مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العودة الى مقاعد الدراسة —‏ لماذا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • العودة الى مقاعد الدراسة —‏ لماذا؟‏

      كان بحث روبرت عن عمل اختبارا محبطا دام ثلاث سنوات طويلة.‏ وأخيرا،‏ بعمر ٢١ سنة،‏ استُخدم كمرشد في مخيَّم صيفي.‏ ومع انه انفرج قليلا الآن،‏ كان روبرت تعبا من هذا البحث الطويل والمملّ عن عمل.‏ يقول:‏ «والدونا لا يتفهَّمون الامر.‏ فإيجاد عمل هو اصعب بكثير في هذه الايام.‏»‏

      ومثل روبرت،‏ فإن أعدادا لا تحصى من الشبان المتخرجين حديثا في المدرسة تدخل كل سنة صفوف القوة العاملة.‏ وهؤلاء لديهم تطلعات،‏ لديهم خطط.‏ لكنَّ عددا متزايدا منهم يجدون انه لا يمكنهم الحصول على نوع العمل الذي كانوا يتوقعونه.‏

      ولذلك،‏ يحصِّل كثيرون ثقافة اعلى.‏a «اذا كانت السبعينيات قد اطلقت فكرة سلبية عن فوائد الثقافة،‏» كما تقول مجلة فورتشِن،‏ «فقد كان للثمانينيات تأثير مختلف في عقلية الناس:‏ احصل على شهادة وإلا.‏ .‏ .‏ .‏»‏

      ما سبب نشوء المشكلة؟‏

      لماذا غالبا ما تكون الثقافة الاضافية ضرورية؟‏ اولا،‏ يتطلب عدد كبير من الوظائف اليوم مستوى اعلى من المهارة.‏ يقول ممثل لوزارة العمل الاميركية:‏ «لقد حلَّت آلة النقد الاوتوماتيكية محل امين صندوق المصرف الذي يقبل الودائع فقط.‏» ويضيف:‏ «صار الآن على [امين الصندوق] ان ينصحني بشأن ثلاثة انواع من ودائع سوق النقد ويشرح لي لماذا اريد هذا لا ذاك.‏» ويقول وليم د.‏ فورد،‏ رئيس لجنة التربية والعمل التابعة لمجلس النواب الاميركي:‏ «الوظائف البسيطة لم يعد لها وجود.‏»‏

      ثانيا،‏ يشعر البعض ان المدارس لا تمنح التلاميذ ثقافة كافية.‏ ويقولون ان التركيز على قضايا كإساءة استعمال المخدِّرات،‏ الأيدز،‏ وتحديد النسل يفوق تعليمَ القراءة،‏ الكتابة،‏ والحساب.‏ ويتأسف الدكتور روبرت اپلتون،‏ معلِّم طوال ٢٧ سنة،‏ لأنه يبدو ان المدارس صارت «مؤسسة خدمات اجتماعية» ترزح تحت وطأة «التعامل مع المشاكل التي لم تكن تُعتبر جزءا من دور المدرسة.‏»‏

      وبسبب فشل بعض المدارس في تعليم التلاميذ المهارات الضرورية،‏ لا يتمكن خريجو مدارس ثانوية كثيرون من اعالة انفسهم.‏ «فلم يجرِ تعليمهم ان يعملوا،‏» كما يقول جوزف و.‏ شرودر،‏ مدير احد مكاتب وكالة الاستخدام التابعة لولاية فلوريدا.‏ «ان المشكلة التي يخبرني بها المستخدِمون باستمرار عند تعاملهم مع الشبان هي انه لا يمكنهم ان يقرأوا او يكتبوا جيدا.‏ ولا يمكنهم ان يملأوا طلب عمل.‏»‏

      والسبب الثالث لكون الثقافة الاضافية ضرورية هو انه يوجد في بلدان عديدة فيض من خريجي الكليات الذي يتدفقون على سوق التوظيف.‏ «ان عدد خريجي الكليات هو اكبر من الطلب على مهاراتهم،‏» كما تقول ذا نيويورك تايمز.‏ «ونظرا الى هذا الفائض،‏» كما يضيف التقرير،‏ «يتردد المستخدِمون في المخاطرة في استخدام خريجي المدارس الثانوية.‏»‏

