مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • والداك
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ٢
    • الجزء ٦

      والداك

      لا بد ان والدَيك تعلّما امورا كثيرة من خبرتهما.‏ فسبق ان تخطّيا مرحلة التغييرات الجسدية والعاطفية التي هي جزء من فترة المراهقة.‏ ومبدئيا،‏ ينبغي ان يكونا افضل مَن بإمكانه ارشادك لتتخطّى انت ايضا هذه المرحلة.‏ ولكن قد يبدو لك احيانا ان والدَيك يعقِّدان مشاكلك بدلا من حلّها.‏ مثلا،‏ قد تواجه احدى الصعوبات التالية:‏

      □ والداي ينتقدانني دائما.‏

      □ ابي او امي مدمنان على المخدِّرات او الكحول.‏

      □ والداي يتشاجران دائما.‏

      □ والداي منفصلان.‏

      ستساعدك الفصول ٢١-‏٢٥ ان تتأقلم مع هذه المشاكل وغيرها.‏

  • كيف يمكنني تقبُّل الانتقاد؟‏
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ٢
    • الفصل ٢١

      كيف يمكنني تقبُّل الانتقاد؟‏

      ‏«كانت امي اشبه بتحرٍّ اذ انها كانت على الدوام تقف لي بالمرصاد باحثة عن تقصيراتي.‏ فقبل ان يتسنى لي الوقت للانتهاء من الاعمال المنزلية،‏ كانت تتفحَّص عملي باحثة عن الاخطاء».‏ —‏ كرايڠ.‏

      ‏«كان والداي يوبِّخانني دائما على شيء ما.‏ وكانا يقولان لي انني أفتقر الى التنظيم في حياتي.‏ ولم يتركا شيئا إلا ووبَّخاني عليه —‏ سواء كان متعلقا بالمدرسة او البيت او الجماعة».‏ —‏ جايمس.‏

      هل تشعر احيانا وكأن لا شيء ابدا مما تفعله يرضي والدَيك؟‏ هل تحسّ وكأن كل تحركاتك مراقَبة وأنك تخضع دائما للتقييم ولكنك لا تكون ابدا على المستوى المطلوب؟‏

      اية عبارة من العبارات التالية كثيرا ما تسمعها؟‏

      □ انت تترك غرفتك دائما دون ترتيب.‏

      □ انت تشاهد التلفزيون اكثر من اللازم.‏

      □ انت تسهر حتى وقت متأخر جدا.‏

      □ انت تتأخر دائما في النهوض من فراشك.‏

      اكتب ادناه الملاحظة او الانتقاد الذي يزعجك اكثر من غيره.‏

      ‏․․․․․‏

      صحيح ان الاوامر والانتقادات قد تثير اعصابك،‏ ولكن فكّر في ما يلي:‏ اذا لم تنلْ قط اية مشورة او تأديب،‏ أفلا تبدأ بالتساؤل هل يهتم والداك بك ام لا؟‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٨‏)‏ فالتأديب هو في الواقع دليل على محبة والدَيك.‏ فالكتاب المقدس يقول ان الاب يوبِّخ «ابنه الذي يسرّ به».‏ —‏ امثال ٣:‏١٢‏.‏

      اذًا،‏ يجب ان تكون شاكرا لوالدَيك لأنهما يهتمان بك كفاية ليقوِّماك.‏ فأنت لا تزال صغير السن وعديم الخبرة نسبيا.‏ لذلك قد يكون التقويم لازما احيانا.‏ فدون ارشاد،‏ من الممكن ان تغلبك «الشهوات الشبابية» بسهولة.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٢‏.‏

      كم هو مؤلم!‏

      طبعا،‏ ان «كل تأديب لا يبدو في الحاضر مفرحا بل محزنا».‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١١‏)‏ ويصح ذلك خصوصا عندما تكون صغير السن.‏ فشخصيتك لم تتكوّن بعد،‏ اذ لم تصر راشدا بعد ولم تكتشف مَن انت.‏ لذلك فإن الملاحظات الانتقادية يمكن ان تثير استياءك حتى لو كان والداك قد فكّرا فيها مليّا وقدّماها لك بلطف.‏

      وردّ فعلك هذا طبيعي.‏ فنظرتك الى نفسك تتأثر بسهولة بما يقوله الآخرون عنك.‏ ورأي والدَيك بشكل خصوصي يؤثر تأثيرا بالغا في احترامك لنفسك.‏ وهذا ما قد يجعلك تنسحق اذا قوَّمك احد والدَيك او انتقد طريقة فعلك امرا ما.‏

      ولكن هل يعني ذلك ان لا شيء ابدا مما تفعله يرضي والدَيك او انك شخص فاشل تماما لأنهما لفتا نظرك الى بعض عيوبك؟‏ كلا.‏ فكل البشر بعيدون كل البعد عن الكمال.‏ (‏جامعة ٧:‏٢٠‏)‏ وارتكاب الاخطاء هو جزء من عملية التعلُّم واكتساب الخبرة.‏ (‏ايوب ٦:‏٢٤‏)‏ ولكن ما القول اذا كان والداك يمطرانك بالانتقاد عندما تفعل امرا خاطئا ولكنهما بالكاد يقولان لك شيئا حين تفعل امرا صائبا؟‏ لا شك ان هذا امر مؤلم.‏ ولكنه بالتأكيد لا يعني انك شخص فاشل تماما.‏

      ما وراء الانتقاد

      احيانا،‏ يصير احد والدَيك انتقاديا جدا.‏ لكنَّ ذلك قد لا يكون بسبب خطإ اقترفته انت،‏ بل لأنه سيئ المزاج.‏ مثلا،‏ هل كان يوم امك شاقًّا؟‏ او هل هي مريضة؟‏ في حالات كهذه،‏ قد تميل اكثر من المعتاد الى انتقادك اذا لم تكن غرفتك نظيفة ومرتبة.‏ وهل ابوك غاضب ومنزعج بسبب بعض المشاكل المالية في العائلة؟‏ في هذه الحال،‏ قد يتكلم من غير روية «مثل طعنات السيف».‏ (‏امثال ١٢:‏١٨‏)‏ لا يمكن الانكار ان انتقادا غير منصف كهذا هو امر مغيظ.‏ ولكن حاوِل ان تتغاضى عن اخطاء والدَيك.‏ فإذا فكّرت باستمرار في الظلم الذي تتعرض له،‏ فلن يعمل ذلك إلا على اغاظتك اكثر.‏ وتذكّر ‏«اننا جميعا نعثر مرارا كثيرة.‏ إنْ كان احد لا يعثر في الكلام فذاك انسان كامل».‏ —‏ يعقوب ٣:‏٢‏.‏

      بما ان والدَيك شخصان ناقصان،‏ فقد تنتابهما هما ايضا مشاعر عدم الجدارة.‏ وفي الواقع،‏ فإن فشلك انت يمكن ان يجعلهما يشعران وكأنهما هما اللذان فشلا!‏ مثلا،‏ قد تنتقد ام ابنتها اذا كانت علاماتها المدرسية متدنية.‏ لكن ما تفكّر فيه هذه الام بينها وبين نفسها هو:‏ ‹اخاف ان اكون امًّا فاشلة لأنني لا ابذل كل جهدي لمساعدة ابنتي على النجاح›.‏

      المحافظة على الهدوء في وجه الانتقاد

      مهما كان السبب وراء الانتقاد،‏ فقد تتساءل:‏ ‹كيف يمكنني تقبُّله؟‏›.‏ اولا،‏ احذر لئلا تطلق العنان لغضبك.‏ تقول الامثال ١٧:‏٢٧‏:‏ «ذو المعرفة يمسك أقواله،‏ وذو التمييز عنده سكينة الروح».‏ فكيف تحافظ على «سكينة الروح» في وجه الانتقاد؟‏ جرِّب الخطوات التالية:‏

      أَصغِ.‏ بدلا من المبادرة فورا الى تبرير تصرفاتك او الاصرار على براءتك،‏ حاوِل ان تضبط مشاعرك وتستوعب ما يقوله والداك.‏ فقد قال التلميذ يعقوب للمسيحيين ان يكونوا ‹سريعين في الاستماع،‏ بطيئين في التكلم،‏ بطيئين في السخط›.‏ (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ فإذا اغتظت وقاطعت والدَيك وهما يتكلمان معك،‏ فسيظنان انك لا تصغي اليهما.‏ وهذا ما سيغضبهما ويؤدي بهما حتما الى زيادة نصائحهما لك وليس تقليلها.‏

      ركِّز.‏ قد تشعر احيانا ان والدَيك لم يقدِّما لك المشورة بلطف.‏ ولكن بدلا من التفكير في اسلوب كلامهما،‏ لمَ لا تركِّز على مضمون كلامهما؟‏ اسأل نفسك:‏ ‹اي جزء من هذا الانتقاد اعرف انه صحيح؟‏ هل سمعتُ قبلا هذا الانتقاد من والدَي؟‏ ماذا اخسر اذا فعلت ما يريدانه؟‏›.‏ وتذكَّر انه كيفما بدا لك الوضع عند نيل التأديب،‏ فإن والدَيك يؤدّبانك بدافع المحبة.‏ فلو كانا يكرهانك فعلا،‏ لما ادّباك على الاطلاق.‏ —‏ امثال ١٣:‏٢٤‏.‏

      كرِّر.‏ اذا اعدت صياغة مشورة والدَيك وكرّرتها امامهما بطريقة تنمّ عن الاحترام،‏ تؤكِّد لهما انك سمعت ما قالاه.‏ مثلا،‏ يمكن ان يقولا لك:‏ «انت تترك غرفتك دائما دون ترتيب.‏ فاذهب ورتّبها وإلا سنعاقبك».‏ لكنك قد تفكر:‏ ‹وما بها غرفتي؟‏ انها مرتبة›.‏ إلا ان قول ذلك لوالدَيك لا يفيد.‏ حاوِل ان ترى الامور من وجهة نظرهما.‏ ومن الافضل ان تجيبهما دون سخرية بعبارة مثل:‏ «معكما حق.‏ غرفتي هي فعلا غير مرتبة.‏ فهل تريدان ان ارتّبها الآن ام بعد العشاء؟‏».‏ فإذا اعترفت ان والدَيك على صواب،‏ تهدِّئ على الارجح من انزعاجهما.‏ وطبعا،‏ عليك بعدئذ ان تفعل ما يريدانه منك.‏ —‏ افسس ٦:‏١‏.‏

      انتظِر.‏ لا تحاول تبرير نفسك إلا بعد ان تفعل ما يريدانه.‏ فالكتاب المقدس يقول:‏ «الضابط شفتيه .‏ .‏ .‏ هو فطين».‏ (‏امثال ١٠:‏١٩‏)‏ فإذا لاحظ والداك انك تصغي اليهما فعلا،‏ يكونان اكثر استعدادا للاصغاء اليك.‏

      دوِّن هنا اية خطوة من الخطوات الآنفة الذكر انت بحاجة الى تطبيقها اكثر من غيرها.‏ ․․․․․‏

      لماذا الامر جدير بالعناء؟‏

      اذا قيل لك ان هنالك ذهبا في مكان ما،‏ فهل تكون مستعدا لتحمّل المشقات في سبيل اكتشاف هذا الكنز؟‏ لا شك في ذلك.‏ لكنَّ الكتاب المقدس يقول ان الحكمة اكثر قيمة من اي كنز.‏ (‏امثال ٣:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ فكيف تصير حكيما؟‏ تقول الامثال ١٩:‏٢٠‏:‏ «اسمع المشورة واقبل التأديب،‏ لكي تصير حكيما في آخرتك».‏ صحيح ان المشورة والتأديب قد يضايقانك،‏ ولكن اذا تمكنت من اكتشاف الحكمة وراء ايّ انتقاد يوجَّه اليك والعمل بموجبها،‏ فستربح كنزا اكثر قيمة من الذهب.‏

      ان الانتقاد هو جزء لا يتجزأ من الحياة.‏ ففي الوقت الحاضر،‏ يوجِّه اليك والداك ومعلموك الانتقاد.‏ وفي المستقبل،‏ ستضطر دون شك الى مواجهته من رب عملك والآخرين.‏ فإذا تعلمت كيف تتقبَّل الانتقاد في البيت،‏ فستصير تلميذا مجتهدا،‏ موظفا يحظى بتقدير الآخرين،‏ وشخصا جديرا بالثقة.‏ حقا،‏ ان تقبُّل النقد هو ثمن زهيد ندفعه لقاء كل هذه النتائج الرائعة التي نحصدها!‏

      في الفصل التالي

      هل تشعر ان القواعد التي يضعها والداك تضيِّق الخناق عليك؟‏ تعلَّم كيف تكون قانعا بمقدار الحرية الذي تتمتع به،‏ وكيف يمكنك نيل المزيد من الحرية.‏

      آية رئيسية

      ‏«الحكيم يسمع فيزداد علما».‏ —‏ امثال ١:‏٥‏.‏

      نصيحة عملية

      اليك اقتراحَين يساعدانك على تقبُّل التقويم من والدَيك:‏

      ● قدِّر ايّ مدح يقدِّمانه لك مع الانتقاد.‏

      ● اطلب منهما توضيحا اذا لم تتمكن من فهم المشكلة او الحل كاملا.‏

      هل تعرف .‏ .‏ .‏ ؟‏

      يستصعب بعض الآباء والامهات معاملة اولادهم بمحبة لأنهم لم ينالوا المحبة والتفهم بما فيه الكفاية من والديهم.‏

      خطة عمل

      عندما يوجّه اليّ والداي الانتقاد في المرة المقبلة،‏ سوف ․․․․․‏

      اذا شعرت ان والديّ ينتقدانني اكثر من اللازم،‏ فسوف ․․․․․‏

      اود ان اسأل والدي (‏والديّ)‏ ما يلي حول هذا الموضوع:‏ ․․․․․‏

      ما رأيك؟‏

      ● لماذا قد تستصعب تقبُّل الانتقاد؟‏

      ● ماذا قد يجعل والدَيك ينتقدانك؟‏

      ● كيف يمكنك الاستفادة الى اقصى حدّ من المشورة التي تنالها؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٧٧]‏

      ‏«طوال حياتي،‏ كنا انا وأمي نصرخ احدانا على الاخرى.‏ لكنني الآن احاول ان اطبّق ما تقوله كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ وهذا الاسلوب فعّال.‏ فموقف امي ابتدأ يتغير.‏ وعندما طبقت مشورة الكتاب المقدس،‏ صرت اتفهمها بشكل افضل.‏ لذلك تحسنت علاقتنا».‏ —‏ مارلين

      ‏[الصورة في الصفحة ١٨٠]‏

      اذا تمكنت من اكتشاف الحكمة وراء ايّ انتقاد يوجَّه اليك،‏ فستربح كنزا اكثر قيمة من الذهب

  • لمَ كل هذه القواعد؟‏
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ٢
    • الفصل ٢٢

      لمَ كل هذه القواعد؟‏

      ما هي بعض القواعد الموجودة في عائلتك؟‏ ․․․․․‏

      برأيك،‏ هل هذه القواعد منصفة دائما؟‏

      □ نعم □ كلا

      اية قاعدة تستصعب الالتزام بها اكثر من غيرها؟‏ ․․․․․‏

      من المرجح ان والدَيك يحدِّدان لك قواعد يترتب عليك التقيّد بها.‏ وقد تتضمن هذه القواعد امورا تتعلق بالواجبات المدرسية،‏ الاعمال المنزلية،‏ والاوقات التي يجب ان تعود فيها الى المنزل.‏ وقد يضعان ايضا قيودا على حضورك التلفزيون واستعمالك الهاتف والكمبيوتر.‏ وتتخطى هذه القواعد أحيانا حدود المنزل لتشمل تصرفاتك في المدرسة وانتقاءك لأصدقائك.‏

      فهل تشعر ان هذه القيود تضيِّق الخناق عليك؟‏ ربما يكون لسان حالك كلسان حال الاحداث الذين نقتبس اقوالهم في ما يلي:‏

      ‏«كم كرهت ان يحدّد لي ابواي وقتا ارجع فيه الى المنزل!‏ فكنت اتضايق كثيرا عندما اضطرّ ان اعود الى البيت قبل الآخرين».‏ —‏ آلن.‏

      ‏«انه لأمر بغيض ان يراقب احد الاتصالات التي تجريها على الهاتف الخلوي.‏ فهذا يجعلني اشعر انني أُعامَل كطفلة».‏ —‏ اليزابيث.‏

      ‏«شعرت ان والدَيّ يحاولان افساد حياتي الاجتماعية،‏ وكأنهما لا يريدان ان يكون لدي اصدقاء».‏ —‏ نيكول.‏

      في حين ان عددا كبيرا من الاحداث اليوم لا يلتزمون في كثير من الاحيان بقواعد والديهم،‏ يُقرّ معظمهم انهم بحاجة الى قواعد تضبط حياتهم لئلا تعمّها الفوضى.‏ ولكن اذا كانت القواعد مهمة الى هذا الحد،‏ فلماذا يشعر الاحداث ان بعضها مزعج جدا؟‏

      ‏‹لم اعُد ولدا صغيرا!‏›‏

      لربما تثير القواعد التي يفرضها والداك استياءك،‏ لأنها تجعلك تشعر انك تُعامَل كطفل.‏ ولكن لا شك ان والدَيك يعتبران هذه القواعد مهمة جدا لأنها تحميك وتعدّك لتحمل المسؤوليات التي ستُلقى على عاتقك عندما تكبر.‏

      رغم ذلك،‏ ربما تشعر ان القواعد المفروضة عليك لا تتناسب مع عمرك وأنها تكبّلك.‏ هذا تماما ما احست به حدثة اسمها برِييل.‏ فقد قالت عن والدَيها:‏ «لقد نسيا تماما كيف يشعر الحدث في مثل عمري.‏ فهما لا يريدانني ان اعبِّر عن رأيي،‏ أتّخذ قرارا،‏ او اكون راشدة».‏ وهذا ما شعرت به ايضا حدثة اسمها اليسون.‏ فهي تقول:‏ «يبدو ان والدَيّ لا يفهمان انني صرت في الثامنة عشرة من عمري ولست ابنة عشر سنوات.‏ عليهما ان يثقا بي اكثر».‏

      كما انك ستنزعج بالتأكيد اذا بدا لك ان والدَيك اكثر تساهلا في التعامل مع اخوتك.‏ مثلا،‏ اذ يعود ماثيو بالذاكرة الى ايام مراهقته،‏ يقول عن اخته وبنات عمته الاصغر منه:‏ «كانت الفتيات ينجون دوما بفعلتهن مهما كان الخطأ فادحا».‏

      هل الحياة افضل دون قواعد؟‏

      من الطبيعي ان تشعر احيانا برغبة في التحرر من سلطة ابويك.‏ ولكن هل صحيح ان حياتك ستكون افضل اذا لم يفرض والداك القيود عليك؟‏ لا شك انك تعرف احداثا عديدين في مثل سنك يسهرون خارج المنزل قدر ما يشاؤون،‏ يرتدون الملابس التي تحلو لهم،‏ ويخرجون برفقة اصدقائهم ساعة يريدون وإلى اي مكان يختارونه.‏ وقد يكون والدوهم اكثر انشغالا من ان يلاحظوا ما يقوم به اولادهم.‏ ولكن مهما كان الوضع،‏ يُظهِر الكتاب المقدس ان طريقة التربية هذه لن تنجح.‏ (‏امثال ٢٩:‏١٥‏)‏ فقلة المحبة المتفشية في العالم اليوم تُعزى بشكل رئيسي الى العدد الكبير من الاشخاص الانانيين الذين تربى كثيرون منهم في عائلات لا قواعد فيها ولا قيود.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥‏.‏

      لذلك عوض ان تحسد الاحداث الذين يعيشون على هواهم،‏ لمَ لا تعتبر القواعد التي يضعها والداك دليلا على محبتهما لك واهتمامهما بك؟‏ فحين يفرض الوالدون على اولادهم قواعد متزنة،‏ يقتدون بيهوه اللّٰه الذي قال لشعبه:‏ «امنحك بصيرة وأرشدك في الطريق الذي تسلكه.‏ اقدِّم النصح وعيني عليك».‏ —‏ مزمور ٣٢:‏٨‏.‏

      ولكن قد تشعر احيانا انك ترزح تحت وطأة القواعد التي يفرضها عليك والداك.‏ فماذا يمكنك فعله لتزيح هذا العبء الثقيل عن كاهلك؟‏

      التواصل يعود عليك بالفوائد

      سواء اردت ان تحصل على حرية اكبر او ان تخفّف انزعاجك من القيود التي يفرضها والداك عليك،‏ فإن التواصل الجيد هو سبيلك الى ذلك.‏ إلا ان البعض قد يقولون:‏ ‏‹حاولت ان أُناقش المسألة مع والدَيّ،‏ ولكن دون جدوى›.‏ اذا صحّ ذلك في حالتك،‏ فاسأل نفسك:‏ ‹هل يمكنني ان احسّن مهاراتي في التواصل؟‏›.‏ فالتواصل اداة مهمة تساعد والدَيك على تفهمك او تساعدك على تفهم سبب رفض والدَيك لطلبك.‏ لذلك اذا اردت ان تُعامَل كشخص ناضج،‏ فعليك ان تنمي مهارات التواصل التي يملكها الناضجون.‏ فكيف يمكنك ذلك؟‏

      تعلَّم ان تتحكم بمشاعرك.‏ يتطلب التواصل الجيد ضبط النفس.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الغبي لا يضبط روحه ابدا،‏ والحكيم يسكّنها الى النهاية».‏ (‏امثال ٢٩:‏١١‏)‏ لذلك تجنّب النقّ،‏ العبوس،‏ ونوبات الغضب الطفولية.‏ ورغم انه من الطبيعي ان ترغب في صفق الباب او التنقل في المنزل خابطا الارض برجليك عندما يمنعك والداك عن امر ما،‏ الا ان هذه التصرفات لن تجعلهما يمنحانك مزيدا من الحرية،‏ بل ستدفعهما الى فرض المزيد من القيود عليك.‏

      حاوِل ان تفهم وجهة نظر والدَيك.‏ تقول ترايسي،‏ حدثة مسيحية تربت في عائلة ذات والد واحد:‏ «أسأل نفسي:‏ ‹ما الذي تهدف اليه امي من هذه القواعد؟‏›».‏ وما هو استنتاجها؟‏ تذكر:‏ «انها تحاول مساعدتي كي اصبح شخصا افضل».‏ (‏امثال ٣:‏​١،‏ ٢‏)‏ فعندما تحاول ان تفهم ما يفكر فيه والداك،‏ يصبح بمقدورك ان تتواصل معهما بشكل افضل.‏

      لنفرض على سبيل المثال ان والديك يترددان في السماح لك بالذهاب الى تجمع ما.‏ فعوض ان تتجادل معهما،‏ لمَ لا تسألهما:‏ «ماذا لو رافقني احد اصدقائي الناضجين والجديرين بالثقة»؟‏ قد لا يوافق والداك على طلبك.‏ ولكن اذا استطعت ان تفهم ما يقلقهما،‏ فستتمكن من تقديم اقتراحات افضل يمكن ان يقبلاها بسهولة.‏

      زِد ثقة والديك بك.‏ لنفرض ان رجلا يدين بالمال لأحد المصارف.‏ فإذا سدّد الدفعات في الوقت المحدّد،‏ يكسب ثقة المصرف.‏ حتى ان المصرف قد يوافق على اعطائه دَينا آخر في المستقبل.‏ يصحّ الامر نفسه في العائلة.‏ فأنت تدين لوالدَيك بالطاعة.‏ وإذا اثبتّ انك شخص يُعتمد عليه،‏ حتى في الامور الصغيرة،‏ فستزداد على الارجح ثقة والدَيك بك.‏ أما اذا كنت تخيّب املهما باستمرار فلا تستغرب اذا ضعفت،‏ او حتى تلاشت،‏ ثقتهما بك.‏

      عندما تخالف احدى القواعد

      على الارجح،‏ ستخالف ذات يوم احدى القواعد التي يفرضها والداك.‏ فربما تقصِّر في القيام بواجباتك المنزلية،‏ او تتجاوز الوقت المسموح به على الهاتف،‏ او تتأخر في العودة الى البيت في الوقت المحدَّد.‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٣‏)‏ وها انت الآن امام والديك!‏ فكيف تتدارك الامر لئلا يزداد الوضع سوءا؟‏

      قُل الحقيقة.‏ لن تفيدك المراوغة في هذا الظرف.‏ فاللفّ والدوران يقوّضان ما تبقى من ثقة والدَيك بك.‏ لذلك كن صادقا واذكر التفاصيل بدقة.‏ (‏امثال ٢٨:‏١٣‏)‏ تجنّب ايضا تبرير فعلتك او التخفيف من فداحة خطإك.‏ وتذكّر دوما ان «الجواب الليّن يردّ السخط».‏ —‏ امثال ١٥:‏١‏.‏

      اعتذِر.‏ يحسن بك ان تعبّر لوالدَيك عن اسفك حيال ما سبّبته لهما من قلق او تعب او خيبة امل.‏ فقد يخفّف ذلك من شدّة العقاب.‏ ولكن يجب ان يكون ندمك صادقا.‏

      تحمَّل العواقب.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ قد تسارع في البداية الى مجادلة والدَيك بشأن العقاب،‏ وخصوصا اذا بدا لك ظالما.‏ لكنّ تحمُّل مسؤولية افعالك هو دليل نضج.‏ لذلك من الأَولى بك ان تحاول استعادة ثقة والدَيك.‏

      دوِّن هنا اية نقطة من النقاط الثلاث الآنفة الذكر انت بحاجة الى تطبيقها اكثر من غيرها.‏ ․․․․․‏

      تذكَّر ان لدى والدَيك مسؤولية ان يضبطا الى حدّ ما تصرفاتك.‏ لذلك يتحدث الكتاب المقدس عن «وصية ابيك» و «شريعة امك».‏ (‏امثال ٦:‏٢٠‏)‏ ولكن لا يجب ان تشعر ان هذه القواعد ستخرب حياتك.‏ على العكس،‏ إذا خضعت لسلطة والديك،‏ يعدك يهوه بأن «يحالفك التوفيق» في المستقبل.‏ —‏ افسس ٦:‏​١-‏٣‏.‏

      اقرإ المزيد عن هذا الموضوع في الجزء ١،‏ الفصل ٣

      في الفصل التالي

      هل احد والدَيك مدمن على المخدِّرات او الكحول؟‏ تعلَّم كيف يمكنك التأقلم مع هذه المشكلة.‏

      آية رئيسية

      ‏«اكرم اباك وأمك .‏ .‏ .‏ لكي يحالفك التوفيق».‏ —‏ افسس ٦:‏​٢،‏٣‏.‏

      نصيحة عملية

      اذا اردت ان يمنحك والداك حرية اكبر،‏ فاحرص على التقيّد بالقواعد التي يضعانها.‏ وبمرور الوقت،‏ تثبت لهما انك ولد مطيع.‏ وهذا ما يدفعهما على الاغلب الى الموافقة على ما تطلبه منهما.‏

      هل تعرف .‏ .‏ .‏ ؟‏

      تُظهِر الابحاث ان الاولاد الذين يقوم والدوهم بوضع القواعد وتطبيقها بمحبة من المرجّح ان يتفوقوا في المدرسة،‏ يتعاملوا بشكل افضل مع الآخرين،‏ ويعيشوا في العموم حياة سعيدة.‏

      خطة عمل

      اذا خالفت احدى القواعد،‏ فسأقول ․․․․․‏

      يمكنني ان اكسب ثقة والديّ بـ‍ ․․․․․‏

      اود ان اسأل والدي (‏والديّ)‏ ما يلي حول هذا الموضوع:‏ ․․․․․‏

      ما رأيك؟‏

      ● لماذا قد يبدو ان والدَيك يفرطان احيانا في حمايتك؟‏

      ● لماذا تبالغ احيانا في رد فعلك عندما يضع والداك القيود؟‏

      ● كيف تحسّن مهاراتك في التواصل مع والدَيك؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٨٣]‏

      ‏«عندما تكون في عمر الحداثة،‏ تظن انك تعرف كل شيء.‏ لذلك عندما يضع والداك القيود على تصرفاتك،‏ من السهل ان تغتاظ منهما.‏ لكنَّ قواعدهما هي في الواقع لمصلحتك».‏​—‏ ميڠان

      ‏[الاطار في الصفحة ١٨٦]‏

      هل والداك متحيزان فعلا؟‏

      هل تساءلت مرة:‏ ‹لماذا لا يعاملني والداي انا وإخوتي بالطريقة نفسها؟‏›.‏ لكنَّ الانصاف لا يقتضي دائما ان يعامل المرء اولاده بالطريقة نفسها.‏ فالسؤال الذي يطرح نفسه هو:‏ هل يهمل والداك حاجاتك؟‏ على سبيل المثال،‏ هل هما على استعداد لمدّ يد العون لك عندما تحتاج الى نصيحتهما،‏ مساعدتهما،‏ او دعمهما؟‏ في هذه الحال،‏ هل يمكنك القول فعلا انهما يظلمانك؟‏ بما ان حاجاتك تختلف عن حاجات اشقائك،‏ يستحيل على والدَيك ان يعاملاكم بالطريقة نفسها دائما.‏ وهذا ما ادركته بيث التي تبلغ الآن الثامنة عشرة من عمرها.‏ فهي تقول:‏ ‹انا وأخي شخصان مختلفان وكلّ منا يحتاج الى معاملة مختلفة.‏ كيف لم استطع ان افهم هذا الامر عندما كنت اصغر؟‏!‏›.‏

      ‏[الاطار/‏​الصورة في الصفحة ١٨٩]‏

      اطار مساعد على اتخاذ القرارات

      تكلَّم مع والدَيك

      ناقشنا في الفصلين السابقين كيف يجب ان تتصرف حين ينتقدك والداك ويضعان القواعد.‏ ولكن ما العمل اذا كنت تشعر انهما صارمان اكثر من اللازم في احد هذين المجالين او في كليهما؟‏ كيف يمكنك ان تبدأ بالحديث معهما عن هذا الامر؟‏

      ‏• اختَر وقتا تكون فيه مرتاحا ووالداك غير مشغولَين.‏

      ‏• تحدّث مع والدَيك بصراحة ولكن لا تدع المشاعر تسيطر عليك.‏ وتكلّم معهما باحترام.‏

      اذا كنت تشعر ان والدَيك ينتقدانك كثيرا،‏ يمكنك ان تقول:‏ ‏«انا ابذل كل ما في وسعي لأفعل ما هو صائب.‏ لذلك أنزعج عندما اشعر انني أُنتقد طوال الوقت.‏ فهل يمكننا التحدث عن هذا الموضوع؟‏».‏

      دوِّن ادناه ما هو اقتراحك للبدء بحديث مع والدَيك عن هذا الموضوع.‏

      ‏․․․․․‏

      ✔نصيحة عملية:‏ بغية اذابة الجليد بينك وبين والدَيك،‏ اقترح على والدَيك ان تناقشوا معا الفصل ٢١.‏ فربما يقبلان اقتراحك هذا.‏

      اذا كنت تشعر ان والدَيك لا يعطيانك مقدارا كافيا من الحرية،‏ يمكنك ان تقول:‏ ‏«احب ان اثبت لكما انني اهل للمسؤولية كي اتمكن من نيل حرية اكبر بمرور الوقت.‏ فماذا ينبغي ان افعل؟‏».‏

      دوِّن ادناه ما هو اقتراحك للبدء بحديث مع والدَيك عن هذا الموضوع.‏

      ‏․․․․․‏

      ✔نصيحة عملية:‏ راجع الفصل ٣ من الجزء ١‏،‏ ثم أعِدّ لائحة بالاسئلة التي خطرت على بالك بشأن ما قرأته.‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ١٨٤ و ١٨٥]‏

      اطاعة والدَيك هي اشبه بتسديد دَين للمصرف.‏ فكلما اثبتّ انك شخص يُعتمد عليه،‏ ازدادت الثقة بك

  • ما العمل اذا كان احد والدَيَّ مدمنا على المخدِّرات او الكحول؟‏
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ٢
    • الفصل ٢٣

      ما العمل اذا كان احد والدَيَّ مدمنا على المخدِّرات او الكحول؟‏

      ‏«قال ابي انه ذاهب لإصلاح السيارة،‏ لكنه غاب طوال النهار ولم نعرف عنه شيئا.‏ فحاولت امي الاتصال به على الهاتف،‏ إلا انه لم يردّ.‏ لاحظت القلق باديا على وجهها وأنها تستعد للخروج من المنزل.‏ فنظرت اليّ وقالت لي:‏ ‹انا ذاهبة للبحث عن ابيك›.‏

      ‏«لاحقا،‏ عادت امي وحدها.‏ فسألتها:‏ ‹لم تجدي ابي،‏ أليس كذلك؟‏›.‏ فأجابتني:‏ ‹كلا›.‏

      ‏«عندئذ،‏ علمت ان ابي عاد الى حيله المعهودة.‏ فقد فعل الامر عينه في المرة الماضية.‏ فأبي هو مدمن على المخدِّرات.‏ وعندما رجع الى البيت،‏ كانت اعصابنا انا وأمي قد انهارت.‏ وفي اليوم التالي تجاهلتُه كليّا،‏ الامر الذي آلمني كثيرا».‏ —‏ كارين،‏ ١٤ سنة.‏

      يضطر ملايين الاحداث ان يعيشوا في جحيم لا يُطاق مع اب او ام مدمنين على المخدِّرات او الكحول.‏ فإذا كان والدك يعاني ادمانا كهذا،‏ فقد يسبب لك الاحراج،‏ الاحباط،‏ والغضب.‏

      على سبيل المثال،‏ تربت ميري مع اب كان يبدو للناس شخصا لطيفا.‏ أما في البيت فكان عنيفا مع عائلته ويستخدم الشتائم في حديثه معهم،‏ لأنه كان كحوليًّا في السرّ.‏ وهي تتذكر بمرارة:‏ «كان الناس يقتربون الينا نحن الاولاد ويقولون لنا كم هو رائع ابونا وكم نحن محظوظون».‏a

      فكيف يمكنك مواجهة الوضع اذا كان احد والدَيك مدمنا على المخدِّرات او الكحول؟‏

      تفهُّم الاسباب وراء الادمان

      اولا،‏ من المساعد ان تعرف اكثر عن المشكلة التي يعانيها والدك.‏ تقول الامثال ١:‏٥‏:‏ «الفهيم يكتسب هداية».‏ لذلك من المساعد ان تعرف بعض المعلومات عن الادمان،‏ الشخص الذي يصير مدمنا على الكحول او المخدِّرات،‏ والسبب وراء ادمانه.‏

      مثلا،‏ ليس الكحولي مجرد شخص يفرط في الشرب بين حين وآخر،‏ بل شخص يعاني اضطراب شرب مزمنا.‏b فالكحول هو شغله الشاغل،‏ لا بل هو مهووس به بحيث انه لا يستطيع ضبط نفسه متى ابتدأ بالشرب.‏ وإدمانه هذا يسبِّب مشاكل مؤلمة تؤثر في عائلته،‏ عمله،‏ وصحته.‏

      في حين ان بعض الاشخاص يكونون بالوراثة عرضة اكثر من غيرهم ليصيروا مدمنين على الكحول،‏ يبدو ان العوامل العاطفية لها علاقة بالامر ايضا.‏ وفي الواقع،‏ غالبا ما تنتاب كثيرين من الكحوليين مشاعر سلبية حيال انفسهم.‏ (‏امثال ١٤:‏١٣‏)‏ حتى ان بعضهم ربّاهم والدون كحوليون.‏ لذلك فهم يلجأون الى الشرب لتخدير الآلام العاطفية التي يحملونها من الطفولة.‏ ويصحّ الامر نفسه في المدمنين على المخدِّرات.‏

      طبعا،‏ ان شرب الكحول او تعاطي المخدِّرات يجعلان مشاكل الشخص تتفاقم،‏ فهما يشوِّشان تفكيره ومشاعره.‏ لهذا السبب،‏ قد يحتاج والدك المدمن الى المساعدة من شخص اختصاصي للتحرر من ادمانه.‏

      تعديل توقعاتك

      لا شك ان تفهُّم سبب تصرفات والدك المحرجة لا يزيل المشكلة.‏ إلا ان معرفة بعض المعلومات عن ادمانه قد تمكّنك من الشعور نوعا ما بالشفقة عليه.‏

      مثلا،‏ اذا كان والدك مصابا بكسر في رجله،‏ فهل تتوقع منه ان يلعب معك كرة القدم؟‏ وماذا لو كنت تعرف ان اصابته ناجمة عن تصرفه بحماقة؟‏ لا شك ان املك سيخيب.‏ لكنك تعرف ان اصابته ستجعله عاجزا عن اللعب معك الى ان يُشفى منها.‏ ومعرفة هذا الواقع تساعدك على تعديل توقعاتك.‏

      على نحو مماثل،‏ ان الوالد الكحولي او المدمن على المخدِّرات هو شخص لديه قدرات عقلية وعاطفية محدودة.‏ صحيح انه المسؤول عن «اصابته» هذه وأنك مستاء من تصرفه بحماقة،‏ إلا انه سيبقى عاجزا عن الاعتناء بك حتى يطلب مساعدة متخصصة.‏ لذلك فإن اعتبار ادمانه اصابة تسبب العجز يمكن ان يساعدك على تعديل توقعاتك.‏

      ماذا يمكنك ان تفعل؟‏

      يجب ان تعرف انك مضطر الى التعايش مع عواقب تصرف والدك المدمن حتى يقوِّم طريقة حياته.‏ فماذا يمكنك ان تفعل في هذا الخصوص؟‏

      لا تتحمل مسؤولية ادمان والدك.‏ ان والدك وحده هو المسؤول عن ادمانه.‏ تقول غلاطية ٦:‏٥‏:‏ «كل واحد سيحمل حمله الخاص».‏ فليس من مسؤوليتك ان تشفيه ولست مجبرا على حمايته من عواقب ادمانه.‏ مثلا،‏ لست مضطرا ان تكذب على رب عمله لتغطي ما فعله او ان تجرّه الى السرير عندما يفقد وعيه نتيجة الاسراف في الشرب.‏

      شجِّع والدك على نيل المساعدة.‏ ان اكبر مشكلة يواجهها والدك هي الاعتراف انه يعاني مشكلة.‏ لذلك حين يكون واعيا وهادئا،‏ بإمكان الوالد غير الكحولي والاولاد الكبار اخباره كيف تؤثر تصرفاته في العائلة وما يلزم ان يفعله بهذا الشأن.‏

      اضافة الى ذلك،‏ يحسن بوالدك المدمن ان يدوِّن الاجوبة عن الاسئلة التالية:‏ ماذا سيحدث لي ولعائلتي اذا استمررت في الشرب او تعاطي المخدِّرات؟‏ ماذا سيحدث اذا اقلعت عن هذه العادة؟‏ وماذا يجب ان افعل لأنال المساعدة؟‏

      غادِر المكان اذا شعرت ان مشكلة ستنشأ.‏ تقول الامثال ١٧:‏١٤‏:‏ «انصرف قبل انفجار الخصومة».‏ فلا تعرِّض نفسك للخطر بالدخول في شجار.‏ وإذا كان ممكنا،‏ فادخل الى غرفتك او اذهب الى بيت صديق.‏ وعندما تكون معرَّضا للعنف،‏ قد يلزم ان تطلب المساعدة من خارج العائلة.‏

      اعترِف بمشاعرك.‏ يشعر بعض الاحداث بالذنب لأنهم يغتاظون من والدهم المدمن.‏ ولكن من الطبيعي ان تشعر بالاغتياظ نوعا ما،‏ وخصوصا اذا كان ادمان والدك يمنعه من منحك المحبة والدعم اللذين تحتاج اليهما.‏ مما لا شك فيه ان الكتاب المقدس يُلزِمك ان تُكرم والدك.‏ (‏افسس ٦:‏​٢،‏ ٣‏)‏ لكنَّ ‹الاكرام› يعني احترام سلطته تماما كما تحترم سلطة شرطي او قاضٍ.‏ وهذا لا يعني انك توافق على ادمانه.‏ (‏روما ١٢:‏٩‏)‏ وإذا كان شربه او تعاطيه المخدِّرات يثيران اشمئزازك،‏ فهذا لا يعني انك شخص رديء.‏ فالادمان هو فعلا مثير للاشمئزاز!‏ —‏ امثال ٢٣:‏​٢٩-‏٣٥‏.‏

      جِد معاشرة بنَّاءة.‏ عندما تكون حياتك العائلية ملآنة بالاضطرابات،‏ قد تتشوه نظرتك الى ما هو طبيعي.‏ لذلك من المهم ان تتمتع بمعاشرة اشخاص اصحاء روحيا وعاطفيا.‏ ويمكن للجماعة المسيحية ان تمنحك الكثير من التشجيع والدعم،‏ وكذلك الراحة المؤقتة من الضغط في العائلة.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ ومعاشرة العائلات المسيحية تزوِّدك بنموذج سليم للحياة العائلية،‏ مما يغيّر الصورة المشوَّهة التي تراها في البيت.‏

      اطلب الدعم من الآخرين.‏ من المساعد ان يكون لديك شخص راشد ناضج يمكنك الوثوق به والبوح له بمشاعرك.‏ وشيوخ الجماعة مستعدون لمساعدتك عند اللزوم.‏ فالكتاب المقدس يقول ان هؤلاء الرجال هم «كمخبإ من الريح وستر من العاصفة،‏ كجداول ماء في ارض قاحلة،‏ كظل صخرة عظيمة في ارض معيية».‏ (‏اشعيا ٣٢:‏٢‏)‏ فلا تخَف او تخجل من اللجوء اليهم من اجل التعزية والنصيحة.‏

      دوِّن هنا اية خطوة من الخطوات الست الآنفة الذكر ستحاول تطبيقها اولا.‏ ․․․․․‏

      صحيح انك قد لا تستطيع تغيير الحالة في بيتك،‏ ولكن بمقدورك ان تتحكم بتأثيرها فيك.‏ فبدلا من محاولة السيطرة على افعال والدك،‏ ركِّز على الشخص الذي يمكنك السيطرة عليه:‏ انت.‏ كتب الرسول بولس:‏ «اعملوا لأجل خلاصكم».‏ (‏فيلبي ٢:‏١٢‏)‏ فهذا ما سيساعدك ان تحافظ على نظرة ايجابية،‏ حتى انه قد يدفع والدك الى طلب المساعدة للتحرر من ادمانه.‏

      في الفصل التالي

      ما العمل اذا كان والداك يتشاجران طوال الوقت؟‏ وكيف تتغلب على الاضطراب العاطفي؟‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a اذا كنت تتعرض للاساءة على يد والد كحولي،‏ ينبغي ان تطلب المساعدة.‏ فتكلم الى احد الراشدين الذين تثق بهم.‏ وإذا كنت واحدا من شهود يهوه،‏ يمكنك اللجوء الى شيخ او مسيحي ناضج آخر.‏

      b رغم اننا نشير الى الكحولي او المدمن بصيغة المذكر،‏ تنطبق المبادئ نفسها المذكورة هنا على الاناث.‏

      آية رئيسية

      ‏«بصيرة الانسان تبطئ غضبه».‏ —‏ امثال ١٩:‏١١‏.‏

      نصيحة عملية

      بدلا من ان تبغض والدك،‏ امتلك بغضا سليما لتصرفاته الخاطئة.‏ —‏ امثال ٨:‏١٣؛‏ يهوذا ٢٣‏.‏

      هل تعرف .‏ .‏ .‏ ؟‏

      يمكن ان تعني كلمة ‹اكرام›،‏ كما يستعملها الكتاب المقدس،‏ مجرد الاعتراف بالسلطة الشرعية.‏ (‏افسس ٦:‏​١،‏ ٢‏)‏ لذلك فإن اكرام والدك لا يعني بالضرورة ان توافق دائما على سلوكه.‏

      خطة عمل

      اذا ابتدأ والدي بشتمي او صار عنيفا،‏ فسوف ․․․․․‏

      يمكنني ان اشجّع والدي على طلب المساعدة بـ‍ ․․․․․‏

      اود ان اسأل والدي (‏والديّ)‏ ما يلي حول هذا الموضوع:‏ ․․․․․‏

      ما رأيك؟‏

      ● ماذا يدفع البعض الى ادمان الكحول او المخدِّرات؟‏

      ● لماذا لست انت المسؤول عن ادمان والدك؟‏

      ● اية نواحٍ من وضعك يمكنك السيطرة عليها،‏ وكيف يمكنك ذلك؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١٩٢]‏

      ‏«اعرف ان والدَيَّ قد يستمران في تسبيب الاحراج لي،‏ لكني اعرف ايضا ان يهوه سيمنحني القوة للاحتمال اذا اتكلتُ عليه».‏ —‏ ماكسويل

      ‏[الاطار في الصفحة ١٩٨]‏

      حين يتوقف والدك عن خدمة يهوه

      ماذا يمكنك ان تفعل اذا توقف احد والدَيك عن العيش بحسب مقاييس الكتاب المقدس،‏ معلنا ربما انه لم يعد يريد ان يكون جزءا من الجماعة المسيحية؟‏

      ● اعرف ان يهوه لا يعتبرك انت المسؤول عن تصرف والدك.‏ فالكتاب المقدس يقول:‏ «كل واحد منا سيؤدي حسابا عن نفسه للّٰه».‏ —‏ روما ١٤:‏١٢‏.‏

      ● لا تقارن نفسك بأحداث آخرين ظروفهم افضل من ظروفك.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٦‏)‏ يقول حدث هجر ابوه عائلته:‏ «بدلا من الاستغراق في افكار كهذه،‏ من المساعد اكثر التركيز على طرائق للتأقلم مع الوضع».‏

      ● استمرّ في اظهار الاحترام لوالدك،‏ وأطِعه حين يطلب منك امورا لا تتعارض مع مقاييس اللّٰه.‏ فوصية يهوه للاولاد ان يكرموا والديهم لا تعتمد على ما اذا كان الوالد مؤمنا ام لا.‏ (‏افسس ٦:‏​١-‏٣‏)‏ وعندما تكرم وتطيع والدَيك،‏ رغم تقصيراتهما،‏ تبرهن انك تحب يهوه.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      ● عاشِر الجماعة المسيحية معاشرة لصيقة.‏ فهناك يمكنك ان تكون في كنف عائلة روحية كبيرة.‏ (‏مرقس ١٠:‏٣٠‏)‏ على سبيل المثال،‏ خشي حدث اسمه دايڤيد ان يتجنبه اعضاء الجماعة هو وآخرين في عائلته لأن اباه توقف عن خدمة يهوه.‏ لكنه وجد ان مخاوفه غير مبرَّرة بتاتا.‏ يوضح:‏ «لم يجعلونا نشعر وكأننا منبوذون .‏ .‏ .‏ وقد اقنعني كل ذلك ان الجماعة تهتم حقا».‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٩٤]‏

      ان اعتبار ادمان والدك اصابة تسبب العجز يمكن ان يساعدك على تعديل توقعاتك

  • مثال يُحتذى به —‏ حزقيا
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ٢
    • مثال يُحتذى به —‏ حزقيا

      يقف حزقيا عند مفترق طرق في حياته.‏ فهو يُنصَّب ملكا فيما لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره.‏ فأيّ نوع من الملوك سيصير؟‏ هل يتبع المثال الرديء لأبيه الملك آحاز؟‏ فآ‌حاز ظل مرتدا غير تائب حتى موته.‏ فقد روّج عبادة الاوثان،‏ حتى انه احرق على الاقل احد اخوة حزقيا على مذبح وثني.‏ (‏٢ اخبار الايام ٢٨:‏​١-‏٤‏)‏ إلا ان حزقيا لا يسمح لتصرف ابيه الريائي بإبعاده عن عبادة يهوه،‏ ولا يشعر انه محكوم عليه بتكرار اخطاء ابيه.‏ بدلا من ذلك،‏ يبقى ‏‹ملتصقا بيهوه›.‏ —‏ ٢ ملوك ١٨:‏٦‏.‏

      هل يستهزئ احد والدَيك بعبادة يهوه؟‏ وهل هو عنيف الطبع او مستعبد لعادة رديئة؟‏ من المساعد ان تعرف انه ليس محكوما عليك بتكرار اخطائه.‏ فحزقيا لم يسمح لماضيه العائلي المزري بإفساد حياته.‏ بل صار ملكا صالحا جدا حتى ان الكتاب المقدس يقول عنه:‏ «بعده لم يكن مثله بين جميع ملوك يهوذا».‏ (‏٢ ملوك ١٨:‏٥‏)‏ على غرار حزقيا،‏ يمكنك ان تعيش حياة ناجحة رغم الظروف العائلية الصعبة.‏ كيف ذلك؟‏ بالبقاء ‹ملتصقا بيهوه›.‏

  • ماذا افعل اذا كان والداي يتشاجران؟‏
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ٢
    • الفصل ٢٤

      ماذا افعل اذا كان والداي يتشاجران؟‏

      هل يتشاجر والداك امامك؟‏ ايّ موضوع يتشاحنان عليه اكثر من غيره؟‏

      □ المال

      □ الاعمال المنزلية

      □ الاقارب

      □ انت

      ماذا تودّ ان تخبر والدَيك عن تأثير شجاراتهما فيك؟‏ دوِّن تعليقاتك ادناه.‏

      ‏․․․․․‏

      لا بد انك تشعر بانزعاج كبير حين يتخاصم ابواك.‏ فأنت تحبهما وتلجأ اليهما من اجل الدعم.‏ لذلك انت تتضايق كثيرا عندما تسمعهما يتشاجران.‏ وقد توافق على ما قالته فتاة اسمها ماري:‏ «يصعب عليّ احترام والدَيّ عندما ارى انهما لا يحترمان واحدهما الآخر».‏

      ورؤية والدَيك يتجادلان تجعلك تدرك حقيقة مرة:‏ انهما ليسا كاملَين كما كنت تظن.‏ وهذه الصدمة يمكن ان تجعل المخاوف تنتابك.‏ فإذا كانت المشاجرات متكررة وحامية،‏ فقد تخشى ان يكون زواجهما على شفير الانهيار.‏ تقول ماري:‏ «عندما اسمع والدَيّ يتشاحنان،‏ اتخيل انهما سيتطلَّقان وسأضطر ان اختار العيش مع احدهما.‏ كما اني اخشى الافتراق عن اشقائي».‏

      فلماذا يتشاحن الوالدان،‏ وماذا ينبغي ان تفعل اذا نشأ نزاع عائلي؟‏

      لماذا يتشاحن الوالدان؟‏

      عموما،‏ قد ‹يتحمل والداك واحدهما الآخر في المحبة›.‏ (‏افسس ٤:‏٢‏)‏ لكنَّ الكتاب المقدس يقول:‏ «الجميع اخطأوا وليس في وسعهم ان يعكسوا مجد اللّٰه».‏ (‏روما ٣:‏٢٣‏)‏ فوالداك هما شخصان ناقصان.‏ لذلك لا تستغرب اذا احتدم غضبهما وتشاجرا من حين الى آخر.‏

      تذكَّر ايضا اننا نعيش في «ازمنة حرجة».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ فالضغط لتأمين لقمة العيش،‏ دفع الفواتير،‏ المنافسة في العمل هي عوامل تسبب التوتر في الزواج.‏ وإذا كان لدى الوالدَين كليهما عمل دنيوي،‏ فإن التقرير مَن سيقوم بأعمال منزلية معيّنة يمكن ان يصبح موضوع خلاف.‏

      ولكن كُن على يقين انه اذا اختلف والداك في الرأي،‏ فهذا لا يعني تلقائيا ان زواجهما سينهار.‏ فهما على الارجح لا يزالان متحابَّين،‏ رغم انهما احيانا لا يتفقان في الرأي حول مسائل معيّنة.‏

      لإيضاح هذه النقطة،‏ تأمل في ما يلي:‏ هل شاهدت يوما فيلما سينمائيا مع اصدقائك الاحماء ووجدت ان رأيك يختلف عن رأيهم؟‏ هذا الامر وارد.‏ فحتى الاصدقاء الاحماء يرون بعض الامور من زوايا مختلفة.‏ ويصح الامر نفسه في ابويك.‏ فقد يكون كلاهما مهتمَّين بتأمين الحاجات المادية للعائلة،‏ ولكن لكل واحد رأيه في كيفية تنظيم المصاريف؛‏ او يريد كلاهما ان تقضي العائلة عطلة معا،‏ ولكن لكلٍّ نظرته الى ما يُعتبر راحة واستجماما؛‏ كما انهما كليهما يتمنيان ان تنجح في المدرسة،‏ ولكن لكل واحد طريقته في تشجيعك على الدرس.‏

      فالوحدة بين شخصين لا تستلزم ان يكون احدهما نسخة طبق الاصل عن الآخر.‏ فالشخصان اللذان يحبان واحدهما الآخر يريان احيانا الامور من زاويتين مختلفتين.‏ رغم ذلك،‏ من الصعب عليك ان تسمع المشادات الكلامية بين والدَيك.‏ فماذا يمكنك ان تفعل او تقول لتتمكن من احتمال الوضع؟‏

      ما يمكنك ان تفعله

      اتَّصف بالاحترام.‏ من السهل ان تحنق على والدَيك اذا كانا يتشاجران باستمرار.‏ فمن المفترض ان يكونا هما مَن يرسم المثال لك،‏ وليس العكس.‏ غير ان معاملتهما بازدراء تزيد التوتر في العائلة.‏ والاهم هو ان يهوه اللّٰه يوصيك ان تحترم وتطيع والدَيك،‏ حتى عندما يكون ذلك صعبا.‏ —‏ خروج ٢٠:‏١٢؛‏ امثال ٣٠:‏١٧‏.‏

      ولكن ما العمل اذا كانت احدى القضايا التي يختلف عليها والداك تتعلق بك؟‏ مثلا،‏ لنفرض ان احد والدَيك هو مسيحي مؤمن والآخر غير مؤمن.‏ في هذه الحال،‏ قد تنشأ الخلافات الدينية التي يجب ان تأخذ فيها موقفك الى جانب العبادة الحقة مع والدك المؤمن.‏ (‏متى ١٠:‏​٣٤-‏٣٧‏)‏ ولكن تذكَّر ان عليك دائما فعل ذلك «بوداعة واحترام عميق».‏ ومثالك في هذا المجال يمكن ان يساهم ذات يوم في ربح والدك غير المؤمن.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٥‏.‏

      ابقَ حياديا.‏ ماذا يمكنك ان تفعل اذا ضغط عليك والداك لتتخذ موقفا في قضايا لا تعنيك مباشرة؟‏ حاوِل ان تبقى حياديا.‏ فقد تعتذر بلباقة عن التدخل في الموضوع،‏ قائلا:‏ «امي وأبي،‏ انا احبكما كليكما.‏ ولكن من فضلكما لا تطلبا مني اتخاذ جانب ايّ منكما.‏ فعليكما ان تحلّا هذه المشكلة بينكما».‏

      تحاور مع والدَيك.‏ أخبِر والدَيك كيف تشعر عندما تسمعهما يتشاجران.‏ اختَر وقتا تشعر انهما سيتقبلان فيه ما تقوله ثم أخبرهما باحترام ان مشاحناتهما تزعجك،‏ او تغضبك،‏ او حتى تخيفك.‏ —‏ امثال ١٥:‏٢٣؛‏ كولوسي ٤:‏٦‏.‏

      ما لا يجب ان تفعله

      لا تلعب دور مشير زواج.‏ بما انك لا تزال في سن الحداثة،‏ فأنت لست مؤهلا لحلّ نزاعات والدَيك.‏ لإيضاح النقطة،‏ تأمل في المثل التالي.‏ تخيّل انك راكب في طائرة صغيرة وقد سمعت الطيّار ومساعده يتشاجران.‏ صحيح انك ستقلق،‏ ولكن ماذا سيحدث اذا تعدّيت حدودك بإعطائهما تعليمات حول قيادة الطائرة او حتى حاولت ان تأخذ الامور على عاتقك وتقود الطائرة انت بنفسك؟‏

      بصورة مماثلة،‏ اذا حاولت ان تأخذ الامور على عاتقك وتتدخل في مشاكل والدَيك الزوجية،‏ فستزيد الطين بلة.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الاجتراء لا ينشئ إلا المشاجرة،‏ ومع المتشاورين حكمة».‏ (‏امثال ١٣:‏١٠‏)‏ فعلى الارجح،‏ سيتمكَّن والداك من حلّ مشاكلهما بشكل افضل اذا ناقشاها معا على انفراد.‏ —‏ امثال ٢٥:‏٩‏.‏

      لا تتدخل في المشاجرة.‏ ان صراخ شخصين يتجادلان مزعج بما فيه الكفاية.‏ فلمَ تضيف صراخ شخص ثالث؟‏ ومهما شعرت برغبة في التدخل،‏ فعليك ان تتذكر ان والدَيك هما مَن تُلقى على عاتقهما مسؤولية حلّ خلافاتهما.‏ لذلك اسعَ جهدك لتطبِّق نصيحة الكتاب المقدس ان ‹تهتم بشؤونك الخاصة› في مثل هذه المسائل الشخصية.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١١‏)‏ وارفض ان تكون طرفا في العراك.‏

      لا توقع الفتنة بين والدَيك.‏ يدفع بعض الاحداث والدَيهم الى الشجار بإيقاع الفتنة بينهما.‏ فعندما تمنعهم امهم من فعل امر ما،‏ يتلاعبون بمشاعر ابيهم محاولين الضغط عليه ليسمح لهم بفعله.‏ ولكن رغم ان هذا التلاعب الماكر قد يمنحك مقدارا صغيرا من الحرية،‏ إلا انه سيزيد من حدة الصراع على المدى الطويل.‏

      لا تدَع سلوكهما يؤثر في سلوكك.‏ ادرك حدث اسمه پيتر ان سلوكه غير المسيحي لم يكن سوى وسيلة للانتقام من ابيه العنيف.‏ فهو يقول:‏ «اردت ان أوذيه.‏ كنت حانقا عليه بسبب سوء معاملته لنا انا وأمي وأختي».‏ ولكن سرعان ما حصد پيتر عواقب تصرفاته.‏ فأي درس تتعلمه من ذلك؟‏ ان سوء التصرف سيجعل مشاكلك العائلية تتفاقم ليس إلا.‏ —‏ غلاطية ٦:‏٧‏.‏

      دوِّن هنا اية نقطة من النقاط في هذا الفصل يلزم ان تعمل على تطبيقها اكثر من غيرها.‏ ․․․․․‏

      من الواضح انه لا يمكنك وضع حد لمشاجرات والدَيك.‏ ولكن كُن على ثقة ان يهوه يستطيع مساعدتك لتتغلب على ما تسببه لك مشاحناتهما من قلق.‏ —‏ فيلبي ٤:‏​٦،‏ ٧؛‏ ١ بطرس ٥:‏٧‏.‏

      ابذل قصارى جهدك لتطبيق الاقتراحات الآنفة الذكر.‏ وبمرور الوقت،‏ قد يندفع والداك الى التفكير مليا في العمل على حلّ مشاكلهما.‏ ومن يدري،‏ فربما يتوقفان ايضا عن المشاجرة.‏

      في الفصل التالي

      كيف تتغلب على التحديات التي تواجهك اذا كنت تترعرع في عائلة ذات والد واحد؟‏

      آية رئيسية

      ‏«ليكن كلامكم كل حين بنعمة».‏ —‏ كولوسي ٤:‏٦‏.‏

      نصيحة عملية

      اذا كانت مشاحنات والدَيك متكررة وحامية،‏ فاقترح عليهما باحترام ان يطلبا المساعدة.‏

      هل تعرف .‏ .‏ .‏ ؟‏

      حتى الناس الذين يحبّ احدهم الآخر قد يختلفون احيانا.‏

      خطة عمل

      عندما يبدأ والداي بالشجار،‏ سوف ․․․․․‏

      اذا طلب مني والداي ان اتّخذ جانب ايّ منهما،‏ فسأقول ․․․․․‏

      اود ان اسأل والدي (‏والديّ)‏ ما يلي حول هذا الموضوع:‏ ․․․․․‏

      ما رأيك؟‏

      ● لماذا يتشاحن بعض الوالدين؟‏

      ● لماذا لا يجب ان تلوم نفسك على مشاكل والدَيك؟‏

      ● ماذا تتعلم من ملاحظة سلوك والدَيك؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٠١]‏

      ‏«ان ما ساعدني على احتمال الوضع عندما يتشاجر والداي هو ادراكي انهما ليسا كاملين وأنهما يواجهان المحن مثلي».‏ —‏ كاثي

      ‏[الاطار/‏​الصور في الصفحتين ٢٠٦ و ٢٠٧]‏

      ما العمل اذا انفصل والداي؟‏

      كيف يمكنك التصرف بحكمة رغم المشاعر التي تهزّ كيانك بسبب انفصال والدَيك؟‏ تأمل في الاقتراحات التالية:‏

      ● احذر التوقعات الخاطئة.‏ قد يكون رد فعلك الاول ان تحاول جمع شمل والدَيك.‏ تتذكر آن:‏ «بعد ان انفصل والداي،‏ كانا لا يزالان يأخذاننا احيانا في نزهة معا.‏ وكنا انا وأختي نهمس احدانا الى الاخرى:‏ ‹لنسبقهما ونتركهما وحدهما›.‏ لكنَّ ذلك لم ينفع لأنهما لم يعودا احدهما الى الآخر».‏

      تقول الامثال ١٣:‏١٢‏:‏ «الامل المماطل يمرض القلب».‏ فلئلا تزيد من عذابك،‏ تذكَّر انه لا يمكنك التحكم في ما يفعله والداك.‏ فأنت لست سبب انفصالهما،‏ ولن تتمكن على الارجح من التدخل وإصلاح زواجهما.‏ —‏ امثال ٢٦:‏١٧‏.‏

      ● تجنب البغض.‏ ان الشعور بالغضب وإضمار البغض لأحد والدَيك او كليهما يمكن ان يسببا لك ضررا طويل الامد.‏ يتذكر طوم مشاعره عندما كان له من العمر ١٢ سنة:‏ «بدأت اشعر فعلا بالغضب تجاه ابي.‏ لا احب استعمال كلمة ‹بغض›،‏ بل افضل ان اقول اني كنت أكنّ له الاستياء الشديد.‏ فلم استطع ان افهم كيف يدّعي انه يعتني بنا في حين انه تركنا».‏

      لكنَّ الانفصال نادرا ما يعني ان احد والدَيك هو رديء كليا والآخر صالح كليا.‏ فوالداك على الارجح لم يخبراك كل شيء عن زواجهما او اسباب انفصالهما،‏ حتى انهما ربما لا يفهمان لماذا انهار زواجهما.‏ لذلك تجنب الحكم في مسألة لا تعرف جميع جوانبها.‏ (‏امثال ١٨:‏١٣‏)‏ صحيح انه من الصعب ألا تغضب وأنه من الطبيعي تماما ان تشعر بالانزعاج العميق فترة من الوقت،‏ لكنّ الاستمرار في الغضب وامتلاك روح الانتقام يمكن ان يفسد شخصيتك تدريجيا.‏ فلسبب وجيه اذًا يقول الكتاب المقدس:‏ «كفّ عن الغضب واترك السخط».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٨‏.‏

      ● كُن واقعيا.‏ يذهب بعض الاحداث الى الطرف النقيض بتأليه والدهم الذي لم يعُد يعيش معهم،‏ بدلا من بغضه.‏ مثلا،‏ كان والد احد الاحداث زير نساء وكحوليا.‏ وقد هجر عائلته تكرارا،‏ وفي النهاية طلّق زوجته.‏ رغم ذلك،‏ يقول هذا الحدث انه كاد يعبد اباه.‏

      ان اعجابا متطرفا كهذا ليس بالامر غير العادي.‏ ففي احد البلدان،‏ يعيش نحو ٩٠ في المئة من اولاد الوالدين المطلَّقين مع امهم ويزورون اباهم.‏ لذلك غالبا ما تكون الام مسؤولة عن العناية اليومية بأولادها —‏ بما في ذلك التأديب.‏ وعلى الرغم من نفقة الاعالة التي يدفعها الاب،‏ ينخفض مستوى معيشة الام عادة بعد الطلاق.‏ أما مستوى معيشة الاب فيرتفع.‏ لذلك تعني زيارة الاب اللهو ونيل الهدايا في حين ان الحياة مع الام تعني التقتير والتقيد بكثير من القواعد.‏ ومن المؤسف القول ان بعض الاحداث قد تركوا ايضا الوالد المسيحي ليعيشوا مع الوالد غير المؤمن الاغنى والاكثر تساهلا.‏ —‏ امثال ١٩:‏٤‏.‏

      فإذا أُغريت لتقوم بخيار كهذا،‏ فافحص اولوياتك.‏ تذكَّر انك بحاجة الى الارشاد والتأديب في المسائل الاخلاقية.‏ ولا تنسَ انه ما من شيء آخر يقدِّمه الوالد يمكن ان يؤثر في شخصيتك ونوعية حياتك كتأثير الارشاد والتأديب اللذين تنالهما.‏ —‏ امثال ٤:‏١٣‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٢٠٢ و ٢٠٣]‏

      الحدث الذي يعطي والدَيه الارشاد حول حلّ خلافاتهما هو اشبه براكب يعطي التعليمات للطيّار ومساعده حول قيادة الطائرة

  • هل يمكنني ان اكون سعيدا في عائلة ذات والد واحد؟‏
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ٢
    • الفصل ٢٥

      هل يمكنني ان اكون سعيدا في عائلة ذات والد واحد؟‏

      ‏«يستطيع الاولاد الذين لديهم اب وأم التمتع بغرفتهم الخاصة وشراء ثياب جديدة.‏ أما انا فعليَّ ان اتقاسم الغرفة مع اشقائي،‏ ونادرا ما احصل على الثياب التي احبها.‏ فأمي تقول انه ليس في وسعها تحمُّل كلفتها.‏ وبما انني مجبرة على القيام بكثير من الاعمال المنزلية فيما تكون في عملها،‏ فأنا اشعر كأنني خادمة،‏ كأنني أُحرَم من طفولتي».‏ —‏ شَلوندا،‏ ١٣ سنة.‏

      مما لا شك فيه ان العائلة التي يوجد فيها اب وأم هي العائلة المثالية.‏ فعادة،‏ بإمكان الوالدَين معا ان يقدِّما ارشادا وحماية ودعما اكثر من الوالد الواحد.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «اثنان خير من واحد،‏ لأنهما معا يمكن ان يعملا بأكثر فعالية».‏ —‏ جامعة ٤:‏٩‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة.‏

      الا انَّ العائلات التي يوجد فيها اب وأم هي على شفير الانقراض.‏ ففي الولايات المتحدة مثلا،‏ سيقضي اكثر من نصف الاولاد فترة من حياتهم في عائلة ذات والد واحد قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة.‏

      رغم ذلك،‏ يخجل بعض الاحداث في العائلات ذات الوالد الواحد من وضعهم،‏ في حين يشعر آخرون انهم غير قادرين على مواجهة الضغوط والمشاكل التي تسبِّبها لهم حياة كهذه.‏ فهل تعيش انت في عائلة كهذه؟‏ في هذه الحال،‏ ما هي الضغوط التي تواجهها؟‏ دوِّن ادناه المشكلة التي تزعجك اكثر من غيرها.‏

      ‏․․․․․‏

      ولكن هل يعني حرمانك من محبة وعناية احد والدَيك انك ستعيش حياة شقاء؟‏ كلا.‏ فنوعية حياتك تعتمد الى حدّ كبير على نظرتك الى الوضع.‏ تقول الامثال ١٥:‏١٥‏:‏ «جميع ايام البائس رديئة،‏ وطيّب القلب له وليمة دائمة».‏ يدل هذا المثل ان حالة الشخص النفسية غالبا ما تنتج عن موقفه،‏ لا ظروفه.‏ فماذا يمكنك ان تفعل لتكون «طيّب القلب» رغم ظروفك؟‏

      لا تدَع المشاعر السلبية تتملكك

      لا تسمح لتعليقات الآخرين السلبية ان تجعلك تشعر بالكآ‌بة.‏ مثلا،‏ يظهر بعض المعلمين قلة تعاطف فاضحة للتلاميذ الذين يعيشون في عائلة ذات والد واحد.‏ حتى ان البعض يفترضون ان ايّ سوء تصرف من قبَل هؤلاء الاحداث هو نتيجة الجوّ غير السويّ السائد في بيتهم.‏ ولكن اسأل نفسك:‏ ‹هل الذين يتفوهون بهذه التعليقات يعرفونني انا وعائلتي حق المعرفة؟‏ ام انهم يرددون ما سمعوه من الآخرين عن العائلات ذات الوالد الواحد؟‏›.‏

      من الجدير بالملاحظة ان كلمة «يتيم» تظهر مرارا في الاسفار المقدسة.‏ وهي لا تُستخدم ابدا بطريقة ازدرائية،‏ بل في كلٍّ من هذه المرات،‏ يكشف يهوه عن اهتمامه الخصوصي بالاولاد الذين يتربون في عائلات ذات والد واحد.‏a

      من ناحية اخرى،‏ ربما يكون بعض الاشخاص الحسني النية شديدي الحذر عند التكلم معك.‏ مثلا،‏ قد يترددون في استعمال كلمات مثل «اب»،‏ «زواج»،‏ «طلاق»،‏ او «موت» لئلا يجرحوا مشاعرك او يحرجوك.‏ فهل يزعجك تصرف كهذا؟‏ في هذه الحال،‏ أظهِر لهم بلباقة ان حذرهم المفرط لا لزوم له.‏ خذ على سبيل المثال طوني (‏١٤ سنة)‏ الذي لم يعرف اباه الحقيقي.‏ فهو يقول انه عندما يكون مع اشخاص يحرصون على عدم استعمال كلمات معيّنة،‏ يبادر هو الى استعمال هذه الكلمات عينها.‏ يقول:‏ «اريد ان يعرفوا انني لا اخجل من وضعي».‏

      لا تتحسر على الماضي

      صحيح ان الحزن والشعور بالخسارة هما امران طبيعيان اذا كان والداك مطلّقَين او اذا مات احدهما.‏ ولكن عليك تقبل وضعك عاجلا او آجلا.‏ فالكتاب المقدس يقدِّم هذه النصيحة:‏ «لا تقل:‏ ‹لمَ كانت الايام الاولى افضل من هذه؟‏›».‏ (‏جامعة ٧:‏١٠‏)‏ تأمل في مثال سارة (‏١٣ سنة)‏ التي تطلَّق والداها عندما كان لها من العمر عشر سنوات.‏ فهي توصي:‏ «لا تدَع وضعك يستحوذ على تفكيرك وتغرق في الكآ‌بة نتيجة التحسر على ما كان يمكن ان تؤول اليه حياتك.‏ ولا تشعر ان مشاكلك ناجمة عن عيشك في عائلة ذات والد واحد او ان الاولاد في العائلات ذات الوالدَين يعيشون حياة مريحة».‏ وهذه نصيحة سديدة.‏ فحتى العائلة «المثالية» ليست خالية من المشاكل.‏

      ان العائلة هي اشبه بفريق من المجذّفين في زورق.‏ عادة،‏ يكون هنالك طاقم كامل في المركب.‏ إلا ان العائلة ذات الوالد الواحد هي اشبه بطاقم ينقصه عضو واحد.‏ لذا على باقي الفريق ان يبذلوا جهدا اكبر من المعتاد.‏ فهل يعني ذلك ان عائلة كهذه فاشلة لا محالة؟‏ كلا!‏ فما دام باقي افراد الفريق يتعاونون معا،‏ فسيبقى الزورق عائما ويبلغ وجهته.‏

      هل تحمل حملك من المسؤولية؟‏

      ماذا يمكنك ان تفعل لتكون فعلا شخصا يحمل حمله من المسؤولية مع باقي افراد العائلة؟‏ إليك الاقتراحات الثلاثة التالية:‏

      تعلّم ان تكون مقتصدا.‏ ان المال هو احد الامور التي تسبب قلقا كبيرا في معظم العائلات ذات الوالد الواحد.‏ فكيف يمكن ان تساعد في هذا المجال؟‏ يقول طوني المذكور آنفا:‏ «يطلب رفقائي في المدرسة من والديهم ان يشتروا لهم الاحذية الرياضية والملابس التي تحمل اسماء مصمِّمين مشهورين.‏ ويرفضون الذهاب الى المدرسة من دونها.‏ صحيح انني لا املك ملابس كهذه،‏ لكنَّ ثيابي انيقة ونظيفة وأنا اعتني بها.‏ ان امي تبذل اقصى جهدها لتعيلنا،‏ وأنا لا اريد ان اصعّب الامور عليها».‏ فإذا بذلت القليل من الجهد،‏ يمكنك الاقتداء بالرسول بولس الذي قال:‏ «تعلمت ان اكون مكتفيا في اي ظرف اكون فيه».‏ —‏ فيلبي ٤:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

      والطريقة الاخرى لتكون مقتصدا هي تجنب الهدر.‏ (‏يوحنا ٦:‏١٢‏)‏ يقول حدث اسمه رودني:‏ «في البيت،‏ انتبه كثيرا لئلا اكسر او اضيّع الاشياء،‏ لأن اصلاحها او شراء غيرها يكلّف المال.‏ كما احرص على اطفاء المصابيح والادوات الكهربائية عندما لا تكون قيد الاستعمال.‏ فهذا يساعد على خفض فواتير الكهرباء».‏

      خُذ المبادرة.‏ يمتنع كثيرون من الوالدين المتوحِّدين عن وضع قواعد لأولادهم او الطلب منهم ان يساعدوهم في الاعمال المنزلية.‏ لماذا؟‏ يشعر البعض ان عليهم التعويض عن غياب الوالد الآخر بتسهيل الحياة على اولادهم.‏ فقد يفكرون:‏ ‹لا اريد ان يفوِّت اولادي فرصة الاستمتاع بوقتهم›.‏

      لذلك،‏ قد تميل الى استغلال مشاعر الذنب لدى والدك.‏ لكنَّ ذلك لن يخفّف العبء عن كاهله،‏ بل سيزيده.‏ بدلا من ذلك،‏ لمَ لا تأخذ المبادرة لمساعدته في الاعمال المنزلية؟‏ تأمل في ما فعله طوني.‏ فهو يقول:‏ «امي تعمل في مستشفى ويجب ان تكون البذلة التي ترتديها مكوية.‏ لذلك آخذ المبادرة وأكويها».‏ ولكن أليس ذلك عمل امرأة؟‏ يجيب طوني:‏ «هذا ما يظنه البعض.‏ ولكن بما ان ذلك يساعد امي،‏ فأنا اقوم به».‏

      عبِّر عن التقدير.‏ بالاضافة الى تقديم المساعدة العملية،‏ بإمكانك فعل الكثير لرفع معنويات والدك بالتعبير له عن تقديرك.‏ كتبت احدى الوالدات المتوحِّدات:‏ «في كثير من الاحيان،‏ عندما اكون كئيبة او سريعة الغضب من جرّاء يوم شاق جدا في العمل وآتي الى المنزل،‏ تكون ابنتي قد رتّبت المائدة وبدأت بإعداد العشاء».‏ وتضيف:‏ «يضمني ابني بذراعَيه ويعانقني».‏ فكيف تتأثر بهذه الاعمال التي تعكس اهتمامهما بمشاعرها؟‏ تقول:‏ «يتحسن مزاجي من جديد».‏

      دوِّن هنا ايّ اقتراح من الاقتراحات الثلاثة الآنفة الذكر يلزم ان تعمل على تطبيقه اكثر من غيره.‏ ․․․․․‏

      ان العيش في عائلة ذات والد واحد يتيح لك الفرصة لتكتسب صفات مثل الرأفة وعدم الانانية ولتصير شخصا جديرا بالثقة.‏ اضافة الى ذلك،‏ قال يسوع:‏ «السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ فكم ستكون سعيدا اذا بذلت ما في وسعك لمساعدة والدك المتوحِّد!‏

      طبعا،‏ ستتمنى احيانا لو كان لديك والد ثانٍ يعيش معك في البيت.‏ رغم ذلك،‏ بإمكانك ان تتعلم كيف تستفيد الى اقصى حد من وضعك.‏ وهذا ما لمست صحته فتاة اسمها نِيا.‏ فهي تقول:‏ «بعد موت ابي،‏ قال لي شخص:‏ ‹انتِ مَن يحدّد كيف ستكون حياتك›.‏ وقد علقت هذه الكلمات في ذهني.‏ فهي تذكِّرني انه ليس بالضرورة ان اكون ضحية ظروفي».‏ انت ايضا تستطيع ان تتبنى هذه النظرة.‏ تذكّر ان سعادتك او شقاءك لا يعتمدان على ظروفك،‏ بل على نظرتك اليها وما تفعله بشأنها.‏

      اقرإ المزيد عن هذا الموضوع في الجزء ١،‏ الفصل ٤

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر مثلا تثنية ٢٤:‏​١٩-‏٢١ ومزمور ٦٨:‏٥‏.‏

      آية رئيسية

      ‏«غير ناظرين باهتمام شخصي الى اموركم الخاصة فحسب».‏ —‏ فيلبي ٢:‏٤‏.‏

      نصيحة عملية

      اذا شعرت ان المسؤولية الملقاة على كاهلك اكبر من ان تتحملها،‏ فاقترح بلباقة على والدك ان يجرّب الاقتراحَين التاليَين:‏

      ● وضْع قائمة تُظهر جميع الاعمال المنزلية التي يجب ان ينجزها كل فرد في العائلة.‏

      ● اعادة توزيع الاعمال المنزلية بين افراد العائلة حين يقتضي الامر.‏

      هل تعرف .‏ .‏ .‏ ؟‏

      ان تحمل المسؤوليات في البيت يمكن ان يساعدك على النضوج قبل الاحداث في العائلات ذات الوالدَين الذين غالبا ما تكون لديهم مسؤوليات اقل.‏

      خطة عمل

      سأحارب المشاعر السلبية بـ‍ ․․․․․‏

      اذا كان هنالك اشخاص شديدو الحذر عند التكلم معي،‏ فسأقول ․․․․․‏

      اود ان اسأل والدي ما يلي حول هذا الموضوع:‏ ․․․․․‏

      ما رأيك؟‏

      ● لماذا يتحامل البعض على الاولاد الذين يعيشون في عائلات ذات والد واحد؟‏

      ● لماذا قد يمتنع والدك عن الطلب منك ان تساعده في الاعمال المنزلية؟‏

      ● كيف يمكنك التعبير عن تقديرك لوالدك؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢١١]‏

      ‏«منذ طلاق والدَيَّ،‏ تدور بيني وبين امي احاديث كثيرة؛‏ لقد صرنا صديقتين حميمتين جدا».‏ —‏ ميلاني

      ‏[الصورة في الصفحتين ٢١٠ و ٢١١]‏

      العائلة ذات الوالد الواحد هي اشبه بطاقم مجذّفين ينقصه عضو واحد.‏ لذا على باقي الفريق ان يبذلوا جهدا اكبر من المعتاد.‏ إلا ان بإمكانهم النجاح اذا تعاونوا معا

  • مفكِّرتي —‏ والداك
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ٢
    • الجزء ٦

      مفكِّرتي —‏ والداك

      صِف اصعب مشكلة تواجهها في البيت ولماذا تجدها صعبة.‏

      ‏․․․․․‏

      بعد قراءة هذا القسم،‏ ماذا تنوي ان تفعل لحلّ المشكلة التي وصفتها آنفا؟‏

      ‏․․․․․‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة