ادركته بيث التي تبلغ الآن الثامنة عشرة من عمرها. فهي تقول: ‹انا وأخي شخصان مختلفان وكلّ منا يحتاج الى معاملة مختلفة. كيف لم استطع ان افهم هذا الامر عندما كنت اصغر؟!›.
[الاطار/الصورة في الصفحة ١٨٩]
اطار مساعد على اتخاذ القرارات
تكلَّم مع والدَيك
ناقشنا في الفصلين السابقين كيف يجب ان تتصرف حين ينتقدك والداك ويضعان القواعد. ولكن ما العمل اذا كنت تشعر انهما صارمان اكثر من اللازم في احد هذين المجالين او في كليهما؟ كيف يمكنك ان تبدأ بالحديث معهما عن هذا الامر؟
• اختَر وقتا تكون فيه مرتاحا ووالداك غير مشغولَين.
• تحدّث مع والدَيك بصراحة ولكن لا تدع المشاعر تسيطر عليك. وتكلّم معهما باحترام.
اذا كنت تشعر ان والدَيك ينتقدانك كثيرا، يمكنك ان تقول: «انا ابذل كل ما في وسعي لأفعل ما هو صائب. لذلك أنزعج عندما اشعر انني أُنتقد طوال الوقت. فهل يمكننا التحدث عن هذا الموضوع؟».
دوِّن ادناه ما هو اقتراحك للبدء بحديث مع والدَيك عن هذا الموضوع.
․․․․․
✔نصيحة عملية: بغية اذابة الجليد بينك وبين والدَيك، اقترح على والدَيك ان تناقشوا معا الفصل ٢١. فربما يقبلان اقتراحك هذا.
اذا كنت تشعر ان والدَيك لا يعطيانك مقدارا كافيا من الحرية، يمكنك ان تقول: «احب ان اثبت لكما انني اهل للمسؤولية كي اتمكن من نيل حرية اكبر بمرور الوقت. فماذا ينبغي ان افعل؟».
دوِّن ادناه ما هو اقتراحك للبدء بحديث مع والدَيك عن هذا الموضوع.
․․․․․
✔نصيحة عملية: راجع الفصل ٣ من الجزء ١، ثم أعِدّ لائحة بالاسئلة التي خطرت على بالك بشأن ما قرأته.
[الصورة في الصفحتين ١٨٤ و ١٨٥]
اطاعة والدَيك هي اشبه بتسديد دَين للمصرف. فكلما اثبتّ انك شخص يُعتمد عليه، ازدادت الثقة بك
-
-
ما العمل اذا كان احد والدَيَّ مدمنا على المخدِّرات او الكحول؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الفصل ٢٣
ما العمل اذا كان احد والدَيَّ مدمنا على المخدِّرات او الكحول؟
«قال ابي انه ذاهب لإصلاح السيارة، لكنه غاب طوال النهار ولم نعرف عنه شيئا. فحاولت امي الاتصال به على الهاتف، إلا انه لم يردّ. لاحظت القلق باديا على وجهها وأنها تستعد للخروج من المنزل. فنظرت اليّ وقالت لي: ‹انا ذاهبة للبحث عن ابيك›.
«لاحقا، عادت امي وحدها. فسألتها: ‹لم تجدي ابي، أليس كذلك؟›. فأجابتني: ‹كلا›.
«عندئذ، علمت ان ابي عاد الى حيله المعهودة. فقد فعل الامر عينه في المرة الماضية. فأبي هو مدمن على المخدِّرات. وعندما رجع الى البيت، كانت اعصابنا انا وأمي قد انهارت. وفي اليوم التالي تجاهلتُه كليّا، الامر الذي آلمني كثيرا». — كارين، ١٤ سنة.
يضطر ملايين الاحداث ان يعيشوا في جحيم لا يُطاق مع اب او ام مدمنين على المخدِّرات او الكحول. فإذا كان والدك يعاني ادمانا كهذا، فقد يسبب لك الاحراج، الاحباط، والغضب.
على سبيل المثال، تربت ميري مع اب كان يبدو للناس شخصا لطيفا. أما في البيت فكان عنيفا مع عائلته ويستخدم الشتائم في حديثه معهم، لأنه كان كحوليًّا في السرّ. وهي تتذكر بمرارة: «كان الناس يقتربون الينا نحن الاولاد ويقولون لنا كم هو رائع ابونا وكم نحن محظوظون».a
فكيف يمكنك مواجهة الوضع اذا كان احد والدَيك مدمنا على المخدِّرات او الكحول؟
تفهُّم الاسباب وراء الادمان
اولا، من المساعد ان تعرف اكثر عن المشكلة التي يعانيها والدك. تقول الامثال ١:٥: «الفهيم يكتسب هداية». لذلك من المساعد ان تعرف بعض المعلومات عن الادمان، الشخص الذي يصير مدمنا على الكحول او المخدِّرات، والسبب وراء ادمانه.
مثلا، ليس الكحولي مجرد شخص يفرط في الشرب بين حين وآخر، بل شخص يعاني اضطراب شرب مزمنا.b فالكحول هو شغله الشاغل، لا بل هو مهووس به بحيث انه لا يستطيع ضبط نفسه متى ابتدأ بالشرب. وإدمانه هذا يسبِّب مشاكل مؤلمة تؤثر في عائلته، عمله، وصحته.
في حين ان بعض الاشخاص يكونون بالوراثة عرضة اكثر من غيرهم ليصيروا مدمنين على الكحول، يبدو ان العوامل العاطفية لها علاقة بالامر ايضا. وفي الواقع، غالبا ما تنتاب كثيرين من الكحوليين مشاعر سلبية حيال انفسهم. (امثال ١٤:١٣) حتى ان بعضهم ربّاهم والدون كحوليون. لذلك فهم يلجأون الى الشرب لتخدير الآلام العاطفية التي يحملونها من الطفولة. ويصحّ الامر نفسه في المدمنين على المخدِّرات.
طبعا، ان شرب الكحول او تعاطي المخدِّرات يجعلان مشاكل الشخص تتفاقم، فهما يشوِّشان تفكيره ومشاعره. لهذا السبب، قد يحتاج والدك المدمن الى المساعدة من شخص اختصاصي للتحرر من ادمانه.
تعديل توقعاتك
لا شك ان تفهُّم سبب تصرفات والدك المحرجة لا يزيل المشكلة. إلا ان معرفة بعض المعلومات عن ادمانه قد تمكّنك من الشعور نوعا ما بالشفقة عليه.
مثلا، اذا كان والدك مصابا بكسر في رجله، فهل تتوقع منه ان يلعب معك كرة القدم؟ وماذا لو كنت تعرف ان اصابته ناجمة عن تصرفه بحماقة؟ لا شك ان املك سيخيب. لكنك تعرف ان اصابته ستجعله عاجزا عن اللعب معك الى ان يُشفى منها. ومعرفة هذا الواقع تساعدك على تعديل توقعاتك.
على نحو مماثل، ان الوالد الكحولي او المدمن على المخدِّرات هو شخص لديه قدرات عقلية وعاطفية محدودة. صحيح انه المسؤول عن «اصابته» هذه وأنك مستاء من تصرفه بحماقة، إلا انه سيبقى عاجزا عن الاعتناء بك حتى يطلب مساعدة متخصصة. لذلك فإن اعتبار ادمانه اصابة تسبب العجز يمكن ان يساعدك على تعديل توقعاتك.
ماذا يمكنك ان تفعل؟
يجب ان تعرف انك مضطر الى التعايش مع عواقب تصرف والدك المدمن حتى يقوِّم طريقة حياته. فماذا يمكنك ان تفعل في هذا الخصوص؟
لا تتحمل مسؤولية ادمان والدك. ان والدك وحده هو المسؤول عن ادمانه. تقول غلاطية ٦:٥: «كل واحد سيحمل حمله الخاص». فليس من مسؤوليتك ان تشفيه ولست مجبرا على حمايته من عواقب ادمانه. مثلا، لست مضطرا ان تكذب على رب عمله لتغطي ما فعله او ان تجرّه الى السرير عندما يفقد وعيه نتيجة الاسراف في الشرب.
شجِّع والدك على نيل المساعدة. ان اكبر مشكلة يواجهها والدك هي الاعتراف انه يعاني مشكلة. لذلك حين يكون واعيا وهادئا، بإمكان الوالد غير الكحولي والاولاد الكبار اخباره كيف تؤثر تصرفاته في العائلة وما يلزم ان يفعله بهذا الشأن.
اضافة الى ذلك، يحسن بوالدك المدمن ان يدوِّن الاجوبة عن الاسئلة التالية: ماذا سيحدث لي ولعائلتي اذا استمررت في الشرب او تعاطي المخدِّرات؟ ماذا سيحدث اذا اقلعت عن هذه العادة؟ وماذا يجب ان افعل لأنال المساعدة؟
غادِر المكان اذا شعرت ان مشكلة ستنشأ. تقول الامثال ١٧:١٤: «انصرف قبل انفجار الخصومة». فلا تعرِّض نفسك للخطر بالدخول في شجار. وإذا كان ممكنا، فادخل الى غرفتك او اذهب الى بيت صديق. وعندما تكون معرَّضا للعنف، قد يلزم ان تطلب المساعدة من خارج العائلة.
اعترِف بمشاعرك. يشعر بعض الاحداث بالذنب لأنهم يغتاظون من والدهم المدمن. ولكن من الطبيعي ان تشعر بالاغتياظ نوعا ما، وخصوصا اذا كان ادمان والدك يمنعه من منحك المحبة والدعم اللذين تحتاج اليهما. مما لا شك فيه ان الكتاب المقدس يُلزِمك ان تُكرم والدك. (افسس ٦:٢، ٣) لكنَّ ‹الاكرام› يعني احترام سلطته تماما كما تحترم سلطة شرطي او قاضٍ. وهذا لا يعني انك توافق على ادمانه. (روما ١٢:٩) وإذا كان شربه او تعاطيه المخدِّرات يثيران اشمئزازك، فهذا لا يعني انك شخص رديء. فالادمان هو فعلا مثير للاشمئزاز! — امثال ٢٣:٢٩-٣٥.
جِد معاشرة بنَّاءة. عندما تكون حياتك العائلية ملآنة بالاضطرابات، قد تتشوه نظرتك الى ما هو طبيعي. لذلك من المهم ان تتمتع بمعاشرة اشخاص اصحاء روحيا وعاطفيا. ويمكن للجماعة المسيحية ان تمنحك الكثير من التشجيع والدعم، وكذلك الراحة المؤقتة من الضغط في العائلة. (امثال ١٧:١٧) ومعاشرة العائلات المسيحية تزوِّدك بنموذج سليم للحياة العائلية، مما يغيّر الصورة المشوَّهة التي تراها في البيت.
اطلب الدعم من الآخرين. من المساعد ان يكون لديك شخص راشد ناضج يمكنك الوثوق به والبوح له بمشاعرك. وشيوخ الجماعة مستعدون لمساعدتك عند اللزوم. فالكتاب المقدس يقول ان هؤلاء الرجال هم «كمخبإ من الريح وستر من العاصفة، كجداول ماء في ارض قاحلة، كظل صخرة عظيمة في ارض معيية». (اشعيا ٣٢:٢) فلا تخَف او تخجل من اللجوء اليهم من اجل التعزية والنصيحة.
دوِّن هنا اية خطوة من الخطوات الست الآنفة الذكر ستحاول تطبيقها اولا. ․․․․․
صحيح انك قد لا تستطيع تغيير الحالة في بيتك، ولكن بمقدورك ان تتحكم بتأثيرها فيك. فبدلا من محاولة السيطرة على افعال والدك، ركِّز على الشخص الذي يمكنك السيطرة عليه: انت. كتب الرسول بولس: «اعملوا لأجل خلاصكم». (فيلبي ٢:١٢) فهذا ما سيساعدك ان تحافظ على نظرة ايجابية، حتى انه قد يدفع والدك الى طلب المساعدة للتحرر من ادمانه.
ما العمل اذا كان والداك يتشاجران طوال الوقت؟ وكيف تتغلب على الاضطراب العاطفي؟
[الحاشيتان]
a اذا كنت تتعرض للاساءة على يد والد كحولي، ينبغي ان تطلب المساعدة. فتكلم الى احد الراشدين الذين تثق بهم. وإذا كنت واحدا من شهود يهوه، يمكنك اللجوء الى شيخ او مسيحي ناضج آخر.
b رغم اننا نشير الى الكحولي او المدمن بصيغة المذكر، تنطبق المبادئ نفسها المذكورة هنا على الاناث.
آية رئيسية
«بصيرة الانسان تبطئ غضبه». — امثال ١٩:١١.
نصيحة عملية
بدلا من ان تبغض والدك، امتلك بغضا سليما لتصرفاته الخاطئة. — امثال ٨:١٣؛ يهوذا ٢٣.
هل تعرف . . . ؟
يمكن ان تعني كلمة ‹اكرام›، كما يستعملها الكتاب المقدس، مجرد الاعتراف بالسلطة الشرعية. (افسس ٦:١، ٢) لذلك فإن اكرام والدك لا يعني بالضرورة ان توافق دائما على سلوكه.
خطة عمل
اذا ابتدأ والدي بشتمي او صار عنيفا، فسوف ․․․․․
يمكنني ان اشجّع والدي على طلب المساعدة بـ ․․․․․
اود ان اسأل والدي (والديّ) ما يلي حول هذا الموضوع: ․․․․․
ما رأيك؟
● ماذا يدفع البعض الى ادمان الكحول او المخدِّرات؟
● لماذا لست انت المسؤول عن ادمان والدك؟
● اية نواحٍ من وضعك يمكنك السيطرة عليها، وكيف يمكنك ذلك؟
[النبذة في الصفحة ١٩٢]
«اعرف ان والدَيَّ قد يستمران في تسبيب الاحراج لي، لكني اعرف ايضا ان يهوه سيمنحني القوة للاحتمال اذا اتكلتُ عليه». — ماكسويل
[الاطار في الصفحة ١٩٨]
حين يتوقف والدك عن خدمة يهوه
ماذا يمكنك ان تفعل اذا توقف احد والدَيك عن العيش بحسب مقاييس الكتاب المقدس، معلنا ربما انه لم يعد يريد ان يكون جزءا من الجماعة المسيحية؟
● اعرف ان يهوه لا يعتبرك انت المسؤول عن تصرف والدك. فالكتاب المقدس يقول: «كل واحد منا سيؤدي حسابا عن نفسه للّٰه». — روما ١٤:١٢.
● لا تقارن نفسك بأحداث آخرين ظروفهم افضل من ظروفك. (غلاطية ٥:٢٦) يقول حدث هجر ابوه عائلته: «بدلا من الاستغراق في افكار كهذه، من المساعد اكثر التركيز على طرائق للتأقلم مع الوضع».
● استمرّ في اظهار الاحترام لوالدك، وأطِعه حين يطلب منك امورا لا تتعارض مع مقاييس اللّٰه. فوصية يهوه للاولاد ان يكرموا والديهم لا تعتمد على ما اذا كان الوالد مؤمنا ام لا. (افسس ٦:١-٣) وعندما تكرم وتطيع والدَيك، رغم تقصيراتهما، تبرهن انك تحب يهوه. — ١ يوحنا ٥:٣.
● عاشِر الجماعة المسيحية معاشرة لصيقة. فهناك يمكنك ان تكون في كنف عائلة روحية كبيرة. (مرقس ١٠:٣٠) على سبيل المثال، خشي حدث اسمه دايڤيد ان يتجنبه اعضاء الجماعة هو وآخرين في عائلته لأن اباه توقف عن خدمة يهوه. لكنه وجد ان مخاوفه غير مبرَّرة بتاتا. يوضح: «لم يجعلونا نشعر وكأننا منبوذون . . . وقد اقنعني كل ذلك ان الجماعة تهتم حقا».
[الصورة في الصفحة ١٩٤]
ان اعتبار ادمان والدك اصابة تسبب العجز يمكن ان يساعدك على تعديل توقعاتك
-
-
مثال يُحتذى به — حزقيااسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
مثال يُحتذى به — حزقيا
يقف حزقيا عند مفترق طرق في حياته. فهو يُنصَّب ملكا فيما لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره. فأيّ نوع من الملوك سيصير؟ هل يتبع المثال الرديء لأبيه الملك آحاز؟ فآحاز ظل مرتدا غير تائب حتى موته. فقد روّج عبادة الاوثان، حتى انه احرق على الاقل احد اخوة حزقيا على مذبح وثني. (٢ اخبار الايام ٢٨:١-٤) إلا ان حزقيا لا يسمح لتصرف ابيه الريائي بإبعاده عن عبادة يهوه، ولا يشعر انه محكوم عليه بتكرار اخطاء ابيه. بدلا من ذلك، يبقى ‹ملتصقا بيهوه›. — ٢ ملوك ١٨:٦.
هل يستهزئ احد والدَيك بعبادة يهوه؟ وهل هو عنيف الطبع او مستعبد لعادة رديئة؟ من المساعد ان تعرف انه ليس محكوما عليك بتكرار اخطائه. فحزقيا لم يسمح لماضيه العائلي المزري بإفساد حياته. بل صار ملكا صالحا جدا حتى ان الكتاب المقدس يقول عنه: «بعده لم يكن مثله بين جميع ملوك يهوذا». (٢ ملوك ١٨:٥) على غرار حزقيا، يمكنك ان تعيش حياة ناجحة رغم الظروف العائلية الصعبة. كيف ذلك؟ بالبقاء ‹ملتصقا بيهوه›.
-
-
ماذا افعل اذا كان والداي يتشاجران؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الفصل ٢٤
ماذا افعل اذا كان والداي يتشاجران؟
هل يتشاجر والداك امامك؟ ايّ موضوع يتشاحنان عليه اكثر من غيره؟
□ المال
□ الاعمال المنزلية
□ الاقارب
□ انت
ماذا تودّ ان تخبر والدَيك عن تأثير شجاراتهما فيك؟ دوِّن تعليقاتك ادناه.
․․․․․
لا بد انك تشعر بانزعاج كبير حين يتخاصم ابواك. فأنت تحبهما وتلجأ اليهما من اجل الدعم. لذلك انت تتضايق كثيرا عندما تسمعهما يتشاجران. وقد توافق على ما قالته فتاة اسمها ماري: «يصعب عليّ احترام والدَيّ عندما ارى انهما لا يحترمان واحدهما الآخر».
ورؤية والدَيك يتجادلان تجعلك تدرك حقيقة مرة: انهما ليسا كاملَين كما كنت تظن. وهذه الصدمة يمكن ان تجعل المخاوف تنتابك. فإذا كانت المشاجرات متكررة وحامية، فقد تخشى ان يكون زواجهما على شفير الانهيار. تقول ماري: «عندما اسمع والدَيّ يتشاحنان، اتخيل انهما سيتطلَّقان وسأضطر ان اختار العيش مع احدهما. كما اني اخشى الافتراق عن اشقائي».
فلماذا يتشاحن الوالدان، وماذا ينبغي ان تفعل اذا نشأ نزاع عائلي؟
لماذا يتشاحن الوالدان؟
عموما، قد ‹يتحمل والداك واحدهما الآخر في المحبة›. (افسس ٤:٢) لكنَّ الكتاب المقدس يقول: «الجميع اخطأوا وليس في وسعهم ان يعكسوا مجد اللّٰه». (روما ٣:٢٣) فوالداك هما شخصان ناقصان. لذلك لا تستغرب اذا احتدم غضبهما وتشاجرا من حين الى آخر.
تذكَّر ايضا اننا نعيش في «ازمنة حرجة». (٢ تيموثاوس ٣:١) فالضغط لتأمين لقمة العيش، دفع الفواتير، المنافسة في العمل هي عوامل تسبب التوتر في الزواج. وإذا كان لدى الوالدَين كليهما عمل دنيوي، فإن التقرير مَن سيقوم بأعمال منزلية معيّنة يمكن ان يصبح موضوع خلاف.
ولكن كُن على يقين انه اذا اختلف والداك في الرأي، فهذا لا يعني تلقائيا ان زواجهما سينهار. فهما على الارجح لا يزالان متحابَّين، رغم انهما احيانا لا يتفقان في الرأي حول مسائل معيّنة.
لإيضاح هذه النقطة، تأمل في ما يلي: هل شاهدت يوما فيلما سينمائيا مع اصدقائك الاحماء ووجدت ان رأيك يختلف عن رأيهم؟ هذا الامر وارد. فحتى الاصدقاء الاحماء يرون بعض الامور من زوايا مختلفة. ويصح الامر نفسه في ابويك. فقد يكون كلاهما مهتمَّين بتأمين الحاجات المادية للعائلة، ولكن لكل واحد رأيه في كيفية تنظيم المصاريف؛ او يريد كلاهما ان تقضي العائلة عطلة معا، ولكن لكلٍّ نظرته الى ما يُعتبر راحة واستجماما؛ كما انهما كليهما يتمنيان ان تنجح في المدرسة، ولكن لكل واحد طريقته في تشجيعك على الدرس.
فالوحدة بين شخصين لا تستلزم ان يكون احدهما نسخة طبق الاصل عن الآخر. فالشخصان اللذان يحبان واحدهما الآخر يريان احيانا الامور من زاويتين مختلفتين. رغم ذلك، من الصعب عليك ان تسمع المشادات الكلامية بين والدَيك. فماذا يمكنك ان تفعل او تقول لتتمكن من احتمال الوضع؟
ما يمكنك ان تفعله
اتَّصف بالاحترام. من السهل ان تحنق على والدَيك اذا كانا يتشاجران باستمرار. فمن المفترض ان يكونا هما مَن يرسم المثال لك، وليس العكس. غير ان معاملتهما بازدراء تزيد التوتر في العائلة. والاهم هو ان يهوه اللّٰه يوصيك ان تحترم وتطيع والدَيك، حتى عندما يكون ذلك صعبا. — خروج ٢٠:١٢؛ امثال ٣٠:١٧.
ولكن ما العمل اذا كانت احدى القضايا التي يختلف عليها والداك تتعلق بك؟ مثلا، لنفرض ان احد والدَيك هو مسيحي مؤمن والآخر غير مؤمن. في هذه الحال، قد تنشأ الخلافات الدينية التي يجب ان تأخذ فيها موقفك الى جانب العبادة الحقة مع والدك المؤمن. (متى ١٠:٣٤-٣٧) ولكن تذكَّر ان عليك دائما فعل ذلك «بوداعة واحترام عميق». ومثالك في هذا المجال يمكن ان يساهم ذات يوم في ربح والدك غير المؤمن. — ١ بطرس ٣:١٥.
ابقَ حياديا. ماذا يمكنك ان تفعل اذا ضغط عليك والداك لتتخذ موقفا في قضايا لا تعنيك مباشرة؟ حاوِل ان تبقى حياديا. فقد تعتذر بلباقة عن التدخل في الموضوع، قائلا: «امي وأبي، انا احبكما كليكما. ولكن من فضلكما لا تطلبا مني اتخاذ جانب ايّ منكما. فعليكما ان تحلّا هذه المشكلة بينكما».
تحاور مع والدَيك. أخبِر والدَيك كيف تشعر عندما تسمعهما يتشاجران. اختَر وقتا تشعر انهما سيتقبلان فيه ما تقوله ثم أخبرهما باحترام ان مشاحناتهما تزعجك، او تغضبك، او حتى تخيفك. — امثال ١٥:٢٣؛ كولوسي ٤:٦.
ما لا يجب ان تفعله
لا تلعب دور مشير زواج. بما انك لا تزال في سن الحداثة، فأنت لست مؤهلا لحلّ نزاعات والدَيك. لإيضاح النقطة، تأمل في المثل التالي. تخيّل انك راكب في طائرة صغيرة وقد سمعت الطيّار ومساعده يتشاجران. صحيح انك ستقلق، ولكن ماذا سيحدث اذا تعدّيت حدودك بإعطائهما تعليمات حول قيادة الطائرة او حتى حاولت ان تأخذ الامور على عاتقك وتقود الطائرة انت بنفسك؟
بصورة مماثلة، اذا حاولت ان تأخذ الامور على عاتقك وتتدخل في مشاكل والدَيك الزوجية، فستزيد الطين بلة. يقول الكتاب المقدس: «الاجتراء لا ينشئ إلا المشاجرة، ومع المتشاورين حكمة». (امثال ١٣:١٠) فعلى الارجح، سيتمكَّن والداك من حلّ مشاكلهما بشكل افضل اذا ناقشاها معا على انفراد. — امثال ٢٥:٩.
لا تتدخل في المشاجرة. ان صراخ شخصين يتجادلان مزعج بما فيه الكفاية. فلمَ تضيف صراخ شخص ثالث؟ ومهما شعرت برغبة في التدخل، فعليك ان تتذكر ان والدَيك هما مَن تُلقى على عاتقهما مسؤولية حلّ خلافاتهما. لذلك اسعَ جهدك لتطبِّق نصيحة الكتاب المقدس ان ‹تهتم بشؤونك الخاصة› في مثل هذه المسائل الشخصية. (١ تسالونيكي ٤:١١) وارفض ان تكون طرفا في العراك.
لا توقع الفتنة بين والدَيك. يدفع بعض الاحداث والدَيهم الى الشجار بإيقاع الفتنة بينهما. فعندما تمنعهم امهم من فعل امر ما، يتلاعبون بمشاعر ابيهم محاولين الضغط عليه ليسمح لهم بفعله. ولكن رغم ان هذا التلاعب الماكر قد يمنحك مقدارا صغيرا من الحرية، إلا انه سيزيد من حدة الصراع على المدى الطويل.
لا تدَع سلوكهما يؤثر في سلوكك. ادرك حدث اسمه پيتر ان سلوكه غير المسيحي لم يكن سوى وسيلة للانتقام من ابيه العنيف. فهو يقول: «اردت ان أوذيه. كنت حانقا عليه بسبب سوء معاملته لنا انا وأمي وأختي». ولكن سرعان ما حصد پيتر عواقب تصرفاته. فأي درس تتعلمه من ذلك؟ ان سوء التصرف سيجعل مشاكلك العائلية تتفاقم ليس إلا. — غلاطية ٦:٧.
دوِّن هنا اية نقطة من النقاط في هذا الفصل يلزم ان تعمل على تطبيقها اكثر من غيرها. ․․․․․
من الواضح انه لا يمكنك وضع حد لمشاجرات والدَيك. ولكن كُن على ثقة ان يهوه يستطيع مساعدتك لتتغلب على ما تسببه لك مشاحناتهما من قلق. — فيلبي ٤:٦، ٧؛ ١ بطرس ٥:٧.
ابذل قصارى جهدك لتطبيق الاقتراحات الآنفة الذكر. وبمرور الوقت، قد يندفع والداك الى التفكير مليا في العمل على حلّ مشاكلهما. ومن يدري، فربما يتوقفان ايضا عن المشاجرة.
كيف تتغلب على التحديات التي تواجهك اذا كنت تترعرع في عائلة ذات والد واحد؟
آية رئيسية
«ليكن كلامكم كل حين بنعمة». — كولوسي ٤:٦.
نصيحة عملية
اذا كانت مشاحنات والدَيك متكررة وحامية، فاقترح عليهما باحترام ان يطلبا المساعدة.
هل تعرف . . . ؟
حتى الناس الذين يحبّ احدهم الآخر قد يختلفون احيانا.
خطة عمل
عندما يبدأ والداي بالشجار، سوف ․․․․․
اذا طلب مني والداي ان اتّخذ جانب ايّ منهما، فسأقول ․․․․․
اود ان اسأل والدي (والديّ) ما يلي حول هذا الموضوع: ․․․․․
ما رأيك؟
● لماذا يتشاحن بعض الوالدين؟
● لماذا لا يجب ان تلوم نفسك على مشاكل والدَيك؟
● ماذا تتعلم من ملاحظة سلوك والدَيك؟
[النبذة في الصفحة ٢٠١]
«ان ما ساعدني على احتمال الوضع عندما يتشاجر والداي هو ادراكي انهما ليسا كاملين وأنهما يواجهان المحن مثلي». — كاثي
[الاطار/الصور في الصفحتين ٢٠٦ و ٢٠٧]
ما العمل اذا انفصل والداي؟
كيف يمكنك التصرف بحكمة رغم المشاعر التي تهزّ كيانك بسبب انفصال والدَيك؟ تأمل في الاقتراحات التالية:
● احذر التوقعات الخاطئة. قد يكون رد فعلك الاول ان تحاول جمع شمل والدَيك. تتذكر آن: «بعد ان انفصل والداي، كانا لا يزالان يأخذاننا احيانا في نزهة معا. وكنا انا وأختي نهمس احدانا الى الاخرى: ‹لنسبقهما ونتركهما وحدهما›. لكنَّ ذلك لم ينفع لأنهما لم يعودا احدهما الى الآخر».
تقول الامثال ١٣:١٢: «الامل المماطل يمرض القلب». فلئلا تزيد من عذابك، تذكَّر انه لا يمكنك التحكم في ما يفعله والداك. فأنت لست سبب انفصالهما، ولن تتمكن على الارجح من التدخل وإصلاح زواجهما. — امثال ٢٦:١٧.
● تجنب البغض. ان الشعور بالغضب وإضمار البغض لأحد والدَيك او كليهما يمكن ان يسببا لك ضررا طويل الامد. يتذكر طوم مشاعره عندما كان له من العمر ١٢ سنة: «بدأت اشعر فعلا بالغضب تجاه ابي. لا احب استعمال كلمة ‹بغض›، بل افضل ان اقول اني كنت أكنّ له الاستياء الشديد. فلم استطع ان افهم كيف يدّعي انه يعتني بنا في حين انه تركنا».
لكنَّ الانفصال نادرا ما يعني ان احد والدَيك هو رديء كليا والآخر صالح كليا. فوالداك على الارجح لم يخبراك كل شيء عن زواجهما او اسباب انفصالهما، حتى انهما ربما لا يفهمان لماذا انهار زواجهما. لذلك تجنب الحكم في مسألة لا تعرف جميع جوانبها. (امثال ١٨:١٣) صحيح انه من الصعب ألا تغضب وأنه من الطبيعي تماما ان تشعر بالانزعاج العميق فترة من الوقت، لكنّ الاستمرار في الغضب وامتلاك روح الانتقام يمكن ان يفسد شخصيتك تدريجيا. فلسبب وجيه اذًا يقول الكتاب المقدس: «كفّ عن الغضب واترك السخط». — مزمور ٣٧:٨.
● كُن واقعيا. يذهب بعض الاحداث الى الطرف النقيض بتأليه والدهم الذي لم يعُد يعيش معهم، بدلا من بغضه. مثلا، كان والد احد الاحداث زير نساء وكحوليا. وقد هجر عائلته تكرارا، وفي النهاية طلّق زوجته. رغم ذلك، يقول هذا الحدث انه كاد يعبد اباه.
ان اعجابا متطرفا كهذا ليس بالامر غير العادي. ففي احد البلدان، يعيش نحو ٩٠ في المئة من اولاد الوالدين المطلَّقين مع امهم ويزورون اباهم. لذلك غالبا ما تكون الام مسؤولة عن العناية اليومية بأولادها — بما في ذلك التأديب. وعلى الرغم من نفقة الاعالة التي يدفعها الاب، ينخفض مستوى معيشة الام عادة بعد الطلاق. أما مستوى معيشة الاب فيرتفع. لذلك تعني زيارة الاب اللهو ونيل الهدايا في حين ان الحياة مع الام تعني التقتير والتقيد بكثير من القواعد. ومن المؤسف القول ان بعض الاحداث قد تركوا ايضا الوالد المسيحي ليعيشوا مع الوالد غير المؤمن الاغنى والاكثر تساهلا. — امثال ١٩:٤.
فإذا أُغريت لتقوم بخيار كهذا، فافحص اولوياتك. تذكَّر انك بحاجة الى الارشاد والتأديب في المسائل الاخلاقية. ولا تنسَ انه ما من شيء آخر يقدِّمه الوالد يمكن ان يؤثر في شخصيتك ونوعية حياتك كتأثير الارشاد والتأديب اللذين تنالهما. — امثال ٤:١٣.
[الصورة في الصفحتين ٢٠٢ و ٢٠٣]
الحدث الذي يعطي والدَيه الارشاد حول حلّ خلافاتهما هو اشبه براكب يعطي التعليمات للطيّار ومساعده حول قيادة الطائرة
-
-
هل يمكنني ان اكون سعيدا في عائلة ذات والد واحد؟اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الفصل ٢٥
هل يمكنني ان اكون سعيدا في عائلة ذات والد واحد؟
«يستطيع الاولاد الذين لديهم اب وأم التمتع بغرفتهم الخاصة وشراء ثياب جديدة. أما انا فعليَّ ان اتقاسم الغرفة مع اشقائي، ونادرا ما احصل على الثياب التي احبها. فأمي تقول انه ليس في وسعها تحمُّل كلفتها. وبما انني مجبرة على القيام بكثير من الاعمال المنزلية فيما تكون في عملها، فأنا اشعر كأنني خادمة، كأنني أُحرَم من طفولتي». — شَلوندا، ١٣ سنة.
مما لا شك فيه ان العائلة التي يوجد فيها اب وأم هي العائلة المثالية. فعادة، بإمكان الوالدَين معا ان يقدِّما ارشادا وحماية ودعما اكثر من الوالد الواحد. يقول الكتاب المقدس: «اثنان خير من واحد، لأنهما معا يمكن ان يعملا بأكثر فعالية». — جامعة ٤:٩، الترجمة الانكليزية الحديثة.
الا انَّ العائلات التي يوجد فيها اب وأم هي على شفير الانقراض. ففي الولايات المتحدة مثلا، سيقضي اكثر من نصف الاولاد فترة من حياتهم في عائلة ذات والد واحد قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة.
رغم ذلك، يخجل بعض الاحداث في العائلات ذات الوالد الواحد من وضعهم، في حين يشعر آخرون انهم غير قادرين على مواجهة الضغوط والمشاكل التي تسبِّبها لهم حياة كهذه. فهل تعيش انت في عائلة كهذه؟ في هذه الحال، ما هي الضغوط التي تواجهها؟ دوِّن ادناه المشكلة التي تزعجك اكثر من غيرها.
․․․․․
ولكن هل يعني حرمانك من محبة وعناية احد والدَيك انك ستعيش حياة شقاء؟ كلا. فنوعية حياتك تعتمد الى حدّ كبير على نظرتك الى الوضع. تقول الامثال ١٥:١٥: «جميع ايام البائس رديئة، وطيّب القلب له وليمة دائمة». يدل هذا المثل ان حالة الشخص النفسية غالبا ما تنتج عن موقفه، لا ظروفه. فماذا يمكنك ان تفعل لتكون «طيّب القلب» رغم ظروفك؟
لا تدَع المشاعر السلبية تتملكك
لا تسمح لتعليقات الآخرين السلبية ان تجعلك تشعر بالكآبة. مثلا، يظهر بعض المعلمين قلة تعاطف فاضحة للتلاميذ الذين يعيشون في عائلة ذات والد واحد. حتى ان البعض يفترضون ان ايّ سوء تصرف من قبَل هؤلاء الاحداث هو نتيجة الجوّ غير السويّ السائد في بيتهم. ولكن اسأل نفسك: ‹هل الذين يتفوهون بهذه التعليقات يعرفونني انا وعائلتي حق المعرفة؟ ام انهم يرددون ما سمعوه من الآخرين عن العائلات ذات الوالد الواحد؟›.
من الجدير بالملاحظة ان كلمة «يتيم» تظهر مرارا في الاسفار المقدسة. وهي لا تُستخدم ابدا بطريقة ازدرائية، بل في كلٍّ من هذه المرات، يكشف يهوه عن اهتمامه الخصوصي بالاولاد الذين يتربون في عائلات ذات والد واحد.a
من ناحية اخرى، ربما يكون بعض الاشخاص الحسني النية شديدي الحذر عند التكلم معك. مثلا، قد يترددون في استعمال كلمات مثل «اب»، «زواج»، «طلاق»، او «موت» لئلا يجرحوا مشاعرك او يحرجوك. فهل يزعجك تصرف كهذا؟ في هذه الحال، أظهِر لهم بلباقة ان حذرهم المفرط لا لزوم له. خذ على سبيل المثال طوني (١٤ سنة) الذي لم يعرف اباه الحقيقي. فهو يقول انه عندما يكون مع اشخاص يحرصون على عدم استعمال كلمات معيّنة، يبادر هو الى استعمال هذه الكلمات عينها. يقول: «اريد ان يعرفوا انني لا اخجل من وضعي».
لا تتحسر على الماضي
صحيح ان الحزن والشعور بالخسارة هما امران طبيعيان اذا كان والداك مطلّقَين او اذا مات احدهما. ولكن عليك تقبل وضعك عاجلا او آجلا. فالكتاب المقدس يقدِّم هذه النصيحة: «لا تقل: ‹لمَ كانت الايام الاولى افضل من هذه؟›». (جامعة ٧:١٠) تأمل في مثال سارة (١٣ سنة) التي تطلَّق والداها عندما كان لها من العمر عشر سنوات. فهي توصي: «لا تدَع وضعك يستحوذ على تفكيرك وتغرق في الكآبة نتيجة التحسر على ما كان يمكن ان تؤول اليه حياتك. ولا تشعر ان مشاكلك ناجمة عن عيشك في عائلة ذات والد واحد او ان الاولاد في العائلات ذات الوالدَين يعيشون حياة مريحة». وهذه نصيحة سديدة. فحتى العائلة «المثالية» ليست خالية من المشاكل.
ان العائلة هي اشبه بفريق من المجذّفين في زورق. عادة، يكون هنالك طاقم كامل في المركب. إلا ان العائلة ذات الوالد الواحد هي اشبه بطاقم ينقصه عضو واحد. لذا على باقي الفريق ان يبذلوا جهدا اكبر من المعتاد. فهل يعني ذلك ان عائلة كهذه فاشلة لا محالة؟ كلا! فما دام باقي افراد الفريق يتعاونون معا، فسيبقى الزورق عائما ويبلغ وجهته.
هل تحمل حملك من المسؤولية؟
ماذا يمكنك ان تفعل لتكون فعلا شخصا يحمل حمله من المسؤولية مع باقي افراد العائلة؟ إليك الاقتراحات الثلاثة التالية:
تعلّم ان تكون مقتصدا. ان المال هو احد الامور التي تسبب قلقا كبيرا في معظم العائلات ذات الوالد الواحد. فكيف يمكن ان تساعد في هذا المجال؟ يقول طوني المذكور آنفا: «يطلب رفقائي في المدرسة من والديهم ان يشتروا لهم الاحذية الرياضية والملابس التي تحمل اسماء مصمِّمين مشهورين. ويرفضون الذهاب الى المدرسة من دونها. صحيح انني لا املك ملابس كهذه، لكنَّ ثيابي انيقة ونظيفة وأنا اعتني بها. ان امي تبذل اقصى جهدها لتعيلنا، وأنا لا اريد ان اصعّب الامور عليها». فإذا بذلت القليل من الجهد، يمكنك الاقتداء بالرسول بولس الذي قال: «تعلمت ان اكون مكتفيا في اي ظرف اكون فيه». — فيلبي ٤:١١، ١٢.
والطريقة الاخرى لتكون مقتصدا هي تجنب الهدر. (يوحنا ٦:١٢) يقول حدث اسمه رودني: «في البيت، انتبه كثيرا لئلا اكسر او اضيّع الاشياء، لأن اصلاحها او شراء غيرها يكلّف المال. كما احرص على اطفاء المصابيح والادوات الكهربائية عندما لا تكون قيد الاستعمال. فهذا يساعد على خفض فواتير الكهرباء».
خُذ المبادرة. يمتنع كثيرون من الوالدين المتوحِّدين عن وضع قواعد لأولادهم او الطلب منهم ان يساعدوهم في الاعمال المنزلية. لماذا؟ يشعر البعض ان عليهم التعويض عن غياب الوالد الآخر بتسهيل الحياة على اولادهم. فقد يفكرون: ‹لا اريد ان يفوِّت اولادي فرصة الاستمتاع بوقتهم›.
لذلك، قد تميل الى استغلال مشاعر الذنب لدى والدك. لكنَّ ذلك لن يخفّف العبء عن كاهله، بل سيزيده. بدلا من ذلك، لمَ لا تأخذ المبادرة لمساعدته في الاعمال المنزلية؟ تأمل في ما فعله طوني. فهو يقول: «امي تعمل في مستشفى ويجب ان تكون البذلة التي ترتديها مكوية. لذلك آخذ المبادرة وأكويها». ولكن أليس ذلك عمل امرأة؟ يجيب طوني: «هذا ما يظنه البعض. ولكن بما ان ذلك يساعد امي، فأنا اقوم به».
عبِّر عن التقدير. بالاضافة الى تقديم المساعدة العملية، بإمكانك فعل الكثير لرفع معنويات والدك بالتعبير له عن تقديرك. كتبت احدى الوالدات المتوحِّدات: «في كثير من الاحيان، عندما اكون كئيبة او سريعة الغضب من جرّاء يوم شاق جدا في العمل وآتي الى المنزل، تكون ابنتي قد رتّبت المائدة وبدأت بإعداد العشاء». وتضيف: «يضمني ابني بذراعَيه ويعانقني». فكيف تتأثر بهذه الاعمال التي تعكس اهتمامهما بمشاعرها؟ تقول: «يتحسن مزاجي من جديد».
دوِّن هنا ايّ اقتراح من الاقتراحات الثلاثة الآنفة الذكر يلزم ان تعمل على تطبيقه اكثر من غيره. ․․․․․
ان العيش في عائلة ذات والد واحد يتيح لك الفرصة لتكتسب صفات مثل الرأفة وعدم الانانية ولتصير شخصا جديرا بالثقة. اضافة الى ذلك، قال يسوع: «السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ». (اعمال ٢٠:٣٥) فكم ستكون سعيدا اذا بذلت ما في وسعك لمساعدة والدك المتوحِّد!
طبعا، ستتمنى احيانا لو كان لديك والد ثانٍ يعيش معك في البيت. رغم ذلك، بإمكانك ان تتعلم كيف تستفيد الى اقصى حد من وضعك. وهذا ما لمست صحته فتاة اسمها نِيا. فهي تقول: «بعد موت ابي، قال لي شخص: ‹انتِ مَن يحدّد كيف ستكون حياتك›. وقد علقت هذه الكلمات في ذهني. فهي تذكِّرني انه ليس بالضرورة ان اكون ضحية ظروفي». انت ايضا تستطيع ان تتبنى هذه النظرة. تذكّر ان سعادتك او شقاءك لا يعتمدان على ظروفك، بل على نظرتك اليها وما تفعله بشأنها.
اقرإ المزيد عن هذا الموضوع في الجزء ١، الفصل ٤
[الحاشية]
a انظر مثلا تثنية ٢٤:١٩-٢١ ومزمور ٦٨:٥.
آية رئيسية
«غير ناظرين باهتمام شخصي الى اموركم الخاصة فحسب». — فيلبي ٢:٤.
نصيحة عملية
اذا شعرت ان المسؤولية الملقاة على كاهلك اكبر من ان تتحملها، فاقترح بلباقة على والدك ان يجرّب الاقتراحَين التاليَين:
● وضْع قائمة تُظهر جميع الاعمال المنزلية التي يجب ان ينجزها كل فرد في العائلة.
● اعادة توزيع الاعمال المنزلية بين افراد العائلة حين يقتضي الامر.
هل تعرف . . . ؟
ان تحمل المسؤوليات في البيت يمكن ان يساعدك على النضوج قبل الاحداث في العائلات ذات الوالدَين الذين غالبا ما تكون لديهم مسؤوليات اقل.
خطة عمل
سأحارب المشاعر السلبية بـ ․․․․․
اذا كان هنالك اشخاص شديدو الحذر عند التكلم معي، فسأقول ․․․․․
اود ان اسأل والدي ما يلي حول هذا الموضوع: ․․․․․
ما رأيك؟
● لماذا يتحامل البعض على الاولاد الذين يعيشون في عائلات ذات والد واحد؟
● لماذا قد يمتنع والدك عن الطلب منك ان تساعده في الاعمال المنزلية؟
● كيف يمكنك التعبير عن تقديرك لوالدك؟
[النبذة في الصفحة ٢١١]
«منذ طلاق والدَيَّ، تدور بيني وبين امي احاديث كثيرة؛ لقد صرنا صديقتين حميمتين جدا». — ميلاني
[الصورة في الصفحتين ٢١٠ و ٢١١]
العائلة ذات الوالد الواحد هي اشبه بطاقم مجذّفين ينقصه عضو واحد. لذا على باقي الفريق ان يبذلوا جهدا اكبر من المعتاد. إلا ان بإمكانهم النجاح اذا تعاونوا معا
-
-
مفكِّرتي — والداكاسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢
-
-
الجزء ٦
مفكِّرتي — والداك
صِف اصعب مشكلة تواجهها في البيت ولماذا تجدها صعبة.
․․․․․
بعد قراءة هذا القسم، ماذا تنوي ان تفعل لحلّ المشكلة التي وصفتها آنفا؟
․․․․․
-