      ولكي يتأهَّلوا لنوع العمل اللازم لإعالة انفسهم بشكل ملائم،‏ يعود كثيرون الى مقاعد الدراسة.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ يواصل ٥٩ في المئة دراستهم لما بعد المرحلة الثانوية.‏ ويمثل ذلك زيادةً بارزة على النسبة البالغة ٥٠ في المئة التي بقيت ثابتة طوال عقود.‏

      وتلاحَظ نزعات مشابهة في بلدان اخرى ايضا.‏ مثلا،‏ تختبر بريطانيا منذ ستينيات الـ‍ ١٩٠٠ زيادة كبيرة في نسبة الطلاب الذين يحصِّلون العلم بعد الانتهاء من مرحلة التعليم الالزامي.‏ وفي اوستراليا،‏ في احدى السنوات الاخيرة،‏ قدَّم ٨٥ في المئة من الطلاب الذين انهوا دراستهم الثانوية طلبات لدخول جامعات وكليات مختلفة.‏ ونحو ٩٥ في المئة من طلاب اليابان يجرون امتحانات لكي يحصِّلوا العلم ثلاث سنوات اضافية،‏ حيث يجري اعدادهم لعمل او لدخول كلية.‏

      لكنَّ الثقافة الاضافية لا توفِّر دائما الفوائد المرجوة.‏ فما هي الايجابيات والسلبيات؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تختلف اسماء مستويات التعليم المدرسي من بلد الى آخر.‏ وفي هذه المقالات،‏ تمثل «المدرسة الثانوية» المدى الكامل للتعليم المدرسي الالزامي في بعض البلدان.‏ ويشار بعبارات «كلية،‏» «جامعة،‏» «مدرسة تقنية،‏» و«مدرسة مهنية» الى انواع الدراسة الاضافية التي لا يفرضها القانون بل تواصَل اختياريا.‏

  • متابعة الدراسة ام لا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • متابعة الدراسة ام لا؟‏

      ايّ مقدار من الثقافة هو ضروري لكي يكسب المرء رزقه؟‏ يختلف الجواب من بلد الى آخر.‏ ويبدو ان مستوى التعليم المدرسي اللازم في بلدان كثيرة ليعيل المرء نفسه هو اعلى مما كان عليه منذ سنوات قليلة.‏ وفي بعض الحالات لا يكون الحد الادنى من التعليم المدرسي الذي يفرضه القانون كافيا.‏

      لا شك ان ذلك هو سبب عودة عدد متزايد من المتخرجين الى مقاعد الدراسة لا الى مكان العمل.‏ وفي الواقع،‏ تبدو المكافآ‌ت جذابة.‏ وتورد ذا نيويورك تايمز تقريرا لمعهد السياسة الاقتصادية وجد ان «قيمة اجور الرجال العاملين،‏ الحائزين شهادات مدارس ثانوية فقط،‏ شهدت انخفاضا بنسبة ٤‏,٧ في المئة من السنة ١٩٧٩ الى السنة ١٩٨٧،‏ في حين ان اجور خريجي الجامعات الذكور ارتفعت ٧ في المئة.‏»‏

      يحصل خريجو الجامعات على شهادات تفتح امامهم باب فرص العمل.‏ يقول وليم ب.‏ جونستون،‏ باحث كبير في معهد هدْسن:‏ «ان الشهادة الجامعية،‏ او حتى الدليل على الانضمام الى جامعة،‏ صارت من اهم الوثائق المؤهِّلة للعمل في البلد.‏»‏

      ومن ناحية اخرى،‏ لا بد من الاعتراف ان خريجي جامعات كثيرين يجاهدون لايجاد عمل،‏ وليس لديهم مناعة من التسريح.‏ يقول كارل البالغ من العمر ٢٢ سنة:‏ «ان اغلبية اصدقائي الذين تخرجوا معي لا عمل لديهم.‏» وكان جيم،‏ ٥٥ عاما،‏ قد تخرَّج بدرجة شرف في جامعة محترمة لكنه سُرِّح في شباط ١٩٩٢.‏ فشهادته لم تحمِه من التسريح،‏ ولم تساعده ايضا على ايجاد عمل ثابت.‏ يقول:‏ «يتحول اساسك الى رمل.‏»‏

      ومثل جيم،‏ وجد خريجو جامعات كثيرون انفسهم في ما تدعوه اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي «مطهر ذوي الياقة البيضاء [فئة الموظفين]» —‏ اصغر من ان يتقاعدوا،‏ اكبر من ان تستخدمهم شركة اخرى.‏

      ولذلك،‏ في حين انه قد تكون للجامعة فوائد،‏ من الواضح انها ليست الحل لكل المشاكل.‏ وليست ايضا الخيار الوحيد.‏ يكتب هربرت كول في The Question Is College:‏ «هنالك اناس ناجحون كثيرون لم يذهبوا الى الجامعة ووظائف ملائمة كثيرة لا تتطلب شهادات جامعية.‏» مثلا،‏ تستخدم احدى الشركات اشخاصا غير جامعيين لمراكز يشغلها عادةً خريجو الجامعات.‏ وبدلا من البحث عن الشهادات،‏ تبحث الشركة عن طالبي وظيفة يثبتون قدرتهم على النجاح في عملهم.‏ يقول ناطق باسمها:‏ «عندما نجد هذا الشخص،‏ نفترض انه بإمكاننا تعليمه مهارات خصوصية في العمل.‏»‏

      نعم،‏ يعيل كثيرون انفسهم وعائلاتهم دون الاستفادة من شهادة جامعية.‏ وقد تلقَّى بعضهم دروسا في مدارس مهنية،‏ مدارس تقنية،‏ او كليات محلية،‏ بأقل نفقة للمال والوقت.‏a وتوسع آخرون في مهنة او احدى خدمات الصيانة دون ان يحصلوا على ايّ نوع من التدريب المتخصِّص.‏ وبسجلّ يشهد انهم جديرون بالثقة،‏ تمكنوا من المحافظة على عمل ثابت.‏

      نظرة متَّزنة

      طبعا،‏ لا يوجد نوع من التعليم المدرسي —‏ بما فيه التعليم الجامعي او اية ثقافة اضافية اخرى —‏ يزوِّد ضمانا للنجاح.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يشير الكتاب المقدس بدقة الى ان «مشهد هذا العالم يتغير.‏» (‏١ كورنثوس ٧:‏٣١‏،‏ ع‌ج‏)‏ فما عليه طلبٌ اليوم قد يصير بلا قيمة غدا.‏

      لذلك يحسن بالشخص الذي يفكر في تحصيل ثقافة اضافية ان يزن بعناية الايجابيات والسلبيات.‏ ‹هل يمكنني تحمُّل التكاليف؟‏ ما نوع المحيط والعشراء الذي سأتعرض له؟‏ هل تمنح المقرَّرات تدريبا عمليا يمكِّنني من اعالة نفسي؟‏ هل تساعدني على اعالة عائلة اذا تزوجت في النهاية؟‏› وقد يتمكن الوالدون الداعمون من تقديم النصح القيِّم انسجاما مع المسؤولية التي يلقيها الكتاب المقدس عليهم.‏ (‏تثنية ٤:‏١٠؛‏ ٦:‏٤-‏٩؛‏ ١١:‏١٨-‏٢١؛‏ امثال ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ وإذا كنتم تفكرون في الفوائد المالية من الثقافة الاضافية او في ايّ وجه آخر منها،‏ فكلمات يسوع هي ملائمة:‏ «مَن منكم وهو يريد ان يبني برجا لا يجلس اولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله.‏» —‏ لوقا ١٤:‏٢٨‏.‏

      ان قرار طلب دراسة اضافية هو في الواقع قرار يجب ان يُدرس بعناية.‏ والمسيحي يتذكر دائما كلمات يسوع في متى ٦:‏٣٣‏:‏ «لكن اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبِرَّ [ابيكم السماوي] وهذه كلها تزاد لكم.‏» وبين المسيحيين الحقيقيين لا يُنظر الى الذين لم يواصلوا دراستهم نظرة ازدراء او يعامَلون كأنهم ادنى شأنا،‏ ولا يجري تجنب مخالطة الذين لديهم ثقافة عالية او التسليم بأنهم ذوو مبادئ اخلاقية سامية.‏ كتب الرسول بولس:‏ «مَن انت الذي تدين عبد غيرك.‏ هو لمولاه يثبت او يسقط.‏ ولكنه سيُثبَّت لأن اللّٰه قادر ان يثبِّته.‏» —‏ رومية ١٤:‏٤‏.‏

      عكس يسوع هذه النظرة المتَّزنة.‏ فهو لم يحتقر الذين كانوا ‹عديمي العلم وعامِّيِّين،‏› ولا امتنع عن اختيار بولس المثقَّف جيدا لانجاز عمل تبشيري عظيم.‏ (‏اعمال ٤:‏١٣؛‏ ٩:‏١٠-‏١٦‏)‏ ففي كلتا الحالتين يجب ابقاء الثقافة في مكانها،‏ كما ستُظهر المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تختلف برامج الثقافة الاضافية من مكان الى آخر.‏ والمدارس،‏ المكتبات،‏ وخدمات التوظيف العامة هي مصادر قيِّمة لتعرفوا ما هو البرنامج المتوافر في منطقتكم.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      الثقافة الاضافية

      ذكرت برج المراقبة عدد ١ تشرين الثاني ١٩٩٢ عن شهود يهوه والخدمة كامل الوقت:‏ «ان الميل السائد في بلدان كثيرة هو ان مستوى التعلُّم المدرسي المطلوب لكسب معاش كافٍ [صار] الآن اعلى مما كان قبل سنوات قليلة.‏ .‏ .‏ .‏ من الصعب .‏ .‏ .‏ العثور على وظائف بمعاشات كافية بعد انهاء الحد الادنى من الدراسة المطلوبة من القانون .‏ .‏ .‏

      «وماذا يُقصَد من ‹معاشات كافية›؟‏ .‏ .‏ .‏ يمكن ان تُدعى [معاشاتهم] ‹ملائمة،‏› او ‹مُرضية،‏› اذا كان ما يكسبونه يتيح لهم ان يحيوا بشكل لائق فيما يترك لهم وقتا وقوة كافيين لانجاز خدمتهم المسيحية.‏»‏

      لذلك قالت برج المراقبة:‏ «لا يجب صنع قوانين صارمة سواء كان ذلك مع او ضد الثقافة الاضافية.‏»‏

  • ابقاء الثقافة في مكانها
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | آب (‏اغسطس)‏ ٢٢
    • ابقاء الثقافة في مكانها

      يعرف الفنان الماهر كيف يوحي بالعمق.‏ فالتفاصيل في الامامية تُبرَز اكثر من التفاصيل في الوسط والخلفية.‏ والامر مشابه كثيرا لأولوياتنا في الحياة.‏ فبعضها يستأهل ان يُبرَز اكثر من الاخرى.‏

      قال يسوع المسيح:‏ «سعداء هم الشاعرون بحاجتهم الروحية،‏ لأن لهم ملكوت السموات.‏» (‏متى ٥:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ لذلك يجب ان تأتي القيم الروحية في المرتبة الاولى.‏ وبالتباين،‏ يجب ان تعلَّق على الممتلكات المادية اهمية اقل.‏

      فما هو المكان الذي تحتله الثقافة في الحياة؟‏ انها بالتأكيد ليست امرا تافها بالنسبة الى المسيحي.‏ فمقدار من الثقافة الدنيوية هو ضروري عادةً لاتمام الالتزام المؤسس على الاسفار المقدسة الذي ذكره الرسول بولس:‏ «ان كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو شرّ من غير المؤمن.‏» (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن المهمة التي فوَّضها يسوع الى اتباعه،‏ اي التلمذة،‏ ‹معلِّمين التلاميذ ان يحفظوا جميع ما اوصاهم به،‏› تتطلب ‹اخذ المعرفة› ثم تعليم الآخرين بفعَّالية.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ يوحنا ١٧:‏٣‏،‏ ع‌ج؛‏ اعمال ١٧:‏١١؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٣‏.‏

      ومع ذلك،‏ ينبغي ابقاء الثقافة في مكانها.‏ فيجب الَّا يواصل المرء دراسته لمجرد التفوق مدرسيا او نيل شهادات للتأثير في الآخرين.‏ فتعليق اهمية مفرطة على متابعة الدراسة قد يأتي بنتائج مخيِّبة.‏ صحيح انها قد تؤمِّن بعض الفوائد المادية الوقتية،‏ لكن كما لاحظ الملك الحكيم سليمان:‏ «اذ قد يترك الانسان كل ما تعب فيه بحكمة ومعرفة وحذاقة لرجل آخر يتمتع بما لم يَشْقَ به.‏» —‏ جامعة ٢:‏٢١‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      يهتم شهود يهوه بالثقافة،‏ لا طمعا بها،‏ بل لجعل دورهم في خدمة اللّٰه مفيدا اكثر وليعيلوا انفسهم.‏ وبما ان خدمتهم هي عمل لا ربحَ ماديا فيه،‏ يضطر كثيرون الى الاعتماد على الاستخدام الدنيوي ليكسبوا معيشتهم.‏ وقد يكون ذلك تحديا وخصوصا للخدام كامل الوقت من شهود يهوه،‏ المدعوين فاتحين.‏ فيجب عليهم ان يحافظوا على برنامج مكثَّف في الخدمة فيما يزوِّدون انفسهم،‏ وعائلتهم اذا كانوا متزوجين،‏ بالدعم المالي الكافي.‏a —‏ امثال ١٠:‏٤‏.‏

      بعد تقييم العوامل المختلفة المشمولة بالموضوع،‏ اختار بعض شهود يهوه تلقّي ثقافة اضافية.‏ وكان عليهم طبعا ان يمارسوا الحذر لكي يُبقوا الثقافة في مكانها.‏ فماذا ساعدهم على ذلك؟‏ يقول شاب برازيلي يدعى جون:‏ «عوامل عدة ساعدتني.‏ فحتى عندما كنت اضطر الى الدرس ليلا،‏ لم افوِّت الاجتماعات المسيحية.‏ وأخبرت ايضا رفاقي في الصف من البداية اني واحد من شهود يهوه.‏»‏

      واستفاد اريك،‏ من البرازيل ايضا،‏ من الفرص التي سمحت له بأن يتحدث الى الآخرين عن معتقداته فيما كان يواصل دراسته.‏ يقول:‏ «اعتبرتُ المدرسة مقاطعتي الخصوصية.‏ وتمكنت من عقد دروس في الكتاب المقدس مع معلمين وطلاب عديدين،‏ وخمسة منهم هم معتمدون الآن،‏ واثنان منهم يخدمان كشيوخ.‏»‏

      عاد ريتشارد الى مقاعد الدراسة بدوام جزئي ليحصل على شهادة في الرسم الهندسي.‏ يقول:‏ «لقد ساعدني التعلُّم على ايجاد عمل لأعيل نفسي وزوجتي،‏ لكنه اتاح لي فرصة اخرى ايضا.‏ ففيما كنت اسافر الى مواقع مشاريع تشييد قاعات الملكوت التي تُبنى بسرعة وأتحدث الى المسؤولين،‏ علمت ان هنالك حاجة الى رسّامين هندسيين.‏ ان ثقافتي توضَع الآن موضع الاستعمال الجيد في هذه المشاريع.‏b وبالاضافة الى ذلك،‏ نرجو زوجتي وأنا ان نخدم في النهاية إما في المركز الرئيسي العالمي او في مشاريع البناء العالمية لشهود يهوه.‏»‏

      وفي الوقت نفسه،‏ واجه كثيرون من شهود يهوه تحدي اعالة انفسهم وعائلاتهم بدون تحصيل اضافي للعلم.‏ توضح ماري:‏ «اعيل نفسي بالقيام بالتدبير المنزلي يومين في الاسبوع.‏ والطريف هو انني اجني مالا في الساعة اكثر مما يجني بعض الذين اعمل عندهم.‏ لكني انظر الى العمل كوسيلة لتحقيق غاية.‏ فهو يبقيني في عمل الفتح،‏ وأنا لست نادمة.‏»‏

      ولدى ستيڤ شعور مشابه.‏ يقول:‏ «عندما ابتدأت بالفتح،‏ قال لي البعض:‏ ‹ماذا ستفعل اذا تزوجت وصارت عندك عائلة؟‏ هل ستتمكن من كسب مال يكفي لتعيشوا؟‏› وتبيَّن في النهاية انه بقيامي بأنواع مختلفة عديدة من الاعمال حصلت على خبرة في كل ما يمكنكم تخيُّله تقريبا.‏ ومع وجود زوجة لأعيلها الآن،‏ اجد انني اجني مالا اكثر من بعض خريجي الجامعات الذين يعملون في الوكالة حيث اعمل.‏»‏

      ربما يطلب الآباء غير المؤمنين من اولادهم القاصرين ان يحصِّلوا ثقافة اضافية،‏ ولديهم الحق المؤسس على الاسفار المقدسة في ذلك.‏ ولكن،‏ في حالات كهذه،‏ وانسجاما مع متى ٦:‏٣٣‏،‏ يمكن للاحداث ان يدرسوا مقرَّرات تساعدهم على الصيرورة نافعين اكثر في خدمة يهوه او حتى تسمح لهم بالانخراط في الخدمة كامل الوقت والذهاب الى المدرسة في الوقت نفسه.‏

      الثقافة الاعظم

      ان شهود يهوه جميعا،‏ بصرف النظر عن مستواهم الثقافي،‏ لديهم امر مشترك.‏ فهم يدركون ان الثقافة الاهم المتوافرة اليوم تنبع من كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ تقول يوحنا ١٧:‏٣‏،‏ ع‌ج:‏ «وهذا يعني الحياة الابدية ان يأخذوا المعرفة عنك انت الاله الحقيقي الوحيد وعن ذاك الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح.‏» فبصرف النظر عن الثقافة الدنيوية التي يتلقاها المسيحي،‏ يجب ان تُعطى الاولوية لأخذ المعرفة عن يهوه وابنه يسوع.‏

      ورسم مسيحيو القرن الاول المثال في ذلك.‏ فقد ‏‹(‏تثقَّف)‏ مَنايِن مع هيرودس رئيس الربع،‏› لكنه كان حاضرا ونشيطا بين انبياء ومعلِّمي جماعة انطاكية.‏ (‏اعمال ١٣:‏١‏)‏ وبشكل مشابه،‏ تلقَّى بولس ما يمكن اليوم مقارنته بثقافة جامعية.‏ ومع ذلك،‏ بعد ان صار مسيحيا،‏ ابقى المعرفة التي اكتسبها في مكانها.‏ وبدلا من استعمالها لفرض هيبته على الآخرين،‏ استخدم معرفته في مجال علم الاجتماع،‏ القانون،‏ والتاريخ ليكرز لأناس من كل الانواع.‏ —‏ اعمال ١٦:‏٣٧-‏٤٠؛‏ ٢٢:‏٣؛‏ ٢٥:‏١١،‏ ١٢؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏١٩-‏٢٣؛‏ فيلبي ١:‏٧‏.‏

      لم يُعرَف مسيحيو القرن الاول بشكل رئيسي بمستواهم الثقافي.‏ فقد كان كثيرون ‹عديمي العلم وعامِّيِّين،‏› اي انهم لم يتلقَّوا التدريب في مدارس الربابنة.‏ لكنَّ ذلك لا يعني انهم لم يكونوا مثقَّفين.‏ على العكس،‏ كان هؤلاء الرجال والنساء مُعَدِّين للدفاع عن ايمانهم —‏ مقدرة برهنت على تلقيهم تعليما متين الاساس.‏ —‏ اعمال ٤:‏١٣‏.‏

      لذلك يهتم جميع المسيحيين بالثقافة.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يسعَون الى ‹تيقُّن الامور الاكثر اهمية،‏› مبقين الثقافة —‏ وأيّ مسعى آخر —‏ في مكانه المناسب.‏ —‏ فيلبي ١:‏٩،‏ ١٠‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a والجدير بالملاحظة هو ان الرسول بولس المثقَّف ثقافة عالية اختار اعالة نفسه في الخدمة بواسطة صناعة الخيام،‏ مهنة تعلَّمها على الارجح من ابيه.‏ ولم تكن صناعة الخيام عملا سهلا.‏ فالنسيج المستعمَل المصنوع من شعر الماعز،‏ ويدعى كيليكيوم،‏ كان قاسيا وخشنا،‏ مما يجعل قصَّه وخياطته امرا صعبا.‏ —‏ اعمال ١٨:‏١-‏٣؛‏ ٢٢:‏٣؛‏ فيلبي ٣:‏٧،‏ ٨‏.‏

      b تشير العبارة «التي تُبنى بسرعة» الى طريقة تشييد منظَّمة تنظيما عاليا طوَّرها شهود يهوه.‏ ولا يتقاضى المتطوعون الذين يعملون في هذه المشاريع اجرا؛‏ انهم يقدِّمون وقتهم ومواردهم طوعا.‏ ويُبنى كل سنة في الولايات المتحدة نحو ٢٠٠ قاعة ملكوت جديدة،‏ وتُجدَّد ٢٠٠ قاعة ملكوت اخرى باستخدام هذه الطريقة.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      توصية مستحَقَّة

      قبل سنة من تخرُّجه في المدرسة الثانوية،‏ فكَّر ماثيو بجدّ في طريقة تمكِّنه من اعالة نفسه فيما يتَّخذ مهنةً له العملَ كخادم ديني كامل الوقت من شهود يهوه.‏ وبعد التأمل في القضية بروح الصلاة،‏ شعر ماثيو ووالداه بأن الثقافة الاضافية ستكون نافعة لكي يبلغ هدفه.‏ وهكذا،‏ قدَّم طلبا للحصول على منحة دراسية.‏ وأرفق به مرشد ماثيو المدرسي رسالةَ توصية ذكر فيها:‏

      «خلال السنتين والنصف الماضيتين،‏ سرَّني ان اكون مرشد ماثيو وصديقه.‏ فماثيو انسان متمكِّن في العِلم .‏ .‏ .‏ وله ايمان عميق واقتناع قوي يتخلل علاقاته وأعماله.‏

      «على مر السنين،‏ كان ماثيو يتدرب للخدمة الدينية.‏ والخادم في دينه لا يتلقى تعويضا ماليا.‏ فخدمته هي حقا عمل محبة.‏ وماثيو شاب غير اناني،‏ يهتم كثيرا بالآخرين ويراعي مشاعرهم.‏ ويمكن لهذه المنحة الدراسية ان تكون وسيلة لدعم هذا الشخص المنتذر لخدمة اللّٰه لكي يواصل تدريبه وعمله الطوعي.‏

      «وعلى ذِكر العمل الطوعي وخدمة المجتمع،‏ قضى ماثيو ساعات لا تحصى يكرز من باب الى باب في نهايات الاسابيع وبعد المدرسة وخلال الصيف.‏ وهو يعمل ضمن المجتمع مع تنوع كبير من الناس.‏ وقد اظهر ماثيو قدراته ومهاراته القيادية في ادارة دروس في الكتاب المقدس مع الصغار والكبار على السواء.‏ .‏ .‏ .‏ انه قادر على تشجيع الناس ومساعدتهم على ادراك طاقتهم الكامنة الحقيقية.‏ وفي الصف،‏ يعلِّق المعلمون قائلين انه ذو تأثير ايجابي دائما.‏ انه يقود مناقشات الصف وهو مُحاور فعَّال.‏ .‏ .‏ .‏

      «ماثيو هو احد افضل الشبان الذين سرَّني ارشادهم.‏ وهو محبوب ومحترَم من رفاقه ومعلِّميه.‏ واستقامته هي من اعلى مستوى.‏»‏

      ‏[الصور في الصفحة ٩]‏

      يهتم شهود يهوه بالثقافة بشكل رئيسي لكي يصيروا خداما للّٰه فعَّالين اكثر

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة