-
ماذا يجب ان اعرف عن مواقع التواصل الاجتماعي؟ الجزء ١استيقظ! ٢٠١١ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
الاحداث يسألون
ماذا يجب ان اعرف عن مواقع التواصل الاجتماعي؟ الجزء ١
«تربطني صداقات بأشخاص في بلدان اخرى، وأفضل طريقة لأبقى على اتصال بهم هي شبكات التواصل الاجتماعي. ويسرني اني قادرة على التحدث اليهم رغم المسافة الكبيرة التي تفصل بيننا». — سوزي، ١٧ سنة.a
«أعتقد ان شبكات التواصل الاجتماعي مضيعة للوقت وتناسب مَن لا يريد ان يبذل جهدا في بناء علاقات اجتماعية. ان التكلم وجها لوجه هو الطريقة الوحيدة للمحافظة على الصداقات». — ڠريڠوري، ١٩ سنة.
اي من هذين الرأيين هو الاقرب الى رأيك انت؟ سواء كنت من رأي سوزي او ڠريڠوري، ثمة امر اكيد: ان مواقع او شبكات التواصل الاجتماعي باتت تتمتع بشعبية كبيرة.b تأمل في ما يلي: مرّت ٣٨ سنة قبل ان يصل عدد مستخدمي الراديو الى ٥٠ مليونا، ولزم التلفزيون ١٣ عاما ليجتذب العدد نفسه، وبلغت الانترنت عدد المستخدمين هذا في غضون ٤ سنوات. اما الفيس بوك، احد مواقع التواصل الاجتماعي، فقد اكتسب مؤخرا في سنة واحدة فقط ٢٠٠ مليون مستخدم جديد.
هل العبارة التالية صحيحة ام خاطئة؟
يشكل المراهقون القسم الاكبر من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. ․․․․․ صح ․․․․․ خطأ
الجواب: خطأ. فحوالي ثلثَي مستخدمي الموقع الاكثر شعبية هم في سن الـ ٢٥ وما فوق. وفي عام ٢٠٠٩، كانت الفئة التي سجَّلت اعلى معدل نمو هي الفئة التي تضم الاشخاص الذين يفوق عمرهم الخامسة والخمسين.
رغم ذلك، يستعمل ملايين الاحداث هذه المواقع، وقد اصبحت في نظر البعض وسيلة الاتصال المفضلة. تقول مراهقة اسمها جيسيكا: «لقد عطَّلت حسابي، ثم أعدت تفعيله لأن احدا لم يعد يكلمني بالهاتف. فكأنما الناس ينسون امرك اذا لم تكن متوفرا على احد مواقع التواصل الاجتماعي».
فما الذي يجذب الناس الى هذه المواقع؟ ان الجواب بكل بساطة هو ان البشر بطبيعتهم يرغبون في التواصل مع الآخرين. وهذا بالضبط ما ترتكز عليه هذه الشبكات. تأمل في الاسباب التي قد تغري البعض بالانضمام اليها.
١- الفوائد العملية.
«ان البقاء على اتصال بأصدقائك ليس بالامر الهين، لكن الانضمام الى الموقع نفسه يسهّل العملية كثيرا». — لِيا، ٢٠ سنة.
«يمكنني ان أنشر تعليقا، فيراه كل اصدقائي وكأنني ارسلت اليهم جميعا رسائل الكترونية في وقت واحد». — كريستين، ٢٠ سنة.
٢- ضغط النظير.
«اتلقى دائما دعوات من الآخرين الى الانضمام الى قائمة اصدقائهم. لكن بما انني لا املك حسابا، فلا يمكنني قبول دعواتهم». — ناتالي، ٢٢ سنة.
«عندما اخبر الناس انني اخترت الا يكون لديّ حساب، ينظرون اليَّ باستغراب كأنهم يقولون: ‹ما خطبك؟›». — ايڤ، ١٨ سنة.
٣- ضغط وسائل الاعلام.
«تروِّج وسائل الاعلام الفكرة انه إن لم تكن على اتصال دائم بالناس، فلن تربطك بأحد اي صداقة. عندئذ، لن تتمتع بحياة اجتماعية. لذلك اذا لم تنضم الى موقع للتواصل الاجتماعي، فأنت نكرة». — كاترينا، ١٨ سنة.
٤- المدرسة.
«يستخدم اساتذتي احدى شبكات التواصل الاجتماعي، فينشر بعضهم رسائل لإعلامنا بمواعيد الامتحانات القادمة. وفي حال لم افهم مسألة ما في مادة الرياضيات مثلا، في وسعي ان انشر رسالة على الحائط الخاص بالاستاذ، وسيساعدني ان احل المسألة». — مارينا، ١٧ سنة.
٥- العمل.
«يستعمل الاشخاص الذين يبحثون عن عمل مواقع التواصل الاجتماعي للاتصال بالناس، وهذا ما يساعدهم احيانا على ايجاد وظيفة». — آيمي، ٢٠ سنة.
«أستخدم احد مواقع التواصل الاجتماعي في عملي، فهو يسمح لزبائني ان يروا التصاميم الڠرافيكية التي اعمل عليها حاليا». — دايڤيد، ٢١ سنة.
وماذا عنك؟ هل من الملائم ان تنضم الى احدى شبكات التواصل الاجتماعي؟ اذا كنت لا تزال تسكن مع والديك، فهذا القرار يعود اليهما.c (امثال ٦:٢٠) وفي حال لم يرغبا ان يكون لديك حساب، فعليك ان تطيعهما. — افسس ٦:١.
بالمقابل، يسمح بعض الوالدين لأولادهم الناضجين ان يستخدموا احد هذه المواقع، ولكن تحت اشرافهم. فإذا صحَّ ذلك في حالتك، فهل يتدخلان في شؤونك الخاصة؟ كلا على الاطلاق. فشبكات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين. وهي تنطوي على مخاطر مثلها مثل جميع اوجه الانترنت تقريبا. لذلك هما مبرَّران حين يقلقان بشأن استعمالك لها. فكيف يمكنك ان تتجنب هذه المخاطر اذا سمحا لك بالانضمام الى احد هذه المواقع؟
«القيادة» الآمنة
يمكن تشبيه استعمال الانترنت في بعض النواحي بقيادة سيارة. وكما تلاحظ على الارجح، ليس كل مَن يحمل رخصة قيادة يتصف بحس المسؤولية اثناء القيادة. وفي الواقع، يتعرض كثيرون لحوادث سير مروِّعة نتيجة طيشهم او اهمالهم.
ان الوضع مماثل عند استعمال الانترنت. فالبعض «يقودون» بمسؤولية، والبعض الآخر بتهور. وإذا وافق والداك ان تستخدم موقعا للتواصل الاجتماعي، فهما يأتمنانك على التنقل في مجال خَطِر من الانترنت. فأي نوع من «السائقين» انت؟ هل تبرهن بتصرفاتك انك تحفظ «الحكمة العملية والمقدرة التفكيرية»؟ — امثال ٣:٢١.
ستناقش هذه المقالة وجهين لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي يستحقان ان توليهما انتباهك: خصوصياتك ووقتك. والمقالة التالية من «الاحداث يسألون» في هذا العدد ستتناول سمعتك وصداقاتك.
خصوصياتك
قد يكون الحفاظ على خصوصياتك آخر همومك حين يتعلق الامر بشبكات التواصل الاجتماعي. أوَليس الهدف منها ان تنفتح على الناس وتتواصل معهم؟ غير ان عدم اتخاذ الحيطة والحذر يمكن ان يؤدي الى كارثة.
للايضاح، تخيل ان في حوزتك مبلغا كبيرا من المال. فهل تحمله على مرأى من الجميع فيما تتمشى مع اصدقائك في شارع عام؟ لا شك ان هذا التصرف احمق، فستكون كمَن يطلب ان تُسرَق ممتلكاته. أما التصرف الحكيم فيقتضي ان تخبئ نقودك في مكان آمن.
في هذا المجال، اعتبِر معلوماتك الشخصية نقودا تحملها معك. تأمل في اللائحة ادناه مبقيا هذه الفكرة في بالك، وضَعْ علامة بقرب ما لا ترغب في مشاركته مع شخص غريب.
․․․․․ عنوان منزلي
․․․․․ عنوان بريدي الالكتروني
․․․․․ المدرسة التي أرتادها
․․․․․ متى اكون في المنزل
․․․․․ متى يكون المنزل خاليا
․․․․․ صوري
․․․․․ آرائي
․․․․․ اهتماماتي وما يعجبني
حتى لو كنتَ اكثر الناس انفتاحا، فأنت على الارجح تظن ان بعض الامور على الاقل في اللائحة اعلاه لا يمكن كشفها لأي كان. مع ذلك، يُطلِع كثيرون من الاحداث والراشدين من غير علمهم الغرباء على تفاصيل كهذه. فكيف يمكنك ان تتجنب هذا الشرك؟
في حال سمح لك والداك باستخدام شبكة للتواصل الاجتماعي، ينبغي ان تتعرف بدقة الى الخيارات التي تضبط اعدادات الخصوصية وأن تستعملها. لا تتكل على الموقع ليحمي خصوصياتك. فالاعدادات التي يختارها الموقع تلقائيا قد تسمح لعدد اكبر مما تظن برؤية صفحتك والتعليق عليها. وكان هذا احد الاسباب التي دفعت فتاة اسمها أليسون الى تعديل اعداداتها بحيث يتمكن اصدقاؤها المقرَّبون فقط من رؤية ما تنشره. تقول: «لدى بعض اصدقائي اصدقاء لا اعرفهم، ولا اريد ان يطَّلع هؤلاء الغرباء على أخباري».
لكن عليك توخي الحذر ولو كنت تتواصل مع اصدقائك المقرَّبين فقط. تقول كورين البالغة من العمر ٢١ سنة: «قد تدمن على تلقي التعليقات من اصدقائك، لذلك تضع المزيد من المعلومات وتكشف تفاصيل اكثر من اللازم».
اضافة الى ذلك، أبقِ في بالك دائما ان الحفاظ على الخصوصية على الانترنت هدف يمكنك ان تحققه بشكل نسبي فقط. والسبب؟ تشير ڠوين شورڠن اوكيف في كتابها (CyberSafe): «تحتفظ المواقع الكبرى على الانترنت بنسخ احتياطية لقاعدة البيانات. لذلك ما ننشره هناك لا يُمحى حقا، بل علينا ان نعتبره دائم الوجود لأن ثمة نسخة عنه على الارجح في مكان ما. ومن الحماقة ان نظن عكس ذلك».
وقتك
ليست خصوصياتك وحدها الامر الثمين، فوقتك ايضا يمكن تشبيهه بمبلغ كبير من المال. لذلك عليك ان تضع «ميزانية» او تحدد كمية الوقت التي تصرفها. (جامعة ٣:١) وهذا احد اكبر التحديات التي تنشأ عند استعمال الانترنت بكل اشكاله، بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي.d
«غالبا ما اقول: ‹سأتصفح الموقع دقيقة فقط›. ولكن سرعان ما تمضي ساعة كاملة وأنا لا ازال على الانترنت». — اماندا، ١٨ سنة.
«لقد كنت مدمنة على تصفُّح هذه المواقع. وكنت اصرف ساعات بعد عودتي من المدرسة وأنا ارى تعليقات الناس حول ما نشرته، وأتحقق مما نشروه». — كارا، ١٦ سنة.
«كان بمقدوري ان ادخل الموقع من هاتفي. لذلك كنت أتصفحه في طريقي الى المدرسة، في المدرسة، وأثناء العودة منها. وعند وصولي الى البيت كنت أستعمل الكمبيوتر. لقد عرفت انني مدمنة لكني لم ارغب في التوقف». — رِيان، ١٧ سنة.
في حال وافق والداك ان تستعمل موقعا للتواصل الاجتماعي، حدِّد الوقت الذي من المنطقي صرفه. ثم راقب برنامجك ولاحظ على مدى شهر كم من الوقت تمضي فعليا في تصفُّح هذا الموقع وهل تتخطى الوقت الذي حددته. وتذكَّر دائما ان وقتك يمكن تشبيهه بالمال. فلا تدع مواقع التواصل الاجتماعي تدفعك الى «الافلاس». فهناك دون شك امور تفوقها اهمية في الحياة. — افسس ٥:١٥، ١٦؛ فيلبي ١:١٠.
لقد اتخذ بعض الاحداث خطوات للتحكم في وقتهم. اليك بعض الامثلة:
«عطَّلت حسابي فتوفَّر لي متَّسع من الوقت وشعرت بالحرية. صحيح انني أعدت تفعيله مؤخرا، لكني اتحكم به كاملا. فتمر ايام دون ان أتصفحه، حتى اني انساه تماما في بعض الاحيان. وإذا شكَّل مشكلة مجددا، فسأعطِّله بكل بساطة». — أليسون، ١٩ سنة.
«آخذ بين الحين والآخر ‹استراحة› من مواقع التواصل الاجتماعي، فأعطِّل حسابي عدة اشهر ثم أُعيد تفعيله. وكنت أفعل هذا كلما لاحظت انني اصرف الكثير من الوقت عليه. والآن لا اشعر انني متعلقة به كما في السابق. فأنا أستخدمه حين أحتاجه فقط، وأخرج منه ما ان انجز مرادي». — آن، ٢٢ سنة.
الخلاصة
ثمة عامل آخر يحسن بك ان تأخذه بعين الاعتبار. لتقريب المعنى اليك، ضع ✔ قرب الخيار الافضل في رأيك.
ان مواقع التواصل الاجتماعي هي بشكل رئيسي:
(أ) ․․․․․ مؤسسة تجارية.
(ب) ․․․․․ نادٍ اجتماعي.
(ج) ․․․․․ شكل من اشكال التسلية.
ما هو الجواب الصحيح؟ صدِّق او لا تصدِّق، انه الخيار (أ). فهذه المواقع هي اولا وآخرا مؤسسات تجارية هدفها جني الارباح من خلال الاعلانات في الدرجة الاولى. وفي نظر المعلنين، فإن قيمة هذه الشبكات ترتفع بازدياد عدد المستخدمين وسماحهم لعدد اكبر بالاطلاع على صفحتهم الشخصية. فعدد الاشخاص الذين يرون الاعلانات يزداد كلما صرفت انت وغيرك المزيد من الوقت على الموقع.
تساعدك هذه المعلومات ان تدرك انك حين تكشف شؤونك الشخصية للآخرين او تستخدم الموقع وقتا طويلا، فإن شبكات التواصل الاجتماعي بالكاد تتأثر فيما تربح شركات الاعلان الكثير. لذلك احرص، اذا استعملت موقعا للتواصل الاجتماعي، ان تحمي خصوصياتك وتراقب كمية الوقت التي تصرفها.
في مقالة «الاحداث يسألون» التالية:
اعرف المزيد عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في سمعتك وصداقاتك.
[الحواشي]
a جرى تغيير الاسماء في هذه المقالة.
b ان شبكات التواصل الاجتماعي، او التجمعات الالكترونية، هي مواقع على الانترنت تتيح لمَن لديهم حساب عليها ان يتواصلوا مع مجموعة مختارة من الاصدقاء.
c لا تؤيد استيقظ! او تدين اي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي. وينبغي ان يتأكد المسيحيون ان استعمالهم للانترنت لا ينتهك مبادئ الكتاب المقدس. — ١ تيموثاوس ١:٥، ١٩.
d لمزيد من المعلومات، انظر مقالة «مساعدة الاحداث على مواجهة تحديات العصر» في عدد آذار (مارس) ٢٠٠٧ من مجلة استيقظ!. لاحظ بشكل خاص الاطار في الصفحة ٦.
[النبذة في الصفحة ١٧]
مرّت ٣٨ سنة قبل ان يصل عدد مستخدمي الراديو الى ٥٠ مليونا
[النبذة في الصفحة ١٧]
اكتسب الفيس بوك، احد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا اكثر من ٢٠٠ مليون مستخدم جديد في سنة واحدة فقط
[الاطار في الصفحة ١٩]
لمَ لا تسأل والديك؟
ناقِش مع والديك كيف تحافظ على خصوصياتك عند استعمال الانترنت. اية امور من المستحسن ان تحتفظ بها لنفسك ولماذا؟ وأية معلومات من الخطر كشفها على اي من مواقع الانترنت؟ اطلب نصيحتهما ايضا حول الموازنة بين التواصل مع الآخرين وجها لوجه والتواصل على الانترنت. وأية نواحٍ ينصحانك بتعديلها، هذا اذا وُجدت؟
[الصورة في الصفحة ١٨]
قد لا تكون نشاطاتك على مواقع التواصل الاجتماعي شأنا خاصا بك بالقدر الذي تتمناه
[الصورة في الصفحة ١٩]
يمكن تشبيه وقتك بالمال. فإذا صرفته كله في مكان واحد، فلن يتبقى لك شيء وقت الحاجة
-
-
ماذا يجب ان اعرف عن مواقع التواصل الاجتماعي؟ الجزء ٢استيقظ! ٢٠١١ | تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
الاحداث يسألون
ماذا يجب ان اعرف عن مواقع التواصل الاجتماعي؟ الجزء ٢
رتِّب ما يلي بحسب اهميته في نظرك.
․․․․․ خصوصياتي
․․․․․ وقتي
․․․․․ سمعتي
․․․․․ صداقاتي
اي مسألة اعلاه تحتل المرتبة الاولى وهي الاكثر اهمية في نظرك؟ ان هذا الوجه من حياتك، فضلا عن الاوجه الثلاثة الاخرى، معرَّض للخطر اذا كنت تستخدم موقعا للتواصل الاجتماعي.
هل من الملائم ان تنضم الى احدى شبكات التواصل الاجتماعي؟ اذا كنت لا تزال تسكن مع والديك، فهذا القرار يعود اليهما كما ذُكر في المقالة السابقة.a (امثال ٦:٢٠) فهذه الشبكات تنطوي على مخاطر مثلها مثل جميع اوجه الانترنت تقريبا. وفي حال لم يرغبا ان يكون لديك حساب، فعليك ان تطيعهما. — افسس ٦:١.
من ناحية اخرى، اذا كان والداك موافقين على استعمالك احد مواقع التواصل الاجتماعي، فكيف يمكنك ان تتفادى هذه المخاطر؟ ناقشت المقالة السابقة من «الاحداث يسألون» وجهين عليك ان توليهما اهتمامك: خصوصياتك ووقتك. وفي هذه المقالة، سنتناول سمعتك وصداقاتك.
سمعتك
ان حماية سمعتك تعني الانتباه لئلا تعطي الآخرين اسبابا وجيهة كي يسيئوا الظن بك. تخيل مثلا انك تملك سيارة جديدة لا يعيبها اي خدش او انبعاج. ألن ترغب في ابقائها هكذا؟ كيف تشعر اذا تحطَّمت في حادث بسبب تهورك؟
من الممكن ان يحدث امر مشابه لسمعتك على مواقع التواصل الاجتماعي. تقول فتاة تُدعى كارا: «يمكن لصورة او تعليق طائش واحد ان يشوِّه سمعتك». فلنتأمل الآن كيف يمكن للصور والتعليقات ان تؤثر في صيتك.
● صورك. كتب الرسول بطرس: «لتكن تصرُّفاتكم حسنة امام جميع الناس». (١ بطرس ٢:١٢، ترجمة الخوري يوسف عون) فماذا ترى اذا نظرت الى صور منشورة على احد هذه المواقع؟
«احيانا ينشر شخص اقدره كثيرا صورا تعطي الانطباع انه سكران». — آنا، ١٩ سنة.
«أعرف فتيات يتخذن وضعيات تبرز مفاتنهن. فيظهرن على صفحتهن الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي مختلفات جدا عما هنّ عليه في الحقيقة». — كارا، ١٩ سنة.
اية فكرة تكوِّنها عن شخص تراه في صورة على احد مواقع التواصل الاجتماعي (١) يرتدي ثيابا مثيرة او (٢) يبدو سكرانا؟
١ ․․․․․
٢ ․․․․․
● تعليقاتك. تقول افسس ٤:٢٩: «لا يخرج من فمكم كلام فاسد [«بذيء»، الترجمة الاممية الجديدة (بالانكليزية)]». يلاحظ البعض ان الكلام غير المهذب او الثرثرة او المواضيع الفاسدة تتسلل الى المحادثات التي تدور على هذه المواقع.
«تَضعف الروادع حين يستخدم الناس مواقع التواصل الاجتماعي. فالكلمات التي تطبعها ليس لها الصدى السيِّئ نفسه لتلك التي تقولها بصوت مسموع. صحيح انك قد لا تتلفظ بالشتائم، لكن ربما تتجرأ ان تقول كلاما عابثا، وقحا، حتى بذيئا». — دانييل، ١٩ سنة.
لماذا برأيك تَضعف روادع الكثيرين حين يكونون امام شاشة الكمبيوتر؟
․․․․․
ولكن هل الصور والتعليقات التي تنشرها مهمة حقا؟ بالتأكيد. تقول مراهقة اسمها جاين البالغ عمرها ١٩ سنة: «كان هذا الموضوع حديث الساعة في الكلية. فقد ناقشنا لجوء ارباب العمل الى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الحكم على شخصية مقدِّمي طلبات العمل».
وهذا تماما ما يفعله الدكتور ب. ج. فوڠ حسبما يخبر في كتابه دليل الوالدين الى الفيس بوك (بالانكليزية). يذكر: «أعتبر هذا جزءا من واجباتي . . . فإذا استطعت الدخول الى الصفحة الشخصية الخاصة بمقدِّم الطلب ووجدت هناك تفاهات، فهذا لا يترك عندي انطباعا جيدا ولا أوظِّفه. لماذا؟ لأن موظفيّ يجب ان يتحلوا بالقدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة».
وإذا كنت شخصا مسيحيا، فثمة عامل اكثر اهمية عليك ان تأخذه بعين الاعتبار، وهو تأثير منشوراتك المحتمَل على الآخرين سواء كانوا مؤمنين او لا. كتب الرسول بولس: «لسنا على الاطلاق نجعل اي سبب للعثرة». — ٢ كورنثوس ٦:٣؛ ١ بطرس ٣:١٦.
حلول عملية
في حال كان والداك موافقين ان تستخدم احد مواقع التواصل الاجتماعي، فاستعرِض صورك المنشورة واسأل نفسك: ‹اي انطباع تتركه هذه الصور في الآخرين؟ هل اود ان اعطي هذا الانطباع عني؟ وهل اخجل اذا رآها والداي، شيخ مسيحي، او رب عمل محتمَل؟›. اذا أجبتَ بنعم على السؤال الاخير، فبادِر الى صنع التغييرات. وهذا ما فعلته كايت البالغة من العمر ٢١ سنة. تقول: «تحدث اليَّ شيخ مسيحي بشأن الصورة الرئيسية التي تظهر في صفحتي الشخصية، وأنا ممتنة له. فأنا اعرف انه يريد ان يحمي سمعتي».
اضافة الى ذلك، ألقِ نظرة عن كثب الى التعليقات التي نشرتها والتي نشرها الآخرون على صفحتك انت. لا تسمح بوجود «كلام الحماقة» او «المزح الفاحش». (افسس ٥:٣، ٤) تذكر جاين: «ينشر الناس احيانا تعليقات تتضمن كلمات بذيئة او معاني مزدوجة. صحيح انك لست مصدرها، لكنها تنعكس سلبا عليك انت لأنها منشورة على صفحتك».
اية حدود تنوي وضعها بشأن صورك وتعليقاتك كي تحمي سمعتك؟
․․․․․
صداقاتك
إن كنت تملك سيارة جديدة، فهل تُقلّ ايا كان داخلها؟ ستواجه قرارا مماثلا اذا سمح لك والداك باستخدام احدى شبكات التواصل الاجتماعي. فعليك ان تقرر مَن تدعو الى لائحة اصدقائك، ومَن تقبل دعوته. فإلى اي حد تكون انتقائيا؟
«ان الهدف الوحيد الذي يسعى وراءه البعض هو زيادة عدد اصدقائهم. وفي نظرهم، كلما كبرت لائحة اصدقائهم، اصبحوا افضل حالا. حتى انهم يضيفون اليها اشخاصا لا يعرفونهم حقا». — ناييشا، ١٦ سنة.
«تتيح لك مواقع التواصل الاجتماعي ان تجدِّد علاقتك بأناس كنت تعرفهم في الماضي. لكن من الافضل في بعض الاحيان ان يبقوا في طيّ النسيان». — إيلين، ٢٥ سنة.
حلول عملية
الاقتراح الاول: دقِّق في قائمة اصدقائك وعدِّلها. راجِع لائحة اصدقائك واصنع التغييرات اذا لزم الامر. توقَّف عند كل اسم واسأل نفسك:
١- ‹الى اي حد أعرف هذا الشخص خارج شبكة الانترنت؟›.
٢- ‹اي صور وتعليقات يعرضها هذا الشخص؟›.
٣- ‹هل يترك هذا الصديق أثرا ايجابيا في حياتي؟›.
«اراجع عادة ‹قائمة الاصدقاء› الخاصة بي شهريا. وإذا وجدت شخصا لا أرتاح له او لا أعرفه جيدا، أحذفه منها». — إيڤانا، ١٧ سنة.
الاقتراح الثاني: اتَّبِع سياسة عملية عند اختيار الاصدقاء. حدِّد المواصفات التي تختار على اساسها مَن تدعو الى قائمة اصدقائك ومَن تقبل دعوته، تماما كما تفعل خارج شبكة الانترنت. (١ كورنثوس ١٥:٣٣) على سبيل المثال، تقول شابة تدعى ليان: «أتَّبع السياسة التالية عند اختيار اصدقائي: اذا كنت لا اعرفك، فلن اقبل طلب الانضمام الى قائمة اصدقائك. وإذا رأيت امرا لا يريحني على صفحتك، فسأحذفك من قائمة اصدقائي ولن اقبل اي طلبات أتلقاها منك في المستقبل». وبشكل مماثل، حدَّد آخرون المواصفات التي يريدونها في اصدقائهم.
«لا اقبل طلبات الصداقة من اشخاص لا تتوفر فيهم المواصفات التي حددتها، فهذا قد يشكل خطرا عليّ». — إرين، ٢١ سنة.
«أتلقى دعوات من رفقاء المدرسة القدامى للانضمام الى لائحة اصدقائهم. لكني فعلت كل ما في وسعي ايام المدرسة كي اتجنب هذه المعاشرات بالذات، فلمَ عساي ارغب في مصادقتهم اليوم؟». — ألكس، ٢١ سنة.
دوِّن ادناه السياسة التي تتَّبعها انت عند اختيار الاصدقاء على الانترنت.
․․․․․
للاطلاع على مقالات اضافية من سلسلة «الاحداث يسألون»، يمكن مراجعة الموقع التالي على الانترنت: www.watchtower.org/ypa
[الحاشية]
a لا تؤيد استيقظ! او تدين اي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي. وينبغي ان يتأكد المسيحيون ان استعمالهم للانترنت لا ينتهك مبادئ الكتاب المقدس. — ١ تيموثاوس ١:٥، ١٩.
[النبذة في الصفحة ٢٠]
يقول مثل مذكور في الكتاب المقدس: «اذا خُيِّرت بين السمعة الحسنة والغنى الكثير، فاختَر السمعة الحسنة». — امثال ٢٢:١، الترجمة الانكليزية الحديثة.
[الاطار في الصفحة ٢٢]
لمَ لا تسأل والديك؟
راجع مع والديك هذه المقالة والمقالة السابقة ايضا. ناقشوا معا كيف يؤثر استخدامك للانترنت في خصوصياتك، وقتك، سمعتك، وصداقاتك.
[الاطار في الصفحة ٢٣]
كلمة الى الوالدين
صحيح ان اولادكم قد يكونون اكثر اطلاعا منكم على عالم الانترنت، لكنهم لا يضاهونكم في حسن التمييز. (امثال ١:٤؛ ٢:١-٦) وفي هذا المجال، تصح كلمات پاري أفْتَب، الخبيرة في مسائل الامان على الانترنت: «ان الاولاد اوسع معرفة في امور التكنولوجيا، لكن الوالدين اوسع معرفة في امور الحياة».
في السنوات الاخيرة، اكتسبت مواقع التواصل الاجتماعي شعبية كبيرة. فهل اولادكم ناضجون كفاية ليستخدموها؟ ان القرار يعود اليكم. فعلى غرار قيادة السيارة وحيازة حساب مصرفي واستعمال بطاقة ائتمان، تنطوي شبكات التواصل الاجتماعي على مخاطر. فما هي بعضها؟
الخصوصيات. لا يدرك شبان عديدون عواقب الكشف عن الكثير من المعلومات على الانترنت. فالإخبار بعنوان سكنهم او اسم مدرستهم او اوقات تواجدهم في البيت او خارجه يعرِّض سلامة العائلة للخطر.
حلول عملية. حين كان اولادكم اصغر سنا، علمتموهم ان يحترسوا جيدا قبل عبور الطريق. واليوم، بعدما كبروا علِّموهم كيف يستعملون الانترنت بأمان. فاقرأوا المعلومات حول الحفاظ على الخصوصيات الواردة في المقالة السابقة من «الاحداث يسألون» وعدد تشرين الاول (اكتوبر) ٢٠٠٨ الصفحات ٣-٩ من مجلة استيقظ!. ثم ناقشوا هذه المواد مع اولادكم واسعوا ان تغرسوا فيهم «الحكمة العملية والمقدرة التفكيرية» في ما يتعلق بالتصفُّح الآمن للانترنت. — امثال ٣:٢١.
الوقت. يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي ان تسبب الادمان. يقول ريك البالغ من العمر ٢٣ سنة: «بعد انشاء حسابي ببضعة ايام، لم يعد بإمكاني التوقف عن تصفُّحه. فكنت أقضي ساعات وأنا انظر الى الصور والمنشورات».
حلول عملية. اقرأوا وناقشوا مع اولادكم مقالة «مساعدة الاحداث على مواجهة تحديات العصر» في عدد آذار (مارس) ٢٠٠٧ من مجلة استيقظ!. لاحظوا بشكل خاص الاطار في الصفحة ٦. وساعدوا اولادكم الاحداث ان يصيروا ‹معتدلين في العادات› ويضعوا حدا لكمية الوقت التي يصرفونها على الانترنت ويلتصقوا بها. (١ تيموثاوس ٣:٢) وذكروهم ان الحياة لا تقتصر على الانترنت.
السمعة. يقول مثل مذكور في الكتاب المقدس: «الاولاد يُعرفون بأعمالهم، جيدة كانت ام سيئة». (امثال ٢٠:١١، الترجمة الانكليزية المعاصرة) كم تصح هذه الكلمات عند استعمال الانترنت! وبما ان شبكات التواصل الاجتماعي هي منتديات عامة، فما ينشره اولادكم لا يؤثر في سمعتهم فحسب بل في سمعة العائلة بكاملها.
حلول عملية. يجب ان يعرف المراهقون ان ما ينشرونه على الانترنت يعكس هويتهم. وعليهم ان يفهموا ايضا ان ما يفعلونه هناك لن يُمحى ابدا. كتبت الدكتورة ڠوين شورڠن اوكيف في كتابها (CyberSafe): «يصعب على الاحداث فهم الفكرة ان المواد التي تُنشر على الانترنت تدوم الى الابد. لكن من الضروري ان يبدأوا بذلك. وإحدى الطرائق لتعليمهم حسن استعمال الانترنت هي تذكيرهم الّا يقولوا عليها ما لا يقولونه وجها لوجه لأحد».
الصداقات. تقول تانيا البالغة من العمر ٢٣ سنة: «يرغب مراهقون كثيرون ان يعتبرهم الآخرون ذوي شعبية، لذلك يكونون اكثر استعدادا لقبول ‹صداقة› غرباء او اشخاص فاسدين».
حلول عملية. ساعدوا اولادكم على اتباع سياسة عملية عند اختيار الاصدقاء. مثلا، لا تقبل أليسيا (٢٢ سنة) عادة طلبات اصدقاء اصدقائها. تقول: «اذا كنت لا اعرفك شخصيا او لم نلتقِ وجها لوجه، فلن اضيفك الى قائمة اصدقائي لمجرد ان لدينا اصدقاء مشتركين».
انشأ زوجان يدعيان تيم وجوليا حسابا خاصا بهما يمكِّنهما من مراقبة اصدقاء ابنتهما ومنشوراتها. تقول جوليا: «طلبنا منها ان تضمَّنا الى لائحة اصدقائها. فحين تتواصل مع احد، كأنما تدعوه الى غرفة جلوسنا. لذا نريد ان نعرف مَن هو».
[الصورة في الصفحة ٢١]
يمكن ان تؤدي القيادة المتهورة الى تحطم السيارة، بشكل مماثل قد تشوَّه سمعتك اذا نشرت على الانترنت صورا وتعليقات غير لائقة
[الصورة في الصفحة ٢٢]
هل تُقلّ غريبا لمجرد انه بحاجة الى مَن يوصله؟ لماذا اذًا تقبل مصادقة شخص لا تعرفه على الانترنت؟!
-